القياس التربوي
المؤلف: صلاح الدين محمد أبو الناهية
التصنيف: كتب أخرى
عرض PDFالوصف:
صلاح الدين محمد أبو الناهية، القياس التربوي، الطبعة الأولى، مكتبة الأنجلو المصرية 1994.
مقدمة
لقد استغرق أعداد هذا الكتاب ثلاث سنوات أو يزيد، فكانت رحلة علمية طويلة شاقة ومتعة في أن واحد، وقد انطلق المؤلف خلال جمع المادة العلمية بهذا الكتاب من مفهوم ورؤية محدده القياس التربوي، تستند الى الاسس التالية:
أولاً: ان القياس التربوي هو علم القائم بذاته له أدواته ورسائله ومناهجه فضلا من الفوائد العديدة التي تعود على المعلمين والمربين والمهنيين من جراء معرفتهم ودراستهم له.
ثانياً: ان القياس التربوي ليس هو القياس النفسي أو جزء منه، فلكل منهما طبيعته الخاصة وان كان القياس التربوي يستخدم بعض الادوات او الوسائل او التكتيكات المستخدمة في القياس النفسي فيستفيد منها ولكن في ظروف ومواقف خاصة بطبيعة الحال.
ثالثاً: ان القياس التربوي يخدم في المقام الاول العملية التعليمية، التعلمية، وينحصر اهتمامه في الخصائص والعمليات ذات الصلة بالتحصيل الأكاديمي.
رابعاً: ان الاختبار التحصيلي الصفي هو في مركز القلب ليس فقط بالنسبة للقياس التربوي وانما ايضاً للعملية التربوية برمتها.
وعلى الرغم من وعينا المبكر بهذا المفهوم القياس التربوي، فإننا قد وجدنا القليل من الكتب المطروحة سواء العربية منها أو الاجنبية، التي قامت بمعالجة قريبة من معالجتنا لهذا الموضوع. في حين مال معلم المؤلفين إلى التأكيد على أن التقديم والقياس النفسي والتربوي شيء واحد بل وقد ذهب البعض منهم في كتبه إلى الحديث عن القياس النفسي من بداية الكتاب حتى نهايته، رقم عنوانه العريض الذي يتحدث عن التقويم والقياس النفسي والتربوي تبحث في صفحات الكتاب من القياس التربوي فلا تجده الا في العنوان:
لذا فان هذا الكتاب هو محاولة متواضعة ولكنها جادة، تسعى لتأصيل وتعميق علم القياس التربوي، وابراز هويته، من خلال الجمع بين الاسس والمفاهيم النظرية من جانب والعمليات والجوانب التطبيقية والغنية من جانب آخر، نسأل الله أن ينفع به العلم والمتعلمين. بحيث يكون مرجعا للمعلمين والتربويين والعاملين في ميدان التربية والتعليم في فلسطين ومصر والبلاد العربية.
والله من وراء القصد ،،،
غزة في 10ربيع الآخر سنه 1415هـ
16سبتمبر سنة 1994م
صلاح الدين محمد أبو ناهية
الفصل الأول: التعريف بالقياس
الفصل الأول
التعريف بالقياس
تاريخ القياس
البدايات المبكرة
بدأ وضع الامتحانات والاختبارات منذ أكثر من اربعة آلاف عام، على يد الصينيين الذين استخدموها في مجال الخدمة المدنية واختيار الموظفين الرسميين، بحيث يصل الموظف الى وظيفته بعد ان يكون قد نجح في عدة اختبارات وعلى مدى عدة سنوات قد تصل إلى عشرين عاماً، وفي جو تنافسي شديد مع الاف الافراد في كل اختيار، وهذا يشير الى ان معيار الحصول على الوظيفة أو العمل هو الكفاءة او الاقتدار من خلال التنافس مع الآخرين والحصول على أعلى الدرجات في الامتحان الذى يتكون من بعدة اختيارات) ولم تكن المحسوبية أو الواسطة أو العلاقات الشخصية هي المعيار الوحيد لملء هذه الوظيفة - وهذا يبين لنا بشكل واضح وجلى لماذا ازدهرت الحضارة الصينية وسادت - ونود أن نشير هنا إلى أن الاختبارات كانت تغطى موضوعات الموسيقى، الأدب الشعر والنثر الكتابة والخط و الحساب العلاقات الاجتماعية، الجغرافيا القانون الزراعة القضايا العسكرية، والرماية.
وقبل أكثر من ألف عام تقريباً وبالتحديد في القرن العاشر الميلادي والقرن الحادي عشر الميلادي انشئت المدارس النظامية التقليدية في بعض البلاد العربية مثل المدرسة الناصرية بالقاهرة، أو المدرسة الفورية بدمشق ، أو المدرسة المستنصرية ببغداد، فضلا عن دور العلم ودور الحكمة، ودور الكتب، بالإضافة الى الجامع الأزهر العريق، لتعليم التلاميذ الصغار مبادئ الدين الاسلامي، وقراءة القرآن والكتابة، وفى مرحلة تالية يتعلمون القراءة العربية ورواية الشعر والاخلاق والحساب وفى مرحلة أخرى يتعلمون موضوعات تتصل بالعلوم العسكرية والقانون والشريعة والطب حسب التخصص الذى يختاره الطالب وقد نبغ العديد من العلماء في تلك الفترة المزدهرة من تاريخنا الذى تميز بنهضة ثقافية وعلمية وحضارية كبيرة. تركت بصماتها علينا وعلى الغرب بصفة خاصة.
ولكن ما يهمنا هنا هو طبيعة أو طريقة الاختبارات أو الامتحانات التي استخدمت في تلك الفترة، فقد اعتمدت المدارس، ودور العلم والازهر على الامتحانات الفردية الشفهية أو ما يعرف بالتسميع الشفهي (أو الاختبار الشفهي القصير)، فقد كان هدف التعليم هو تدريب
الصفحة 11
التلاميذ على حفظ القرآن الكريم أو الحقائق أو القصائد الشعرية أو المقطوعات ثم استظهارها أمام المعلم، فاذا تبين للمعلم بعد ذلك ان التلميذ اتقن هذه السورة أو القصيدة فانه يكون قد نجح في الاختبار او الامتحان، وينتقل الى دراسة وحفظ سورة أخرى أو قصيدة أخرى او موضوع آخر، أما إذا رسب التلميذ في الاختبار فيطلب منه المعلم أن يعيد الحفظ والمذاكرة مرة أخرى. وقد شاعت هذه الطريقة في القياس في الدولة الاسلامية وانتقلت الى أوروبا بعد بسبب سهولتها، ومحدودية اهداف التعليم في ذلك الوقت، فضلاً عن قلة الورق وصعوبة توفر المواد الكتابية.
وفي عصر متأخر على الأغلب أدرك المربون وعلماء الازهر مساوئ الاعتماد كلياً على الاختبار الشفهي، وطالبوا بتعديل هذا النظام، فظهر نتيجة لذلك الاختبار الموقفي أو العملي ولعقد هذا الاختبار يقدم الطالب التماساً إلى شيخ الجامع الازهر بأنه يريد أن يمتحن في القانون أو الشريعة أو ... الخ.
فيحدد له يوم الاختبار بعد تزكيته من اثنين من اساتذته على الأقل، وتعقد جلسة الاختبار وتعقد جلسة الاختبار. وفيها يجلس المفحوص في مكان الشيخ أو العالم مقابل الفاحصون وهم العلماء. فيقرأ ثم يناقشونه ويحاورونه ويجادلونه، وقد يستمر الامتحان اثنتي عشرة ساعة وبعدها يعلن نجاحه بدرجه معينة أولى أو ثانية أو ثالثة حسب تمكنه واجادته لهذا العلم أو رسوية.
وقد تأثر الأوربيون بهذه الطريقة فنقلوها عن الازهر وطورها وحسنوها فظهرت في الجامعات المختلفة، وشاعت بعد ذلك كنظام يعتمد عليه في منح الدرجات العلمية التخصص (الماجستير) والعالمية (الدكتوراه)، وهو نظام مازال معمولاً به حتى الآن في جامعة الازهر بالقاهرة.
وفي نهاية القرن التاسع عشر بدأ المربون في استخدام الاختبار التحريري أو الكتابي على اساس ان نتائج هذا الاختبار تدعم نتائج الاختبار الشفهي وتزود المعلمين بأسلوب جديد للقياس. وقد شاع هذا النوع من الاختبار بعد ذلك لسهولة الحصول على الورق والادوات الكتابية المناسبة له، وهذا يشير الى أن هذا التطور لم يؤد إلى الاستغناء عن الاختبار الشفهي بل هو مكملاً للاختبار التحريري بهدف انجاح عملية القياس، لأنه مازال حتى الآن يستعمل على نطاق واسع في تقدير او قياس التحصيل في موضوعات أو مقررات معينة.
الصفحة 12
اختبار رایس
بدأت المرحلة الثانية الكبرى في تاريخ القياس التربوي مع بداية القرن العشرين وظلت تتطور حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم. فقد بدأت هذه المرحلة بظهور اختبارات التحصيل المقننة وبدء تطبيقها على المدارس ويرجع الفضل في ذلك إلى رايس 1897 ,Rice الذي نشر دراسته الأولى بعنوان جدوى تعليم البجاء وفيها صمم اختباراً في الهجاء، لكي يقارن بواسطته بين تحصيل التلاميذ الذين قضوا زمناً طويلاً في تعلم الهجاء بغيرهم ممن قضوا زمناً أقصر في ذلك - ويعد اختبار رايس أول اختبار تحصيلي مقن من نوعه يطبق في المدارس على نطاق واسع - وكان رئيس يهدف الى التحقق من صحة فرضيته التي تنص على ان الموضوعات الكلاسيكية التقليدية يمكن التدريب عليها أو تعلمها في وقت اقل مع الاحتفاظ بالمستوى ذاته من الفعالية، وذلك حتى يتمكن - بناء على النتائج التي يتوصل اليها، وهي الدليل التجريبي الذي يثبت صحة فرضيته - من الدعوة الى ادخال موضوعات او مقررات دراسية جديدة تلقى القبول لدى رجال التربية والتعليم وقطاعات الرأي العام.
وهذا يعني ان رايس لم يكن مهتماً في دراسته بالقياس فحسب، ولكنه على ايضاً بمعالجة بعض المشكلات التربوية التي كانت سائدة في أيامه
حركة الاختبارات المقننة
اثارت دراسة رايس اهتمام المعلمين ورجال التربية بإمكانية وضع اختبارات اخرى على غرار اختبار الهجاء. وتم فعلاً تطوير بعض الاختبارات الأولى المقننة للتحصيل، بحيث طورت هذه الاختبارات واستخدمت على نطاق واسع في الفترة الممتدة من عام1910 الى عام 1930.
وقد طبقت في هذه الفترة مقاييس واختبارات كثيرة (رايسون وآخرون،1965)، فظهر مقياس ثورنديك الخط في عام 1910.
غير أن بناء وتطوير اختبارات التحصيل يمثل جانباً واحداً فقط من حركة الاختبارات المقننة التي ظهرت في بداية القرن العشرين، فقد شهدت تلك الفترة ايضاً، ظهور اختبارات، بحيث يعود الفضل الى بينيه في انتاج أول وسيلة موضوعية لقياس الذكاء في صورة اختبار مدرج عرف باسم »مقياس بينيه -سيمون «ونشر في عام 1905. وفي
الصفحة 13
عام 1916 قام لويس ترمان بنشر صورة مطورة ومعدلة عن اختبار بينيه، صورة تكاد تكون شيئا مختلفاً من المقياس الاصلي، وهي تعرف في الولايات المتحدة باسم مقياس» ستانفورد بینیه. «
وفي الفترة التي اعقبت المحاولات الأولى التطوير اختبارات التحصيل والذكاء تم في زمن قياسي نشر عدد كبير من اختبارات التحصيل والذكاء او الاستعداد المدرسي. وقد ساهمت الحرب العالمية الأولى في الاسراع بوضع وتطوير اختبارات الذكاء والاستعداد لتلبية حاجة الجيش الامريكي في عمليات الاختيار والانتقاء. وبصفة خاصة اختيار رجال المهام الخاصة فترتب على الحاجة لاختبار هؤلاء الرجال من بين الاعداد الكبيرة للمتطوعين المتقدمين للخدمة العسكرية وضع اختبارات جمعية لقياس الذكاء، فظهرت اختبارات جمعية أشهرها اختبار الفا للجيش وهو اختبار لفظي يصلح للاستخدام في حالة المتعلمين والقادرين على القراءة والكتابة، واختبار بيتا وهو اختبار غير لفظي يستخدم في حاله الاميين، وقد طورت هذه الاختبارات بواسطة أوتيس ومعاونوه. كما لقيت الاختبارات التحصيلية نفس الاهتمام فأصدر الناشرون أول مجموعة منها في عام 1919، كان من أشهرها مجموعة اختبارات ستانفورد التحصيل. ولم يأت عام 1990 حتى وصل عدد الاختبارات المقننة المنشورة إلى أكثر من ألف اختبار.
اتجاه التقويم (حركة القياس الكلي أو الجشطلتي).
لقد ظهر التقويم كاتجاه جديد في الاربعينات رافق حركة الاختبارات وهو يرى أن الاختبار مهما كان نوعه أو طريقة اعداده يزودنا فقط بطريقة أو أسلوب واحد من كل الاساليب العديدة التي يمكن بها قياس اهداف التعليم. فاذا ألقينا نظرة على أية مجموعة من الاهداف التعليمية المعروفة، تبين لنا انها تشير الى انماط متنوعة من السلوك. وهذا يعني أن بعضها يمكن تقويمه باستخدام الاختبارات، في حين يتطلب البعض الآخر تقويمه عن طريق الملاحظة، وثمة نوع ثالث من الاهداف يقتضي استخدام اساليب تختلف كثيراً عن الاساليب المطبقة في النوعين السابقين، وإذا أراد المعلم أن ينجح في تحديد مدى تقدم تلاميذه في تحقيق جميع أنواع الأهداف الموضوعة وجب عليه أن يكون مستعداً لاستخدام طرق مختلفة في التقويم.
الصفحة 14
وقد أدى هذا الاتجاه الى وضع عدد كبير من الأساليب والطرق الجديدة وتطوير الاساليب كانت مستخدمة في الفترة السابقة وتعديلها حتى يمكن استخدامها في برامج التقويم المدرسية، فظهرت نماذج مختلفة لاختبارات الشخصية بحيث يعتمد بعضها على اسلوب التقدير الذاتي. في حين أن البعض الآخر منها يعتمد على التقدير الخارجي بواسطة ملاحظين أو محكمين فضلاً عن بعض الاساليب والطرق الإسقاطية مثل اختبار تفهم الموضوع، أو بقع الحبر، كما وضعت أدوات لقياس الميول المهنية والاتجاهات الاجتماعية. وتم تحسين وتطوير طرق قياس العلاقات الاجتماعية، بل واستخدمت التسجيلات القصصية وغيرها من البطاقات وقوائم التقدير والاستفتاءات كوسائل تقويمية يمكن أن تستخدم في تقويم البرنامج الدراسي في المدرسة، أو في التحقق من مدى تحقيق أهداف هذا البرنامج. وقد تعرضت هذه الوسائل والاساليب لعمليات تقنين وتعديل في الخمسينات والستينات من هذا القرن بهدف الوصول الى ادوات تقدير أكثر موضوعية واستقرار.
وهكذا صممت هذه الوسائل والادوات لقياس الاهداف الهامة من التعليم، وبالتالي فان هذا الاتجاه لا يهتم فقط باختبار وقياس عدد من الاهداف التي تتصل بالمهارات والمعارف الظاهرة أو المحسوسة، مثل مهارات القراءة والكتابة والحساب وتفسير اللوحات والرسوم البيانية واستخدام الفهارس. فحسب وإنما تهتم أيضاً بالأهداف الباطنة أو المجردة وغير الظاهرة مثل تنمية الحساسية الاجتماعية والارتقاء بالمشاعر والانفعالات، تذوق الادب والفن احترام المعايير والقيم الاجتماعية، فهم المشكلات الاجتماعية والسياسية.
حركة القياس المعاصرة
ان الذي يلقي نظرة فاحصة على حركة القياس التربوي الحالية يلاحظ أن هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية مؤثرة في هذه الحركة وتسير معاً بشكل متوازي، بحيث يختلف كل اتجاه من هذه الاتجاهات في الإطار المرجعي الذي يعول عليه عند تفسير النتائج التي تحصل عليها بواسطة أساليب القياس، وفي الإطار النظري الذي يحدده، كما تختلف أيضاً في اعداد أدوات أو اساليب القياس.
الصفحة 15
فالاتجاه الأول هو الاتجاه الذي نشأ في احضان حركة القياس الكلية أو الجشطلتية التي ارتبطت بالفلسفة والحاجة الأمريكية للاختيار والانتفاء خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث دعت الحاجة الى اختيار الضباط الاكفاء والأفراد أصحاب القدرات النوعية والمتميزة للمهام والعمليات الخاصة، وهي الفترة التي أفرزت اختبارات الذكاء والتحصيل المقننة، وتبعتها مقاييس اختبارات اخرى للاستعدادات والقدرات والشخصية والميول والاتجاهات، أي ان هذا الاتجاه يمثل ما يعرف بالاختبارات المقننة وهذه الاختبارات تمكن المعلم أو الأخصائي السيكولوجي من تصنيف التلميذ بناء على مقارنة أداءه بأداء اقرانه في التحصيل أو الشخصية أو أي خاصية الخرى بناء على معايير معينة يضعها مصممو الاختبارات والمقاييس المقننة وتكون مبينة بالتفصيل في كراسة التعليمات . ويشار الى هذا الاتجاه بمصطلح القياس المعياري المرجع اما الاتجاه الثاني فهو اتجاه حديث نسبيا نشأ في سبعينات القرن العشرين، وانطلق ايضاً من الولايات المتحدة الامريكية مثله في ذلك مثل أي اتجاه او نظرية او علم آخر بعد النقد الذي وجه للاختبارات المقننة من قبل عما بالقياس التربوي امثال جلیزر 1973) وبوفام 1978) وغيرهم. ويشار الى هذا الاتجاه بمصطلح القياس المحكي المرجع ويعتمد هذا النوع من القياس على تصنيف التلميذ أو تقدير اداء بناء على مقارنة هذا الاداء بمحك معين أو بمستوى سبق تحديده، وبالتالي فهو لا يولى أي أهمية العلاقة أو المقارنة بين وأداء التلميذ واداد أقرانه، والقياس المرجعي المحك يتطلب بناء اختبارات خاصة تعرف بالاختبارات المرجعية المحلة وهي اختبارات تستند إلى مجموعة من الاهداف التعليمية المحددة تحديداً دقيقاً والمصاغة صياغة سلوكية.
اما الاتجاه الثالث فهو يمثل نظرية معاصرة في القياس التربوي تطبق حالياً في كثير من دول العالم في تصميم وبناء الاختبارات التحصيلية واختبارات القدرات ومقاييس الاتجاهات وغيرها من اساليب وأدوات القياس ويشار الى هذه النظرية نظرية السمات الكامنة. وقد طور علماء القياس من هذه النظرية مجموعة من النماذج تعرف بنماذج السمات الكامنة وامل أهمها نموذج راش الذي طور ونشر معالم النفس الأمريكي دايت ويمكن استخدام بهذا النموذج في بناء الاختيارات
الصفحة 16
والمقاييس ولكن تنفيذ يتطلب وجود برامج معينة الحاسب الآلي لمعالجة العمليات الاحصائية المعقدة المطلوبة بنا مثل هذه الادوات وقدا فرز هذا النموذج بعض التطورات التكنولوجية المعاصرة المستخدم المالي في مجال القياس التربوي في نطاق الدول المتقدمة ومن هذه التطورات بنوك الاسئلة والقياس بواسطة الحاسب الألى. والاختبارات المفصلة.
مفهوم القياس
لا يمكن فهم الظاهرة التربوية على نحو دقيق إلا من خلال القياس، وصلية القياس لا تتم إلا باستخدام ادوات واساليب موضوعية صادقة وثابتة، وهي عملية ينتج عنها بيانات ومعلومات تؤدى إلى زيادة معرفتنا وفهمنا لهذه الظاهرة -بيانات ومعلومات تستخدم في اتخاذ قرارات عملية تتعلق بهذه الظاهرة على الفضل وجه ممكن.
فظاهرة الاغماء التي يعاني منها أحد المرضى ويواجهها الطبيب باستمرار لها أسباب كثيرة - كالسكر أو الارهاق العصبي أو الضغط أو العمل - فما هو دور الطبيب في هذه الحالة ؟ لكي يفهم الطبيب هذه الظاهرة، يقوم بعملية أو عمليات قياس مختلفة ، فهو يقيس الضغط ، والحرارة ، ويقدر نبضات القلب وقد يحتل الطبيب دم المريض أيضاً - لاحظ انه في كل هذه الاجراءات يستخدم أساليب ووسائل موضوعية يحصل منها على قيم او تقديرات رقمية أو عددية تبين كم الشيء الذي يقيسه - إن هذه الإجراءات التي يتبعها الطبيب هي عينها عملية القياس، وهو يسعى من جراء ذلك الى الحصول على بيانات ومعلومات تتعلق بظاهرة الاغماء حتى يتمكن من فهمها ومعرفة السبب أو الاسباب الحقيقية الكامنة وراءها ومن ثم يستطيع اتخاذ القرار المناسب باختيار أفضل أنواع الدواء والعلاج المتاح أمامه.
ويواجه الاخصائي النفسي ظاهرة فقدان او نقص أو تدهور بعض الوظائف العقلية الهامة التي يواجه بها المريض مطالب حياته اليومية -مثل تكوين المفهوم أو التفكير لدى أحد المرضى باستمرار سواء كان مقيما في مصحة عقلية أو في عيادة نفسية، ومن المفيد أن يعرف الاخصائي منذ البداية الاسباب الحقيقية التي تقف خلف هذه الظاهرة، وهل تشخص حالة المريض على أنها "قصام" أو "اصابة مخية أو استجابة المطلق لاحظ أن هناك أكثر من صر لهذه الظاهرة بحيث تظهر في الفصاميين وفي المرضي الذين يعانون من اصابات مخية
الصفحة 17
ولكي يحدد الاخصائي السيكولوجي حالة هذا المريض وأي نوع من الأفراد هو يجب أن يقوم بعملية قياس وأن يستخدم فيها اختبارات واساليب موضوعية، فقد يقيس القدرة على تكوين المفهوم اللفظي والقدرة على التعبير الفني عن العلاقات بين شيئين مختلفين باستخدام اختبار المتشابهات في مقياس وكسلر - بلفيو للذكاء، ويقيس التفكير التجريدي لدى المريض باستخدام اختبار الأمثال، ويقيس التصنيف باستخدام اختبار التصنيف اللفظي كما يقيس المقدرة التحليلية التركيبية باستخدام اختبار رسوم المكعبات - لاحظ انه بعد هذه الإجراءات القياسية يحصل على تقدير كمي بالأرقام لوظائف معينة كالتجريد والتصنيف والتحليل والتركيب - بقصد التوصل الى بيانات ومعلومات تكشف عن أسباب هذه الظاهرة. وتحدد بدرجة كبيرة من اليقين حالة المريض، مما يساعد الاخصائي السيكولوجي على اتخاذ القرارات أو القرار المناسب حول أسلوب العلاج الأمثل لهذا المريض، من حيث ادخاله المستشفى أو تردده كل فترة على العيادة الخارجية فقط. فضلا عن كون هذا العلاج يتم بصورة فردية أو في إطار إحدى الجماعات العلاجية.
وتبدو ظاهرة الغش في الامتحانات كواحدة من الظواهر التربوية الشائعة القديمة الجديدة. التي تواجه المعلمين والمربين ورجال التربية بشكل دوري، في كل سنة إلى فصل او شهر، فاذا حاول أحد الخبراء التربويين دراسة هذه الظاهرة وفهمها إذا انتشرت في مدرسة معينة دون المدارس الأخرى لاحظ أن هناك أكثر من سبب لهذه الظاهرة، فقد ترجع إلى الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية أو التربوية، وقد ترجع الى فشل الادارة المدرسية الى الي تسبب المدرسين أو الى ازدحام الفصول أو...... الخ. ولكي يفهم الخبير التربوي هذه الظاهرة ويعرف اسبابها، فانه يلجأ للقياس، ويستخدم في سبيل ذلك الاختبارات وادوات القياس المناسبة، فقد يقيس الدوافع الكامنة للغش عند التلاميذ، ويقيس خصائص المعلم الفعال كما يدركها التلاميذ ومدى توافرها في معلميهم، ويقيس خصائص المناخ المدرسي ويقيس دافعية التلاميذ للإنجاز، كما يستخدم أدوات التقدير لقياس فعالية المعلم والهيئة التدريسية ، وذلك للحصول على بيانات ومعلومات - لاحظ انه باستخدام هذه الاختبارات والاساليب القياسية المختلفة يحصل على تقدير كمي او رقمي يبين كم كل صفة أو خاصية من الخصائص المقاسة ويعطى لها قيمة رقمية أو عددية - تساعد في الكشف عن الاسباب الحقيقية لهذه الظاهرة وتيسر له فهمها، ومن ثم اتخاذ القرار أو القرارات المناسبة حول أفضل الطرق لعلاج هذه الظاهرة، والتخلص من الاسباب أو المواقع التي وجدتها وانت الى شيوعها في هذه المدرسة.
الصفحة 18
فاذا انتقلنا إلى التعليم الصفي فإننا نجد ظواهر ومشكلات صفية كثيرة تواجه معلم الصف ومنها على سبيل المثال أن الانسة فهي معلمة الصف الخامس الابتدائي في مدرسة خان يونس النموذجية ومن أهدافها الهامة أن يتعلم تلاميذها قراءة وفهم القصص الواردة في كتاب القراءة العربية المقرر لهذا الصف وفي أحد دروس القراءة بذاك جهداً كبيراً في تحقيق هذا الهدف سواء في تحليل موضوعات القراءة وشرحها ومناقشتها مع التلاميذ، أو في توجيههم الى ألوان مختلفة من النشاط التعلمي الذي يساعدهم على امتلاك ناصية المفردات الاساسية وربط معانيها بالكلمات الجديدة - إلا أنها عندما طلبت من التلاميذ قراءة درس القراءة وشرح مضمون ما يقرأون تبين لها عدم قدرتهم على ذلك بل وعدم تملكهم من الاجابة على اسكلتها المتعلقة بموضوع الدرس. ولكي تقهم الاسباب الكامنة وراء صعوبة التعليم التي أظهرها التلاميذ فإنها تحتاج القياس ، وفى سبيل ذلك فإنها تستخدم الاختبارات واساليب التقدير الأخرى للحصول على معلومات دقيقة ووافية حول مستوى استعداد التلاميذ وقدراتهم العالية، فقد تجرى اختباراً كتابيا قصيراً يتضمن أسئلة معينة لتقدير مستوى التلاميذ، وقد تجري اختبارات اخرى تقيس الاستعداد والقدرة أو الكفاءة أو الذكاء العام، وقد تستخدم لمطلوب الملاحظة أو الاسفاء الجيد التلاميذ للتحقيق هدفها ، وتساهم هذه الاساليب والاختبارات في الكشف عن أسباب هذه المشكلة أو الظاهرة.
وتمكن نتائج الاختبارات والقياسات المختلفة المعلمة -وهي البيانات الرقمية التي حصلت عليها عن طريق القياس -من الحكم على حالة التلاميذ وتقدير مستواهم ومن ثم اتخاذ القرار المناسب حول الفضل الطرق لعلاج هذه الظاهرة، وذلك بإعداد خطة علاجية أنية سريعة وخطة الخرى طويلة الاجل على امتداد العام الدراسي الدروس القراءة العربية.
وتؤكد هذه الأمثلة على أن فهم ومعرفة أي ظاهرة أو خاصية معرفة حقيقية يتطلب بالضرورة توفر معلومات وبيانات منها، في حين أن الحصول على هذه المعلومات لا يتم إلا بالقياس
وهكذا فان القياس هو تكميم للظاهرة أو الخاصية، فهو يعطينا وصفاً دقيقاً وكمياً لهذه القاهرة أو الخاصية، وصفا يعتمد على مقاييس او ادوات او وسائل تصل بواسطتها الى نتائج كمية، نتائج ممثلة في بيانات رقمية ومعلومات تيسر لنا فهم هذه الظاهرة أو الخاصية. واتخاذ قرار ما بشأنها.
الصفحة19
وهذا التصور يتفق مع رؤية معظم علماء القياس التربوي مفهوم القياس، فيشير ثورنديك ورفاقه
(10-9P. ,1991 .Themdike, et at )إلى أن القياس "هو ظاهرة أو خاصية معينة، ويتم باستخدام سلسلة من الاجراءات أو العمليات التي تستثير بها هذه الخاصية لو نستدل عليها، مما يؤدى الى امكانية التعبير عن مقدار هذه الخاصية في صيغ كمية " في حین يری بروان (11.Brown 1984, P)ان القياس هو التحديد الرقمي السلوك أو الخصائص وفق قواعد محددة، بحيث تتضمن عملية قياس اي خاصية : أساليب قياس دقيقه ومناسبة أو عمليات وقواعد محددة لتعيين قيم عددية الخاصية أو لأداء الفرد على اختبار يليس هذه الخاصية ، أما جرونلند 5).,P 1985 Gronlund,) فيشير القياس بأنه عملية الحصول على وصف رقمي للدرجة التي يمتلك بها الفرد خاصية معينة .
ويستخدم مصطلح القياس ايضا في الاشارة الى عملية القياس، وعملية القياس تشير الى كل من الاجراءات والاساليب المستخدمة في القياس) أدوات القياس)، والقيمة الرقمية التي تحصل عليها من القياس (نتائج القياس) (Mehrens & Lehmann, 1984,P .4) . ويذكر ثورنديك ورفاقه (Thorndike, et at., 1991, P.9) ان القياس يتضمن ثلاث عمليات او خطوات أساسية هي :
(1) تحديد الخاصية المراد قياسها او تقديرها (2) تحديد مجموعة الاجراءات التي يمكن عن طريقها ابراز هذه الخاصية حتى يمكن ملاحظتها، فيسهل قياسها، (3) بناء او تصميم مجموعة من الاساليب أو الادوات الترجمة هذه الملاحظات الى مصطلحات او صيغ كمية أو قيم رقمية.
و یری فرج (1989، ص 44-46) أن مصطلح القياس يتسع بحيث يتضمن عملية القياس، والأداة المستخدمة في القياس، ووحدات هذه الإناء أو المقياس سواء أكانت بوصات الم سنتيمترات ام بنوداً في اختبار، والقيمة العددية المعدة عن نتيجة استخدام هذه الاداة في قياس شيء ما ويعبر عن نتيجة القياس -باستثناء الحالات الاقل دقة التي تقوم على تقديرات او احكام ذاتية -بكمية أو درجة تقابل بينها وبين خصائص الأشياء، ويعني ذلك وجود ثلاثة عناصر او اطراف في عملية القياس هي: (1) الاشياء او الخصائص التي تقيسها. (2) الاعداد والارقام التي تشير بها لهذه الاشياء، (3) قواعد المقابلة بين الاشياء والارقام.
الصفحة 20
وهذا يعنى أن القياس عملية تؤدى إلى الحصول على قيمة رقمية أو كمية الخاصية معينة بواسطة أداة أو اختبار تم بناء لتقديرها بهدف تحديد كمها، وفهمها لاتخاذ قرار ما بشأنها، فنحن مثلاً نقيس خاصية الذكاء عند التلميذ بواسطة أداة أو اختيار وضعناه، وذلك بحساب عدد العبارات التي أجاب عليها التلميذ اجابة صحيحة، فيعطى التلميذ درجة أو قيمة رقمية، هذه الدرجة أو الرقم هي تقدير كمي يساهم في اعطاء وصف دقيق لكمية هذه الخاصية ومدى توافرها عند التلميذ وهي ايضاً معلومة تيسر اتخاذ قرار ما بخصوص هذا التلميذ.
وفى ضوء ما تقدم يمكن تعريف القياس على النحو التالي: القياس هو عملية تقدير رقمية أو كمية المقدار ما يملكه فرد معين من صفة أو خاصية من الخصائص بمقياس معين، ووفقا القواعد معينة.
القياس والعد
القياس عملية تقدير رقمية أي بالأرقام المقدار ما يملكه فرد معين من صفة أو خاصية معينة ووفقا للقواعد معينة، وهذا يعني انه يتضمن العد وعلى الرقم من هذه العلاقة بين القياس والعد الا انهما متمايزان بوضوح وبينهما فروق. ولكن الفرق الاساسي بين العد والقياس هو ان العد دقيق والقياس تقريبي فإذا سألنا من عند المعلمين في المدرسة فسوف تحصل على جواب واحد دقيق ومضبوط، كما اننا ستحصل على نفس الاجابة إذا أعدنا نفس السؤال في حين اننا إذا قمنا بالسؤال عن طول قضيب من الحديد فريما تتجمع لدينا أكثر من اجابة، وهذا يتوقف على طبيعة اداء القياس المستخدمة ومدى دقتها. فاستخدام مسطره عادية في القياس يعطي لجابة معينة، في حين ان استخدام اداة قياس أكثر دقة وحساسية يعطى اجابة أخرى مختلفة.
وهذا يعني أن العد يكون بوحدات كاملة، فعدد المعلمين في المدرسة هو 45 معلما، ولا يمكن ان يكون 45,3 معلما، في حين ان القياس يحتمل أجزاء من الوحدة أو كسور، فطول قضيب الحديد قد يكون 17,21 سنتمتراً أو ,9018سنتيمتراً. وهنا نود تشير الى ان درجات تحصيل الطلاب في المقررات الدراسية المختلفة تعتبر قياسات، على الرغم من تعبير المعلمين عنها بأعداد صحيحة، وذلك لأنها درجات او ارقام تقريبية، بحيث انه إذا تمت اعادة تصحيح أوراق اجابة الطلاب من قبل معلم أخر فقد يحصلون على درجات أخرى مختلفة، هذا
الصفحة21
فضلا عن أن القياسات التربوية جميعها تقريبية ولم تصل في دقتها إلى القياسات الطبيعية كالطول والوزن.
ويميز علام (1985ص13) بين القياس والعد في إطار البيانات التي تحصل عليها، على اساس ان هذه البيانات يمكن تقسيمها إلى صنفين: بيانات تحصل عليها من طريق العد وهذه تكون على شكل تكرارات أو نسب مئوية، وبيانات تحصل عليها عن طريق القياس وينتج عنها لقيم قياسية تمثل الظاهرة المقاسة بدرجة تقريبية، وهذا التقريب يعتمد على دقة اداة القياس المستخدمة. كما يمكن استخدام الاساليب الاحصائية في تحليل صنفي البيانات.
القياس والاختيار
لقد تبين لنا من المناقشة السابقة ان عملية القياس تتضمن بالضرورة استخدام اداة قياس مناسبة، وأداة القياس الاساسية التي يستخدمها المعلم باستمرار في قاعة الصف هي الاختبار.
والاختبار هو الاجراء المنظم الذي ييسر للمعلم قياس خاصية معرفية معينة، كالتحصيل في العلوم مثلاء لدى مجموعة من الطلاب بهدف الحصول على بيانات رقمية يمكن استخدامها في اتخاذ قرارات معينة. وهذا يعني أن الاختبار لا يستخدم فقط في تحديد تحصيل الطلاب في الموضوعات الدراسية المختلفة وبالتالي قياس نتاج عملية التعلم، وإنما أيضا في تسهيل عملية التعلم نفسها.
ويسبب من طبيعة وأهمية الاختبار فاقد افردنا معظم الفصل الرابع للحديث عن الاختبار. وتعريفه وخصائصه وأهميته وانواعه.
القياس والتقويم
هناك خلط شائع وعدم تمييز واضح بين مفهومي القياس والتقويم، ويظهر بشكل واضح في اجابات بعض المعلمين، فاذا سكت أحدهم ما هو موضوع درس اليوم؟ فيرد قائلا سوف اقوم باختبار الطلاب في مادة العلوم، أو يريد سوف اقوم بتقويم أو تقييم تحصيل الطلاب في مادة العلوم" أو "سوف نقوم بقياس تحصيل الطلاب في مادة العلوم".
الصفحة22
وبالرجوع الى مفهوم القياس نجد أن القياس يهتم بالتحديد الكمي للخاصية، ومن ثم فهو يعطى وصفا رقميا لهذه الخاصية. وهذا يعني ان القياس يجيب على السؤال كم هو المقدار أو الكمية الموجودة من هذه الخاصية لدى الفرد؟ وبمعنى آخر فالقياس يعطى وصفا لأداء الفرد دون التدخل او التعليق على هذا الاداء من حيث درجته أو قيمته أو نوعيته، فاذا حدث التدخل أو التعليق أو التفسير لهذا الاداء أو الخاصية طبعا) فإننا نكون قد تجاوزنا الوصف او الكم وبدأنا عمليه اخرى في عملية التقويم. فالتقويم يهتم بالنوع بالجودة بالقيمة، وهو يجيب على السؤال ما مدى كفاءة أو جودة هذا الشي؟ وكيف يكون الشيء جيدا أو حسناً؟
ونوضح الفرق بين القياس والتقويم في المثال التالي: حيث أجرى أحد المعلمين اختباراً مكوناً من خمسين فقرة على طلاب صفه، وكان الطالب سعيد، أحد هؤلاء الطلاب، فسأل المعلم كيف كان اداؤه في الاختبار، أو ما هي درجته على الاختبار، فأجابه بأنه حصل على 40 درجة. هذه النتيجة من الدرجات هي قياس، وهي أيضا وصف المستوى اداء سعيد، أما إذا سأل سعيد المعلم عن المستوى الذي حصل عليه أو وصل اليه من خلال هذه الدرجة. فأجابه بأن الدرجة 40 تساوى جيد جداً، فهذا هو التقويم، لان المعلم هنا قد تدخل وفسر درجة سعيد ثم أعطى حكما على مدى حسن اداءه. وهذا يعنى ان الوصف الموضوعي للأداء ممثلاً في الدرجة على الاختبار، هو عملية قياس، في حين ان الوصف الذاتي للأداء ممثلاً في التحليل والتفسير والحكم على الدرجة على الاختبار، هو عملية تقويم.
وهذا يعني أن عملية القياس أيا كان اسلوبها ونوعها هي عملية اساسية وممهدة العملية التقويم. بحيث توفر عملية القياس البيانات والمعلومات اللازمة لعملية التقويم، والتي يتم جمعها عادة بتطبيق الاختبارات وأدوات القياس الاخرى، ومن ثم فان هذه البيانات الرقمية تشكل القاعدة الاساسية التي تبنى عليها عملية التقويم. وتتم هذه العملية بعد أخذ كل البيانات الممكنة والمطلوبة عن الخاصية أو الموضوع المراد تقييمه، ومعالجتها بطرق منطقية أو احصائية أو تحليلية معينة، بحيث يمكن في النهاية الوصول الى حكم عن قيمة هذه الخاصية أو عن مستوى فعالية الموضوع المراد تقييمه.
ويستخدم التقويم بشكل مستمر في فحص فعالية البرنامج المدرسي ككل ومدى تحقيقه للأهداف التربوية المنشودة، فهو يستخدم في تقويم فاعلية أساليب التدريس المستخدمة من قبل المعلمين، وفي التحقق من مدى ملائمة المنهاج (محتوى المادة الدراسية) المستويات الطلبة
الصفحة23
المخصص لهم، وكذلك من حيث قدرة هؤلاء الطلاب على استيعاب وتحصيل مادته العلمية.
فضلا عن مدى مراعاة هذا المنهج أو المحتوى الحاجات الطلاب وميولهم. وفي مجالات الارشاد النفسي والتوجيه التربوي سواء عند تقديم المساعدة والعون للطالب في مواجهة مشكلات التوافق التي يعاني منها، أو عند تقديم المساعدة له في اختيار المهنة التي تناسبه وتتفق مع امكانياته وقدراته فضلا عن ميوله واهتماماته. وتستخدم عمليات التقويم ايضا عند اختيار الطلاب لمهام خاصة أو عند قبولهم في دراسات علمية متميزة.
دور القياس في التدريس
لقد كانت العلاقة في الماضي بين القياس والتدريس محصورة فقط بتحديد الناجحين والراشدين في تعلم أو تحصيل موضوع او مقر دراسي، حيث ان استمرار المتعلم في الدراسة كان يعتمد على حجم تحصيله الدراسي مقاسا بنتائج الاختبارات التي طبقت عليه. ثم تغيرت العلاقة في وقتنا الحاضر -لكي تواكب على الاقل هذ النمو المتسارع للعلم والمعرفة الذي اجتاح كل مجالات الحياة -وتغير الدور ايضا وتغيرت معها ومن قبلها النظرة إلى مختلف جوانب العملية التربوية وأصبح هدف التربية وعمليات التدريس هو أحداث تغيير ماء لو تغييرات محددة، في المتعلم. وهو ما يشير بالضرورة إلى أن كل موضوع أو مادة دراسية او دورة تعليمية او برنامج دراسي يجب ان يحدث تغييراً ما، وإن كان بدرجات متفاوتة، في كل متعلم قد درس او تعلم هذه الموضوعات أو المواد الدراسية، أو التحق ببرنامج أو دورة معينة، وأن التغيير الذي يحدث في المتعلم يرجع الى تأثيرات عمليات التعلم والتدريس وخاصة المنهاج ومحتوى المادة الدراسية من ناحية، واساليب التدريس التي يستخدمها المعلم من ناحية أخرى. ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو من الذي يستطيع ان يحدد لنا ان تغييراً ما قد حدث في المتعلم أو عند المتعلمين جميعاً في نهاية تعلمهم الموضوع او وحدة دراسية معينة وان هذا التغيير فعلا هو التغيير المرغوب فيه أو المطلوب تحقيقه في المتعلم؟ بداية نقرر ان التغيير أن يحدث بنفس الدرجة لدى جميع المتعلمين فهناك بطبيعة الحال فروقا فردية بينهم. ولكن في جميع الاحوال فان القياس التربوي بأدواته وأساليبه المختلفة هو السبيل الوحيد للوقوف على هذا التغيير، ومن ثم تقدير قيمته والحكم عليه، من حيث كونه هاما أو غير هام.
الصفحة24
وفى ظل الرؤية الجديدة للتربية والقياس ايضا، فان ادوات القياس واساليب المختلفة. وخاصة الاختبارات منها، لم تعد مقصورة على اعطاء الدرجات للاستعانة بها عند تكوين الاحكام واصدار القرارات الخاصة بترفيع أو رسوب الطلاب، وانما هي أيضا وسيله وأداة التوفير البيانات والمعلومات من الممارسات التعليمية المختلفة وذلك بهدف تحسين عمليات التعلم والتدريس وتعديلها نحو الافضل. وفي هذا المقام، فإننا ننوه بأنه في كل خطوة أو ممارسة تعليمية في قاعة الصف، فإننا نستخدم الاختبار او أي اداة قياس أخرى، فعلى سبيل المثال نحن نستخدم ادوات القياس في بداية تدريس الموضوع او الوحدة الدراسية، وفي نهاية تدريس هذه الوحدة، وربما خلالها ايضا والبيانات الناتجة عن عملية القياس هذه تزود المعلم، والقائمين على التدريس بمعلومات هامة عن مدى تحصيل الطلاب أو استيعابهم للمادة الدراسية، وعن الاجراءات المطلوبة لتحسين مستواهم اذا تبين وجود صعوبات تواجههم، وعن كفاءة اساليب وطرق التدريس المستخدمة، وعن كفاءة المعلم ... الخ وهذا يؤكد مرة أخرى على قضيتين أساسيتين وهما :
(1) العلاقة التلازمية الوثيقة بين القياس والتدريس، وانه لا تدريس بدون قياس.
(2) الدور الحيوي الذي يقوم به القياس التربوي في الجوانب المختلفة للعملية التربوية.
وهي قضايا لم تعطى ما تستحقه من اهتمام في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية في معظم البلاد العربية.
استخدامات نتائج القياس
يتفق معظم علماء القياس على ان القياس هو عملية تقدير كمية لصفة أو خاصية معينة. بحيث يتضمن هذا التقدير إعطاء قيمة رقمية أو عددية لهذه الصفة أو الخاصية، أما القيمة الرقمية أو العددية لهذه الخاصية فهي الارقام او الدرجات التي نحصل عليها بواسطة الاختبارات أو أساليب القياس الأخرى. في حين أن الدرجات او الارقام المستمدة من عملية تطبيق هذه الاساليب فهي البيانات والمعلومات التي تحصل عليها من عملية القياس.
والمعلومات التي تحصل عليها بواسطة اساليب القياس المختلفة ليست هدفاً بحد ذاتها ولكنها وسيلة تستخدم لخدمة اهداف معينة، فنحن نحصل على معلومات أو بيانات رقمية عن
الصفحة 25
طريق القياس تمكننا من تقدير السلوك الانساني والوظائف النفسية المختلفة وتيسر لنا عملية اتخاذ القرارات الخاصة بالفرد أو الجماعة.
وتعتبر البيانات أو المعلومات المستمدة من الاختبارات أو أدوات القياس الأخرى هي اساس الاجراءات التي يتخذها الباحثون التربويون والاخصائيون النفسيون للتحقق من صحة نظرية معينة أو صلاحية طريقة معينة في الارشاد او التوجيه او التدريس أو حتى العلاج. فالقياس والتقدير الكمي هو أساسي في البحث النفسي والتربوي، بحيث أن التقدم المعرفي في العلوم السلوكية بصفة عامة وفي كل من علم النفس والتربية التجريبية -وهي علوم التربية المتصلة بعلم النفس اتصالاً وثيقا -بصفة خاصة سوف يقلل مستنداً إلى الطرق الكمية التي تساعدنا على الوصول الى استنتاجات دقيقة ومحددة عن المتغيرات في التجارب النفسية أو التربوية المختلفة، أو عن الفروض المتعلقة بنظرية في الذكاء أو القدرات العقلية او التحصيل او الشخصية أو .... الخ.
وهكذا فإن المعلومات التي تحصل عليها من عملية القياس سواء باستخدام الاختبارات او أساليب القياس الاخرى تستخدم الخدمة عمليات اتخاذ القرارات الخاصة بالفرد والجماعة. وكذلك للخدمة البحث النفسي والتربوي وهذا يتفق مع رؤية مـهـر نزوليمان (1984 ,Mehrens & Lehman)دور القياس من حيث كونه يزود الاخصائيين النفسيين والمعلمين بمعلومات دقيقة وواضحة تساعدهم في اتخاذ قرارات حكيمة، قرارات تتخذ من قبلهم - سواء حول مشكلات او متغيرات او قضايا ما يقومون به من بحوث أو حول الافراد الذين يتعاملون معهم أو حول المنهاج وعمليات التدريس.
وتتخذ القرارات التربوية باستمرار من قبل المشاركين والعاملين المهتمين والطلاب في حقل التربية، فكل فرد يجب أن يتخذ قرارات تربوية في وقت ما قرارات قد تؤثر على عدد كبير من الأفراد مثل قرار ادخال اسلوب النظم في التعليم على مستوى قطاع غزة)، وقد توثر على فرد واحد (مثال: قرار ابراهيم الا يراجع قصيدة الربيع). ومع ذلك فتقع المهمة الأكبر على يد المربين أو الاخصائيين النفسيين بالذات، لأنهم يجب أن يقدموا المساعدة التلاميذ والاباء والمعلمين في اتخاذ القرارات التي تناسبهم في اختيار الجامعة، أو اختيار التخصص او استخدام كتب معينة دون أخرى الدراسة في مجموعة تقوية في الحساب أم لا.
الصفحة26
هل يدرس محمود في المدرسة الاعدادية الصناعية او المدرسة الاعدادية العامة. وغيرها كثير)، وبغض النظر عن من يتخذ القرار ومهما كان هذا القرار كبيراً أو صغيراً، فانه لايت وأن يستند إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات الدقيقة، حتى يكون القرار صحيحاً وحكيماً وتصنف القرارات التربوية الى قرارات تعليمية أو ارشادية أو أدراية أو قرارات مرتبطة بالبحث، وهذا التصنيف افتراضي ومتداخل نوعا ما، فالقرارات التعليمية هي القرارات التي تؤثر في انواع معينة من النشاط الذي يحدث في صف معين، أما القرارات الادارية فهي القرارات التي تؤثر في أنواع النشاط الخاص بالتكوين الكلي للمدرسة
وهذا يبين لنا أهمية البيانات والمعلومات التي يحصل عليها المعلمون أو الاخصائيون بواسطة الاختبارات وادوات القياس الأخرى، فهي تساعدهم على فهم ومعرفة الأفراد أو التلاميذ الذين يتعاملون معهم، وتخطيط البرامج الارشادية او التعليمية المناسبة لهم. وتشخيص صعوباتهم سواء في التعلم أو التدريب أو العمل، وتحديد استعدادهم في التعلم والتدريب وبالذات في تعلم خبرات جديدة، وكذلك في تقسيمهم او تصنيفهم إلى مجموعات ذات خصائص معينة (متجانسة) أو ارشادهم وتوجيههم تتخطى العقبات أو المشكلات التي تحول دون تكيفهم النفسي مع جو العمل أو المدرسة أو المصنع، وحيث انه في كل حالة من هذه الحالات يجب اتخاذ قرار ما قرار يتعلق بجانب أو آخر من حياة الفرد، فإن هذا القرار يجب ان يكون احكم قرار يمكن اتخاذه، وحتى يكون كذلك فيجب ان يكون مبنياً على معلومات دقيقة وصادقة.
وتبرز حيوية الاختبارات وتزداد اهميتها في الدراسات والبحوث النفسية والتربوية. وبصفة خاصة في التحقق من صحة الفروض الموضوعة في البحث، أو عند الاجابة على التساؤلات المحددة في المشكلة التي يعالجها، ويبدو واضحاً أننا لن نصل الى أي بيانات كمية ودقيقة من متغيرات هذا البحث بدون استخدام الاختبارات بحيث تمكننا هذه البيانات من اتخاذ القرار أو القرارات المناسبة. فعلى سبيل المثال، المعلم الذي يبحث عن الاجابة على السؤال التالي: هل يتعلم الطلاب بطريقة أحسن في جو التعاون أو في جو التنافس، فانه يلجأ الى القياس والاختبارات عند تصميمه لتجربة البحث، ليحصل منها على بيانات تساعده في اتخاذ القرار لتبنى الطريقة في الجو الافضل.
الصفحة 27
الفصل الثاني: منطق القياس
الفصل الثاني
منطق القياس
طبيعة القياس
القياس في العلوم الانسانية وخاصة التربية وعلم النفس لم يصل الى نفس المستوى الدقيق المعمول به وفق نظم معينة كالعلوم الطبيعية أو البيولوجية وذلك لتعقد طبيعة القياس وموضوعه، فالقياس في العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء يخضع لقوانين ونظم ثابتة ومحددة، وبالتالي فهو أدق انواع القياس ومن ثم لا تقبل به الاخطاء مهما صغرت، كما أن العلوم البيولوجية كالنبات والحيوان تخضع هي الاخرى لقوانين وقواعد منظمة ولكنها أقل تحديداً ودقة، حتى تقابل طبيعتها المتغيرة والعوامل العديدة المؤثرة عليها، وبالتالي فان قياسها يتأثر بذلك وتكون أقل دقة مقارنة بالعلوم الطبيعية .
فاذا انتقلنا الى العلوم الانسانية، نجد أن موضوع القياس فيها هو الانسان، في سلوكه ومجالات حياته المختلفة في استعداداته وتحصيله وذكاءه وقدراته، في مشاعره وانفعالاته ودوافعه واهتماماته، في حركته وخموله، في تكيفه وصحته، وانحرافه أو مرضه، وهو في حركته وسلوكه يسير وفق نظم عامة وعوامل عديدة مؤثرة ولكنها تتميز بالمرونة الشديدة والقابلية للتغير، وهو ما ينعكس بدوره على القياس النفسي والتربوي فيبدو أقل دقة وأكثر عرضة للخطأ مقارنة بالعلوم الطبيعية أو البيولوجية.
على الرغم من قيام علماء النفس ورجال التربية المهتمين بالسلوك وقياسه، بتحليل الخصائص الانسانية للتعرف على المتغيرات المرتبطة، مستخدمين في ذلك طرق التحليل الاحصائي، التي وفرها علم الاحصاء لهم، فأدى ذلك الى تطوير أساليب قياس جيدة ودقيقة. أمكن بواسطتها الحصول على تقديرات دقيقة لهذه الخصائص أو الصفات، تقترب في مستوى دقتها إلى حد كبير من القياس في العلوم الطبيعية.
ومع ذلك فان درجة الموضوعية والدقة تتوفر في المقاييس الطبيعية بشكل أكبر من المقاييس النفسية، فالقياس الذي يستخدمه الفني او اخصائي الحديد لقياس أو تقدير سمك قضيب
الصفحة31
الحديد، يعطى نفس التقديرات دائماً لنفس الأشياء (قضبان الحديد)، فضلاً عن أنه حتى لو تغير الفني الذي يقوم بعملية القياس فان المقياس سيعطي نفس التقدير ايضاً. اما المقياس الذي يستخدمه الإخصائي النفس أو المعلم في تقدير الذكاء أو التحصيل، (وهو كمقياس ذكاء الاطفال مثلاً)، فإننا نجد أن تقديره لخاصية أو سمة الذكاء عند الاطفال أقل دقة وموضوعية. فهو لا يعطى نفس التقدير بالضبط عند اعادة القياس على المفحوصين كما يحدث عند اعادة تقدير سمك قضبان الحديد، بل وقد تختلف درجة الذكاء أو التحصيل باختلاف المعلم أو الاخصائي النفسي.
يبرز من هذا المثال قضية اخرى تتصل بطبيعة القياس النفسي أو التربوي، وهي قضية الخاصية. فالفني الذي يقوم بعملية تقدير سمك الحديد يعرف تماماً أنه يقدر شق معين أو خاصية معينة لشيء محدد وبطريقة مباشرة، وهو مالا يتوفر للأخصائي النفسي أو المعلم فقياس التحصيل او الذكاء يتم من خلال تقدير الخاصية المعينة بطريقة غير مباشرة، وبالتالي فالخاصية غير محددة أمامنا، بل نستدل عليها وتقدرها من خلال السلوك الذي يعبر عنها.
هذا يعنى أننا في عملية القياس نهتم دائماً بخاصية أو صفة معينة من صفات الأفراد أو الاشياء فنحن لا نقيس الأفراد أو الأشياء وإنما نقيس خصائص معينة فيها أو صفاتها
(9. Thorndike, et al, 1991,P) بحيث انه على سبيل المثال، لا تقيس الطفل وانما نقيس ذكاءه او تحصيله او اتزانه الانفعالي، ولا نقيس الاشياء وإنما تقيس خصائصها كالطول أو الوزن أو الكثافة. وبالتالي فإننا في عملية القياس نتعامل مع خصائص الاشياء لا الاشياء كلها -بهدف تقديرها تقديراً كمياً.
وفي هذا الإطار تبدو لنا الخصائص الجسمية كالطول والقصر والبدانة والنحافة) كخصائص واضحة ومحددة تماماً في اذهاننا، في حين أن الخصائص النفسية والتربوية كالتحصيل الدراسي والاستعدادات العقلية الذكاء الابتكار)، وسمات الشخصية (المثابرة. الاهمال الاجتماعية، الانعزالية لا تبدو كذلك، بل وتتطلب جهداً كبيراً لتحديدها تحديداً دقيقاً وصارماً، بيسر قياسها.
فالتحديد الدقيق للخاصية أو لمفهوم هذه الخاصية، وهو الخطوة الأولى التي تواجه المعلم او الاخصائي النفسي عند قياسه لها. فعند قياس دافعية الانجاز مثلا، يواجه المعلم أو الاخصائي النفسي قضايا كثيرة مرتبطة بتحديد المفهوم: ما الذي يقصده بالدافعية للإنجاز؟ وما هي انواع السلوك التي سوف يصفها بأنها سلوك الجازي؟ هل يشير هذا المفهوم اساساً
الصفحة 32
الى السلوك في المواقف العملية ام يكتفي بمعالجة افكار مجردة وهل سيتضمن الاستجابة في مواقف مشكلة وذات طبيعة خاصة ام مواقف مشرفة. وهكذا، ورغم ذلك يبقى لديه فكرة أولي عما يعنيه عندما يصف سلوكاً بانه انجازي، وفي المقابل سيجد أن هناك عناصر أخرى هامة يجب ان يضعها في الاعتبار حتى يكون تعريفه للمفهوم او الخاصية دقيقاً وواضحاً ومحدداً، وهذا ييسر له بعد ذلك تعيين فقرات او الجزاء أو وحدات قياسه، ومن ثم تقديره بدقة.
ولكن الفقرات او الاجزاء تنقلنا الى قضية ثانية وهامة تتغل بالخاصية وعملية القياس ككل انها قضية تحديد مجموعة الاجراءات القياس هذه الخاصية أو الصفة موضوع القياس. فتصميم ووضع مجموعة من الاجراءات يساعدنا في ابراز هذه الصفة وإظهارها، ومن ثم تقديرها. فاذا مينا إلى المعلم أو الاخصائي الذي يسعى للقياس دافعية الانجاز -في المثال السابق -تجد أنه بدأ بقضية تحديد أو تعريف المفهوم الخاصية (دافعية الانجاز)، وهذا التحديد للتعريف يتضمن بالضرورة الأساس والاجراءات التي تظهر الشكال السلوك المرتبطة أو الممثلة لهذه الخاصية أو الصفة، كما أن هذه الإجراءات المتبعة لإبراز هذه الخاصية او الصفة تعنى من الناحية العملية بتعريفها. فاذا هذا بعد ذلك أن تعريف هذه الصفة أو الخاصية هو تعريف اجرائي، فإننا نعني بذلك أن مجموعة الاجراءات التي تظهر هذه الخاصية هي نفسها التعريف الجيد لتلك الخاصية أو الصفة.
وهذا تتضح العلاقة الوثيقة بين تحديد أو تعريف الخاصية أو الصفة وتحديد مجموعة الاجراءات أو الخطوات أو العمليات التي تبرزها انها علاقة تفاعلية هامة، بل مؤثرة على تقدم حركة القياس التربوي بصفة عامة. وبالعكس فعندما تتعدد أو تختلف الرؤى في فهم طبيعة المفهوم او تحديده، فإن ذلك يؤدي بالضرورة إلى الاختلاف أيضاً في كيفية دراسته وقياسه. وبالتالي عدم الاتفاق على مجموعة الاجراءات التي يمكن أن تظهر السلوك الذي يعبر عنه. وكذلك على التعريف الاجرائي لهذا المفهوم مما يعوق القياس، ويوجد مثل هذا الاختلاف تقريباً في تحديد خاصية الذكاء بحيث لا يوجد اتفاق تام بين علماء النفس ورجال التربية حول طبيعة الذكاء وتحديد مفهومة ومعناه مما أنتج في المقابل مقاييس واختبارات عديدة ومختلفة تعكس في واقع الأمر وجهة نظر أصحابها في رؤيتهم الخاصية أو صفة الذكاء وتشير في نفس الوقت الى عدم اتفاقهم على مجموعة الاجراءات أو الوسائل التي يمكن أن تظهر السلو الذكي، والى اختلافهم أيضاً حول التعريف الاجرائي الذكاء.
الصفحة 33
ويسبب هذه الطبيعة الرخوة أو المونة للقياس فقد وضع علماء القياس التربوي والنفسي شروطاً صارمة ومشروعة تحدد منهاج وخطوات القياس من ناحية، وتقابل طبيعته المرنة من ناحية اخرى، فتحيط به وتحميه من المتغيرات والعوامل المختلفة المؤثرة عليه، بحيث يحصل المعلم والاخصائي النفسي بعد ذلك على قياس أكثر دقة الخصائص أو الظواهر السلوكية موضوع القياس.
وبالتالي نجد أن هناك مبادئ أساسية عامة القياس يجب ان تتوفر في اداة القياس حتى تكون صالحة للاستخدام، ومن ثم يمكننا الاطمئنان اليها والثقة في تقديرها، كالموضوعية والثبات والصدق، وهو ما ستتناوله بالتفصيل في الفصول التالية، فضلاً عن شروط اعطاء الاختبارات وادوات القياس التي يجب أن يراعيها ويوفرها المعلم أو الاخصائي النفسي المفحوص (أو التلميذ) بحيث تكي اجابته على الاداة طبيعية وصادقة ودقيقة كما يريد واضع الاختبار. وسوف نتعرض لهذه الشروط ايضاً في موقع آخر من الكتاب.
خصائص القياس
تتبلور طبيعة القياس التربوي وتتضح أكثر فأكثر بعد عرضنا للخصائص العامة التي يتميز بها القياس في العلوم الانسانية بصفة عامة والقياس التربوي بصفة خاصة، وأهم هذه الخصائص ما يأتي:
القياس التربوي كمي
يمكن القول أن القياس التربوي هو تقدير كمي لصفة أو خاصية أو بعد من أبعاد السلوك الأكاديمي المعرفي طبقاً لقواعد معينة، فنحن باستخدامنا للقياس التربوي - بواسطة الاختبارات أو أدوات التقدير أو الاستخبارات تحصل علي بيانات رقمية - أو درجات - تعبر عن مستوى التلاميذ في التحصيل الدراسي أو الذكاء أو القدرات العقلية أو غيرها من الصفات او الخصائص الانسانية، فالتقدير الكمي - أو البيانات الرقمية - أو الدرجات -- هو الذي يصبغ القياس التربوي بصيغة خاصة تميزه من الوسائل الأخرى المستخدمة في وصف أو تقدير السلوك الانساني. وهذا يعني أن التقدير الكمي شرط ضروري القياس التربوي.
الصفحة 34
والحقيقة هي أن التقدير الكمي ولغة الارقام هي التي أنت الي التقدم الكبير في مجالات العلوم النفسية والتربوية بصفة عامة وعلم القياس التربوي بصفة خاصة، بحيث كان لا يمكن لهذا التقدم أن يحدث لولا وجود منطق معين اسسه ثورنديك ويرى أن كل ما يوجد بمقدار، وان ما يوجد بمقدار يمكن قياسه.
القياس التربوي قياس غير مباشر
الظواهر أو المفاهيم التربوية والنفسية لا تقبل التصنيف تحت الحس المباشر، بمعنى أنه لا يمكننا لمس التحصيل أو الذكاء أو الشخصية بأيدينا، ومع ذلك فالتربية التجريبية أو علم النفس كعلم لا يهتم بالشكل أو الحس المباشر لهذه المفاهيم، وإنما يركز على خصائصها. بحيث يهتم بخاصية العصابية أو الانبساطية أو السيطرة. وهذه أبعاد او خصائص الشخصية -وهذا يبين لنا أن القياس التربوي لا يقيس الخاصية المعينة مباشرة، وانما يقيس السلوك الذي يستدل من خلاله على هذه الخاصية، فنحن مثلاً لا تستطيع قياس الذكاء بعينه وانما تستدل عليه من سلوك التلميذ أو أداء أي أننا نقيمه بطريقة غير مباشرة.
ويتفق القياس التربوي في طريقته هذه الى حد كبير مع قياس بعض الخصائص الطبيعية خاصية الحرارة أو الرطوبة أو الكهربائية أو المغناطيسية، فنحن نقيسها بطريقة غير مباشرة، بحيث يمكننا أن تتبين أثرها أو تقديرها على أجهزة القياس الخاصة بها
القياس التربوي نسبي
القياس التربوي قياس نسبي وغير مطلق وذلك لعدم وجود الصفر الحقيقي المعروف في القياس المادي، فالصفر في القياس التربوي هو صفر اعتباطي او تقدیری وليس صفراً حقيقياً. وبعبارة أخرى فإن استخدامه لا يدل على عدم وجود الخاصية او الصفة المعينة. فاذا حصل التلميذ علي الدرجة صفر في اختبار الحساب، فإننا لا تستطيع القول انه لا يعرف شيئا في الحساب وانما لا يعرف الاجابة على هذه العينة من الاسئلة في مقرر الحساب، فاذا تغيرت هذه الاسئلة فانه قد يجيب عليها أو على بعضها اجابة صحيحة، وبناء على ذلك فان الصغر التربوي يعكس في واقع الامر درجة التلميذ في خاصية معينة ولكنه لا يدل بأي حال في عدم وجود هذه الخاصية عنده، ومن هنا لما علماء القياس الى اتخاذ المتوسط متوسط.
الصفحة35
درجات التلاميذ في خاصية معينة كنقطة أصل والاستناد إليه بدلاً من الصفر التربوي عند قياس درجة التلميذ في خاصية معينة وعند الحكم عليها وذلك من خلال بعدها أو قربها عن هذا المتوسط.
القياس التربوي وحداته غير متساوية
وحيث ان الوحدات التربوية ليست مماثلة لوحدات القياس في العلوم الطبيعية كالسنتيمتر مثلاً، فقد استخدم علماء القياس التربوي المعايير المستمدة من أداء التلاميذ أو أداء عينة مماثلة لعينة التلاميذ المفحوصين، كطريقة يتم من خلالها تفسير الدرجة التي يحصل عليها التلميذ في أي اختبار تربوي أو تقسي، وبعبارة أخرى تفسر الدرجة التي يحصل عليها التلميذ في اختيار تحصيل العلوم، بمقارنتها بالمعايير المستمدة من أقرانه أو زملائه في الصف المدرسي وهذا ما ستفصله في موضع آخر. وهذا يعنى أننا إذا طبقنا اختياراً تحصيلياً في مادة العلوم على تلميذين، أحمد وابراهيم، وحصل أحمد على الدرجة 40، بينما حصل ابراهيم على الدرجة 20، فإننا لا تستطيع القول بأن تحصيل محمد ضعف تحصيل سعيد، وتصل إلى نفس النتيجة تقريباً لو طبقنا عليهم اختباراً في الذكاء، وحصل الأول على الدرجة 120، بينما حصل الثاني على الدرجة 60.
القياس التربوي عرفي
يستند القياس التربوي إلى نظم وقواعد تقوم إلى حد كبير على العرف. ويتفق في ذلك مع ميادين كثيرة في العلوم الانسانية مثل استخدام اللغة وقواعد التعامل الاجتماعي في أنها تقوم في أصولها ونظمها على العرف السائد بين العلماء والباحثين في هذه الميادين، ونحن تعنى هذا بالعرف تلك الاساليب والاجراءات المتعارف عليها بين علماء القياس والتي يسير فيها معظم الباحثين في هذا المجال وحيث أن تلك الاساليب والاجراءات خاضعة باستمرار الدراسة والبحث، بحيث تظهر براهين واستنتاجات متزايدة ومتراكمة قد تدعمها أو تدحضها فإنها قابلة للتغير والتعديل. وتغير بعض العرف المتبع يبدو واضحاً على سبيل المثال، عندما يقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغيير بعض قواعد او نظم اللعبة من سنة إلى الخري، وهو هنا بغير ويعدل ويطور الاجراءات القبعة لتنفيذ اللعبة ولكنه لا يلغى كل الأصول والقواعد المشبعة وخاصة تلك التي أثبتت جدواها وصلاحيتها للتطبيق على الأرض.
الصفحة36
ولعل تغير هذا العرف يشير إلى الطبيعة النامية والمتطورة لعلم القياس التربوي، فهناك مفاهيم اساسية ونظم يجب ان يعرفها ويلتزم بها كل العاملين في مجال القياس التربوي. ومع ذلك فان معظم هذه المفاهيم قد تطورت على يد الباحثين والعاملين في القياس منذ بداية هذا القرن وحتى وقتنا الحاضر. وهذا يعنى أنه ينبغي أن يعاد النظر في بعض هذه المفاهيم والنظم في ضوء استخدامها، وفي وجود أدلة أو براهين على قوتها وصدقها أو ضعفها وعدم صلاحيتها
حدود القياس
توجد للقياس حدود واضحة يجب أن يدركها ويعرفها تماما كل من يود أن يعمل في القياس التربوي او يستخدم أدواته كالاختبارات او المقاييس، فهناك أخطاء تصاحب عملية القياس أو تؤثر فيها، وفي اخطاء تقع القياس في أي مجال من مجالات العلوم الأخرى، الا ان وعينا بهذه الاخطاء يعد منها ويضعف تأثيرها إلى أدنى درجة ممكنة، فتحصل على قياس بتميز بدرجة عالية من الدقة والامان. وهذه الاخطاء الحدث من جراء أحد هذه العوامل او كلها مجتمعة، وهي:
(أ) خطأ الملاحظة:
عندما يقوم شخصان بملاحظة شيء معين، واعطانه تقديراً كمياً فاتهما لا يكونان متفقين اتفاقاً تاماً في حكمهما مها كانت ضالة الفرق بينهما. وهذا يعنى أن مقداراً ما من الخطأ يحدث دائماً ، كذلك اذا قام فرد واحد بتقدير احدى الظاهرات ، فإننا نجد ان تقديراته تخلف من مرة لأخرى (الخضرى1989, 101) فاذا طلبنا مثلاً، من اثنين من المعلمين تقدير مثابرة تلميذ وفعاليته الصفية، من خلال ملاحظتهما له في الصف المدرسي ، فانهم سيعطوننا قيم رقمية مختلفة على الرغم من انتا زودناهم بأداة تقدير واحدة، فقد يعطيه الأول 10 درجات في حين يعطيه الثاني 9 درجات ، وهذا الفرق في الدرجة على بساطته الا انه يحدث فعلاً، بل ان هذا الفرق يظهر أيضاً اذا قام أحد المعلمين نفسه بتقدير المثابرة اكثر من مرة.
الصفحة 37
(ب) اداة القياس:
بعض ادوات القياس اكثر دقة من البعض الآخر، فالميزان الحساس اكثر دقة من الميزان الزنبركي الاول يعطينا بأجزاء من الجرام والثاني يعطينا الوزن بالكيلو جرام فقط ولا يقيس الجرامات الزائدة، وفي ميدان التربية يعتبر الامتحان الموضوعي اكثر دقة في الامتحان المقالي، كما ان هناك فرقاً بين امتحان موضوعي بصمه فاحص مدرب وآخر يضعه فاحص لا يدرى عن القياس شيئاً (أبو لبدة 14, 1987) وهذا يعني أن أداء القياس نفسها قد تكون عاملاً آخر من عوامل الخطأ في القياس، مما يشير الى ضرورة انتقاء اداء القياس انتقاماً جيداً عند تقديرنا الصفة أو خاصية معينة بحيث تتمتع هذه الاداة بخصائص أو شروط الاختبار الجيد كالموضوعية والصدق والثبات، فهناك أدوات مختلفة لتقدير أو قياس صفة أو خاصية معينة، تعطي درجات لو تقديرات كمية متقاربة جداً لهذه الخاصية، ولكنها تقديرات مختلفة مهما كانت قيمة أو ضالة هذه التقديرات. وهذا يتطلب من الفاحص الحيطة والحذر عند اختيار أدواته أو عند استخدامها وتفسير نتائجها.
(ج) عدم تحديد الخاصية المقيسة :
سبق أن أوضحنا أن عدم الاتفاق طول طبيعة الخاصية المقيسة يؤدي بالضرورة إلى تباين في قياسها، بحيث ان اختلاف الباحثين وعلماء القياس حول طبيعة المفهوم وتحديده يؤدي الى اختلافهم في دراسته وقياسه، وبالتالي عدم اتفاقهم على مجموعة الاجراءات التي تبرز السلوك الذي يعبر عنه، وكذلك على التعريف الاجرائي لهذا المفهوم. وهذا يعني أننا لو قمنا على سبيل المثال بقياس الذكاء بواسطة اختبارين مختلفين -يشير كل منهما إلى تعريف مختلف للذكاء -فإننا ستحصل على درجتين مختلفتين لنفس التلميذ او لجماعة من التلاميذ.
وحتى نتجنب از اخطاء القياس السابقة فإننا نلجأ إلى ادوات القياس الموضوعية. كالاختبارات والمقاييس التي ثبتت صلاحيتها أو صدقها، ومع ذلك فإننا لا تستطيع القول اننا تثق ثقة مطلقة في هذه الادوات بالمقارنة، بحواسنا أو ملاحظاتنا، بل أن هناك ايضاً حدوداً لهذه الثقة، وحدوداً حول طبيعة ودقة هذه الادوات.
الصفحة38
مستويات القياس
القياس هو عملية تقدير رقمية، انه عملية استخدام الارقام وفق قواعد معينة، وأمل افضل تقسيم لأنواع مستورات القياس هو ذلك التقسيم: الذي اقترحه ستيفنس (1953, 1951 ,Stevens) .
وطوره كوميس والخرين (1964 (Coombs, Dewes, Tversky 1970, Coombs,
(Nannlly ,1981) بحيث أضاف اليه مستويات جديدة ، ولكننا نعرض الآن لاهم مستويات او انواع القياس التي تناسب القياس التربوي ، وفي المقاييس الاسمية ومقاييس الترتيب والمسافة والنسبة. ويختلف كل منها من الآخر من حيث قواعده وحدوده الخاصة. والعمليات الحسابية الملائمة له. وهذا يعني أو يجب أن يكون واضحاً -ان العمليات الحسابية الاولية كالجمع والطرح والضرب والقسمة أن تطبق مع كل أنظمة القياس، كما أن القياس يكون ممكنا انا طبقت بعض العمليات الحسابية الاساسية أو العددية.
وتتدرج مستويات او انواع القياس من أدنى مستوى الى اعلى مستوى بناء على مدى تطبيق او استخدام العلميات الحسابية البسيطة، وكذلك على أساس القابلية للمقارنة. وامكانية المقارنة بين الظواهر أو الخصائص أو الاشياء، وهذه المستويات أو المقاييس هي:
المقياس الاسمي
يعتبر المقياس الاسمي هو أدنى مستويات القياس وأبسطها. وهو يعني استخدام الاعداد لتحديد هوية الأفراد أو الاشياء حتى يمكن تصنيفهم إلى فتات، بحيث تقوم هذه الاعداد مقام الاسماء للأفراد او الاشياء ومع ذلك فان هذه الاعداد او الارقام ليس لها اي مدلول كمي كذلك الذي يفهم منها عادة، فمثلاً، يمكن ان يستخدم الباحث العددين او ليدلا على التصنيف حسب الجنس فيجعل الرقم واحد ليشير إلى الذكور والرقم اثنين ليشير الى الاناث، وهو لا يسعى من جراء استخدام هذه الارقام الى أي مضمون كمي. بمعني أن الرقمين أو لا يدلان على القيم العددية الموجودة فيهما ولا تجري عليها العلميات الحسابية الاولية كالجمع والطرح والضرب والقسمة وانما تجري عليها فقط عملية العد أو التعداد. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالباحث يستطيع أن يستخدم أي رقمين آخرين ليدلا على الذكور والاناث.
الصفحة39
ويمكن أن تستخدم الاعداد في أي تصنيف آخر، فمن الممكن ان تكون التصنيفات حسب الاقامة في المدن، بحيث تعطى هذه المدن ارقاما لتدل عليها فيعطى سكان مدينة رفح الرقم 1 وسكان مدينة خان يونس الرقم 2 وسكان مدينة غزة الرقم 3 وسكان مدينة يافا الرقم 4 وسكان مدينة حيفا الرقم 5، وسكان مدينة عكا الرقم 6 وسكان مدينة القدس الرقم 7 ... الخ. ويكون هذا الرقم بارزاً في هوياتهم الشخصية بحيث يدل على مكان اقامتهم وتبعيتهم لأي مدينة، ولقد يكون التصنيف للأفراد حسب لون عدسة العيون، فتقول عيون زرقاء عيون سوداء عيون خضراء عيون عسلية.
وتستخدم الاعداد في تسمية الحالات الفردية وهذا يكون التصنيف الأشياء أو الفراد نوع وأحد، مثل الرقم الجامعي، فهو رقم يعطى لكل طالب في جامعة الأزهر بغزة، رقم يدل عليه ويظل معه حتى التخرج. والشيء نفسه يقال بالنسبة للكليات والمقررات، ومن هذه الاستخدامات أيضاً تلك الارقام المخصصة لكل لاعب من لاعبي فريق كرة القدم، او ارقام الطرق والشوارع في البلاد المختلفة، فجميع شوارع حي المعادي بالقاهرة مسماة بالأرقام. وجميع الطرق الدائرية الطويلة مسماة بالأرقام ايضاً، فهناك الدائري الأول والدائري الثاني والدائري الثالث ... وهكذا في الاردن وقطر والكويت، وكذلك ارقام التليفونات، والكتب والشعب الصفية في المدرسة، وذلك حتى يمكن تمييزها عن بعضها البعض للتعرف عليها بسهولة.
وهذه الارقام في جميع الحالات المسابقة لا يكون لها ذلك المدلول الكمي للأعداد، بمعنى انها لا تدل على مقدار أو كمية من صفة أو خاصية، وإنما تدل فقط على معنى كيفي او نومي الشي. وبالتالي لا يمكن تطبيق العمليات الحسابية المعروفة كالجمع والطرح والضرب والقسمة في مقاييس التصنيف وإنما يمكن فقط اجراء عملية العد أو التعداد، تعداد للأفراد في كل صنف أو مجموعة. وهذا يعني ان الارقام هنا لا تقبل المقارنة من حيث الكمية وليست مجالاً لتفضيل أو التمييز فالتليفونات في منطقة خان يونس والتي تبدأ بالرقم (85) ليس لها اين ميزة أو فضل من التليفونات التي تبدأ برقم (86) في مدينة غزة، كما اننا لا تستطيع أن تقول ان الرقم (86) تحمل قيمة أكبر من الرقم (85) لان الاعداد كما قلنا ليست الا اسم أو هوية او عنوان للأشياء، ميرنا منها بالرقم، وهو المقصود فعلا لا القيمة العددية التي يحملها. انها ارقام مميزة ومعرفة لهذه الاشياء.
الصفحة40
مقياس الرتبة أو الترتيب
المستوى الثاني من مستويات القياس هو مقياس الرتبة أو الترتيب وهو يقع في مستوى أعلى من مستوى القياس الاسمي على شريح ستيفنس، وهو المضافة إلى مميزات القياس الاسمي فانه يسمح بالمقارنة والمفاضلة، وبالتالي يمكن ترتيب الشواهد او الظواهر او الافراد حسب مسلم معين، ويستخدم هذا النوع من المقاييس عندما تريد أن تنظم البيانات أو ترتب الافراد في سلسلة تبدأ من الادنى الى الأعلى أو بالعكس، بناء على الخاصية المراد قياسها، ولكننا لا تستطيع أن تحدد بدقة الفرق بين أي رتبتين او اي اثنين من هؤلاء الأفراد.
ولعل افضل مثال على مقياس الترتيب هو تقسيم الطلاب الى فنات ولكل فئة تقدير، بحيث تبدأ بمقبول جيد، جيد جداً، وتنتهي بممتاز او اعطاهم رموزاً بدلاً من ذلك بحيث يشير الرمز(أ)إلى الطالب الممتاز، والرمز (ب) إلى الطالب الجيد جداً، والرمز (ج) إلى الطالب الجيد والرمز (د) إلى الطالب المقبول، وهناك أمثلة أخرى لذلك كالرتب العسكرية أو ترتيب المتسابقين حسب وصولهم الى نهاية مسافة السباق على النحو التالي: الأول، الثاني، الثالث الخ. ففرق الدرجات بين الطالب الذي حصل على تقدير ممتاز والطالب الحاصل على تقدير جيداً جداً لا يساوي الفرق في الدرجات بين تقدير جيده وتقدير مقبول، فقد يكون الفرق في الحالة الأولى 50 درجة بينما يكون في الثانية 100 درجة، كذلك فالفرق الزمني بين يطل السباق «الأول، والثاني، لا يساوي الفرق الزمني بين الثاني والثالث أو بين الثالث والرابع، فقد يكون الفرق في الحالة الأولى 3 ثوان بينما في الثالثة قد يكون 3 دقائق.
أي ان هذا المقياس يحدد رئبة الطالب أو المتسابق ومكانته بين أقرانه ولكنه لا ينال على مقدار ما يمتلكه كل منهم من السمة أو القدرة المليسة. كما انه يسمح بعمليات احصائية من نوع أطول أو أقصر أكبر أو أصغر أفضل تقدير أو أقل تقديراً وهكذا. في حين ان العمليات الحسابية مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة لا يستخدم في هذا النوع من القياس.
وهذا المقياس شائع الاستخدام في ميادين علم النفس والتربية لا سيما حيث يتعذر القياس الموضوعي كما في التربية البدنية والموسيقى والخط والفناء أو عند دراسة المواقف والميول، ولذا فإننا نعطى رتباً لان تحديد الكم او المقدار أي مدى الجودة والافضلية بناء على أمس موضوعية دقيقة أمر متعذر. ونظراً لأن وحدات مقياس الرتب متساوية ظاهرياً وغير
الصفحة40
متساوية فعلياً أذ أن الفروق المتساوية في الرتب لا تدل على فروق متساوية في العلامات الخام فإننا لا نستطيع جمعها لو طرحها او قسمتها او ضربها او استخراج متوسطها وانحرافها المعياري، ولكننا نستطيع استخراج الوسيط إذ أنه يتوقف على التوزيع التكراري وليس على العلامات، كما يمكن ان تحولها إلى رتب متينية، أو أن تستخرج لها معامل ارتباط الرتب.
مقياس المسافة
المستوى الثالث من مستويات القياس هو مقياس المسافة، أو الفترة أو الوحدة المتساوية، وهو يقع في مستوى أعلى من مستوى القياس الترتيبي، وحيث ان وحدات القياس في هذا المستوى متساوية فهو أدق من المقياسين السابقين، كما انه يمدنا بمعلومات عن كم او مقدار الخاصية التي نقيسها، ومن الفرق بين كمية هذه الخاصية في فرد او شيء وكميتها في فرد أو شيء آخر، بحيث يوفر لنا معلومات من انتظام الفروق في الخاصية.
وتعتبر الامتحانات المدرسية والاختبارات التعليمية وكذلك النفسية من هذا النوع من المقاييس وعادة ما ينظر المعلمون الى الدرجات على اختباراتهم التعليمية باعتبارها مقاييس وحدات متساوية، وبهذا المعنى فان الدرجة التي يحصل عليها التلميذ في اختبار الحساب تقاس بمقياس المسافة، فاذا حصل على الدرجة 50 وحصل زميله على الدرجة 40، فمن السهل ان تقول ان الفرق بين الدرجتين هو 10، وأن مجموع الدرجتين هو 90 وان المتوسط لهما هو45. وبالتالي يمكننا في هذا المستوى أن نجري معظم العمليات الحسابية كالجمع والطرح والمتوسط والوسيط، ولكننا لا نستطيع ان تجري عملية حسابية هامة، وهي عملية القسمة، أي قسمة درجة على درجة اخرى، وذلك لعدم وجود صفر حقيقي أو ما يعرف بالصفر المطلق الذي يعني العدم.
فالصفر في هذا النوع من المقاييس هو صفر اصطلاحي، وهو ليس الصفر المطلق، الذي يعني العدم، مثل هذا التدريج المسافة او الفترة، يوجد في الدرجات التي يحصل عليها الطلاب في المقررات الدراسية، وهو نوع من مقياس الفترة أو المسافة، ووحدة القياس فيه واحدة الى ان المسافة على الاختبار بین أي درجتين هي نفسها المسافة بين أي درجتين آخرتين. اما الصفر على الاختبار فهو اصطلاحي، أي أننا اصطلحنا على تعيين الدرجة
الصفحة 42
صفر لتدل على عدم قدرة التلميذ أو الطالب على الاجابة على هذه المجموعة من الاسئلة. واذالك فأن الصفر لا يعني القدم، وبعبارة اخرى فان الدرجة صفر لا تعنى أن التلميذ، لا يعرف شيئاً في المادة التي امتحن فيها، وبالتالي فالصفر هذا ليس هو الصفر المطلق.
وهنا تبرز حقيقة هامة، وهي أن مقاييس المسافة أو الوحدات المتساوية ليس لها نقطة صفر حقيق – الصفر المطلق -فالصفر هذا اصطلاحي او همي، ويتضح ذلك كأبرز ما يكون عند قياس الذكاء. حيث أن الدرجات لا تبدأ من الصفر، وبالتالي لا يمكن تحديد نقطة فاصلة بين وجود الخاصية وعدم وجودها، أو بين التفوق العقلي والضعف العقلي، وتتضح هذه الحقيقة في الشكل التالي:
(انظر الشكل الصفحة 43 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ومن الامثلة على تدريج المسافة أو الوحدات المتساوية التدريج على مقياس الضغط الجوي (الباروميتر)، والتدريج على ميزان الحرارة المئوي والتدريج على ميزان الحرارة الفهرنهايتي والدرجات التي يحصل عليها التلاميذ في الاختبارات التحصيلية، وكذلك الدرجات التي يحصل المفحوصون على استخبارات الشخصية ومقاييس الميول والاتجاهات.
مقياس النسبة
المستوى الرابع من مستويات القياس هو مقياس النسبة، وهو اعلى مستوى من مستويات القياس أو التدريج، وفيه يمكن اجراء جميع العمليات الحسابية كالجمع والطرح والضرب والقسمة. وله صفر مطلق ووحداته متساوية. والصفر في هذا المستوى يعني العدم، وبالتالي فهو ليس صفرا اصطلاحها بل صفراً حقيقاً، يبدأ منه قياس الخاصية ويفصل بين الايجاب والسلب فيها. ويمكن ملاحظته بوضوح في مقاييس الطول والمساحة والحجم والوزن، وغيرها.
فعلى سبيل المثال: إذا قلنا ان ميزان البقال يشير الى الصفر فان هذا يعني أنه لا يوجد سكر على الاطلاق في كفة الميزان أي ان الوزن معدوم وبالتالي فهناك معنى الصفر المطلق.
الصفحة43
وإذا قلنا إن كيس السكر يزن ستة أوقيات ووزن كيس آخر ثلاثة أوقيات، فان هذا يعني أن وزن الكيس الأول يعادل وزن الكيس الثاني مرتين أو أن الكيس الأول ضعف وزن الكيس الثاني.
ويستخدم هذا النوع من المقاييس في تقدير الخصائص والظواهر الطبيعية، ويندر استخدامه في تقدير الخصائص أو الصفات التربوية والنفسية، الا في حالات قليلة جداً مثل أطوال التلاميذ أو أوزانهم أو زمن الرجع لديهم. بحيث يستحيل من الناحية العملية جمع الدرجات في خاصية الذكاء كما يتم جمعها في خاصية الطول، فعلى سبيل المثال: إذا كان لدينا قطعتين من الخشب طول كل منهما 100سم، فإننا بإدخال واحدة منهما في الاخرى يمكن أن نصل إلى شيء ما وضع على ارتفاع 200 سنتمتراً، اما إذا كان لدينا تلميذين حصل كل منهما في اختبار للذكاء على الدرجة 60، فإننا لن نتمكن من ضمهما معاً بحيث يمكنهما الاستجابة في نفس الوقت لاختبار الذكاء، والحصول على الدرجة 120على الاختبار. أي أننا في هذه الحالة لن تتمكن من تشكيل تلميذاً واحداً ذكياً من تلميذين ضعيفي الذكاء.
ويبين الجدول رقم (2-1) مستويات القياس ووظائفها، وخصائصها القياسية والعمليات الحسابية التي تستخدم فيها، بالإضافة الى امثلة تطبيقية لكل مستوى من هذه المستويات.
الصفحة44
) انظر الجدول رقم (2-1) الصفحة45ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 45
الفصل الثالث: القياس المعياري المرجع والقياس المحكى المرجع
الفصل الثالث
القياس المعياري المرجح والقياس المحكى المرجع
تعريف بالمصطلحات
لقد بدأ تقسيم القياس إلى نوعين من القياس هما القياس المعياري المرجع والقياس المحكي المرجع منذ أن استخدم مصطلح القياس المحكي المرجع لأول مرة بواسطة جلاسر في العام 1963.
ويستند هذا التقسيم في الأساس إلى الطريقة التي يتم فيها تفسير النتائج التي يتم الحصول عليها من أداة القياس أو الاختبار، فعندما يتم تفسير درجات الطالب الواردة من خلال أداء الطلاب الآخرين في مجموعته الصفية الذين طبق عليهم نفس الاختبار تحت نفس الظروف يوصف القياس بأنه قياس معياري المرجع. أما عندما يتم تفسير درجات الطالب الواردة في ضوء مستوى أداء محدد من السلوك، أو في ضوء أهداف سلوكية معينة تصف الأداء المتوقع من الطالب فنهاية دراسته لوحدة دراسية معينة يوصف القياس بأنه قياس محكي المرجع.
ولكن الاختبارات المحكية المرجع أو التفسير المحكي المرجع موجود في مدارسنا قبل ظهور جلاسر بفترة طويلة. فعندما يتم تحديد الحد الأدنى المقبول للنجاح في كل مقرر دراسي على حدة وفى المقررات الدراسية مجتمعة بشكل مسبق وقبل اعطاء الاختبار ، كما هو الحال في الاختبارات الصفية التي تحدد الدرجة (50) من (100) كحد أدنى للنجاح على الاختبار ، أو كما هو الحال في الجامعات التي تسير على نظام الساعات المعتمدة والتي تحدد الدرجة (60) من (100) كحد أدنى للنجاح في الاختبار بحيث لا يعتبر الطالب ناجحا في الموضوع الدراسي أو المقرر الدراسي إلا إذا حصل على درجة لا تقل عن الحد الأدنى المحدد مسبقا فإن القياس في هذه الحالة هو قياس محكي المرجع، ويمكن للمعلم استخدام نفس الاختبار التحصيلي الذي حددت درجة النجاح عليه بشكل مسبق ( قياس محكي المرجع ) في وصف أداء الطالب من خلال مقارنة درجته مع درجات زملائه في الصف أو درجات مجموعة معيارية تشابه خصائصها المجموعة الصفية(قياس معياري المرجع ) . وهذا يتطلب من المعلم أو مصمم الاختبار أن يحدد منذ البداية وقبل تصميم الاختبار ماهية البيانات التي يحتاجها، فهل هو
الصفحة46
بحاجة لبيانات تساعده في تحديد مكانة الطالب أو رتبته بالنسبة لبقية الطلاب، أم أنه بحاجة لبيانات تبين له مستوى اتقان الطالب لمهارات معينة؟ ان هذا التحديد عملية ضرورية حتى يمكن الاستفادة من بيانات الاختيار في اتخاذ قرارات تربوية هامة.
فتحديد مكانة الطالب أو رتبته يتم من خلال مقارنة أداء هذا الطالب (درجته على الاختبار) مع معيار أو متوسط أداء الطلبة الآخرين في صفه وهذا يتطلب من المعلم تصميم اختيار معياري المرجع. وأما تحديد مستوى اتقان الطالب لمهارات معينة فيتم من خلال مقارنة أداء الطالب بمستوى الاتقان. والذي يعرف أيضا بالمحك، وهذا يتطلب من المعلم تصميم اختبار محكي المرجع.
ويوضح الشكل (3-1) العلاقة بين فرض الاختبار والمعلومات المرجوة منه، ونوع الاختبار المطلوب.
(انظر الشكل الصفحة 50 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الشكل (3-1) العلاقة بين غرض الاختبار والمعلومات المرجوة منه ونوع الاختبار المطلوب (عن1987,24,Kubizyn & Borichi)
الصفحة50
وهذا يؤكد على وحدة القياس مهما اختلف الإطار المرجعي أو الطريقة التي يتم فيها تفسير الدرجة على الاختبار. فكل من هذين النوعين أو الاطارين يحتاج إلى نفس مجموعة الأسس والقواعد التي توضع في الاعتبار عند تصميم أو بناء الاختبارات، ذلك أن الاختبارات هي مجموعة من المهام أو المثيرات التي يستجيب لها الطلبة كل في ضوء قدراته ومستوى اتقانه أو تحصيله للموضوع الدراسي، وهي تتطلب بالضرورة عند التخطيط لها القيام بمجموعة من الخطوات المتسلسلة، التي تبدأ بالخطوة الأولى الأساسية في بناء الاختبار وهي تحديد الغرض من الاختبار. وهذه الخطوة لا تتضمن فقط قياس التحصيل في مجال دراسي معين وإنما تتضمن أيضا تحديد الإطار أو الطريقة التي يتم فيها تفسير الدرجة على هذا الاختبار، تليها خطوات أخرى متتابعة تتمثل في تحديد الأهداف التعليمية الخاصة بالموضوع أو المجال الدراسي، ثم تحليل محتوى الموضوع أو مادة التدريس، وبعدها تأتي عملية تنظيم نتائج التجديد للأهداف والتحليل للمحتوى في جدول مواصفات، يلي ذلك كتابة فقرات الاختبار في ضوء جدول المواصفات. وهذه الخطوات سوف نناقشها بالتفصيل في أربعة فصول كاملة من هذا الكتاب، وهي الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر.
ورغم أننا نفترض أن أساس القياس في كلا النوعين واحد، إلا أنهما يختلفان في بعض الجوانب، وخاصة في الخطوة الأخيرة من اعداد الاختبار وهي كتابة فقرات الاختبار، فعند كتابة فقرات الاختبار المعياري المرجع يكون اهتمام لا معلم أو مصمم الاختيار مركزا على الحصول على درجات تبين الفروق الفردية بين الطلبة في سمة معينة وهي سمة التحصيل التي يقيسها الاختبار. وهذا يتطلب منه كتابة فقرات متدرجة في مستوى صعوبتها، في حين أنه عند كتابة فقرات الاختبار المحكي المرجع يكون اهتمام لا معلم أو مصمم الاختبار مركزة على أن تكون فقرات الاختبار ذات مستوى صعوبة تتناسب مع المهام التعليمية، وبالتالي فليس مهما في الاختبارات المحكية المرجع مستوى صعوبة الفقرات وذلك لأنها ترتبط بمستوى محدد أو محك يمثل الحد الأدنى المقبول النجاح في الاختيار.
وعلى الرغم من وجود خلط واضح وعدم اتفاق بين العاملين في مجال القياس التربوي حول تعريف واستخدام مصطلح القياس المحكي المرجع، والفرق بين القياس المحكي الرجع والقياس المعياري المرجع، إلا أننا أخذنا عند اعدادنا لهذا الفصل بما اتفق عليه خبراء القياس سواء حول تعريف المصطلح أو حول الفرق بين القياس المحكي المرجع والقياس المعياري المرجع
(أمثال Gronland, 1985; Mehrens & Lehmann 1984 Lyman)
الصفحة51
Kubizyn & Borichi, 1987: Popharm, 1987, 1981: Thorndike, et 1986
1991 (al، ويمكن القارئ المهتم الرجوع إلى مناقشات وقراءات مستفيضة حول هذا الموضوع في المراجع السابقة. وخلاصة القول أن هناك اتفاق بين خبراء القياس في الأمور التالية :
القياس المحكي المرجع
الاختبارات محكية المرجع تصف أداء الطالب بدلالة أنماط محددة من المهارات أو المهام التعليمية التي يتضمنها الاختبار، فالتركيز في هذه الاختبارات يكون فقط حول مدى وصول ذلك الطالب إلى مستوى معين من الأداء على مهارة أو مهمة معينة تغطيها فقرات الاختبار. وبالتالي فالاختبار المحكي المرجع يعني بمستوى الكتابة في مهارات أو مهام محددة.
ولقد كان روبرت جلاس أول من طور ما يعرف الآن بالاختبارات محكية المرجع، وقد أضاف الكثير من الباحثين في العقدين الأخيرين، السبعينيات والثمانينيات من هذا القرن، رؤى وأفكار جديدة حول المفهوم، فتجمع لدينا كم كبير من البيانات والدراسات عن الاستخدامات والنواحي الفنية المرتبطة بمفهوم الاختيار والقياس المحكي المرجع.
وقد أدى ذلك لتطور مفهوم القياس المحكي المرجع ليحمل معنى مزدوجا. فمن ناحية يعنى القياس محكي المرجع ارجاع أداء الفرد إلى معيار ما وهو مستوى أداء محدد. ويتم تفسير
الصفحة52
درجات الطالب على الاختبار المحكي المرجع بصورة مطلقة وليس بصورة تقريبية، والمعيار هنا يعلى مستوى أداء محدد يتم تحديده بشكل مستقل عن أداء الطلاب الآخرين، ومن ناحية اخرى فان القياس محكي المرجع يتضمن فكرة من مجال سلوكي محدد، أي مجموعة محددة من سلوكيات المتعلم، ويتم ارجاع أداء المتعلم في الاختبار إلى مجموعة من السلوكيات المعرفة بشكل محدد. والمعيار في هذه الحالة هو السلوك المطلوب (1990 ,Wiersma & Jars) .
والاختبارات محكية المرجع لتتطلب تحديد سلوكيات المتعلم قبل بناء الاختبار، وهذه السلوكيات يجب أن تكون محددة بشكل مسبق من خلال الأهداف التعليمية، وتميل الاختبارات محكية المرجع إلى التركيز على سلوكيات محددة للمتعلم، وعادة يغطي الاختبار عددا محددا من تلك السلوكيات. ولكي تحصل على اختبار محكي جيد لابد أن يكون لدينا مجالا محددا بدقة من المحتوى الدراسي. ويتم تحديد المجال الدراسي بإحدى الطريقتين التاليتين: (1) من طريق وصف خصائصه بعناية، (2) أو عن طريق استخدام الأهداف التعليمية (1990 JURS& Wiersma (. وهنا يبرز فرق واضح بين الاختبارات محكية المرجع والاختبارات معيارية المرجع، حيث أن الأخيرة تغطي مجالا واسعا من المعرفة مقارنة بالاختبارات المحكية التي تغطي مجالا ضيقا ومحددا تحديدا دقيقا
فإذا كان الاختبار المعياري المرجع يمكنه تغطية مجال معرفة العمليات الحسابية الأساسية الجمع والطرح والضرب والقسمة، فإن الاختبار المحكي المرجع يغطى واحدا فقط من هذه المجالات الغربية، أو حتى مجالا أكثر تحديدا (مثل جميع أعداد مكونة من والدين مع أعداد مكونة من رقمين).
وقد ازدادت أهمية القياس المحكى المرجع في السنوات الأخيرة نتيجة لارتباطه باختبارات الاتقان. بل أن مهراز وليمان (22 .Mehrens & Lehman, 1984, p) قد أوضحا أن القياس المحكي المرجع كان موجودا في اختبارات الاتقان، وأن اختبار الاتقان مباراة من نوع خاص من الاختبارات المحكية المرجع، واختبارات الاتقان هذه تستخدم في برامج التعليم المفرد . بهذه البرامج غالبا ما تتكون من وحدات معينة ترتب عادة بشكل هرمي بحيث أن كل وحدة منها مؤسسة على واحد أو أكثر من الأهداف التعليمية. وكل طالب مطلوب منه الدراسة أو العمل في الوحدة حتى يحقق الحد الأدنى المقبول للنجاح أو الأداء، وعندها يصدر حكم على اتقان الطالب لهذه الوحدة، ومن ثم يسمح له بالانتقال إلى وحدة أو مرحلة لاحقة في التعليم. وفي هذه البرامج فإن القرارات
الصفحة 53
التعليمية التي تصدر للحكم على أداء الطالب لا تستند إلى أدائه بالنسبة لأداء الطلاب الآخرين. وإنما تستند إلى معايير موضوعة بشكل مسبق، فإذا كان أدامه مرض تماما بالنسبة للأهداف فإنه يحصل على قرار يسمح له بالانتقال نحو الوحدة أو المرحلة التي تليها، أما إذا كان أداءه ضعيفا فإنه سيضطر لأن يعيد دراسة المادة المقررة مرة اخرى. ويمكن استخدام القياس المحكي المرجع ليس فقط في التعليم المفرد، وإنما أيضا في تشخيص صعوبات التعلم الخاصة بموضوع أو مجال دراسي معين.
الفروق بين الاختبارات معيارية المرجع والاختبارات محكية المرجع
تخلف الاختبارات المعيارية المرجع والاختبارات المحكية المرجع في بعض الجوانب. فالاختبارات معيارية المرجع تكون عادة أكثر عمومية وتغطى مجالاً أكبر من المحتوى الدراسي ومن المهمات التعليمية. وتستخدم عادة في الاختبارات المسحية، إلا أن ذلك ليس هو الاستخدام الوحيد لها. أما الاختبارات محكية المرجع فإنها تركز على مجموعة محددة من سلوكيات المتعلم. هذا التركيز والتحديد له ميزة، حيث أن استخدام اختبار تتناول فقراته مجال نوعي محدد يجعل المعلم قادرا على أن يحدد بشكل كبير أن طلابه قد اتقنوا أو لم يتقنوا المهارة التي يطرحها السؤال، وله عيب أيضا، لأنه سيتطلب من المعلم اعداد الاختيارات كثيرة لاتخاذ قرارات من مدى تعلم الطلاب لمهارات نمطية أو أساسية متعددة.
وتميل الاختبارات محكية المرجع إلى التركيز على المهارات الفرعية وليس على المهارات الواسعة، ومن ثم فهي تتميز بالقصر بعكس الاختبارات المعيارية المرجع التي تتميز بالطول. ومع ذلك فإن المعلم يستطيع أن يحصل بواسطة الاختبار المعياري المرجع على تقدير القدرة طلابه في مهارات متنوعة في وقت أقصر من الوقت الذي يحتاجه باستخدام بطارية من الاختبارات محكية المرجع -على الرقم من وجود مواقف تعليمية تصلح لهذا النوع من الاختيار دون الآخر، وبالتالي فإن تحديد أيهما أفضل للاستخدام ربما يكون معتمدا على الغرض من الاختبار أو القياس.
وتكون فقرات الاختبارات معيارية المرجع متوسطة الصعوبة، بينما تكون فقرات الاختبارات محكية المرجع ذات صعوبة تتناسب مع المهمات التعليمية. ففقرات الاختبارات معيارية المرجع متباينة في مستوى الصعوبة، بحيث تتدرج من فقرات يجيب عنها كل الطلاب اجابة صحيحة إلى فقرات لا يجيب عنها إلا عدد قليل جدا من الطلاب، في حين أن فقرات
الصفحة 54
الاختبارات محكية المرجع تميل لأن تكون متكافئة في مستوى صعوبتها. فعند الانتهاء من وحدة دراسية معينة، فإن الطلاب يميلون لأن يجدوا فترات الاختبارات محكية المرجع سهلة وأن معظم اجاباتهم صحيحة، بحيث أن حوالي% 80من الطلاب الذين درسوا أو أكملوا الوحدة التعليمية أو الدراسية يتوقع أن يجيبوا اجابة صحيحة على كل فقرة في الاختبار، بينما في الاختبارات معيارية المرجع فإنه يتوقع لحوالي %50 من الطلاب الذين أتموا دراسة الوحدة أن يجيبوا عن فقرات الاختبار اجابة صحيحة.
ويتم تحويل درجات الاختبارات معيارية المرجع إلى مستويات ضمن المجموعة المعيارية. أما درجات الاختبارات محكية المرجع فإنها عادة ما تعطى على شكل نسب مئوية من الاجابة. الصحيحة أو على شكل مؤشر يدل على مدى التمكن من التعلم من عدمه. وترتبط الاختبارات محكية المرجع بالتعليم المفرد أكثر من الاختبارات معيارية المرجع، ففي التعليم المفرد يتم تفسير مدى ملائمة سلوك الطالب بمقارنته بالسلوك المرغوب فيه المتوقع من ذلك الطالب وليس بمقارنته بأداء جماعة ما.
وتستخدم الاختبارات المعيارية المرجع أو الاختبارات المحكية المرجع في مواقف تعليمية معينة، ولكن الاختبارات محكية المرجع أو اختبارات الاتقان تستخدم بشكل أكبر، وهي ذات أهمية أكثر في الصفوف الأواني من المرحلة الابتدائية بالمقارنة مع الصفوف العليا.
ويوضح الجدول (3-1) بعض الفروق الموجودة بين الاختبارات محكية المرجع والاختبارات معيارية المرجع.
خصائص الاختبارات محكية المرجع
رغم أن الاختبارات المحكية المرجع لا تختلف كثيرا عن الاختبارات المعيارية المرجع، إلا أنه يبقى لكل منهما أغراضه ومجالات استخدامه وكيفية اخراج فقراته. وقد تعرضنا بالتفصيل خلال فصول هذا الكتاب لخصائص هذه الاختبارات. بداية بتصميم هذه الاختبارات واتفاقها في خطوات اعدادها مع الاختبارات المعيارية أو تلك الاختبارات الصفية التي بعدها المعلم لطابه باستثناء الخطوات الأخيرة التي تظل مرتبطة بالغرض من الاختبار، مردودا بتحليل فقرات الاختبار، وكذلك خصائص الاختبار الجيد كالثبات والصدق والقابلية للاستعمال. وانتهاء بتفسير الدرجة على الاختبار، ووضع العلامات وكتابة التقارير.
الصفحة 55
جدول (3-1) يبين الفروق بين الاختبارات المعيارية المرجع والاختبارات المحكية المرجع
( انظر الجدول رقم (3-1) الصفحة 56ضمن نسخة PDF أعلاه)
الفصل الرابع: أدوات القياس
- تعريف الاختبار
- لماذا يستخدم المعلم الاختبار
- الاختبارات خلال عملية التعليم والتعلم
- الاختبارات التحريرية
- الاختبارات المرجعية
الفصل الرابع
ادوات القياس
على الرغم من تعدد وتنوع ادوات القياس التي يمكن للمعلم أن يستخدمها في جمع البيانات عن طلبة، الا أن أسلوب أو طريقة الاختبار هي أكثر هذه الادوات او الاساليب شيوعاً واستخداماً بين المعلمين في المدارس، وخاصة الاختبارات المدرسية التي تستخدم على مدار العام الدراسي لغايات مختلفة كالتشخيص أو التصنيف أو التوجيه أو التقويم .... الخ. ومع ذلك تبقى أدوات وأساليب القياس الاخرى كالاستخبارات واستمارات الملاحظة والمقابلات الشخصية ومقاييس التقدير والاساليب الاسقاطية، أدوات وأساليب هامة في القياس تزودنا بمعلومات وبيانات مهمة من الطلبة في جوانب ومواقف معينة.
وسوف تناقش في هذا الفصل بعض أساليب وادوات القياس التي تناسب المجال التربوي مع التركيز على الاختبار كأداة رئيسية شائعة الاستخدام في مدارسنا.
اولا: الاختبارات
للاختبار كمصطلح تعريفات مختلفة، فهو الاداة الرئيسية لتقدير الفروق في الاداء بين الافراد، غير أننا سنضع تحديداً للاختيار ينطوي على دلالة معينة ويفي بأغراض الاستخدام في المجال التربوي.
تعريف الاختبار
يقصد بالاختبار أي اداة أو وسيلة اعدت بطريقة منظمة من مجموعة مرتبة من الميثرات التقدير خاصية سلوكية محددة إلى التلميذ بالتعبير عنها في صورة كمية أو رقمية. ويتضمن هذا التعريف أركانا أساسية اربعة هي: التقدير الكمي أو الرقمي كنتائج الاختبار، والخاصية او السمة المراد قياسها، والمثيرات أو المفردات التي يتكون منها الاختبار، والطريقة المنظمة أو الاجراءات المتبعة في أعداد الاختبار وتتناول فيما يلى هذه الاركان الاربعة بشيء من التفصيل
الصفحة 59
التقدير الكمي او الرقمي: بناء على التعريف، فإن أي مقياس أو أداة لا يؤدى الى نتائج كمية لا يمكن اعتبارها اختباراً، فالاختبار يجب أن يعطى بيانات رقمية، أو تقديرات كمية أو درجات من الخاصية أو الشيء المراد قياسه. فعند قياس تحصيل التلميذ في مادة الحساب مثلاً نستخدم اختبار تحصيلي في هذه المادة كأداة لتحديد مقدار ما تعلمه التلميذ منها، وبالتالي فان هذه الأداة تعطينا درجات لهذا التلميذ أو التلاميذ الآخرين على نحو ييسر لنا إجراء مقابلة أو مقارنة كمية بين مستوى تحصيل هذا التلميذ ومستوى تحصيل التلاميذ الآخرين الذين تقدموا لنفس الاختبار. وهذا يعنى أن الادوات او الاساليب التي تعطينا وصفاً كلامياً أو تعبيرات لفظية لظاهرة أو قدرة أو خاصية او سمة معينة، ولا يتبعها وصفاً كمياً أو رقمياً لا يمكن اعتبارها اختبارات.
وفي ضوء هذا التعريف للاختبار فإن هناك أدوات أو وسائل أخرى يستخدمها المعلم والأخصائي النفسي كسلم التقدير والمقابلة الشخصية المفتوحة، ولا تعتبر اختباراً على الرقم من أنها قد تعطى درجات او تقديرات كمية، الظاهرة المراد قياسها أو تقديرها ، لأنها تعتمد في الاجابة عليها على التقدير الذاتي للمعلم أو الفاحص ، ولا تتكون من اسئلة معينة ومحددة تستخدم مع جميع التلاميذ، وفي وقت واحد، ويطلب إليهم الاجابة عليها ، وهذا مما يعوق اجراء مقارنة كمية بين مستوى اداء التلاميذ الذين تم تقديرهم بهذه الوسائل أو الادوات .ومع ذلك تبقى هناك بعض الوسائل أو الادوات التي يمكن ان تعتبر اختباراً حسب التعريف السابق مثل المقابلة الشخصية المقننة وبعض قوائم مشكلات الأطفال المقننة، فهي تعطى تقديرات كمية من ناحية، وتعتمد على اسئلة محددة ومقننة وتطبق على جميع التلاميذ من ناحية أخرى، مما يسهل استخدام نتائجها في اجراء المقارنة بين التلاميذ.
الخاصية او السمة المراد قياسها: وفيما يتعلق بخصائص السلوك او الخاصية المراد قياسها بواسطة الاختبار، فان الاختبار لا يمثل كل جوانب السلوك المراد قياسه، وإنما يكون الاختبار ممثلا لعينة منة فقط. فاختبار الحساب مثلا الذي يتكون من عشرين مسألة حسابية لا يمثل كل ما يعرفه الثمين في هذه المادة من عمليات حسابية أو مسائل او رموز او معادلات وإنما هو عينة صغيره منها فقط. ويذكر
(عبيدات، 1988، ص187)، أن فقرات او اسئلة الاختبار عينة منتخبة من السلوك المراد قياسه. وأنها تعطى للتلاميذ كنوع من المثيرات المعرفة مدى امتلاكهم منها.
الصفحة 60
وبناء على ذلك فان مفردات أو مكونات الاختبار يجب أن تكون عينة ممثلة لكل السلوك المراد قياسه وان تؤخذ هذه المفردات من هذا السلوك مباشرة، وبالتالي فان درجة التشابه بين مفردات الاختبار والسلوك المقاس كبيرة. وتزداد هذه الدرجة في الاختبارات التحصيلية المدرسية كاختبارات الحساب والعلوم والمواد الاجتماعية وغيرها. أما في اختبارات القدرات او الاستعدادات فإن درجة النشابة فيها تكون أقل، وتقل هذه الدرجة أكثر فأكثر في اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي في حين أنها تصل الى قمة الاختلاف وتتميز بالرمزية فقط في الاختبارات الاسقاطية . ولكن أيا كان الاختبار» أحمد، ب، ت ص «15 فهو عينة ممثلة للسلوك المراد قياسه والتنبؤ به وتتوقف قيمة الاختبار على مدى الارتباط الحقيقي بين أداء المفحوص له وبين أدائه في المواقف الأخرى المماثلة من حياته الواقعية.
أما الاختبار الموضوعي: فهو يتكون من عدد كبير من الاسئلة التي تأخذ أشكالاً مختلفة، فقد تكون الاسئلة من نوع الصبح والخطاء أو من نوع الاختيار من متعدد، أو من نوع المطابقة أو المقابلة، في حين أن اختبارات الأداء تتطلب اظهار مهارات معينة عند معالجة واستخدام بعض الأجهزة مثل اختبارات الآلة الكاتبة وهذا يشير الى ان الاختبارات التعليمية تأخذ انماطاً وأشكالاً متنوعة بقدر تنوع المجال التربوي، وهو ما ينعكس في اشكال وأنواع المثيرات المستخدمة فيها أو المكونة لها.
أما الطريقة المنظمة فهي تشير الى القواعد والنظم المتبعة في تكوين وتصميم الاختبارات فالاختبار التحصيلي وسيلة أو أجراء منظم لتحديد مقدار ما اكتسبه او تعلمه المتعلم (31 ,1982. Grounlund) والاجراء المنظم ملتزم به المعلمين والاخصائيين التربويين عند بناء الاختبار ، أو تقديمه للتلاميذ للإجابة عليه وهى مرحلة التطبيق، أو تصحيح اجاباتهم على مثيراته او اسئلته، أو تفسير نتائجه وهي الدرجات التي حصل عليها هؤلاء التلاميذ. ويعرف (عودة، 1985، ص :37) الاختبار على أنه طريقة منظمة تتكون من مجموعة من الاجراءات تخضع لشروط وقواعد سواء في بناء فقراته أو تطبيقه، أو تصحيحه، أو تفسير نتائجه.
ولعل استخدام مصطلح الطريقة لمنظمة والاجراء المنظم في تعريف الاختبار قد جمع شرطين اساسيين من شروط بناء الاختبارات وهما التقنين والموضوعية (026-28 ,1984 ,Cronbach) فتوحيد اجراءات الاختبار ومادته العلمية أو مفرداته. وطريقة او شروط تطبيقه، وكذلك اسلوب تصحيحه، وأخيراً تفسير درجاته، يعني ان الاختبار
الصفحة 61
هو اختبار مقنن ومعد وفق قواعد وشروط محددة، وإذا كان المعلم أو الاخصائي لن يتدخل أيضا في تقدير اجابات التلاميذ، بحيث يوجد نظام تقدير مستقل وموحد ملتزم به جميع المعلمين او الاخصائيين الذين سيستخدمون هذا الاختبار، فإن هذا الاختيار بعد اختباراً موضوعياً أيضاً.
لماذا يستخدم المعلم الاختبار
يعتبر الاختبار أداة رئيسية فعالة في يد المعلم، ذلك انه بيسر الحصول على معلومات عن التلاميذ سواء عند التخطيط للتعليم الصفي، أو عند تقييم الطرق او الاستراتيجيات التي يستخدمها في التدريس، وبالتالي فالاختبار يزور المعلم ببيانات من اداء التلاميذ أو تحصيلهم تساعده في معرفة مدى نموهم وتقدمهم أو تأخرهم، ومن ثم تكوين فكرة من مواطن القوة والضعف عند التلاميذ ومراعاة الفروق الفردية بينهم، ويزودهم بمعلومات مهمة عن ملائمة أو عدم ملائمة الاساليب والاجراءات التدريسية أثناء البرنامج التعليمي.
وهذا يعني أن الاختبارات هي معينات تعليمية في يد المعلم إذا أحسن استخدامها. وفي ضوء ذلك يبرز اهتمام المعلم بالاختبارات في محورين أساسيين هما:
المحور الأول: هو محور العملية التعليمية أو البرنامج، أو الطرق والأساليب التي يستخدمها المعلم في التدريس الصفي، ونقصد بذلك ان الاختبارات تزود المعلم بأداة هامة القياس فاعلية الطرق أو الاستراتيجيات التعليمية التي يستخدمها في التدريس الصفي، فاذا استخدم المعلم طريقة أو استراتيجية جديدة في التعليم ووجد أن بعض التلاميذ أو كلهم لم يتقنوا المادة الدراسية المقصودة في البرنامج، وأنهم يواجهون صعوبة كبيرة في متابعة موضوع هذه المادة الدراسية، فانه يلجأ الى استخدام الاختبارات التي تزوده ببيانات تكشف له عن ضعف التلاميذ في مهارات معينة او في مفاهيم محددة، وهي معلومات تتخذ اساساً للتعديلات والتغييرات التي يجريها على برنامجه بقصد اصلاحه حتى يحقق الأهداف التعليمية الموضوعة.
وقد يلجأ المعلم لتطبيق الاختبارات أيضاً، قبل البدء في تعليم وحدة دراسية جديدة، بهدف معرفة مستوى تعلم التلاميذ السابق وما لديهم من خبرات سابقة تساعده في تحديد الاهداف وتخطيط التعليم، ومن ثم تعاونه في انجاز البرنامج التعليمي في أفضل صورة، فضلاً عن
الصفحة62
كون الاختبارات تستخدم في تحديد المستوى او الدرجات التي يستحقها كل تلميذ في نهاية كل فترة تعليمية. وهذا يتطلب من المعلم أن يعرف كيفية تصميم وبناء الاختبارات التحصيلية.
المحور الثاني: هو محور المتعلم وهو يتضمن مجموعة المتغيرات التي تؤثر على النمو الأكاديمي للمتعلم -فضلاً عن النمو الشخصي والاجتماعي -كالقدرة على التعلم والاستعداد العقلي، وخصائص الشخصية والاتجاهات والميول. ويحصل المعلم على بيانات كثيرة ومنوعة عن المتعلم بواسطة استخدام الاختبارات المقننة أو تلك التي يضعها بنفسه، وتسجل هذه البيانات بعد ذلك في سجلات المعلمين أو في البطاقات المجمعة بحيث تعطى للمعلم صورة نفسية كاملة عن المتعلم وعن قدراته العقلية والمعرفية. مما يساعده في اعطاء الفرصة لكل تلميذ بأن يتعلم وفق امكاناته وقدراته واستعداداته. وهذا يتطلب من المعلم أن يعرف طبيعة وكيفية استخدام اختبارات القدرات والاستعدادات العقلية.
انواع الاختبارات
يمكن تصنيف الاختبارات وفق أسس مختلفة ومتعددة، ولكننا سوف تعرض لتقسيم وتصنيف نرى أنه أقرب الى المشتغلين في التقويم والقياس التربوي وهذا التقسيم هو:
الاختبارات خلال عملية التعليم والتعلم
أ-الاختبار القبلي
يستخدم المعلم الاختبار القبلي قبل البدء في عملية تدريس مقرر دراسي معين او وحدة تعليمية، أي عند بدء عملية التعليم والتعلم، وذلك بهدف التعرف على قدرات تلاميذه التحصيلية واستعدادهم للتعلم من ناحية، وتحديد مستوى تحصيلهم السابق من ناحية أخرى والمعلم يسعى من خلال هذا الاختبار إلى الكشف عن المهارات المتطلبة التي يحتاجها التلميذ لتعلم هذا المقرر الدراسي، فإذا تبين أن تلميذاً أو مجموعة من التلاميذ تنقصهم هذه المهارات المتطلبة، فيجب على المعلم أن يخطط لبرنامج علاجي لهذا التلميذ أو المجموعة التلاميذ كتعليم خاص او دروس المراجعة، بهدف تحقيق متطلبات محددة. وهذا الاختبار مفيد جداً للمعلم الذي يتعامل مع التلاميذ لأول مرة، فهو لا يعرف عن قدراتهم او مهاراتهم شيئاً، وبصفة
الصفحة 63
خاصة في المقررات الدراسية التي تتضمن عناصر سلوكية مرحلية محددة، وضرورية في نفس الوقت لتحقيق الاهداف التعليمية للمقرر الدراسي، كما هو الحال في مقررات الرياضيات واللغات، فالمعلم يطبق اختباراً قبلياً لقياس المهارات الحسابية عند التلاميذ قبل البدء في تعليم مقرر الرياضيات، وقد يطبق اختباراً قبلياً في قواعد النحو ومفردات اللغة قبل البدء في تعليم مقرر اللغة العربية.
ب -الاختبار التكويني
يستخدم المعلم الاختبار التكويني خلال عملية تدريس مقرر دراسي معين أو وحدة تعليمية، أي اثناء عملية التعليم والتعلم، وذلك بهدف معرفة مدى تمكن التلميذ من الاهداف التعليمية الموضوعة للمقرر الدراسي أولاً بأول اثناء التعليم والتعلم، فاذا تبين من نتائج الاختبار التكويني أن معظم التلاميذ قد فشلوا في تعلم هذا المقرر فينبغي اعادة النظر في الاساليب والاستراتيجيات التعليمية التي يتبعها المعلم، اما اذا تبين ان الاخفاق في التعلم محدود، وأنه ظهر لدى قلة من التلاميذ فينبغي اعداد مهام تعليمية محددة لتصحيح اخطاء التعلم، ومن ثم فان الاختبار الثاني يزود المعلم ببيانات تفصيلية عن الاخطاء التعليمية للتلميذ او للصف الدراسي كله وهذا يدفع المعلم للقيام بأعمال تصحيحية لهذه الاخفاقات، أو يساعده في اعداد خطة لتصحيح الاخطاء التعلمية الفردية أو الجماعية . وإذا كانت الاختبارات التكوينية تستخدم في توجيه انشطة التعلم نحو اهداف محددة في تصحيح اخطاء تعلم التلاميذ الذين اخلقوا في تحقيق الأهداف السلوكية، فإنها تستخدم ايضاً في تعزيز تعلم الذين حققوا مستوى عالياً من الإتقان في المادة التعليمية. خلاصة القول فان هذه الاختبارات تسهم اسهاماً كبيراً في تحسين التعلم وحسن توجيه انشطته خلال عملية التعليم والتعلم.
ج الاختبار التجميعي
يستخدم المعلم الاختبار التجميعي في نهاية تدريس مقرر دراسي معين أو وحدة تعليمية أي في نهاية عملية التعليم والتعلم، وذلك بهدف تحديد درجات التلاميذ في هذا المقرر ولكن درجات التلاميذ في هذا الاختبار او نتائج الاختبار، تبين للمعلم أيضاً مدى اتقان تلاميذه للأهداف السلوكية التي سبق له أن صافها وتغطى المقرر الدراسي كله
الصفحة64
كما تبين له ايضاً مدى صلاحية الاساليب والاستراتيجيات التعليمية التي استخدمها في عملية التدريس لتحقيق هذه الأهداف وكأن الاختبار التجميعي هو عملية فحص وتقويم لطرق التعليم ومواده، وهي عملية قد تسهم في تحسين التعلم الصفي في المستقبل.
الاختبارات التحريرية أو الكتابية
تعتبر الاختبارات التحريرية أو الكتابية من أوسع أنواع الاختبارات انتشاراً واكثرها شيوعاً بين المعلمين والاخصائيين التربويين في العالم، وتعرف هذه الاختبارات أيضاً، باختبارات الورقة والقلم وذلك لأن التلاميذ يجيبون على هذه الاختبارات باستخدام القلم الرصاص في الكتابة سواء بوضع علامات او اشارات على بنود أو أسئلة الاختبار نفسه أو في ورقة اجابة منفصلة، وتقسم هذه الاختبارات إلى اختبارات صفية واختبارات مقننة.
أ-الاختبارات الصفية
الاختبارات الصفية هي الاختبارات التي يضعها المعلم لاختبار وحدة معينة من المقرر الدراسي، وذلك لتحديد مستوى تحصيل التلاميذ. وهذه الاختبارات يستخدمها جميعا المعلمين تقريباً وتقدم للتلاميذ في انماط واشكال مختلفة، فقد تقدم على شكل اسئلة تكون الاجابة عليها من نوع المقال، وفيها يطلب من التلميذ أن يكتب فقرة حول موضوع معين أو يناقش قضية، أو يعرض حلا لمشكلة، وهذه الطريقة الواسعة وغير المحددة في الاجابة تجعل الدرجة التي يحصل عليها التلميذ متأثرة بشكل أو بآخر بالتقدير الذاتي للمعلم أو للفاحص، ومن هنا أوراق التلاميذ واعطائهم الدرجات في مثل هذه الاختبارات يجب أن يخضع أو يستند الى معايير محددة وواضحة. فاذا وضعت هذه النقطة في الاعتبار فإن اختبارات المقال تعتبر أفضل طريقة لقياس القدرة التحصيلية عند التلاميذ، بالإضافة الى بعض العمليات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتنظيم والتقييم، كما أنها تصلح لإجراء تقويم مباشر للأهداف التعليمية الصفية التي تتصل بموضوعات او مقررات دراسية.
وتقدم الاختبارات ايضاً على شكل قوائم مؤلفة من بنود تتطلب الاجابة عليها اختيار الاجابة الصحيحة السؤال المطروح، وقد تعرض ايضاً في صورة عبارات يطلب من التلميذ أن يحدد ما إذا كانت العبارات صواباً أو خطأ، وقد تكون الاجابة على الاختبار المقدم اكمال
الصفحة65
عبارات ناقصة أو ملء فراغات، وهذه الاختبارات هي اختبارات موضوعية، بمعنى أن الدرجة التي يحصل عليها التلميذ في هذا الاختبار لا تتأثر بالتقدير الذاتي للفاحص أو واضع الاختبارات، وإنما يتم تقديرها تقديراً موضوعياً وهذا يعنى أنه يمكن لأي فرد أن يقوم بعملية تصحيحها طالما توفر له مفتاح التصحيح، وهي فضلاً عن كونها لا تتأثر بذاتية المصحح، فأنها تتمتع بدرجة عالية من الصدق والثبات مقارنة بالاختبارات المقالية.
ب -الاختبارات المقننة
وقد تكون اختبارات الورقة والقلم اختيارات مقننة، والاختبارات المقننة تخضع لقواعد معينة عند تصميمها، فضلاً عن ضرورة توافر خصائص محددة فيها كالصدق والثبات والموضوعية والتمييز والقابلية للاستعمال. وهي اختبارات تستخدم في مجالات التحصيل الدراسي والاستعدادات العقلية، بالإضافة إلى الشخصية والتكيف النفسي والاجتماعي في المدرسة. وغالباً ما يكون لهذه الاختبارات تعليمات محددة وواضحة، تبين صلاحيتها للتقنين الفردي أو الجمعي، بحيث تطبق على فرد واحد في المرة الواحدة أو مجموعة من الافراد في وقت واحد، وتحدد طريقة الاجابة على بنود الاختبار سواء في كراسة الاختبار نفسه أو في ورقة إجابة منفصلة، كما يحدد زمن التطبيق إذا كان زمن الاجابة على الاختبار محدداً، فضلاً عن بيانات أخرى تسهل عملية استخدام الاختيار المقنن مثل خصائص هيئة التقنين ومعايير الاختبار.
ولاختبارات الورقة والقلم المقننة مميزات واضحة من ذلك أنها تؤدي الى تقنين موقف الاداء بدرجة عالية فما دام الفاحص لا يقدم التعليمات شفوياً أو يستخدم ألفاظا قد تختلف من موقف إلى آخر فان تنميط موقف الاختبار يصبح جيدا في الحالات المختلفة، وتفيد اختبارات الورقة والقلم في امكان استخدامها - أغلبها في الاختبارات الجماعية حيث يمكن اختيار عدد كبير من الافراد في وقت واحد مع أقل قدر من تدخل الباحث أو معاونيه، غير أننا تلاحظ في مقابل هذه المميزات أن هذا النوع من الاختبارات لا يصلح إلا الراشدين، ويصعب استخدامه بالنسبة للأطفال من صغار السن وهي سمه تحد من استخدامه على الاطفال ، كما أنه من غير الممكن استخدام هذا النوع من الاختبارات مع الأميين ممن لا يقرأون ولا يكتبون (فرج 1989، ص103) ، ومع ذلك تبقى الاختبارات التحصيلية المقننة صالحة للتطبيق على عينات مماثلة لعينه التقنين أيا كانت مرحلتهم العمرية، سواء كانوا اطفالاً او راشدين ، كما
الصفحة66
أن كراسة التعليمات في معظم الاختبارات أيا كان مجالها، تبين نوع وعمر الافراد الذين يصلح هذا الاختبار للاستخدام معهم.
الاختبارات المرجعية
ويمكن تقسيم الاختبار حسب الطريقة التي تفسر بها اداء التلميذ على الاختبار إلى نوعين من الاختبارات، الاختبارات المعيارية المرجع والاختبارات المحكية المرجع، والتمييز الاساسي بين النوعين هو أننا في النوع المعياري المرجع نقارن اداء التلميذ بأداء الجماعة التي طبق عليها الاختبار او بأداء الجماعة المعيارية، في حين أننا في النوع المحكي المرجع نقارن اداء التلميذ بمستوى أداء معين أو محك محدد مسبقاً. وسوف نعرض وصفاً لهذين النوعين من الاختبارات.
الاختبارات معيارية المرجع
يستخدم هذا النوع من الاختبارات عند الحكم على مستوى اداء المتعلم أو تفسيره في ضوء اداء المتعلمين الآخرين المشابهين له في الظروف التعليمية والتعلمية، والذين طبقت عليهم نفس الاداة، وذلك من خلال مقارنة أداء المتعلم بأداء المتعلمين في غرفة الصف. وبالتالي فان الحكم على أداء المتعلم أو مجموع درجاته أو تحصيله أو انجازه بالنجاح أو بالفشل يتم من خلال مقارنة اداءه بأداء اقرانه كجماعة معيارية.
وهذا يعني أن التركيز في الاختبارات معيارية المرجع ينصب على الوضع النسبي للمتعلم في علاقته بالأخرين، أي على تفسير اداءه بالرجوع الى أداء غيره في الجماعة المعيارية، ولكنه لا ينصب على ما يعرفه المتعلم في المادة الدراسية موضع الاختبار.
الاختبارات محكية المرجع
إذا كانت الاختبار المعياري المرجع يستخدم لتحديد وضع أو مستوى المتعلم بالرجوع لأداء المتعلمين الاخرين على نفس الاختبار، فان الاختبار المحكي المرجع يحدد اداء الفرد أو مستواه بالرجوع الى محك محدد أو مستوى أداء معين وبالتالي فإن تفسير اداء المتعلم يتم على اساس محكات او أهداف سلوكية محددة مسبقاً، وليس على أساس أداء المتعلمين الآخرين في غرفة الصف
الصفحة 67
ويتم تحديد مستوى الأداء أو النجاح في مجال سلوكي معين كمحك في ضوء الاهداف التعليمية الموضوع دراسي أو لوحدة من وحدات المقرر الدراسي أو المقرر الدراسي كله. ويقوم هذا النوع من القياس على فرضيتين اساسيتين هما (دروزه 1986، ص: 218):
1-باستطاعة كل متعلم أن يحقق الأهداف التعليمية إذا كان لديه:
أ) الاستعداد والواقعية للتعلم. ب) وبحوزته المدخلات السلوكية لعملية التعلم.
جـ) واعطى الوقت الكافي للتعلم. د) وعلم بطريقة تعليمية جيدة.
2-يجب ان تصاغ الأهداف التعلمية السلوكية بطريقة قابلة للملاحظة والقياس حيث تكون هذه الأهداف بمثابة المحكات التي ينظر اليها كإطار مرجعي للحكم على تعلم المتعلم وأداء المتعلمين الآخرين.
وتستخدم الاختبارات المحكية المرجع عادة من أجل الحصول على معلومات تتعلق باستعداد الطالب او قدراته على الانجاز في مجال معين بحيث يمكن تفسير هذه المعلومات في ضوء محك مطلق دون الرجوع الى مقارنة أداء الافراد ، ويضع المعلم هذا المحك عادة اعتماداً على خبرته ومعرفته بخصائص طلابه وبالمنهاج أو المجال الدراسي قيد التعليم، فقد يضع المعلم محكا لنجاح طلابه في مادة الحساب مثلاً ، مبيناً فيه، أن حل أربع مسائل من أصل خمس مسائل بشكل صحيح، هو المستوى (المحك) الذى يرغب في تحقيق لدى هؤلاء الطلاب، وهنا يجب على كل طالب أن يتمكن من هذا المستوى لاعتباره ناجحاً، غير أن جميع الطلاب قد ينجحون وقد يفشلون ، كما قد يتفوق بعضهم في جانب دون أخر ، الأمر الذي يوفر معلومات تفصيلية ودقيقة حول أداء كل من هؤلاء الطلاب، ويمكن المعلم من اتخاذ القرارات التعليمية المناسبة لتحقيق الاهداف المرغوب فيها .
اداء التلميذ في الاختبار
ان استجابات التلميذ في الاختبار او اجابته على البنود تمثل أدائه في الاختبار، وهو ما يعني ان كل الاختبارات تتطلب اداماً بشكل أو بآخر على الرغم من أن الاداء في الاختبارات قد يتطلب انتاج استجابة جديدة أو اختيار استجابات من بين استجابات أخرى جديدة وبطبيعة الحال فإن أداء المفحوص في الاختبارات التي تتطلب انتاج استجابة جديدة يكون مختلفاً. عن أدائه في الاختبارات التي تتطلب انتاج استجابة من بين بدائل أخرى مطروحة.
الصفحة 68
وقد يكون الأداء في الاختبار محدداً بفترة زمنية، أي أن زمن الاجابة على اسئلة الاختبار. معروف ومحدد تحديداً دقيقاً. وهذه الاختبارات تعرف باختبارات السرعة، وهي تفرق بين الافراد تبعاً لسرعتهم في الاداء. وقد يكون الاداء في الاختبار غير محدد بزمن معين بحيث يهدف الاختبار إلى قياس أو معرفة قوة التلميذ في مادة دراسية، وهذه الاختبارات تعرف باختبارات القوة وهي نقيس قوة التلميذ أو قدرته التحصيلية في الاجابة على الاسئلة موضوع الاختبار.
أي أن الاداء في الاختبار يتوقف على نوع الاختبار والهدف منه وطبيعة محتواه وشكل بندوده، ومع ذلك فان كرونباخ (24-20. Cronbach, 1984, p) يميز بين نوعين من الأداء هما الأداء الاقصى والاداء المميز :
الاداء الأقصى
قصد بالأداء الاقصى قيام الفرد بأفضل اداء ممكن على اساس اقصى قدره له. وفى اختبارات الاداء الأقصى يطلب من التلميذ أن يقوم بمعالجة مهام معينة كان يقدم حلا لمشكلة أو حلاً لمشكلة حسابية على أن نبذل اقصى ما يستطيع من جهد. وأن يستخدم كل ما لدية من امكانات ومهارات وقدرات في حل هذه المشكلة أو المسألة الحسابية. ومن أمثلة هذا النوع من الاختبارات اختبارات التحصيل في المواد الدراسية المختلفة، واختبارات الاستعدادات العقلية. وبالتالي فان مفهوم الاداء الاقصى يقتصر على قدرات واستعدادات المتعلم.
الاداء المميز
ويقصد بالأداء المميز ما يؤديه التلميذ بالفعل وطريقة ادامه له وليس ما يستطيع القيام به، واختيارات الاداء المميز تهدف لمعرفة ما يفعله الفرد في المواقف النمطية أو الروتينية. وتعنى اختبارات الاداء المميز بقياس الشخصية والميول والاتجاهات. ويوجد فارق هام بين طبيعة الاستجابات على هذين النوعين من الاختبارات فبينما يمكن تقييم اجابات اختبارات أقصى الأداء بتعبيرات "الأفضل" أو " الأجود" أو "الأسرع فإن
الصفحة 69
اجابات الاداء التمطي لا تقبل تقييماً بهذه الصورة فهي لا تقيم باعتبارها صواباً أو خطأ أو جيدة أو رديئة بل باعتبارها موجودة أو قائمة أو غير قائمة متكررة أو نادرة لدى الفرد (فرج 1989، ص:100)
ثانيا: الاستخبارات
الاستخبار اداة مهمة للبحث والقياس، ويمكن للمعلم استخدام الاستخبار عندما يريد معرفة معلومات معينة عن طالب معين أو مجموعة من الطلاب، والاستخبار يتكون من مجموعة من الفقرات التي تعالج مشكلة او قضية محددة أو جانب معين من جوانب الشخصية والتي يجيب عنها مجموعة من الافراد بهدف جمع بيانات ومعلومات عنهم أو عن المشكلة أو القضية موضوع الاستخبار والاستخبارات انواع شتى تبعا للجوانب التي تود معرفتها لدى المفحوص أو المفحوصين ، فهناك استخبارات الشخصية والاتجاهات والميول والقيم والدوافع والحاجات والجوانب الوجدانية والاجتماعية. ويروم استخبار الاتجاهات معرفة مشاعر المفحوص وأراءه ومعتقداته بالنسبة لبعض التنظيمات كالأحزاب (مثلا)، أو ما يختص بأمور اجتماعية (مثل تنظيم الاسرة أو سياسية كمنح المرأة حقوقها السياسية). على حين تختص استخبارات الميول بالتفضيلات المتعلقة بالمهن وموضوعات الدراسة (كالطب أو الزراعة مثلا) والكتب والرياضة والهوايات. اما استخبارات القيم فتهدف التعرف الى نسق القيم النظرية والاجتماعية والدينية والجمالية والاقتصادية والسياسية والاهمية النسبية لكل منها لدى الفرد أو المجموعة (عبد الخالق، 1993 ص:48).
ويطبق الاستخبار في موقف قياس فردي أو جمعي، ويجيب عنه المفحوص على أساس معرفته بنفسه: مشاعره وانفعالاته وميوله وقيمه وحاجاته وسلوكه الماضي أو الحاضر، وذلك بهدف التشخيص النفسي أو الارشاد او التوجيه المهني او الاختيار المهني أو البحوث. وتصحح الاجابة بطريقة موضوعية دقيقة، وتفسر الدرجة التي حصل عليها الفرد بالنسبة المجموعة التقنين. وقد يكون الاستخبار احاديا (يقيس جانبا أو سمة واحدة كالميل الى دراسة الميكانيا أو القلق)، أو متعدد الابعاد (يقيس مجموعة من السمات أو جوانب السلوك) (عبد الخالق، 1991، ص :103).
الصفحة 70
ويساعد الاستخبار في الحصول على بيانات حساسة أو محرجة. ففي كثير من الأحيان يخشى الفرد أو المفحوص إعلان رأيه والتصريح به امام المعلم أو الباحث كان يدلي برأيه في سياسة الحزب الحاكم، أو يعلن رأيه في رئيس العمل، أو يتحدث في نواح تتعلق بالعلاقات الزوجية، أما إذا أتيحت له الفرصة لإبداء رأيه في مثل هذه المسائل بطريقة لا تؤدى الى التعرف عليه -كما هو الحال في الاستخبار – فانه يدلى برأيه بصدق وصراحة (حسن. 1977ص:321). وهذا يعنى أن الاستخبار يوفر المعلم بيانات ومعلومات صادقة وغير مباشرة عن طلبته في الجوانب الوجدانية والاجتماعية الخاصة والتي يصعب التعبير عنها أو التصريح بها شفوياً أو كتابة، ويبين جدول (1-4) نماذج الفقرات في استخبار ايزنك للشخصية (أبو ناهية،1989).
انظر الجدول (1-4) الصفحة 71 ضمن نسخة PDF أعلاه)
وقد قام المؤلف (في ابو ناهية 1993) بوضع قائمة المشكلات السلوكية لكي تناسب التطبيق على اطفال المدرسة الفلسطينيين وقد مرت عملية اعداد هذه القائمة بخطوات دقيقة وصارمة، حتى وصلت الى صورتها النهائية واصبحت اداة صالحة للتطبيق. كما قام المؤلف) في أبو ناهية. 1986- أ) بوضع استخبار لقياس مستوى الطموح الاكاديمي لدى طلاب المرحلة الثانوية المصريين، ويبين الجدول (4-2) نماذج من فقرات مقياس الطموح الاكاديمي.
الصفحة 71
جدول (2-4): عينة من فقرات مقياس مستوى الطموح الأكاديمي وتعليماتها
فيما يلي قائمة من الفقرات التي تمثل بعض المشكلات أو الظروف التي يمكن أن تعترض طريقك في سبيل الحصول على الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة، والمرجو منك ان تبدى رأيك من حيث مدى تأثير كل من هذه المشكلات على مواصلتك الدراسة وسعيك للحصول على الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة. والمطلوب منك هو ان تقرأ كل عبارة جيداً ثم تحدد موقفك منها.
انظر الجدول (2-4) الصفحة 72ضمن نسخة PDF أعلاه)
ثالثا: الملاحظة
تعتبر الملاحظة من أدوات القياس التي تستخدم في جمع البيانات التي تتصل بسلوك الافراد في بعض المواقف الطبيعية. ويمكن تحديد معنى الملاحظة على انها المشاهدة الدقيقة السلوك الفرد أو الجماعة في موقف معين، ومن ثم تسجيل ما تمت مشاهدته بالضبط بدون زيادة أو نقصان.
وتتميز الملاحظة عن غيرها من ادوات جمع البيانات بأنها تسجل السلوك بما يتضمن من مختلف العوامل في نفس الوقت الذي يتم فيه فيقل بذلك احتمال تدخل عامل الذاكرة لدى
الصفحة 72
الملاحظ، وقدرة الشخص على أن يستجيب لما يوجه له من أسئلة تتصل ببعض جوانب سلوكه الى غير ذلك من العوامل التي تقلل من قيمة الاسئلة كطريقة من طرق القياس أو البحث. وتزداد قيمة الملاحظة في الحالات التي يزداد احتمال مقاومة الافراد لما يوجه إليهم من اسئلة أو عدم تعاونهم مع المعلم أو الباحث اثناء المقابلة أو في الاستجابة للاختبار أو الاستخبار (أحمد، 1993، ص:61)، كما تتميز الملاحظة ايضا بانها الاداة الوحيدة التي يمكن استخدامها في دراسة بعض انواع السلوك مثل التفاعل الاجتماعي بين الاطفال أو الكبار. والاسلوب الجماعي في حل المشكلات.
ويستطيع الباحثون أو المعلمون اجراء الملاحظة الطبيعية المباشرة بطرق عدة (عبد الخالق 1991، ص99-94) نجملها على النحو التالي:
أولاً: المشاهدة من مكان الحدث ذاته: يقوم الباحث أو المعلم بملاحظة السلوك دون تدخل منه وتسجيل ملاحظاته بعد ذلك كملاحظة سلوك الطلاب وهم في حشد أو في مجموعة تلقائية تقذف الجيش الاسرائيلي بالحجارة بعد الخروج من المدرسة (وهو مظهر يومي يحدث في الضفة الغربية وغزه منذ اشتعال الانتفاضة الفلسطينية في09/12/1987 وحتى اليوم (
وقد يتم تسجيل الملاحظات عن طريق الرسم، وهذا ما فعله جيني وجيني، في بيان الطرق التي يتبعها الذكور والاناث في حمل الكتب (انظر شكل 4-1)
انظر الشكل الصفحة 73 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 73
ثانيا: الملاحظة عن طريق شاشة ذات اتجاه واحد. يتم هذا النوع في المعمل أو حجرات خاصة مزودة بشاشة أو مرأة يمكن الرؤية عن طريقها في اتجاه واحد فقط هو اتجاه القائم بالملاحظة، بحيث يترك الاشخاص يتصرفون بشكل تلقائي، فيلاحظهم القائم بالملاحظة، ويراهم من حيث لا يرونه، كما هو الحال في بحوث التفاعل الاجتماعي أو دراسة العاب الاطفال
ثالثا: الملاحظة المباشرة عن قرب. تستخدم الملاحظة المباشرة في هذا المجال" دائما مع الاطفال والحيوانات، فيمكن مثلا ان يلاحظ الاطفال في ملعب المدرسة، وان يقدر بعض خصائص شخصياتهم مثل: الاجتماعية والسيطرة والعدوانية وغيرها ...
رابعا: مقاييس التقدير
تستخدم مقاييس التقدير بشكل واسع في مجال التقارير المدرسية، وبصفة خاصة في الجوانب والخصائص غير الاكاديمية وهي تهدف الى تحديد درجة توفر هذه الجوانب أو الخصائص عند الفرد، وذلك باستخدام مقياس متدرج يمثل متصل معين من الخاصية أو الصفة المقدرة. فقد يقوم المعلم أو المقدر بتقييم الطلبة أو الافراد العاملين في المؤسسة التعليمية على صفات مثل المثابرة، الطموح الاجتماعية أو القدرة على التعامل مع الأخرين وذلك من خلال اعطاء تقديرات لهم على شكل جيد جداً، جيد، مقبول، حسن، غير مرض.
ويبين شكل (2-4) نموذج لمقياس تقدير.
انظر الشكل الصفحة 74 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 74
وقد تظهر نماذج مقاييس التقدير على صورة مقياس متدرج يتضمن الصفات المقاسة مباشرة، وبين شكل (3-4) نماذج لثلاثة مقاييس تقدير
انظر الأشكال الصفحة 75ضمن نسخة PDF أعلاه)
شكل (4-3) يبين نماذج لثلاثة مقاييس تقدير
وتقدم نماذج أخرى للتقدير موضحا بها مجموعة من الصفات والمراد تقديرها عند الافراد ومقابل كل صفة تعريف لها، مع عبارات توضيحية أو مجموعة من الارقام التي توضح درجات وجود تلك الصفات عند الافراد، بحيث يقوم المقدر أو المعلم بتحديد الدرجة التي تنطبق عندها الصفة على الفرد المفحوص من بين الدرجات التي تمثل وجود هذه الصفة. بالإضافة الى التعليمات التي يبدا بها مقياس التقدير والتي يطلب من المقدر أو المعلم اتباعها. وقبل كل ذلك فيجب على القائم بالتقدير ان يكون على معرفة جيدة بالطالب أو المفحوص ويوعى كامل بالخصائص والصفات والقدرات الموجودة لديه.
وقد قام المؤلف
(ابو ناهية 1986)
بإعداد مقياس تقدير لبعض خصائص الشخصية، ويبين الشكل (4-4) نموذج من هذا المقياس
الصفحة 75
وتعالج مقاييس التقدير بعض جوانب النقص في الملاحظة ومشكلة التزييف إلى الاحسن في الاستخبارات، ولكن لسوء الحظ فان هناك انحيازيات اخرى يمكن أن تظهر، فهناك بعض المقدرين الذين يمكن أن يكونوا على درجة كبيرة من الكرم، اذ يعطون درجات تجاه النهاية المفضلة للمقياس لكل مفحوص تقريبا
)عبد الخالق،1991، ص :477)
. وتستخدم مقاييس التقدير في عمليات الانتقاء والتوظيف والترقية، فضلا عن استخدامها في اجراء البحوث.
مقياس تقدير
العمر: إعداد: صلاح الدين أبو ناهية
الجنس:
تاريخ اجراء التقدير:
اسم المفحوص:
المدرسة أو الكلية:
تعليمات:
يحتوي هذا المقياس على قائمة بعدد من الصفات الشخصية التي توجد في الافراد بدرجات متفاوتة، والمطلوب منك أن تقرأ تعريف كل صفة قراءة دقيقة ثم تحدد مدى انطباق هذه الصفة على الفرد المفحوص.
(انظر الشكل (4-4) الصفحة 76 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 76
الفصل الخامس: كفاهيم إحصائية أساسية
- المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة
- المتغيرات المتصلة والمتغيرات المنفصلة
الفصل الخامس
مفاهيم إحصائية أساسية
القياس والاحصاء
ان حاجة الانسان للإحصاء حاجة قديمة، وقد زادت الحاجة إليه في السنوات الأخيرة. بحيث اصبح يلعب دورا مهما في الحياة العصرية وفى الدراسات المستقبلية المنظورة أيضا وقد توسعت وتطورت استخداماته على نحو هائل في مجالات العلوم الطبيعية والانسانية عامة وفي مجالات التربية وعلم النفس خاصة ، فهو يستخدم في جمع البيانات وتنظيمها وتحليلها واستقراء النتائج منها ، كما يلعب دورا حيويا في التخطيط المستقبلي واتخاذ القرارات حيال القضايا السياسية الاجتماعية والتربوية المختلفة ، بل ان الشخص العادي يستخدم الاحصاء بصفة مستمرة لمعالجة امور حياته اليومية ، فهو يعد الأفراد أو الجنيهات أو العمارات أو ... الخ ، ويحسب المجموع ويستخرج النسبة المئوية أو يحسب المتوسط ثم يقارن أو يصف البيانات أو النتائج التي تجمعت لديه. وهذه العمليات التي يقوم بها الشخص العادي ماهي إلا صورة مصغرة للتحليل الإحصائي المنهجي الذي يهدف إلى جمع البيانات ثم تنظيمها ووصفها أو مقارنتها وتحليلها، على أن يتم ذلك في ضوء اسس ومعايير منهجية. فالإحصاء هو العلم الذي يعنى بطرق جمع البيانات الخاصة بظاهرة معينة وتنظيمها أو تبويبها، ومن ثم تحليلها بهدف استخدامها في اتخاذ القرارات.
ولا يقتصر د
ور الاحصاء - كما اشرنا - على مجرد تجميع البيانات عن ظاهرة ما ، ثم تنظيمها وتبويبها وعرضها ، في كراسات إحصائية كما تفعل المؤسسات التعليمية والجامعات المختلفة لبيان عدد العاملين أو الطلاب فيها ، أو لإظهار التطور والنمو الذي حدث فيها خلال سنوات معينة ، وإنما يستخدم في مجالات كثيرة ومتعددة، لعل أهمها مجال البحث العلمي عامة، والبحث التربوي والنفسي خاصة ، فهو يستخدم في اختيار وتحديد حجم عينة الدراسة التي تؤخذ من المجتمع الأصلي، بحيث تكون ممثلة تمثيلا جيدا لمجتمع الدراسة ، فالباحث الذي يسعى على سبيل المثال، للحصول على اجابة علمية على تساؤله التالي : ماهي العلاقة بين مستوى التحصيل الدراسي لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي
الصفحة 79
والمستوى الت
عليمي لآبائهم؟ لا يمكنه دراسة جميع التلاميذ الموجودين في الصف الرابع الابتدائي لان ذلك يتطلب وقتا وجهدا كبيرين فضلا عن التكاليف المادية الكبيرة، وهنا يكتفى الباحث بدراسة عينة تؤخذ من المجتمع، وهم تلاميذ الصف الرابع الابتدائي، ويتم ذلك باستخدام الطرق الإحصائية المناسبة في اختيار هذه العينة. ويستخدم الاحصاء في تصميم التجارب الخاصة بالبحوث التربوية ، فالباحث بعد تحديده لهدف البحث، واختياره أو تحديده لعينة البحث ، وتعينه للمتغير الذي يجب دراسته أو قياسه ، وهو ما يعرف بالمتغير التابع ، وكذلك تعينه للمتغيرات الأخرى التي يتوقع أن تؤثر عليه أو تكون ذات صلة به ، وهي المتغيرات المستقلة، يقوم بتصميم التجربة واضعا في اعتباره استخدام احد النماذج الإحصائية المناسبة لها ، فإن كان الباحث يهتم بدراسة العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي لتلاميذ الصف الرابع باعتباره المتغير التابع واعتبار المستويات الاقتصادية والاجتماعية للتلاميذ ، ومكان السكن ، عدد التلاميذ في الشعبة ، والمساحة الخاصة بكل تلميذ في المدرسة ، وممارسة الأنشطة الإحصائية المناسبة لجمع البيانات الخاصة بالدراسة وتحليلها . متغيرات مستقلة، فانه يجب أن يستخدم أحد النماذج الإحصائية المناسبة لجمع البيانات الخاصة بالدراسة وتحليلها
كما يستخدم في تصم
يم واختيار منهج البحث، فالباحث يختار المنهج الذي سيستخدمه في دراسة ظاهرة معينة قبل البدء في تنفيذ بحثه. فإذا كان الباحث أو المعلم يسعى لمعرفة أفضل طريقة لتدريس موضوع " النبات والانسان " لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي بحيث تؤدى لأفضل تحصيل دراسي، فإنه بداية يضع الفرضية التالية: تدريس موضوع " النبات والانسان " بطريقة التعلم بالاكتشاف التلاميذ الصف الرابع الابتدائي يؤدى إلى ارتفاع تحصيلهم له فيما إذا درس بطريقة التعليم التقليدية أو الحاضرة، وهذه الفرضية تتطلب استخدام المنهج التجريبي لاختبارها، وبالتالي معرفة تأثير عامل أو مؤثر معين.
وهنا يقوم الباحث باخ
تيار عينة الدراسة، ثم تقسيمها إلى مجموعتين، تسمى المجموعة الأولى التجريبية وهي المجموعة التي تجرى عليها التجربة أو الجانب التجريبي في البحث (المجموعة التي تعرضت لتدريس الموضوع بطريقة الاكتشاف). في حين تسمى المجموعة الثانية بالمجموعة الضابطة وهي المجموعة التي لا تجرى عليها التجربة (المجموعة التي تعرضت لتدريس الموضوع بالطريقة التقليدية العادية). وبعد ذلك يقوم الباحث بتدريس كل مجموعة من المجموعتين، الضابطة والتجريبية الأسلوب المقرر
الصفحة 80
لها، ثم يجرى اختبارا
تحصيليا حول موضوع " النبات والاسنان " للمجموعتين، ثم يجمع البيانات الناتجة عن تطبيق الاختبار ليقرر بعد ذلك ما إذا كان هناك أي تأثير للتجربة التي أجراها واستخدم فيها طريقة جيدة في التدريس، وكما هو واضح فان الاحصاء يلعب دورا هاما في مثل هذه الدراسات، ابتداء بتصميم هذه الدراسات، وانتهاء بتحليل نتائجها واتخاذ القرارات المناسبة في ضوئها. وهنا نود أن نشير إلى أن المعلم أو الباحث قد يواجه مشكلة بحثية تتطلب استخدام المنهج الوصفي الذي يركز على وصف الخصائص المتعلقة بظاهرة معينة ويجمع المعلومات عنها، وبالتالي تقرير ما هو موجود فعلا، دون التدخل فيها. وقد تدور المشكلة البحثية حول الظاهرة عبر حقبة زمنية محددة فيستخدم الباحث المنهج التاريخي. وفي جميع الأحوال فان المنهج هو الأسلوب المنظم الذي يستخدمه الباحث للإجابة على سؤال البحث أو حل مشكلته، ولا حاجة إلى القول أن الخطوات المختلفة التي يسير عليها ويتبناها الباحث لن تصل في نهاية المطاف إلى نتائج ذات جدوى دون استخدام الطرق الإحصائية الملائمة لمنهج البحث.
والواقع أن استخدام الاحصاء
لا يقتصر على ما ذكرناه بل يتعدى ذلك إلى جوانب أخرى تتعلق بإجراءات البحوث والتنظير السيكولوجي والتربوي، فالباحث الذي يسعى للحصول على اجابة لمشكلة بحثه أو تساؤله: " ماهي العوامل المؤثرة على مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة؟ يحتاج إلى استخدام الاحصاء لتحقيق ذلك، ولكن أين يستخدم الباحث الاحصاء في هذا المثال؟ إن الباحث يجب أن يستخدم الاحصاء في تحديد مجتمع الدراسة، وفي تحديد وتعريف متغيرات الدراسة وكذلك متغير الدراسة الرئيسي وهو التحصيل الدراسي، وفي اعداد أدوات البحث التي ستستخدم في جمع البيانات المرتبطة بالدراسة، وهي أيضا وسائل قياس عوامل أو متغيرات الدراسة، كالتحصيل الدراسي، أو المستوى الاقتصادي -الاجتماعي، أو عدد الطلبة في الفصل، أو مكان الدراسة، أو الاتجاه نحو الدراسة ... الخ. ثم يقوم الباحث بعد ذلك بتطبيق أدوات البحث التي أعدها وهي وسائل القياس المرتبطة بخصائص معينة فيها على عينة الدراسة التي اختارها، فتتجمع لديه نتائج لهذه القياسات يطلق عليها اسم البيانات، ثم ينظم هذه البيانات ويعرضها ويحللها بهدف التوصل إلى دلالات عن صدق الفرض أو الفروض التي اقترحها للإجابة عن تساؤل البحث، ومعظم العمليات الأخيرة تقع ضمن مجال الاحصاء وتعتمد على القياس. ومن هنا نشأت علاقة وثيقة جدا بين ال
قياس والاحصاء.
الصفحة 81
وقد امتد الدور الذي يلعبه الاحصاء حتى أ
صبح أداة مباشرة للتنظير السيكولوجي والتربوي. وقد حدث ذلك من خلال التحليل العاملي وهو أساسا منهج إحصائي ابتكره علماء النفس. ومن خلال التحليل العاملي يتم تصنيف مجال واسع من السمات أو القدرات أو الوظائف المترابطة بحيث نخرج من هذا التصنيف بأبعاد أساسية تعتبر بمثابة الإطار النظري المفسر لكثير من الظواهر السيكولوجية. وكما يستخدم التحليل العاملي في الوصول إلى النظريات العريضة وتحديد معالم هذه النظريات، فإنه يستخدم في الوقت نفسه لاختبار مثل هذه النظريات، وقد ابتكرت أساليب جديدة مثل تحليل المحك يستخدم في اختبار الفروض العالمية، كما تعتمد الكثير من النظريات في بنائها وتماسكها بل وفي تضاريسها على النتائج العاملية من ذلك نظرية أيزنك في الانبساط –الانطواء والعصابية ونظرية جليفورد في البناء العقلي
(فرج.
16,1985)
وإذا كان الاحصاء يشير إلى النظريات أو
ا
لطرق الإحصائية أو الرياضية المستخدمة في جمع وتنظيم وعرض وتحليل البيانات المرتبطة بخاصية معينة، فإن القياس هو تكميم لهذه الخاصية أو الظاهرة، فهو يعطينا وصفا دقيقا وكميا لهذه الخاصية، وصفا يعتمد على مقاييس أو أدوات نصل بواسطتها إلى نتائج كمية، نتائج ممثلة في بيانات رقمية ومعلومات تيسر لنا فهم هه الخاصية. وإذا كان بناء واعداد الاختبارات ووسائل القياس المختلفة يتطلب القيام بإجراءات معينة للتحقق من فعالية فقرات أو أجزاء هذه الاختبارات أو الوسائل من خلال حساب مستوى صعوبتها وقدرتها التمييزية، وكذلك التحقق من فعالية وصلاحية الوسائل أو الاختبارات نفسها ككل من خلال حساب صدقها وثباتها، وهي اجراءات إحصائية في طبيعتها، وتتم وفقا لأساليب إحصائية ومعادلات رياضية معينة، فإن هذا يعنى تغلل وانتشار الاحصاء في جميع جوانب القياس، وفي نفس الوقت فإن وسائل القياس وأدواته هي وسائل. جمع البيانات لاتي يتم تنظيمها وعرضها وتحليلها واستقراء النتائج منها بواسطة الاحصاء. وبالتالي فإن القياس عملية ضرورية أيضا قبل معالجة البيانات. وهذا كله يدلل على الصلة الوطيدة بين الق
ياس والاحصاء.
وعلى الرغم من الصلة الوثيقة بين الاحصاء والقياس إل
ا
انهما متمايزان بوضوح، والتمايز لا يغفل الصلة الوثيقة بينهما. فإذا أردنا أن نلقى نظرة على المجال الواسع للقياس ومدى تغلغل الاحصاء فيه فسنجد الات
ي
(فرج، 1985، 16-17):
الصفحة 82
ولعل ما سبق ذكره عن العلاقة الوثيقة بين القياس وال
احصاء، يلفت نظرنا إلى انهما يعملان معا داخل إطار أوسع من العلاقات التبادلية، فإذا كان الاحصاء يهتم بجمع وتنظيم وعرض البيانات، وكان القياس يقدم أدوات أو وسائل جمع هذه البيانات، وحيث أن البحث العلمي عامة، والتربوي خاصة يعتمد على جمع البيانات عبر الظواهر التربوية والسيكولوجية المختلفة وتنظيمها ثم عرضها وتحليلها وبعد ذلك استخلاص النتائج منها. فإن هذه المجالات الثلاثة يجمعها معا نسق مشترك من العلاقات التبادلية، ويوضح الشكل رقم (1-5) طبيعة هذه العلاقة بين القياس والاحصاء والبحث التربوي، والتي برزت بشكل واضح في الجزء الذي عرضناه وبينا فيه دور علم الاحصاء في صياغة وتحديد مشكلة البحث، وفي تحديد عينة الدراسة، وفي اختيار منهج الدراسة، وفى تحليل بيانات الدراسة، والأهم انه يستخدم في اعداد اداة الدراسة وهي وسيلة القياس، أي انه أيضا يصاحب عملية القياس من البداية وحتى النهاية، وهذا العمل مجتمعا هو البحث التربوي. مع العلم بأن البحث التربوي يساهم أيضا في تطور ونمو علم القياس وعلم الاحصاء.
الصفحة 83
انظر الشكل رقم (5-1) الصفحة 84 (ضمن نسخة PDF أعلاه)
مجالات الاحصاء
عرضنا في موضع سابق لمفهوم الاحصاء، فهو يهتم بطرق جم
ع البيانات وتنظيمها وتبويبها ثم تحليلها. وبالتالي فهو يتجاوز كثيرا ما يعتقد بعض الناس من أن الاحصاء يقتصر في معالجته للبيانات المتوفرة لدى الباحث أو مجموعة من الباحثين على تنظيم وعرض تلك البيانات، وذلك من خلال وضع هذه البيانات في عدد من الجداول الإحصائية وعرضها في عدد من الأشكال الهندسية أو الرسوم البيانية، أو التوزيعات التكرارية، وذلك على نحو ما يراه في الاحصاءات المنشورة عن السكان أو التعليم أو الصحة ... الخ. والواقع أن عملية جمع البيانات وتنظيمها وتبويبها ثم عرضها في جداول وأشكال أو رسوم بيانية هي ذلك المجال أو النوع من الاحصاء الذي يعرف بالإحصاء الوصفي. وفي هذا المجال تستخدم الطرق الإحصائية في جمع البيانات ومن ثم معالجتها بقصد استخلاص الخصائص الأساسية التي تميزها، وبالتالي يقتصر دور المعلم أو الباحث في هذا المجال على تنظيم هذه البيانات في جداول إحصائية وعرضها جدوليا أو بيانيا، وكذلك في حساب بعض المقاييس منها مثل مقاييس النزعة المركزية والتشتت والعلاقة. فعندما يقوم مدير المنطقة التعليمية بتسجيل عدد الطلبة أو المعلمين أو المدارس في منطقته ، ومن ثم تنظيم هذه البيانات وعرضها على شكل دوائر أو مستطيلات ، فإنه يستخدم الاحصاء الوصفي ، وعندما يحسب نسبة الغياب بين أوليك التلاميذ أو المعلمين ، أو يحسب معدل الزيادة في أجور المعلمين ، أو يحسب متوسط ساعات العمل لدى المعلمين في المرحلة الابتدائية، فإنه يستخدم الاحصاء الوصفي أيضا، لان المقاييس التي يستعملها مقاييس وصفية بحتة تهتم بالبيانات المتوفرة فقط ، ولا تحاول تعميم النتائج المحسوبة من العينة المدروسة إلى مجتمع اكبر
الصفحة 84
أما المجال الثاني من الاحصاء فهو الاحصاء الاستدلالي، وهو يستخدم في
الحالات التي لا تصلح فيها المقاييس الوصفية البسيطة، وبالتالي فإن هذا المجال من الاحصاء يعنى بتحليل البيانات ويفسرها بغرض استخلاص استنتاجات أو تنبؤات أو اتخاذ قرارات بناء عليها. ويعتمد هذا النوع من الاحصاء على التحليل الذي يستند بصفة رئيسية إلى نظرية الاحتمالات الرياضية، وتطبيقاتها والنظريات الإحصائية التي بنيت عليها ويودى هذا المجال من الاحصاء دورا هاما في تصميم البحوث، وكيفية الاجابة على تساؤلاتها وطرق معالجة البيانات التي تجمع منها. وهذه الطرق هي الطرق الإحصائية التي تؤدى إلى استدلالات أو استنتاجات يتوصل إليها الباحث من تحليل بياناته، وهذه الاستنتاجات أو الاستدلالات غالبا ما تكون على شكل تنبؤات أو قرارات لقبول أو رفض الفروض الإحصائية التي وضعها الباحث لدراس
ته أو بحثه.
ومع ذلك فإننا نعتقد أن الاحصاء هو احصاء واحد له أكثر من جانب أو وظيفة. وعلى
سب
يل المثال، عندما تواجه مشكلة بحثية، فإن الاحصاء هو الذي ينير لك الطريق لحل هذه المشكلة ولا اجابة على تساؤلاتها. فعملية جمع البيانات التي تقوم بها حول هذه المشكلة أو الظاهرة تتم بطرق مختلفة: تطبيق اختبارات أو اجراء قياسات معينة، أو اجراء مقابلات شخصية، أو تطبيق استبيانات. وبعد جمع البيانات يقوم الباحث بتنظيم هذه البيانات وعرضها في جداول ، ( وهذا كله يقع ضمن مجال الاحصاء الوصفي ( ثم يقوم بعد ذلك بتحليل هذه البيانات وتفسيرها ليتوصل إلى استنتاجات معينة بناء عليها ، مثل اتخاذ قرار بقبول أو رفض الفرض الإحصائي الذي اقترحه لحل المشكلة ) وهذا جانب أو مجال الاحصاء الاستدلالي ) ، وفي ضوء ذلك فإننا نميز بين الطرق الإحصائية التي تستخدم في البحث أو الدراسة موضع الاهتمام، ولا نصنف الاحصاء إلى نوعين، فالطرق التي تهتم بالتعميم من العينة المدروسة إلى المجتمع وتتطلب معالجات اكثر تعقيدا في طرق الاحصاء
الاستدلالي .
المتغيرات
القياس التربوي هو عملية تقدير كمي لصفة أو خاصية أو بعد من أبعاد السلوك الانساني وفق قوا
عد
معينة وبالتالي فالقياس عملية تقدير رقمية المقدار ما يملكه فرد معين من صفة أو خاصية سيكولوجية أو تربوية معينة مثل " تحصيل المفحوص من العلوم " أو درجة ذكاءه " أو مستوى دافعيته للإنجاز " أو " مستواه الاقتصادي الاجتماعي. ولكن هذه الخصائص نات هي خصائص أو صفات يشترك فيها أفراد المجتمع الإحصائي (المف
حوصين أو
الصفحة 85
المتعلمين في قاعة الصف الدراسي المراد تقدير أو قياس الخاصية لديهم)، ولكنها تختلف فيما بينهم من
م
فحوص من المفحوصين أو اعطاءه قيمة رقمية، تعبر عن كم هذه الخاصية المتوفر لديه، وذلك بطبيعة الحال باستخدام أدوات ووسائل مختلفة، كالاختبارات التحصيلية. واختبارات الذكاء، والاستخبارات، وأدوات التقدير والملاحظة .... ال
خ.
وتعرف الخصائص أو الصفات القابلة للتقدير الكمي، والتي يمكن تحديد أو إعطاء قيمة رقمية معينة لها ب
ال
متغيرات، وبالتالي فإن المتغير هو تلك الخاصية أو الصفة أو الكمية التي يمكن التعبير عنها بقيم مختلفة، بحيث تتغير هذه القيمة من فرد إلى آخر، أو من عنصر إلى آخر، أو من موقف تجريبي إلى آخر. فلو أردت قياس ذكاء المتعلمين في الصف الرابع الابتدائي لحصلت على عدد من الدرجات أو القياسات التي يمثل كل منها درجة ذكاء احد المتعلمين، أي أن الذكاء متغير، وكمثال آخر ، لو قمت بقياس تحصيل المتعلمين في هذا الفصل في مادة العلوم، فإنك ستحصل على عدد من القيم التي تمثل درجات المتعلمين في العلوم ، وبالتالي فإن تحصيل المتعلم في العلوم يعتبر متغيرا، وهناك أمثلة عديدة على المتغيرات في المجال التربوي والسيكولوجي ن
ذكر منها ما يلي :
تحصيل المتعلم في اللغة العربية، أو أي مقرر دراسي اخر.
درجة الذكاء.
مستوى أو درجة التوافق الشخصي.
طول القامة.
ولكن إذا كانت تلك الخصائص والصفات متغيرة، فهل توجد خصائص وصفات اخرى ثابتة؟ في الواقع توجد صفات وخصائص معينة لا
تتغير، وهي تعرف بالثوابت وتوجد في العلوم الطبيعية والفيزيائية، وهي تصف المواد في ظل ظروف محددة، فالكثافة النوعية لمادة معينة في ظل ظرف محدد ثابت، ومعامل التمدد العنصر الحديد النقي ثابت، ومعامل الاحتكاك بين مادتين معروفتين ثابت. وهناك ثوابت كثيرة في القوانين الطبيعية والكهربية والعدد الذرى لعنصر معين، مثل تسارع الجاذبية في مكان معين، وهناك ثوابت اخرى في العلوم الاجتماعية والتربوية أيضا، نذكر منها: معدل الدخل السنوي للفرد في بلد معين في سنة معينة، متوسط التحصيل الطلاب الصف الثالث الاعدادي في مدرسة ما ثابت. وعدد أفراد الصف الثالث الإعدادي ثابت. ومع ذلك فإن بعض القيم الثابتة كمتوسط التحصيل وعدد الأفراد يمكن أن يختلفان من صف إلى آخر فتصبح القيم الثابتة قيم متغيرة. ويحدث
الصفحة 86
هذا في العلوم التربوية والاجتماعية بالنسبة لقيم كثيرة، فمعدل عمر الفرد في سنة معينة وفي بلد معين ثابت، ولكن لو أخ
ذت عينة من الأفراد في هذا المجتمع وأردت معرفة عمر كل فرد منها سوف يصبح عمر الفرد متغيرا، وذلك لأنك ستحصل على عمر معين لكل فرد. ومن ثم فإن هذا العمر قد يتغير من فرد لأخر، وكذلك فإن معدل أو متوسط العمر في هذه العينة متغيرا أيضا، لأنه يأخذ قيما متعددة تبعا للعينات التي تأخذها من الأفراد القياس عمرها.
المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة:
عرفنا في الجزء السابق المتغير وقلنا انه تلك الخاصية أو الصفة أو الكمية التي تتغير من فرد لأخر أو من موقف تجريبي
لأ
خر. ولكننا نجد في الدراسات العلمية التي تتعرض للظواهر التربوية والسيكولوجية المختلفة وجود أكثر من متغير. وبشكل أكثر دقة فإن هذه الدراسات تهتم بنوع العلاقات بين المتغيرات المؤثرة في الظاهرة أو الموجودة في التجربة أو الدراسة، وقد تكون هذه العلاقات بين متغيرين اثنين أو بين عدة متغيرات، فإذا اخذنا على سبيل المثال، بحثا بعنوان دراسة العلاقة بين تحصيل التلميذ وترمز لها بالحرف ص، والمتغير الثاني هو مستوى تعليم الأب وترمز له بالحرف س، فأى هذين المتغيرين يمكن أن يؤثر
في الآخر؟
من الواضح أن المتغير س (مستوى تعليم الأب) يمكن أن يؤثر في ص (درجة تحصيل المتعلم) وليس العكس، وبالتالي يمكن أن نقول أن
المت
غير ص يتبع المتغير س، ولهذا يسمى س متغيرا مستقلا ويسمى ص متغيرا تابعا. وهذا ييسر لنا امكانية التنبؤ بقيمة ص (درجة تحصيل المعلم) المقابلة لأي قيمة معلومة للمتغير س (مستوى تعليم ا
لأب).
وبشكل عام، يمكن القول أن المتغير التابع هو الذي نحاول تقدير قيمته، ومعرفة أسبابه وتفسيره وفهمه، أو التنبؤ به، أما المتغير ا
لمس
تقل فهو المتغير الذي نستخدمه ونعتمد عليه في تفسير وفهم ما يطرأ على المتغير التابع أو في التنبؤ بما سيطرأ عليه. أي أن المتغير المستقل هو العامل الذي يستخدم من قبل الباحث حتى يبين أثره في ظاهرة أخرى. فإذا قام الباحث بتغيير قيم المتغير المستقل س، سواء بتكبير هذه القيم أو بتصغيرها، فإن قيمة المتغير التابع ص تتغير أيضا بالزيادة أو النقصان. وبالتالي فإن قيم ص تكون تابعة ومعتمدة ع
لى قيم س.
ولا تشير العلاقة بين المتغير التابع والمتغير المستقل بالضرورة إلى وجود علاقة السببية بين المتغيرين، أي لا تعنى أن أحد المتغيرين سبب
في
حدوث المتغير الآخر، وإنما تعنى انه بتح
ديد
الصفحة 87
ومعرفة قيمة المتغير المستقل يمكن معرفة قيمة المتغير التابع، وبالتالي فإن قيمة المتغير التابع تابعة ومعتمدة على قيم المتغير المستقل، وف
ى
نفس الوقت فإن المتغير المستقل قد يكون هو سبب التغير في قيمة ص وقد لا يكو
ن.
المتغيرات المتصلة والمتغيرات المنفصلة:
يوجد تصنيف آخر للمتغيرات، وهو تصنيف المتغيرات بناء على مجالها، ومجال المتغير هو مجموعة القيم التي يمكن أن يأخذها المتغير. وتقسم المتغ
ير
ات وفق هذا التصنيف إلى نوعين هما المتغير المتصل والمتغير المنف
صل
والمتغير المتصل هو ذلك المتغير الذي يأخذ قيما تقع بين نقطتين ثابتتين أو حدين معلومين على مقياس معين، وهو متغير تختلف قيمه بمقادير صغيرة
ج
دا ودقيقة. وهذا يعنى أن قيم المتغير المتصل المختلفة تتم بشكل متسلسل ومتصل وبدون قفزات. فالوزن مثلا هو متغير متصل، فوزن أي شيء يمكن أن يتخذ مجموعة من القيم تمتد من الصفر إلى أكبر مقدار ممكن أو ما لانهاية، وكذلك يعتبر الطول، ودرجة الحرارة، والزمن، والعمر، ودرجة الاختبار التحصيلي أو العقلي، أمثلة على المتغيرات المتصلة. ويلاحظ أن المتغير المتصل يتم حسابه أو الحصول على قيمته بواسطة القياس
لا العد
وعلى سبيل المثال، فإن درجة الحرارة متغير متصل، فإذا كانت درجة الحرارة في الصباح 16 درجة مئوية ثم ارتفعت هذه الدرجة في فترة الظهر ووصلت إلى 30
درج
ة مئوية. فإن ارتفاعها قد تم بشكل متسلسل ومتصل بدون قفزات من 16إلى 30، كما يوضح الشكل رقم (2-5)، ويلاحظ هنا أن مجال هذا المتغير درجة الحرارة) هو الفترة، كما يلاحظ أن درجة الحرارة يمكن قياسها بشكل تقريبي وبدرجة عالية من الدقة أو لذا فقد نحصل على درجات حرارة مثل: 1,16,2,16,5,18,6,20,5
,24,7,28
انظر الشكل (5-2) الصفحة88 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 88
وليس من الضروري أن تظهر جميع القيم الممكنة في البيانات موضع البحث لكي نعتبر المتغير متصلا، بل يكتفى التأمل في هذه القيم لكي نحدد إذا كان في الامكان
ا
ٔن تأخذ أي قيمة مهما صغرت بين حدين معلومين، فالاختبار التحصيلي الذي يتكون من 50 سؤالا مثل صفر1، ,2....50إلا أننا يمكن أن نعتبر هذه الدرجات تمثل قيما تقريبية لقياسا
ت مت
صلة (
علام، 1985، 21)
. وكما أوضحنا قبل ذلك فإن قياس التحصيل يتم بشكل تقريبي أيضا، ولكن درجة الدقة تتوقف على نوع أداة القياس (الاختبار التحصيلي) المستخدم وفعاليتها، وموضعيت
ه
ا
.
أما المتغير المنفصل فهو ذلك المتغير الذي يأخذ قيما محددة وقابلة للعد وبالتالي فالقيم التي يأخذها غالبا ما تكون من النوع الذي يتم حسابه بواسطة أعداد صح
ي
حة موجبة. فمثلا عدد تلاميذ الصف، عدد تلاميذ المدرسة، عدد الأطفال لدى الاسرة، المعدل المنوي للطالب الناجح في امتحان شهادة الدراسة الثانوية، أمثلة على المتغيرات المنفصلة. ويلاحظ أن المتغير المنفصل له خاصيتين أساسيتين هما: (1) يأخذ قيم قابلة للعد. (2) توجد قفزات بين هذه القيم. فمثلا عدد الأطفال لدى الاسرة هو متغير منفصل، لأن القيم التي يمكن أن يأخذها هذا المتغير وهو عدد الأطفال فى الاسرة أما أن يكون صفر أو 1 أو 2أو 3 أو 5 .... وهكذا. فإذا كان الحد الأقصى لعدد الأطفال في كل أسرة هو 10 أطفال، بمعنى انه لا توجد أي اسرة لديها أكثر من 10 أطفال، فإن مجال هذا المتغير يكون المجموعة (صفر. (10 …. 5, 4, 3, 2,1 وهذه هي عناصر المجال ويمكن عدها، كما توجد قفزات بين القيم التي يأخذها المتغير وهي عناصره أيضا من عدد صحيح موجب إلى عدد
صحيح موجب آخر.
ويشير فرج
(26,1985)
إلى تصنيف آخر للبيانات الإحصائية عن المتغيرات سواء أكانت كمية أو كيفية على النحو التالي:
بيانات قابلة للعد فقط داخل فئة مع وجود فروق بينها واتصافها جميعا بصفة واحدة على الأقل تبرر ادخالها معا في هذه الفئة مثل عدد الحبات في سلة البرتقال حيث الفئة هي برتقال
أو عدد الأفراد في فئة تلاميذ مع وجود فروق بين كل برتقالة والأخرى في الجودة أو وجود فروق بين كل تلميذ والآخر في الاجتهاد.
بيانات قابلة للترتيب أى يمكن ملاحظة فروق كمية غير منتظمة بينها في هذا المتغير مثلا صلابة مجموعة من المعادن مرتبة من فئة المعادن دون تحديد دقيق الدرجة أو مقدار للصلاب
ة،
مجرد أن الحديد أكثر صلابة من النحاس والنحاس أكثر صلابة من الرصاص وه
كذا
الصفحة 89
- بيانات قابلة للقياس أي بيانات كمية تقاس بمقاييس ذات وحدات منتظمة بحيث يتحدد الفرق بين المفردة والاخرى بوصفه فرق كمي مساو لعدد من وحدات المقياس مثل نسبة الذكاء ودرجة ا
لتحصيل والدرجة على مقياس للمفردات.
طرق اختيار العينات
تجمع بيانات الدراسة بعد الانتهاء من تطبيق وسائل القياس وأدواته الملائمة لها على مجتمع الدراسة ، أو المجتمع الإحصائي يتكون من جميع الأفراد الذين يشتركون في صفات أو خ
صا
ئص أو مهن أو أدوار معينة ويدخلون في اطار العمليات الإحصائية في الدراسة ، وعلى سبيل المثال ، فقد يتكون مجتمع الدراسة من " التلاميذ الذكور في سن 15 المقيدين بمدارس وكالة الغوث في منطقة رفح التعليمية " أو من " التلاميذ الناجحين في امتحان شهادة الابتدائية العامة عام 1993م وكانت معدلاتهم %80 أو اكثر " ، أو من المعلمين الذين يحملون درجة الماجستير ويعملون في مرحلة التعليم الثانوي في مصر في العام الدراسي 91 - 92 " . ولما كان من الصعب، ومن غير العملي أيضا، ولأسباب كثيرة كالتكلفة العالية والوقت والجهد، قيام الباحث بجمع بيانات من جميع أفراد المجتمع الإحصائي، فإنه يلجأ في العادة إلى دراسة قطاع صغير أو مجموعة جزيئية من المجتمع الإحصائي، وهو ما يطلق عليه اسم العينة، على أن يتم اختيار الباحث للعينة وفق معيار أساسي، يرى ضرورة أن تكون العينة ممثلة المجتمع الدراسة خير تمثيل، وهذا ييسر امكانية تعميم النتائج من العينة إلى المجتمع. وعرف عملية اختيار العينة بالمعاينة، وهذه العملية تتأثر بعاملين: (1) حجم العينة، فكلما زاد حجم العينة قلت أخطاء المعاينة وكان ذلك ضمانا لأن تكون ممثلة لمجتمعها الإحصائي وغير متحيزة، ولكن لهذه الزيادة حدود يجب مراعاتها كما أن زيادة الحجم بعدها لن تضيف الكثير إلى النتائج وإنما ستثقل كثيرا على الباحث وتزيد من أعباءه، (2) طريقة سحب العينة من المجتمع، بحيث توجد عدة طرق يتم بها سحب العينة، ونعرض في الجزء التالي الأهم هذه الطرق وانسبها
للمجال التربوي.
العينة العشوائية البسيطة:
لو تصورنا أن أحد المعلمين أو الباحثين يود اجراء دراسة عن دافعية الانجاز لدى تلاميذ الصف السابع في مدرسته وعددهم 300 تلميذا، وانه قام بإعطاء كل تلميذ رقما يكتب على بطاقة، وكانت ا
لأ
رقام على البطاقات من 1 – 300 ثم قام بوضعها في وعاء. وقرر إجراء الدراسة على عينة مكونة من 50تلميذا. فخلط البطاقات جيدا في الوعاء وبدأ يس
حب
الصفحة 90
البطاقات ، وكان في كل مرة يعيد خلط البطاقات في الوعاء قبل السحب ، حتى يتم سحب العدد المطلوب في العينة وهو 50 تلميذا فإنه يكون قد توفر لديه عينة عشوائية بسيطة وهناك طريقة أخرى، تتم
ثل في اعطاء أرقام مسلسلة لكل تلميذ من التلاميذ ، ثم يتم اختيار 50 تلميذا منهم بواسطة جداول الأرقام العشوائية - المنشورة في بعض كتب الاحصاء - بحيث يتم اختيار التلاميذ الذين يتطابق رقمهم المسلسل من الأرقام العشوائية المختارة له، وبهذه الطريقة يكون المعلم أو الباحث قد أعطى لكل تلميذ من التلاميذ )مجتمع الدراسة ) نفس الفرصة أو فرصة متكافئة لكي يكون احد أفراد العينة ، وهي عينة عشوائية بسيطة .
العينة المنتظمة:
في هذه الطريقة يتم استخدام طريقة العينة العشوائية البسيطة ولكن بطريقة منتظمة. فالباحث أو المعلم الذي يريد اختيار عينة منتظمة حجمها "ن" من مجتمع الدراسة يعطى أرقاما مسلسلة لجميع ت
ل
اميذ مجتمع الدراسة، ثم يقوم بالخطوات التالية للحصول على العينة المنتظمة:
انظر التمرين الصفحة 91 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 91
تتمة التمرين الصفحة92
وتمتاز طريقة العينة المنتظمة على طريقة العينة العشوائية البسيطة بأمرين: (1) أن اختيار العينة بالطريقة المنتظمة يتم أسرع من الاختيار بالطريقة العشوائية البسيطة، (2) وان العينة
ا
لمنتظمة تعتبر أكثر تمثيلا لمجتمع الدراسة من العينة العشوائية البسيطة. ومع ذلك فإننا نود أن نشير إلى أن طريقة العينة العشوائية البسيطة وطريقة العينة المنتظمة من ابسط طرق اختيار العينات وهي تلائم المعلمين والباحثين المبتدئين لخلوهما من التعقيدات الإحصا
ئية.
العينة الطبقية
عندما يكون مجتمع الدراسة أو المجتمع الإحصائي مكونات من فئات أو أجزاء متداخلة فإنه يمكن اختيار عينة جزئية من كل طبقة، وتسمى العينة الناتجة من العينات الجزئية مجتمعة بالعينة الع
شوا
ئية الطبقية. فإذا كان لدى المعلم مجتمعا إحصائيا مكونا من ستة ألاف تلميذ في المرحلة الاعدادية وأراد أن يختار من بينهم عينة مقدارها 600 تلميذا، وقام بتقسيمهم إلى طبقات أو مجموعات جزئية حسب مناطق اقامتهم، إلى تلاميذ من غزة، وتلاميذ من خان يونس، أو حسب اصولهم الحضرية إلى تلاميذ من القرية وتلاميذ من المدينة، أو حسب المستوى الاقتصادي -الاجتماعي إلى مستوى مرتفع ومتوسط ومنخفض، ثم حدد نسبة أفراد المجتمع فى كل طبقة. فإذا تبين له أن %60 من مجموع عدد التلاميذ وهم 60 من مدينة غزة، فإن معنى هذا أن %60 من حجم العينة الذي قدره 600 تلميذا سيتم اختيارهم من مدينة غزة، في حين أن 40 % من حجم العينة سيتم اختياره من مدينة خان يونس. وهذا يعنى أن اختيار العينة يتم بطريقة عشوائية من كل طبقة بحسب نسبة تلك الطبقة إلى المجتمع، وهناك عدة طرق لاختيار العينة العشوائية البسيطة من المجتمعات الجزئية أو الطبقات ومن أبرز هذه الطرق تط
بيق القانون التالي:
انظر التمرين في الصفحة 92 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 92
تتمة التمرين الصفحة 93
وتمتاز طريقة العينة الطبقية مقارنة بالطرق المسابقة بانها: (1) أكثر تمثيلا للمجتمع الإحصائي خصوصا إذا كان هذا المجتمع مكون من مجموعات جزئية أو طبقات مختلفة وغير متداخلة، (2) واقل خطأ فيما يتعلق
بخطأ المعاينة. كما أن البيانات التي تحصل عليها باستخدام هذه الطريقة تتميز بدرجة عالية من الدق
ة.
4-العينة الفرضية
في هذه الطريقة يختار الباحث عينته بناء على تقديره وحكمه الشخصي ورؤيته بان هذه العينة تحقق أغراض الدراسة، وأن أفرادها يمثلون المجتمع الإحصائي، فمثلا إذا أراد باحث أن يدرس عادات التدخين بين طل
بة
الجامعة، وقام لهذا الغرض باختيار عينته من بين طلبة الأقسام الفنية على أساس أن هؤلاء الطلاب يمثلون المجتمع، والواقع أن هذه الطريقة في اختيار العينة تنصف بانها منحازة وغير ممثلة للمجتمع. كما أن البيانات التي تحصل عليها بواسطتها تكون في الغالب منحازة وممثلة لرأى الباحث، وتعرف هذه العينة أيضا بالعينة القصدية أو العينة ا
لهادفة.
5 -العينة العرضية أو المتوفرة:
يلجأ بعض الباحثين إلى اختيار عينة معينة لأنها متاحة ومتوفرة لديه فقط، كأن يقوم المعلم أو الباحث بتطبيق الاختبار على مجموعات من التلاميذ التي يدرسها، أو على زملاء العمل الموجودين معه في نفس المكان
. أ
و
قيام الطبيب مثلا، بتطبيق أداة دراسته على مجموعات من المرضى الذين يترددون عليه في عيادته. وفي هذه الطريقة جوانب ضعف واضحة، ف
ا
لعينة
الصفحة 93
المختارة لا تمثل المجتمع الاحصائى تمثيلا جيدا، كما انه يصعب تعميم نتائجها على المجتمع بدون تحفظ، إلا أن لهذه الطريقة أهمية خاصة في الدراسات والبحوث التمهيدية والاستطلاعية
.وبشكل عام يمكن القول، أن هناك طرقا مختلفة للحصول على عينة الدراسة ، إلا أن الباحث عليه أن يختار العينة التي يعتقد ويجب أن يتأكد أيضا - أنها تمثل المجتمع الإحصائي تمثيلا جيدا، بحيث يبتعد عن التحيز ف
ي اختي
ار عينته ، حتى يمكن تعميم النتائج المستخلصة من العينة إلى المجتمع والا انعدمت الفائدة المرجوة من
الدراسة
الصفحة 94
الفصل السادس: الطرق الإحصائية لتحليل البيانات
الفصل السادس
الطرق الإحصائية لتحليل البيانات
بعد تحديد عينة المفحوصين التي سيطبق عليها الاختبار أو أدوات القياس الاخرى. وتطبيق هذه الأدوات على المفحوصين من قبل المعلم أو مصمم الاختبار، فإنه يحصل على بيانات أو درجات أو ما اصطلح على تسميته بالدرجات الخام. فإذا كانت العينة كبيرة وتجمع لديه مجموعة كبيرة من الدرجات فإنه يصبح من الصعب عليه فهم واستيعاب هذه الدرجات أو المقارنة بين مفرداتها، أو استخلاص أي نتائج ذات معنى منها، ولكن إذا كان عرض الدرجات بنفس الصورة التي ظهرت فيها ليس له أى معنى، فما هي الوسائل أو الطرق التي يمكن بواسطتها عرض هذه البيانات بصورة مفيدة تجعلها قابلة للفهم والتفسير والمعالجة؟ وكيف يمكن التعرف على المستوى العام الدرجات المفحوصين؟ وكيف يمكن التعرف على التوزيع الداخلي للدرجات ومدى قربها أو بعدها عن المتوسط؟ وكيف يمكن التعرف على طبيعة العلاقة التي تربط بين درجات هذا الاختبار ودرجات اختبار آخر؟ إن الاجابة على هذه الأسيلة مجتمعة هو هدف هذا الفصل، ولتحقيق ذلك فإننا سنعرض خلال هذا الفصل للطرق الإحصائية التحليل البيانات أو الدرجات الناتجة عن تطبيق الاختبار أو مجموعة الاختبارات المستخدمة في عملية القياس.
التوزيعات التكرارية
التوزيع التكراري احدى الطرق التي يمكن بواسطتها تنظيم وتجميع البيانات أو الدرجات الكثيرة في مجموعات أو فئات قليلة. وهذا التنظيم والتجميع للبيانات هو عملية اختزال لها، وعملية الاختزال تسمح بفهم هذه البيانات، وتعطى فكرة عامة عنها، وتيسر اجراء معالجات إحصائية لها. ويتم بناء جدول التوزيع التكراري المجموعة من البيانات من خلال ترتيب هذه البيانات تنازليا أو تصاعديا في مجموعات أو فئات غير متداخلة يقابل كلا منها قيمة تكرارها، وهذه القيمة هي مجموع العناصر الموجودة في كل فئة أو مجموعة.
ولكي نبين الخطوات المتبعة في بناء جدول التوزيع التكراري تأمل المثال في جدول (6-1) الذي يوضح درجات 50طالبا في أحد الاختبارات التحصيلية
الصفحة 97
انظر الجدول (6-1) الصفحة 98 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ويتم بناء جدول التوزيع التكراري وفق الخطوات التالية:
حساب مدى الدرجات = أكبر درجة -أصغر درجة + 1
وبمراجعة جدول (6-1) نجد أن أكبر درجة هي 96 وأصغر درجة هي 47 وبتطبيق المعادلة نجد أن:
مدى الدرجات = 97-47+ 1 = 50
الصفحة 98
طول الفئة = 50 ÷11=4 ,45
وحيث أن البيانات الموضحة في الجدول لا تحتوي على كسور عشرية فيجب تقريب العدد 4,45إلى اعلى فيصبح طول الفئة 5 درجات.
حدود الفئة الأولى = 45 -49
وذلك لان الحد الأدنى للفئة هو45، كما أن الحد الأعلى للفئة هو 49قد نتج من اضافة طول الفئة وهو5 إلى الحد الأدنى
الصفحة 99
ويوضح جدول (6-2) توزيع تكراري المجموعة الدرجات التي حصل عليها 50 طالبا في أحد
الاختبارات التحصيلية والمبينة في المثال السابق.
انظر الجدول (6-2) الصفحة 100 ضمن نسخة PDF أعلاه)
وهنا نود أن نشير إلى أن هذا الجدول يكشف للمعلم عن كيفية توزيع درجات الاختبار بين الطلاب، بحيث يبين له أن أكثر الطلاب يتركزون في الفئة السادسة التي حدها الأدنى 70وحدها الأعلى 74 وعددهم11 طالبا. وبعبارة اخرى يستطيع الباحث أن يستنتج من جدول التوزيع التكراري بعض الاستنتاجات المتعلقة ببياناته، فقد يستنتج أن عدد الطلاب الذين حصلوا على درجات تتراوح بين 60 و65، وقد يستنتج عدد الطلاب الذين حصلوا على درجات اعلى من 95، وقد يستنتج أن نصف عدد الطلاب تقريبا قد تركزوا في الفئات الثلاث 65-69و 70-74و 75-79. هذه هي أهداف عملية التبويب ووضع البيانات في جدول توزيع تكراري.
الصفحة 100
ويمكن تمثيل التوزيع التكراري بيانيا بأكثر من طريقة، ومن أكثر هذه الطرق ملائمة وفاعلية في المجال التربوي والسيكولوجي: المدرج التكراري، المضلع التكراري، المنحنى التكراري.
1 -المدرج التكراري :
يعتبر المدرج التكراري من ابسط وأسهل الطرق المستخدمة في تمثيل التوزيع التكراري بيانيا، ويمكن رسم المدرج التكراري وفق الخطوات التالية:
وفي ضوء البيانات الموضحة في المثال السابق (جدول6-1) فإن :
الحد الأدنى الحقيقي للفئة الأولى = 45- 0,5 =44,5
الحد الأعلى الحقيقي للفئة الأولى = 5 + 44,5 = 49,5
أي أن الحدود الحقيقية لهذه الفئة هي: 44,5- 49,5
ثم عين بقية الحدود الدنيا الحقيقية والحدود العليا الحقيقية لبقية للفئات بنفس الطريقة.
مركز الفئة الأولى -الحد الأدنى الحقيقي للفئة + نصف طول الفئة
47=2,5+44,5
أو مركز الفئة الأولى =مجموع حديها الأدنى والأعلى مقسوما على 2
49+45÷2=47
الصفحة 101
ثم عين بقية مراكز الفئات الأخرى، بأحد الطريقتين السابقتين، أو بإضافة طول الفئة إلى مركز الفئة التي قبلها، وبالتالي فإن مركز الفئة الثانية في مثالنا السابق هو:
+47 5 = 52
وهكذا في تعيين مراكز الفئات الاخرى.
4- ارسم أعمدة مستطيلة على الحدود الحقيقية لكل فئة وليس على مراكز الفئات ، بحيث تكون قاعدة المستطيل الناتج هي طول الفئة وارتفاعه يساوى تكرار الدرجات في هذه الفئة. وبذلك تحصل على المدرج التكراري كما هو موضح بالشكل (1-6)
ويوضح الجدول (6-3) جميع الخطوات السابقة وفق البيانات المبينة في الجدول (1-6).
انظر الجدول (6-3 ) الصفحة 102 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 102
انظرالشكل(6-1 ) الصفحة103 ضمن نسخة PDF أعلاه)
- 2المضلع التكراري :
المضلع التكراري هو الطريقة الثانية التي يمكن بها تمثيل التوزيعات التكرارية بيانيا، وهو يتصف بعدد من المميزات الهامة التي تجعله مفضلا في تمثيل بيانات الجداول التكرارية، ومن أهم هذه المميزات (
فرج، 1985، ص 61-62):
(1) سهولة رسمه وتحديد التكرارات عليه، (2) أنه سهل التفسير ولا يتضمن أية تعقيدات تعوق فهم بياناته (3) انه يسمح بالتعبير عن أكثر من توزيع على المضلع نفسه، وباستخدام نفس المحاور مما يساعد على مقارنة التوزيعات المختلفة.
ويمكن رسم المضلع التكراري بنفس الخطوات التي اتبعت في المدرج التكراري تقريبا. وهي الخطوات 4٠2۰1، ومع ذلك فهما يختلفان فقط في الخطوة الأخيرة تقريبا، فبدلا من اقامة الأعمدة المستطيلة التي تقوم على فكرة أن تكرار كل فئة يتوزع بصورة منتظمة على مدى الفئة عند رسم المدرج التكراري فإننا نضع نقاطا مقابل منتصف الفئة تماما وتكون على ارتفاع متناسب مع تكرارها، ثم يوصل بين هذه النقط بمستقيمات فينشأ عن ذلك المضلع التكراري الذي يقوم على فكرة أن تكرار كل فئة مركز في منتصفها.
الصفحة103
ويمكن رسم المضلع التكراري مباشرة من المدرج التكراري، وذلك من خلال تنصيف الأضلاع العلوية للمستطيلات الموجودة في المدرج التكراري ثم توصيل هذه النقاط ببعضها البعض، وحتى نغلق الخط المنكسر الذي تحصل عليه فإننا يجب أن نضيف فيئتين متطرفين. واحدة تسبق الفئة الأولى ويكون تكرارها صفر والثانية تأتي بعد الفئة الأخيرة ويكون تكرارها صفر أيضا. ثم نحدد مركز كل من هاتين الفيئتين ونغلق بواسطتهما المضلع التكراري.
ويمكن تلخيص خطوات رسم المضلع التكراري فيما يأتي:
1 -ارسم المحور السيني الذي يمثل فئات الدرجات، واضف فيئتين متطرفتين إلى الفئات الأصلية بحيث يكون تكرارها صفرا.
2-ارسم المحور الصادي الذي يمثل التكرارات.
3-حدد مراكز الفئات على المحور السيني بما فيها الفيئتين المتطرفتين.
4-عين كل نقطة في الشكل بناء على بعدها السيني (مركز الفئة) وبعدها الصادي (التكرار).
5-عين بقية النقط ثم صل بينها بخطوط مستقيمة
6-عين مراكز الفيئتين المتطرفتين واعتبر تكرارهما صفرا ثم اغلق بواسطتهما الشكل لتحصل على المضلع التكراري، كما في الشكل (6-2) الذي يمثل المضلع التكراري وفقا للبيانات الموضحة في جدول (6-3).
انظر الشكل (6-2 ) الصفحة 104 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 104
ينتج المنحني التكراري إذا تم تمهيد المضلع التكراري وجعله منحنى بدلا من خطوط مستقيمة، وذلك برسم منحنى معهد يمر بمعظم النقط الموجودة بين أضلاع المضلع التكراري، وهذا يعنى أن المنحنى ليس بالضرورة أن يمر بجميع نقط المضلع، وإنما يجب أن يمر بأكبر عدد منها، كما هو موضح في الشكل
(6-3 ) .
انظر الشكل (6-3 ) الصفحة 105 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ويأخذ المنحنى التكراري الذي تحصل عليه أشكالا مختلفة، فقد يكون متماثلا، وقد يكون ملتويا، وقد يكون المنحنى ذو قمتين، وهكذا. ونعرض فيما يلي لاهم أشكال منحنيات التوزيع التكراري.
1 -المنحنى الاعتدالي:
يعرف المنحنى الاعتدالي بانه المنحنى النموذجي الذي تتوقع أو نأمل أن يكون عليه توزيع الخصائص النفسية كسمات الشخصية، والخصائص الجسمية كالوزن والطول، الخصائص المعرفية والتحصيل والذكاء والقدرات العقلية المختلفة بين أفراد المجتمع ... وهذا يحدث فقط إذا شملت الدراسة جميع أفراد هذا المجتمع وتخلصنا من العوامل المؤثرة في سلامة التوزيع. ويلاحظ في هذا المنحنى أن له قمة واحدة تقع في المنتصف تماما، بحيث انه
الصفحة 105
لو تم اقامة عمود على المحور السيني الذي يمثل الفئات فإنه يقسم التوزيع إلى قسمين متطابقين تماما، ومن هنا يعتبر هذا التوزيع متماثلا أيضا. وعلى الرغم من صعوبة الحصول على المنحني التكراري في الحياة العملية إلا أن هناك شروطا إذا تم الالتزام بها كحجم عينة المفحوصين مثلا، فإن المنحنى يقترب أكثر من المنحنى الاعتدالي، والشكل (6-4) يوضح منحنى من هذا النوع.
انظر الشكل (6-4 ) الصفحة 106 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ب -المنحنى الملتوي:
عندما يكون التوزيع غير متماثلا بشكل واضح، فإننا نحصل على توزيعات ملتوية. وبالتالي يأخذ المنحنى شكلا ملتويا. وتصنف التوزيعات الملتوية إلى نوعين:
أولا : توزيع موجب الالتواء، وهذا ينشأ اذا كان طرف التوزيع أو ذيل المنحنى ممتدا نحو اليمين، وفيه تتجمع معظم الدرجات عند النهاية الدنيا للمقياس ، بحيث يحصل معظم المفحوصين على درجات متدنية والقليل منهم على درجات مرتفعة ، كما هو مبين في الشكل (6-5 ) هذا يعنى أن معظم المفحوصين الذين يمثلهم هذا التوزيع في مستو متدن من الخاصية المقاسة، ومن العوامل التي تتسبب في هذا التوزيع )
ماكنتوش ، 1989 ، ص23
) : (1) خلو الاختبار من أى أسئلة سهلة ، (2) أن يكون الاختبار صعبا جدا بالنسبة للتلاميذ (3) قد يكون الاختبار موضوعا للتمييز بين التلاميذ المتفوقين، كأن يكون اختبار منافسة مثلا .
الصفحة 106
انظر الشكل (6-5 ) الصفحة 107 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ثانيا: توزيع سالب الالتواء: وينشأ هذا التوزيع إذا كان طرف التوزيع أو ذيل المنحنى ممتدا نحو اليسار، وفيه تتجمع معظم درجات المفحوصين عند النهاية العليا للمقياس بحيث يجعل غالبية المفحوصين على درجات مرتفعة والقليل منهم على درجات متدنية، كما في الشكل (6-6). وهذا يعنى أن معظم المفحوصين الذين يمثلهم هذا التوزيع في مستو عال من الخاصية المقاسة. ويمكن أن ينتج هذا التوزيع بسبب
) ماكنتوش، 1989، ص22
): (1) سهولة الاختبار بالنسبة لمستوى الفصل، وحصول غالبية التلاميذ على درجات مرتفعة، (2) وجود بعض أسئلة صعبة جدا، لا يستطيع حتى أكثر التلاميذ تفوقا الاجابة عنها، وبهذا يحصلون على اعلى من درجة معينة، (3) قد يكون الاختبار من النوع التأهيلي، كاختبار تخرج، هدفه تحديد التلاميذ الذين اجتازوا درجة النجاح.
انظر الشكل (6-6 ) الصفحة 107 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 107
ج -المنحنى ذو القمتين:
قد يأخذ المنحنى التكراري شكلا يتميز خلاله بقيمتين، ويعرف هذا المنحنى بانه منحنى ذو قمتين -. وينتج هذا التوزيع من بيانات عينة المفحوصين، التي تتألف في حقيقة الأمر من مجموعتين أو عينتين متميزتين بينهما تباين واضح في الخاصية المقاسة. ويعرف هذا التوزيع أيضا بانه ثنائي المنوال أو منحنى ذو منوالين. كما هو موضح في الشكل (6-7)
انظر الشكل (6-7 ) الصفحة 108 ضمن نسخة PDF أعلاه)
مقاييس النزعة المركزية
إذا أراد المعلم دراسة أو معرفة مستوى ذكاء طلابه سواء في الفصل أو في المدرسة، فإنه يستخدم لهذه الغاية اختبارات الذكاء المعروفة، فيحصل بواسطتها على بيانات لنسب ذكاء طلابه، وفي هذه البيانات سوف يجد أن العدد الأكبر من طلابه قد حصل على درجة أو نسبة ذكاء متوسطة، في حين أن عددا قليلا منهم قد حصل على نسبة ذكاء مرتفعة، وعددا قليلا آخر قد حصل على درجة ذكاء منخفضة، وهذا يعنى أن معظم الدرجات تتجمع أو تأتي عند نقطة متوسطة، ثم تقل الدرجات بعد ذلك كلما بعدنا عن هذه النقطة. وهذه النزعة نحو التجمع حول الوسط أو بالقرب من مركز التوزيع هي التي تطلق عليها النزعة المركزية وعلى الرغم من وجود عدة مقاييس للنزعة المركزية إلا أننا سنهتم بثلاثة مقاييس منها في المتوسط الحسابي، والوسيط، والمنوال.
الصفحة 108
المتوسط الحسابي
يعتبر مقياس المتوسط الحسابي من أكثر مقاييس النزعة المركزية استخداما بين الباحثين لوصف مجموعة من البيانات من خلال قيمة واحدة فقط، وهي قيمة إحصائية تعكس بصورة مناسبة ما يتفق عليه مجتمع أو عينة معينة. ويمكن تقديره باستخدام المعادلة العامة للوسط الحسابي وهي:
س= مجس/ ن
حيث س (وتقرأ س بار) -المتوسط الحسابي للعينة
ن = عدد القيم
مج س = س 1+ س 2 + ... + سن أي مجموع قيم س.
فمثلا إذا كانت لدينا مجموعة من القيم: 18, 25, 23 ,20, 17
فإن المتوسط الحسابي لها هو:
س18+25+25+20+17 /5=
105/5=21
ولكن إذا كان عدد القيم المعطاة كبيرا فإنه يصبح من الصعب حساب المتوسط بهذه الطريقة، وهنا يجب تنظيم هذه القيم أو مجموعة البيانات في جدول توزيع تكراري، ومن ثم استخراج المتوسط الحسابي من خلال المعادلة التالية:
س = مجت س/ مجت
حيث ت = تكرار قيم س
ت = ن
وفي هذه المعادلة نحسب المتوسط الحسابي من خلال ضرب كل قيمة في تكرارها، ثم جمع نواتج
(س x ت) وقسمة الناتج على التكرار الكلي للقيم.
الصفحة 109
فإذا كان لدينا القيم التالية:
16, 16, 16, 16, 16, 15, 15, 15, 14,13
20, 19, 19, 19, 18, 18, 17, 17, 17
فيمكن حساب المتوسط لهذه القيم من خلال وضعها في جدول كالاتي:
انظر الجدول (6-4 ) الصفحة 110 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ويمكن استخراج المتوسط الحسابي بتطبيق المعادلة السابقة فيكون المتوسط الحسابي:
س=مج س ×ت / مجت= 330÷20
=16,5
وهناك طريقة أخرى لاستخراج المتوسط الحسابي من التوزيع التكراري وفق البيانات
المجمعة في فئات وذلك باستخدام الخطوات التالية:
الصفحة110
ويبين الجدول (6-5) تطبيق هذه الخطوات على البيانات المبينة في جدول (6-5) الحساب المتوسط الحسابي
انظر جدول (6-5) الصفحة 111 ضمن نسخة PDF أعلاه)
س=مج س ×ت÷ مج ت =3605÷50=72,1
الصفحة 111
ويمكن حساب المتوسط باستخدام طريقة الانحرافات، وهي طريقة مختصرة وتؤدى نفس النتيجة السابقة تقريبا، ولتوضيح هذه الطريقة، فإننا سنوجد المتوسط الحسابي للبيانات الموضحة في جدول (6-6) وفق الخطوات التالية:
انظر جدول (6-6) الصفحة 211 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 112
احسب حاصل ضرب الانحرافات ع في التكرار (ت × ح)
عين مجموع الانحرافات المختصرة
استخدم المعادلة التالية لحساب المتوسط الحسابي
المتوسط الحسابي = المتوسط الفرضي + مج الانحرافات المختصرة ÷ مج التكرار× طول الفئة
(انظر معادلة التمرين الصفحة 113 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الوسيط
الوسيط هو القيمة التي تتوسط توزيع مجموعة من البيانات، بحيث يوجد قبلها عدد من القيم يساوى العدد الذي يأتي بعدها، وكان الوسيط هو النقطة التي تقسم التوزيع إلى قسمين فيكون عدد الدرجات التي تقع فوق هذه النقطة مساو لعدد الدرجات التي تقع فوقها. وحتى يمكن حساب الوسيط المجموعة من القيم فيجب أولا ترتيب هذه القيم ترتيبا تصاعديا أو تنازليا.
فإذا كان لدينا عددا من القيم وكان عددها فرديا فإن الوسيط هو القيمة الوسطى، فإذا كانت هذه القيم هي (20, 22 , 30, 28 ,24) فلتحديد الوسيط ترتب هذه القيم تنازليا أو تصاعديا على النحو التالي:
30, 28, 24, 22, 20. ومن هذا الترتيب يتضح أن الوسيط هو القيمة 23 لأنها تقسم التوزيع إلى نصفين، بحيث يأتي قبلها قيمتان وبعدها قيمتان.
أما إذا كان عدد القيم زوجيا فإن الوسيط هو متوسط القيمتين الوسيطتين فإذا كانت هذه القيم هي
(9, 12, 8, 4, 6, 10)، وبعد ترتيبهم تنازليا أو تصاعديا على النحو التالي تصبح:
12, 10, 9, 8, 6, 4
وهنا يكون الوسيط مساويا9+8÷2=8 ,5. وهذه القيمة هي التي تقسم التوزيع إلى قسمين وتقع بين الدرجتين 8و 9
الصفحة 113
ويمكن حساب الوسيط من البيانات المجمعة في توزيع تكراري، ولكن لابد أولا من انشاء التوزيع التكراري المتجمع الصاعد أو التوزيع التكراري المتجمع النازل، الذي يساعد في تحديد عدد القيم التي تقل أو تزيد عن درجة معينة، وييسر تحديد الوسيط.
ويبين الجدول (6-7) طريقة حساب الوسيط للبيانات المجمعة في توزيع تكراري، والحساب الوسيط من هذا الجدول.
انظر جدول (6-7) الصفحة114 ضمن نسخة PDF أعلاه)
نتبع الخطوات التالية:
1- نحدد ترتيب الوسيط وذلك بقسمة التكرار الكلى على 2:
ترتيب الوسيط = 50÷2 = 25
2-نعين الفئة الوسيطية أي التي يقع فيها الوسيط: حيث أن ترتيب الوسيط 25 فإنه يقع في الفئة (70-74).
الصفحة 114
3-نعين ترتيب الوسيط داخل الفئة الوسيطية وهو يساوى:
=ترتيب الوسيط العام -التكرار المتجمع الصاعد للفئة قبل الوسيطية
=25-20
=5
4-لحساب الوسيط نستخدم المعادلة التالية:
انظر معادلة التمرين الصفحة 115 ضمن نسخة PDF أعلاه)
المنوال
المنوال هو الدرجة أو القيمة الأكثر شيوعا أو تكرارا في التوزيع، فإذا قام المعلم بتطبيق أحد الاختبارات التحصيلية على طلابه في أربعة فصول مدرسية، وكان مهتما بمعرفة أكثر الدرجات تكرارا أو شيوعا بين طلابه أو الدرجة التي حصل عليها نسبة كبيرة من الطلاب فإنه يمكن أن يصل إلى اجابة واضحة من خلال حساب المنوال، فالمنوال هو الدرجة التي يحصل عليها أكبر عدد من الطلاب.
ويمكن بمراجعة سريعة للقيم التي حصل عليها المعلم التعرف على المنوال، خصوصا إذا وضعت في جدول طول الفئة فيه درجة واحدة. ويوضح الجدول (6-8) درجات مجموعة الطلاب.
وبمراجعة الجدول (6-8) يتبين لنا أن المنوال هو القيمة 45 لأنها أكثر الدرجات تكرارا وشيوعا بين الطلاب ويمكن التعرف على المنوال من خلال التوزيع التكراري أيضا ، فبمراجعة الجدول (6-8) نلاحظ أن الفئة (70-74) يقابلها أكبر تكرار وهو 11 ، وبالتالي فهذه الفئة تعرف بالفئة المنوالية ، ويعتبر مركز هذه الفئة وهو 72 ممثلا للفئة ودالا على المنوال ، ولكنها ليست قيمة المنوال الحقيقة، ويمكن حساب قيمة المنوال من البيانات المجمعة في توزيع تكراري بأكثر من طريقة ، إلا أننا سنعرض للطرق التي تعتمد على طبيعة ثلاثة فئات هي الفئة المتوالية التي تقابل أكبر تكرار والفئتان المحيطتان بها، وفي هذه الطريقة نستخدم ما يشبه قانون الرافعة في تعيين قيمة المنوال . ولتوضيح هذه الطريقة نعرض للبيانات التالية المأخوذة من الجدول (6-9):
الصفحة 115
انظر جدول (6-8) الصفحة116 ضمن نسخة PDF أعلاه)
انظر جدول (6-9) الصفحة116 ضمن نسخة PDF أعلاه)
يتضح من البيانات الموضحة في الجدول (6-9) أن الفئة المتوالية هي 70 -74، وباعتبار أن التكرار السابق واللاحق لهذه الفئة يشكلان قوتين مؤثرتين في الرافعة، فإن المنوال يكون قريبا من القوة الأكبر تأثيرا، كما هو موضح في الشكل (6-8).
الصفحة 116
انظر الشكل (6-8 ) الصفحة 117 ضمن نسخة PDF أعلاه)
وحسب قاعدة العزوم:
9× س =7 (5- س)
9 س + 7 س = 35
16 س = 35
س = 35÷16=2,18
وحيث أن المنوال = الحد الأدنى للفئة المتوالية + س
المنوال = 70 + 2,18
= 72,18
ويؤخذ على هذه الطريقة انها تهمل تكرار الفئة المتوالية نفسها، وإذا تعتبر غير دقيقة.
ومن هنا تعتبر طريقة الفروق وهي الطريقة المعروفة بطريقة بيرسون أفضل منها، والحساب القيمة المنوالية بطريقة بيرسون فإننا نستخدم المعادلة التالية:
المنوال = أ + ت1÷ ت1 + ت2× ف
حيث أ = الحد الأدنى للفئة المتوالية
ت 1= فرق تكرار الفئة المتوالية عن تكرار الفئة قبل المنوالية .
ت2 = فرق تكرار الفئة المتوالية عن تكرار الفئة بعد المنوالية .
ف = طول الفئة
وبالتعويض في هذه المعادلة تحصل على المنوال للبيانات المبينة في الجدول السابق (6-9).
حيث أ = 70
ت 1= 11-9=4
الصفحة 117
ت2 = 11-7= 4
ف=5
المنوال = 70+ 2÷6×5
=71,66
مقاييس التشتت
عرضنا في الجزء السابق أهمية استخدام المتوسطات في وصف مجموعة كبيرة من البيانات باستخدام قيمة واحدة فقط، ولكن هل تكفي هذه القيمة إذا كانت المتوسط الحسابي على سبيل المثال لوصف درجات هذه المجموعة أو مقارنتها بدرجات مجموعة اخرى؟ للإجابة على هذا السؤال نعرض لمجموعتين من الدرجات على النحو التالي:
المجموعة أ: 4 5 6 7 8
المجموعة ب: 1 2 4 8 15
لاحظ أن المتوسط الحسابي للمجموعتين واحد وهو 6، ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن نقول أن أداء الطلاب متشابها أو متكافئا، فهناك اختلاف واضح في توزيع الدرجات في المجموعتين، فدرجات المجموعة الأولى تقع بين 4، وتميل للقرب من المتوسط، أما درجات المجموعة الثانية فتقع بين 1،15 وتميل للبعد عن المتوسط، وبالتالي فالدرجات في المجموعة الأولى أكثر تجانسا وتقاربا واقل تشتنا من الدرجات في المجموعة الثانية.
وهذا يعنى عدم كفاية المتوسط الحسابي وحده، وكذلك أى متوسط آخر ، لوصف مجموعة البيانات ، وإنما هناك حاجة ضرورية لاستخدام مقاييس أخرى بالإضافة إلى مقاييس النزعة المركزية وهي مقاييس التباين، وذلك لبيان مدى الفروق الفردية داخل هذه المجموعة من البيانات أو عند مقارنتها بمجموعة اخرى. وسوف نناقش في الجزء التالي لأهم مقاييس التباين أو مقاييس التشتت
المدى المطلق
المدى المطلق هو أحد أبسط مقاييس تشتت الدرجات. ويتم الحصول عليه من خلال حساب الفرق بين أكبر وأصغر درجة في التوزيع.
الصفحة 118
المدى = س ع -س د
حيث س ع = أكبر درجة
س د = أصغر درجة
فمدى المجموعة أ في المثال السابق = 8 – 4= 4
ومدى المجموعة ب 14=15-1
واضح تماما التشتت الواسع للقيم في المجموعة الثانية، ولذلك فإن قيمة المدى ليست كبيرة. وهو لا يعتبر مقياسا دقيقا في التعبير عن تشتت القيم لأنه يتوقف على قيمتين فقط، وبشكل خاص عند وجود قيم متطرفة عن بقية القيم في مجموعة البيانات. والتغلب على جوانب القصور في المدى فإننا نلجأ إلى مقاييس أخرى أكثر دقة للتشتت.
الانحراف المتوسط
يعتبر مقياس الانحراف المتوسط أكثر ثباتا ودقة من المدى لأنه لا يقتصر في حسابه على قيمتين فقط من القيم الموجودة في مجموعة البيانات، وإنما تدخل جميع قيم المجموعة في حسابه، وهو يقوم على فكرة حساب انحراف كل قيمة من قيم مجموعة البيانات عن المتوسط الحسابي، وذلك لأن مدى تقارب أو تباعد قيم المجموعة عن قيمة المتوسط لابد وأن تشير إلى مدى تجانس أو تشتت قيم هذه المجموعة. وبالتالي فكلما تجمعت قيم المجموعة حول المتوسط كانت القيم متجانسة والعكس صحيح. ولإيجاد الانحراف المتوسط للبيانات غير المجمعة نستخدم المعادلة التالية:
(انظر المعادلة الصفحة 119 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 119
ويتم حساب الانحراف المتوسط وفق الخطوات التالية:
والمثال التالي يوضح كيفية إيجاد الانحراف المتوسط لبيانات غير مجمعة مبينة في جدول (6-10)
انظر جدول (6-10) الصفحة120 ضمن نسخة PDF أعلاه)
(انظر المعادلة الصفحة 120 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 120
الانحراف المعياري
تقوم فكرة مقياس الانحراف المعياري على نفس الفكرة أو الأساس الذي يقوم عليه مقياس الانحراف المتوسط وهو حساب انحراف القيم أو الدرجات عن المتوسط الحسابي، إلا انه يوجد فرق جوهري كبير بين الانحراف المتوسط والانحراف المعياري هو أن الانحراف المعياري لا يهمل اشارات الانحرافات وإنما يقوم بحل هذه المشكلة بطريقة رياضية مقبولة وهي تربيع هذه الانحرافات للتخلص من الاشارات الموجبة والسالبة.
ولحساب الانحراف المعياري للبيانات غير المجمعة نستخدم المعادلة التالية:
انظر قاعدة الانحراف المعياري الصفحة 121 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ويتم حساب الانحراف المعياري وفق الخطوات الآتية:
ونعرض فيما يلي لكيفية حساب الانحراف المعياري للبيانات غير المجمعة، في ضوء بيانات مستخدمة من الجدول (6-10)، ويوضح ذلك الجدول (6-11).
وبالتعويض في المعادلة -فإن الانحراف المعياري ع
(انظر المعادلة الصفحة 121 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 121
انظر جدول (6-11) الصفحة122 ضمن نسخة PDF أعلاه)
وفيما يتعلق بالبيانات المجمعة، يمكن استخدام المعادلة التالية لإيجاد الانحراف المعياري لها:
(انظر المعادلة الصفحة 122 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ويمكن حساب الانحراف المعياري للبيانات المجمعة، وفق الخطوات التالية:
الصفحة 122
وبتطبيق هذه الخطوات على التوزيع التكراري المبين في الجدول (6-11) تحصل على الجدول (6-12).
(انظر جدول (6-12) الصفحة123 ضمن نسخة PDF أعلاه)
وبالتعويض في المعادلة تحصل على الانحراف المعياري:
(انظر المعادلة الصفحة 123 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 123
التباين
يوجد مقايس آخر للتباين، وهو التباين وهو مربع الانحراف المعياري ويتم تقديره بالمعادلة التالية:
ع² = مج ح² ÷ ن-1
ويمكن التعويض عن المعادلة في ضوء البيانات الموجودة في جدول (6-11) على النحو التالي:
ع² = 68÷9=7,55
مقاييس العلاقة.
الارتباط
لقد عرضنا في الأجزاء السابقة من هذا الفصل الطرق تحليل البيانات الناتجة من قياس متغير واحد، ولكن كثيرا ما يواجه المعلم أو مستخدم الاختبارات مواقف تتطلب دراسة العلاقة بين البيانات الناتجة من قياس متغيرين على نفس الأفراد. فقد يود المعلم دراسة العلاقة بين درجات طلابه في الحساب ودرجاتهم في العلوم، فيحصل على درجاتهم التحصيلية في مقرري الحساب والعلوم بتطبيقه لاختبارات تحصيلية لهذين المقررين، بحيث يتوفر لديه زوج من الدرجات لكل طالب من طلابه، وذلك لتحديد نوع العلاقة بين المتغيرين، أي ماهية العلاقة التي تربط بين مجموعتي درجات الطلاب في المقررين. وبمعنى آخر، هل ترتبط درجات الطلبة في الحساب مع درجاتهم في العلوم؟ وبالتالي فهل الطلبة الذي يحصلون على درجات مرتفعة في الحساب يحصلون على درجات مرتفعة في العلوم، أم أن العلاقة بينهما عكسية، أم انه لا توجد علاقة بين المتغيرين، وهما درجات اختبار الحساب ودرجات اختبار العلوم، وهذا لا يتحدد إلا من خلال دراسة الارتباط، والمقياس الإحصائي الذي يصف درجة العلاقة بين متغيرين يطلق عليه اسم معامل الارتباط ويرمز له الرمز «ر». فما هو معامل الارتباط، وما معناه، وكيف يتم حسابه؟ .
ان معامل الارتباط هو مقياس إحصائي وصفى، ووسيلة إحصائية شائعة الاستخدام في البحوث والدراسات النفسية والتربوية، وحيث انه يصف درجة العلاقة بين متغيرين فإن تقديره أو حسابه يتطلب وجود درجات أو قيم المتغيرين معا. وبالتحديد فإن معامل الارتباط عبارة عن
الصفحة 124
تقدير کمي لاتجاه ودرجة العلاقة بين متغيرين، وبمعنى آخر فإن الارتباط بين متغيرين هو القيمة التي تحدد مدى العلاقة بينهما، وهذه القيمة يعبر عنها عادة بمعامل رقمي أو عددي، وهي غالبا ما تكون كسر من الواحد الصحيح، وتتراوح بين -1 و +1.
ولتوضيح ذلك نفترض أن لدينا عينة من 10 تلاميذ حصلوا على الدرجات التالية في الحساب والعلوم :
التلاميذ: أ ب ج د ه و
الحساب: 12 10 8 6 4 2
العلوم: 10 8 7 5 3 1
يتضح مما سبق أن الدرجات العالية على المتغير الأول وهو الحساب تناظر درجات عالية على المتغير الثاني وهو العلوم، كما أن الدرجات المنخفضة على المتغير الأول تناظر درجات منخفضة على المتغير الثاني، أي أن التلميذ الحاصل على اعلى درجة في الحساب هو الحاصل على اعلى درجة في العلوم، وكذلك التلميذ الحاصل على الدرجة الثانية في الحساب هو الحاصل على الدرجة الثانية في العلوم .... وهكذا. حتى نصل إلى التلميذ الأخير فنجد انه حاصل على اقل درجة في الحساب وعلى اقل درجة في العلوم. وهنا تكون العلاقة تامة موجبة، ويكون الارتباط في هذه الحالة بين المتغيرين، الحساب والعلوم، ارتباطا تاما وموجبا وأي +1. ويمكن تمثيل هذه العلاقة في مخطط الانتشار أ في الشكل (6-9)، أما إذا انقلب ترتيب الدرجات بحيث أصبح على النحو الموضح كالاتي:
التلاميذ: أ ب ج د ه و
الحساب: 12 10 8 6 4 2
العلوم: 2 4 6 8 10 12
ومنه يتضح أن الدرجات العالية على المتغير الأول هو الحساب تناظر درجات منخفضة على المتغير الثاني وهو العلوم كما أن الدرجات المنخفضة على المتغير الأول تناظر درجات مرتفعة على المتغير الثاني، أي أن التلميذ الحاصل على اعلى درجة في الحساب هو الحاصل على اقل درجة العلوم، وينطبق هذا على التلميذ الحاصل على الدرجة الثانية في الحساب هكذا. حتى تصل إلى التلميذ الأخير فنجد انه حاصل على اقل درجة في الحساب واعلى
الصفحة 125
درجة في العلوم. وهنا تكون العلاقة تامة سالبة، ويكون الارتباط -1. ويمكن تمثيل هذه العلاقة في مخطط الانتشار ب في الشكل (6-9).
أما إذا تبين أن درجات التلاميذ في المتغيرين قد أخذت شكلا عشوائيا غير منتظم، فإنها تعنى انه لا توجد علاقة بين المتغيرين، ولذا فإن معامل الارتباط في هذه الحالة يساوى صفر. ويمكن تمثيل هذه العلاقة في مخطط الانتشار حد في الشكل (6-9). وقد تأخذ العلاقة بين المتغيرين اشكالا مختلفة يمكن توضيحها من خلال مخططات الانتشار التي تعطينا فكرة سريعة عن درجة العلاقة بين المتغيرين واتجاه هذه العلاقة، وهو ما يظهر الشكل (6-9) ...
انظر الأشكال (6-9) الصفحة 126 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 126
وهناك طرق مختلفة لحساب معاملات الارتباط، إلا أن أكثر هذه الطرق شيوعا واستخداما في التعبير عن العلاقة بين متغيرين هي طريقة بيرسون، وتعرف بطريقة حساب معامل ارتباط بيرسون باستخدام الدرجات الخام مباشرة، والمعادلة المستخدمة لتعيين معامل الارتباط بهذه الطريقة هي:
(انظر المعادلة الصفحة 127 ضمن نسخة PDF أعلاه)
حيث ر = معامل الارتباط بين المتغيرين، س = درجات المتغير الأول، ص = درجات المتغير الثاني
مج س ص = مجموع حاصل ضرب درجات المتغير س × المتغير ص
مج س= مجموع درجات المتغير س
مج ص = مجموع درجات المتغير ص
مج س² = مجموع مربعات درجات المتغير الأول س
(مج س) ² = مربع مجموع درجات المتغير الأول
مج ص² = مجموع مربعات درجات المتغير الثاني ص
(مج ص) ² = مربع مجموع درجات المتغير الثاني ص
ويوضح المثال طريقة حساب معامل الارتباط بهذه الطريقة:
فيما يلي درجات 10 تلاميذ في الحساب والعلوم
درجات الحساب (س): 2 4 6 8 10 12 14 16 18 20
درجات العلوم (ص): 4 4 6 8 18 12 14 14 18 18
الصفحة 127
(انظر جدول (6-13) الصفحة128 ضمن نسخة PDF أعلاه)
وباستخدام المعادلة السابقة:
(انظر المعادلة الصفحة 128 ضمن نسخة PDF أعلاه)
الصفحة 128
انظر الشكل (6-10) الصفحة 129 ضمن نسخة PDF أعلاه)
ويوضح مخطط الانتشار لقيم المتغيرين س، ص أن معظم النقاط قد وقعت على الخط المستقيم، ولكنها لا تنطبق عليه جميعا، لذا فإن معامل الارتباط يقل عن الواحد الصحيح. رغم انه قريب منه وهو هنا 0,89 وهو ارتباط موجب غير تام.
الصفحة 129
الفصل السابع: تحديد الأهداف التعليمية وصوغها
- كيفية صياغة الأهداف التعليمية
- خطوات صياغة الأهداف العامة
الفصل السابع
تحديد الأهداف التعليمية وصوغها
تعتبر عملية تحديد الأهداف التعليمية وصياغتها بصورة سلوكية إجرائية الخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها المعلم قبل البدء في عملية اعداد وتصميم الاختبار فإعداد بنود الاختبار يبدأ بتحديد الاهداف في صورة نتائج تعلمية، وبعد ذلك يتم تحديد عناصر المحتوى التعليمي، ثم يوضع جدول يوضح الأوزان النسبية لعناصر الاختبار، وتنتهى هذه الخطوات بإعداد بنود الاختبار التي تقيس عينة معينة من سلوك التلاميذ (
جرونلند، 1983، ص 97)وهي عملية يجب أن لا ترجأ إلى الوقت الذي يحين فيه موعد الاختبار، بل يجب أن يكون التفكير فيها قد تم قبل بدء العملية التعليمية برمتها. ذلك أن صياغة الأهداف التعليمية لا تساعدنا فقط في بناء أو اختيار أساليب ووسائل القياس والتقدير الأكثر موضوعية، والأكثر ملائمة لقياس السلوك التعليمي، وانما تزودنا أيضا بمعايير مناسبة لقياس النتاجات التعليمية المختلفة.
ولذلك تعتبر الأهداف اساس كل نشاط تعليمي هادف، فهي تمثل الدليل والموجه والمنظم السلوك المعلم والمتعلم، وتمثل أيضا ما يسعى المعلم الى تحقيقه بالضبط لدى تلاميذه في غرفة الصف (
1990,P
.
393,Woolfolk
)، وبعبارة أخرى فان معرفة الاهداف التعليمية وتحديدها في صورة نتاجات تعليمية توضح نوع الاداء أو السلوك الذي يقوم به المتعلم بنجاح بعد أن ينتهى من دراسة موضوع معين. وهذا التحديد يساعد على توفير الاسس السليمة التوجيه التعليم، واختيار الطرائق المناسبة للتعليم، واعداد أدوات القياس والتقويم المناسبة (
حجو 1985، ص4
)، ففي ضوء الاهداف يتحدد كل شيء في العملية التعليمية التعلمية.
وخلاصة القول فان عملية تحديد الأهداف يجب أن تتم قبل اختيار طريقة القياس والتقويم، وحيث أن عملية تصميم الاختبارات ترتبط بعملية صياغة الأهداف السلوكية مباشرة فان صياغة الأهداف بصورة سلوكية او أدائية أو إجرائية ييسر قياسها قياساً دقيقاً، وكلما صيغت الاهداف بطريقة إجرائية أو بشكل دقيق وواضح، فانه يمكننا بناء اختبارات تحصيلية ملائمة وموضوعية.
الصفحة 133
تعريف الأهداف
الهدف السلوكي هو عبارة تصف بشكل دقيق ومحدد السلوك او الاداء المتوقع من المتعلم ان يؤديه كنتاج للتدريس أو الإجراءات تعليمية معينة، وبشرط أن يكون هذا السلوك أو الاداء قابل للملاحظة والقياس.
ويعرف قطامي (
1989، ص:70
) الهدف السلوكي بانه عبارة تصف سلوكاً معيناً، يمكن ملاحظته وقياسه ويتوقع أن يكون المتعلم قادراً على أدائه في نهاية نشاط تعليمي تعلمي محدد ويرى أن الفرضية التي تستند عليها الاهداف السلوكية، تتضمن أن النتاجات التعلمية يكن تحديدها على أفضل وجه ممكن، في ضوء التغيرات في سلوك المتعلم". ويعرف نشواتي (
1984، ص :52
) الهدف السلوكي بانه عبارة تصف الاداء المتوقع قيام المتعلم به بعد الانتهاء من تدريس وحدة تعليمية معينة وبالتالي فهو يصف الحاصل التعليمي أو السلوك النهائي المتعلم أكثر مما يصف الوسائل المستخدمة في الوصول الى هذا السلوك، ويرى ميجر أن الهدف هو عبارة أو مجموعة من الكلمات أو الرموز التي تصنف واحداً من اغراضك التربوية
(
3. Mager, 1984,P
). في حين يعرفه بانه عبارة عن وصف للأداء الذي يراد للمتعلم أن يصبح قادراً على ادائه بعد المرور بخبرة التعلم بنجاح، ويرى الناشف (
1981، ص:12
) أن الهدف الأدائي (السلوكي) ليس بياناً لما يريد المتعلم أن يفعله، انما هو بيان للنتاج أو العائد الذي يرجو المعلم أن يحققه التلميذ في نهاية حصة أو مجموعة من الحصص التدريسية.
اما جروتلند (
25 1985 ,Grounlund
) يرى أن الهدف عبارة يجب أن توضع في صورة نتاجات تعلمية بحيث يكون الاهتمام مركزاً بالدرجة الأولى وليس على عملية التعلم لنواتج التعلم وبالتالي فهو يعرفه بانه عبارة تصف أنواع الاداء أو السلوك المتوقع أن يظهره التلاميذ نتيجة التدريس
وتتفق معظم التعريفات السابقة الهدف التعليمي على أن الهدف هو عبارة وصفية للأداء أو السلوك الذي سيقوم به المتعلم الناجح بعد الانتهاء من عملية التعلم، وبالتالي فهو عبارة توضح انواع النتاجات التعلمية المتوقع أن يحدثها التدريس، وقد يكون الهدف أيضا وصفاً لأداء أو سلوك معين يكتسب المتعلمين في نهاية نشاط تعلقمي تعلمي محدد، بحيث يصبح المتعلم الناجح فقط هو القادر على أدائه وأخيرا فالهدف هو وصف للتغييرات المتوقعة في سلوك
الصفحة 134
المتعلم كنتاج أو نتيجة للخبرات أو النشاطات التعليمية التعلمية المقننة بواسطة المعلم.
وخلاصة القول: فان الهدف السلوكي الجيد يجب أن يحتوي العناصر التالية:
(1) ان يصاغ في عبارة سلوكية واضحة ومحددة.
(2) بشير الى السلوك المتوقع أو المطلوب من المتعلم.
(3) ان يكون قابل للملاحظة والقياس.
(4) أن يلبي حاجة حقيقية عند المتعلم.
(5) أن يستطيع المتعلم تحقيقه.
مستويات الأهداف التعليمية
توجد الأهداف التربوية من حيث عمومتيها وغاياتها والجهات التي تحددها في مستويات مختلفة أيضا، فهي اهداف تربوية عامة أي انها تعنى بتحديد الغايات القصوى للعملية التربوية أو التعليمية بمجملها، وتعمل على تطوير الفرد بصورة متكاملة جسماً وعقلاً وروحاً، وهي اهداف تعليمية تعنى بتحديد اغراض العملية التعليمية المتمثلة في اكتساب الفرد مجموعة أنماط سلوكية معينة من خلال مواقف تعليمية تجرى فيها نشاطات محددة، يخططها المعلم ويوفر المناخ اللازم لتنفيذها، وهي أخيرا اهداف سلوكية تعلمية )بلقيس
، 1989، ص :5
)
وهذا يعنى انه بالإمكان تحديد ثلاثة مستويات أساسية للأهداف تتدرج من العام الى الخاص الى النوعي، وهذه المستويات هي:
1 -مستوي الاهداف العامة:
في هذا المستوى توصف الاهداف بانها اهداف عامة أو اهداف تربوية عامة وهي تتميز بدرجة عالية من التجريد، كما انها تمثل الاهداف النهائية أو الغايات القصوى للعملية التربوية، وتعبر في نفس الوقت عن الفلسفة التربوية للمجتمع. وهي لا تتحقق إلا بعد فترة أو برنامج تعليمي أو مرحلة تعليمية معينة وهي اهداف تتجلى في اهداف المناهج الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة.
الصفحة 135
وتتميز الأهداف العامة في صياغتها بالعمومية والتجريد، فهي لا تعبر عن سلوك محدد يمكن ملاحظته وإنما تشير الى الصفات والخصائص المطلوب تحقيقها في شخصية المتعلم. ومثل هذه الخصائص قد لا تظهر في سلوك المتعلم بعد عملية التعلم مباشرة، وإنما قد تظهر ثمارها في سلوكه في المستقبل حين يمارس حياته العملية في المجتمع
)ابو علام، 1987 ص98)
، فغرضها الاساسي هو التركيز على تنمية مهارات تعلمية اساسية، وقدرات عامة. ومعرفة شاملة، وثقافة واسعة، وشخصية قوية، وقيم خلقية .... وهكذا
(دروزه، 1986، 7 ص5)
وفيما يلي بعض امثلة من الاهداف التي وردت في رسالة دائرة التربية والتعليم التابعة الوكالة الغوث الدولية (الاونروا) المسئولة عن التربية في الضفة الغربية وقطاع غزة (
الأونروا، 1989،1
)
أن المهمة الرئيسة لمدارس وكالة الغوث الدولية (الأونروا) وكليات المجتمع التابعة لها هي اعداد الأطفال والشباب الفلسطينيين، في إطار مناهج الأقطار العربية المضيفة، للمشاركة الكاملة باعتبارهم:
2 -الاهداف التعليمية الخاصة
تتميز الأهداف في هذا المستوى بانها اقل عمومية وتجريداً من الأهداف العامة، بحيث تقع في مستوى متوسط من حيث العمومية، ويطلق عليها عبارة الاهداف التعليمية الضمنية، وتظهر هذه الأهداف في أهداف المقرر الذي يضمه الكتاب المدرسي، أو أهداف وحدة تعليمية من المقرر الدراسي، أو مجموعة من المقررات
الصفحة 136
الدراسية، ويقوم بوضع هذه الأهداف وصياغتها مؤلفو المناهج والكتب المدرسية، وهي أهداف تعتبر فيما بعد مصدراً يعتمدها المعلمون في نتاجات تعلمية يسعون الى تحقيقها
(22-20 P..(Bierly, et al, 1984,. وهي تعنى بوصف انماط السلوك أو الاداء النهائي المتوقع صدوره عن المتعلم بعد تدريس مادة دراسية معينة أو منهاج دراسي معین
) نشواتي 1984، ص :50)
. مثال ذلك )دروزة، 1986، ص75) :
- ان يكتب التلميذ الحروف الابجدية بالترتيب.
-ان يسمع جدول الضرب من 1 -12بدون اخطاء
-ان يميز بين خصائص المملكة الحيوانية والمملكة النباتية تمييزاً صحيحاً.
3- الأهداف التعليمية النوعية
وفي هذا المستوى تكون الأهداف التعليمية أكثر نوعية وتحديداً وتخصصاً، وهي أهداف خاصة ومحددة ويتوقع أن تتحقق لدى المتعلم خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً وبعد الانتهاء من تدريس موضوع دراسي معين أو حصة مدرسية أو محاضرة جامعية، ويتحدد تحقيق هذه الاهداف بدلالة السلوك الظاهر لدى المتعلم، وهو سلوك محدد ويمكن ملاحظته وقياسه بموضوعية، وتعرف هذه الاهداف بالأهداف التعليمية الظاهرة، وترادف في معناها مصطلح الاهداف السلوكية. وتعد هذه الاهداف موجهات السير العملية التعليمية تساعد المعلم في اعداد واختيار الادوات والطرق والمواد التعليمية المناسبة للمواقف الصفية المختلفة، واعداد ادوات واساليب القياس والتقويم المناسبة بعد ذلك.
وحين نأخذ مثلاً من أهداف المستوى الثاني الأهداف التعليمية الخاصة هدف أن يكتب التلميذ الحروف الابجدية بالترتيب فانه يمكننا أن نشتق منه اهدافاً أكثر نوعية وتحديداً. أهدافا تمثل هذا المستوى مثال ذلك أن يميز التميز بين الحروف المتماثلة كالسين والشين أو الصاد والضاد".
تعقيب
ان تصنيف الأهداف التربوية وتحديدها في ثلاثة مستويات يبين لنا أهمية ودور كل مستوى من هذه المستويات في العملية التعليمية التعلمية، فالأهداف في المستوى الأول مثل
الصفحة 137
تنمية المشاعر الوطنية تمثل الاهداف العامة التي تسعى التربية الى تحقيقها، وان كان من الصعب الاتفاق على مضمون هذه الأهداف بين المربيين، خصوصاً إذا اختلفت المجتمعات أو الثقافات أو حتى تنوعت الاهتمامات داخل المجتمع الواحد. هذا فضلاً عن اختلاف الوسائل والاساليب والامكانيات المتوفرة في كل مجتمع، ولكن حتى تحقق قدر كبير من الاتفاق حول مضمون الأهداف التربوية العامة وغاياتها النهائية فلابد من تجزئة هذه الأهداف واعادة صياغتها في عبارات اقل عمومية وتجريداً وفي اطار المستوى الثاني للأهداف، ويشير
(أبو حطب وصادق 1980، ص:50)
الى أن المستوى الثاني يمكن ان يسمى مستوى اهداف الانتقال Transfer Objectives ومعنى ذلك تحويل الهدف العام الى اهداف فرعية في صورة مبادى، أو عمليات يمكن استخدامها وتطبيقها في مواقف عديدة مختلفة غير تلك التي يتم فيها التعلم الاصلي، وبعد ذلك يمكننا ترجمة الاهداف الفرعية إلى مقومات سلوكية إجرائية .. وهذا يعنى أن الأهداف في المستوى الثالث يجب ان تصاغ في عبارات أو أهداف سلوكية محددة تبين بدقة التغير المطلوب احداثه في سلوك المتعلم، وتكون قابلة للملاحظة والقياس.
مصادر الاهداف التعليمية
يحدد
(35-34. Gronlund, 1985, P)
وكذلك جابر وآخرون
(1986، ص: 24-27)
. عدة مصادر أساسية للأهداف التعليمية يمكن الاستعانة بها عند اختيار الاهداف أو التدريب على صياغتها، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
1 -المنهج او المقرر الدراسي:
تحتوي كتيبات المناهج والمقررات الدراسية التي تعدها وزارة التربية والتعليم، أو الكتب المدرسية التي تصدرها عادة على أهداف تعليمية لكل مقرر ولا شك أن مثل هذه الأهداف يمكن أن تكون مصدراً عظيم الفائدة لانتقاء الأهداف التعليمية، خاصة وأن هذه الكتيبات والكتب الدراسية في متناول جميع المعلمين. وإذا كانت هذا الاهداف مصاغة صياغة واضحة دقيقة، فيمكن استخدامها بشكل مباشر، أما إذا كانت الاهداف مصاغة في عبارات عامة بحيث تكون أقرب الى الاهداف التربوية العامة أو المرامي البعيدة المدى فهي لا تصلح لأن تكون اهدافا تعليمية تستخدم بشكل مباشر، وانما تكون في هذه الحالة مصدراً هاماً يساعد في تحديد الأهداف التعليمية.
الصفحة 138
2- المواد التعليمية المنشورة
تحتوي المواد التعليمية المنشورة مثل الكتب الدراسية وكراسات المعمل والورش والأفلام والشرائح .... وغيرها، على أهداف يمكن أن تكون مصدراً مهماً تستقى منه الأهداف التعليمية والأهداف التي تصاحب هذه المواد تكون في الغالب مناسبة المستوى الصف الذي اعدت له على انه ينبغي على المعلم أن يفحص تلك المواد فحصاً دقيقاً، وأن يتأكد من صحة دعاوى الناشرين، عما يحققه التلاميذ من استخدامها، وأن يكون على وعى دائما، بأن الاهداف التي تحتوى عليها هذه المواد المنشورة، تتفاوت تفاوتاً شديداً فيما بينها ، فبعضها قد يكون مصاغاً صياغة واضحة دقيقة، تسمح بالملاحظة والقياس، بينما يكون بعضها الأخر مصاغاً في عبارات مبهمة أو غامضة ومهما يكن، فان مثل هذه المواد يمكن أن تساعد في وضع الاهداف وصياغتها صياغة دقيقة.
3- المجلات العلمية المتخصصة
يمكن أن تكون المجلات العلمية المتخصصة في المواد الدراسية المختلفة وكذلك المجلات التربوية مصدراً هاماً لاشتقاق الأهداف التعليمية، فكثيراً ما تحتوي تلك المجلات العلمية على مقالات وبحوث المتخصصين في المادة الدراسية، تعرض الوحدات تعليمية جيدة، وطرائق مفيدة تساعد المعلم في تدريس موضوعات معينة، وأحيانا تحتوي هذه المقالات على قائمة بالأهداف التي استخدمها المؤلف لقياس نتائج تعلم تلاميذه، أو نتائج تجربة قام بها في تدريس وحدة تعليمية معينة. وقد تحتوي بعض المقالات في المجلات التربوية على تصنيفات للأهداف التعليمية، أو طرق صياغتها، تساعد المعلم في اختيار اهدافه أو التدريب على صياغتها.
4- زملاء المهنة والخبراء
يعتبر زملاء المهنة وبصفة خاصة القدامى منهم، وكذلك الخبراء والمختصين مصادر حية الصياغة الأهداف التعليمية وتطويرها واختيار الأهداف الأكثر مناسبة منها. ولكن التعاون بين زملاء المهنة يوسع افق العمل ويساعد على التوصل الى مجموعة من الأهداف أكثر ملائمة. ولهذا التعاون فوائد جمة في
) ابو لبدة،
الفصل السابع: تحديد الأهداف التعليمية وصوغها
- كيفية صياغة الأهداف التعليمية
- خطوات صياغة الأهداف العامة
الفصل السابع
تحديد الأهداف التعليمية وصوغها
تعتبر عملية تحديد الأهداف التعليمية وصياغتها بصورة سلوكية إجرائية الخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها المعلم قبل البدء في عملية اعداد وتصميم الاختبار فإعداد بنود الاختبار يبدأ بتحديد الاهداف في صورة نتائج تعلمية، وبعد ذلك يتم تحديد عناصر المحتوى التعليمي، ثم يوضع جدول يوضح الأوزان النسبية لعناصر الاختبار، وتنتهى هذه الخطوات بإعداد بنود الاختبار التي تقيس عينة معينة من سلوك التلاميذ (
جرونلند، 1983، ص 97)وهي عملية يجب أن لا ترجأ إلى الوقت الذي يحين فيه موعد الاختبار، بل يجب أن يكون التفكير فيها قد تم قبل بدء العملية التعليمية برمتها. ذلك أن صياغة الأهداف التعليمية لا تساعدنا فقط في بناء أو اختيار أساليب ووسائل القياس والتقدير الأكثر موضوعية، والأكثر ملائمة لقياس السلوك التعليمي، وانما تزودنا أيضا بمعايير مناسبة لقياس النتاجات التعليمية المختلفة.
ولذل
ك تعتبر الأهداف اساس كل نشاط تعليمي هادف، فهي تمثل الدليل والموجه والمنظم السلوك المعلم والمتعلم، وتمثل أيضا ما يسعى المعلم الى تحقيقه بالضبط لدى تلاميذه في غرفة الصف (
199
0,P
.
393,Woolfolk
)، وبعبارة أخرى فان معرفة الاهداف التعليمية وتحديدها في صورة نتاجات تعليمية توضح نوع الاداء أو السلوك الذي يقوم به المتعلم بنجاح بعد أن ينتهى من دراسة موضوع معين. وهذا التحديد يساعد على توفير الاسس السليمة التوجيه التعليم، واختيار الطرائق المناسبة للتعليم، واعداد أدوات القياس والتقويم المناسبة (
ح
جو 1985، ص4
)، ففي ضوء الاهداف يتحدد كل شيء في العملية التعليمية التعلمية.
وخلاصة القول فان عملية تحديد الأهداف يجب أن تتم قبل اختيار طريقة القياس والتقويم، وحيث أن عملية تصميم الاختبارات ترتبط بعملية صياغة الأهداف السلوكية مباشرة فان صياغة الأهداف بصورة سلوكية او أدائية أو إجرائية ييسر قياسها قياساً دقيقاً، وكلما صيغت الاهداف بطريقة إجرائية أو بشكل دقيق وواضح، فانه يمكننا بناء اختبارات تحصيلية ملائمة وموضوعية.
الص
فحة 133
تع
ريف الأهداف
الهدف السلوكي هو عبارة تصف بشكل دقيق ومحدد السلوك او الاداء المتوقع من المتعلم ان يؤديه كنتاج للتدريس أو الإجراءات تعليمية معينة، وبشرط أن يكون هذا السلوك أو الاداء قابل للملاحظة والقياس.
ويع
رف قطامي (
1989، ص:70
) الهدف السلوكي بانه عبارة تصف سلوكاً معيناً، يمكن ملاحظته وقياسه ويتوقع أن يكون المتعلم قادراً على أدائه في نهاية نشاط تعليمي تعلمي محدد ويرى أن الفرضية التي تستند عليها الاهداف السلوكية، تتضمن أن النتاجات التعلمية يكن تحديدها على أفضل وجه ممكن، في ضوء التغيرات في سلوك المتعلم". ويعرف نشواتي (
198
4، ص :52
) الهدف السلوكي بانه عبارة تصف الاداء المتوقع قيام المتعلم به بعد الانتهاء من تدريس وحدة تعليمية معينة وبالتالي فهو يصف الحاصل التعليمي أو السلوك النهائي المتعلم أكثر مما يصف الوسائل المستخدمة في الوصول الى هذا السلوك، ويرى ميجر أن الهدف هو عبارة أو مجموعة من الكلمات أو الرموز التي تصنف واحداً من اغراضك التربوية
(
3. M
ager, 1984,P
).
في حين يعرفه بانه عبارة عن وصف للأداء الذي يراد للمتعلم أن يصبح قادراً على ادائه بعد المرور بخبرة التعلم بنجاح، ويرى الناشف (
1981
، ص:12
) أن الهدف الأدائي (السلوكي) ليس بياناً لما يريد المتعلم أن يفعله، انما هو بيان للنتاج أو العائد الذي يرجو المعلم أن يحققه التلميذ في نهاية حصة أو مجموعة من الحصص التدر
يسية.
اما جر
وتلند (
25 1985 ,Grounlund
) يرى أن الهدف عبارة يجب أن توضع في صورة نتاجات تعلمية بحيث يكون الاهتمام مركزاً بالدرجة الأولى وليس على عملية التعلم لنواتج التعلم وبالتالي فهو يعرفه بانه عبارة تصف أنواع الاداء أو السلوك المتوقع أن يظهره التلاميذ نتيجة التدريس
وتتفق م
عظم التعريفات السابقة الهدف التعليمي على أن الهدف هو عبارة وصفية للأداء أو السلوك الذي سيقوم به المتعلم الناجح بعد الانتهاء من عملية التعلم، وبالتالي فهو عبارة توضح انواع النتاجات التعلمية المتوقع أن يحدثها التدريس، وقد يكون الهدف أيضا وصفاً لأداء أو سلوك معين يكتسب المتعلمين في نهاية نشاط تعلقمي تعلمي محدد، بحيث يصبح المتعلم الناجح فقط هو القادر على أدائه وأخيرا فالهدف هو وصف للتغييرات المتوقعة في سلوك
الصفحة 134
المتعلم ك
نتاج أو نتيجة للخبرات أو النشاطات التعليمية التعلمية المقننة بواسطة المعلم.
وخلاصة الق
ول: فان الهدف السلوكي الجيد يجب أن يحتوي العناصر التالية:
(1) ان يصا
غ في عبارة سلوكية واضحة ومحددة.
(2) بشير
الى السلوك المتوقع أو المطلوب من المتعلم.
(3) ان يك
ون قابل للملاحظة والقياس.
(4) أن
يلبي حاجة حقيقية عند المتعلم.
(5) أن
يستطيع المتعلم تحقيقه.
مستويات الأهداف التعليمية
توجد الأهداف التربوية من حيث عمومتيها وغاياتها والجهات التي تحددها في مستويات مختلفة أيضا، فهي اهداف تربوية عامة أي انها تعنى بتحديد الغايات القصوى للعملية التربوية أو التعليمية بمجملها، وتعمل على تطوير الفرد بصورة متكاملة جسماً وعقلاً وروحاً، وهي اهداف تعليمية تعنى بتحديد اغراض العملية التعليمية المتمثلة في اكتساب الفرد مجموعة أنماط سلوكية معينة من خلال مواقف تعليمية تجرى فيها نشاطات محددة، يخططها المعلم ويوفر المناخ اللازم لتنفيذها، وهي أخيرا اهداف سلوكية تعلمية )بلقيس
، 1989،
ص :5
)
وهذا يعنى انه بالإمكان تحديد ثلاثة مستويات أساسية للأهداف تتدرج من العام الى الخاص الى النوعي، وهذه المستويات هي:
1 -مستوي الاهداف العامة:
في هذا المستوى توصف الاهداف بانها اهداف عامة أو اهداف تربوية عامة وهي تتميز بدرجة عالية من التجريد، كما انها تمثل الاهداف النهائية أو الغايات القصوى للعملية التربوية، وتعبر في نفس الوقت عن الفلسفة التربوية للمجتمع. وهي لا تتحقق إلا بعد فترة أو برنامج تعليمي أو مرحلة تعليمية معينة وهي اهداف تتجلى في اهداف المناهج الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة.
الصفحة 1
35
وتتميز
الأهداف العامة في صياغتها بالعمومية والتجريد، فهي لا تعبر عن سلوك محدد يمكن ملاحظته وإنما تشير الى الصفات والخصائص المطلوب تحقيقها في شخصية المتعلم. ومثل هذه الخصائص قد لا تظهر في سلوك المتعلم بعد عملية التعلم مباشرة، وإنما قد تظهر ثمارها في سلوكه في المستقبل حين يمارس حياته العملية في المجتمع
)ابو علام، 1987 ص98)
، فغرضها الاساسي هو التركيز على تنمية مهارات تعلمية اساسية، وقدرات عامة. ومعرفة شاملة، وثقافة واسعة، وشخصية قوية، وقيم خلقية .... وهكذا
(دروزه، 1986، 7 ص5)
وفيما يلي بعض امثلة من الاهداف التي وردت في رسالة دائرة التربية والتعليم التابعة الوكالة الغوث الدولية (الاونروا) المسئولة عن التربية في الضفة الغربية وقطاع غزة (
الأونروا، 1989،1
)
أن المهمة الرئيسة لمدارس وكالة الغوث الدولية (الأونروا) وكليات المجتمع التابعة لها هي اعداد الأطفال والشباب الفلسطينيين، في إطار مناهج الأقطار العربية المضيفة، للمشاركة الكاملة باعتبارهم:
2 -الاهداف التعليمية الخاصة
تتميز الأهداف في هذا المستوى بانها اقل عمومية وتجريداً من الأهداف العامة، بحيث تقع في مستوى متوسط من حيث العمومية، ويطلق عليها عبارة الاهداف التعليمية الضمنية، وتظهر هذه الأهداف في أهداف المقرر الذي يضمه الكتاب المدرسي، أو أهداف وحدة تعليمية من المقرر الدراسي، أو مجموعة من المقررات
ا
لصفحة 136
الدراسية، ويقوم بوضع هذه الأهداف وصياغتها مؤلفو المناهج والكتب المدرسية، وهي أهداف تعتبر فيما بعد مصدراً يعتمدها المعلمون في نتاجات تعلمية يسعون الى تحقيقها
(22-20 P..(Bierly, et al, 1984,. وهي تعنى بوصف انماط السلوك أو الاداء النهائي المتوقع صدوره عن المتعلم بعد تدريس مادة دراسية معينة أو منهاج دراسي معین
)
نشواتي 1984، ص :50)
. مثال ذلك )دروزة، 1986، ص75) :
- ان يكتب التلميذ الحروف الابجدية بالترتيب.
-ان يسمع جدول الضرب من 1 -12بدون اخطاء
-ان يميز بين خصائص المملكة الحيوانية والمملكة النباتية تمييزاً صحيحاً.
3- الأهداف التعليمية النوعية
وفي هذا المستوى تكون الأهداف التعليمية أكثر نوعية وتحديداً وتخصصاً، وهي أهداف خاصة ومحددة ويتوقع أن تتحقق لدى المتعلم خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً وبعد الانتهاء من تدريس موضوع دراسي معين أو حصة مدرسية أو محاضرة جامعية، ويتحدد تحقيق هذه الاهداف بدلالة السلوك الظاهر لدى المتعلم، وهو سلوك محدد ويمكن ملاحظته وقياسه بموضوعية، وتعرف هذه الاهداف بالأهداف التعليمية الظاهرة، وترادف في معناها مصطلح الاهداف السلوكية. وتعد هذه الاهداف موجهات السير العملية التعليمية تساعد المعلم في اعداد واختيار الادوات والطرق والمواد التعليمية المناسبة للمواقف الصفية المختلفة، واعداد ادوات واساليب القياس والتقويم المناسبة بعد ذلك.
وح
ين نأخذ مثلاً من أهداف المستوى الثاني الأهداف التعليمية الخاصة هدف أن يكتب التلميذ الحروف الابجدية بالترتيب فانه يمكننا أن نشتق منه اهدافاً أكثر نوعية وتحديداً. أهدافا تمثل هذا المستوى مثال ذلك أن يميز التميز بين الحروف المتماثلة كالسين والشين أو الصاد والضاد".
تعقيب
ان ت
صنيف الأهداف التربوية وتحديدها في ثلاثة مستويات يبين لنا أهمية ودور كل مستوى من هذه المستويات في العملية التعليمية التعلمية، فالأهداف في المستوى الأول مثل
الص
فحة 137
تنمية المشاعر الوطنية تمثل الاهداف العامة التي تسعى التربية الى تحقيقها، وان كان من الصعب الاتفاق على مضمون هذه الأهداف بين المربيين، خصوصاً إذا اختلفت المجتمعات أو الثقافات أو حتى تنوعت الاهتمامات داخل المجتمع الواحد. هذا فضلاً عن اختلاف الوسائل والاساليب والامكانيات المتوفرة في كل مجتمع، ولكن حتى تحقق قدر كبير من الاتفاق حول مضمون الأهداف التربوية العامة وغاياتها النهائية فلابد من تجزئة هذه الأهداف واعادة صياغتها في عبارات اقل عمومية وتجريداً وفي اطار المستوى الثاني للأهداف، ويشير
(ا
ٔبو حطب وصادق 1980، ص:50)
الى أن المستوى الثاني يمكن ان يسمى مستوى اهداف الانتقال Transfer Objectives ومعنى ذلك تحويل الهدف العام الى اهداف فرعية في صورة مبادى، أو عمليات يمكن استخدامها وتطبيقها في مواقف عديدة مختلفة غير تلك التي يتم فيها التعلم الاصلي، وبعد ذلك يمكننا ترجمة الاهداف الفرعية إلى مقومات سلوكية إجرائية .. وهذا يعنى أن الأهداف في المستوى الثالث يجب ان تصاغ في عبارات أو أهداف سلوكية محددة تبين بدقة التغير المطلوب احداثه في سلوك المتعلم، وتكون قابلة للملاحظة والقياس.
مصادر
الاهداف التعليمية
يحدد
(35-
34. Gronlund, 1985, P)
وكذلك جابر وآخرون
(1986، ص: 24-27)
. عدة مصادر أساسية للأهداف التعليمية يمكن الاستعانة بها عند اختيار الاهداف أو التدريب على صياغتها، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
1 -
المنهج او المقرر الدراسي:
تحتوي كتيبات المناهج والمقررات الدراسية التي تعدها وزارة التربية والتعليم، أو الكتب المدرسية التي تصدرها عادة على أهداف تعليمية لكل مقرر ولا شك أن مثل هذه الأهداف يمكن أن تكون مصدراً عظيم الفائدة لانتقاء الأهداف التعليمية، خاصة وأن هذه الكتيبات والكتب الدراسية في متناول جميع المعلمين. وإذا كانت هذا الاهداف مصاغة صياغة واضحة دقيقة، فيمكن استخدامها بشكل مباشر، أما إذا كانت الاهداف مصاغة في عبارات عامة بحيث تكون أقرب الى الاهداف التربوية العامة أو المرامي البعيدة المدى فهي لا تصلح لأن تكون اهدافا تعليمية تستخدم بشكل مباشر، وانما تكون في هذه الحالة مصدراً هاماً يساعد في تحديد الأهداف التعليمية.
الصفحة 1
38
2- المو
اد التعليمية المنشورة
تحتوي
المواد التعليمية المنشورة مثل الكتب الدراسية وكراسات المعمل والورش والأفلام والشرائح .... وغيرها، على أهداف يمكن أن تكون مصدراً مهماً تستقى منه الأهداف التعليمية والأهداف التي تصاحب هذه المواد تكون في الغالب مناسبة المستوى الصف الذي اعدت له على انه ينبغي على المعلم أن يفحص تلك المواد فحصاً دقيقاً، وأن يتأكد من صحة دعاوى الناشرين، عما يحققه التلاميذ من استخدامها، وأن يكون على وعى دائما، بأن الاهداف التي تحتوى عليها هذه المواد المنشورة، تتفاوت تفاوتاً شديداً فيما بينها ، فبعضها قد يكون مصاغاً صياغة واضحة دقيقة، تسمح بالملاحظة والقياس، بينما يكون بعضها الأخر مصاغاً في عبارات مبهمة أو غامضة ومهما يكن، فان مثل هذه المواد يمكن أن تساعد في وضع الاهداف وصياغتها صياغة دقيقة.
3- المجلات ا
لعلمية المتخصصة
يمكن أن تك
و
ن المجلات العلمية المتخصصة في المواد الدراسية المختلفة وكذلك المجلات التربوية مصدراً هاماً لاشتقاق الأهداف التعليمية، فكثيراً ما تحتوي تلك المجلات العلمية على مقالات وبحوث المتخصصين في المادة الدراسية، تعرض الوحدات تعليمية جيدة، وطرائق مفيدة تساعد المعلم في تدريس موضوعات معينة، وأحيانا تحتوي هذه المقالات على قائمة بالأهداف التي استخدمها المؤلف لقياس نتائج تعلم تلاميذه، أو نتائج تجربة قام بها في تدريس وحدة تعليمية معينة. وقد تحتوي بعض المقالات في المجلات التربوية على تصنيفات للأهداف التعليمية، أو طرق صياغتها، تساعد المعلم في اختيار اهدافه أو التدريب على صياغ
تها.
4- زملاء المهن
ة والخبراء
يعتبر زملاء ا
لمهنة وبصفة خاصة القدامى منهم، وكذلك الخبراء والمختصين مصادر حية الصياغة الأهداف التعليمية وتطويرها واختيار الأهداف الأكثر مناسبة منها. ولكن التعاون بين زملاء المهنة يوسع افق العمل ويساعد على التوصل الى مجموعة من الأهداف أكثر ملائمة. ولهذا التعاون فوائد جمة في
) ابو لبدة،
1987، ص: 162-164)
:
الصفحة 139
ج- ان التعاون يوحد الأهداف التي سيحاول طلاب مختلف الشعب تحقيقها ولا يخفى ما في ذلك من تكافؤ الفرص.
د -كل سؤال في أي امتحان يحدد بمستوى ومحتوى واهداف ولما كانت مستويات الشعب واحدة وكذلك المحتوى والأهداف أصبح بالإمكان وضع أسئلة موحدة أما إذا اختلفت الأهداف التعليمية بعض الشيء فإننا لا نستطيع أن تخضع مختلف الشعب لامتحان موحد لأن كل شعبة كانت تحاول تحقيق أهداف مختلفة الى حد ما.
ومع ذلك
تبقى تصنيفات بلوم، وكراثول، وهارو وسيمبسون، وغيرهم من علماء النفس والتربية مصادر غنية وذات فائدة كبيرة في مجال اختيار واعداد الاهداف التعليمية الصفية. وتقسم هذه التصنيفات الاهداف إلى ثلاثة مجالات رئيسية هي المجال المعرفي والمجال الوجداني، والمجال النفسحركي.
المجال ا
لأول: وهو المجال المعرفي، وهي يشمل الأهداف التي تركز على النتاجات المعرفية والمهارات والقدرات العقلية اما المجال الثاني: فهو المجال الوجداني وهو يشمل الأهداف التي تركز على الاتجاهات والاهتمامات والتقدير، في حين أن المجال الثالث هو المجال النفسحركي، وهو يشمل الاهداف التي تركز على المهارات الحركية. ويلاحظ أن كل مجال من هذه المجالات الرئيسية مكون ومقسم الى فئات أو مجالات فرعية، فالمجال المعرفي على سبيل المثال، يضم المعرفة أو التذكر الفهم التطبيق التحليل التركيب التقويم. ويلاحظ على مستويات أو فئات المجال المعرفي انها تبدأ بنتاجات معرفية بسيطة كالتذكر ثم تستمر في تتابعها إلى المستويات الأكثر تعقيداً مثل الفهم والتطبيق، وهذا التنظيم المتدرج أو الهرمي يعنى أن كل مستوى من هذه المستويات يتضمن السلوك على المستويات الأقل التي تسبقه فالفهم مثلا تتضمن انواع السلوك على مستوى التذكر، في حين أن التطبيق يتضمن التذكر والفهم وهكذا، وهي خاصية موجودة في المجالات الرئيسية الأخرى
(1985 ,Grounlund
34.P)
. وسوف نتعرض له
ذه المجالات بالتفصيل في الفصل القادم.
الصفحة 140
صياغة الأهداف
التعليمية
توجد عدة طرق
أو اتجاهات في صياغة الأهداف التعليمية، ومع ذلك فقد وجد أن هناك طريقتين مفيدتين قد انتشرتا وشاعتا بين المعلمين والمدربين احداهما تلك التي طورها جرونلند
( Grounlund,
1985)
اما الثانية فقد طورها ميجر
Mager,1984))
طريقة ميجر قد بدأت أصلا في مجال التدريب وفي اطار التعليم المبرمج الا أن الطريقتين تصلح للاستخدام في معظم انواع التعليم المختلفة، وسوف نعرض لكيفية صياغة الهدف وفق تصور كل طريقة.
طريقة جرونل
ند
تصاغ الأهداف التعليمية في طريقة جرونلند وفق اسس محددة، وعبارات الأهداف يجب ان تعبر بوضوح عن النتاجات التعلمية النوعية المقصود احداثها أو تنميتها، وهي السلوك المتوقع أن يظهره التلميذ بعد انتهاء العملية التعليمية -التعلمية، وبالتالي فالتركيز هنا ينصب على التلميذ وعلى نتائج التعلم المتوقع أن يحصل عليه التلميذ من خلال التدريس، وليس على المعلم أو على عملية التعلم أو النشاط الذي سيقوم به المعلم.
كيفية صياغة ال
أهداف التعليمية:
عند اعداد قائ
مة الأهداف التعليمية لمقرر دراسي أو وحدة تعليمية، فيجب أن يكتب بشكل تفصيلي بحيث تبين بوضوح اغراض ومقاصد التعليم أو التدريس، وتكون في نفس الوقت موجهاً عاماً لتخطيط التدريس، ولتصميم الاختبارات وأساليب القياس، ويمكن تحقيق ذلك بسهولة عن طريق تحديد الاهداف في خطوتين:
(1) كتابة الاهد
اف العامة للتعليم كنتاجات تعلمية مطلوبة أو مقصودة.
(2) ثم كتابة قا
ئمة تحت كل هدف لعينة من أنواع السلوك الخاصة التي تميزه، والتي يجب ان يكون التلاميذ قادرين على اظهارها عندما يحققون هذا الهدف. وتودى هذه الطريقة الى صياغة اهداف تعلمية عامة، ثم كتابة عبارات تفصيلية لكل هدف من هذه الأهداف مما يشكل قائمة بالنتاجات التعلمية النوعية المتوقعة. وفيما يلي مثال يوضح ذلك.
الصفحة 141
يفهم المبادئ العلمية:
1 - يعبر عن المبدأ في عبارات من عنده.
2-يعطى مثالاً لكل مبداً.
3-يذكر فروضاً معقولة مبنية على المبدأ
4 -يميز بين هذا المبدأ ومبدأ آخر.
5 -يشرح العلاقة بين هذا المبدأ ومبدأ آخر.
ويلاحظ في هذا المثال أن العبارات التفصيلية توضح النتاجات التعلمية المتوقعة من التلاميذ، وهي نتاجات تؤكد على الفهم وان عبارة الهدف العام تبدأ بالفعل يفهم كما أن عبارات الاهداف الفرعية تبدأ بالفعل المناسب الذي يتعلق بالفهم ايضاً وفق تصنيف بلوم -راجع تصنيف الاهداف، وانه لا داعى لإضافة ألفاظ أو كلمات غير ضرورية مثل يجب على المتعلم أن يكون قادراً على أن يظهر انه يفهم ذلك ان كتابة عبارة الهدف خالية من الكلمات غير الضرورية، مع بدئها بالفعل المناسب يساعد في تركيز الانتباه على النتاجات التعلمية المقصودة والمتوقعة من المتعلم
Grounlund, 19
85,P.39))
.
وهناك اشياء
عديدة هامة يجب وضعها في الاعتبار عن قائمة النتاجات التعلمية النوعية، فهي عينة لأنواع معينة من السلوك تكتب أسفل الهدف العام وتوضح المقصود به وهي:
أولا: يجب أن تبدأ كل عبارة في قائمة النتاجات التعلمية بفعل مثلها مثل الهدف العام، إلا أن الفعل هنا يجب أن يكون محدداً، ويشير إلى استجابات واضحة وقابلة للملاحظة، فضلاً عن كونها قابلة للقياس ايضاً. ونشير فيما يلي لبعض الافعال لتوضيح ما نعنيه بتحديد النتاجات التعلمية النوعية في عبارات سلوكية يمكن ملاحظتها عند المتعلم.
يعبر -يشر
ح -يعطى أمثلة -يميز -يصوغ
ويلاحظ أن هذ
ه
الافعال توضح لنا بالضبط ماذا سيفعل المتعلم لإظهار فهمه. في حين ان استخدام أفعال غامضة وغير محدة مثل يتحقق، يرى، يعتقد ...... تكون اقل فائدة وفاعلية في تحديد الاهداف بسبب كونها تصف حالات داخلية يمكن التعبير عنها بأنواع كثيرة ومختلفة من السلوك الظاهر أو الصري
ح.
الصفحة 142
ثانياً: ان قائمة النتاجات التعلمية النوعية هي مجرد عينة لطرق نوعية عديدة يمكن أن تعرض أو تبين فهم القوانين العلمية، ذلك أن التلميذ الذي يحقق الهدف من المحتمل أن يتمكن من اظهار استجابات اخرى كثيرة، ومن ثم فان محاولة وضع قائمة تمثل كل انواع السلوك التي تعبر عن الفهم، تعتبر عملية مستحيلة وغير ممكنة، فأقصى ما يمكن عمله هو الوصول إلى عينة ممثلة للهدف. وتؤدى هذه الطريقة الى تحديد إجرائي سلوكي لكل هدف عام، كما تؤدى في نفس الوقت إلى وجود حالة أو علاقة تتميز بالاتساق والمرونة بين الهدف العام والنتاجات التعلمية النوعية.
ثالثاً: يجب ان تكتب
النتاجات التعلمية النوعية بعناية فائقة بحيث تكون ممثلة للوحدة الدراسية وخالية تماماً من أي عناصر أو نتاجات تعلمية أخرى خاصة بالمقرر ككل أو بالوحدات الأخرى فيه، وفي الواقع فان قائمة القوانين العلمية لا تحتوى على النتاجات التي يجب أن يفهمها المتعلم، ولكنها تبين فقط انماط او اشكال سلوكية نوعية جداً من اداء أو سلوك المتعلم التي تتقبلها كدليل على الفهم، وبقاء عبارات النتاجات التعلمية خالية من محتوى المقرر الدراسي، يؤدى الى امكانية استخدام نفس قائمة النتاجات التعلمية مع وحدات دراسية مختلفة من المقرر الدراسي، فكل وحدة من المقرر الدراسي تشير الى قوانين يجب أن يفهمها التلميذ، في حين أن قائمة النتاجات التعلمية النوعية تبين انواع السلوك المتوقع من المتعلم أن يظهره دليلاً على فهمه. وفي هذا الإطار فان جدول المواصفات يبدو ضرورياً لأنه يلائم بين الطرق أو الاساليب المتعلقة بالنتاجات التعلمية ووحدات المقرر المختلفة عند تصميم أدوات الاختبار والتقويم
(Grounlund, 1985, P.40).
ولكن عند تخطيط وحدة من ال
وحدات التعليمية التعلم المبرمج أو المجال محدود من مجالات التدريب، فمن الممكن في هذه الحالة اعداد قائمة تغطى كل أو معظم النتاجات التعلمية التي يجب انجازها. وفى مثل هذه الحالات، فان النتاجات التعلمية المقصودة كثيراً ما تكون محددة كمهام خاصة يجب أداؤها، لا كأهداف يجب العمل على تحقيقها. وبناء عليه، فان القائمة النهائية تتكون من سلسلة من العبارات النوعية المنفصلة التي تصف الاداء النهائي للمتعلمين الذين تمكنوا من انتهاء الوحدة بنجاح. بالإضافة الى ذلك، فان هذه العبارات يجب أن تتضمن ايضاً الشروط التي سيظهر الاداء في ظلها، ومستويات الاداء
الصفحة 143
Performance Standards ofالت
ي يجب قبولها، وتبين العبارة التالية هذه الطريقة المتبعة لوصف نتاجات التعلم عند تدريس قائمة بعشرة مراكز لإنتاج زيت الزيتون في فلسطين فيجب ان يكون المتعلم قادراً على ذكر تسعة مراكز منها على الأقل.
وفي هذه العبارة نجد أن الش
ر
ط هو عند تدريس قائمة بمراكز انتاج زيت الزيتون". والاداء هو ذكر مراكز الانتاج، ومستوى الاداء هو تسعة منها على الأقل، ومثل هذه العبارات مفيد بصفة خاصة عندما يكون مجال التعليم محدداً في إطار معين، بحيث يكون التأكيد على النتاجات المعرفية البسيطة، وعلى المهارات النوعية، وعندما يكون التدريب الاتقاني هو الهدف الرئيسي. ولكن إذا اتبعنا هذه الطريقة في التعليم الصفي، فان مثل هذه العبارات الهدفية تتطلب اعداد قائمة مثقلة تكون طويلة ومتعبة وتميل الى التأكيد على تذكر المعلومات العامة وتعلم المهارات البسيطة. اما في مجالات التحصيل الاكثر تعقيداً مثل الفهم والتطبيق ومهارات التفكير، فان النتاجات التعلمية النوعية كثيرة جداً ومتنوعة، وبالتالي فان كل ما يمكن عمله هو صياغة عينة منها. وبناء عليه فأن صياغة الهدف العام أولا، ثم تحديد كل هدف بعينه ممثلاً بقائمة من النتاجات التعلمية النوعية تعتبر أفضل طريقة لمعظم المواد الدراسية الصفي
ة.
الأهداف العامة ودرجة التعميم
عند تحديد أو صياغة قائمة ا
ل
أهداف العامة المقرر دراسي أو وحدة تعليمية معينة، يجب أن نتأكد من وضوح الأهداف العامة في القائمة، وأنها تتميز بدرجة مناسبة من التعميم، بحيث يشير الهدف العام الى النتاج التعلمي المتوقع الذي يمكن بسهولة تحديده بنتاجات تعلمية نوعية معينة أو أنواع من السلوك الأكثر تخصي
صاً.
وعندما نصيغ اهدافنا الرئيسية ف
ي عبارات عامة، فان ذلك يساعدنا في دمج الحقائق النوعية والمهارات في انماط الاستجابات المعقدة فضلاً عن كون هذه العبارات العامة تعطى المعلم أيضا حرية أكبر في اختيار الطرق والمواد التعليمية المناسبة لتحقيق اهدافه، فعبارة يفهم القوانين العلمية على سبيل المثال يمكن أن تنجز خلال محاضرة أو مناقشة أو تجربة معملية أو باستخدام وسيلتين من هذه الوسائل معا. وفيما يلي قائمة بأهداف تعليمية عامة تمثل مستوى مناسبا من التعميم:
الصفحة 144
-يعرف المصطلحات الاساسية.
- يفهم المبادئ العامة.
- يطبق القوانين في مواقف جديدة
.
- يظهر مهارة في التفكير الناق
د.
- يكتب موضوعاً منظماً تنظيما
ً جيداً.
ويلاحظ على الفعل المستخدم ف
ي بداية كل عبارة انه عام ويتميز بدرجة مناسبة من التعميم، مما يوفر مدى واسعاً للمعلم يكفي لإعداد وصياغة مجموعة من النتاجات التعلمية النوعية التي توضح هذه العبارة العامة، وهذا يعنى امكانية زيادة النتاجات التعلمية بعد اعداد الاهداف العامة، يبين أهمية الاهداف العامة وكونها تلعب دوراً موجهاً ومنظماً لعمليتي التدريس والقياس.
وتختلف درجة التعميم في الأ
هداف باختلاف المادة التعليمية، فأهداف الوحدة التعليمية تختلف عن اهداف المقرر الدراسي الكامل فأهداف المادة الاولى مختصرة وتميل الى أن تكون محددة وأكثر نوعية في حين أن اهداف المادة الثانية تكون أكثر تعميماً، فعبارة مثل يعرف تاريخ فلسطين المعاصر. تمثل هدفاً عاماً، ولكن إذا قارناه بالأهداف العامة السابقة نجده أكثر الاهداف تعميماً، بل انه يتضمن مجالات مختلفة، فتاريخ فلسطين المعاصر يشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ...... الخ وكل مجال من هذه المجالات يمثل ايضاً هدفاً عاماً رئيسيا قد يتطلب سنة أو سنتين أو أكثر لتحقيقه. وهذا يعنى أن درجة التعميم في الاهداف تختلف باختلاف الوقت المخصص لتدريسها. وفى كل الاحوال، فان تحديد مجموعة الاهداف التعليمية العامة يفضل أن يتراوح بين 8 -12 هدفاً، مما يوفر لنا قائمة مناسبة وتتميز بالمرونة وسهولة المعالجة.
خطوات صياغة الأهداف العامة
ويحدد جرونلند مجموعة من الخطوا
ت الارشادية الاساسية للحصول على صياغة واضحة للأهداف التعليمية
(,461985 ,Gronlund)
، ويمكن تلخيصها على النحو ال
تالي :
الصفحة 145
) مثل أن يعرف ويفهم
).
اختيار وتحديد الأهداف العامة المقرر دراسي معين أو وحدة تعليمية معينة بين ثمانية واثني عشرة هدفاً، يوفر قائمة مناسبة للأهداف يسهل تناولها ومعالجتها.
صياغة الأهداف النوعية
وفي ضوء ما تقدم، وبعد الانتهاء من اعداد قائمة الاهداف التعليمية للمقرر الدراسي او الوحدة التعليمية، فان كل هدف عام من هذه الاهداف يجب أن يحدد أو يعرف بمجموعة من النتاجات التعلمية النوعية، وهي عينة ممثلة لأنواع السلوك التي تصف الهدف العام وهذه النتاجات التعلمية تصف السلوك النهائي النوعي الذي نتخذ منه دليلا على تحقيق الهدف العام ومالم تكن الاهداف العامة محددة بهذه الطريقة، فأنها لن تمدنا بتوجهات ملائمة سواء في عملية التدريس أو في عملية القياس والتقويم. ويوضح المثال التالي مجموعة من العبارات السلوكية أو النتاجات التعلمية النوعية التي توضح هدف عام.
الصفحة 146
ويلاحظ ان كل عبارة من عبارات النتاجات التعلمية النوعية يجب أن تكون بسيطة، وأن تكتب بشكل واضح تماماً وملائما للغرض التعليمي، وأن تبدأ بفعل وتشير في نفس الوقت الى استجابات محددة قابلة للملاحظة ومن هذه الأفعال مثل: يعرف يميز، يتعرف يذكر، يكتب يربط، يصف. والعبارات النوعية تبين انواع السلوك المقبول من المتعلم كدليل على أن الهدف قد تحقق، وهذا الافتراض يشير الى ان كل نتاج تعلمي نوعى يجب أن يمثل الهدف العام تمثيلاً تاماً، فعبارة مثل يعرف المصطلحات في كلمات من عنده ليست ملائمة في قائمة عبارات نتاجات تعلمية توضع تحت الهدف العام يفهم المصطلحات الاساسية للموضوع، لان هذا الهدف ينتمى الى مستوى الفهم الذي يتطلب بعض الجدة أو الابداع في الاستجابة ويذهب إلى أبعد من مجرد استدعاء أو تذكر المعلومات، وبالتالي يكون من الأنسب اعادة صياغة العبارة على النحو التالي يعبر عن المصطلح في كلمات من عنده، وهذه الصياغة أقرب وأكثر توضيحاً لهذا الهدف.
ويتوقف عدد العبارات التي
توضح الهدف العام على طبيعة الموضوع أو المادة التعليمية المراد تدريسها وقياسها، وبالتالي فانه لا توجد قاعدة جامدة لهذا الغرض يمكن استخدامها في تحديد العدد تحديداً نهائيا. فالأهداف التي تشير الى مستوى المعرفة أو الى المهارات التقليدية أو الروتينية البسيطة تحتاج الى عدد اقل من العبارات التي تحتاجها تلك الاهداف المعقدة، والمرتبطة بمستويات أكثر تعقيداً من مجرد المعرفة مثل مستويات الفهم والتطبيق والتحليل ....... وغيرها. ونعرض فيما يلي الأهداف تشير إلى مستويات اعلى من مجرد المعرفة.
1 -يعرف المصطلحات
2-يميز بين مصطلحين متشابهي
ن في المعنى.
3-يتعرف على معنى المصطلحا
ت عند استخدامها في سياق آخر.
1 -يعبر عن المصطلحات في
كلمات من عنده.
2-يعطى مثالاً لمعنى المصطلح.
3-يميز بين التطبيق السليم والتطبيق غير السليم لكل مصطلح.
4-يكتب جملة أصيلة باستخدام المصطلح.
الصفحة 147
ويلاحظ أن ال
عبارات في كل قائمة ليست كاملة في حد ذاتها، وإنما تكفي لتوضح المقصود من الهدف العام من ناحية، والتعبير عنه في صورة سلوكية من ناحية أخرى، وهذا يشير الى امكانية زيادة العبارات في قائمة أو إنقاصها حسب أهمية نواتج التعلم التي تؤكد عليها ونراها أكثر ملائمة من غيرها، بحيث نخرج في النهاية بقائمة شاملة بدرجة معقولة وعباراتها قليلة ومحددة، مما ييسر استخدامها في التدريس والقياس. ويلاحظ على هذه العبارات ايضا أنها تعتبر أمثلة جيدة لصياغات أخرى للنتاجات التعلمية، فالعبارة خالية من أي محتوى أو نتاج آخر بحيث تتناول نتاج تعلمي واحد
فقط.
وهذا يشير الى أن
هناك أهداف معرفية بسيطة يسهل تحديدها في عبارات سلوكية تصف النتاجات التعلمية المتوقعة وأخرى صعبة أو أكثر تعقيداً، وهنا يخشى أن يتجه المعلم الى الاهداف البسيطة وحدها ويترك الاهداف الصعبة والأكثر تعقيداً جانباً مثل اهداف التفكير الناقد والاتجاهات العلمية والابداع لأنه يصعب تحديدها في عبارات سلوكية تصف نواتج التعلم التي نتخذها دليلاً على تحقق الهدف. وفي مثل هذه الحالة يمكن للمعلم أن يستخدم المراجع والكتب والمواد التعليمية المتصلة بالموضوع أو المادة الدراسية لكي يسترشد بها في اختيار وتحديد أنواع السلوك الخاصة التي تمثل هذه الأهداف، وهي قائمة النتاجات التعلمية النوعية. ويمكن للمعلم ان يبدأ بإعداد قوائم أولية موحدة لعبارات النتاجات التعلمية النوعية التي تتضمنها الأهداف الصعبة كالتفكير الناقد والتي سبق أن قام هو بتحديدها سلوكياً استناداً إلى المراجع والمصادر المختلفة، وبصفة خاصة تلك التي اشرنا إليها من قبل كزملاء المهنة، والكتب المتخصصة والدوريات العلمية وموجهي المواد الدراسية، وأن يحاول باستمرار تحسين صياغة هذه العبارات من خلال خبرته في تدريس هذا الموضوع أكثر من مرة، ثم مراجعة هذه القوائم أيضا في صورتها النهائية مع خبراء ومتخصصين في المناهج وطرق التدريس، وهذا كله يتيح له فرصة كبيرة في تطوير عبارات هذه القوائم وتعديلها
لكي تكون
الصفحة 148
أكثر دلالة على نواتج التعلم الذي نتوقع أن يحدثها التدريس ويمكن قياسها، وفي كل الأحوال يجب ألا يتخلى المعلم عن النتاجات التعلمية المعقدة لكونها صعبة التحديد.
خطوات صياغة الأهداف النوعية
(Groenland ; 1985.P40) يحدد جرينلاند مجموعة من الارشادات الاساسية للحصول على صياغة واضحة لعبارات النتاجات التعلمية النوعية، ويمكن تلخيصها على النحو التالي :
1-ضع تحت كل هدف عام قائمة بالنتاجات التعليمية النوعية بحيث تصف هذه النتاجات الأداء النهائي المتوقع ان يظهره التلاميذ.
2-ابدأ كل عبارة تصف ناتج تعلمي نوعي بفعل يعبر عن اداء قابل للملاحظة (مثل يتعرف يصف)
تأكد أن كل نتاج تعلمي نوعي له صلة وعلاقة مباشرة بالهدف العام الذي يصفه. 3
4-ان تكون عينة النتاجات التعلمية (قائمة العبارات الموجودة تحت كل هدف كافية لكي تصف بدقة اداء المتعلمين الذين يحققون ال هدف.
5-جعل عبارة النتاج التعلمية النوعي خالية تماما من محتوي المقرر الدراسي، بحيث تتضمن نتاجاً تعليما واحداً حتى يمكن استخدام قائمة العبارات مع وحدات أخرى من المقر
6-ارجع إلى المراجع والمصادر العلمية المختلفة المتصلة بالموضوع الدراسي، لكي تسترشد بها في تحديد بعض النتاجات التعلمية المعقدة، التي يصعب تحديدها (مثل التفكير الناقد التفكير الابتكاري الاتجاهات العلمية.).
-7أضف مستوى ثالث من النوعية القائمة النتاجات إذا احتاج الأمر.
طريقة ميجر
تعتمد طريقة ميجر (Mage 1984) في صياغة الأهداف التعليمية على تحليل العمل وهي طريقة تركز على تحديد الأهداف التعليمية ثم صياغتها بطريقة واضحة في صورة
الصفحة 149
سلوكية اجرائية يمكن ملاحظتها وقياسها، بحيث تشير هذه الأهداف إلى مقاصد او اغراض محددة لا لبس فيها أو غموض. وتعد هذه الطريقة من أفضل الطرق في صياغة الأهداف التربوية خصوصاً في مجال التدريب الصناعي والمهني والمهارى بصفة عامة.
ان التحديد الدقيق لطبيعة الهدف وهويته باستخدام اسلوب تحليل العمل، وكذلك الصياغة الدقيقة والواضحة التي تصف التغير في سلوك المتعلم بشكل يمكن قياسه في الاسس التي أكد عليها ميجر سواء في تعريفه للهدف أو عند وصفه لعناصر العبارة الهدفية، فهو يرى أن الهدف هو عبارة أو مجموعة من الكلمات أو الرموز التي تصف واحداً من اغراضك التربوية أو ما تقصد اليه، في حين يعرفه بأنه عبارة عن وصف للأداء الذي يراد للمتعلم أن يصبح قادراً على ادائه بعد المرور بخبرة التعلم.
ولذلك فقد حدد ميجر في طريقته عناصر أساسية في صياغة الهدف وهي
السلوك النهائي 1
يشير هذا العنصر الى وصف دقيق للسلوك المرغوب فيه والذي تقبله من المتعلم كدليل على اتقانه للموضوع أو المهارة، وهو يشير أيضاً الى الاداء أو السلوك النهائي للمتعلم الذي يسعى المعلم الى تحقيقه لدى المتعلم سواء في نهاية دراسة موضوع تعليمي أو عند التدريب في مجال صناعي معين، وهو سلوك يظهره المتعلم كدلالة على تغيره بسبب الخبرة التعليمية التي قدمت له في الموقف التعليمي - التعلمية، وهذا السلوك يتميز بالتحديد والوضوح والقابلية للقياس، ولذلك يسمى بالسلوك السلوك الظاهر ، وبالتالي فان التعبير من نواتج التعلم يجب أن يتم بأفعال سلوكية ، مثل يميز، يفسر، يكتب، بعد والابتعاد تماماً عن الأفعال المستترة وغير الظاهرة مثل يفهم يتوقف، يدرك.
2-الشروط
يشير هذا العنصر إلى الظروف أو الشروط التي يظهر من خلالها السلوك النهائي للمتعلم. وهي شروط يفرضها المعلم أو المدرب على المتعلم وبتطلبها العمل ذاته. وفي ظل هذه الشروط يتم تحديد المواد التي يسمح للمتعلم باستخدامها مثل الخرائط أو الآلات الحاسبة أو الكتب الدراسية، وتلك التي يحظر عليه استخدامها مثل القواميس والمراجع المتخصصة، وهي شروط يتضمنها الهدف عادة.
الصفحة 150
العيار-3
يشير هذا العنصر الى المواصفات التي يقبل في اطارها تحقيق الهدف، وبالتالي فان المعيار يصف مستوى التمكن الذي يتم قبوله، ويحدد نوع الاداء المطلوب، وكان المعيار هو مستوى الاداء المقبول الذي يمكن من خلاله الحكم على مدى تحقق الهدف.
وتعرض فيما يلي لأهداف صيغت وفق طريقة ميجر:
1-ان يرسم المتعلم خريطة فلسطين دون الرجوع إلى الخريطة المعلقة على السبورة خلال ثلاث دقائق
ان يكتب المتعلم مجموعة الارقام الخمسة اعداد من الاعداد العشرة المعطاء.2
3 أن يحل المتعلم حلاً صحيحاً 80% من مسائل النحو التي اعطيت له، أو أن يحل المتعلم مسائل النحو التي أعطيت له بنسبة صواب مقدارها 80
ويمكن توضيح العناصر السابقة وفق طريقة ميجر بالنسبة للأهداف الثلاثة على النحو التالي:
بالنسبة للهدف الأول:
السلوك النهائي: برسم خريطة فلسطين
الشرط: دون الرجوع الى الخريطة
المعيار: خلال ثلاث دقائق وبالنسبة للهدف الثاني
السلوك النهائي: يكتب مجموعة الارقام
الشرط: الاعداد العشرة المعطاء
المعيار: خمسة على الأقل وبالنسبة للهدف الثاني
السلوك النهائي: يحل المسائل
الشرط: مسائل النحو المعطاء
المعيار: 80٪ من الاجابات صحيحة.
ويظهر التحليل السابق للأهداف وفق عناصر ميجر، أن معايير الاهداف الثلاثة قد أخذت صوراً مختلفة، فالمعيار في الهدف الأول خلال ثلاثة دقائق هو معيار زمني يشير الى الفترة
الصفحة 151
الزمنية كدليل على تحقيق الهدف، في حين ان الهدف الثاني "خمسة على الأقل" وهو معيار الحد الأدنى من الاجابات الصحيحة التي ينبغي على المتعلم ان يحققها كدليل على تحقيق الهدف، أما المعيار في الهدف الثالث 80% من الاجابات صحيحة" فهو معيار نسبة الاجابات الصحيحة، وهو معيار يشير الى نسبة المسائل التي ينبغي ان يجيب عنها المتعلم بشكل صحيح كدليل على تحقيق الهدف
وهناك تحفظات على طريقة ميجر في صياغة الاهداف، افرزتها الممارسة اليومية للمعلمين والمربين، فيرى بعض التربويين (عبيدات1988 ص: 120) أن كثيراً من الأهداف التعليمية التدريسية التي يطرحها المعلم خلال الحصة اليومية لا تحتاج الى معيار، كما ولا تحتاج الى شروط ومواصفات في صياغتها، بل يكتفى المعلم بوضع الهدف بحيث يحتوى على سلوك ومحتوى فقط، باستثناء الاهداف التي تتطلب سرعة في الانجاز فهي تحتاج الى معيار من نوع معين كأن، نقول: ان يضرب المتعلم على الآلة الكاتبة 60 كلمة في الدقيقة الواحدة فالشرط هنا هو دقيقة واحدة، اما المعيار فهو60.
(,Groenland بل ان جرونلند (1985
ذهب ابعد من ذلك عندما ذكر ان كتابة الأهداف التعليمية بدون الشروط والمعايير يوفر للمعلم مزايا عديدة، نذكر منها
يمكن استخدام نفس الشروط والمعايير مع مجموعة من الاهداف التي يجرى تقويمها في -ا
وقت واحد
ب-يمكن اضافة مجموعة أخرى من الاهداف الى الأهداف المستخدمة، بحيث يطبق على القائمة الجديدة نفس الشروط والمعايير التي سبق استخدامها.
ج -يمكن للمعلم ان يغير بسهولة من الشروط والمعايير
د -يتلافى المعلم في هذا الاسلوب تكرار كتابة نفس الشروط والمعايير لكل هدف
ومع ذلك فان اقتصار عبارة الهدف على المحتوى والسلوك وفصل الشروط والمعايير عنها هو اجراء قد يكون مناسباً لعملية التعليم او التدريس، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للتدريب، فالخبرات التعليمية قد تصلح لها شروط ومعايير واحدة، بحيث تطبق على جميع المتعلمين ودون الاشارة اليها صراحة في العبارة الهدفية، في حين ان الوضع مختلف تماماً بالنسبة للخبرات التدريبية الصناعية والمهنية والفنية، فهي تتطلب وصف الشروط التي يتم فيها التدريب وكذلك وصف المعيار الذي يجب ان يصل اليه اداء المتعلم حتى يكون مقبولاً، وبالتالي
الصفحة152
فانه إذا كانت هناك تحفظات على طريقة ميجر (ابو علام 43,1987) إلا أنها تصلح لمجالات معينة سواء في التعليم او التدريب الصناعي.
مواصفات اختيار الاهداف
يقوم المعلم في العادة بأعداد مجموعة من عبارات النتاجات التعلمية التي تتشكل منها بعد ذلك قائمة الأهداف التعليمية. وهذا يعنى أنه يجب اعداد مجموعة من الأهداف التي تزيد عما يمكن تحقيقه في دراسة مقرر معين أو وحدة تعليمية معينة، مما يشير الى ضرورة اختيار الأهداف التعليمية الأكثر مناسبة وكفاية وارتباطاً بالمجال التعليمي سواء كان وحدة تعليمية، او مقرر دراسي. ونعرض فيما يلي لمجموعة من المواصفات التي يمكن استخدامها كمعايير والاسترشاد بها عند اعداد واختيار قائمة الأهداف التعليمية:
يمكن تطبيق هذا المعيار لو أن كل مدرسة لديها فلسفة خاصة أو أهداف تربوية خاصة بها، ولكن هذا للأسف لا يتوفر لمعظم المدارس ولبعض مديريات التربية والتعليم المسئولة عن مجموعة كبيرة من المدارس. ومع ذلك فيمكن للمعلم أن يتبين أسي النتاجات التعلمية أكثر قيمة واهتماماً في المدرسة من غيرها، فاذا ظهر ما يؤكد ان المدرسة تهتم اهتماماً شديداً بتنمية الشخصية المستقلة للمتعلم وكذلك قدرته على العمل المستقل والتفكير السليم والاعتماد على النفس وحب المبادرة، فينبغي ان تراعى هذه الاهتمامات عند تحديدك او اختيارك للقائمة النهائية للأهداف التعليمية. وإذا تبين للمعلم ان المدرسة تؤكد على تنمية قدرة التلميذ على التفكير الناقد وحل المشكلات والتعامل مع الواقع بتكيف ومرونة شديدة. فضلاً عن التأكيد على ربط المادة التعليمية -التدريسية مع الواقع المعاشي، فينبغي بل ويجب على المعلم ان يضع هذه الاهتمامات في اعتباره وان يراعيها عند تحديده للأهداف التعليمية التي سيعمل على تحقيقها. وبالتالي فان الأهداف التعليمية يجب ان تكون منسجمة تماماً مع فلسفة المدرسة وأهدافها التربوية الموضحة في برنامجها العام.
الصفحة 153
يجب على المعلم قبل اعداد الأهداف التعليمية ان يكون على معرفة ودراية كاملة بقدرات واستعدادات المتعلمين وخلفياتهم الثقافية والتحصيلية، من خلال الاجابة على الاسئلة التالية:
أ -ماهي خصائص المتعلمين التحصيلية (ممتازين، متوسطين، متأخرين)؟
ب -هل تتفاوت قدراتهم بين الابداع والتأخر العقلي؟
ج -هل البيئات الاجتماعية التي ينتمي إليها هؤلاء المتعلمين او بعضهم بيئات محرومة
ثقافياً؟
فمعرفة المعلم بالبيئة التي ينتمي اليها المتعلمين واستعداداتهم وقدراتهم لها أهمية خاصة عند تحديد واختيار الأهداف التعليمية. وكذلك يجب ان يضع المعلم في اعتباره ايضاً الوقت المسموح به للتعلم، والأدوات والامكانيات المتوفرة في المدرسة، وعلى سبيل المثال، فان تنمية مهارات التفكير وتغيير الاتجاهات نتاجات تعلمية تحتاج عدد غير محدود من الدروس والخبرات التعليمية وتحدث نتيجة للأداء التراكمي للتعلم خلال المواقف المتعددة والمستمرة. كما ان المهارة في استخدام الأسلوب العلمي في معالجة المشكلات يتطلب أجهزة معملية خاصة وادوات تعليمية معينة يجب أن تتوفر في معمل العلوم بالمدرسة. ومع ذلك فان هذا لا يعنى طرح الاهداف التي لا تتوفر لها الامكانات والادوات جانباً، بل على المعلم ان يجرى التعديلات المناسبة على الاهداف حتى تلائم خائض المتعلم والظروف التعليمية التي سيعمل بها على تحقيق هذه الأهداف.
أن توضح الأهداف نتاجات تعلمية مناسبة للموضوع او المقرر الدراسي 3
يستطيع المعلم ان يتحقق من كون قائمة الأهداف التعليمية التي يتبناها توضح نتاجات تعلمية مناسبة وملائمة للموضوع او المقرر التعليمي الذي يدرسه ام لا؟ من خلال الرجوع إلى توصيات ونصائح خبراء المناهج في المجال الذي ينتمي اليه الموضوع او المقرر الدراسي، لكي يحدد النتاجات التعلمية التي يولونها اهمية خاصة في تعلم هذا المحتوى. ومن المحتمل ألا يجد المعلم أتفاقاً كاملاً فيما بينهم بخصوص هذه النتاجات. الا أن التعرف على وجهات نظرهم وتوصياتهم ييسر تحديد الأهداف التعليمية موضع اهتمامهم وتأييدهم وتضمن عدم إغفال العناصر الرئيسية في قائمة الأهداف.
الصفحة 154
أن تمثل الاهداف الجوانب المختلفة للنتاجات التعلمية. 4
يلاحظ أن هناك اتجاهاً عاماً بين المعلمين بالتركيز والمغالاة على الجانب المعرفي المرتبط بالمعرفة والتذكر عند اعداد قوائم الأهداف، واهمال الجوانب المرتبطة بالنتاجات التعلمية التي تتعلق بالاتجاهات والميول والمهارات. وبناء عليه فأننا ننصح المعلم بأن يسعى دائماً الى تحقيق توازن بين الجوانب المختلفة، وذلك بالرجوع إلى المصادر التي تناولت تصنيفات الأهداف التعليمية فضلاً عن الاسترشاد بآراء وتوصيات خبراء المناهج وطرق التدريس.
أن تتسق الأهداف مع أسس التعلم وشروطه 5
تشير الأهداف التعليمية الى نتاجات تعلمية مرغوبة، وبالتالي فيجب ان يتساءل المعلم بعد اعداد العبارات التي تتكون منها قائمة الأهداف الى أي مدى تتسق هذه الأهداف مع اسس التعلم وشروطه؟ وبالتالي فان الأهداف يجب ان تكون مناسبة لأعمار المتعلمين وخبراتهم التعليمية السابقة بحيث يكون مستوى نضجهم ملائماً لتحقيق هذه الأهداف، وتكون مرتبطة بحاجات المتعلمين ودوافعهم، وان تترك أثراً معتداً لفترة طويلة ويمكن استخدامها في مواقف اخرى جديدة، وهو ما يعرف بانتقال أثرا التعلم. ونود ان نشير هنا الى أن النتاجات التعلمية الصعبة والمعقدة كالفهم ومهارات التفكير أكثر بقاءاك واستمراراً من النتاجات التعلمية البسيطة كالمعرفة والتذكر وأنها أسهل وأيسر في الانتقال الى المواقف التعلمية الجديدة.
أن تكون الأهداف قابلة للقياس 6
يجب ان تكون عبارات النتاجات التعلمية قابلة للقياس، وهذا يتطلب من المعلم تركيز الاهتمام منذ بداية اعداد القائمة على تحديد وصياغة عباراتها في صورة سلوكية اجرائية بحيث تظهر العبارات بصورة واضحة ومحددة تماماً، وتتناول في نفس الوقت نتاج تعلمي واحد يمكن قياسه بسهولة.
ونود أن نشير هنا الى أن التزام المعلم بخطوات اعداد الأهداف التعليمية النوعية التي سبق أن ذكرناها تيسر له عملية تحديد واعداد قائمة الأهداف ومن ثم تقويمها والحكم على صلاحيتها
الصفحة 155
الاهداف والقياس
بداية نقرر أن هدفنا الرئيسي من عرض هذا الفصل هو تعريف الطالب - المعلم والمتعلم - بكيفية اختيار وتحديد وصوغ الاهداف التعليمية، واهمية هذه العملية في الاختبار والقياس، وبالتالي فقد تعمدنا عدم التطرق الى أي مناقشات تتعلق بمزايا او عيوب الأهداف التعليمية او أراء المؤيدين والمعارضين لها - ويمكن للمهتم بهذا الأمر الرجوع الى المراجع الخاصة بعلم النفس التربوي التي تعالج ذلك بالتفصيل لبو حطب وصادق 1980، نشواتي 1986, 1981, وقد تبين من هذا العرض ان عملية تصميم الاختبارات التحصيلية ترتبط ارتباطاً مباشراً بعملية صياغة الاهداف، بل أن تحديد الأهداف وصوغها هو الخطوة الأولى ليس فقط في بناء الاختبار والقياس وانما للعملية التعليمية ككل» أي منذ بدء التخطيط لنشاطات التدريس.
كما تساعد عملية تحديد الاهداف المعلم في اختيار اساليب القياس الأكثر ملائمة وموضوعية لتقويم النتاجات التعليمية المختلفة مثل مقاييس التقدير المتدرجة أو قوائم المراجعة، او قوائم التقدير الذاتي، ومقاييس الأداء.
الصفحة 156
الفصل الثامن: تصنيف الأهداف التعليمية
تصنيف بلوم للأهداف في المجال المعرفي*
- المعرفة
- الفهم
- التطبيق
- التحليل
- التركيب
- التقويم
* تصنيف المؤلف للأهداف في المجال الوجداني
- الاستقبال
- الاستجابة
. - التقييم
- التنظيم القيمي
- التميز بقيمة أو بنظام قيمي
* تصنيف المؤلف للأهداف في المجال النفسي الحركي
- الاداء المبكر
_الاداء الاولى المقنن
- الاداء المتقن
- الاداء الاتوماتيكي
- الاداء المميز (الابتكار)
- الحكم (أو التقييم)
* تعقيب حول صياغة الاهداف التعليمية
الصفحة 157
الفصل الثامن
تصنيف الاهداف التعليمية
تبرز أهمية النظام التصنيفي للأهداف التعليمية في كونه نظاماً يحقق اهدافاً مختلفة، فهو يوفر للمعلمين والمربين اطاراً مرجعياً واسعاً من الاهداف، لا يساعدهم فقط في صياغة وتحديد الأهداف التعليمية في عبارات سلوكية اجرائية فقط، وانما يساعدهم أيضاً ى تحديد الخبرات والنشاطات التعليمية والممارسات الصفية الملائمة لنبوغ تلك الاهداف، وفى بناء أو اختيار فقرات أو أسئلة الاختبارات المناسبة لقياس مدى تحقيق هذه الأهداف.
وهذا يعنى ان الاهداف التعليمية تشكل القاعدة الاساسية الأولى لأعداد المناهج وطرق التدريس من ناحية وبناء اساليب الاختبار والتقييم من ناحية اخرى، وبالتالي فهي نقطة البداية في العملية التعليمية - التعلمية.
ويستخدم نظام التصنيف نلام للمراجعة والضبط والتقييم للعملية التعليمية - التعلمية.
فهو نظام يستخدمه المعلمون والمربون لكي يقيموا تحقق الأهداف، وفقرات الاختبار والمادة التعليمية المكتوبة، والوان النشاط والخبرات التعليمية، واساليب التدريس، وعملية القياس والتقدير.
ونظام التصنيف ونظام وأسلوب لتجمعات معينا ولمجموعات من الخصائص او الصفات والأشياء تتجمع مع بعضها البعض في مستويات الأطر معينة وبالتالي فهو نظام تبويب ومع ذلك يبقى نظام التصنيف مختلفاً عن نظام التبري، على اساس ان علم التصنيف ونظام تصنيف هرمى في هرمات من الصفوف والمجموعات تتجمع معافى مستويات او رتب مختلفة في حين النظام التبويب يشير عدة صفوف و مجموعات ايضا ولكنها تتجمع معا في نفس المستوى وليس في مستويات مختلفة(في al,1985,p8)ويظل نظام التصنيف الذى سنعمل من خلاله مجرد خطة وصفية ارشادية ممثلة لكل مجال من مجالات الاهداف التعليمية بطريقة حيادية. وبالتالي فإن هذا التصنيف يجب ان يكون متسقاً مع فهمنا للظواهر النفسية، ومتطوراً بشكل منطقي ومتصفا بالاتساق الداخلي.
الصفحة 159
ويعتبر النظام التصنيفي الذي اقترحه بلوم ورفاقه (Bloom et al., 1956) دليلاً هاماً ومفيداً لإعداد قائمة جيدة للأهداف التعليمية الصفية. لأنه من أكثر التصنيفات شمولاً ودقة في موضوع الاهداف التعليمية. ويتضمن هذا التصنيف وصفا دقيقاً للأهداف مشابها لنظام التصنيف المستخدم او المتبع في تقسيم النبات والحيوان، بحيث يتضمن مجالات أساسية كبرى محددة تنبثق منها عدة مستويات فرعية او فئات نوعية تعالج النتاجات التعلمية المتوقعة من المتعلم بعد الانتهاء من التدريس (Gronlund, 1985, P. 34).
ويتفق معظم مخبرا القياس والتقويم التربوي على صلاحية وفعالية نظام تصنيف الأهداف التربوية لذى اقترحوا طور بلوم كراثو ورفاقهم (Krawtwohlet al.1964, Bloom et al, 1956)
الى ثلاثة مجالات كبرى هي:
1- المجال المعرفي
2- المجال الوجداني
3- المجال النفسي حركي
ويتضمن المجال المعرفي في هذا التصنيف الاهداف التي توكد على نتاجات التعلم المعرفية والمهارات والقدرات العقلية مثل المعرفة والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب، والتقويم. في حين يشتمل المجال الوجداني على الأهداف التي تؤكد على النتاجات الدالة على المشاعر والانفعالات مثل الاتجاهات والميول والقيم والتوافق السيكولوجي. أما المجال النفسي حركي فيشتمل على الاهداف التي تؤكد على النتاجات الدالة على المهارات الحركية مثل الكتابة على الألة الكاتبة وتشغيل الأجهزة الدقيقة أو الادوات الحساسة والسباحة والعمل اليدوي الميكانيكي او الفني.
وقد رتبت مستويات المجالات الثلاثة للتصيف في نسق هرمي بحيث يبدأ كل مجال رئيسي من هذه المجالات بالمستوى الاسهل ويتدرج الى المستوى الأصعب ومن المستوى البسيط الى المستوى الاكثر تعقيداً. وهذا يعنى ان المستويات العليا من التصنيف في كل مجال من المجالات الرئيسية تتطلب اداءات سلوكية او مهارات أكثر صعوبة وتعقيداً من المستويات الدنيا، فضلا عن كونها تحتويها وتؤسس عليها. فالتقويم، على سبيل المثال: وهو أعلى مستويات التصنيف الهرمي في المجال المعرفي -يتضمن جميع المستويات الدنيا الأقل
الصفحة 160
التي تسبقه مثل المعرفة والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب، كما أن التركيب يتضمن التحليل والتطبيق والفهم والمعرفة، في حين أن مستوى التحليل يتضمن التطبيق والفهم والمعرفة، ..
هكذا. وبالتالي فان كل مسترى من مستويات المجال يرتبط بما يسبقه من مستوى او مستويات وييسر الوصول الى المستوى الذي يليه في النظام التصنيفي او النسق الهرمي.
وسوف نعرض بالتفصيل في هذا الفصل لأهم تصنيفات الاهداف التعليمية واكثرها شيوعاً واستخداماً بين المربين والمعلمين وفق تصنيف بلوم ورفاقه.
تصنيف بلوم للأهراف في المجال المعرفي
يتضمن تصنيف بلوم للهداف (Bloom et al., 1956) في المجال المعرفي ستة مستويات رئيسية وهي المعرفة وألفهم، والتطبيق، والتحليل، والتركيب والتقويم. وسوف نتناول هذه المستويات الستة بشيء من التفصيل على النحو التالي:
1-المعرفة(التذكر)
يشير هذا المستوى الى تذكر او استدعاء المعلومات التي سبق أن تعرض لها او تعلمها المتعلم. ويتضمن هذا المستوى معرفة المصطلحات والمفاهيم والافكار والنظريات والحقائق والقوانين...، دون ادخال ايه تعديلات في طبيعة او شكل هذه المعلومات التي يتذكرها المتعلم، سواء فيما يتعلق بفهم هذه المعلومات او استخدامها او الحكم عليها او تحليلها، وانما تذكر هذه المعلومات فقط كما ظهرت أو حدثت في الموقف التعليمي الأصلي، وبنفس الطريقة التي خزنت بها. ويمثل مسترى تذكر المعلومات أدنى مستويات النتاجات التعليمية في المجال المعرفي. وفى هذا المستوى فان جهد المعلم ينحصر في محاولة تحقيق اهداف عامة، ومن امثلة الأهداف التعليمية العامة المتعلقة بالتذكر ما يلى :
* يعرف المصطلحات العامة.
* يعرف حقائق معينة.
* يعرف طرقاً وأساليب معينة.
* يعرف مفاهيم رئيسية.
* يعرف قوانين معينة. بحيث يحولها بعد ذلك الى أهداف نوعية وخاصة تستخدم في التدريس الصفي.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الاهداف التعليمية النوعية (الاهداف التدريسية):
- يذكر قانون ....
- يذكر قاعدة ...
الصفحة 161
- يسمى اجزاء الساق.
- يميز بين المعين واشكال هندسية اخرى.
- يعرف الفرق بين مجموعتين.
- يعدد اخوات كان.
- يذكر ثلاث صفات اخلاقية (من النص او القطعة).
- يحفظ الابيات الخمسة الأولى من قصيدة الاطلال.
- يعرف معنى الكلمات التالية: الشجن، الهجر، الود» ...
- يسمى المدن الثلاثة الرئيسية في قطاع غزة.
- يذكر اهداف ثورة 23 يوليو 1952.
- يحدد اسم قائد معركة حطين
- يحدد أجزاء القصة الرئيسية.
وتشير الامثلة السابقة الى أن تحديد الأهداف النوعية (وهي النتاجات التعلمية في صورة سلوكية) المتعلقة بمستوى المعرفة يتطلب أن تبدأ عبارات هذه الأهداف بأفعال معينة تدل على السلوك الذي يظهر هذه المعرفة، مثل: يذكر، يسمى، يميز، يعرف الفرق، يعدد، يحفظ، يعرف، يختار، يكتب، يصف، يتعرف على، ببين، يضع في قائمة، يسترجع، يرتب، يعين، يقابل، يحدد. وتقاس الاهداف في هذا المستوى بأسئلة مختلفة مثل الاسئلة التي تتطلب اكمال العبارات الناقصة، أو الاسئلة التي تتطلب تعبئة فراغ، وكذلك اسئلة الصواب والخطأ، وأسئلة الاختيار من متعدد، بالإضافة إلى الاسئلة الشفوية التي تعتمد على الاستظهار، وهي اسئلة قائمة على التذكر واستدعاء المعلومات.
2-الفهم
يشير هذا المستوى الى القدرة على إدراك معنى المعلومات التي يتعرض لها المتعلم، ويتم تحويلها الى أي صورة من صور الفهم، ويظهر ذلك في ترجمة المعلومات من صورة إلى أخرى، أو تفسيرها بالشرح أو الايجاز، او من خلال التنبؤ بالنتائج او الاثار المترتبة على هذه المعلومات. وتمثل النتاجات التعلمية في هذا المستوى خطوة ابعد من مجرد تذكر المعلومات او استدعائها كما في مستوى المعرفة، ذلك أن المطلوب من المتعلم في هذا المستوى ليس تذكر المعلومات (الهدف) فقط وإنما فهمها أيضأ. ومن امثلة الاهداف التعليمية العامة المتعلقة
الصفحة 162
بالفهم ما يلي:
* يفهم حقائق وقوانين معينة.
* يفسر عبارات لفظية معينة.
* يفسر رسوماً بيانية وجداول.
* يحول المادة اللفظية الى صور أو صيغ رياضية.
* يتنبأ بما تتضمنه البيانات من آثار أو أفعال يمكن ان تحدث مستقبلاً.
* يبرر استخدام طرق وأساليب معينة.
ونعرض فيما يلي لأمثلة على الاهداف النوعية (الاهداف التدريسية):
- يفسر ظاهرة التبخر بكلمات من عنده.
- يشرح الصورة الواردة في البيت الأول.
- يعطى امتله متعددة عن سلوك التعاون بين الناس.
- يستنتج الفكرة الرئيسية الواردة في النص (او القطعة).
- يميز بين الاسباب المباشرة والاسباب غير المباشرة لقيام ثورة يوليو.
- يصنف اسباب الحروب الصليبية الى اسباب دينية وسياسية واقتصادية.
- يشرح الابيات الثلاثة الاولى من القصيدة بلغته الخاصة.
- يتنبأ بالأثر المترتبة على حرب الخليج الثانية.
- يلخص العوامل التي أدت الى قيام الانتفاضة.
- يفسر ارتفاع البنون المملوء بالهيدروجين وهبوط آخر مملوء بالنيتروجين.
- يعلل طفو قطعة الخشب على سطح الماء.
ويلاحظ ان عبارات الاهداف التعلمية النوعية المتعلقة بمستوى الفهم تبدأ بأفعال معينة مثل
: يفسر، يشرح، يعطى أمثلة، يستنتج، يميز، يصنف، يتنبأ، بلخص، يحول، يؤيد، يعبر عن،
يعيد صياغة، يناقش، يترجم ويشير بلوم الى. أن الفهم هو عبارة عن ثلاث عمليات او فئات فرعية مختلفة هي الترجمة والتفسير والاستنتاج على الترتيب
بحيث تعتبر الترجمة ادناها ترتيباً والتي يتم فيها تحويل المعلومات او تغييرها من صورة الى
الصفحة163
اخرى مثل وصف المتعلم بكلمات من عنده لرسم بياني، وهنا فانه يقوم بالتعبير عن النقاط المبينة في الرسم بالألفاظ أو الكلمات، او عند قيامه بتحويل جملة باللغة الانجليزية الى ما يساويها باللغة العربية، او عند تحليله لوثيقة تاريخية هامة.
اما الفئة الثانية للفهم فهي التفسير وهذه الفئة تتطلب من المتعلم درجة أبعد من مجرد التعرف على الاجزاء المكونة للمحتوى أو المفهوم او الشكل او الوثيقة ووصفها -كما تتطلب الترجمة-الى أدراك العلاقات فيما يبين هذه الاجزاء والتعامل معها كوحدة كلية من المعاني والافكار. كما ينبغي ان يكون المتعلم قادراً على تمييز الافكار الاساسية من الافكار غير الهامة في المحتوى او المفهوم او ...
والفئة الثالثة للفهم فهي الاستنتاج او الاستكمال، ويتوقع من المتعلم في هذه الفئة ان يستخلص او يصل الى استنتاجات او تقديرات او توقعات او يتنبأ بعواقب معينة تستند لفهمه للمادة التي يصفها المحتوى. وهذا يعنى ان الاستنتاج هو صنو للتفسير الا انه يتعدى الحدود الحرفية للمحتوى.
وعلى الرغم من انه من المفيد جداً لعمليتي التدريس والقياس إن يهتم المعلم بهذه الفئات الثلاثة ويضعها في اعتباره عند التخطيط للمدرس، الا انها في بعض الاحيان تكون متداخلة، ويلاحظ ذلك في بعض المهام التعليمية الخاصة، وفى ضوء ذلك فقد اقترح اورليش ورفاقة (Orlich,et,al.1985 P .87) تصنيفاً لمستوى الفهم يتضمن اربعة مستويات هي
التفسير والترجمة واعطاء أمثلة والتعريف، ونعرض فيما يلى لهذه المستويات وفق امتله خاصة بها.
أ-التفسير
يتطلب هذا المستوى القدرة على الشرح أو تلخيص المعلومات، وأدراك العلاقات بينها، والتمييز بينها وبين المعلومات الاخرى. ويمكن التحقق من هذا الهدف اذا نجح المتعلم فى مواقف المقارنة وذكر أوجه الشبه وأوجه الاختلاف. وتقاس الاهداف في هذا المستوى بأسئلة تبدأ بكلمات مثل كيف، لماذا، قارن بين، لخص، على النحو
التالي:
- لخص عوامل قيام الانتفاضة.
- قارن بين الخلية النباتية والحيوانية.
- ما هي الفروق بين نتائج الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية.
الصفحة 164
- لماذا يرتقع البالون المملوء بالهيدروجين ويهبط اخر مملوء بالنيتروجين.
- نخص الافكار الرئيسية الواردة في النص.
ب-الترجمة
ويتمثل هذا المستوى في عملية تغيير أو تحويل المعلومات من شكل او صورة معينة الى صور اخرى مع ابقاء المضمون والمعنى الأصلي كما هو في الصورة الجديدة. ويكن ان تبدأ الاسئلة التي تمثل هذا المستوى بكلمات مثل: ترجم، صف، سجل، اعد بناء، على النحو التالي:
- صف بلغتك الخاصة ما يتضمنه الرسم البياني.
- سجل النتائج التي توصلت إليها التجربة في صورة جدول.
- ترجم الفقرة الأولى الى اللغة الإنجليزية.
- اعد بناء الجزء الاخير من قصة وإسلاماه.
ج-اعطاء امثلة
تعتبر هذه العملية من أفضل الطرق لكلى يعبر المتعلم عن استيعابه او فهمه لموضوع او فكرة معينة، وبشرط ان تكون هذه الامثلة او الاجابات جديدة ولم تطرح من قبل سواء عند عرض الموضوع او خلال مناقشته. وتبدأ الاسئلة التي تمثل هذا المستوى بكلمات مثل: اعط مثالاً، سم، أختر ... على النحو التالي:
- اعط مثالاً من النص (او القطعة) يشير الى ...
- اختر حيوانين ثديين يتغذيان على النباتات والاعشاب.
- سم نوعين من الاشجار تؤخذ منها الاخشاب.
د-التعريف
وهو تطلب من المتعلم ان يقدم تعريفاً او عرضاً أو وصفاً لمصطلح او مفهوم أو فكرة معينة بلغته الخاصة، بشرط ان يكون هذا الاداء او العرض مختلفاً عما تم عرضه او تعلمه في الكتاب المدرسي او القاموس. ويمكن أن تبدأ الاسئلة التي تمثل هذا الهدف بكلمات مثل، وضح، قدم توضيحا، اشرح، على النحو التالي:
- اشرح بلغتك الخاصة معنى مصطلح.
- وضح بكلماتك الخاصة أسس تقسيم الجدول الدوري.
- قدم توضيحاً لاختبارك أسلوب .... في حل المشكلة.
3-التطبيق
يقصد بمستوى التطبيق استخدام المعلومات السابقة في ظروف او مواقف جديدة بحيد يشير هذا التطبيق الى قدرة المتعلم على استعمال المعلومات التي سبق ان تعلمها سواء كانت
الصفحة 165
قاعدة، أو قانوناً، او مبدأ او نظرية، او طريقة ... في موقف جديد. وهو هدف تسعى اليه العملية التعليمية برمتها فيما يعرف بانتقال إثر التعلم الى مواقف اخرى سواء كانت في المدرسة أو في الحياة العامة. والنتاجات التعلمية في هذا المستوى تتطلب من المتعلم ان يتذكر المعلومات التي سبق أن تعلمها اولاً، وان يكون فاهماً ومستوعباً لمعنى ما يتذكره ثانياً، حتى يستطيع تطبيق هذه المعرفة في الموقف الجديد ثالثاً، سواء كان حل مسألة رياضية أو مشكلة اجتماعية او .... ومن أمثلة الأهداف التعليمية العامة المرتبطة بالتطبيق ما يلي:
* يطبق مفاهيم وقوانين معينة في مواقف جديدة.
* يطبق قوانين ونظريات معينة في مواقف عملية.
* يحل مشكلات رياضية معينة.
* يعد جداول ورسوم بيانية.
* يوضح الاستخدام السليم لطريقة معينة أو أسلوب معين.
وفيما يلي امتله على الأهداف التعليمية النوعية (الاهداف التدريسية):
- يستخدم قوانين التعلم في عملية التدريس.
- يحل مسالة رياضية باستخدام قانون.
- يبرهن على أن العمود النازل من مركز الدائرة على وتر فيها ينصف ذلك الوتر.
- يكتشف الجوانب الايجابية في حياة جمال عبد الناصر.
- يبين بالرسم العلاقة بين عدد المحاولات ودرجات التحصيل.
- يطبق قاعدة ايجاد مساحة المستطيل في حساب مسافة قطعة أرض مستطيلة الشكل إذا ما عرف أرطال اضلاعها.
- يستخدم قواعد النحو في الكتابة.
- يحسب الجذر التربيعي للعدد 81.
- يعرب تحت الكلمات التي تحتها خط {وفق قاعدة او قواعد معينة}
- يطبق احكام التجويد عن قراءته لسؤرة النساء
يعرب الكلمات التي تحتها خط في العبارات الواردة في النص.
- يحسب أو يستخرج قيمة قياس الزاوية الثالثة من زوايا المثلث إذا ما اعطى قيم قياس
الزاوية الاولى والثانية فيه.
الصفحة 166
ويلاحظ أن أمثلة الاهداف التعليمية النوعية المرتبطة بمستوى التطبيق تبدأ بأفعال معينة مثل: يستخدم، يحل، يبرهن، يكتشف، يبين، يطبق. يحسب، يعرب، يعدل، يطور، يشغل، يجهز، ينتج. وتقاس الاهداف في هذا المستوى بأسئلة متنوعة تظهر مدى قدرة المتعلم على تطبيق القواعد او القوانين او المبادئ او النظريات او القيم التي سبق ان تعلمها في حل الأسئلة، أو المشكلات المعطاة له.
4-التحليل
يقصد بالتحليل تجزئه المعلومات او المادة الى عناصرها او اجزائها المكونة لها. ويشير هذا المستوى الى قدرة المتعلم على تجزئة المعلومات او المادة التعليمية الى عناصرها او جزائها الاولية المكونة لها، بهدف فهم طبيعة هذه المادة وتنظيمها البنائي. ويتضمن ذلك معرفة الاجزاء، وتحليل العلاقات بين الاجزاء، وإدراك الأسس او الطريقة التي انتظمت بموجبها المعلومات او المادة التعليمية المعطاة للمتعلم، وتمثل النتاجات التعلمية في مستوى التحليل درجة ابعد من مجرد الفهم والتطبيق، ذلك ان عملية التحليل تبنى على معرفة وفهم المستوى المعرفي والبنائي للمادة التعليمية المعطاة، ثم الانتقال الى مرحلة اخرى وهي إدراك العلاقات بين اجزاء المحتوى والكل من ناحية ثم تفسير كيفية اتساق واتصال او ترابط هذه الاجزاء معاً من ناحية اخرى. وهذا يعنى ان عملية التحليل تختلف أيضا عن عملية التطبيق، ذلك ان عملية التطبيق تتضمن استدعاء معلومات متفرقة ومتنوعة وربطها معاً في نظام واحد ثم استخدامها بعد ذلك في حل المسالة والمشكلة المطروحة، في حين تتضمن عملية التحليل تجزئة المادة التعليمية الى عناصرها واجزاءها المختلفة والمكونة لها لفهم تنظيمها وكيفية ارتباط او تفاعل او اتصال هذه الاجزاء معاً لاستخدامها في معالجة او تفسير او حل موقف او مسالة او مشكلة ما. اي ان عملية التطبيق هي استدعاء معلومات متفرقة بهدف تكوين بناء جديد منها يمكن استخدامه في الموقف التعليمي، في حين ان عملية التحليل هي تجزئة للمعلومات المعطاة بهدف معرفة اجزائها وأدراك الاسس المنظمة لها، مما يساهم في حل أو معالجة الموقف التعليمي.
ويتضمن مستوى التحليل ثلاثة مستويات هي:
أ-تحليل العناصر، يقصد به تحديد العناصر الرئيسية المكونة لظاهرة أو فكرة معينة.
ب-تحليل العلاقات بين عناصر او اجزاء الظاهرة او الفكرة او المستوى.
الصفحة 167
ج-تحليل المبادئ، يقصد به معالجة تنظيم او ترتيب واتساق البنية الداخلية للفكرة أو الظاهرة او المحتوى، وهذا يعنى ضرورة التحليل مع الاسس والمبادئ والمفاهيم.
ومن أمثلة الاهداف التعليمية المتعلقة بمستوى التحايل ما يلي:
* يتعرف على الافتراضات المتضمنة.
* يتعرف على الاخطاء المنطقية في الاستدلال.
* يميز بين الحقائق والاستنتاجات.
* يقيم مدى ارتباط البيانات المعطاة بموضوع معين.
* يحلل البناء التنظيمي لعمل معين (فن، موسيقى، كتابة).
ومن أمثلة الأهداف التعليمية النوعية (الاهداف التدريسية) ما يلي:
- يحلل القطعة الادبية الى افكارها الجزئية (مثال: حب الانسان لوطنه، شعور الانسان بالأمن والسعادة في وطنه، اخلاص الانسان في عمله لرفع شأن وطنه، حب الإنسان وجيرانه والناس من حوله.....،
- يستنتج عناصر الترابط بين الانسبان وجيرانه.
- يميز بين الحقائق والأثراء (مثال: يتمدد الحديد صيفاً وينكمش شتاءُ، الديمقراطية أفضل طريق نحو التقدم والازدهار).
- يحدد العلاقات الموجودة بين المجموعات الشائعة.
- يقارن بين حرب الخليج الاولى (العراق، إيران) وحرب الخليج الثانية (العراق، دول التحالف) من حيث النتائج السياسية والاقتصادية التي ترتبت عليها.
- يصنف المواد (المعطاة له) (حديد، نحاس، صوديوم» ...) حسب خصائص وصفات كل.
منها.
- يحدد العوامل المسئولة عن انتشار ظاهرة الأمية.
- يتعرف على الاسباب الرئيسية لمشكلة التلوث.
- يفرق بين العناصر والمركبات، موضحاً العلاقة بينها واوجه الاختلاف بينها.
- يقارن يبين المربع والمستطيل موضحاً أوجه الشبة واوجه الاختلاف بينهما.
- يحلل درس «النحلة واليمامة» الى افكاره الفرعية أو الثانوية.
- يحلل الشعار الذي رفعه الزعيم الخالد عبد الناصر والذي يقول «ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة».
الصفحة 168
ويلاحظ أن أمثلة الأهداف التعليمية النوعية المتعلقة بمستوى التحليل تبدأ بأفعال معينة مثل: يحلل، يميز، يستنتج، يحدد، يقارن، يصنف، يتعرف على، يوضح، يربط، يختار، يقسم يجزى، يفرق، ينقد.
وتقاس الأهداف في هذا المستوى بأسئلة عميقة تظهر مدى قدرة المتعلم على تحليل المعلومات أو الظواهر المعطاة له، ويمكن ان تبدأ هذه الاسئلة بالكلمات الآتية: ماذا تعنى: ما هي العناصر، لماذا، كيف، لماذا يختار، وغيرها، مما يحتوي فعلاً على سلوك تحليل الظاهرة.
5 التركيب
يقصد بالتركيب تكوين او انتاج شيء جديد لم يكن موجوداً من قبل، ويشير المستوى الى قدرة المتعلم على وضع الاجزاء او العناصر الموجودة في المادة التعليمية المعطاة معاً لتكون كللا متكاملاً، وهذا يتضمن التعامل مع الاجزاء او العناصر وترتيبها والربط بينها على نحو يؤدى لتكوين نمطاً او نموذجاً او تركيباً لم يكن واضحا من قبل. ويأخذ الانتاج الجديد أحد
الاشكال التالية:
أ-انتاج وسيلة اتصال فريدة: بناء اتصال يمكن عن طريقة للكاتب او الفنان توصيل آرائه ومشاعره وخبراته للآخرين.
ب-انتاج خطة عمل: بناء خطة عمل او اقتراح خطة عمليات معينة، بحيث تتضمن الخطة متطلبات المهمة التعليمية التي تعطى للمتعلم او يختارها المتعلم بنفسه.
ج-انتاج او اشتقاق مجموعة من العلاقات المحررة: بناء مجموعة من العلاقات المحررة لتصنيف او شرح بيانات او ظواهر معينة، او استنباط قضايا او علاقات من بين مجموعة اساسية من القضايا او العلاقات الرمزية.
يتطلب مستوى التركيب او الابداع، خلق، او تكوين أشكال او أشياء جديدة فريدة نشأت أو تكونت في الأصل من تجميع او توحيد اجزاء أو عناصر مختلفة في كل جديد، وبالتالي فان هذا المستوى يختلف عن مستوى التطبيق، ففي مستوى التطبيق يقوم المتعلم بمعالجة الموقف من خلال ربط او تجميع اجزاء أو عناصر مختلفة ومتفرقة للوصول الى الحل فقط وهو حل
الصفحة 169
عادى، ودون أضافة حل جديد أو مبتكر، في حين أن مستوى التركيب يتطلب من المتعلم أن يضيف حلاً جديداً او حلاً بأسلوب جديد يتميز بالأصالة والجدة.
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف التعليمية العامة المتعلقة بالتركيب:
* يكتب موضوعاً منظماً تنظيماً جيداً.
* يلقى كلمة مرتبة ترتيباً جيداً.
* يكتب قصة قصيرة مبتكرة.
* يقترح خطة لأجراء تجربة معينة.
* يربط في تكامل بين التعلم من مجالات مختلفة في وضع خطة لحل مشكلة معينة.
* يكون نظاماً جديداً لتصنيف اشياء معينة (مثل الاحداث، الافكار، ...).
ومن أمثله الاهداف التعليمية النوعية (الاهداف التدريسية) ما يلي:
- يكتب موضوعا انشائياً
- يؤلف قصة قصيرة تصف النشاط اليومي في المدرسة.
- يضع خطة لحل مشكلة الهجرة من الريف الى المدينة.
- ينقى خطابا في ذكرى أعلانا استقلال الدولة.
- يصمم وسيلة تعليمية جديدة.
- يصنف البيانات المعطاة له.
- يبتكر جهازاً جديداً لقياس الحرارة.
- يروى قصة مستمدة من حياة الناس في السنة الأولى للانتفاضة تبين مدى فرحتهم وصبرهم وتحملهم للألآم والصعاب وقناعتهم بالنصر والاستقلال في النهاية.
- يقترح طريقة اخرى لحل مسألة الحساب المركب غير التي استخدمها الكتاب والمعلم.
- تقترح المتعلمة طريقة جديدة وصحيحة لطهي الدجاج.
- يركب دائرة كهربية كاملة بدقة تامة وسرعة (إذا ما عطى اسلاكاً وبطارية في المختبر).
- يضع خطة بدقة مشكلة ضعف بعض زملائه في مادة الرياضيات.
- يقترح خطة مناسبة لرفع المعاناة عن الناس.
- يؤلف جملاً من كلمات.
الصفحة 170
وتظهر أمثلة الاهداف التعليمية التدريسية المتعلقة بمستوى التركيب أنها تبدأ بأفعال معينة
مثل: يكتب، يؤلف، يضع، يلقى، يصمم، يصدف، يبتكر، يروى يقترح، يجمع، يشرح، يولد، يعدل، ينظم، يبنى، يركب، يصوغ، يتوصل، يشتق. وتقاس الاهداف في مستوى التركيب بأمثلة او مواقف تبين مدى قدرة المتعلم على تركيب المعلومات المعطاة له، وتشدد في نفس الوقت على النتاجات التعلمية الابداعية والمعالجات الاصيلة والجديدة.
6 التقويم
يقصد بالتقويم تلك العماية التي تؤدى الى اصدار احكام كمية او نوعية حول عمل معين وفق معايير محددة، وهي عملية تشير الى قدرة المتعلم على الحكم على قيمة المادة التعليمية او الشيء المعطى له (مثل: القصة، الشعر، القطعة، النثر: الفن، تقرير بحث،). وهذا الحكم يتم بناء على معايير او محكات محددة، وهي معايير قد تكون داخلية خاصة بالمحتوى بحيث يتم اصدار الحكم في ضوء دليل داخلي يتعلق بالدقة المنطقية والاتساق، او خارجية خاصة بالهدف، حيث يتم اصدار الحكم في ضوء معايير خارجية، وهي معايير مختارة قد يضعها المتعلم بنفسه او يقوم غيره بوضعها.
والمتعلم في هذا المستوى يجرى احكاماً ذات قيمة حول المعلومات المعطاة له إذا
(Cliford, 1981)
أ-تبنى معايير او مقاييس معينة.
ب-واستند الى تلك المعايير او المقاييس في اصدار هذا الحكم.
ويشير هذا المستوى الى قدرة المتعلم على تقدير قيمة الاشياء والمواقف واصدار احكام قيمية عليها سواء كانت تلك الاشياء والمواقف محسوسة ام غير ذلك، كأن يدافع عن عدم التدخين، أو يناقش مزايا وسيئات الاقتصاد الحر، او يقدر قيمة اشياء تعرض عليه مادياً معنوياً (بلقيس، 1989). وهذا يعنى أن مستوى التقويم يتطلب من المتعلم امتلاك قدرات معرفية واسعة واراء منطقية وخبرات مختلفة، تيسر له الاقتدار في الدفاع عن احكامه واراءه وفلسفته. وهذا يتفق تماماً مع طبيعة الاهداف في هذا المستوى فهي تتضمن المستويات الخمسة السابقة من ناحية، وهي ارفع واعلى مستويات المجال المعرفي من ناحية اخرى، فضلاً عن احتوائها احكاماً تقويمية واعية تستند الى معايير محددة.
الصفحة 171
ومن أمثلة الاهداف التعليمية العامة من مستوى التقويم ما يلى :
* يقيم الاتساق المنطقي في مادة مكتوبة معينة.
* يقيم مدى استناد نتائج معينة على بيانات كافية.
* يقدر مدى عمل معين (مثل الفن او الموسيقى، او الكتابة) باستخدام معايير داخلية.
* يقدر قيمة عمل معين باستخدام معايير خارجية.
ومن أمثلة الأهداف التعليمية النوعية (الاهداف التدريسية) ما يلي:
- ينتقد قصيدة شعرية معينة.
- ينتقد رأى الكاتب (او المؤلف) في.
- يفند وعد بلفور استناداً الى معايير تاريخية.
- يقارن بين حال الممالك العربية قبل قرن وحالها اليوم.
- يدعم رأى الكاتب في توسيع الحوار بين الفئات المختلفة ونبذ العنف.
- يبرر الاسباب التي دعت الشعب الفلسطيني الى اختيار طريق السلام وتفضيله على الخيارات الاخرى في الوقت الحاضر.
- يقيم دور الجامعة العربية في التقريب بين الشعوب.
- يصف التعابير والصور الجميلة التي استخدمها الشاعر للتعبير عن الشمس عند الاصيل
وتظهر هذه الاملة وغيرها أن الاهداف التدريسية المرتبطة بمستوى التقويم تبدأ بأفعال
معينة مثل: ينتقد، ينقد، يقارن، يدعم، يقيم، يصف، يدافع، يربط بين، يتخذ قراراً، يصدر حكماً، يجادل في، يحكم على، يشرح، يميز، يلخص، يصحح، يقرر، يفند، ...
وتقاس الاهداف في مستوى التقويم، بأسئلة معينة تظهر، رأى المتعلم أو فكره، أو احكامه، فظلاً عن المعايير او المقاييس التي ترتكز عليها تلك الاستجابات. وكأن مستوى التقويم يتطلب من المتعلم بداية ان يضع معايير او مقاييس ملائمة ومحددة، ليستخدمها بعد ذلك في اصدار أحكام قيمية على الموضوعات أو الاشياء المعطاة له في الاسئلة.
تصنيف كراؤول للأهداف في المجال الوجداني
يهتم هذا المجال بالجانب الوجداني من السلوك، كالأحاسيس، والمشاعر، والانفعالات ويركز على التغيرات الداخلية التي قد تطرأ على سلوكيات ومشاعر وميول المتعلم وتؤدى الى
الصفحة 172
تبنيه مبدأ، او قيمة، او معيار، او موقف، او اتجاه يحدد سلوكه ويوجهه ويؤثر فيما يتخذه من قرارات او احكام.
وقد وضع كراثول ورفاقة (Krathwohl, et al. 1964) هذا التصنيف فى نسق هرمى
. مكون من خمسة مستويات رئيسية على النحو التالي:
1 -الاستقبال
يشير هذا المستوى الى استعداد المتعلم للاهتمام بظواهر أو مثيرات معينة تحدث او توجد في البيئة المحيطة به، دون ان يعنى ذلك انه يتأثر بها او ان له موقف محدد منها، سواء كانت تلك المثيرات نشاط تعليمي في الفصل، او موضوع في الكتاب المقرر، او فكرة، او حدث. وفى هذا المستوى تتراوح النتاجات التعلمية من الوعي البسيط بوجود أشياء معينة الى الاهتمام الانتقائي من جانب المتعلم لشيء جديد من بين هذه الاشياء، ومن ثم فان دور المعلم في هذا المستوى ينحصر في اثارة اهتمام المتعلم وجذب انتباهه الى هذه الاشياء. ويمثل الاستقبال.
أدنى مستويات النتاجات التعلمية في المجال العاطفي.
ويتضمن مستوى الاستقبال ثلاث خطوات اساسية هي:
أ- الوعي بالمثير او الظاهرة التي تحدث حول المتعلم..
ب- الرغبة باستقبال هذا المثير.
ج- الانتباه الانتقائي لاختيار هذا المثير والتركيز عليه دون المثيرات الاخرى الموجودة في
البيئة.
ومن أمثلة الأهداف التعليمية العامة في مستوى الاستقبال ما يلي:
- يصفى باهتمام لكلام المعلم.
- يظهر اهتماماً بموضوع معين.
- يتقبل الفروق الثقافية والعرفية بين الافراد.
- يبدى اهتماما خاصاً بالأنشطة الصفية.
- يظهر حساسية تجاه المشكلات الاجتماعية والحاجات الانسانية.
- يظهر وعياً لأهمية التعلم.
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف التعليمية النوعية (التدريسية):
* يسأل عن زوايا ومستقيمات محددة وردت في الشكل لمعرفة معناها.
الصفحة 173
* يبدى ميلاً واضحاً نحو تفضيل الاشكال الهندسية.
* يسال عن موعد محاضره عامة في الهندسة والرياضيات عند العلماء العرب.
* يختار أبيات جميلة وردت في القصيدة لاستظهارها.
* يتقبل اراء الشاعر حول حب الوطن.
* يتابع قراءة القصيدة بوعي واهتمام.
* يشير الى المواقف المشرفة في حياة الشعب الفلسطيني.
* يبدى اهتماما بالأفلام الكوميدية إذا ما شاهدها.
وتظهر هذه الأمثلة وغيرها أن الاهداف التعليمية النوعية (التدريسية) المتعلقة بمستوى الاستقبال تبدأ بأفعال معينة مثل: يبدى ميلاً، يسأل، يختار، يتقبل، يتابع، يشير الى، يصف، يمسك، يجيب، يستخدم، يعطى، يتعرف على، يحدد، يبدى اهتماماً، ينتبه، يهتم، يصغى.
2 الاستجابة
يشير هذا المستوى الى المشاركة الايجابية من قبل المتعلم تجاه الظواهر والمشيرات والاشياء المحيطة به. ويعنى للمتعلم في هذا المستوى موقفاً محدداً من هذه المثيرات او الاشياء المحيطة به، وهو يؤدى هنا دوراً فاعلاً نشطاً أكثر من الدور الذي اظهره في المستوى السابق، الذي يتطلب منه فقط مجرد الاهتمام بظاهرة معينة أو مثير معين دون التفاعل معه بصورة أو بأخرى.
والتعلم عند هذا المستوي يؤكد على ما يلي:
أ-الاذعان او الطاعة في الاستجابة: مثل أن يقرأ نص معين مطلوب فراءته.
ب-الرغبة في الاستجابة: مثل أن يقرأ باختياره قراءات حرة اضافية مرتبطة بموضوع التعلم.
ح-الرضي والاشباع في الاستجابة: مثل ان يقرأ بهدف الاستمتاع أو اللذة. وتتضمن المستويات العليا لهذا المستوى تلك الاهداف التعليمية المتعلقة بالاهتمامات والميول.
ومن امثلة الاهداف التعليمية العامة في مستوى الاجابة
-يؤدى الواجبات الصفية المقررة.
-يشارك في المناقشات الصفية
الصفحة 174
- يجرى تجارب معملية في المختبر.
- يتطوع لإنجاز مهام خاصة.
- يستمتع بمساعدة الاخرين.
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف التعليمية النوعية (التدريسية):
* يقرأ قراءات أو نصوص محددة حول الثورة العربية الكبرى.
* يقرأ قراءات أو نصوص محددة حول معاهدة سايكس بيكو.
* يشارك بفاعلية في جميع الانشطة المتعلقة بالنص (قصيدة شعرية).
* يكتب موضوعاً انشائيا عن قصة سمعها عن الكرم عند العرب.
* يروى قصة محببة اعجبته من حياة الخلفاء الراشدين.
* يتطوع لمساعدة المزارعين في موسم جنى البرتقال.
* يقدم تقريراً عن زراعة الخضار طوال العام في قطاع غزة.
* يساعد في محو أمية الكبار في منطقته.
* يجد متعه في قراءة قصيدة الاطلال لإبراهيم ناجى.
* يتذوق قراءة بعض الصفحات المشرقة في تاريخ العرب والمسلمين.
* يشارك في ندوة تدور حول الاثار السلبية للإضراب ومنع التجول على التعليم.
* تتحمل المتعلمة مسئولية نشر الوعي بتنظيم النسل بين النساء في المجتمع المحلى، اذا ما طلب منها ذلك.
* يتطوع للمساعدة في تصليح المقاعد الدراسية في الصف المدرسي إذا طلب منه ذلك.
وتشير هذه الامثلة الى ان الاهداف النوعية التدريسية المرتبطة بمستوى الاستجابة تبدأ
بأفعال مثل: يقرأ، يشارك، يكتب، يروى، يتطوع، يقدم تقريراً، يساعد، يسهم، يناقش، يجد، يتعاون، يؤدى، يبادر، يوافق على، يجد متعة، يتحمل، يتذوق، يتحمل المسئولية، يستمتع، يتمتع.
3-التقييم (اعطاء القيمة)
يشير هذا المستوى الى القيمة التي يعطيها المتعلم لموضوع معين، او ظاهرة معينة، او شيء ما. ويتفاوت هذا التقدير من مجرد التقبل البسيط للقيمة الى المستويات الاكثر تعقيدا
الصفحة 175
والتزاما. ويعتمد عملية اعطاء القيمة او تقدير الاشياء على استدخال او تمثل المتعلم لمجموعة من القيم المحددة، ثم التعبير عنها من خلال سلوكه الظاهر. وعند تحقيق المتعلم للأهداف في هذا المستوى عليه أن يظهر بشكل علني وواضح تقبله للشيء او الموضوع (كالرغبة في تنمية مهارات لعبة كرة القدم) وتفضيله له على غيره (كالبحث عن الكتب واشرطة الفيديو التي تعرض تلك المهارات المرتبطة بكرة القدم دون غيرها من الألعاب الرياضية فضلاً عن الممارسة والتدريب)، بحيث يصل بعد ذلك الى مستوى الثقة والاقتدار فيه (في كرة القدم)، ومن ثم الالتزام والولاء له.
وتتضمن هذه الفئة تلك الاهداف التعليمية التي تصنف عادة تحت عنوان الاتجاهات والمواقف والتذوق والتقدير. ويمكن الاشارة هنا الى مستويات فرعية في هذا المجال وهي:
أ-تقبل القيمة: مثل تقبل أهمية لعبة كرة القدم والرغبة المستمرة في تعلمها.
ب-تفضيل قيمة معينة: مثل كل ما يرتبط بهذه اللعبة دون غيرها، وممارسته او شراءه او
قراءته.
ج-الالتزام: يتمثل في الولاء لهذه اللعبة والدفاع عنها وتشجيعها، او محاولة نشرها.
ومن أمثلة الاهداف التعليمية العامة التي تدور حول التقييم ما يلي:
- يبين عملياً ايمانه بالعملية الديمقراطية.
- يقدر الأدب الجيد.
- يقدر دور العلم في الحياة اليومية
- يظهر اهتماماً بالآخرين.
- يظهر التزامه بالتطوير والتنمية الاجتماعية.
ونعرض فيما يلي لبعض الاهداف التعليمية النوعية (التدريسية):
* يقدر دور المعلم في تربية الاجيال.
* يكون اراء خاصة به عن فضل المعلم على الاخرين.
* يصف التعبيرات الجميلة الواردة في القصيدة ويبين جوانب الجمال فيها.
* يشارك الشاعر في عواطفه التي تقدر دور المعلم وتعجب به.
* يساهم في اعمال خيرية محددة لتطوير الحي الذي يسكن فيه.
* يدعو الى مساعدة الفقراء والمحتاجين.
الصفحة 176
* ببادئ بالدعوة لعمل مجلة شهرية في المدرسة.
* يقدر دور اللغة العربية في الحفاظ على هوية الأمة العربية وبقاء شخصيتها في فترة الاستعمار.
* يناقش الاثار السلبية للاستعمار البريطاني في البلاد العربية (فلسطين، السودان، الخليج) من الناحية السياسية.
* يحتج على محاولات البلدية المستمرة للقضاء على الاشجار المعمرة على الطرق بحجة توسيعها.
* يثمن دور محمد على في بناء مصر الحديثة عندما يطلع على أعماله وانجازاته في المجالات المختلفة.
4 التنظيم القيمي
يشير هذا المستوى الى تلك العملية التي يتدخل فيها المتعلم مجموعة من القيم او المواقف التي تتصل بموضوع معين، او ظاهرة معينة، او مجال محدد (مثل موضوع الاختلاط، خروج المرأة للعمل، السلام مع اسرائيل، العمل، المهنة، الحب، الزواج.) بحيث يبدأ ببناء نسقه القيمي الذي يتصل بذلك الموضوع او تلك الظاهرة، وهو بناء أو نسق جديد يتصف بالثبات والاتساق الداخلي.
وتتناول النتاجات التعلمية في هذا المستوى القيمة كمدرك معين، وبالتالي فإن الفرد في هذه الحالة يتفهم قيمة معينة (مثل إدراك او قبول مسئولية كل فرد في تحسين وتطوير مهاراته المهنية العملية)، كما تتناول أيضا نظام القيمة (مثل اعداد الفرد لخطة مهنية تشبع حاجاته الاقتصادية وتخدم في نفس الوقت اهداف المجتمع). وهذا يعنى ان النتاجات التعلمية في هذا المستوى تتناول تنمية فلسفة معينة في الحياة.
ومن أمثلة الاهداف التعليمية العامة المتعلقة بهذا المستوى ما يلي:
- يدرك الحاجة للتوازن بين الحرية والمسئولية.
- يفهم دور التخطيط المنظم في حل المشكلات.
- يتقبل المسئولية ازاء ما يصدر عنه من سلوك.
- يفهم ويتقبل نواحي القوة والضعف الموجودة عنده.
- يضع خطه لحياته تنسجم مع قدراته وميوله ومعتقداته.
الصفحة 177
وفيما يلي امثلة للأهداف التعليمية النوعية (التدريسية):
* يربط في تكامل بين حب الوطن والتمسك بالأرض.
* يشرح اهمية دور المزارع في دعم الاقتصاد الوطني.
* ينظم وقته لتحقيق أفضل إنتاج او انجاز ممكن.
* ينظم ندوة تدور حول المحافظة على البيئة المحلية من التلوث، عندما يطلع على بعض جوانب التلوث فيها.
* تلتزم المتعلمة بالعادات الصحية السليمة عند طهى الطعام وحفظة في ضوء دراستها لموضوع التغذية.
* يخطط لأنشاء جمعية علمية في منطقته في ضوء الظروف التي تعيشها هذه المنطقة.
* يوازن بين رؤية الاسلام ورؤية الجاهلية لمكانة المرأة. ودورها في المجتمع، عندما يطلع على مراجع خاصة بذلك.
* يلتزم بالروح الرياضية عند اشتراكه في المنافسات الرياضية مع الاخرين.
* يعدل او يغير من نظره بعض الناس الى الاعمال الفنية على أنها اقل المهن اهمية في الحياة، إذا ما اطلع على دور هذه الاعمال في تقدم المجتمع.
ومن الأفعال التي تستخدم لصياغة الهدف السلوكي وتعبر في نفس الوقت عن النتاجات التعلمية النوعية ما يلي: يربط، يشرح، ينظم، يتمسك ب، يغير، يجمع بين، يدعم، يتعرف على، يبين، يكامل، يرتب، يركب، يجهز، يحضر، يأمر
5 التميز بقيمة او بنظام قيمي
يمثل هذا المستوى قمة التصنيف الهرمى الذى تنتظم فيه مستويات الأهداف في المجال الواجدان كما صنفها وحددها كراثول ورفاقه، وعند هذا المستوى يتكون لدى المتعلم قيمة او نظام قيمي معين يحكم سلوكه ويوجهه لفترة طويلة تكفى وتؤدى لتكوين اسلوب مميز له في الحياة، بحيث يتصف سلوكه بأنه ثابت وممتد او معمم ويسهل التنبؤ به، وتغطي للمتعلم، وفيما يلى امثلة للأهداف التعليمية النوعية (التدريسية) :
* يربط في تكامل بين حب الوطن والتمسك بالأرض.
* يشرح اهمية دور المزارع في دعم الاقتصاد الوطني.
* ينظم وقته لتحقيق أفضل إنتاج او انجاز ممكن.
* ينظم ندوة تدور حول المحافظة على البيئة المحلية من التلوث، عندما يطلع على بعض جوانب التلوث فيها.
* تلتزم المتعلمة بالعادات الصحية السليمة عند طهى الطعام وحفظة في ضوء دراستها لموضوع التغذية.
* يخطط لأنشاء جمعية علمية في منطقته في ضوء الظروف التي تعيشها هذه المنطقة.
* يوازن بين رؤية الاسلام ورؤية الجاهلية لمكانة المرأة. ودورها في المجتمع، عندما يطلع على مراجع خاصة بذلك.
* يلتزم بالروح الرياضية عند اشتراكه في المنافسات الرياضية مع الاخرين.
* يعدل او يغير من نظره بعض الناس الى الاعمال الفنية على أنها اقل المهن اهمية في الحياة، إذا ما اطلع على دور هذه الاعمال في تقدم المجتمع.
ومن الأفعال التي تستخدم لصياغة الهدف السلوكي وتعبر في نفس الوقت عن النتاجات التعلمية النوعية ما يلي: يربط، يشرح، ينظم، يتمسك ب، يغير، يجمع بين، يدعم، يتعرف على، يبين، يكامل، يرتب، يركب، يجهز، يحضر، يأمر.
5التميز بقيمة او بنظام قيمي
يمثل هذا المستوى قمة التصنيف الهرمى الذى تنتظم فيه مستويات الأهداف في المجال الوجداني كما صنفها وحددها كراثول ورفاقه، وعند هذا المستوى يتكون لدى المتعلم قيمة او نظام قيمي معين يحكم سلوكه ويوجهه لفترة طويلة تكفى وتؤدى لتكوين اسلوب مميز له في الحياة، بحيث يتصف سلوكه بأنه ثابت وممتد او معمم ويسهل التنبؤ به، وتغطي للمتعلم، وبالتالي فإن الأهداف التعليمية في هذا المستوى تهتم بالأنماط العامة لتكيف المتعلم سواء كان التكيف شخصياً او اجتماعياً او عاطفياً.
الصفحة 178
ومن أمثلة الاهداف التعليمية العامة في هذا المستوى ما يلي:
* يظهر وعياً سليماً.
* يظهر الاعتماد على النفس عندما يعمل بمفرده.
* يستخدم اسلوباً موضوعياً في حل المشكلات.
* يظهر النظام والدقة في العمل.
* يحافظ على عادات أو تقاليد صحية جيدة.
ونعرض فيما يلي لبعض الأمثلة للأهداف التعليمية النوعية في هذا المجال:
* يعتمد على نفسه في استثمار ما يمتلكه.
* يستخدم الاسلوب الموضوعي في حل مشكلاته الشخصية.
* يستخدم الكلمات والمفردات المناسبة عند التعبير عن افكاره ومشاعره.
* يمارس حرية التعبير ويحافظ على حقوق الاخرين في التعبير عن رأيهم.
* يؤثر الرجوع الى الحق في المناسبات المختلفة.
* يعدل في تعامله مع زملاءه الاخرين في المدرسة.
* يؤمن بحرية التعبير له وللأخرين في ضوء دراسته لموضوع الديمقراطية في عالم اليوم.
* يتصف بالتفكير الموضوعي عندما يناقش الاخرين في قضايا ومشكلات المجتمع.
* يعتز بدور العلماء العرب والمسلمين في تطوير الحضارة الأوربية.
* تتصف المتعلمة بصفة الحشمة والوقار في اختيار ملابسها داخل المدرسة او خارجها، في ضوء قارعتها لآداب السلوك في المجتمع.
* يؤمن بالوحدة بين البلاد العربية سبيلا لتطويرها وحل مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، في ضوء دراسته لأنماط الوحدة في العصر الحديث (للولايات المتحدة، روسيا، واروبا الموحدة).
* يبرهن المتعلم عملياً على روحه الرياضية العالية عندما يشترك مع الاخرين في الالعاب او المنافسات المختلفة.
* يبرهن على ذوقه الرفيع في اختياره لملابسة أو أدواته، في ضوء دراساته وخبراته.
* يشكل له فلسفة في الحياة تقوم على الاستقلال الفكري وخدمة الوطن، في ضوء معرفته بالاتجاهات والقيم الموجودة في المجتمع.
الصفحة 179
* يستخدم الموضوعية اسلوبا وطريقة لمعالجة القضايا او المواقف التي يتعرض لها في حياته اليومية.
وتظهر هذه الامثلة وغيرها ان الاهداف التعليمية النوعية (التدريسية) المتعلقة بهذا المستوى تبدأ بأفعال معينة مثل: يعتمد، يستخدم، يمارس، يؤثر، يعد ل، يقوم بعمل، يعرض، يقترح، يتساءل، يتحقق، يستعمل، يحل، يميز، ينجز، يؤمن، يعتز، يشكل، يستخدم، يبرهن، يتصف، يثق.
تصنيف المؤلف للأهداف في المجال النفسي حركي
يشير هذا المجال الى قدرة المتعلم على القيام بأداء المهارات الحركية او اليدوية اداءاً يتطلب التآزر او التناسق الحركي النفسي والعصبي ويتضمن هذا المجال سلوكيات او مهارات
مختلفة مثل: الكتابة، والطباعة، والعزف، واستخدام الآلات الدقيقة، واجراء التجارب، ورسم اللوحات الفنية او الهندسية، واستعمال الحاسوب، والقراءة، وقيادة السيارات وممارسة الألعاب الرياضية المختلفة ... وغيرها.
ويعتبر المجال النفسي حركي أقل مجالات الأهداف التربوية تطوراً واهتماماً من قبل المربين والمعلمين، إذا ما قورن بالاهتمام الذي يلقاه المجال المعرفي او المجال الوجداني. وقد ظهرت تصنيفات مختلفة -لتصنيف الاهداف في المجال النفسي حركي مثل تصنيف كبلر وزملائه « Kibler ;1970 » تصنيف ديف ؤ«Dave ;1970 » وتصنيف سيمبسون « Simpson ;1972 » وتصنيف هرو «Harrow ;1972 »
ومع ذلك فإننا سنعرض لتصنيف المؤلف للأهداف في المجال ال نفسي حركي لأنه هرمي ويفترض ايضاً أن اي سلوك فسحرك يتضمن في نفس الوقت خصائص معرفية ووجدانية، كما يسهل تطبيقه في معظم المواد الدراسية تقريباً. وسوف نعرض لأسس ومنطق هذا التصنيف في دراسة منفصلة.
وحيث أن هذا التصنيف هرمي ويتمشى مع النظام الذي سار عليه بلوم ورفاقه في تصنيف الاهداف في المجال المعرفي، وكراثول ورفاقه في المجال الوجداني، فانه يبدأ من المستويات السهلة او البسيطة ويتدرج في الصعوبة والتعقيد حتى يصل الى المستويات الاكثر تعقيداً في قمة الهرم. ففي المستوى الأول للهرم يوجد الاداء بالملاحظة. التقليد في أدنى مستويات الهرم، ويلية الاداء الأولى المقنن، ثم الاداء المتقن، ثم الاداء الآلي الأوتوماتيكي،
الصفحة 180
الاداء المميز وأخيراً الحكم او التقويم في أعلى مستويات ذلك الهرم، فالمجال النفسي حركي مصنف الى ستة مستويات مصنفة على صورة تسلسلات هرمية، إذ يعتمد الاداء أو الفعل الحركي او تعلم الاداء في المستويات العليا للمجال على تحقيق الأهداف السلوكية في المستويات الأدنى.
ويبين الشكل رقم (1-8) التنظيم الهرمي لمستويات المجال النفسي حركي حسب تصنيف المؤلف
) انظر الشكل 1-8ص 181 ضمن نسخة PDF أعلاه)
وسوف نتناول هذه المستويات الستة المكونة للتصنيف بشيء من التفصيل على النحو التالي:
1 الأداء المبكر (الملاحظة -التقليد)
يعتبر هذا المستوى الخطوة الاولى في اداء الفعل الحركي او المهارة. فمن خلال إدراك المتعلم او ملاحظته للفعل الحركي او المهارة، عن طريق اعضاء الحس المختلفة، يتم التركيز على هذا الفعل الحركي ومراقبته جيداً، وبعد أن يصبح المتعلم وأعياً به ومدركاً لتفاصيله المختلفة ومتطلباته يقوم بتقليده وتكراره. وكأن المتعلم في هذا المستوى ومن خلال الملاحظة والشعور العضوي يوجه ويدفع لمحاكاة الفعل او تقليد المهارة.
الصفحة 181
ويتضمن هذا المستوى أربع خطوات اساسية هي:
أ-الملاحظة او الانتباه أو الاهتمام بالفعل الحركي او المهارة، وهي عملية
اساسية وضرورية لأداء الفعل الحركي او تعلم المهارة.
ب-التركيز على الفعل الحركي والانتباه جيداً لكيفية أداه.
ج-تمييز التفاصيل المكونة لأداء الفعل الحركي.
د-تقليد هذا الفعل الحركي وتكراره.
ويمثل مستوى الاداء بالملاحظة -التقليد أدنى مستويات النتاجات التعلمية في المجال النفسي حركي، فالأداء هنا يتعلق بالمهارات الحركية البسيطة، وعادة ما يكون محدداً وبسيطاً، وبالتالي فانه يتوقع من المتعلم في هذا المستوى ان يكون قادراً على محاكاة الفعل الحركي أو تقليده. ونشير فيما يلي لبعض الافعال التي تستخدم في صياغة الأهداف في هذا المستوى
مثل: يقلد، يحاكى، يلاحظ، يميز، يركز، يصف، يكتشف، يرود، يعيد تركيب، يعيد بناء، يؤدى حسب النموذج، يكتب.
ومن أمتله الاهداف العامة لهذا المستوى:
- يتعرف على خطوات اداء الفعل الحركي.
- يعرف خطوات اداء المهارة.
- يتعرف على الادوات اللازمة لأجراء تجربة معينة.
- يحاكى أداء معينا .
ونعرض فيما يلي لبعض الاهداف التعليمية النوعية لهذا المستوى:
* يكتب بطريقة صحيحة وبخط واضح كلمة او جملة من السبورة،
* يعيد تركيب الجهاز اللازم لإجراء التجربة (بعد قيام المعلم بذلك) .
* يحدد الأدوات الهندسية الاكثر ملائمة لرسم متوازي الاضلاع من بين الأدوات المتاحة.
* يقرأ فقرات من الدرس بنفس طريقة المعلم
* يقلد طريقة المعلم في القاء القصيدة.
* يردد الكلمات الصعبة حتى ينطقها جيداً.
* يحاكى اسلوب المعلم في حديثه باللغة الإنجليزية.
* يقلد المدرب في طريقة تسديده للكره.
الصفحة 182
* يعيد بناء الجرس الكهربائي (بعد شرح معلم العلوم للدرس).
* يؤدى دوراً تمثيلياً شاهده في فيلم تلفزيوني.
2-الأداء الأولي المقنن (الاستجابة)
يشير هذا المستوى الى اداء الفعل او المهارة من جانب المتعلم وفق قواعد معينة او تعليمات محددة. وهذا يعنى أن النتاجات التعلمية أو الأداء المطلوب من المتعلم في هذا المستوى يمثل خطوة أبعد من مجرد الملاحظة والتقليد كما في المستوى الأول. وبالتالي فإن المتوقع من المتعلم في هذا المستوى ليس أداء المهارة او الفعل من خلال الملاحظة والتقليد فقط وانما أدائها وفقا لمجموعة من المعايير والتعليمات المحددة وثبيتها أيضا من خلال الممارسة والتدريب.
ويتألف هذا المستوى من الفئات الفرعية التالية:
أ-الأداء وفق التعليمات ويقصد به اداء المتعلم للفعل أو المهارة وفق تعليمات محددة،
ب-تثبيت الاداء ويقصد به تثبيت أداء الفعل او المهارة من خلال الممارسة والتدريب التدريجي والتغذية الراجعة، بحيث يصل الاداء الى درجة متوسطة من الجودة.
ج-تنقية الاداء أو الاستجابة ويقصد به وصول الاداء أو الاستجابة الى درجة جيدة من الجودة، بحيث يتخلص المتعلم نهائياً من الأخطاء الساذجة والمحاولات العشوائية والصور الناقصة للفعل او المهارة.
وبالتالي فان الاداء النهائي في هذا المستوى (الاستجابة) يتم في صورة كاملة وثابتة ونقية ومتسقة تماماً مع التعليمات المحددة. ونعرض لبعض الأفعال التي تستخدم في صياغة الأهداف في هذا المستوى على النحو التالي: يؤدى وفق التعليمات، يؤدى الحركات المطلوبة، ينفذ التعليمات، يؤدى الدور في تتابع محدد، يركب جهازاً، يطبع على الآلة، يكتب، يعد.
ومن أمثلة الأهداف التعليمية العامة لهذا المستوى ما يلي:
- يؤدى الحركات المطلوبة للعهارة بالضبط
- يركب جهازا او آلة حسب تعليمات الدليل(الكتالوج).
- ينفذ التعليمات المكتوبة بدقة.
الصفحة 183
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف النوعية الممثلة لهذا المستوى.
* يؤدى مراحل الوضوء بالترتيب الذي حدده المعلم.
* يعزف على العود لحن أغنية الربيع باستخدام النوتة.
* يكتب اسم مدرسته بخط الرقعة وفق القواعد المتبعة.
* تعد المتعلمة طبق الحلوى بطريقة صحيحة وفق الخطوات المحددة في الكتاب (دليل الطهي).
* يركب اجزاء المروحة وفق تعليمات دليل الاستعمال.
3- الأداء المتقن
يشير هذا المستوى الى ان أداء الفعل او المهارة من جانب المتعلم يتم بدرجة عالية من الكفاءة، وبالتالي فإن المتعلم في هذا المستوى لا يؤدى المهارات الحركية وفق قواعد معينة أو تعليمات محددة مرتبطة بالأصل كما في المستوى السابق، وأنما يؤدى تلك المهارات بصورة مستقلة عن الاصل، ووفقاً لتصور او نموذج معين، اكتسبه وعلى درجة كبيرة من الاتقان والجودة.
ويتوقع من المتعلم في هذا المستوى ان يكون قادراً على اداء المهارة او الفعل بقدر كبير من الثقة والاقتدار، مما يسمح له بتنظيم هذا الاداء وضبطه والتحكم فيه، فضلاً عن انجازه بسرعة ودقة تامة. ويظهر الأداء المتقن في هذا المستوى في الصور التالية:
أ-الاداء التعبيري ويقصد به اداء الفعل أو المهارة او التواصل مع الاخرين دون استخدام اللغة او الكلام او الاصوات وإنما بواسطة الحركات والتعابير الجسمية المختلفة، مثل تعابير الوجه او اليدين او الرأس او الجسم كله. وهذه الريفة في الاداء تصلح للتعبير عن أراء وأفكار ومشاعر ومواقف المتعلمين دون استخدام الكلمات.
ب-الاداء اللفظي ويقصد به أداء الفعل او المهارة والتواصل مع الآخرين بالألفاظ الكلامية الشفوية او الخطية أو التمثيل. وتستخدم الأهداف النفسي حركية فى هذه الفئة في الطلاقة في الكلام، والتمثيل الدرامي، والتحدث بلغة اجنبية، واستظهار المحفوظات وتسميعها، والقراءة المعبرة،
الصفحة 184
ج-الاداء الكتابي ويقصد به أداء الفعل أو المهارة باستخدام القلم سواء في الكتابة او الرسم وبطريقة متقنة، كأن يكتب المتعلم بخط جميل، او يرسم لوحة فنية متناسقة الألوان.
د-الأداء العملي او اليدوي ويقصد به أداء الفعل او المهارة بواسطة اليدين ويتعلق هذا الاداء أيضاً بالرسم أو الكتابة وكذلك قيادة السيارة، واستخدام او تناول الاجهزة.
ومن الأفعال التي يمكن استخدامها في صياغة أهداف هذا المستوى ما يلى: يصدر أصواتاً، يلقى، يخاطب، يعبر، ينقل رسالة، يتقن اداءاً، ينظم، ينسق، يؤدى بسرعة وأمان، يمثل، يستخدم، يتفوه.
ومن أمثلة الأهداف العامة لهذا المستوى ما يلى:
- يعبر عن أفكار أو مشاعر بالحركات والتعابير الجسمية المختلفة.
- يؤدى الفعل الحركي أو المهارة بالألفاظ الكلامية الشفوية باستخدام الكلمات أو العبارات او الخطب.
- يكتب بخط جميل ومتقن.
- يستخدم الألوان المتناسقة والملائمة في الرسم.
- يركب جهازاً في المعمل بسرعة ودقة.
- يؤدى قطعة موسيقية على البيانو بدقة (بدون نوتة).
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف التعليمية النوعية لهذا المستوى:
* يستخدم تعابير الوجه في اظهاره للغضب من شيء ما.
* يعبر عن كراهيته للأعداء من خلال تعابير الوجه واليدين.
* يؤدى دوراً يمثل فيه مشية القرد بدقة.
* يلقى قصيدة بلغة اجنبية بدون أخطاء.
* ينطق أصوات أحرف العلة بإتقان:
* يقلد أصوات الحيوانات او الطيور بدقة تامة.
* يكتب من النص ثلاثة أبيات بخط جميل ودون أخطاء.
الصفحة 185
* برسم لوحة غنية طبيعية متناسقة الألوان.
* يؤدى حركات السباحة بطريقة الفراشة بدقة تامة.
* يقود السيارة بدقة وأمان.
* يستخدم آلة اللحام الكهربائية بدقة وأمان.
* يرسم خريطة فلسطين موضحاً مدنها الرئيسية بدقة واتقان.
4-الأداء الآلي الأتوماتيكي (الآلية)
في هذا المستوى يؤدى المتعلم الفعل او المهارة بسهولة ويسر وكأنها شيء عادى بالنسبة له، ويحدث ذلك عندما يصبح اداء الفعل أو المهارة معتاداً أو مألوفاً من قبل المتعلم، ويتميز في نفس الوقت بسرعة الانجاز ودقة الاداء، فضلاً عن حدوثه بثقة وبراعه ومهارة وآلية عالية.
ويتوقع من المتعلم في هذا المستوى ان يؤدى الفعل أو المهارة ليس فقط بدرجة عالية من الكفاءة ولكن أيضأ بأقل قدر من الجهد العقلي والجسمي، وبأقل درجة من الضبط والتحكم اللاإرادي بحيث يصل الاداء الى حد التلقائية او الآلية او الأتوماتكية. ونعرض فيما يلي لبعض الافعال التي يمكن استخدامها في صياغة أهداف هذا المستوى وهي: يؤدى، يركب، يصلح، يستعمل، يستخدم، يتعود، يبرهن، يعتاد، يقود، يكتب، يرسم.
ومن أمثلة الأهداف التعليمية العامة لهذا المستوى:
- يكتب بسهولة ووضوح.
- يركب ادوات او اجهزة معملية بسرعة ودقة.
- يؤدى حركات إيقاعية ببراعة ومهارة عالية.
- يرسم بيسر وسهولة وجودة.
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف التعليمية النوعية الممثلة لهذا المستوى:
* يكتب على الآلة الكاتبة بسرعة ودقة.
* يستخدم معجم اللغة العربية بسهولة وسرعة.
* يشغل جهاز اللحام الكهربائي بمهارة عالية وأمان.
* يؤدى قطعة موسيقية باستخدام الاوكورديون بمهارة عالية.
* يستخدم المجهر بشكل عادي.
الصفحة 186
* يتعود زراعة نبات الفول بيسر وسهولة وبدقة كبيرة.
* يتعود على رسم الاشكال التوضيحية لبيان العلاقة بين المتغيرات.
* يرسم خريطة فلسطين موضحاً مدنها الرئيسية بشكل اعتيادي وبدقة تامة.
* يكتب من النص ثلاثة ابيات بخط الرقعة بسرعة ودقة تامة.
* يركب اجزاء الجرس الكهربي بسرعة وسهولة.
* يستعمل أطلس البلاد العربية بشكل اعتيادي وبدون أخطاء.
* يؤدى حركات كمال الاجسام بشكل عادى وبدقة كبيرة.
5 الأداء المميز (الابتكار)
في هذا المستوى يطور المتعلم أداء او نموذجاً حركياً جديداً لمقابلة موقف معين، ويقترح حلاً بديلاً أو تعديلاً لمواجهة مشكلة محددة. ويتوقع من المتعلم في هذا المستوى أن يكون قادراً ليس فقط على اداء المهارة او السلوك الحركي المطلوب بدقة واتقان وبدرجة عالية من الكفاءة، وانما أعادة تشكيل السلوك الحركي او تخليقه بما يتفق والمواقف الجديدة.
وهذا يشير الى أن المتعلم في هذا المستوى قد وصل الى درجة يستطيع معها تطوير او تخليق اداء جديد. وينقسم هذا المستوى الى مرحلتين هما:
أ-التعديل ويقصد به إعادة تشكيل الاداء، وأيضاً اعادة ترتيب او تطوير الادوات والاجهزة المعملية وتعديلها مما يرفع من كفاءتها، أو تعديله بما يتفق مع المواقف المستجدة.
ب-الابداع او التخليق ويقصد به انتاج او تطوير إداء او سلوك او نموذج
حركي جديد.
ومن الأفعال التي يمكن استخدامها في صياغة أهداف هذا المستوى ما يلي: يجمع.
يؤلف، يصمم، يخطط، يبدع، يبتكر، يطور، ينتج، يؤدى شيئا معقداً أو صعباً، يعرض.
ومن أمله الأهداف التعليمية العامة لهذا المستوى:
- يؤلف لحناً جديداً.
- يصنع لوحة تعليمية متميزة
- يبتكر وسيلة جديدة
الصفحة 187
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف التعليمية النوعية الممثلة لهذا المستوى:
* يعدل خط الرقعة الذي كتب به زميله ثلاثة أبيات في ضوء دراسته وخبرته عن أنواع الخطوط.
* يصمم نموذجاً للمسجد الأقصى المبارك مصنوع من الكرتون الملون وبدقة تامة.
* يبدع في صنع وسيلة تعليمية مميزة تدور حول المثلث المتساوي الاضلاع، في ضوء فهمه للموضوع وبدقة تامة.
* يصمم زياً جديداً لتلاميذ المدرسة الاعدادية.
* يضع نحناً موسيقياً جديداً بمناسبة العيد الوطني، في ضوء فهمه للموسيقى وخبرته.
* يصمم جرساً كهربياً بواسطة مواد محلية رخيصة وبدقة تامة.
* يقدم عرضاً رياضيا متميزاً في لعبة الملاكمة، في ضوء خبراته وتجاربه عن هذه اللعبة.
6-الحكم (او التقييم)
في هذا المستوى يكون المتعلم قد اتقن اداء الفعل او المهارة اتقاناً كاملاً، وتعرف على دقائقها واجزائها نتيجة للمران والتدريب، وأصبح يؤديها بدقة وسرعة عالية جداً، وبشكل اعتيادي وطبيعي وبدون جهد او تفكير، كما أصبغ أداءه بصيغة التمييز والابداع، ومن ثم فقد أصبح بإمكانه الحكم على الاداء او السلوك الحركي الذي يقوم به الاخرون، او تعديله، او تنقيحه او اقتراح ما يراه مناسباً بخصوص هذا الاداء او السلوك الحركي في ضوء معايير خاصة ومحددة.
وتمثل النتاجات التعلمية في هذا المستوى أعلى درجة في التنظيم الهرمى للمجال النفسي حركي، لأنها تتضمن متطلبات او عناصر من كل المستويات السابقة لها (الأداء المبكر، الداء المقنن، الاداء المتقن، الاداء الآلي، الاداء المميز)، ومع ذلك فان اصدار الحكم او التقييم يذهب الى أبعد بكثير من كل تلك المستويات حيث انه يطلب من المتعلم اصدار احكام على الاداء او الفعل الحركي عند تأدية الأخرين له، بحيث يستطيع في ضوء معرفته وقدراته وخبراته السابقة عنه تعديل انماط او اشكال الاداء او الفعل الحركي لكى يتمشى مع المعايير الخاصة به .
الصفحة 188
ومن الأفعال التي يمكن استخدامها في صياغة ا هداف هذا المستوى ما يلي: يعدل، يغير، يعيد تشكيل، يعيد ترتيب، يقترح، يحكم، ينقح، يغير ترتيب.
ونعرض فيما يلي لبعض الأهداف العامة لهذا المستوى:
- يعيد ترتيب الادوات او الاجهزة في المعمل، في ضوء خبراته.
- ينقح الخريطة التي رسمها زملاؤه، بناء على مهارته في الرسم.
- يحكم على الاداء الحركي الذي يشاهده في ضوء قدراته ومهارته المتنوعة.
ومن امثلة الاهداف النوعية لمستوى الحكم او التقييم ما يلي:
* يحكم على أداء زميله لمهارات كرة القدم في ضوء مهارته العالية في مجال اللعبة.
* يعيد ترتيب اللوحات الفنية المعلقة في الفصل حتى تبدو أكثر جمالاً في ضوء خبراته
السابقة.
* ينقح خريطة فلسطين الطبيعية التي صنعها زملاؤه، بناءاً على مهاراته في صنع الخرائط.
تعقيب حول صياغة الاهداف التعليمية
الأهداف المعرفية:
يعنى المعلمون عند استخدامهم او صياغتهم للأهداف التعليمية عناية خاصة بالمجال المعرفي، وذلك لأن جزءاً كبيراً من النتاجات التعليمية التعلمية التي يسعى المعلمون الى تحقيقها بين تلاميذهم هي معرفية. ونعرض فيما يلي لبعض الاسباب الاساسية التي جعلت المعلمين يقبلون على استخدام الاهداف المعرفية أكثر من غيرها:
1-تعتبر الاهداف المعرفية القاعدة الاساسية لأي سلوك نهائي مرغوب فيه ونسعى الى تحقيقه بين المتعلمين. فبدون معرفة وفهم للمصطلح، او المفهوم. او القاعدة، أو العملية لا يمكن أن نبدأ أي تعليم او تعلم.
2-يبدو ان النتاجات التعلمية في المجال المعرفي هي الهدف الأول الذي يسعى المعلمون لتحقيقه لدى المتعلمين، وذلك لارتباطه مباشرة بالجانب المهني والتقدير الوظيفي للمعلمين، ومن هنا فأنها تلقى الكثير من الاهتمام من جانب المعلمين على حساب النتاجات التعلمية
الصفحة 189
الاخرى سواء في المجال الوجداني أو المجال النفسي حركي. ولعل اهتمام المعلمين وتقديرهم لهذه النتاجات لا يقل عن تقدير التربويين وافراد المجتمع وأولياء الأمور
3-تسود الأهداف المعرفية أدلة المناهج والكتب المدرسية، وكذلك مقررات المناهج وطرق التدريس، فضلاً عن دوريات القياس والتقويم التربوي، وهذا يسهل مهمة المعلم سواء في صوغ الأهداف، او بجمع عدد كبير منها يمكن توظيفه في إعداد الاهداف الخاصة بموضوع معين، او مقرر دراسي معين.
4-يمكن اكتساب الأهداف المعرفية وتحقيقها لدى التلاميذ في صورة نتاجات تعلمية في فترة نصيرة نسبياً -إذا ما قورنت بالأهداف الوجدانية -بحيث تظهر على المتعلم فوراً وربما بعد انتهاء الدرس مباشرة، مما ييسر ملاحظتها وقياسها أيضاً.
ومع ذلك فإن المعلمين يستخدمون الاهداف المعرفية في المستويات الثلاثة الأولى بشكل مكثف على نطاق واسع وهي تتألف في العادة من المعرفة والفهم والتطبيق ويتجنبون استخدام الأهداف من مستويات التحليل والتركيب والتقويم لأنها تتطلب من المعلمين بذل جهد كبير أثناء العملية التعليمية -التعلمية، سواء في اختيار البرامج والانشطة او الخبرات التعليمية الملائمة او خلال العملية نفسها، بالإضافة الى متابعة المتعلمين حتى تتحقق تلك الأهداف.
ولعل من الاسباب الهامة التي من أجلها يتجنب المعلمون التركيز في تعليمهم على الأهداف في المستويات العليا وفق تصنيف بلوم هو صعوبة تحقيق هذه الأهداف في فترات دراسية قصيرة. كما أن استخدام هذه الأهداف يتطلب اعداداً خاصاً أو تطويراً نوعياً لكل من المعلمين والمنهج.
الأهداف الوجدانية:
تكمن أهمية الأهداف الوجدانية في موضوعها فهي تتناول شخصية المتعلمين واتجاهاتهم وميولهم وقيمهم وتكيفهم مع الذات ومع العالم الخارجي. وهنا تكمن صعوبتها ايضاً، «فتعلم الاهداف في المجال الوجداني عملية فردية شخصية، باعتبار أن الفرد هو غايتها ومحورها ولا يتم تعلمها، واكتسابها الا عندما يستدخلها الفرد الى أعماقه ووجدانه، ويجعلها جزءاً من
الصفحة 190
ذاته وشخصيته ونظام القيم الذي لديه. كما ان تعلم الاهداف في المجال الوجداني هو ايضاً عملية اجتماعية، باعتبار أن ما يحمله أو يكتسبه المرء من قيم واتجاهات يحدد ويوجه سلوكه الاجتماعي ويتحكم في علاقاته ومواقفه تجاه الاخرين، (بلقيس، 1989) وهذا يعنى أن عملية تشكيل الجانب الوجداني لدى المتعلمين تبدأ قبل قدومهم للمدرسة وتستمر حتى بعد تخرجهم من المدرسة او الجامعة بوقت طويل.
ولعل حاجة الاهداف الوجدانية لفترة طويلة تصل الى مرحلة دراسية ومرحلتين واكثر، لتحقيقها قد دفع بعض المعلمين الى تجنبها واهمالها والتركيز في تعليمهم على الأهداف المعرفية التي يمكن تحقيقها في فترات دراسة قصيرة وقد اوضح بلوم ورفاقه
(Bloom ;et ,al,1971) ان هناك سبباً آخرا يدفع المعلمين لعدم الاهتمام بالأهداف الوجدانية يتحدد في كون الاهداف التعليمية في المجال الوجداني تتناول نتاجات تعلمية تعتبر أمور خاصة أكثر منها أمور عامة، فاتجاهات المتعلم نحو موضوعات اجتماعية، وقيمه، واهتماماته، واختياره الفكري او تفضيله السياسي امور خاصة، فضلاً عن أمور تتعلق بالتفضيل الشخصي، وكيفية قضاء وقت الفراغ، ونوع الآدب، أو الفن أو الموسيقى التي يحبها.
ومع ذلك فإن عدم توفر الطرق والأساليب والأدوات الدقيقة والمناسبة لقياس النتاجات التعلمية في هذا المجال، تمثل مشكلة حقيقية أمام المعلمين لأنها لا يمكن قياسها وتقويمها صورة غير مباشرة، ومن خلال ما يصور عن المتعلم من أقوال وأفعال. وهذا يشير الى اهمية وبل وضرورة صوغ المعلم للأهداف الوجدانية في عبارات سلوكية اجرائية قابلة للقياس.
ويعتبر تصنيف الأهداف الوجدانية لكراثول ورفاقه دليلاً مفيداً للمعلم في الصياغة السلوكية الاجرائية للأهداف، وعاملاً مساعداً في ايجاد طرق وأساليب القياس والتقويم المناسبة لهذه الأهداف.
ويبقى بعد ذلك دور المعلم في هذا المجال دوراً رئيسياً وأساسياً سواء في عملية صوغ أهداف المجال الوجداني أو في عملية قياسها وتقويمها، فالمعوقات والصعوبات لا تحول دون تحمل المسئولية وبذل الجهد المستطاع لمواجهتها والتقليل من أثارها الى أدنى درجة ممكنة، وهذا يتطلب دوراً خلاقاً من المعلم.
الصفحة191
الأهداف النفسي الحركي
بداية نقرر أن هناك علاقة وثيقة وتكاملية بين المجالات الثلاثة للأهداف التعليمية، المعرفية والوجدانية والنفسية الحركية، بحيث يؤثر كل مجال منها بمجالات الأهداف الأخرى ويتأثر بها، وبالتالي فأننا نتوقع أن أي سلوك حركي لابد وأن يتضمن خصائص معرفية ووجدانية، كما أن لكل سلوك معرفي جانبه الوجداني والعكس بالعكس.
فقط، بل لاتجاه نحوه. كما أن المتعلم عندما يتخذ موقفاً تجاه المدرسة او مادة دراسية ماء يكون قد اتخذه بناء على ما عرفه عن هذه المدرسة او المادة الدراسية، وبناء على ما صدر عن هؤلاء من انماط السلوك النفسي الحركي إزاءه أو صدر عنه إزاها .
ويشير بلقيس (1989) الى أن الأهداف النفسية الحركية التي تتصل بالمهارات دقيقة التناسق تتطلب تناسق العديد من اعضاء الجسم وحواسه بالإضافة الى البعد العقلي المعرفي الذي يعد لتطلباً سابقاً لتعلم أي من المهارات السابقة، والبعد الوجداني الذي يعد أساسا للأداء المتقن الكامل لاي منها.
وهذه الرؤية التكاملية للأهداف تتفق مع ما يتصوره بياجيه (Piaget, 196) «أنه لا يوجد سلوك يمكن، وصفه بانه وجداني خالص او معرفي خالص أو نفسي حركي خالص، لان الوجدان يتطلب المعرفة ويتم التعبير عن كليهما بواسطة الاداء والسلوك النفسي الحركي الظاهر والقابل للملاحظة»، ويقرر كراثول ورفاقه (krathwohle, et al, 1964) ' أن لكل سلوك وجداني سلوك معرفي مطابق من نوع معين، كما أن لكل سلوك معرفي جانبه الوجداني، بل أن الاطار النظري الذى انطلقوا من خلاله في بناء تصنيفهم الشهير، يسمح لنا بالتعبير عن احدهما بدلاله الاخر والعكس، ".
ومع ذلك فلم يلقى المجال النفسي الحركي الرعاية او الاهتمام الذي يلقاه المجال المعرفي على نطاق واسع ويليه المجال الوجداني. وقد تأخر التصنيف الحركي كثيراً عن التصنيف المعرفي الذي ظهر في الخمسينات من هذا القرن، وعن التصنيف الوجداني الذي ظهر في الستينات منه، وأن ظهرت بعض التصنيفات في المجال النفسي الحركي والتي تتميز بما يلي:
الصفحة 192
1-تفتقر الى دراسات وادلة تجريبية تدعم صدق هذه التصنيفات.
2-صعوبة تطبيق هذه التصنيفات في المواد الدراسية التعليمية.
3-خصوصيتها وصلاحيتها فقط للتربية البدنية او الموسيقية.
4-ضعف بناءها الداخلي، وخاصة عدم اتساق مستوياتها، وافتقار معظم هذه التصنيفات الى التسلسل الهرمي الذي سار عليه بلوم وكراثول.
5-تكرار استخدام نفس الافعال السلوكية في أكثر من مستوى داخل التصنيف، وقد بدا ذلك واضحاً حتى في التصنيفات التي اتبعت النظام الهرمي وخاصة تصنيف سيمبسون.
ولعل هذه الاسباب وغيرها قد دفع المؤلف الى وضع تصنيف جديد للأهداف النفسية الحركية يمكن تطبيقه في معلم المواد الدراسية تقريباً، ويسير وفق النظام الهرمي الذي التزم به بلوم ورفاقه في المجال المعرفي وكراثول ورفاقه في المجال الوجداني، بحيث يبدأ من المستويات السهلة ويتدرج في صعوبته حتى ينتهي بالمستويات المعقدة، كما يتميز باتساق مستوياته وثبات الافعال السلوكية داخل كل مستوى منعاً للتداخل والاضطراب عند صياغة الاهداف النفسية الحركية. وقد عرضنا في الصفحات السابقة لهذه المستويات في صورتها الأولية، وهي الأن تخضع للدراسة والفحص والتحليل فضلاً عن النقد والتوجيه والتعديل من قبل الخبراء والمتخصصين في مجالات القياس والتقويم التربوي والمناهج وطرق التدريس.
ويزداد الاهتمام بالأهداف النفسية الحركية في المقررات الدراسية التي تعتمد بشكل أساسي على المهارات الحركية مثل مقررات التربية الرياضية، والتربية المهنية، والتربية الموسيقية، والاشغال اليدوية، والتدبير المنزلي، والصناعة. ومع ذلك فقد كان اهتمامنا الأول في التصنيف المقترح في المجال النفسي الحركي أن يصلح للتطبيق والاستخدام ايضاً في معظم المواد الدراسية التعليمية مثل اللغة العربية، والتربية الاسلامية، والعلوم، والرياضيات، والدراسات. الاجتماعية، واللغة الانجليزية. الخ، بالإضافة الى تلك المقررات التي تعتمد على المهارات الحركية.
ويتم قياس وتقويم الاهداف النفسية حركية عن طريق ملاحظة الاداء، أو الحركات الأدائية، او السلوك الحركي، وتقديره وفق معايير معينة ودقيقة يضعها المعلم او المدرب لهذه الغاية وتتضمن السرعة او الزمن، والدقة او النسبة المئوية للدقة في الاداء، والاتقان، والإبداع.
الصفحة 193
الفصل التايع: بناء الاختبار
* تحديد الغرض من الاختبار
* تحديد محتوى الاختبار
* تحديد الاهداف
* اعداد جدول المواصفات
* تحديد نوع الفقرات التي تستخدم في الاختبار
الفصل التاسع
بناء الاختبار
يعتبر الاختبار التحصيلي الذي يعده المعلم، ونطلق عليه الاختبار التحصيلي الصفي، تمييزاً له عن الاختبار التحصيلي المقنن، من اهم أساليب القياس التي يستخدمها المعلم في جمع المعلومات اللازمة لعملية التقويم التربوي. مما يعنى ان هناك اساليب اخرى مختلفة لدى المعلم يمكن استخدامها في جمع المعلومات وتقويم مخرجات التعلم ونتائجه، خصوصا تلك المتعلقة باكتساب الاتجاهات والميول والقيم، والمهارات العملية او الفنية المختلفة والتي لا يمكن قياسها وتقويمها بواسطة الاختبار، وانما من خلال اساليب الملاحظة والسجلات القصصية وقوائم التقدير والمقابلات الشخصية والاستفتاءات..... الخ، ومع ذلك يبقى الاختبار هو الانسب والأفضل لأغراض التقويم الصفي وتوفير المعلومات للمعلم عن سير العملية التعليمية التعلمية.
والمعلومات التي توفرها الاختبارات الصفي، وقد يتعلق بدرجة اتقان التلاميذ لوحدك دراسية معينة، او بمدى تقدم التلاميذ في مقرر معين بعد فترة زمنية محددة، وبترفيع التلاميذ من صف لآخر، هذا يشير الى امكانية قياس الكثير منا هدافا لتدريس فاعلية من طريق لاختبار التحصيلي بأشكاله المختلفة داخل غرفة الصف ومع ذلك فان الاختبار التحصيلي ليس سهلاً وهو يتطلب اعداد أجيداً وخطة مرسومة وتفصيل يتحددا لخطوات لواجبا تباعها عندنا الاختبار التحصيلي وفى هذا الإطار يشير ابوعلام (1987، ص: 11) الى انه على الرغم من هذه الاهمية الكبيرة للاختبارات التحصيلي ورغم استخدامها فى تقويم وتوجيه المتعلم، الا أننا نجدا ن كثيرا من
المعلمين يتلقوا التدريب الكافي في كيفينا واعدادا لاختبارات التحصيلية ولقد ترتب على ذلك ان كثير من الاختبارات التي يضعها المعلمون تفتقر الى المقومات الاساسية للاختبار الجيد مما يفقد هذه لاختبارات ما يمكن ان تحققه من وظائف وهذا يعنيان الاختبار التحصيلي الصفي الجيد يتطلب شيئين أساسين هما (Tnorndike & Hagen, 1979, P.198)
الصفحة 197
(1) التخطيط الجيد الذي يسبق مشروع الاختبار
(2) الاقتدار والمهارة العالية في اعداد وكتابة أسئلة الاختبار.
وسوف نحاول في هذا الفصل والفصول الثلاثة القادمة تعريف المعلم بكيفية بناء الاختبار التحصيلي الصفي الجيد، وكيفية اختيار شكله أو نوعه المناسب ثم وضع فقراته وتطبيقه بعد ذلك في غرفة الصف.
فكيف يتم بناء الاختبار؟ وكيف يتم اعداده اعداداً جيداً؟ بداية نقرر ان عملية الاعداد والبناء يجب ان تتم في إطار خطة تتم على النحو التالي:
1 -تحديد وظيفة أو غرض الاختبار.
2 -تحليل او تحديد المحتوى.
3 -تحديد الاهداف التدريسية.
4 اعداد جدول المواصفات.
5 -كتابة الفقرات.
ويبدو أن معظم المعلمين في بلادنا لا يهتمون كثيراً بوضع خطة لتصميم الاختبار، بل إن بعضهم يتذكر فجأة ان عليه ان يعطى امتحانا لطلابه غدا، وهنا يجلس ويكتب بسرعة وعلى عجل سؤالا من هنا وآخر من هناك دون ان يكون بين هذه الاسئلة وبعضها البعض او بينها وبين الاهداف التعليمية التي يدور حولها تدريسه أي ارتباط واتساق، وتكون النتيجة امتحاناً او اختباراً ليس له علاقة بخصائص الاختبار الجيد.
ولذلك فأننا إذا استعرضنا الاختبارات التي يقوم المعلمون بوضعها فأننا سوف نلاحظ غالبا الأمور التالية (ابو علام، 1987، ص 137 -136):
1-ان هذه الاختبارات لا تغطى الاهداف المقررة للتدريس، ورغم ان معظم المعلمين يضعون اهدافا كثيرة تتراوح بين الحفظ البسيط للمعلومات وبين القدرة على ربط المعلومات وتنظيمها، إلا أن معظم أسئلة الاختبارات لا تتطلب الا حفظ المعلومات واسترجاعها.
2 -تعيل معظم محتويات الاختبارات الى الاهتمام بالجوانب السطحية من المادة الدراسية لأنها تركز على المعلومات والحقائق مما يترتب عليه حذف الاجزاء الهامة التي ترتبط بالمستويات العليا من التفكير. والاسئلة الصعبة تكون صعبة لأنها تهتم بالأجزاء غير الواضحة او التافهة لأنها تهتم بالجانب التطبيقي او بجانب الربط والتنظيم والفهم.
الصفحة 198
3 - كثيراً ما ينوع المعلمون في طريقة وضع الاسئلة والبنود إلا ان هذا التنويع لا يهدف الى قياس أهداف معينة بقدر ما يهدف الى تحقيق التنويع في حد ذاته.
4 - كثيراً ما تكون الاسئلة غامضة وغير واضحة وعباراتها غير مفهومة مما قد يدفع المتعلمين الى التخمين والرجم بالغيب لكتابة الاجابة التي يريدها المعلم.
5 - كثيراً ما يكون الاختبار غير مناسب للغرض الذي يريد المعلم من اجله استخدام النتائج، ونادراً ما يجدد المعلم الغرض من الاختبار.
وهذا يشير الى اهمية وضع خطة جيدة للاختبار تتضمن مراحل او خطوات معينة، يتم تنفيذها بشكل ترتيبي وفق التصور الذي عرضناه، وهذه الخطوات سنتناولها بالبحث والدراسة في هذا الفصل.
تحديد الغرض من الاختبار
ما هو الغرض الذي وضع من اجله الاختبار؟ وبمعنى آخر ماهي الوظيفة التي يفترض ان يؤديها الاختبار؟ هناك العديد من الوظائف التي توضع من اجلها الاختبارات، ومع ذلك.
فمطلوب من المعلم ان يحدد الغرض من الاختبار بوضوح. هل يريد المعلم من الاختبار وصف أو تحديد المستوى الأكاديمي الحالي لتلاميذه في الصف؟ ام يريد المعلم من الاختبار التنبؤ بقدرة تلاميذه في مجال معين؟ هل يريد من الاختبار تشخيص مواطن القوة والضعف عند التلاميذ؟ ام هل يريد من الاختبار ان يكون اختباراً لمتابعة تقدم التلاميذ في مقرر معين؟ وهل يريد المعلم من الاختبار ان يكشف عن استعداد التلاميذ لدراسة مقرر جديد؟ أم يريد من الاختبار التمييز بين التلاميذ بحيث يمكنه بناء على درجاتهم في الاختبار تحويل بعضهم الى التعليم الأكاديمي والبعض الآخر الى التعليم المهني. وهكذا تتعدد أغراض الاختبارات التحصيلية الصفية، فهي تستخدم في الوصف، التشخيص، التنبؤ، تقدير الفروق او الاختلافات الفردية بين الافراد، تحصيل التلاميذ في المقررات الدراسية المختلفة، التصنيف والقبول والترفيع.
تحديد محتوى الاختبار
بعد تحديد غرض الاختبار، يقوم المعلم بتحديد محتوى الاختبار، ويتم ذلك استناداً الى الخطة الدراسية التفصيلية للمادة التعليمية التي من المفترض ان يكون المعلم قد أعدها في
الصفحة 199
بداية العام الدراسي. وهذه الخطة الدراسية تتضمن بالضرورة تحليلا لمحتوى المادة التعليمية ييسر للمعلم تحديد عناصر المحتوى الذي سيشمله الاختبار. فاذا كان غرض الاختبار ان يعرف المعلم كمية ما تعلمه كل تلميذ من تلاميذه في موضوع معين من المادة التعليمية، فالخطوة التالية لتحقيق ذلك تحديد مواصفات محتوى هذا الاختبار.
وقد يكون المعلم غير مهتما بوضع خطة دراسية تفصيلية للمادة التعليمية التي يدرسها، وهنا يمكن لهذا المعلم أن يحدد مواصفات محتوى الاختبار استناداً الى التقسيم أو التصنيف المبين في الكتاب المدرسي أو دليل المنهاج الذي يعده خبراء المناهج وطرق التدريس بوزارة التربية والتعليم، او استناداً لعملية فحص ودراسة عميقة لمحتوى الكتاب المدرسي الذي يقوم بتعليمه ثم تصنيف محتواه او تقسيمه بطريقة منطقية ومناسبة
ونعرض فيما يلي نماذج تحليل المحتوى في مقرر الرياضيات والعلوم للصف الثالث الابتدائي وفق منهاج وزارة التربية والتعليم في مصر للعام الدراسي 1994 -1993، هو المقرر المطبق في قطاع غزة ايضا:
أولا: مقرر الرياضيات:
1 -الاعداد الكبيرة:
1 -الاعداد الكبيرة، العشرة الاف، المائة ألف.
2 -المقارنة بين عددين.
3 -جمع الاعداد الكبيرة.
4 -الطرح.
5 -التقريب.
2 -القسمة
1 -القسمة
2 -العلاقة بين القسمة والضرب.
3 -قسمة عدد على عدد مكون من رقم واحد.
3 -الكسور:
1 -الكسر جزء من الوحدة.
الصفحة 200
2 -الكسر جزء من مجموعة.
3 -الكسور المتساوية.
4 -مقارنة كسرين.
5 -جمع كسرين.
6 -طرح الكسور.
4-الهندسة والقياس
1 -الخط المنحنى والخط المستقيم.
2 -الشعاع.
3 -استخدام المسطرة. .
4 -الزوايا، انواع الزوايا.
ثانيا: مقرر العلوم العامة والانشطة البيئية
1 -المجتمع:
1 -الاسرة والمجتمع
2 -مهن في المجتمع
3 -العلاقة بين المهن
2 -تبيان المجتمع
1 -المعالم الطبيعية والحضارية في البيئة.
2 -البيئة الصحراوية.
3 -البيئة الجبلية
4-البيئة الساحلية
5-البيئة الزراعية
6 -إثر البيئة الطبيعية على المجتمع
7 -كيف تختلف المهن باختلاف البيئات
3-العناية بأجسامنا
1 -الغذاء الصحي
الصفحة 201
2 -الملابس وحماية اجسامنا
3 -حاجتنا الى اللعب والراحة والنوم
4 -الوقاية من الامراض
4 -مسكن الاسرة
1 -الشروط الصحية لمسكن الاسرة
2 -مكونات مسكن الاسرة
3 -العناية بمسكن الاسرة
ونود هنا أن نشير الى ان هذا التحليل الاولى للمحتوى اعتمد على التقسيمات والتصنيفات الموجودة في الكتاب المدرسي، وبالتالي اقتصر على تقسيم المادة الدراسية الى موضوعات او عناوين رئيسية، ثم تصنيفها بعد ذلك الى عناوين فرعية. ولكننا نعتقد ان تحليل المحتوى يتطلب عملية أعمق من ذلك بكثير بحيث تيسر تلك العملية على المعلم في كل من عمليتي التدريس والتقويم. وعلى سبيل المثال فالعنوان الرئيسي "العناية بأجسامنا" يتضمن أربعة عناوين فرعية وكل عنوان بها بحاجة للتحليل والتحديد، "فالغذاء الصحي" أحد هذه العناوين الفرعية ويمكن ان يتضمن الموضوعات التالية:
1-المجموعات الغذائية.
2 -العناصر الغذائية الاساسية للصحة
3 -الجهاز الهضمي، اجزاءه، عملياته مع انواع المواد الغذائية المختلفة.
4 -وظائف الغذاء في الجسم.
5 -حماية الغذاء من التلوث.
6 -الغذاء الصحي يتكون من كميات متوازنة من انواع المواد الغذائية المختلفة (الغذاء المتكامل).
7-الشراب او الماء وضرورته للغذاء والجسم.
ويمكن تحليل أحد هذه الموضوعات الى موضوعات فرعية جداً مثل موضوع "العناصر الغذائية الاساسية للصحة بحيث يشمل: الفيتامينات، البروتينات، الكربوهيدرات، الخ. ان هذا التحليل المستمر لمحتوى المادة التعليمية ييسر للمعلم ليس فقط تحديد عناصر الاختبار وانما وضع الاهداف التعليمية الصفية لهذا المقرر أيضا.
الصفحة 202
تحديد الاهداف
سبق ان اوضحنا في فصلين كاملين (الخامس والسادس) كيفية تحديد الاهداف التعليمية وصياغتها بصورة سلوكية اجرائية، واهميتها بحيث تعتبر الخطوة الاولى التي يجب أن يقوم بها المعلم قبل البدء في عملية تصميم واعداد الاختبار، على اساس أن غرض الاختبار واضح تماما في ذهن المعلم. كما اوضحنا في الفصل السادس النظام التصنيفي الذي اقترحه بلوم ورفاقه في المجالات: المعرفية، والانفعالية، والنفسي حركية واهمية هذا النظام للمعلمين والمربين ليس فقط في صياغة وتحديد الاهداف التعليمية في عبارات سلوكية اجرائية، وانما يساعدهم أيضا في اختيار الانشطة التعليمية والممارسات الصفية الملائمة لتحقيق تلك الاهداف، فضلا عن اختيار فقرات الاختبارات المناسبة لمعرفة مدى تحقق الاهداف الموضوعة.
اعداد جدول المواصفات
كثيراً ما نسمع شكاوى من الطلاب حول نوعية ومحتوى أسئلة الاختبارات او الامتحانات التي يعدها المعلمون في المدرسة أو الجامعة، كأن يتضمن الاختبار اجزاء معينة من محتوى المادة الدراسية ويغفل أجزاء اخرى هامة، لهتم بها المعلم والطلاب وأنفقوا فيها وقتا طويلاً في الدرس والتحصيل سواء في غرفة الصف أو في البيت. وهذا يعنى أن اسئلة الاختبار المقدمة للطلاب لا تغطى محتوى المادة الدراسية كلها، وأن المعلم لا يعطى لكل عنصر او موضوع من موضوعات المقرر الدراسي وزناً معيناً يتناسب مع الوقت الذي استغرق في تدريسه، فضلاً عن عدم مراعاة اهمية وحجم المعلومات المتوفرة عن هذا
الموضوع داخل المقرر نفسه. وهو ما يبين لنا وبشكل واضح أن مثل هذه الاختبارات تفتقر الى صدق المحتوى.
فكيف يمكن تدارك مثل هذه الاخطاء، بحيث نحصل على امتحانات او اختبارات جيدة
• الاعداد والمحتوى؟ إن هذا يتطلب بالضرورة وضع خطة أو جدول يعرف بجدول المواصفات"
وهو عبارة عن بيان تفصيلي يحدد محتوى الاختبار، ويربط الأهداف كعاميات بمحتوى المادة الدراسية، ويبين الوزن النسبي الذي يعطيه المعلم لكل موضوع من الموضوعات المختلفة أحتوى المادة الدراسية.
والغرض من جدولا لمواصفات هو التأكيد على أن الاختبار يقيس عينة ممثلة لأهداف التدريس والمحتوى المادة الدراسية التي يزيد قياسها (سمارة وآخرون،1989ص 50) كما انه
الصفحة 203
يقدم خطة لمعلم وواضع الاختبار عن نوعية الاسئلة لاختبار وأنواعها التي تعتبر اكثر ملائمة لأغراض الاختبار وعن طبيعة مستوى العمليات لمعرفية (الأهداف)التي يسعى لتقديرها عند المتعلمين (Wiersma& Jurs, 1990, P.34)، كما انه يبين الأهمية النسبية التي اعطاها المعلم كل موضوع في المحتوى ولكل هدف من الاهداف كعمليات وبالتالي فهو يحدد عدد أسئلة الاختبار التخصص لكل موضوع في المحتوى ولكل هدف من الاهداف التي (Thorndike & Hagen, 1979, P.207) تقع ضمن كل موضوع من المحتوى وانه أيضا قام بتنويع مستوى اسئلة الاختبار فلم تقتصر على مستوى معين من الأهداف كالمعرفة التذكر بل شملت ايض لمستويات معرفية خرى كان فهو التطبيق و التحليل. وبالتالي فهو يحدد لمجال محتوى الاختبار ويدفع المعلم الب بناء اختبار متوازن (Mehrens & Lehmann, 1984, P.67)
ويبين الجدول رقم (1-9) جدول مواصفات لوحدة الغذاء الصحي للصف الثالث الابتدائي.
(انظر الجدول 1-9 ص 204 ضمن نسخة PDFاعلاه)
ويبين الجدول رقم (1-9) جدول المواصفات لامتحان فصلى في وحدة الغذاء الصحي للصف الثالث الابتدائي، والجدول يتضمن مواصفات كتابه واعداد 60 فقرة، وهى فقرات من نوع الفقرات او الاسئلة الموضوعية.
الصفحة 204
ولكن كيف يتم تحديد وزن او أهمية كل وحدة أو جزء في المحتوى بالنسبة للوحدات او الاجزاء الاخرى في المحتوى (المادة التعليمية). أن هذا التحديد يعتمد بالدرجة الاولى على تركيز المعلم على هذه الوحدة او الجزء من المحتوى والفترة الزمنية التي خصصها لتدريس هذه الوحدة مقارنة بالوحدات الاخرى.
فاذا كانت الوحدة الدراسية مكونة من أربع موضوعات (المواد الغذائية، الجهاز الهضمي، الشراب والغذاء والجسم، وظائف الغذاء)، وكان المعلم قد حدد الفترة الزمنية التي سيستغرقها في تدريس كل موضوع، بحيث خصص لتدريس كل موضوع وحدة: زمن معينة. فالموضوع أ خصص له اسبوع في حين خصص للموضوع ب وحدة زمن واحدة، اما الموضوع ج فخصص له ثلاث وحدات زمنية، في حين أن الموضوع الاخير خصص له أربع وحدات زمنية.
وبالتالي فان أوزان هذه الموضوعات بالنسبة المئوية هي على النحو التالي (٠/30، ٪10 ٠٪20 ;40٪)
أي أن 20٪ من مجموع الوقت المخصص لهذه الوحدة الدراسية يصف المواد الغذائية،
10٪ من المدة في الجهاز الهضمي: 30٪ للشراب والغذاء والجسم، 40٪ لوظائف الغذاء..
اما بالنسبة لتحديد الأهداف كعمليات فهذا يعتمد على معرفة وخبرة المعلم في المادة الدراسية (المحتوى)، ويعكس في نفس الوقت اهتمامه وتركيزه على نوعية معينة من الأهداف، بحيث يغطى مستويات مخلفة من الأهداف، أو يكتفى بالمجال المعرفي: وفي مستوياته البسيطة كالتذكر والفهم والتطبيق. وبكلمة أخرى فإن المعلم او مصمم الاختبار هو الذي يحدد النسبة المئوية لعدد الفقرات المخصصة لكل هدف من المجموع الكلى للفقرات. وفى جدول المواصفات الموضح (في جدول رقم 1-9) قرر المعلم ان يخصص 30٪ من جميع الفقرات لهدف معرفة المصطلحات، و30٪ منها لهدف معرفة المفاهيم والحقائق، 20٪ منها.
لهدف الفهم، 20٪ لهدف التطبيق. وهذا يعنى ان المعلم قد ركز جل اهتمامه في تدريسه على الاهداف المتصلة بالمستويات الأولى في المجال المعرفي كالمعرفة او التذكر لمصطلحات او مفردات معينة وكذلك لحقائق ومفاهيم متصلة بمحتوى المادة الدراسية، واعطى اهتماماً اقل لقدرة التلميذ على استخدام المعلومات او تطبيقها في مواقف أخرى جديدة.
وتبقى الآن الخطوة الاخيرة في جدول المواصفات وهي تحديد عدد الاسئلة او الفقرات لكل:
موضوع من عدد الفقرات الكلى، ويتم ذلك وفق المعادلة التالية:
عدد الفقرات لكل موضوع " عدد الفقرات الكلي× النسبة المئوية للتركيز في الموضوع×النسبة المئوية للهدف
الصفحة 205
* عندما يتضمن جدول المواصفات تحليل تفصيلي للمادة التعليمية (المحتوى) وتحديداً واضحاً للأهداف، فان المراجعة الدقيقة لجدول المواصفات تبين للمعلم أن الاختبار هو عينة من سلوك المتعلم المرتبط بالمحتوى التعليمي الذي تم تغطيته وتدريسه في غرفة الصف. كما أن الأهداف الموضحة في الجدول هي تلك التي يمكن قياسها بواسطة الاختبار التحصيلي.
* يجب أن يكون واضحا لدى المعلم أن الأوزان التي يعطيها لموضوعات المحتوى وكذلك للأهداف كعمليات تتم من خلال تحديد نسب مئوية لكل موضوع من موضوعات المحتوى ولكل هدف من الأهداف بحيث يكون المجموع الكلى للنسب المئوية لموضوعات المحتوى مائة في المائة، وكذلك المجموع الكلى للنسب المئوية للأهداف مائة في المائة. فاذا رجعنا الى الجدول رقم (1-9) نجد أن المعلم او مصمم الاختبار (الامتحان) قد اعطى لموضوع المواد الغذائية الوزن 20٪، واعطى للموضوع الثاني وهو الجهاز الهضمي الوزن 10٪، في حين اعطى لموضوع الشراب والغذاء والجسم 30٪، ولموضوع وظائف الغذاء 40٪. وهذا يعنى ضمناً ان هذه الأوزان تناظر تقريباً توزيع زمن التدريس الذي خصصه المعلم لتدريس هذه الموضوعات.
ومن ثم فان المعلم يكون قد خص على سبيل المثال، وحدة زمنية معينة لتدريس الموضوع الأول، في جين خصص -وحدة زمنية للموضوع الثاني، كما خصص وحدة ونصف للموضوع الثالث، ووحدتين الموضوع الرابع، وفى نفس الجدول ايضاً نلاحظ أن المعلم او مصممه الاختبار قد خصص 30٪ من جميع الفقرات لنهدف الأول، و30٪ منها للهدف الثاني، 20٪ للهدف الثالث، 20٪ للهدف الرابع. ويكون تخصيص المعلم او توزيعه للفقرات على الأهداف ملائماً ومناسباً تماماً عندما يكون ذلك متسقاً مع نسبة التركيز للموضوعات المختلفة من المحتوى، والوقت الذي أعطاه المعلم لتلك الموضوعات.
تحديد نوع الفقرات التي ستستخدم في الاختبار
بعد قيام المعلم او واضع الاختبار بالخطوات السابقة، والتي تتضمن تحليل موضوعات او جوانب المحتوى التي سيتم الاختبار فيه، ثم تحديد الأهداف كعمليات لهذا المحتوى وجمعها معاً في مخطط وأحد هو جدول المواصفات، فان عليه أن يحدد غرض الاختبار وماذا يريد أن يقيس بالضبط؟ ومن ثم عليه أن يختار أفضل طريقة او شكل من اشكال الفقرات لقياس أهدافه التعليمية، وبمعنى آخر فان المعلم في هذه المرحلة مطلوب منه ان يعد فقرات ملائمة ومباشرة تقيس مدى تحقق أهداف التدريس.
الصفحة207
وتندرج أشكال الفقرات المستخدمة في الاختبارات الصفية في نوعين أساسيين:
{1} فقرات الاستجابة المنتقاة او المختارة:
اسئلة يجيب عليها التلميذ باختيار اجابته من بين عدة اجابات بديلة من وضع المعلم أو واضع الاختبار، والأمثلة على هذه الاسئلة هي فقرات الصواب والخطأ، وفقرات المقابلة، وفقرات الاختيار من متعدد، وهي تارف أيضاً بالفقرات الموضوعية.
(2) فقرات الاجابة المصاغة أو المنتجة:
تتضمن أسئلة يجيب عليها التلميذ بإنتاج اجابته بنفسه، وهى هذا عملية تتضمن في جانب منها عملاً ابداعياً مخلقاً من انب التلميذ، والأمثلة على هذه الاسئلة تشمل فقرات التكميل التي تتطلب ملئ فراغ بكلمة او عبارة قصيرة، والاسئلة القصيرة الاجابة وأنتئ تتطلب الاجابة عنها في سطر أو سطرين، والاسئلة الطويلة والتي تتطلب اجابة طويلة ومفصلة. وتعرف هذه الفقرات ايضاً بالفقرات المقالية.
ومع ذلك فان تحديد المعلم لشكل فقرات الاختبار يبقى مرتبطا الى حد كبير بالهدف الذي يسعى لقياسه، فهناك اشكال مختلفة للفقرات، وبعضها يمكن استخدامه بكفاءة في قياس أهداف معينة، في حين أن البعض الآخر لا يناسب تماماً في مثل هذه الأهداف. فعلى سبيل المثال، إذا كان الهدف المراد قياسه هو: أن يكون التلميذ قادراً على تنظيم افكاره وكتابتها بشكل مترابط" فمن الأفضل استخدام اسئلة المقال المطولة، اما إذا كان هدف المعلم هو الحصول على دليل بان التلاميذ يمكنهم التعرف على الاسماء أو الاحداث او الاماكن فيمكنه استخدام فقرات القابلة او. الاختيار من متعدد. وفى جميع الأحوال، وعندما تتوفر اشكال مختلفة من الفقرات لقياس الهدف التعليمي، فان المعلم عليه أن يختار أفضلها وأقلها صعوبة وتعقيداً.
ويبقى زمن الاختبار كعامل هام ومحدد ليس فقط لنوع الفقرات التي ستستخدم في بناء الاختبار وإنها أيضاً لعدد تلك الفقرات التي ستوضع في الاختبار، مع العلم بأن معظم الاختبارات الصفية المتعلقة بالمقررات الدراسية التي يضعها المعلم يفترض أن تكون اختبارات قوة وليست اختبارات سرعة. فاذا قرر المعلم او مصمم الاختبار استخدام اسئلة المقال التي تتطلب اجابات طويلة ومفصلة، فانه يستطيع ان يستخدم عدد قليل من الاسئلة لا يزيد عددها على ثلاثة او اربعة اسئلة في فترة محددة من الوقت ولتكن حصة واحدة وتستغرق 45 دقيقة.
الصفحة 208
في حين انه اذا قرر المعلم استخدام اسئلة الفقرات الاختيار من متعدد في الاختبار كله وفى نفس الفترة الزمنية فانه يستطيع ان يستخدم 60 فقرة. ويشير خبراء القياس {thorndike ;et ;al 1991 .Gunningham ;1986}
الى وجود قاعدة عامة يمكن الاسترشاد بها عند تحديد عدد الفقرات التي يمكن ان يضعها المعلم في ضوء فترة زمنية معينة وهى زمن الاختبار وعلى اساس ان الاختبار هو اختبار قوة، وهى تشير الى أن الطالب المتوسط يحتاج تقريباً بين 30 و 45 ثانية لقراءة فقرة ثم الاجابة عليها وعندما تكون هذه الفقرة من نوع الاختيار من متعدد أو الصواب والخطأ وتعالج حقائق لفظية بسيطة، في حين يحتاج الطالب المتوسط تقريباً بين 75و 100 ثانية لقراءة فقرات الاختيار من متعدد ثم الاجابة عليها عندما تعالج تلك الفقرات مادة تعليمية صعبة ومعقدة أو تتطلب حل مشكلة.
وهذا يشير الى أن استعمال اسئلة المقال التي تتطلب من التلميذ أن اجابات مطولة تحتاج الى وقت أطول من الاسئلة الموضوعية، كما أن الاسئلة ذات الاجابة القصيرة سوف تحتاج الى وقت أطول من أسئلة الصواب والخطأ، وهذه الاخيرة تحتاج الى وقت أقصر من اسئلة الاختيار من متعدد، والشكلين الاخيرين من الفقرات لا يتطلب من التلميذ أن يكتب شيئاً وانما فقط أن يضع اشارة او علامة او رقم أو حرف يدل على أجابته، في حين أن الاسئلة المقالية سواء المكونة من الأسئلة ذات الاجابة القصيرة والتي تتراوح الاجابة لكل منها بين سطر وثلاثة أسطر، أو الأسئلة ذات الاجابة الطويلة التي تتراوح الاجابة لكل منها بين نصف صفحة وصفحتين تتطلب من التلميذ أن يكتب الاجابة بنفسه، وهو ما يحتاج عادة الى وقت أطول، وهذا ما يجب مراعاته عند اعداد وتحديد شكل فقرات الاختبار.
ويتدخل عمر المتعلمين ايضا في تحديد شكل فقرات الاختبار وعددها فالأطفال في الصفوف الابتدائية يحتاجون المقت اكبر للإجابة على فقرات الاختبار مما يحتاج الأطفال الكبار، والطلاب خاصة اذا كانت فقرات الاختبار تتطلب مهارات القراءة والكتابة كما أن صغار الاطفال لا يستطيعون تركيز انتباههم على المهمة نفسها فترة طويلة من الوقت وبالتالي فان زمن الاختبار يجب أن يقل لهؤلاء الأطفال، وهو يؤدى الى تقليل عدد فقرات الاختبار ايضاً (Thorndike, et al, 1991, P. 210) ويتصل بهذا العامل متغير آخر يجب أن يوضع في الاعتبار وهو مستوى القدرة عند المتعلمين فالتلاميذ ذوى! القدرات المتدنية يحتاجون لوفت أطول مما يحتاجه التلاميذ والقدرات المتفوقة (المتوسطة) عندا لإجابة على فقرات اختبار معين في وحدة زمنية معينةٍ بكما ان التلاميذ والقدرات المتفوقة يمكنهم
الصفحة 209
الاجابة على عدد أكبر من الاسئلة كثر مما يستطيع التلاميذ من ذوي القدرات المتدنية مزهم نفس العمر والفصل لدراسي في نفس زمن الاختبار
(Mehrens& Lehmann, 1984, P. ) وهدا يشير ان عدد فقرات الاختبار يجب أن يتناسب مع مستوي قدرات المتعلمين وعمرهم ونضجهم.
ويبقى بعد ذلك دور المعلم الرئيس في اخراج الاختبار بصورة جيدة من خلال مهاراته في كتابة الفقرات الواضحة والمختصرة، وادراكه لظروف طلابه وامكانياتهم المعرفية وقدراتهم العقلية، ومعرفته بطبيعة المادة التعليمية المتاحة بين يديه وكذلك بالإمكانات والتسهيلات المدرسية المتوفرة، ووعيه بمستوى قدرة طلابه ونضجهم.
الصفحة 210
الفصل العاشر: الفقرات ذات الإجابة المنتقاة
الفقرات ذات الاجابة المنتقاة
* اشكال فقرات الاستجابة المنتقاة
* الخصائص العامة للفقرات ذات الاجابة المنتقاة
- مزايا فقرات الاجابة المنتقاة
- عيوب الفقرات ذات الاجابة المنتقاة
* فقرات الصواب والخطأ
- اسس كتابة فقرات الصواب والخطأ
- مجالات استعمال فقرات الصواب والخطأ
- خصائص وحدود فقرات الصواب والخطأ
* فقرات الاختيار من متعدد
- مجالات استعمال فقرات الاختبار من متعدد
- أسس كتابة فقرأت الاختيار من متعدد
- خصائص وحدود فقرات الاختيار من متعدد
* فقرات المقابلة او المزاجة
- خصائص وحدود فقرات المقابلة
- اسس كتابة فقرات المقابلة
الفصل العاشر
فقرات الاستجابة المنتقاة
مقدمة:
هناك نوعين رئيسين لفقرات الاختبار، أحدهما يعرف بالاختبار الموضوعي، والثاني هو الاختبار المقالي، وكل نوع من هذه الأنواع يتضمن تصميمات وأشكال مختلفة للفقرات.
إن مصطلح فقرة الاختبار الموضوعي هي في الواقع تسمية خاطئة، انها توحى بان هذه الفقرات موضوعية وان الفقرات المقالية ذاتية، وغير موضوعية، مع انه في الحقيقة يوجد قدر معين من الذاتية في كل اشكال الفقرات. فاختيار شكل الفقرات المناسب للاختبار وتحديد نوع الاختبار من البداية يعتمد على كاتب الاختبار (المعلم) والذي يقوم بهذه الاجراءات تحت شروط وظروف ذاتية وغير موضوعية. وبالتالي فان الظروف او الشروط التي تسمى بناء عليها مجموعة الفقرات بانها فقرات اختبار موضوعي هي طريقة التصحيح للفقرات، وهي تتم بشكل موضوعي، واستناداً الى مفتاح تسميح، والتي تؤدى الى أن يصحح المعلم او المصحح فقرات الاختبار دون أي تدخل منه.
وهذا يعنى انه من الناحية الفنية، فالموضوعية لفقرة الاختبار تكون في تصحيح الفقرة (تقدير.
الدرجة عليها) وليست في بنائها.
نحن نفرق بين الاختبارات بناء على طريقة الاجابة المطلوبة او المحددة من قبل واضع الاختبار للمتعلمين (الذين سيجيبون على فقرات الاختبار). هل هم سيختارون استجابتهم من بين بديلين أو أكثر او أن المطلوب منهم بناء اجابة؟ وبصفة عامة فان مصطلح الفقرات الموضوعية مرتبط بفقرات الاجابة المنتقاة او المختارة-. في حين أن الفقرات المقالية لها شكل واحد يرتبط بفقرات الاجابة المصاغة او المنتجة والتي ستناقش في الفصل القادم
الصفحة 213
اشكال فقرات الاستجابة المنتقاة
يوجد ثلاثة أشكال لفقرات الاستجابة المنتقاة:
. أ -فقرات الصواب والخطأ
. ب -فقرات الاختيار من متعدد
ج -فقرات المقابلة
وتستخدم فقرات الصواب والخطأ وكذلك فقرات الاختيار من متعدد بشكل مكثف في الاختبارات المقننة والمستخدمة على نطاق واسع في المجال السيكولوجي والتربوي، كما هي كذلك في الاختبارات التي يعدها المعلم في حين أن فقرات المقابلة أقل انتشارا واستخداما للتعقيد المرتبط بطبيعة الاجابة عليها. بالإضافة الى أن بعض المعلمين لا يحبذوا استخدام او اعداد فقرات المقابلة.
وتتطلب الاجابة على فقرات الصواب والخطأ أن يحدد المتعلم إذا كانت الفقرة صواباً أم خطأ. فالتحديد يعنى الاختيار بين نعم - لا او صواب - خطأ. أما فقرات الاختيار من متعدد، التي تتكون من مقدمة ومجموعة من البدائل الممكنة للإجابة، فهي تتطلب اختيار البديل الصحيح أو أفضل بديل من بين قائمة الاجابات او البدائل. أما فقرة المقابلة فهي تتكون من عمودين، والمطلوب من التلميذ أن يقابل او يصل بين المشكلة في العمود الأول (مثلاً) وجوابها في العمود الثاني. الاشكال من الفقرات سوف تناقش بالتفصيل وبشكل فردى ومستقل، مع اقتراحات هامة لكتابتها او بنائها. علاوة على أننا قبل ذلك سوف نناقش خصائص فقرات الاجابة المنتقاة بحيث نبين مميزاتها وعيوبها:
الخصائص العامة للفقرات ذات الاجابة المنتقاة
توجد لفئة الفقرات ذات الاجابة المنتقاة ثلاثة اشكال هي: الصواب والخطأ، والاختيار من متعدد، وفقرات المقابلة، ويوجد لكل شكل من هذه الأشكال خصائص خاصة به، سوف نتناولها بالتفصيل في مكانها، ومع ذلك سوف نعرض هنا في هذا الجزء للخصائص العامة لهذه الفقرات، أي للمزايا والعيوب التي تشترك فيها الانواع الثلاثة:
الصفحة 214
مزايا الفقرات ذات الاجابة المنتقاة
1-تمثيل المحتوي بصورة جيدة. يوفر العدد الكبير من الفقرات داخل الاختبار الواحد تغطية شاملة للمادة الدراسية المراد اجراء الاختبار فيها، وهذا ييسر للمعلم امكانية اختيار عينة ممثلة من الفقرات لمختلف أجزاء المادة الدراسية.
2 -ثبات تقدير الدرجة. فلو اعطيت ورقة الاجابة لاثنين من المصححين سوف تحصل على نفس الدرجة. فالمصححين غير مطلوب منهم أن يحكموا على أداء او يقدروا شيئاً معيناً وانما المطلوب منهم فقط أن يحددوا ما إذا كانت الاجابة المعطاة صواباً ام خطأ ووفقاً لمفتاح التصحيح. وحيث أن الدرجة لا تتأثر بأحكام المصححين فهي موضوعية، كما أن ثبات التقدير او التصحيح ضروري لثبات الاختبار ويزيد من صدقه وهذا يعنى سهولة وسرعة تقدير الدرجة على الاختبار
وفق مفتاح التصحيح حتى أن الافراد العاديين او الفنيين او غير المتخصصين يمكنهم القيام بذلك.
عيوب الفقرات ذات الاجابة المنتقاة
1 -صعوبة بناء فقرات من هذه الفئة تقيس بعض النتاجات التعلمية المرتبطة بالمستويات العقلية العليا في المجال المعرفي. مثل التحليل والتركيب والتنظيم. ومع ذلك فالتخطيط الجيد من قبل المعلم او مصمم الاختبار. وبشيء من المثابرة الاصرار على توخى الدقة، يمكن صياغة فقرات جيدة تقيس مستويات مختلفة من النتاجات التعلمية مثل الفهم والمقارنة والتطبيق والتحليل (Wiersma&e Jures, 1990). ومع ذلك تبقى بعض جوانب التحصيل التي تقصر هذه الفقرات عن قياسها مثل القدرة على التعبير الكتابي او الابداع او الاصالة في التفكير او القدرة على انتقاء المعلومات وتنظيمها والربط بينها (ابو علام 1987، ص: 182) وبالتالي هي في جانب آخر لا تتيح الفرصة للمتعلم حتى يعبر بلغته الخاصة عن نفسه وعن تمكنه او قدرته على الاجابة.
2-يستطيع المتعلم أن يصيب الاجابة الصحيحة في هذه الفقرات بمجرد التخمين وهذا يعنى وجود بيانات مضللة غير دقيقة عن معرفة المتعلم في كل فقرة
فقرات الاختبار، ويضع علامة تساءل أمام المعلم عن مستوى المتعلم الحقيقي، وهل الدرجة
الصفحة 215
التي حصل عليها في الاختبار تعكس قدرته على الاجابة فعلاً؟ ومع ذلك فان بعض التربويين يرون أمكانية التقليل من أثر التخمين عند الاجابة على الفقرات ذات الاجابة المنتقاة، وذلك بأن يتضمن الاختبار عدداً كبيراً جداً من الفقرات حتى بعطينا تقييم دقيق لقدرات المتعلمين (سماره وآخرون 1989، ص: 70)، وأن يعطى وقت كاف للمتعلمين لقراءة جميع هذه الفقرات والاجابة عليها في الوقت المحدد، حيث أن ضيق الوقت من. العوامل التي تدفع المجيبين على الاختبار الى التخمين (ابو علام، 1987 ص: 182)
وأن يتم زيادة عدد الحلول البديلة، ذلك زيادة عدد البدائل يقلل من احتمال تخمين الاجابة الصحيحة، فالسؤال الذي يحتوي على خمس بدائل يكون فيه احتمال تخمين الاجابة الصحيحة 20٪ فقط، في حين أن السؤال الذي يحتوي على بديلين يكون فيه احتمال تخمين الاجابة الصحيحة هو 50٪ وهو اعلى احتمال ممكن (أبو علام، 1978، ص: 183)، وهذا يشير الى أن نسبة التخمين مرتفعة جداً في فقرات الصواب والخطأ مقارنة بفقرات الاختيار من متعدد. ويمكن أيضاً معالجة مشكلة التخمين من خلال معادلات خاصة تعرف بمعادلات التصحيح من إثر التخمين،
الدرجة المصححة من إثر التخمين = مجموع الاجابات الصحيحة -مجموع الاجابات الخطأ/عدد بدائل الفقرة 1
فلو فرضنا أن لدينا اختباراً مكوناً من 60 فقرة من فئة الفقرات ذات الاجابة المنتقاة من نوع الاختيار من اربعة بدائل فأجاب المتعلم على 48 فقرة اجابة صحيحة وعلى 12 فقرة منها اجابة خاطئة تكون درجته المصححة من أثر التخمين حسب المعادلة السابقة هي:
س = مج ص – مج-غ /ن-1
س = 48 -12 \1-4 =48 -12\2 =48-4
الدرجة المصححة من اثر التخمين = 44
ومع ذلك فهناك بعض التحفظات على استخدام مثل هذه المعادلات، وبصفة خاصة عندما لا يتم التنبيه على المتعلمين من خلال نص صريح بعدم التخمين في تعليمات الاجابة على الاختبار، والا فان التخمين سيؤدى الى اقتطاع جزء من الدرجة النهائية في الاختبار، بل أن كثيراً من المهتمين بالقياس والاختبارات يفضلون عدم استخدام هذه المعادلات، وأن الأفضل هو التركيز على بناء اختبارات جيدة يقل فيها تأثير عوامل الصدفة والتخمين وتتميز بالموضوعية والثبات والصدق.
الصفحة 216
فقرات الصواب والخطء
فقرات الصواب والخطأ هي عبارة تصريحية تقدم للتلميذ ويجيب عليها من خلال اختيار أحد البديلين "صواب" أو خطا، "نعم أو "لا، موافق أو "غير موافق، صح أو خطا، صح" أو "خطا، "حقيقة أو "رأى، بحيث يبين ما إذا كانت العبارة صواباً أم خطأ. ويلاحظ أنه في جميع اشكال هذا النوع من الفقرات لا توجد امام كل فقرة غير اجابتين محتملتين فقط، وعلى المتعلم او المفحوص ان ينتقى الاستجابة الصحيحة من بين الاستجابتين.
يشيع استخدام هذا النوع من الفقرات بين المعلمين ومصممي الاختبارات، وذلك لاعتقادهم بأن هذه الفقرات سهلة التحضير وتسمح بتغطيات للمادة التعليمية تغطية شاملة، بحيث يتضمن الاختبار من نوع الصواب والخطأ عدداً كبيراً نسبياً من الفقرات مقارنة بالاختبارات الموضوعية لأخرى. ومع ذلك فان الاعتقاد بسهولة التحضير يجب ان يؤخذ بحذر، فهو يؤدى الى بناء عدداً كبيراً من الفقرات الضعيفة (Thorndike & Hagen, 1979, P. 222)، وهو يرجع غالباً الى أن واضع الاختبار يلجا الى الكتاب المقرر ويأخذ منه عبارات بنصها ويجعل نصفها صحيح ونصفها الاخر خاطي، ثم يقدم هذه العبارات للمتعلمين كاختبار صواب أو خطأ. هذه الطريقة في وضع الفقرات تجعل الفقرة اما واضحة جداً او غامضة لا يمكن الاجابة عليها (ابو علام، 1987، ص: 189)، وهو ما يدفع التلميذ. أو المفحوص الى التخمين. وهذا يشير الى أن كتابة فقرة تافهة أو بسيطة أو ركيكة من فقرات الصواب والخطأ هو أمر سهل ومتاح وليتطلب وقت أو جهد أو فن، ولكن كتابة فقرة جيدة خالية من الغموض والالتباس، تحتاج الى وقت وجهد وتتطلب مهارة وكفاءة عالية. ولكن كيف يمكن كتابة فقرات جيدة من نوع الصواب والخطأ؟
أسس كتابة فقرات الصواب والخطأ
نعرض فيما يلي لأهم الأسس المتبعة في كتابة فقرات جيدة من نوع الصواب والخطأ:
1 - ضع الفقرة بحيث تكون صحيحة تماماً او خاطئة تماماً. ففقرة الصواب والخطأ يجب أن تكون صياغتها واضحة تماماً (بحيث تكون صحيحة او خاطئة) وخالية من الغموض او الالتباس. ذلك أن الصياغة غير الدقيقة والتي تحمل الصواب والخطأ، او تتميز بالتداخل بين الاثنين تؤدى الى ارباك التلاميذ.
الصفحة 217
مثال:
تصدر مدينة غزة الحمضيات وتقع شمال فلسطين (صياغة ضعيفة).
ونلاحظ أن هذه الفقرة تحتوي على جزئين أحدهما صحيح والآخر خطا. مدينة غزة تصدر الحمضيات" وهذا هو الجزء الأول من الفقرة وهو صحيح، وأنها "تقع شمال فلسطين" فهذا هو الجزء الثاني وهو خطأ. وهذا الشكل من الفقرات يربك التلميذ ويجعله في حيرة من أمره، فهل يجيب على الفقرة ويعتبرها صحيحة على اساس شقها الأول، ام يعتبرها خاطئة على اساس شقها الثاني. ومن ثم فان الصياغة الأفضل للفقرة أن تتضمن فكرة واحدة فقط سواء كانت هذه الفكرة صحيحة او خاطئة. وبذلك يمكن كتابة الفقرة السابقة في فقرتين على النحو التالي:
مثال:
ص - خ: تصدر مدينة غزة الحمضيات.
ص - خ: تقع مدينة غزة في شمال فلسطين.
2 -تجنب استخدام الكلمات التي تدل على التعميم. أن استخدام كلمات معينة في الفقرة مثل دائماً، أبداً، كل، جميع، لا يمكن، يمثل تعميمات يدرك التلميذ طبيعتها، وتصبح هذه الكلمات دالة على الاجابة الصحيحة. وكذلك الكلمات التي تشير الى صيفاً مشروطه مثل: "احياناً، عادة" "في بعض الاحيان"، ربما" أو من المحتمل، "تحت ظروف معينة، يمكن للتلميذ أيضاً ان يدرك الإطار الذي وضعت فيه هذه الفقرة وبالتالي الحصول على درجة لا يستحقها.
مثال:
جميع السكان في منطقة الخليج عاشوا على صيد اللؤلؤ قبل البترول (صياغة ضعيفة).
والفقرة السابقة خاطئة، وقد لا يكمل التلميذ قراءتها ويضع الاجابة بمجرد رؤيته لبداية الفقرة، ذلك انه على الرغم من أن معظم السكان الذين عاشوا في منطقة الخليج العربي وعلى سواحله بالذات اعتمدوا في حياتهم ومعاشهم على صيد اللؤلؤ، إلا ان بعضهم وحتى لو افترضنا أنه واحد على الأقل قد اشتغل بالتجارة أو الرعي ولم يفعل ذلك، فان هذا يجعل العبارة خاطئة.
الصفحة 218
3-تجنب استخدام الفقرات التي تحتوي على النفي فمثل هذه الفقرات مركبة وتتطلب تركيزا شديدا من التلاميذ. كما ان هذه الفقرة تحتاج الى عملية تفكير معقدة ومقلوبة حتى يتسنى للتلميذ فهم معناها، وبالتالي فهي من حيث التركيب اللغوي أصعب من العبارة التصريحية، فضلا عن ذلك فان التلميذ تحت ضغط عنصر الزمن في الامتحان قد لا ينتبه الى ادوات النفي الموجودة في الفقرة، ويصبح الأمر اكثر صعوبة اذا كانت الفقرة تحتوى على نفى النفي او النفي المزدوج (Thorndike, et al., 1991,P. 219) • و لكن اذا كان لابد من استخدام فقرة تحتوى على النفي فيجب وضع خط تحت أداة النفي الموجودة فيها حتى ينتبه اليها التلميذ ويضعها في اعتباره قبل اختيار اجابته .
مثال:
ص خ - لا ينمو البرتقال الا في الاجواء المعتدلة (صياغة ضيفة)
ص خ - ينمو البرتقال في الاجواء المعتدلة (صياغة أفضل)
4- يجب تجنب استخدام مصطلحات او كلمات غير محددة. ان استخدام كلمات او مصطلحات غير محددة في الفقرة للدلالة على الدرجة او الكم مثل في كثير من الاحيان"،
"الى حد ما"، في معظم الحالات، تكثر، تندر، "تكراراً ......الخ يؤدى الى تفسيرات مختلفة باختلاف التلميذ الذي يقرأها. فاذا كانت الفقرة تحتوي على مثل هذه الكلمات فلابد وأن تكون فقرة ضعيفة ومسببة لإرباك التلاميذ واحباطهم كما أن الاجابة عليها تحتمل الصواب والخطا (ابو علام1987، ص: 193).
مثال:
ص خ -تكثر المناظر الطبيعية في البيئة الجبلية
هذه العبارة تتعلق بحكم شخصي فاذا كان الشخص يرى أن المناظر الطبيعية تكثر في البيئة الجبلية سوف يعتبرها صحيحة، في حين قد يأتي شخص آخر ويقول إنها خاطئة.
5 -يجب أن تكون الفقرات الصحيحة متساوية تقريباً مع الفقرات الخاطئة في عددها. بالنسبة لعدد الفقرات فالأفضل الا تكون متساوية تماماً، ولكن يجب ان تكون النسبة بين الفقرات الصحيحة والفقرات الخاطئة متقاربة (Brown, 1983, P.242). بل أن بعض علما القياس اقترح ان تكون الفقرات الخاطئة أكثر عدداً من الفقرات الصائبة، ودلك ان الفقرة الخاطئة بها علامة ودليل يجعلها أكثر تمييز ووضوحا (Mehren, Lehmana, 1984, p.148)
الصفحة 219
6 -تجنب الا تكون الفقرات الصحيحة اطول من الفقرات الخاطئة. يلاحظ في معظم الاختبارات التي يعدها المعلم ان الفقرات الصحيحة اطول من الفقرات الخاطئة وذلك حتى يمكن اضافة شروط خاصة او محددات معينة لتأكيد صحة الفقرة، ولكن لا بأس من وجود فقرات صحيحة طويلة إذا كان لها نظير من الفقرات الخاطئة الطويلة ايضاً، كما يجب ان يحرص المعلم على اضافة بعض الكلمات الى الفقرات الخاطئة بحيث تقترب في طولها من الفقرات الصحيحة.
7 -يجب تجنب استخدام فقرات كاملة من الكتاب المقرر بشكل حرفي. ان هذا الاسلوب الذي يتم فيه تحريف المعلومات لأعداد فقرة الاختبار المنقولة من الكتاب المدرسي مباشرة يؤدى الى بناء فقرة تتميز: (أ) بالغموض الشديد والالتباس ومن ثم تحتمل الصواب والخطأ. أو (ب) بالبساطة الشديدة والوضوح فتعرض معلومات او حقائق تافهة ومن ثم يسهل الاجابة عليها.
مجالات استعمال فقرات الصواب والخطأ
على الرغم من النقد الموجه لهذا النوع من الفقرات، والمتمثل في انها تعتبر أكثر قابلية للتخمين، وإنها تشجع الطلاب على الحفظ والتذكر اكثر من الفهم، وانها لا تقيس العمليات العقلية العليا وانما تقيس فقط أهداف معرفية بسيطة من فئة التذكر والحفظ، إلا أن بعض علماء القياس التربوي يرون ان المشكلة أو الخطأ هنا ليست في نمط هذه الفقرات ومحتواها وانما في القائمين على اعدادها وكتابتها اسى المعلمين وصانعي الاختبارات الصفية
(ble, 1975a) ، وبالتالي فانه اذا تم اعدادها اعداداً جيداً يمكن استعمالها في قياس قدرة التلميذ على المعرفة، والفهم، والتطبيق والاستنتاج، وحل المشكلات (Jenkins, Dene, 1971)، كما أن الإعداد الجيد يؤدى بالضرورة الى ارتفاع درجة ثباتها (Eble, 1979) ، وهذا يتطلب وجود معلمين اكفاء ولديهم خبرة طويلة لإعداد فقرات الصواب والخطأ. ونعرض فيما يلي لبعض استعمالات الصواب
: (Mehrens, Lehman, 1984,p.143-14)، والخطأ
1- قياس معرفة المصطلحات او المفاهيم او الحقائق
مثال :
ص . ح: مرض الروماتيزم يوصف بأنه تورم في المفاصل.
الصفحة 220
للإجابة على هذا السؤال يتطلب من التلميذ فقط ان يتذكر احدى اعراض مرض الروماتيزم.
2 -قياس الفهم
مثال:
ص غ : توجد طاقة الحركة في زميرك مضغوط.
هذا السؤال يتطلب من التلميذ ان يعرف أكثر من تعريف الكتاب المقرر عن طاقة الحركة.
بل ويجب عليه ان يفهم ماهي طاقة الحركة وعلاقة مفهوم طاقة الحركة بنمط او نوع الطاقة الموجودة في السلك الزمبركى (اللولبى المضغوط).
3 -قياس التطبيق
ص خ : اذا زاد التسخين عند معدل تبخر ثابت، فان درجة الحرارة ستزداد أيضاً بمعدل ثابت
-4 قياس مهارة الاستنتاج
مثال
ص خ : اذا كان ارتفاع سقف قائمة الارغون 20 قدماً فان الارغون يجب أن يكون على
بعد 30 قدماً من المستمعين
وتتطلب الاجابة على هذا السؤال معرفة التلميذ بطبيعة الصوت، والعلاقة بين الصوت والاماكن المغلقة او المفتوحة
5 - قياس القدرة علي حل الشكلة
ص خ: حسب القانون العام للغاز PV/T= K
حيث P ،2 = K أ=3 50=T
فان 20 = 7
خصائص وجدود فقرات الصواب والخطاء
المزايا الرئيسية لفقرات الصواب والخطأ:
الصفحة 221
2-تحتاج الى زمن أقل في الاجابة عليها. - على الرغم من كثرة عددها -مقارنه بالأنواع الاخرى من الاختبارات الموضوعية. فقد تبين من نتائج دراسات مختلفة، أن التلاميذ يمكنهم الاجابة على ثلاثة اسئلة من فقرات الصواب والخطأ مقابل سؤالين من فقرات
(Mehrens Lehmann, 1983, p.177) الاختبار من متعدد في نفس وحدة الزمن ولكن نسبة الزمن تعتمد على متغيرات اخرى مثل محتوى المادة الدراسية المقدمة في الاختبار ومستوى صعوبة الفقرات، ذلك ان الاجابة على فقرات تقيس معرفة المعلومات تحتاج الى وقت أقل من الفقرات التي تقيس الفهم .
3-يستخدم مع الاطفال الصغار والتلاميذ الذين يعانون من صعوبة في القراءة، فضلاً عن استعمالها في المراحل الدراسية المختلفة.
4-تعتبر من أكثر الفقرات الموضوعية مناسبة في المواقف التي يوجد فيها بديلان فقط، مثلا، المصانع أما ان تكون مسببة للتلوث، وغير مسببة له، والتلوث اما انه ينشر الامراض المعدية أو لا ينشرها. كما يصلح للاستخدام في المواقف التي تتضمن استخدامات خاصة مثل تمييز الحقيقة من الرأي او علاقات العلة والمعلول، او الخرافة من العلم، والاستنتاجات الصادقة من غير الصادقة (ابو علام 1987، ص: 191).
5-يمكن لها إذا اعدت اعداداً جيداً ان نقيس العلميات العقلية العليا، كالفهم والتطبيق والتفسير (Mehrens & Lehmann. 1984, p.195) ، وأن تصلح لمعظم المقررات الدراسية والاستنتاج وحل المشكلات (Jenkins, Deno, 1071)، وأن تتمتع بثبات
مرتفع (1974,)،وصدق معقول (Wema, 1971)
حدود فقرات الصواب والخطأ
1-التخمين تؤثر نسبة التخمين التي تصل الى 50٪ على الدرجة التي يحصل عليها التلميذ. وهذا يعنى أن جزءاً من الدرجة (الاجابات الصحيحة) التي يحصل عليها التلميذ تستند الى التخمين والصدفة ولا تستند الى معرفة يقينية بمادة الاختبار. ويمكن تقليل التخمين بزيادة فقرات الاختبار (سماره ورفاقه، 1989، ص: 70) او ألحد منه بأن يطلب من التلميذ. أن يعيد صياغة بعض الفقرات التي اجاب عنها «لا» لتصبح «نعم» (عودة، 1985، ص: 95)
بالإضافة الى امكانية استخدام معادلة التصحيح من أثر التخمين.
الصفحة 222
2-الغموض وعدم التحديد. فقرات الصواب والخطأ عامدة المضللة أكثر من
الاختبارات الموضوعية الاخرى، وهذا يؤدى الى انخفاض ثبات الاختبار.
3-الغش وعدم الاهتمام والاستظهار. تتيح مجالاً للغش وعدم الاستعداد بين التلاميذ.
فعندما يعرف التلاميذ أن الامتحان من نوع الصواب والخطأ فإنهم لا يبدلون جهداً كبيراً في الدراسة ويكتفون بمجرد الالمام ببعض الحقائق والمبادئ العامة والبسيطة، دون السعي لفهم هذه المعلومات او معالجتها بعمق، وهذا يشير بصورة اخرى الى أن هذا النوع من الفقرات يشجع التلاميذ على الحفظ والاستظهار للموضوع بدلاً من فهمه والتفكير في تطبيقاته.
4-ضعف القيمة التشخيصية لهذه الفقرات. فعندما يجيب التلميذ على فقرات الصواب والخطأ ويختار الإجابة الخاطئة فإن المعلم لا يستطيع ان يكون فكرة واضحة عن قدرة التلميذ التحصيلية أو ادائه الحقيقي، وبالتالي فإنه لا يستطيع تفسير سبب هذا الاختبار الخاطئ. وهذا يبين أن قدرة فقرات الصواب والخطأ على التشخيص تظل ضعيفة.
5-صعوبة بناء فقرات جيدة من نوع الصواب والخطأ: فإذا ما اعدت بسرعة ودون تخطيط مسبق -على اساس انها سهلة التصميم والبناء فإنها - لن تقيس إلا نتاجات تعلمية تافة، وعمليات عقلية بسيطة تتعلق بمعرفة المعلومات والمبادئ الأولية . ومن هنا فإن اعداد هذه الفقرات يتطلب وجود مهارة كبيرة لدى المعلم او مصمم الاختبار.
فقرات الاختيار من متعدد
تتكون فقرة الاختيار من متعدد من جزئين أساسيين هما: 1-أصل او مقدمة الفقرة وهي تصاغ في صورة سؤال او جملة ناقصة. وفى هذه المقدمة يتم طرح المشكلة التي يدور حولها السؤال و2-البدائل او الاختيارات وهي مجموعة من العبارات أسي الجمل التي تلي مقدمة الفقرة مباشرة، وتعرض الاجابات المحتملة او الممكنة للمشكلة التي طرحت فيها. وتحتوي قائمة البدائل على بديل واحد صحيح (الاجابة الصحيحة) او بديل يمثل أفضل اجابة متاحة، وعدداً من البدائل الاخرى المضللة او الخاطئة التي يطلق عليها المموهات، المموهات لها وظيفة هامة
الصفحة223
هي حث المتعلمين على التذكر والتفكير والقياس لاختيار الاجابة الصحيحة من بين البدائل الموجودة في القائمة، كما ان التشابه الظاهري الموجود فيما بين البدائل مجتمعة يموه على المتعلم الاجابة الصحيحة، وبصفة خاصة المتعلم الضعيف او غير المتأكد من الاجابة الصحيحة. وبالتالي فإن الهدف من وجود المموهات ان تجذب اليها المفحوصين الذين لا يعرفون الاجابة الصحيحة.
وبعبارة اخرى يمكن القول ان فقرة الاختيار من متعدد هي عبارة عن مشكلة وقائمة من الاجابات أو الحلول البديلة، والمطلوب من المتعلم ان يعرف اي البدائل المقترحة أصوبها او أفضلها من بين قائمة البدائل. أي ان المتعلم يقرأ الفقرة ويختار بديلاً وأحداً يعتقد انه الاجابة الصحيحة للسؤال او المشكلة المطروحة في الأصل او المقدمة.
ويختلف عدد البدائل في فقرة الاختيار من متعدد من اختبار لآخر، بل وقد يختلف عددها بين فقرات الاختبار الواحد. إلا ان عدد البدائل يفضل أن يكون أربعة او خمسة بدائل وذلك لتقليل تأثير عامل التخمين، وبالطبع فكلما زاد عدد البدائل كلما قل إثر التخمين، على اساس ان البدائل الموجودة في الفقرة جميعها فعالة. ومع ذلك فيمكن ان نرى فقرات اختيار من متعدد مكونه من ثلاثة بدائل، وهو الحد الادنى الذى يسمح بتصنيفها سمن هذا النوع من الفقرات، وعلى الرغم من الضعف الظاهري لهذه الفقرة فقد تكون جيدة وملائمة ايضاً، "اذا كانت البدائل الثلاثة المستخدمة جيدة وفعالة (عصفور ، 1991 ، ص:19)" ، "أو كانت الاختيارات الممكنة في الفقرة محددة بحيث لا تحتمل غير ثلاثة بدائل، أو كانت الفقرة خاصة بالأطفال في التعليم الابتدائي او الإعدادي (Gronlund, 1985, p.183) ". ويبقى ان نشير الى ان الشكل النموذجي المتبع في معظم الاختبارات لفقرة الاختيار من متعدد هو ان تشتمل الفقرة على أربعة بدائل فعالة، مع الاشارة الى ان الحصول على خمسة بدائل جميعها فعالة أمر غاية في الصعوبة والتعقيد، ويتطلب جهداً من المعلم في الاعداد وجهداً اخر من المتعلم في القراءة والتحصيل.
ويمكن ان تصاغ المقدمة أو الاصل في الفقرة على شكل جملة استفهامية أي على شكل سؤال كما ذكرنا، بحيث تكون البدائل المطروحة هي الاجابات المحتملة للسؤال. ومن ثم يختار المتعلم فيها الاجابة الصحيحة او أفضل اجابة لهذا السؤال، كما في المثال التالي:
الصفحة 224
مثال:
أي الامراض التالية ينشأ عن الفيروسات؟
1-الملاريا
ب -السل
ج-الجدري
د-حمى التيفويد
كما يمكن ان تصاغ المقدمة او الاصل في الفقرة على شكل عبارة ناقصة، وذلك على
النحو التالي:
مثال:
المرض الذي ينشأ عن الفيروس هو:
أ-الملاريا
ب-- السل
* ج-الجدري
د-حمى التيفوئيد.
وعلى الرغم من أن بعض التربويين يفضلون استخدام الصيغة الاستفهامية على اعتبار أنها تعرض للمشكلة بشكل أكثر تحديداً ووضوحاً، فضلاً عن سهولة صياغتها وقصرها، وتعود المتعلمين عليها اثناء المناقشات الصفية، الا انه يمكن للعبارة الناقصة إذا ما كتبت بعناية واتقان ان تعرض المشكلة بشكل محدد. (Mehrens & Lehmann, 1984, 153) وواضح أيضاً
وهذا يعنى ان المقدمة او أصل الفقرة يمكن أن يعرض اما على شكل سؤال او جملة ناقصة، وانه لا أهمية للصيغة التي تأتى في المقدمة في فاعلة الفر دامت المقدمة تطرح للمتعلم مشكلة واضحة ومحددة تماما (1972،Board & Whithey)
وبالتالي فالمعلم له الحرية الكاملة في استخدام الصيغة الملائمة للفقرة والتي تجعل المقدمة تطرح المشكلة بصورة أكثر تحديداً واختصاراً ووضوحاً.
مجالات استعمال فقرات الاختيار من متعدد
تستخدم فقرة الاختيار من متعدد لقياس انواع مختلفة من الأهداف التعليمية الصفية التي يمكن قياسها بواسطة الاختبارات التحصيلية باستثناء الاهداف التي تتطلب مهارة في التعبير
الصفحة 225
الكتابي او اصالة في التفكير، أن تصلح لقياس الكثير من القدرات والمهارات العقلية، كالفهم او التعليل أو الاستنتاج او التحليل او التطبيق او التركيب، او التقويم بالإضافة الى التذكر او المعرفة او استدعاء المعلومات. ونعرض فيما يلى لأمثلة تبين مجالات استخدام فقرات الاختيار من متعدد.
أولاً: قياس المعرفة او التذكر: وتتضمن قياس اهداف التعلم في المستوى الأول للأهداف التعليمية وفق تصنيف بلوم، مثل معرفة المصطلحات والحقائق والمعادات
1-ما معنى المصطلح «دقيق)»
أ-سهل
*ب-صارم
ج-متنوع
د-مرن
2-أكثر الدول العربية عددا للسكان هي:
أ-المملكة العربية السعودية
ب-العراق
*ج -مصر
د-الجزائر
٣-ينصب جمع المؤنث السالم:
أ-بالفتحة
* ب-بالكسرة.
ج-بالألف
د-بالياء
ثانيا: قياس الفهم: وتتضمن قياس اهداف التعلم المعقدة، وهي مستويات تفوق مستوى المعرفة والتذكر، مثل قياس القدرة على التفسير والترجمة، وكذلك القدرة على القارنة والتمييز بين المفاهيم او المبادئ او المصطلحات أو الادوات.
الصفحة226
أمثلة:
1 -فاز بالسباق حامل الكأس. حامل جاعت مرفوعة لأنها:
أ-مبتدأ
* ب-فاعل
ج-صفة
د-مضاف
2-أي أدوات الاستفهام التالية يسأل بها عن الزمان؟
أ-ما
ب-أين
ج-كيف
* د-متى
ثالثاً: قياس التطبيق: وهو قياس القدرة على استخدام المعلومات والقواعد والمبادئ
والمفاهيم في مواقف محددة وجديدة تماماً على المتعلم.
أمثلة:
1-تعرب الكلمة التي تحتها خط في قوله تعالى «واعتصموا بجبل الله جميعا ولا تفرقوا)»
أ-صفة
ب-مفعولاً به
ح-توكيداً
*ب-حالاً
2-تشكل الكلمة التي تحتها خط في جملة «لولا نزيل المطر لمات الزرع»
* أ-نزولُ
ب-نزول
ج-نزول
د-نزولٌ
3-ما هي مساحة قطعة أرض مستطيلة طولها 15م، وعرضها 10م؟
أ- 2م25
*ب- 150م2
الصفحة 227
ح - 100م2
د- 50م2
4- أي الأطعمة التالية إذا حذف من الوجبات اليومية يؤدى الى أكبر انخفاض في السعرات: المتولدة(Thorndike, et al, 1991, p. 228)
* أ-ملعقة كبيرة من الزبدة
ب- ملعقة كبيرة من مسحوق السكر.
ج- شريحة من الخبز الابيض.
د- بيضة مسلوقة.
رابعاً - قياس التحليل: وهو قياس القدرة على التوصل الى الدوافع والاسباب أو الاهتداء الى دلائل مؤيدة، واستنتاج الوظيفة او البناء او تحديد الاجزاء المكونة للمادة، أو تحليل العلاقات بين الاجزاء وتمييز الاسس المنظمة للعنصر او الموقف او الموضوع، نضلاً عن التمييز بين الحقائق والاستدلالات.
مثال:
يعاني الاقتصاد في العالم من التأرجح وعدم الاستقرار بسبب:
أ-الحروب بين الدول.
ب-الزيادة الكبيرة في عدد سكان الارض.
* ح -قلة الموارد الطبيعية.
د-النزاعات على الحدود
اسس كتابة فقرات الاختيار من متعدد
نعرض في هذا الجزء لأهم الأسس المتبعة في كتابة فقرات جيدة من نوع الاختيار من
متعدد.
الصفحة228
تكوين فكرة جيدة عنها، وما هو متوقع ان يطلب منه لحلها، بل وربما تكوين أجابه في
• ذهنه قبل ان يبدأ في قراءة البدائل. لتأخذ صيغة المقدمة في السؤال التالي:
مثال:
- ان التعلم
أ-هو سلوك او تعام يحدث في المؤسسات غير التعليمية مثل الاذاعة والتليفزيون.
ب-عملية افتراضية لا يمكن ملاحظتها مباشرة.
ج-تغير دائم في السلوك يرجع الى نمو الجسم والجهاز العصبي.
د-يأخذ اشكالاً مختلفة مثل تعلم المعلومات الذي يفيد في تكوين العواطف والميول والقيم.
بعد أن تقرأ مقدمة هذا السؤال ربما تستنتج فقط ان الفقرة لها علاقة بالتعلم، أو أنها تتساءل عن شيء له علاقة بالتعلم، ولكن لا تتكون عندك أي فكرة عن المشكلة التي تطرحها الفقرة الا بعد أن تقرأ جميع البدائل المذكورة. وعندما تقرأ هذه البدائل تكتشف انها متباينة في محتواها فالأول يتصل بالتعلم العرضي، والثاني يشير الى التعلم كعملية، والثالث يعالج المفهوم او التعريف، في حين أن الرابع يتناول أشكاله المختلفة. ومثل هذه الفقرة الضعيفة تصلح لان تكون أربع فقرات من نوع الصواب والخطأ مع اضافة مقدمة الفقرة اليها «ان التعلم.» ويمكن تعديل الفقرة السابقة بطريقة تكون فيها، المشكلة أكثر وضوحاً، وذلك على النحو التالي:
مثال:
- يعرف التعلم بانه تعديل مرغوب في السلوك نتيجة:
1-النمو
* ب-الممارسة
ج-التكرار
د-المثيرات
الصفحة229
مثال :
- تعلم الطفل احترام والديه يقع: (صياغة ضعيفة)
أ-ضمن مجال التعلم الإدراكي.
ب-ضمن مجال التعلم النفسي حركي.
ج-ضمن مجال التعلم الاجتماعي.
د-ضمن مجال التعلم الانفعالي.
ويلاحظ في البدائل الاربعة تكرار عبارة «ضمن مجال التعلم» وبالتالي يمكن اضافة هذه العبارة الى مقدمة الفقرة على النحو التالي:
مثال:
- تعلم الطفل احترام والديه يقع ضمن مجال التعلم: (صياغة جيدة)
أ-الإدراكي.
* ب-النحرى.
ج-الاجتماعي.
د-الانفعالي.
وهذا يعنى أيضاً انه عندما تكون مقدمة السؤال مركزة ومختصرة ولا تحتوي الا على المعلومات الضرورية اللازمة للإجابة على السؤال، فأنها تتميز بالدقة وتعرض المشكلة بوضوح، وتقلل ايضا من الزمن اللازم لقراءة البدائل، فضلاً عن كونها تختصر الزمن المطلوب للإجابة على الفقرة او على فقرات الاختبار مجتمعة إلى أدني حد ممكن.
مثال:
- عندما يستقبل الانسان المعلومات فإنه يقوم في البداية بعملية ضرورية وهامة تعرف بترميز المعلومات، وهي عملية لازمة: (صياغ ضعيفة).
1- لربط المعلومات بالبنية المعرفية.
*ب-لإعداد المعلومات للتخزين.
ح-لاستقبال المعلومات في الذاكرة.
د-لنقل المعلومات الى ذاكرة المدى القصير.
هنا يمكن تعديل مقدمة السؤال وكتابتها بطريقة مختصرة ومركزة على النحو التالي:
الصفحة230
مثال:
- الترميز عملية ضرورية تهدف إلى :
(صياغة جيدة)
1-ربط المعلومات بالبنية المعرفية.
*ب-اعداد المعلومات للتخزين.
ج-استقبال المعلومات في الذاكرة.
د-نقل المعلومات الى ذاكرة المدى القصير.
3- يجب تجنب استخدام صيغة النفي في مقدمة فقرة الاختيار من متعدد، لان ذلك يخلق صعوبات في قراءة الفقرة وفهمها ويؤدى الى ارباك المتعلم اثناء الاجابة، كما انه يقلل من قيمة الفقرة وقدرتها التمييزية بين المتعلمين وخصوصاً لذا غاب عنهم وجود اداة النفي.
مثال:
- أي الدول التالية لا علاقة لها بحوض البحر الابيض المتوسط؟ (صياغة ضعيفة)
أ-تركيا.
ب-مصر
د-العراق
ويمكن تعديل مقدمة الفقرة بحيث تصبح على النحو التالي:
- أي الدول التالية تقع خارج حوض البحر الابيض المتوسط؟ (صياغة جيدة)
ب-مصر
ح-سوريا
د-العراق
ويلاحظ في المثال السابق ان الهدف من السؤال هو قياس معرفة المتعلم بالدول التي تقع على حوض البحر الابيض المتوسط، الا ان الصياغة الاولى للفقرة لا تقيس هذا الجانب من معرفة المتعلم بشكل مباشرة، كما انها تؤدى الى اعطاء اجابة خاطئة عن السؤال، وقد لا يعود ذلك الى عدم معرفة المتعلمين بالإجابة عن سؤال الفقرة، وانما بسبب استخدام أداة النفي.
الصفحة231
ومع ذلك فاذا كان لابد من استخدام اداة النفي في مقدمة الفقرة فيجب ان يوجه تحتها خط او تكتب بخط غامق. وقد يكون ضروريا في بعض الاحيان استخدام اداة النفي وخاصة في الحالات التي يجب ان يعرف فيها الطالب الحالات الاستثنائية او يكتشف الاخطاء او الممارسات الخاصة" (Thorndike et al, 1991, P. 227) " وهو ما يبرر وجود عدد محدود من الفقرات تتضمن كلمات مثل «لا» او «عدا» او «باستثناء» في مقدماتها.
مثال:
- كل ما يأتي من مكونات الخصية عدا:
(صياغة جيدة)
أ-امهات المني
ب- خلايا سرتولى
ح-خلايا منوية ابتدائية.
د-امهات البيض.
4-تأكد بانه لا يوجد بين البدائل المعطاة في الفقرة الا بديل واحد أو اجابة واحدة فقط هي الصحيحة او هي الاجابة الافضل من بين البدائل للعتاة في الفقرة.
وانه يجب ان يكون محدداً في تعليمات الاجابة على الاختبار ان المتعلم عليه ان يختار اجابة واحدة فقط من بين البدائل المعطاة او ان يختار أفضل اجابة من بينها وبالتالي فان المعلم عليه ان يحدد نص صريح للمفحوصين ان لكل فقرة معطاة اجابة واحدة فقط هي الصحيحة او المفضلة. ومع ذلك فإننا نلاحظ وجود فقرات في اختبارات التحصيل تحتمل اكثر من أجابها انه يوجد بين البدائل المعطاة لكل فقرة اجابتين على الاقل لهما مميزات الاجابة الصحيحة او المفضلة، وهذا بلاشك ينعكس على اداء المفحوصين اثناء الاختبار، فيؤدى الى إرباكهم، وقد ينشأ وعن ذلك خلافات علنية داخل قاعة الامتحان فتحدث فوضى وتشويش يؤثر على اداء اجاباتهم، كما انه يؤدى ايضا الى تفسيرات مختلفة من جانب المفحوصين تبدو واضحة في اجاباتهم على نفس الفقرة .
مثال:
- تبدو الفروق الفردية بين الرجل والمرأة واضحة في: (صياغة ضعيفة)
أ- قوة العضلات.
ب- القدرات العقلية.
* ح- الاعضاء الجنسية.
د- الصفات المزاجية.
مثال:
- تبدو الفروق الفردية بين الرجل والمرأة واضحة في:
(صياغة ضعيفة)
أ- قوة العضلات .
ب- القدرات العقلية .
* ح- الاعضاء الجنسية.
د- الصفات المزاجية.
الصفحة232
لاحظ أن اجابة هذه الفقرة هي (ح)، ومع ذلك فان (أ) تبدو اجابة ممكنة ايضا لهذه الفقرة، كما ان ب، د فيهما درجات متفاوتة من الصحة. ومع ذلك فإن هذه الفقرة يمكن تعدينها بحيث تصبح أكثر تحديداً ووضوحاً، ومن ثم يكون لها اجابة واحدة صحيحة لا خلاف عليها، على النحو التالي:
- من مظاهر الفروق الفردية بين الرجل والمرأة:
(صياغة أفضل)
أ- قوة العضلات.
ب- القدرات العقلية.
* ح- الاعضاء الجنسية.
د- الصفات المزاجية.
ولعل الصياغة الثانية للفقرة، وهي الصياغة الجيدة، تزيد من عبء المسئولية الملقاة على عاتق المعلم او مصمم الاختبار، من خلال بذل الجهد والوقت وتقصى الحقائق واختيار المفردات او الكلمات المناسبة لصياغة المقدمة والبدائل، بحيث يكون للفقرة اجابة واحدة صحيحة أو مفضلة لا يختلف بشأنها المفحوصون او المختصون في المجال، وهذا يتطلب توافرها خاصيتين اساسيتين لدى المعلم او مصمم الاختبار وهما: (1) - المعرفة الجيدة بالموضوع أو المادة التعليمية المراد اجراء الاختبار: فيها :(2) - المهارة العالية في صياغة الفقرات.
5- يجب ان تكون جميع البدائل المعطاة في الفقرة متجانسة ومعقولة ظاهريا. فبدائل الاجابة الخطأ (المموهات) يجب ان تكون جذابة للمفحوصين بنفس درجة جاذبية الاجابة الصحيحة، حتى يمكنها ان تكشف المفحوصين الذين لا يعرفون الاجابة الصحيحة او تنقصهم المعرفة بمحتوى الفقرة، وبالتالي فان كل بديل في الفقرة يجب ان يعد بشكل جيد بحيث يكون منسجماً ومتسقاً بشكل منطقي مع المقدمة، وان يؤدى دوراً هاما في:
الفقرة، وان يختاره بعض المفحوصين على انه الاجابة الصحيحة. ومع ذلك فإننا تلاحظ انه في كثير من فقرات الاختبارات التي تعتمد على الاختيار من متعدد توجد بدائل ضعيفة وغير معقولة ظاهرياً، وبالتالي تكون غير قابلة للتصديق من جانب المتعلمين فترفض فوراً ومن ثم فأنها لا تؤدى اية وظيفة في الفقرة.
مثال:
- القائد المسلم الذى انتصر على الصليبين في موقعة حطين هو : (صياغه ضعيفة)
الصفحة233
أ- الظاهر بيبرس .
ب- عمرو بن العاص.
* ج- صلاح الدين الأيوبي.
د.- جمال عبد الناصر.
يلاحظ في هذه الفقرة ان البدائل المعطاة ينتمون لفترات زمنية مختلفة، مما يسهل على المفحوصين استبعادها فوراً كالبديلين (ب)، (د)، ولكن يمكن أعادة صياغة البدائل على النحر التالي:
مثال
- القائد المسلم الذي انتصر على الصليبين في موقعة حطين هو: (صياغة أفضل)
أ- الظاهر بيبرس.
ب- نور الدين زنكي.
* ج- صلاح الدين الأيوبي.
د- السلطان سليم الاول.
ويلاحظ في الصياغة المعولة ان البدائل المعطاة تنتمي تقريباً لنفس الفترة الزمنية. وهذا يشير الى ضرورة أن تكون البدائل المعطاة في الفقرة تنتمي ايضاً لنفس الموضوع او المجال او الفترة الزمنية او التاريخية أو المكان... الى غير ذلك مما يتوقف على طبيعة المشكلة التي تطرحها مقدمة الفقرة.
ويجب ان لا يغيب عن بال المعلم أن استخدام المموهات (بدائل الاجابة الخطأ) الضعيفة والمشتتة للانتباه يربك عقلية المتعلم او المفحوص وفكره ، ويجعله يستهلك وقتا أطول، فقد يقرأ الفقرة اكثر من مرة حتى يقارن او يسترجع أو يفهم هذه البدائل المشتتة او الغير قابلة للتصديق.
6- يجب التأكد من خلو الفقرة من أي اشارة او تلميح غير مقصود يمكن ان يدل علي الاجابة الصحيحة .
فكثيراً ما تظهر مثل هذه التلميحات غير المقصودة خلال
• فقرات الاختبار، والتلميحات غير المقصودة تبدو في اشكال مختلفة كأن تكون عبارات البدائل الصحيحة أطول بشكل مستمر من عبارات البدائل الخطأ في معظم الفقراتWiersma&Turs,1990,P,49)) ويوجد مؤشر للإجابة الصحيحة للفقرة كتكرار
الصفحة 234
كلمة او عبارة في المقدمة والبديل الصحيح ((Mehrens& Lehmann, 1984, P. 159 او يكون عدم الاتساق فى التركيب اللغوي بين المقدمة والبدائل واضحا في معظم الفقرات فقد تكتب مقدمة الفقرة بصيغة الجمع في حين تكتب بعض البدائل بصيغة المفرد(Thorndike& Hagen,1979,P. 236)
على مواقع معينة للبدائل بحيث ترد بشكل دائم في المواقع الوسطى (ب) ج) وتقل في الموقعين الاول والاخير (ابو علام، 1978، ص: 210) وهي بالطبع قد تستغل من قبل المفحوصين كمؤشر او علامة تدل على الاجابة الصحيحة.
ونعرض في الامثلة التالية لبعض هذه الاشارات او العلامات او التلميحات غير المقصودة التي تظهر في الفقرات.
امثلة:
1-من الامراض الفيروسية التي تصيب الانسان: (صياغة ضعيفة) تكرار كلمة في المقدمة
والبديل الصحيح.
أ-القراع
ب-الحمى القرمزية
* ج -الايدز الفيروسي.
د-التيفويد.
- أي الامراض التالية تنتج عن فيروس: (صيغة افضل)
أ-القراع
* ب-الايدز
ج-السل.
د-التيفويد.
2-الموضوعية في الدراسات السيكولوجية تشير الى قدرة الباحث على: (صياغة ضعيفة) طول البديل الصحيح
(أ) استخدام الاختبارات وادوات القياس
(ب) استخدام الملاحظة المباشرة.
(ج) دراسة الموضوع من جميع جوانبه
*(د) تحييد افكاره وآرائه النظرية والشخصية بعيداً عن دراسته
الصفحة 235
- الموضوعية في الدراسات السيكولوجية تشير الى قدرة الباحث على: (صياغة أفضل)
(أ) استخدام الاختبارات وادوات القياس
(ب) استخدام الملاحظة المباشرة.
(ج) دراسة الموضوع من جميع جوانبه
(د) تحييد افكاره وآرائه النظرية والشخصية بعيداً عن دراسته.
3-تتصل الاحماض الأمينية ببعضها البعض في جزئ البروتين بواسطة: (صياغة ضعيفة)
عدم اتساق في التركيب اللغوي.
أ-قواعد عضوية نيتروجينية
ب-رابطة ببتيدية
ج-مجموعات فوسفات
د-روابط هيدروجينية
- تتصل الاحماض الامينية ببعضها البعض في جزئ البروتين بواسطة: (صياغة أفضل)
أ-قواعد عضوية نيتروجينية
ب-رابطة ببتيدية
ج-مجموعات فوسفات
د-روابط هيدروجينية
وتعرض الأمثلة السابقة لبعض انواع العلامات او التلميحات غير المقصودة، فالفقرة (1)
بها تكرار لكلمة معينة في المقدمة والبديل الصحيح، في حين ان الفقرة. (2) تظهر فيها عبارة البديل الصحيح أطول من عبارات البدائل الاخرى، اما الفقرة (3) فهي مثال نعدم الاتساق في التركيب اللغوي بحيث تتحدث المقدمة بصيغة الجمع في حين جاء البديل الصحيح بصيغة المفرد، وقد يكون هناك ايضا أكثر من بديل بصيغة المفرد داخل الفقرة . وتبين الصياغات المعدلة للفقرات الثلاثة كيف أمكن معالجة هذه الاخطاء لتصبح الفقرات أكثر فاعلية في قياس معرفة المتعلم بمادة الفقرة. ويبقى ان نشير الى ضرورة توزيع الاجابة الصحيحة لفقرات الاختبار بين المواقع المختلفة للبدائل توزيعا متساوياً وعشوائياً.
7-تجنب استخدام عبارات من نوع (كل ما ذكر صحيح) او (كل ما ذكر أعلاه) او (جميع ما سبق ذكره، او ما شابه ذلك في البدائل. فقد تبين ان المعلمين عندما
الصفحة236
يستخدمون مثل هذه العبارة كبديل تكون هي في الغالب البديل الصحيح. واذا كانت كذلك فإن هذا يؤدى الى أن يصبح السؤال سهلا للغاية، بحيث يدفع المفحوص او المق لم دفعاً الى الاجابة الصحيحة بالرغم من ان معرفته بها قد تكون محدودة جدا او جزئية فقط. وفى واقع الحال فان المعلمين او مصممي الاختبارات يلجؤون الى استخدام هذا البديل عندما يصعب عليهم كتابة العدد المطلوب من بدائل الفقرة، ومت ثم يقوم المعلم بكتابة عدة بدائل للفقرة الواحدة يكون كل منها صحيح بدرجة مسيئة او فيه شيء من الصحة ثم يجمعها في آخر بديل في عبارة "كل ما سبق صحيح"
مثال:
- أي الخصائص التالية تتحقق في مقياس النسبة؟ (صياغة ضعيفة وسهلة).
أ-الترتيب.
ب-وحدة القياس
ح-الصفر المطلق
*د-كل ما ذكر اعلاه.
- أي الخصائص التالية تتحقق في مقياس النسبة؟ (صياغة أفضل).
أ-وحدة القياس، والصفر المطلق.
ب-الترتيب، ووحدة القياس، والصفر المطلق.
ح-وحدة القياس. والترتيب.
د-الترتيب، والصفر المطلق:
لاحظ الفرق بين الصياغة الاولى الضعيفة والصياغة الثانية الافضل للسؤال، فالإجابة على الصياغة الاولى لا تتطلب الا معرفة جزئية محددة بخصائص مقياس النسبة، في حين ان الصياغة الثانية تتطلب معرفة تامة ليس فقط بخصائص مقياس النسبة، وأنماء بخصائص:
المقاييس الاخرى كالمقياس الأسمى والمقياس الترتيبي ومقياس الفترات، أسي لابد من توافر معلومات كاملة ندى المتعلم عن موضوع السؤال حتى يختار البديل الصحيح او الاجابة الصحيحة.
وقد يستخدم في بعض الاحيان البديل «جميع ما سبق ذكره» في موقع الاجابة الخطأ، ومع ذاك فيمكن استبعاده بسهولة من قبل المفحوصين لمجرد الاشتباه فقط بأن أحد البدائل خاطئ. ومن ثم فأنه يستحسن تجنب استخدام هذا البديل.
الصفحة237
8- يمكن استخدام عبارات من نوع جميع ما ذكر خطأ او لا شيء مما سبق ذكره، ولا شيء مما ذكر، او ما شابة ذلك في البدائل، ولكن بحرص شديد وتحت شروط معينة. ويستخدم هذا البديل في بعض المجالات او الاختبارات التي يمكن ان يوجد فيها اجابة صحيحة بشكل مطلق، مثل اختبارات التهجئة او الرياضيات او مهارات الدراسة.
وعندها تستخدم هذه العبارة كبديل في فقرات الاختبار فيجب: (1) ان يكون واضحاً من البداية صحة هذا البديل او خطئه بما لا يدع مجالا للشك. (2) ان يكون تكرار هذا البديل كإجابة صحيحة في بعض الفقرات مماثلا لتكراره كإجابة خاطئة في بعضها الاخر، وان تبقى مجموعة اخرى من الفقرات في الاختبار دون ان يستخدم معها هذا البديل. (3) ان تكتب مقدمة الفقرة على شكل سؤال أو بصيغة استفهامية. ويضيف.
أنه يمكن استخدام هذا البديل بفاعلية جيدة اذا وضع في الفقرات السهلة التي تأتى في بداية الاختبار بحيث يكون هو البديل الصحيح حتى يدرك المفحوص انه لا يستطيع استبعاد عبارة " لا شيء مما سبق ذكرة بشكل آلي باعتبارها بديلا خاطئاً وأنماء يمكن أن تكون الاجابة الصحيحة ايضاً.
خصائص وحدود فقرات الاختيار من متعدد
توجد عدة مميزات لفقرات الاختيار من متعدد، ومع ذلك يوجد ايضاً بعض الحدود والتحفظات الواجب مراعاتها ومعرفتها قبل استخدام هذا النوع من الفقرات في الاختبارات التحصيلية التي يقوم المعلم أو مصمم الاختبار ببنائها، وسوف نعرض في هذا الجزء لمزايا وعيوب فقرات الاختيار من متعدد.
مزايا فقرات الاختيار من متعدد
تتميز فقرات الاختيار من متعدد بعدة خصائص نلخصها فيما يلى :
الصفحة 238
بنسبة 50٪ ولكن هذه النسبة تقل بشكل كبير في فقرة الاختيار من متعدد، ففي فقرات الصواب والخطأ يوجد بديلين، في حين يوجد ثلاث أو أربع أو خمس بدائل في فقرات الاختيار من متعدد وبالتالي فان فرصة تخمين الاجابة الصحيحة تكون واحد الى ثلاث، أو واحد الى اربعة، أو واحد الى خمسة، ومن ثم تكون نسبة التخمين عند الاجابة على هذه الفقرات 20، ٪25 و33٪ على التوالي.
2- تستخدم فقرات الاختيار من متعدد لقياس اهداف التعلم البسيطة والمركبة بفعالية شديدة ومرونة كبيرة. فهي تصلح لقياس قدرة المفحوص على المعرفة والتذكر، وكذلك قدرته على الفهم والتحليل والتطبيق، بالإضافة الى قياس قدرته على التمييز بين المواقف المخلفة او الطول المطروحة ثم اتخاذ القرار باختيار أفضل حل او موقف او وجهة نظر أو أسلوب، والعمليات الاخيرة توفر فرصة تعلم ممتازة للمفحوص بحيث يختار الحل الافضل او الحل الممكن في مواجهة مواقف الحياة اليومية الضاغطة، وهي تتطلب من المفحوص المقارنة والروية والموازنة الدقيقة والحكم الصائب على الاشياء والتفكير العميق، وبعدها اتخاذ القرار بالاختيار مما هو متاح.
3- يمكن التحكم في درجة صعوبة الاختبار والامتحان عن طريق تغيير درجة التجانس بين البدائل. فقد اشارت بعض الدراسات الى انه كلما زادت درجة التقارب او التجانس بين البدائل ارتفعت درجة صعوبة الفقرة، وكلما قل التقارب او التجانس بين،
(Mehrens & Lehmann, 1984, p.155) البدائل انخفضت درجة صعوبة الفقرة ويرجع ذلك لان التقارب الشديد أو التشابه الظاهري فيما بين البدائل يموه على المفحوص الاجابة الصحيحة فيرفع ذلك من مستوى صعوبة الفقرة . وهنا نود ان نشير الى وجود عامل آخر يؤثر على مستوى صعوبة الفقرة ويمكن ايضا التحكم فيه، وهو طبيعة العمليات العقلية التي تطلبها الاجابة على الفقرة، فالفقرة التي تتطلب الحفظ وتذكر الحقائق والمعلومات تختلف عن تلك الفقرة التي تستلزم الربط والتحليل والاستنتاج أو التقويم أسي التطبيق في مستوى صعوبتها.
4- تتميز فقرة الاختيار من متعدد عن فقرة الصواب والخطأ بأنها أكثر ثباتا.
والسبب في ذلك يرجع الى عدد البدائل، فزيادة البدائل من بديلين في فقرة الصواب والخطأ الى اربعة او خمسة بدائل يقلل من الاجابة بالتخمين او الصدفة ويزيد من درجة لبات الفقرة (Gronlund, 1985, p.178) ، كما ان الاعداد المتقن للفقرات وشملوها
الصفحة 239
للمادة الدراسية موضوع الاختبار يجعلها صادقة أيضا وبدرجة أكبر بكثير من فقرات الصواب والخطأ او المزاوجة او الاجابة القصيرة.
5-تزود المعلم بمعلومات تشخيصية عن اخطاء المفحوصين او صعوبات التعلم التي تواجههم من خلال اجابتهم او اختيارهم للبدائل الخاطئة.
6-يتم تصحيح فقرات الاختيار من متعدد بسهولة ودقة وسرعة، باستخدام مفتاح التصحيح المثقب او بواسطة اجهزة الحاسوب.
حدود فقرات الاختيار من متعدد
وعلى الرغم من المزايا التي اوضحناها لفقرات الاختيار من متعدد الا أن بها بعض جوانب القصور التي تحد من تلك المميزات، والتي أدت الى توجيه بعض الانتقادات أليها مثل:
1- ان عملية بناء فقرات الاختيار من متعدد صعبة جداً، وتتطلب جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً من مصمم الاختبار او المعلم، وذلك من خلال قيامه بمراجعة المادة الدراسية مراجعة دقيقة لاختيار فقرات الاختبار واعداد البدائل الخاصة بكل فقرة، بحيث يواجه في معظم الاحيان صعوبات في اعداد البدائل المناسبة لكل فقرة.
2-يميل معظم المعلمين لإعداد فقرات اختيار من متعدد لقياس التذكر فقط وعلى الرغم من ان هذا الميل يقل في فقرات الاختيار من متعدد مقارنة بفقرات الاختبارات الموضوعية الاخرى، الا انه مازال يمثل مشكلة ( Mehrens & Lehmann, 1984, p. 135)
في نوع الاسئلة - في حد ذاتها، الا ان النزعة القوية عند بناء أسئلة هذا النوع في الاقتصار على اسئلة التذكر، ربما لسهولة بنائها (ابو علام، 1987، ص: 205)
3-تحتاج فقرات الاختيار من متعدد الي وقت اطول عند الاجابة عليها من معظم فقرات الاختبارات ذات الاستجابة المنتقاة، وخاصة عند قراءة الاختبار الذي يتكون من عدة صفحات. وهذا يعنى أن يعطى المفحوص جزءاً هاماً من وقته لقراءة فقرات الاختبار بدلاً من تركيز كل وقته للتفكير في الاجابة على هذه الفقرات
الصفحة240
4- لا تصلح فقرات الاختيار من متعدد لقياس قدرة المفحوصين علي التعبير الكتابي او الأصالة في التفكير او حل المشكلات او القدرة علي تنظيم المعلومات والربط بينها ثم استخدامها في المواقف الملائمة . وبالتالي فهي تواجه نفس المشكلة التي تواجهها الاختبارات الموضوعية او اختبارات الورقة والقلمP.179) ، Gronlund, 1985) في انها تقيس ما يعرفه او يفهمه المفحوص لكل يواجه الموقف المشكل، ولكنها ل (تحدد كيف يسلك او يؤدى في مواجهة هذا الموقف. ومن ثم فهي ومعها فقرات الاختبارات ذات الاستجابة المنتقاة لا تصلح لقياس القدرات او العمليات التي تتعلق بالمعالجة او التنظيم او التأليف او الابتكار.
5- تكانفي طباعة الاختبار واعداده مرتفعة جداً، وذلك لان الاختبار مكون من عدد كبير من الفقرات، وكل فقرة مكونة من مقدمة الفقرة وعدد من البدائل يتراوح بين ثلاثة او خمسة بدائل، وهذا يتطلب عدد أكبر من الصفحات ويحتاج الى تكاليف أكثر في الطباعة او التصوير او الاخراج النهائي.
فقرات المقابلة او المزاوجة
تتألف فقرة المقابلة او المزاوجة من قائمتين من البنود، القائمة الاولى تتضمن مجموعة من البنود او الاسئلة او المشكلات وتعرف بقائمة المقدمات او المعطيات، أما القائمة الثانية فهي عبارة عن اجابات لهذه الاسئلة او حلول لتلك المشكلات وتعرف بقائمة الاستجابات، ويقدم للفقرة بتعليمات خاصة للمفحوص للمقابلة أو المزاوجة او الربط بين القائمتين. ويطلق على فقرة المقابلة تمرين المقابلة. ويتم اعداد القائمتين في عمودين متوازيين ومتقابلين، بحيث تكون قائمة المعطيات في العمود الايمن وقائمة الاستجابات في العمود الايسر، وفى أعلاها التعليمات، وفيها يطلب من المفحوص ان يربط بين ازواج من بنود القائمتين، فيربط كل بند ومشكلة او سؤال من القائمة الاولى، وهى قائمة المعطيات ، مع اجابة البند من القائمة الثانية، وهى قائمة الاستجابات، مثل ربط الدول بعواصمها، او المؤلفين بكتبهم، او المكتشفين بمكتشفاتهم، او المصطلحات بمعانيها، او المركبات الكيميائية برموزها، او أعضاء الجسم بوظائفها، والاحداث بتواريخها، ... وهكذا. ويمكن ان تعطى بنود فقرة المقابلة ارقام ورموز، كأن تعطى بنود قائمة المعطيات الأرقام 4٠3.2٠1، في حين تعطى قائمة الاستجابات الرموز أ، ب، ج، د، وقد يكون هذا
الصفحة 241
الاجراء غير ضروري خصوصاً في مرحلة التعليم الابتدائي عندما يطلب من المفحوص ان يصل بين الكلمة ومعناها أو ضدها (كما في الامثلة التالية)
مثال (1)
- التعليمات: صل بين كل كلمة ومعناها:
القائمة الاولى (الكلمة) القائمة الثانية (المعنى)
الترنيم. اعطى
دهب الصوت الجميل
رعي الخالق
الباري حفظ
اجتهد
المثال (2)
- التعليمات : صل كل كلمة بضدها :
القائمة الاولى (الكلمة) القائمة الثانية (الضد)
دخل بعيد
جميل قبيح
قريب قليل
صغير
ويفضل في مرحلة التعليم الإعدادي والثانوي ان تأخذ البنود في فقرة المقابلة أرقام ورموز كما في الامثلة التالية:
المثال(3)
- التعليمات: اختر من القائمة الثانية ما يناسب العمليات في القائمة الاولى ثم ضع رقمها بين القوسين في القائمة الاولى:
القائمة الاولى القائمة الثانية
1-التبريد والتجميد ( ) (ا) يتم بواسطة الموجات القصيرة
2-التجفيف ( ). (ب)يستخدم لحفظ الالبان في انية محكمة
3- التدخين ( ) (ح) يستخدم في حفظ الاسماك.
الصفحة 242
4-التعقيم البارد ( ) (د) يستخدم فى حفظ الاغذية فى المعلبات .
5-التعقيم ( ) (ه) يتم دون ان تنلف اغلب الفيتامينات .
6-التمليح( ) (و) يزيد الضعط الاسموزى.
(ذ) يستخدم كاحدى طرق حفظ الاغذية التى تتأثر بالحرارة
(ح) يتم بواسطة اشعة x.
(الاجابة : 1 -ه ، 2-ز، 3-ب، 4-ج، 5-أ، 6- د)
مثال (4)
- التعليمات تخير من القائمة ما يرتبط بالعلماء المذكورة أسماؤهم في القائمة الاولى واكتب الحرف الدال عليهم بين القوسين في القائمة الاولى.
القائمة الأولى القائمة الثانية
1- لامارك ( ) (أ ) فسر التطور على اساس توالى الكوارث.
2- دارون( ) (ب) فسر التطور على اساس حدوث الطفرات.
3- دى فريز () (ح) فسر التطور على اساس قانون الاستعمال والاهمال 4-كوفييه( ) (د) فسر التطور على اساس علم التشريح المقارن.
(ه) فسر التطور على اساس الانتخاب والبقاء للاصلح.
(الاجابة: 1 -ح،2- ه، 3-ب، ا-4).
ويلاحظ على الامثلة السابقة انها تقيس قدرة المفحوص في التعرف على العلاقة بين شيئين مرتبطين بصورة او بأخرى، وهي تدور في معظمها حول التذكر والمعرفة، ومع ذلك فيمكن بناء فقرات مقابلة جيدة تقيس قدرة المتعلم على الفهم او التفسير او التمييز والتطبيق، كما يظهر ذلك في المثال التالي:
مثال (5)
التعليمات: حدد نوع الكلمة التي تحتها خط في القائمة الأولى طبقاً للكلمات الموجودة في القائمة الثانية، ثم ضع رقمها بين القوسين في القائمة الأولى
الصفحة243
القائمة الأولى القائمة الثانية
1- فاز السباق حامل الكأس.( ) (ا) حالا
2- واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا( ) (ب) اسما
3- من يرد الله به خيراً يفقه في الدين( ) (ح)مفعولا به
4- رأيت الطائرة فوق السحاب( ) (د)فاعلا
5- لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة( ) (ه)ظرفا
6- لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً( )
(الاجابة : 1- د، 2- أ، 3-ح ، 4-ه، 5حي، 6-د)
ويمكن ايضا استخدام المواقع المرقمة على الصور او الخرائط او الاشكال او الرسوم البيانية كقائمة من الاستجابات في حين تضم قائمة المعطيات أسماء هذه المواقع، ثم يطلب من المفحوص أن يقابل او يربط أو يوفق أسماء هذه المواقع او وظائفها بالأرقام المبينة في الصورة او الشكل. وتعتبر فقرة المقابلة ذات اهمية خاصة في مقررات العلوم والتكنولوجيا والجغرافيا، وهي الموضوعات التي يكثر فيها الرسوم البيانية والاشكال والصورة مثال ذلك التعرف على خلية حيوانية على النحو التالي.
مثال (6)
التعليمات: ضع امام كل كلمة الرمز الذي يناسبها في القائمة الثانية القائمة الثانية
القائمة الأولى القائمة الثانية
1- اكتوبلازم( ) (ا)
2- فجوة غذائية( ) (ب)
3- نواة( ) (ح)
4- اندوبلازم( ) (د)
5-قدم كاذب( ) (ه)
(و)
(ز)
(الإجابة 1-و،2-ح،3-ا،4-ز،5-ه)
ويلاحظ على فقرات المقابلة أنها تشبه فقرات الاختيار من متعدد، والفرق بينهما يكمن في ان كل فقرة تعرض عدة مقدمات او أصول او مشكلات تقع اجاباتها في قائمة وأحدة من
الصفحة 244
البدائل، وبالتالي فهي تشترك مع بعضها في جميع البدائل المطروحة، بدلاً من أن يكون لكل مقدمة او أصل قائمة مستقلة من البدائل، وبسبب التشابه بين هاتين الفقرتين، فانهما يشتركان في بعض الخصائص والاستخدامات بالإضافة الى الارشادات المتعلقة ببناء هذه الفقرات. ويتضح ذلك في المثال (6) الذي يتضمن خمسة أسئلة وليس سؤالاً واحداً، ولكل سؤال قائمة من البدائل هي بنود القائمة الثانية.
وسوف نتبين بعض الملاحظات الهامة على الامثلة السابقة عند معالجتنا لأسس كتابة فقرات المقابلة.
خصائص وحدود فقرات المقابلة
مزايا فقرات المقابلة
1 - يتم اعداد فقرات المقابلة بسهولة وسرعة كبيرة مقارنة بفقرات الاختيار من متعدد، وهذا يوفر وقت وجهد المعلم لأنه يستخدم قائمة من البنود او المشكلات ومعها قائمة واحدة من البدائل كإجابات لها، وهذا يعنى ان اختباراً مكونا من فقرات المطابقة سيكون أقصر كثيراً من الاختبار المكون من فقرات الاختيار من متعدد، وهذا يوفر على المفحوص بعض الوقت الذي يستهلكه في القراءة للإجابة على الفقرات.
2 - إذا كانت جميع بنود قائمة الاستجابات معدة جيداً بحيث تبدو فعلا كإجابات محتملة لكل البنود في قائمة المعطيات فان ذلك يؤدي الي التقليل من إثر التخمين. ولذا فأن فرصة لجوء المفحوص الى التخمين في فقرة المقابلة منخفضة جداً مقارنة بفقرات الصواب والخطأ، بل ومنخفضة أيضا حتى عن فقرات الاختيار من متعدد.
3- يتميز إخراج فقرات المقابلة واعدادها للتطبيق بان تكلفتها اقل من حيث الورق المستعمل في الطباعة إذا ما قورنت بفقرات الاختيار من متعدد وذلك بسبب اشتراك عدة أسئلة (قائمة المعطيات أو المقدمات) في مجموعة واحدة من البدائل (قائمة الاستجابات).
الصفحة 245
حدود فقرات المقابلة
1 - على الرغم من ان فقرات المقابلة يمكن ان تستخدم في قياس الكثير من الاغراض، الا أن استعمالها بنجاح وعلى نطاق واسع في قياس الفهم او التمييز او النقد او التطبيق يظل محدوداً، ومعتمداً على قدرة مصمم الاختبار وصلاحية المادة الدراسية، في ايجاد استجابات تصلح لان تكون اجابات لمقدمة معينة واجابات محتملة لمقدمات اخرى في نفس الوقت.
2 - تتطلب فقرة المقابلة اعداداً جيداً وعناية خاصة من قبل مصمم الاختبار او المعلم وذلك لأنها لا تقيس إلا جوانب محدودة تتمثل في العلاقة بين شيئين مرتبطين بشكل أو بآخر. فاذا لم تكن الفقرة متقنة فسوف تحتوي على بنود ضعيفة وتلميحات غير مقصودة تدل على الاجابات الصحيحة.
اسس كتابة فقرات المقابلة
1 - يجب ان تكون جميع البنود في فقرة المقابلة متجانسة، أسي ان جميع المعطيات (القائمة الاولى) والاستجابات (القائمة الثانية) متجانسة وتسدر الى أشياء من صنف وأحد. فقد تكون القائمة الاولى أسماء اعلام والثانية اعمال لهؤلاء العلماء (راجع المثال رقم
4)، او الاولى كلمات والثانية معناها (المثال رقم 2 ،1)، او مصطلحات لعمليات في الاولى وتوصيف لها في الثانية (المثال رقم 3)، ...... وهكذا. ان عدم التجانس في بنود القائمتين في فقرة المقابلة، كالجمع بين مجالات مختلفة أو أشياء متباينة، يجعل الفقرة سهلة جداً ولا تقيس الا الارتباطات السطحية البسيطة
2 - يجب ان تكون قائمة المعطيات قصيرة نسبياً، بحيث يتراوح عدد بنود قائمة المعطيات بين اربعة وستة بنود، وذلك حتى يمكن المحافظة على تجانس قائمة الاستجابات، فطول قائمة المعطيات سيقدى إلى طول قائمة الاستجابات، وهذا يتطلب عدد كبير من البنود في جزء صغير من المحتوى مما يؤدى حتما الى صعوبة المحافظة على تجانس الاستجابات والى اختلال التوازن في توزيع البنود على الموضوعات المختلفة للمادة الدراسية. كما إن طول قائمة الاستجابات يضاعف الزمن الذي يستغرقه المفحوص في البحث عن الاجابة. علما بان كل بند في قائمة المعطيات يعتبر سؤالا مستقلا تختار اجابته من بين اجابات قائمة الاستجابات.
الصفحة 246
3- يفضل ان يكون عدد الاستجابات في القائمة الثانية اكبر من عدد المعطيات في القائمة الاولى. وذلك لتقيل إثر التخمين وإمكانية استخدام المفحوص لكل استجابة أكثر من مرة، وحتى لا يصل المفحوص الى اجابة البند الاخير تلقائيا بعد تحديد اجابات البنود الاخرى في القائمة (راجع الامثلة 6 ،4 ،3،2 ،1)، ويمكن في موضوعات معينة اختيار بعض الاستجابات بحيث تصلح لعدة بنود (راجع المثال رقم 5)، وهذا يحقق نفس الهدف ايضا. ويتضح من المثال رقم ٥ انه تم تحوير فقرة المقابلة لتتلائم مع هدف خاص وهو قياس قدرة المفحوص على التطبيق.
4 - يجب إن تكون الاستجابات مرتبة ترتيبا منطقيا. فاذا كانت قائمة الاستجابات مكونة من كلمات فيمكن ترتيبها حسب الحروف الابجدية، واذا كانت سنوات فيمكن ترتيبها بشكل متسلسل، فالترتيب يمكن المفحوص من تتبع الاجابة وتحديدها بسهولة.
5 - يجب ان تكتب تعليمات فقرة المقابلة بشكل واضح ومحدد، بحيث تبين طريقة الاجابة والاسس التي تتم بموجبها المقابلة، فمن الممكن، مثلا - ان ينص على انه من الممكن استخدام الاجابة الواحدة أكثر من مرة، او أن يضع المفحوص رقما أو حرفا بين القوسين ليدل على اجابته. والتعليمات تكتب عادة في بداية كل فقرة ويجب ان يبين فيها ايضا عنوان معطيات القائمة الاولى وعنوان الاستجابات في القائمة الثانية، ونوع العلاقة او الرابطة التي تجمع بين البنود في القائمة الاولى (الاسئلة) والاجابات في القائمة الثانية.
الصفحة 247
الفصل الحادي عشر
الفقرات ذات الاجابة المصاغة
* الفقرات ذات الاجابة القصيرة
. * اشكال فقرات الاجابة القصيرة
- صيغة السؤال
- صيغة التكميل
- صيغة الترابط والاقتران
* مجالات استعمال الفقرات ذات الاجابة القصيرة.
* خصائص وحدود الفقرات ذات الاجابة القصيرة.
- مزايا الفقرات ذات الاجابة القصيرة
- حدود الفقرات ذات الاجابة القصيرة
* أسس كتابة الفقرات ذات الاجابة القصيرة
- اعداد ورقة الاسئلة للتطبيق
- دليل الاجابة النموذجية وتصحيح الاختبار
* فقرات المقال
* أنواع فقرات المقال
* مجالات استعمال فقرات المقال
* خصائص وحدود فقرات المقال
- مزايا فقرات المقال
- حدود فقرات المقال
* اسس كتابة فقرات المقال
- اجراءات التصحيح وتقدير الدرجات
الفصل الحادي عشر: الفقرات ذات الإجابة المصاغة
الفقرات ذات الاجابة المصاغة
تعرف الفقرات ذات الاجابة المصاغة او المنتجة أيضا بالفقرات ذات الاجابة الحرة، وفى هذا النوع من الفقرات يطلب من المتعلم ان ينتج أو يصوغ الاجابة لها بكلمات من عنده وبدرجات حرية متفاوتة حسب شكل ونوع هذه الفقرات والاستجابة المطلوبة لها. فقد تكون الاستجابة المطلوبة قصيرة جداً، كأن يطلب من المتعلم ان يضع كلمة مناسبة أو رمزاً معينا او رقماً محدداً في الفقرة، وقد تكون الاستجابة أطول قليلا عندما تأتى الفقرة على شكل سؤال، بحيث يطلب من المتعلم أن يكتب جملة او جملتين بحد أقصى ثلاث جمل كإجابة للسؤال المطروح في الفقرة، وقد تكون الاستجابة المطلوبة على شكل مقالة مطولة، بحيث يعطى المتعلم الحرية في طول الاجابة وتنظيمها. وهذا يعنى ان درجة المرية الممنوحة للمتعلم او المفحوص عند الاجابة على هذا النوع من الفقرات تتراوح بين التقييد الشديد والحرية المقننة.
ويمكن تصنيف هذه الفقرات في فئتين رئيسيتين: (1) انواع الفقرات ذات الاجابة القصيرة. (2) انواع فقرات المقال. وسوف نتناول في هذا الفصل هذه الانواع من الفقرات بالتفصيل، وكما فعلنا في الفصل السابق فأننا سنركز على التعريف بكل نوع من هذه الانواع، والمجالات التي تستخدم فيها، وخصائصها وحدودها، فضلا عن الارشادات والأسس اللازمة لبنائها.
الفقرات ذات الاجابة القصيرة
الفقرات ذات الاجابة القصيرة تتطلب من المفحوص تقديم اجابة مقيدة ومحددة، بحيث نقتصر الاجابة عن الفقرة على كلمة او رمز او رقم او شبه جملة كاملة او جملتين وبحد أقصى ثلاث جمل. وحيث ان الاستجابة قصيرة جداً ومحددة، فان الفقرة ذات الاجابة القصيرة تقترب من موضوعتها من الفقرة الموضوعية ذات الاستجابة المحددة وبالتالي يمكن تقدير درجتها بشيء من الموضوعية، ولذلك فهي كثيراً ما تصنف مع فئة الفقرات الموضوعية. وقد صنفت كذلك كشكل من أشكال الفقرات الموضوعية البسيطة، التي تهتم بقياس النتاجات
الصفحة 251
التعلمية البسيطة (Gronlund, 1985, p.146)، وصنفت في فئة الفقرات الموضوعية ذات الاجابة المصاغة والتي يطلب فيها من المفحوص ان يزود المعلومات المطلوبة بنفسه (Mérens & Lehmann, 1984, p.133)، واعتبرت كفقرات موضوعية لان طريقة تصحيح اجاباتها ورصد درجاتها تتم بطريقة موضوعية (,Wiersina & Jurs 1990
P. 65)
ومع ذلك فاتنا نعتقد ان هذا النوع من الفقرات لا يمكن تصحيح إجاباته بموضوعية كاملة وبشكل دائم في كل الموضوعات الدراسية، ففي حالات كثيرة يواجه المصحح أو المعلم بإجابات غير متوقعة لهذه الفقرات من قبل المفحوصين، فيلجاً الى تقديره الشخصي او حكمه الذاتي (غير الموضوعي)، سواء عند قبوله لهذه الاجابات كإجابات صحيحة او عند تقديره لدرجاتها.
غير ان هذه الفقرات تلتقي في خصائصها مع بعض خصائص فقرات المقال ذات الاجابة المصاغة او المنتجة والتي يطلب فيها من المتعلم كتابة الاجابة المطلوبة وليس التعرف عليها فقط، كما تلتقي هذه الفقرات أيضا مع بعض خصائص الفقرات الموضوعية ذات الاجابة المنتقاة في انها تصحح وترصد بطريقة موضوعية: إذا اقترنت هذه الفقرات بأعداد جيد وصياغة دقيقة محكمة ومن ثم يمكن القول ان هذا النوع من الفقرات هر شبه موضوعي، لأنه يحتل مكانا وسطا بين فقرات المقال ذات الاجابة المصاغة والفقرات الموضوعية ذات الاجابة المنتقاة. ولان الاجابة على هذه الفقرات تتطلب من المفحوص أن ينتج او يصرغ اجابته بنفسه لا ان ينتقيها او يختارها. من بين مجموعة من البدائل المعطاة، فأننا نرى أنه من الافضل معالجتها وتصنيفها في هذه الفئة، وهي انواع الفقرات ذات الاجابة المصاغة او المنتجة.
اشكال فقرات الاجابة القصيرة
ويوجد لفقرات الاجابة القصيرة ثلاث صيغ مختلفة( ,Wersma &Jures, 1990
P,66,Mehrens&Lehmann,1984,P. 133)
المعلمين، خصوصا في مرحلة التعليم الأساسي؛ وهذه الصيغ هي:
أ- صيغة السؤال
وفى هذه الصيغة تقدم الفقرة للمتعلم في صورة سؤال مباشر، ويقوم بالإجابة عليه بكتابة كلمة أو رقم أو رمز أو شبه جملة.
الصفحة 252
مثال :
1 - كم عدد الشهور الهجرية؟ (12)
2 - في اي فصل تتفتح الازهار؟ (الريع )
3 - اشترت جيهان قطعتين من الشكولاتة. الاولى ثمنها 43 قرشا والثانية ثمنها 37 قرشا. فما ثمن القطعتين؟
ب - صيغة التكميل
وفى هذا الصيغة تقدم الفقرة للمتعلم في صورة جملة ناقصة ثم يقوم بإكمالها.
مثال:
1 - عدد الشهور الهجرية ...... شهراً. (17)
2 - تتفتح الأزهار في فصل ........ (الربيع)
3 - تنتقل اسرار الخصائص الوراثية عبر الاجيال بواسطة ........ (الجينات).
ج - صيغة الترابط أو الاقتران
وفى هذا الصيغة تقدم الفقرة للمتعلم في صورة مجموعة من الكلمات أو الاسماء أو الالفاظ التي تتفق في طريقة الاجابة عليها.
مثال:
1 - أكمل الفراغ التالي بصيغة الجمع
١ – أسد (أسود)
ب – مدينة (مدن)
ج – حديقة (حدائق )
د-يوم (ايام )
2 - اكتب أمام كل مدينة من المدن التالية-اسم الدولة التى توجد فيها. .
أ - تورنتو ........ (كندا)
ب - كابرى ........ ( ايطاليا )
ج - جوهانسبرج ..... ( جنوب افريقيا )
د- برشلونة ........ ( البرتغال)
الصفحة 252
مجالات استعمال الفقرات ذات الاجابة القصيرة
تستخدم الفقرات ذات الاجابة القصيرة في قياس اهداف او نتاجات تعلمية بسيطة، مثل اختبار معرفة المفردات والمصطلحات والاسماء والتواريخ، كما تستخدم في التعرف على استيعاب المفاهيم البسيطة والقدرة على حل المسائل العددية في العلوم والرياضيات. وهذه الفقرات تناسب مرحلة التعليم الابتدائي الأساسي لأنها تكاد تقتصر على عمليات عقلية أولية تتصل مباشرة بالمستوى الأول للأهداف في المجال المعرفي وهو مستوى المعرفة او التذكر الذي يتضمن تذكر أو استدعاء معلومات او حقائق او افكار او مفاهيم محددة.
وهذا يعنى أن هذه الفقرات تبقى قاصرة عن اختبار مستويات الفهم او التطبيق او التحليل، ولعل طبيعة هذه الفقرات وتكونيها ونمط الاجابة عليها هو الذى يحدد ذلك، فالإجابة المطلوبة من المفحوص تكون قصيرة جداً ومحددة تماما ولتتيح له الا عمليات معرفية بسيطة
ويقدم جرونلند (Gronlund, 1985, p.148) بعض الاستخدامات الشائعة للفقرات ذات الاجابة القصيرة، نلخصها على النحو التالي :
1 - اختبار معرفة معاني المصطلحات
مثال :
- في خرائط الاحوال الجوية، يسمى الخط المرسوم بين النقاط التي يتساوى فيها الضغط البارومترى في فترة معينة بخط ( تساوى الضغط الجوي )
2 - اختبار معرفة الحقائق البسيطة
مثال :
- ينتخب عضو المجلس الوطني الفلسطيني لمدة (4) سنوات.
3 - اختبار معرفة المبادئ
مثال:
- إذا ظلت درجة حرارة الغاز ثابتة بينما ازداد الضغط الواقع عليه، فماذا سيحدث لحجم الغاز؟ (سوف يتناقص).
الصفحة 254
4 - اختبار معرفة الطريقة او الاسلوب
مثال:
- ما هو الجهاز الذي يستخدم للكشف في وجود شحنة كهربائية، وتقرير ما إذا كانت الشحنة موجبة او سالبة. (الكشاف الكهربائي)
5 - قياس التفسير البسيط للبيانات والمعلومات
مثال :
- كم عدد المقاطع اللفظية الواضحة في كلمة ميسون؟ (2)
- في العدد 612، ما القيمة التي يمثلها الرقم 6؟ (600)
- في المثلث التالي، ماهي قيمة كل زاوية من زوايا المثلث؟ (60)
(انظر الشكل ص255ضمن نسخةPDFاعلاه)
- إذا كانت طائرة تطير نحو الشمال الغربي، ثم انحرفت بمقدار 180، ما هو الاتجاه الذي تسير فيه؟
• الجنوب الشرقي)
6 - قياس القدرة على حل المسائل الرياضية والمعادلات الكيميائية.
- ثمن زجاجة الحليب عبوة ربع لتر 96 قرشا، في حين ان ثمن العبوة ذات اللتر الكامل 368 قرشا. كم قرشا توفرها إذا اشتريت لتراً كاملاً؟ (16) قرشا
(انظر التمرين ص255)
الصفحة 255
خصائص وحدود الفقرات ذات الاجابة القصيرة
مزايا الفقرات ذات الاجابة القصيرة
1 - تتميز هذه الفقرات بانها لا تتيح للمفحوص فرصة تخمين الاجابة الصحيحة، وذلك لأنه يتعين عليه إن يصوغ الاجابة بكلمة أو جملة او رقم او رمز من عنده، لا ان يختارها من بين مجموعة من البدائل، كما في الفقرات الموضوعية ذات الاجابة المنتقاة او المختارة، وهي فقرات الصواب والخطأ، او فقرات الاختيار من متعدد، أو فقرات المقابلة.
2 - يتيح هذا النوع من الفقرات للمعلم امكانية قياس معرفة المفحوص او المفحوصين في جزء كبير من المقرر الدراسي، وذلك لأنه يستطيع اعداد عدد كبير من الفقرات أكبر بكثير من الفقرات التي يمكن اعدادها لنفس المقرر بواسطة فقرات المقال.
وهذا يعنى ان هذا النوع من الفقرات يعطى المعلم فكرة أشمل عن مستوى تحصيل المفحوص، فضلا عن كونه يمتاز بالشمول والموضوعية النسبية في تصحيح الدرجات.
وبفضل ذلك يعتبر هذا النوع من الفقرات أكثر ثباتا كاختبار للتحصيل من الاختبار الذي يتضمن فقرات من نوع المقال. وهذا يشير ايضا، الى أن هذه الفارات تتميز بانها أكثر موضوعية وثباتا وشمولاً للمادة الدراسية من فقرات المقال.
3 - يتم اعداد هذه الفقرات بسهولة مقارنة بفقرات الاختبارات الموضوعية، وبصفة خاصة فقرات الاختيار من متعدد، وذلك لارتباطها الشديد بالأسئلة الصفية الشفوية التي يوجهها المعلم كل يوم الى تلاميذه، ومن ثم فهي سهلة الصياغة ولا تتطلب جهداً كبيراً في الاعداد من ناحية، ومألوفة لدى التلاميذ من ناحية اخرى. ولا يعنى هذا القول، بطبيعة الحال، ان هذه الفقرات سهلة الصياغة والاعداد وبالتالي فهي لا تحتاج الى جهد واعداد جيد، بل العكس هو الصحيح تماما، فالسهولة التي نقصدها تنبع من الممارسة اليومية لهذه الاسئلة في قاعة الصف - من قبل المعلم -، في حين ان اعداد الفقرات للاختبار الجيد يتطلب بالضرورة من المعلم عناية خاصة في بناء هذه الفقرات، تتمثل بصورة خاصة في الاختيار الجيد والصياغة الدقيقة لكل فقرة من فقرات الاختبار.
4 - يمكن تصحيح هذه الفقرات وتقدير درجاتها بسهولة أكثر من فقرات الاسئلة من نوع المقال، وهذا يتطلب من المعلم ان يعد دليلا أو نموذجا للإجابات الصحيحة
الصفحة 256
يستخدمه في تقدير درجات كل فقرة من هذه الفقرات داخل الاختبار، وهذا يضفي قدراً كبيراً من الموضوعية في التقدير، وان كانت هذه الموضوعية اقل في درجتها من تلك التي نجدها في فقرات الاختبارات الموضوعية، كالاختيار من متعدد، والصواب والخطأ.
5- يمكن للفقرات ذات الاجابة القصيرة ان تساعد في تشخيص اخطاء الطلاب، بحيث تزود المعلمين بيانات تشخيصية أكثر من الفقرات الموضوعية الاخرى.
حدود الفقرات ذات الاجابة القصيرة
1 - تعدد الاجابات الصحيحة لنفس الفقرة يؤدي الي صعوبة تصحيح هذه الفقرة، بحيث يعطى المفحوصين في بعض الاحيان اجابات عديدة غير متوقعة لنفس السؤال، وهذا يتطلب من المعلم اعادة النظر في الفقرة ومراجعتها عدة مرات حتى لا تحتمل سوى إجابة صحيحة واحدة، وهو أمر يصعب تحقيقه في صياغة جميع فقرات الاختبار..
2 - تشدد هذه الفقرات على مجرد حفظ واستظهار المعلومات والحقائق والمصطلحات، في حين انها لا تعنى بالجوانب المهمة الاخرى لعملية التعلم، وبالتالي فانه لا يمكن استخدامها في قياس النتاجات التعلمية المعقدة.
أسس كتابة الفقرات ذات الاجابة القصيرة
1 - يجب ان تصاغ الفقرة بصورة محددة، بحيث لا تحتمل الفقرة سوي اجابة صحيحة واحدة من قبل المفحوصين، وهذا يتطلب من المعلم مهارة كبيرة في صياغة الفقرة حتى ينتج فقرات أو أسئلة واضحة لا غموض فيها، بحيث يستطيع المفحوص بسهولة تحديد الاجابة المطلوبة.
امثلة:
- ما فصول السنة؟ (الاجابة: الصيف، الشتاء، الربيع، الخريف) صياغة ضعيفة
- فصول السنة ... (الاجابة: الصيف، الشتاء، الربيع، الخريف) صياغة ضعيفة
الصفحة 257
وفى كلا المثالين السابقين، سواء في صورة السؤال او في صورة التكميل، كانت الاجابة المطلوبة: الصيف، الشتاء، الربيع، الخريف) الا ان الطريقة التي كتبت بها هذه الفقرات تجعل المفحوص يجيب عليها بان يكتب كلمة او كلمات او جملة اخرى ليست الاجابة المطلوبة (في ذهن المعلم أو واضع الاختبار) ولكنها اجابات صحيحة ومقبولة (في ضوء فهم المفحوص للصياغة المطروحة امامه في الفقرة) مثل: اربعة، او متتالية، او متساوية في عدد الاشهر، أو متباينة في مناخها، وغير ذلك من الكلمات أو الجمل المحتملة. وهذا يشير الى ضرورة تعديل صياغة الفقرتين السابقتين على نحو أكثر تحديداً، على النحو التالي:
- ماهي فصول السنة الاربعة؟ صياغة أفضل
- فصول السنة أربعة، هي ....... صياغة أفضل
1 - يفضل عند صياغة هذا النوع من الفقرات استخدام صيفة السؤال أكثر من صيغة التكميل. ويتفق في ذلك خبراء القياس التربوي
,Mehrens & Lehmann,1984,P.135Gronlund,1985,P.151)) وذلك لسببين:
(1) ان صورة السؤال تكون أكثر طبيعية للمفحوصين الذين تعندوا الاجابة على هذه الصيغة التي يستخدمها المعلم في المناقشات الصفية بشكل دائم أكثر من الاجابة على العبارات الناقصة وهي صورة التكميل.
(2) تجعل بنية الفقرة جيدة بحيث تبدو المشكلة فيها واضحة ومحددة تماما وخالية من الغموض.
وصياغة الفقرة على صورة سؤال تيسر للمعلم التركيز على الاجابات المتوقعة من قبل المفحوصين على هذه الفقرة ومن ثم ادخال التحسينات عليها بحيث تصبح المشكلة المطروحة فيها أكثر تحديداً ووضوحا، وبالتالي فالإجابة المتوقعة تكون محددة ووحيدة، بحيث ينصب اهتمام المعلم على بنية الفقرة. في حين أن صياغة الفقرة في صورة التكميل يحصر اهتمام المعلم بالكلمة او الكلمات المحذوفة من الفقرة، وهي الكلمات التي يجب ان يملأ بها الفراغ، أسي الاجابة المتوقعة، ويغفل الاهتمام او التركيز على بنية الفقرة او صياغتها. تأمل صياغة الفقرة التالية:
الصفحة 258
مثال:
أ - تقع دمشق على ....................صياغة ضعيفة
فاذا أعدنا صياغة هذه الفقرة على صورة سؤال على النحو التالي:
ب - على ماذا تقع دمشق؟ ............صياغة ضعيفة
فسوف نكتشف ان بنية الفقرة بحاجة لإعادة صياغة حتى تكون أكثر تحديداً ووضوحا بحيث تصاغ على النحو التالي:
ج - ما اسم النهر الذي تقع عليه دمشق؟ ..... ........ صياغة أفضل
لاحظ أن الصياغتين الاولى والثانية للفقرة تحتمل أكثر من اجابة، ويمكن للمفحوص ان يجيب عليها بكلمات مثل: نهر بردى، مفترق طرق، سفح جبل...... وغير ذلك من الاجابات الكثيرة المحتملة. في حين ان الصياغة الاخيرة للفقرة كانت أكثر تحديداً ووضوحا، وبالتالي فلها اجابة واحدة ووحيدة هي نهر بردى.
3 - يجب تحديد الوحدة التي يعبر فيها عن الاجابة في الفقرة التي تتطلب اجابة رقمية. ويفضل ان تثبت الوحدة التي يعبر فيها عن الاجابة بعد الاجابة مباشرة. وهذا الاجراء ضروري لأنه ييسر وصول المفحوص للإجابة الصحيحة دون غموض، وييسر أيضاً عملية التصحيح وتقدير الدرجات بالنسبة للمعلم.
مثال:
-ما كمية الماء التي يحتاجها الفرد العادي يوما؟ صياغة ضعيفة
- كمية الماء التي يحتاجها الفرد العادي يوميا هي (4) اكواب. صياغة أفضل
لاحظ ان عدم تحديد الوحدة التي يعبر فيها عن الاجابة في الصياغة الضعيفة قد تؤدى الى اجابات محتملة كثيرة مثل 4 أكواب، او لتر، او 100 سنتمتر مكعب.
4 - تجنب استخدام عبارات الكتاب نفسها. عند اقتباس أفكار او فقرات من الكتاب المدرسي، فيجب على المعلم او مصمم الاختبار اعادة صياغة الفقرات بلغته الخاصة وبنص يختلف تماما عن النص الوارد في الكتاب المقرر. وذلك لان استخدام عبارات مقتبسة من الكتاب المقرر وحذف جزء منها لبناء الفقرة يشجع المفحوصين على استظهار وحفظ عبارات الكتاب دون فهمها (سمارة وآخرون، 1989، ص: 90)، ويفقد الفقرة دلالتها الخاصة ويجعلها غامضة (Gronlund, 1985, P.150) وقد تؤدى ايضا، لوجود كلمات
الصفحة 259
غير ضرورية او علامات تدل على الاجابة المطلوبة فى الفقرة (ابوعلام، 1987، ص 117)
5- يجب الا تحتوي فقرة التكميل على فراغات كثيرة. ويستحسن أن يكون في الفقرة فراغ واحد، ومع ذلك فقد يوجد في بعض الفقرات فراغين أو أكثر، غير أن وجود فراغات كثيرة (أكثر من ثلاثة فراغات) في الفقرة الواحدة يؤدى الى غموضها او ضعفها، بحيث تتنوع الاجابة عليها بين المفحوصين تنوعاً كبيراً مما يجعلها غير عائمة لقياس معرفة المفحوص في مادة الاختبار، كما انه يؤدى الى صعوبات وتعقيدات في عملية التصحيح وتقدير الدرجات. وحتى يحقق المعلم او مصمم الاختبار الشكل الأفضل للفقرة بحيث تحتوي على فراغ واحد أو فراغين فقط، فان هذا يحتم عليه الا يحذف من الفقرة الا الكلمات الأساسية فقط والتي لها اهميتها في الموضوع الخاص الذي يتناوله بالقياس، حتى لا يفاجأ بوجود فقرة في الاختبار بها ثلاثة أو أربعة فراغات.
مثال:
- في موقعة ......(1)..... انتصر جيش .... (2) ....... بقيادة البطل ... (3) ...... على جيش .......(4) ... بقيادة ....... (5) ... صياغة ضعيفة
(الاجابة: 1 - حطين 2 ٠ - المسلمين، 3 - صلاح الدين الأيوبي، 4 - الصليبيين،
5-ريتشارد قلب الاسد).
لاشك ان صياغة هذه الفقرة على هذا النحو يدفع بالمفحوص الى تخمين الاجابات المطلوبة، كما انه يخلق للمعلم او مصمم الاختبار مشكلة كبيرة في عملية التصحيح وتقدير الدرجات، وبالتالي يمكن اعادة صياغة هذه الفقرة على النحو التالي :
- في موقعة حطين انتصر المسلمين بقيادة (صلاح الدين الايوبي) على (الصليبيين).
صياغة أفضل
6 - حاول أن تضع الفراغ في نهاية فقرة التكميل او قريبا منها وليس في بدايتها او وسطها، على اساس ان يتعرف المفحوص على المشكلة المطروحة قبل ان يصل الى
.... أكبر مدينة عربية من حيث عدد السكان. صياغة ضعيفة
الصفحة260
- أكبر مدينة عربية من حيث عدد السكان هي (القاهرة) صياغة أفضل
أعداد ورقة الاسئلة للتطبيق
ينجب أعداد ورقة الاسئلة بعد الانتهاء من كتابة الفقرات بحيث تكون الفقرات معروضة فيها بطريقة منظمة وواضحة، لان ذلك ييسر على المفحوص فهم الفقرات والاجابة عليها، كما إنه ييسر للمعلم او مصمم الاختبار عملية التصحيح وتقدير الدرجات. وحتى يتم ذلك في أفضل صورة يجب مراعاة المقترحات التالية (Thorndike, et al., 1991, p.257-258):
أ - إذا تضمنت ورقة الاسئلة فقرات من صيغة التكميل وأخرى من صيغة السؤال فيجب ان توضع فقرات النوع الواحد مع بعضها البعض، لان كلا منها يتطلب تعليمات خاصة، وتهيراً عقليا مختلفا من قبل المفحوصين.
ب - يجب ان توفر للمفحوصين مساحة كافية لتسجيل اجاباتهم، أو أن تعد ورقة اجابة منفصلة لتسجيل الاجابة.
ج - يجب ان تكتب تعليمات مستقلة وخاصة بكل صيغة من صيغ الفقرات في الاختبار، بحيث تكون هذه التعليمات كاملة وتتضمن طريقة تسجيل الاجابة ومكانها، والدرجة المخصصة لكل فقرة.
د - يجب تجميع الفقرات التي تناول نفس المحتوى أو نفس المهارة مع بعضها بعضا على قدر الامكان.
دليل الاجابة النموذجية وتصحيح الاختبار
ان هذا النوع من الفقرات يتطلب من المعلم او مصمم الاختبار اعداد دليل يتضمن الاجابات الصحيحة على فقرات الاختبار، وذلك لكي يستخدمه في تصحيح اوراق الاجابة وتقدير درجة المفحوصين على الاختبار. وحتى تكون عملية تصحيح الاختبار صادقة وموضوعية الى حد كبير، فيجب على المعلم قبل البدء في تصحيح الاختبار وتقدير الدرجات التحقق من الاجابة النموذجية التي أعدها هو للاختبار وذلك بمقارنتها بعينة من اوراق أجابه المفحوصين، وبصفة خاصة أولئك المتفوقين من بينهم. ومثل هذه المقارنة قد تكشف عن فقرة أو أكثر أجمع المفحوصين فيها على اجابات مختلفة عن تلك المعدة في دليل الاجابة النموذجية.
الصفحة 261
ويمكن ان يرجع ذلك اما الى خطأ في الكتابة اثناء اعداد الاجابة النموذجية أو الى الاختلاف في تفسير السؤال بين المفحوصين والمعلم. فاذا حدث هذا وكان التفسير البديل له ما يبرره، فيجب تعديل الاجابة النموذجية وفق هذا التفسير (Thorndike, et al, 1991, p.258).
فاذا وجدت فقرة مثل اعط مثالاً لاحد الامراض المعدية فقد يحدث ان المعلم وهو يعد الاجابات النموذجية لم يفكر الا في عدد محدود من الامراض، وربما تلك الموجودة فقط في محتوى المادة الدراسية، وعند مقارنتها بإجابات المفحوصين يكتشف اجابات اخرى ممكنة وصحيحة قدمها المفحوصون في ورقة الاجابة، وهنا يترتب على المعلم تعديل الاجابة النموذجية أو اضافة الاجابات الجديدة اليها قبل البدء في عملية التصحيح.
ويجب على المعلم مراعاة ان الدرجة تعطى للإجابة الصحيحة فقط، فاذا كان سيعطى شيئا لصحة الاملاء او التركيب اللغوي فيجب أن يذكر ذلك صراحة في التعليمات للمفحوصين، على ان يخصص درجة لكل منها. وفى نفس الوقت يجب ان تصحح كل فقرة على أساس ان الاجابة إما صحيحة فتحصل على درجة او خاطئة فتحصل على صفر، وذلك لان اعطاء جزء من الدرجة للفقرة يؤدى الى صعوبات في عملية التصحيح ويقلل من فاعلية الاختبار كمقياس. وتظهر هذه المشكلة بصفة خاصة في الفقرات التي تحتوي على مسائل حسابية او معادلات كيمائية او رياضية، او تلك التي تتضمن أكثر من فراغ
كما يمكن المعلم الذي يعتقد بضرورة اعطاء جزء من الدرجة على الفقرة او المسألة الحسابية مقابل صحة طريقة الحل، او صحة الاجابة لبعض الفراغات في نفس الفقرة على اساس انها تتصل بجانب ذو اهمية خاصة من محتوى المادة الدراسية، أن يضع عددا أكبر من الفقرات لهذا الجانب من المحتوى، ومن ثم التوقف عن هذا الاجراء تماما على الرغم من "أنه يولد شعوراً بالارتياح لدى تلاميذه او مفحوصيه.
فقرات المقال
تتفق فقرات المقال مع الفقرات ذات الاجابة القصيرة في نمط الاجابة، حيث يطالب من المفحوص ان يتذكرها او ينتجها استجابة للفقرة او للمشكلة المطروحة في السؤال، ولكنها تختلف عنها في حرية الاستجابة. فالمفحوص في فقرات المقال يصوغ الاجابة بكلماته وبدرجة حرية اعلى من تلك الممنوحة له في الفقرات ذات الاجابة القصيرة، بل ان اهم خاصية لهذه الفقرات هي حرية الاستجابة التي تعطيها للمفحوص، اذ يترك له أن ينظم
الصفحة 262
الاجابة عن الفقرة بالطريقة التي يراها مناسبة، فهو حر في كيفية الاقتراب من السؤال او المشكلة المطروحة في الفقرة، وفى كيفية اختيار الافكار والحقائق والمعلومات التي سيستخدمها، وفى كيفية تنظيم الاجابة وترتيبها بشكل متناسق.
وعلى الرغم من وجود جوانب قصور أساسية في فقرات المقال، الا انها لازالت تستخدم على نطاق واسع جداً في الاختبارات الصفية والامتحانات المدرسية او العامة، كما انها تحتل المرتبة الاولى بين اساليب القياس المختلفة التي يستخدمها المعلمون في المدارس والكليات والجامعات. ويرجع السبب في ذلك لأنها تصلح لقياس وتقويم جوانب وأهداف تعليمية تعجز الفقرات الموضوعية، ذات الاجابة المنتقاة، عن قياسها. وبالتالي فان المقالة المطولة تكون أكثر فاعلية في تقويم اهداف تعليمية معقدة، تتصل بالقدرة على انتاج الافكار وتنظيمها والتعبير عنها كتابة بكلمات وتراكيب وأساليب المفحوص الخاصة، وكذلك بالقدرة على استخدام المعلومات في حل المشكلات الجديدة، وبشرط أن يكون الحل أو المعالجة اصيلة ومبتكرة. وهذه جوانب واهداف تعليمية تعطى لفقرات المقال أهمية خاصة.
انواع فقرات المقال
تختلف درجة الحرية التي تعطى للمفحوص عند الاجابة على الفقرات المقالية من فقرة لأخرى. فقد يطلب من المفحوص ان يجيب على فقرة معينة اجابة محددة ومختصرة، وهذا يعنى تقييد حرية المفحوص في صياغة الاجابة وانتاجها، تماما كالفقرة ذات الاجابة القصيرة والتي يطلب من المفحوص أن يجيب عليها بما لايزيد عن سطرين او ثلاثة. في حين انه في فقرة أخرى يعطى حرية كبيرة في صياغة الفقرة وانتاجها، وبالتالي تحديد شكل وطريقة تنظيمها وطولها. وفى ضوء ذلك فان فقرات المقال تظهر في نوعين اساسيين، يعرف النوع الاول "بالفقرات ذات الاجابة المقيدة، اما النوع الثاني فيعرف "بالفقرات ذات الاجابة الحرة او (Kubiszyn & Borich, 1987, Gronlunal, 1985, Popham, 1990)
ونعرض فيما يلى لكلا النوعين.
الصفحة 263
فقرات المقال ذات الإجابة المقيدة
تضع فقرات المقال ذات الاجابة المقيدة قيودا على الاجابة المطلوبة التي يصوغها او ينتجها المفحوص، فتحدد مدى الاجابة ومحتوى المادة الدراسية المطلوبة. وعادة ما تبدأ هذه الفقرات بعبارات مثل: أجب بما لايزيد عن خمسة أسطر، اجب بما لايزيد عن سطرين، علل على ان لا تزيد اجابتك عن نصف صفحة، اذكر اسباب، اشرح في حدود .....، لخص....، رتب في قائمة، ..... وهذا يعنى أن "هذا النوع من الفقرات يفرض على المفحوص ان لا يسترسل في أجابته. بل يتحدد له سلفا عدد الاسطر المطلوبة، وعدد النقاط التي يجيب عليها (عبيدات، 1988، ص: 190)، ويصف عودة (1985، ص: 90) هذه الفقرات، بأنها الفقرات التي تحتمل اجابتها نقاطا محددة، كأن يعدد المفحوص أسباب ويذكر مكونات، او يحل مسألة (يحل بخطوات)، ولذلك يمكن ان يدرج تحت هذا الشكل من الفقرات فقرات المسائل التي تناسب بعض نواتج التعلم.... مثال ذلك:
- سم اجزاء الجهاز الهضمي؟
- اذكر ثلاثة مقومات يجب ان تتوفر في القيادة الجديدة؟
- يسقط جسم من ارتفاع 20م سقوطا حرا. احسب الزمن الذي يستغرقه الجسم للوصول الى الأرض بالثوان، إذا كان تسارع الجاذبية الارضية في مكان السقوط 10م/ث2؟ وتتميز فقرة المقال ذات الاجابة المقيدة بأنها تطرح سؤالاً محدداً وواضحا، كما انها تحدد ايضا، مجال وشكل الاجابة المطلوبة من المفحوص، مما يؤدى بالضرورة الى ثبات عملية التصحيح وسهولة تقدير الدرجات. كما قرر كيوبنزين وبورش (Kubiszyn,&Borish,1987,P.100) ان تلك القيود المفروضة على شكل ومدى الاجابة لهذه الفقرة تعمل كمحددات للإجابة على السؤال المطروح فيها، فتوجه المفحوص وترشده اثناء تذكر الاجابة وانتاجها، وتوفر معيار تقويمي لتقدير الدرجات.... مثال ذلك:
- ضع قائمة بالأسباب الاساسية التي ادت لدخول الولايات المتحدة الامريكية لكل من الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، مبينا اوجه التشابه والاختلاف بينهما. ضع في اعتبارك العوامل السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة قبل الجربين.
ويجب ان لا تزيد اجابتك عن صفحة وأحدة. ولاحظ ان تقدير درجتك سيتوقف على دقة الاجابة وتنظيمها وايجازها.
الصفحة 264
- اكتب نبذة مختصرة عن الدورة الشهرية في الانثى البالغة للإنسان، على ان لا تزيد عن نصف صفحة.
وتعتبر فقرات المقال ذات الاجابة المقيدة ذات قيمة كبيرة في قياس النتاجات التعلمية المرتبطة بالفهم والتطبيق والتحليل (Mehrens & Lehmann, 1984, p.97)، وحيث ان. هذه الفقرات تكون أكثر تحديداً ووضوحا فإنها يمكن ان تستخدم ايضا، في قياس نتاجات تعلمية تتطلب التفسير والتطبيق لبيانات معينة في مجال محدد. ومع تلك فان تقييد اجابة المفحوص على هذه الفقرات يقلل من قيمتها وقدرتها على قياس تلك النتاجات التعلمية التي تؤكد على التكامل، والتنظيم، والتأصيل او الابداع (Gronlund, 1985, p. 215)، كما أن تقييد الاجابة يعطل أحد اهم المميزات الاساسية لفقرة المقال وهي قياس قدرة المفحوص على تركيب او تأليف أفكاره، والتعبير عنها بأسلوب منطقي وبشكل متناسق ومترابط (Mehrens & Lehmann, 1984, p.97) وهذه نتاجات تعلمية يمكن قياسها فقط عندما يعطي المفحوص حرية كبيرة في الاجابة على الفقرة، ويتم ذلك باستخدام فقرات المقال ذات الاجابة الحرة.
فقرات المقال ذات الاجابة الحرة
في فقرات المقال ذات الاجابة الحرة او الموسعة يجيب المفحوص على الفقرة بحرية شبه كأملة ودون قيود تذكر على طول الاجابة أو شكلها أو طريقة تنظيمها. ومع ذلك فهناك قيود محدودة جداً تتمثل فى تحديد عدد الصفحات وزمن الاجابة على الفقرة. وهذا يعنى ان الحرية الممنوحة للمفحوص للإجابة على الفقرة ليست مطلقة، خصوصا إذا كان السؤال في الفقرة يتطلب مهارات وقدرات عقلية معينة او استجابات خاصة.... مثال:
- تكلم عن الاسباب التي جعلت البلاد العربية تستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية بعد ان كانت في الماضي تصدر الفائض عن حاجتها. وبين الوسائل العلمية للتغلب على هذه المشكلة. على ان تكون اجابتك في حدود ثلاث صفحات.
للإجابة على هذا السؤال فان المفحوص قد يختار الاسباب أو العوامل الزراعية او الاجتماعية او السياسية او.....، او يختارها مجتمعة، ولكنه يختار الاسباب التي يعتقد انها
الصفحة 265
المسئولة عن ذلك والمرتبطة بالمشكلة، ومن ثم ينظم المعلومات (الاسباب) التي يستدعيها ويرى انها مناسبة، ويربط بينها، ثم يقدمها أو ينتجها في إطار متكامل وبشكل مترابط منطقيا.
وتيسر فقرة المقال ذات الاجابة الحرة قياس النتاجات التعلمية (اهداف التعلم) التي تؤكد على التكامل والتنظيم، والتأصيل والابداع، كما انها تظهر قدرة المفحوص على انتقاء الافكار والحقائق والمعلومات، وتنظيمها، وتأليفها او تركيبها، والربط بينها، فضلا عن التقويم الشامل لها. وهذه كلها نتاجات تعلمية لا يمكن قياسها بأنواع اخرى من فقرات الاختبارات.
مجالات استعمال فقرات المقال
تستخدم فقرات المقال في قياس الكثير من الاهداف التعليمية الصفية، بدءاً بقياس الاهداف التعليمية البسيطة المرتبطة بالمستويات العقلية الدنيا للمجال المعرفي كالتذكر، والفهم:
والتطبيق» وانتهاء بقياس الاهداف التعليمية المعقدة المرتبطة بالمستويات العقلية العليا للمجال المعرفي كالتحليل، والتركيب، والتقويم. وهذا يعنى مرونة فقرات المقال وقابليتها لقياس اهداف تدريسية على درجة كبيرة من التنوع والاتساع، ان يمكن بواسطتها قياس أهدافا تدريسية تتصل بتذكر او استدعاء أفكار او معلومات اوحقائق، او معانى مفاهيم أو مصطلحات، او فهم معلومات بسيطة او معقدة، أو تطبيق مبادئ او مفاهيم علمية او رياضية، او حل مسائل رياضية، او اشتقاق برهان رياضي، او تصميم خطة مشروع، أو كتابة مقالة انشائية، او عرض قضية او وجهة نظر والدفاع عنها بأسلوب واضح وصحيح، او استخلاص أشياء جديدة من معلومات سابقة، او عقد مقارنة، او تعليل، أو مناقشة مشكلة، او اقتراح حلول لمشكلات معينة......الخ. ومع ذلك فمن الافضل ان يقتصر استخدام الفقرات المقالية على قياس الاهداف العقلية العليا وبخاصة ما يتعلق منها بما يلي:
(1) القدرة على انتقاء الافكار او المعلومات، وتنظيمها، وتكاملها اوالربط بينها، وتقويمها.
(2) القدرة على التعبير عن نفسه أو افكاره كتابة.
(3) القدرة على استخدام المعلومات في حل مشكلات جديدة.
(4) القدرة على تناول المسالة أو المشكلة ومعالجتها بطريقة اصيلة ومبتكرة.
وتكتسب هذه الفقرات أهمية خاصة في المرحلة الابتدائية حيث يكون للكتابة والاختبارات الكتابية دورا أساسيا في التحقق من النتاجات التعلمية المختلفة (اهداف التعلم)،فقدرة
الصفحة266
التلميذ على كتابة كلمة او جملة، او قدرته على استخدام كلمة في جملة، او قدرته على كتابة فقرة قصيرة يعبر فيها عن نفسه كتابة وبأسلوب منظم، لا يمكن ان يتم الا باستخدام فقرات المقال. وفيما يلي أمثلة على ذلك: (من كتاب اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي1993 /1992)
- اكتب جملة تستعمل فيها كِلمة الصديق.
- اكتب اعلانا في لوحة الاعلانات، تخبر فيه زملاءك عن قيام رحلة الى أحد الاماكن الاثرية في القدس.
- التليفون مفيد للإنسان. اكتب ثلاثة أسطر في ذلك.
- اكتب خمسة أسطر عن مهنة أبيك، وبين فوائدها للوطن.
- انظر الى هذه الصورة جيداً، وكون قصة من تأليفك.
ولا يعنى هذا ان قدرة المتعلم على التعبير عن نفسه وافكاره كتابة مطلوبة في المرحلة الابتدائية فقط، وانما هي مطلوبة ايضا في مراحل التعليم العليا، مما يؤكد على ضرورة الاهتمام بتنمية هذه القدرة لدى المتعلم كلما تقدم في السلم التعليمي. ويبقى أن نشير إلى أن تلك المهام أو القدرات لا يمكن قياسها بالفقرات الموضوعية ذات الاجابة المنتقاة، او أي فقرات اخرى، وانما يمكن قياسها بفقرات المقال فقط.
خصائص وحدود فقرات المقال
عرضنا لمجالات استعمال فقرات المقال، وتحدثنا عن خصائص هذه الفقرات ومميزاتها ايضا، ونعرض الان لمميزات هذه الفقرات مقارنة بالفقرات الموضوعية ذات الاجابة المنتقاه، بالإضافة الى حدودها وجوانب قصورها.
مزايا فقرات المقال
1 - قياس النتاجات التعلمية المعقدة. عندما يكون هدف المعلم هو قياس قدرة المفحوص على انتقاء المعلومات المرتبطة بالمسألة ثم تنظيمها واستخدامها في حلها، او تحليل هذه المعلومات وتأليفها وتقويمها، أو أداء المهارات المرتبطة بالمستويات العقلية العليا للمجال المعرفي، فان فقرة المقال هي اداة التقدير الملائمة لتحقيق ذلك، بحيث تعجز الفقرات
الصفحة 267
الموضوعية عن قياس مثل هذه الاهداف. ومع ذلك فان جرونلند (Gronlund,1985,P.217) يحذر من التعميم بأن جميع فقرات المقال يمكنها قياس النتاجات التعلمية المعقدة، ويضيف بان ذلك يعتمد بالدرجة الاولى على المعلم أو مصمم الاختبار وعلى صياغته لفقرة المقال، فالفقرة الجيدة يجب ان تستند الى جدول المواصفات الخاص بالاختبار، بحيث تعبر هذه الفقرة عن هدف معين وواضح داخل هذا الجدول، كما يجب ان تعد إعداداً جيداً وتصاغ صياغة واضحة ومحددة، تبين المطلوب فيها، والعمليات العقلية التي تتطلبها الاجابة عليها.
2 - سهولة بناء فقرات المقال. يتم اعداد فقرات المقال بسهولة، وفى زمن معقول، بحيث لا يحتاج المعلم او واضع الاختبار إلى زمن كبير لإعدادها بالمقارنة مع فقرات الانواع الاخرى وخاصة فقرات الاختيار من متعدد، كما يمكنه كتابتها على السبورة لقلة عددها.
3- فرصة التخمين محدودة جداً. تقلل، فقرات المقال من عنصر التخمين في الاجابة إلى أدني حد ممكن، فالمفحوص في هذا النوع من الفقرات يصوغ الاجابة بكلماته، ولا يتعرف عليها أو ينتقيها من بين مجموعة من البدائل المعطاة له في الفقرة.
4 - تنمية القدرة على التعبير عن الذات. المتعلم في هذه الفقرات يعطى الاجابة من عنده، فيولد المعلومات أو الافكار وينظمها ثم يعبر عنها بطريقتين هما: (1) التعبير عنها كتابة بكلمات وتراكيب وفقرات اصلية من انشائه، (2) التعبير عنها شفويا. وهذا يدفع المتعلم الى تنمية مهارات وأساليب مطلوبة في الاجابة على هذه الفقرات وتتصل بالتعبير بالكتابة، او اللغة، أو المناقشة والحوار، او النقد والتقويم. وهذا يعنى ان هذه الفقرات تنمى في المتعلم القدرة على التعبير عن نفسه او افكاره، وهو ما تفتقد اليه الفقرات الموضوعية.
5- تزود المتعلم بعادات دراسية جيدة. فالاختبارات التي تقوم على هذا النوع من الفقرات تزود المتعلمين بخبرات تعليمية خاصة وعادات دراسية جيدة. فمجرد الاعلان بين المتعلمين عن استعمال هذه الفقرات في الاختبار، يوجه انتباههم ويدفعهم الى الاهتمام بالمحتوى الكلى للعادة الدراسية، والى تنظيم أفكارهم ومعلوماتهم المتعلقة بها، وإيجاد العلاقات بينها، وفهمها فهما شاملا. بحيث يوفر هذا السلوك مع الممارسة المستمرة خبرات وعادات دراسية جيدة.
الصفحة 268
حدود فقرات المقال
1 - عدم قدرتها علي تغطية محتوي المادة الدراسية. الفقرات المقالية في الاختبار قليلة العدد، لأنها تتطلب من المفحوص أن ينفق وقتا طويلا في استدعاء الاجابة وتنظيمها وعرضها، وحيث أن زمن الاختبار محدد فانه من الصعب أن يستوعب الا عدد محدود من هذه الاسئلة او الفقرات، يتراوح بين خمسة الى عشرة اسئلة كحد اقصى. وهذا يعنى ان فقرات الاختبار لا تشمل الا اجزاء بسيطة ومحدودة من المادة الدراسية. وبالتالي فان الاختبار يفتقر الى خاصتي الشمول والتمثيل، وهما خاصيتان أساسيتان لصدق محتوى الاختبار. فاذا وجه المفحوص اهتمامه الى جزء او أجزاء معينة من المادة الدراسية وتصادف ان وردت عنها الاسئلة فسوف يحصل على درجة عالية، في حين إذا وجه اهتمامه لأجزاء اخرى لم تغطيها الاسئلة فسوف يحصل على درجة منخفضة.
2 - يتأثر تقدير الدرجة بعامل التورية. فقرة المقال تتيح للمتعلم أن يجيب على السؤال بطريقته الخاصة، سواء في عرض المعلومات او ربطها مع بعضها البعض او في تنظيمها، وهذا يعنى ان القدرة على الكتابة هنا لها دور هام في الاجابة على سؤال الفقرة، فاذا كان المفحوص لا يعرف الاجابة الصحيحة ولديه قدرة على التعبير الكتابي الجيد فانه يلجأ
أي اعطاء أي اجابة للحصول على الدرجة (Kubiszyn&Borich ,1987,P.104) للتورية وذلك بواسطة الخط الجيد، أو تطويل الاجابة واللف والدوران خلالها، ،او باستخدام التعبيرات الخادعة وغير المحددة، مما يؤثر على المصحح فيميل لا عطاءه الدرجة او جزءاً منها. وبالمقابل فان الخط الرديء والاسلوب الضعيف والاخطاء الاملائية والنحوية تؤثر تأثيراً سلبياً على الدرجة، وقد تدفع المصحح الى خفضها.
3 - التصحيح وتقدير الدرجة. ان تعدد وتنوع اجابات المفحوصين على الفقرات يستند الى الحرية الممنوحة لهم في الاستجابة، حيث أن بعضهم يعرض اجابته في إطار إنشائي مترابط، في حين ان بعضهم يعرضها في إطار منفصل ومتتابع. هذا الوضع يخلق صعوبات مختلفة للمصححين تتمثل في:
الصفحة 269
(2) لا توجد معايير محددة لصحة الاجابة وتقدير الدرجة، حيث ان تقدير الدرجة يعتمد على الاحكام الذاتية للمصحح، وهذه تختلف بين مصحح وأخر، كما قد تختلف عند نفس المصحح بعد مرور فترة زمنية معينة، وهو ما يعنى ان التصحيح غير ثابت.
ويبين لنا العرض السابق ان لفقرات المقال مزايا وفوائد هامة، لكنها تعاني من جوانب قصور خطيرة، كما بين لنا كذلك ان هناك أهدافا ونتاجات تعلمية لا يمكن قياسها أو تقديرها الا باستخدام هذه الفقرات، فيكف يمكن الاستفادة ما أمكن من مزاياها وخصائصه الايجابية والتقليل ما أمكن من عيوبها وجوانب القصور فيها؟ ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
(1)بناء فقرات جيدة
(2) ضبط اجراءات التصحيح وتقدير الدرجات.
(3) استخدام الفقرات في المواقف التي تكون مناسبة لها.
وسوف نعرض في الجزء التالي لأسس كتابة فقرات المقال، وكيفية ضبط اجراءات التصحيح وتقدير الدرجات.
اسس كتابة فقرات المقال
من اجل زيادة فاعلية فقرات المقال لابد من مراعاة الأسس والمقترحات والارشادات التالية:
1-تأكد من ان النتاجات التعلمية التي تسعي لقياسها مرتبطة بالمستويات العقلية العليا. يجب ان يقتصر استخدام الفقرات المقالية على قياس المهارات او العمليات او المهام المرتبطة بالمستويات العقلية العليا للمجال المعرفي كالتخطيط لمشروع، او المقارنة بين شيئين او أكثر، او النقد والمناقشة، أو التقويم لعمل ما، أو التعبير الكتابي، ......الخ. وهي المهام أو القدرات او العمليات التي لا يمكن للفقرات الموضوعية قياسها. فاذا تبين للمعلم او مصمم الاختبار ان العمليات التي يسعر لقياسها مرتبطة
الصفحة 270
بالمستويات العقلية الدنيا للمجال المعرفي كالمعرفة او التذكر أو التعرف، أو الفهم، أو التطبيق، فمن الافضل ان يستخدم لقياسها الفقرات الموضوعية لأنها أكثر ثباتا وشمولا من الفقرات المقالية، كما ان تصحيحها وتقدير درجاتها يتم بسهولة وموضوعية.
2- يجب ربط الفقرات مباشرة بالنتاجات التعلمية التي تريد قياسها. أسي انه يجب كتابة الفقرة بحيث تقيس هدفا او أكثر من أهداف التعلم (نتاجات التعلم) المتصلة بالمادة الدراسية موضوع الاختبار، والتي يتم تحديدها مسبقا في جدول المواصفات الخاص بالاختبار، وهذا يتطلب من المعلم ان يكون واعيا بنوع الاداء المراد قياسه قبل ان يبدأ في كتابة الفقرة. فاذا كان المعلم او مصمم الاختبار يريد من المفحوص ان يحلل، او يحكم، او يفكر تفكيراً ناقداً، فما هي العمليات العقلية المتضمنة في التحليل أو الحكم او التفكير الناقد؟ ... يمكن للمعلم او مصمم الاختبار تحديد هذه العمليات على أساس أنه واع تماما ومدركا لنوع الاستجابة التي تعبر عن القدرة التي يريد قياسها عند المفحوصين.
3-اكتب الفقرة بحيث تكون المهمة المطلوبة من المفحوص محددة وواضحة تماما.
فصياغة الفقرة بطريقة واضحة ومحددة يؤدى الى تمكن جميع المفحوصين من فهم المهمة المطلوبة منهم في الفقرة، وان هذه المهمة المطلوبة لها نفس المعنى عندهم جميعاً، وأنها لا تحتمل سوى تفسير واحد. وهذا يعنى ببساطة ان جميع التلاميذ سوف يجيبون على هذه الفقرة على أساس انها تحتوي على مهمة واحدة فقط، أو سؤال محدد وليس على عدة مهمات أو أسئلة مختلف.
مثال:
ناقش قيمة الاهداف التعليمية صياغة ضعيفة
الاهداف التعليمية تتمتع بشعبية كبيرة بين المعلمين منذ سنوات عديدة
ناقش مزايا وحدود الاهداف التعليمية، موضحا رأيك في استخدامها. صياغة أفضل
4-ابدأ فقرة المقال بكلمات او عبارات مثل قارن، بين السبب، اعط امثلة من عندك، تنبأ بماذا يمكن ان يحدث إذا ..... ميز بين..، "قارن بين.... من حيث"، بين ماذا يحدث عندما ....، أنقد.....، فاستخدام مثل هذه الكلمات او العبارات له أهمية خاصة في تحديد
الصفحة271
المطلوب من المفحوص في الفقرة. وتجنب ان تبدأ فقرة المقال بكلمات او عبارات مثل
"ماذا"، "من"، "عدد"، "أذكر"، لان مثل هذه الكلمات او العبارات تتطلب عادة مهام تعتمد فقط على استدعاء المعلومات.
أمثلة:
1 - ماذا تعرف عن النظرية الخلوية
2 - اذكر أهم مكونات البروتوبلازم صياغة تقيس مستويات عقلية دنيا
3- ما لفرق بين المناعة التي يكتسبها الشخص عن طريق المصل والاصابة بالحصبة؟
4- قارن بين الجدار الخلوي والغشاء البلازمي صباغة تقيس مستويات عقلية عليا
من حيث التركيب والوظيفة؟
لاحظ أن الفقرتين الاولى والثانية تقيسان عمليات عقلية دنيا تتمثل في مجرد استدعاء حقائق او معلومات، في حين ان الفقرتين الثالثة والرابعة تتطلب عمليات عقلية كالمقارنة والتفسير والتقويم.
5- تجنب اتاحة الفرصة للمفحوصين بالاختيار من بين مجموعة من الفقرات. ان اتاحة الفرصة للمفحوصين للاختيار بين فقرات الاسئلة المعطاة لهم في الاختبار يجعل من الصعب اجراء مقارنة دقيقة بين اوراق اجاباتهم، لان المفحوصين اجابوا عن فقرات مختلفة، بحيث أختار بعضهم فقرات واختار بعضهم الاخر فقرات اخرى مختلفة. كما ان اختيار المفحوصين للفقرات يقال من عدد الفقرات ومن شمولها لمحتوى المادة، وبالتالي فلن تكون هذه الفقرات عينة ممثلة تمثيلا صادقا للمادة الدراسية، وهذا يقلل من صدق الاختبار أيضا. ولذلك يجب ان يطلب المعلم او مصمم الاختبار من جميع المفحوصين، ومن خلال التعليمات، الاجابة عن جميع الفقرات في الاختبار، ويمكن الخروج عن هذه القاعدة فقط في بعض المواقف خاصة تلك المتعلقة بقياس المهارة في التعبير الكتابي، حيث يسمح للمفحوصين بالاختيار بين عدة فقرات، كما يحدث في اختبارات الانشاء في اللغة العربية واللغات الاجنبية المختلفة.
الصفحة 272
6 - يجب توفير الوقت الذاتي للمفحوصين للإجابة عن فقرات الاختبار. تتطلب الاجابة على فقرات المقال وقت طويلا من المفحوص، وذلك لأنه يحتاج وقتا للتفكير ووقتا آخر لتنظيم الاجابة وكتابتها، وبن هنا كان على المعلم أو مصمم الاختبار ان يحدد للاختبار وقتا كافيا لذلك، بحيث لا يتدخل عامل السرعة في الاجابة، فيقلل من قدرة الطالب على استدعاء أفكاره وتنظيمها ثم كتابتها. وقد يكون من المناسب تحديد زمن الاختبار في ورقة الاسئلة، او الاشارة ايضا للزمن التقريبي للإجابة على كل فقرة من فقرات الاختبار، وقد يكون من المناسب أيضا تحديد عدد الصفحات المطلوبة لكل فقرة إذا كان من الصعب على مصمم الاختبار تحديد زمن مناسب لها - هذا مع ضرورة تحديد زمن مناسب للاختبار ككل للإجابة عن جميع فقراته.
إجراءات التصحيح وتقدير الدرجات
نعرض فيما يلي لبعض المقترحات المتعلقة بإجراءات تصحيح فقرات المقال والتي يتفق
حولها معظم خبراء القياس التربوي (Popham,1990,Chase,1986,Gronlund 1985,Wiersma& Jurse,1990)
بحيث ان اتباعها يقلل ما أمكن من جوانب بالقصور في هذه الفقرات وخاصة الذاتية وعدم الموضوعية في التصحيح وتقدير الدرجات، وبالتالي تيسر للمعلم او مصمم الاختبار التوصل الى معايير وأسس ثابتة يتم تصحيح اوراق اجابة المفحوصين على اساسها، وهذا يزيد من موضوعية وثبات عملية تقدير الدرجات.
1 - ضع اجابة نموذجية لفقرات الاختبار. قبل البدء في عملية تصحيح وتقدير الدرجات، يجب ان تضع اجابة نموذجية لكل فقرة، بحيث تكون هذه الاجابة هي أفضل اجابة ممكنة لها، وان تجزأ اجابة الفقرة إلى مجموعة من العناصر التي يفترض ان تشملها الاجابة، بحيث توزع الدرجة المخصصة لهذه الفقرة على هذه العناصر. ويفضل اعداد الاجابة النموذجية قبل اجراء الاختبار حتى يتمكن المعلم او مصمم الاختبار من مراجعتها والتأكد من صلاحيتها. كما يفضل مقارنة هذه الاجابة النموذجية مع مجموعة من اجابات المفحوصين على الفقرة، والفقرات الاخرى، وتعديلها إذا تبين ضرورة لذلك.
الصفحة 273
2 - حاول ان تصحح اوراق اجابة المفحوصين دون معرفة اسمائهم. ان تصحيح ورقة الاجابة دون معرفة اسم صاحبها، يقلل من أثر المعرفة السابقة للمعلم او مصمم الاختبار لمستوى المفحوص واداءه، ويجعل تقدير الدرجة يعتمد فقط على مستوى الاجابة الموجودة.
فقد تبين ان تصحيح ورقة الاجابة في ظل معرفة اسم صاحبها يؤثر في موضوعية التصحيح، ومن ثم يمكن معالجة هذه المشكلة، من خلال استخدام أرقام سرية لكل مفحوص، او اخفاء الاسم بمادة لاصقة او بأي طريقة أخرى، بحيث لا يراه المصحح، وبالتالي يصحح ورقة الاجابة دون معرفة صاحبها.
3- صحح جميع اجابات المفحوصين لكل فقرة على حدة. يجب ان تبدأ تصحي أوراق الاجابة بتصحيح اجابة الفقرة الأولى في جميع اوراق الاجابة قبل الانتقال الى اجابة الفقرة التالية او أي اجابة من اجابات الفقرات الاخرى ولهذا الاجراء هدفين: (1)
انه يساعد في ثبات المستوى او المعيار الذي يتم على اساسه تقدير اجابة الفقرة الواحدة او الحكم عليها، (2) كما انه يقلل من تأثرك بالإجابات الاخرى في الورقة عند تقديرك لإجابة المفحوص على فقرة معينة.
4 - يجب ان لا يتأثر تقدير الدرجة على الفقرة بعوامل غير مرتبطة بالإجابة. حاول ان لا يتأثر تقديرك لإجابة المفحوص بعوامل لا علاقة لها بالإجابة الصحيحة المطلوبة منه.
ومن أبرز العوامل المؤثرة على تقدير درجة المفحوص هي تلك المتصلة بمستوى تعبيره الكتابي، وخطه، وطريقة تنظيمه للإجابة. وإذا كنت ستضع هذه العوامل في الاعتبار عند تقديرك لدرجة المفحوص على الفقرة او الفقرات الاخرى فيجب ان تعلن عن ذلك صراحة في تعليمات الاختبار، كما يجب ان يكون لهذه العوامل منفصلة او مجتمعة، درجة مستقلة عن الدرجة المخصصة للفقرة نفسها او لفقرات الاختبار ككل.
الصفحة 274
نموذج لفقرة مقال
لقد اوضحنا فى هذا الفصل أن للأسئلة والفقرات المقالية وظائف واستخدامات محددة، فهى أفضل انواع الفقرات لقياس قدرات الطالب على التنظيم أو الترتيب أو لمعالجة، فضلا عن الكشف عن الأساليب والقدرات الابداعية المطلوبة لحل المشكلات التعليمية أو المدرسية. ومن هنا تأتى أهمية صياغة السؤال في الفقرة المقالية، هل سيعالج أو يفحص هذه القدرات؟ ام سيكشف فقط عن المعرفة والتذكر؟ ولذا فنحن نعرض هذا النموذج على النحو التالي:
مثال:
(1): ماهي الوسائل التي استخدمت في الدول العربية لمنع حوادث السيارات؟
جدول يبين اسباب حوادث الطرق ومعدلاتها بين عامي 1980 - 1970 في البلاد العربية
(انظر الجدول في نسخة PDF أعلاه ص 275)
راجع البيانات الموضحة في الجدول، ثم فسر التغير في معدلات حوادث الطرق.
بين عامي 1980 ،1970.
لاحظ أن الاجابة على السؤال الأول تتطلب فقط تذكر ومعرفة المعلومات الموجودة في الكتاب المدرسي، في حين أن الإجابة على السؤال الثاني تتطلب تفسير ومعالجة ومقارنة وعمليات معرفية أعمق بكثير من مجرد التذكر.
الصفحة 275
الفصل الثاني عشر: إخراج الاختبار وتطبيقه وتصحيحه
إخراج الاختبار وتطبيقه وتصحيحه
* اخراج الاختبار
* تجميع الفقرات
*ترتيب الفقرات
* تعليمات الاجابة
* انتاج الاختبار وطباعته
* تطبيق الاختبار
* تسجيل وتصحيح الاجابة على الفقرات
الفصل الثاني عشر
إخراج الاختبار وتطبيقه وتصحيحه
لقد عرضنا في الفصول الثلاثة السابقة لكيفية بناء الاختبار التحصيلي، بحيث تناول الفصل التاسع عملية التخطيط للاختبار، وتناول الفصل العاشر كيفية كتابة الفقرات ذات الاجابة المنتقاة او هي المعروفة بالفقرات الموضوعية، والتي يقوم فيها المفحوص بانتقاء الاجابة، أما الفصل الحادي عشر فقد تناول كيفية بناء الفقرات ذات الاجابة المصاغة وهي الفقرات التي يقوم فيها المفحوص بصياغة الاجابة بكلماته. وفى هذا الفصل سنحاول ان نبين كيف يمكن اخراج الاختبار بالشكل المناسب، وبالتالي فإننا سوف نحاول الاجابة على التساؤلات التالية"! كيف يمكن ترتيب الفقرات داخل الاختبار الواحد؟ وما هي الأسس العامة المتبعة لتجميع فقرات الاختبار إذا كانت هذه الفقرات تنتمي الى أنواع مختلفة؟ وما هي التعليمات المناسبة للإجابة على فقرات الاختبار؟ وهل يلزم استخدام تعليمات مستقلة لكل نوع من أنواع الفقرات في الاختبار الواحد ام يكتفى بتعليمات عامة؟ وما هي الظروف الملائمة لتطبيق الاختبار؟ ما هي الأساليب المتبعة في تسجيل الاجابة وفى تصحيحها؟ تلك بعض القضايا او الاسئلة التي يجب ان يضعها المعلم او مصمم الاختبار في اعتباره قبل أن يبدأ في تنفيذ الخطوة الاخيرة المتعلقة بإخراج الاختبار وتنفيذه. وسوف نحاول في هذا الفصل إلقاء الضوء على هذه الاسئلة، ومن ثم توضيح الاجراءات التي يمكن إتباعها لإخراج الاختبار بطريقة مناسبة.
اخراج الاختبار
تتضمن عملية اخراج الاختبار اعداد. فقرات الاختبار في ورقة الاسئلة من خلال شروط الوضوح والدقة والموضوعية، وتنظيمها بشكل جيد ثم نسخها أو طباعتها قبل تقديمها في موقف الاختبار يسهل على المفحوص عمليات أخذ الاختبار، كما انه يزيد من قدرته على الاجابة على الفقرات بالشكل الذي يتلاءم مع قدراته. وفى حين ان كتابة فقرات الاختبار على السبورة او تقديمها بشكل شفوي للمفحوصين للإجابة عليها عملية صعبة ومعقدة تتطلب جهداً كبيراً، حتى لو كانت فقرات الاختبار محددة العدد مثل فقرات المثال ذات الإجابة
الصفحة279
المحددة او المطولة او الفقرات ذات الاجابة القصيرة والتي تسهل كتابتها على السبورة. بل ان بعض الاختبارات المكونة من فقرات الاختيار من متعدد وبعض اشكال فقرات الصواب والخطأ لا يمكن اعدادها شفوياً ولا يمكن كتابتها على السبورة ( Mehruns & Lehman 1984, 179 ) وكما أن كتابة الفقرات مهما كان عددها محدداً على السبورة وعدم طباعتها وتقديمها للمفحوصين جاهزة في ورقة الاسئلة ، يعتبر من وجهة نظر التربية ممارسة غير سليمة لسببين هما ( ابو علام ، 1987، 230)، (1) أن وقت الاختبار وبخاصة اذا كان حصة او ساعة واحدة لا يسمح بإضاعته في كتابة الاسئلة التي قد تكون متعددة وطويلة ، (2) ان المفحوص يضطر بين حين وآخر الى النظر الى السبورة لقراءة السؤال ، وقد يضطر الى نقل الاسئلة في دفتر الاجابة ، وكلا العمليتين مضيع للوقت بالإضافة الى ما قد ينتج من اخطاء النقل التي قد تتسبب في فهم الاسئلة بشكل خاطئ . ويضيف لهذه الاسباب عاملاً مهماً ينتج عن كتابة الاسئلة على السبورة، وهو جرمان المفحوصين من وجود تعليمات كاملة وواضحة ووافية تصاحب فقرات الاختبار، وتعينه في فهم المطلوب منه القيام به وكذلك الاسلوب الذي عليه أن يأخذ به في تسجيل الاجابة.
ويعتبر ترتيب الفقرات في الاختبار من العمليات الهامة التي يقوم بها المعلم أو مصمم الاختبار قبل اخراجه، بحيث عليه أن يقرر الأساس أو المعيار الذي يستند اليه في ترتيب الفقرات، فهل سيتم ترتيبها من السهل الى الصعب؟ أو هل سيتم ذلك حسب محتوى المادة التعليمية بحيث تجئ فقرات الموضوع الواحد وراء بعضها بعضاً وهل سيستخدم نوعاً واحداً عن الفقرات في الاختبار ام سيستخدم أكثر من نوع؟ واذا استخدم أكثر من نوع فهل الفقرات حسب نوع الفقرة ؟ إن هذه الأمور هامة يجب ان يأخذها المعلم. او مصمم. الاختبار بعين الاعتبار، لأنها تحتاج الى قرار مسبق منه قبل اخراج الاختبار.
, ومع ذلك فان خبراء القياس التربوي ، Popham, 1990, Hopkins, Antes) 1985,Gronlund, 1985, Ebie & Frisbie,1986 ), يتفقون على ان يبدأ الاختبار بالفقرات السهلة حيث تتدرج هذه الفقرات من السهل الى الصعب، ويفترض أن يؤدى ذلك الى آثار ايجابية كثيرة نذكر منها (10) نشجع المفحوصين على الاستمرار في الاجابة حتى نهاية الاختبار، (2) تقلل الى أدنى حد ممكن من قلق الاختبار الذي يصيب المفحوص ويعيق عن الاجابة بالشكل الذي يتفق وقدراته. ويتفقون كذلك على انه يمكن تجميع الفقرات التي تتناول نفس المحتوى معاً بحيث تأتى متلاحقة وهذا يؤدى الى شعور المفحوص باتساق الاختبار
الصفحة 280
وتسلسله واحكامه، فضلاً عن كون ذلك الاتساق يحد من تشتيت انتباه المفحوص، ويقوى من قدرته على الاجابة. وفى حالة استخدام المعلم او مصمم الاختبار أكثر من نوع واحد من الفقرات في الاختبار، وهو الوضع الشائع تقريباً بين المعلمين ومصممي الاختبارات، فانه يجب ان توضع الفقرات من نفس النوع في مجموعة واحدة، لان هذا التنظيم ييسر على المفحوص تناول فقرات الاختبار والاجابة عليها وفق تهيؤ عقلي مناسب، وعندما يتم اخراج الاختبار بحيث تشكل كل مجموعة من الفقرات جزءاً من اجزاء الاختبار، فأنه يجب اعداد تعليمات خاصة ومحددة بكل جزء من هذه الاجزاء، بالإضافة طبعاً الى وجود تعليمات عامة للاختبار ككل. وسوف يتم توضيح الاجراءات التي يمكن اتباعها لإخراج الاختبار بطريقة مناسبة في الجزء التالي.
تجميع الفقرات
بعد ان ينتهى المعلم او مصمم الاختبار من كتابة جميع الفقرات المحددة وفق التوزيع المقترح لجدول المواصفات ، التي يجمع بين محتوى المادة الدراسية والأهداف الخاصة التي سوف يغطيها الاختبار ، فانه يواجه بمهام سهلة ، اذ تبين ان عليه أن يراجع هذه الفقرات ويفحصها فحصاً جيداً قبل وضعها في صورتها النهائية ، فقد يجد فقرات غامضة ، أو فقرات بها اخطاء لغوية أو اخطاء إملائية ، أو فقرات بها معلومات أو أهداف مكررة في فقرات سابقة ، وقد يجد أيضاً أن عدد الفقرات التي اعدها اكبر بكثير مما هو مقرر للاختبار ، وقد يجد فقرات مأخوذة مباشرة من الكتاب المقرر .. الى غير ذلك، مما يتطلب منه اعادة صياغة تلك الفقرات أو تعديلها، او حذفها، او القائها، او تصحيحها بحيث يتبقى لديه أفضل الفقرات من حيث الصباغة والترتيب.
وبعد مراجعة الفقرات وتنقيحها، فانه قد يكون من الأفضل لمصمم الاختبار أن يعرضها على زميلاً له أو أكثر أو خبيراً في المادة التعليمية، فقد تكشف مراجعهم النقدية للفقرات عن جوانب قصور او اخطاء لم ينتبه اليها. وقد يكون من الأفضل أيضا في هذه المرحلة أن يترك الفقرات عدة أيام قبل أن يعود إليها بمراجعة أخيرة وشاملة لها مستفيداً من ملاحظات وتعليقات الآخرين عليها. وبعد التأكد من صلاحية جميع الفقرات فانه يستحسن تسجيل كل فقرة على بطاقة منفصلة من حجم 8X5 سم ، كما هو موضع في الشكل (1 - 12) :
الصفحة 281
(أنظر الشكل في البدف أعلاه الصفحة 282)
الشكل (12 - 1) بطاقة تسجيل الفقرات
وتيسر عملية تسجيل كل فقرة على بطاقة منفصلة تكوين ملف للفقرات يمكن استخدامه مستقبلا في بناء اختبارات جديدة، فوجود الفقرات على بطاقات منفصلة يعطى مرونة كبيرة للمعلم او مصمم الاختبار في اعادة ترتيب الفقرات او اعادة تجميعها عند بناء اختبار جديد، ويوفر له امكانية تسجيل نتائج تحليل كل فقرة على الجانب الآخر من نفس البطاقة.
ترتيب الفقرات
بعد ان تتم عملية مراجعة الفقرات ووضعها في صورتها النهائية، ثم تسجيلها على بطاقات منفصلة، فإنها بعد ذلك تصبح جاهزة لترتيبها في الاختبار . ولكن الأسس التي يمكن أن يستند اليها المعلم او مصمم عند ترتيب الفقرات المختلفة في الاختبار، في الواقع توجد عدة أسس يمكن أخذها بعين الاعتبار عند ترتيب الفقرات: وهي: (1) نوع الفقرة،
(2) مستوى الصعوبة، (3) محتوى المادة التعليمية، (4) النتاجات التعلمية أو الأهداف، الا أن الأساس الأول وهو نوع الفقرة أفضلها واكثرها شيوعاً واستخداماً. ومع أن البحث المنهجي لم يقدم لنا أدلة تذكر في أفصلية ترتيب الفقرات في الاختبار
(1984Gronlund, 1985 Wome, 1984, Meheins & Lehman,) وفق أساس معين الا ان الخبرات التي تجمع لدينا بواسطة المختصين والموجهين والعاملين في المجال التربوي تشير الى أن أفضل أساس يمكن الاعتماد عليه لترتيب الفقرات في الاختبار الواحد هو نوع الفقرات.
فاذا كانت الفقرات التي أعدها المعلم او مصمم الاختبار تحتوي على عدة أشكال أو أنواع
الصفحة 282
من أنواع الفقرات فيجب ترتيب الفقرات حسب نوعها، بمعنى ان توضع الفقرات من نفس النوع في مجموعة واحدة، بحيث تأتى كل فقرات الصواب الخطأ معاً، فهو يساعد مصمم الاختبار (1) في وضع تعليمات محددة وواضحة لهذه الفقرات على اعتبار انها جزء من اجزاء الاختيار، (2) في تصحيح الاختبار في تقدير درجاته بسهولة، (3) وفى تحليل نتائج الاختبار. كما انه يساعد المفحوص على الاحتفاظ بتهيؤ عقلي مناسب داخل كل نوع من الفقرات ، ذلك لان كل نوع من الفقرات ، وبالتالي فان التغيير المستمر لنوع الفقرة والانتقال من نوع لآخر داخل ورقة الاختبار يسبب الارتباك والحيرة وعندما يقوم المعلم بتنظيم فقرات الاختبار في مجموعات جزئية ووفق نوعها ، فمن الضروري ان يراعى التسلسل في مستوى صعوبة هذه المجموعات ، وبالتالي أن تقدم هذه المجموعات او الانواع من الفقرات للمفحوصين في ورقة الاختبار بحيث تتدرج من البسيط الى المعقد ، ويمكن للمعلم الذى يستخدم اكثر من نوع ان يرتب هذه الأنواع من حيث درجة صعوبتها على النحو التالي :
1 - فقرات التصنيف.
2 - فقرات الصواب والخطأ.
3- فقرات المقابلة.
4- فقرات التكميل.
5- فقرات الاجابة القصيرة.
6 - فقرات الاختيار من متعدد.
7- فقرات المقال ذات الإجابة المحددة.
8- فقرات المقال ذات الاجابة المطولة.
ويمكن القول بناء على الخبرة والتجربة، انه في حالة استخدام أكثر من نوع واحد في الاختبار فمن الأفضل ألا يزيد عدد هذه الأنواع من الفقرات على الأربعة، والا فإن ذلك سوف يؤدى الى ارباك المفحوصين، والتشويش عليهم. كما انه من غير المعقول استخدام جميع هذه الانواع من الفقرات في الاختبار الواحد، ولكن استخدام انواع معينة دون غيرها من الانواع يعتمد على متغيرات كثيرة نذكر منها : (1) عمر المفحوصين ومستواهم الدراسي ، (2) طبيعة محتوى المادة الدراسية ،(30) الغرض من القياس والاختبار ، (4) زمن الاجابة على فقرات الاختبار .
الصفحة 283
يجب ان يقوم المعلم أو مصمم الاختبار بتجميع الفقرات التي تقيس النتاجات التعلمية داخل كل نوع معاً، فيجمع الفقرات التي تقيس معرفة المصطلحات مثلاً مع بعضها البعض.
تليها الفقرات التي تقيس الفهم، ثم الفقرات التي تقيس تطبيق المبادئ، ثم الفقرات التي تقيس التركيب .... وهكذا. ومثل هذا التجميع يساعد المعلم او مصمم الاختبار في (Mehrens& Lehman.1984,180) تحديد النشاطات او النتاجات التعلمية التي
واتقنها المفحوصون، والنتاجات التعلمية التي يتقنوها ويواجهون في فهمها صعوبة كبيرة، وتلك النتاجات التي تقع بين هذه وتلك. ويجب في نفس الوقت مراعاة أن ترتيب الفقرات داخل مجموعة النوع الواحد بحيث تتدرج من الفقرات السهلة الى الفقرات الصعبة. وبطبيعة الحال، فان بدء الاختبار بالفقرات السهلة يشجع المفحوصين وخاصة الضعفاء منهم على الاستمرار في الاجابة ومواصلة أخذ الاختبار، في حين أن ابتداء الاختبار بالفقرات الصعبة أو المتوسطة الصعوبة يعمل على تثبيط عزائم المفحوصين، وربما يدفعهم ذلك لعدم مواصلة أخذ الاختبار، كما يجب ترتيب فقرات الاختبار في كراسة الأسئلة بحيث تكون مرتبة ومنظمة وواضحة تماماً بحيث يمكن للمفحوص أن يقرأها بسهولة. وبشكل عام يجب مراعاة ما يلي عند ترتيب فقرات الاختبار:
1 - رتب الفقرات في ورقة الاختبار بطريقة منظمة وواضحة بحين تسهل قراءتها والاجابة عليها، وبالتالي فإن ورقة الاختبار يجب ان لا تكون مزدحمة بالفقرات، بحيث يترك مسافة او سطر بين الفقرة والاخرى، حتى تبدو مريحة للعين وتسهل قارعتها، ويراعى كذلك عدم تقسيم الفقرة بين الصفحات، بحيث يكون جزء من الفقرة على صفحة والجزء الآخر على الصفحة التالية، وكذلك يجب وضع الفقرة او مجموعة الفقرات المرتبطة بشكل او رسمة او خريطة معينة في صفحة واحدة.:.
2 - استخدم ورقة أجابه منفصلة لتسجيل الاجابة عليها .
ويفضل استخدام ورقة الاجابة منفصلة عند اخذ الاختبار وخاصة في الاختبارات الموضوعية. ويمكن استخدام ورقة اجابة منفصلة مع المفحوصين ابتداء من الصف الخامس، او الصف السادس. وفى هذا المقام يشير (,Thomdike, et al, 1991
239 - 246) الى أن التلاميذ أو المفحوصين في مستوى الصف الثالث الابتدائي يمكنهم ان يتعلموا بسهولة كيفية استخدام ورقة اجابة منفصلة. وبالتالي فعندما يستخدم مصمم الاختبار ورقة اجابة منفصلة في الاختبار والتي تقدم لهم فانهم لا يواجهون في استخدامها اية صعوبة. بل إن استخدام ورقة اجابة منفصلة يمثل مهارة اساسية في
الصفحة 284
أخذ الاختبار وينبغي ان يتحملها التلاميذ ويتدربون عليها في مرحلة مبكرة من دراستهم ودخولهم المدرسة الابتدائية. ويفضل كثير من المعلمين وواضعي الاختبارات استخدام ورقة اجابة منفصلة لان ذلك يساعد على دقة تقدير الدرجة على الاختبار وترفع من قيمة ثباته.
3- يجب تجميع الفقرات المتشابهة في النوع مع بعضها البعض: وهذا الاساس الأول الذي يجب أن يستند إليه المعلم عند ترتيب الفقرات داخل الاختبار. وسبق ان اوضحن بالتفصيل المزايا المختلفة لوضع الفقرات من نفس النوع في مجموعة واحدة.
4- رتب الفقرات ضمن مجموعة النوع الواحد بحيث تجمع الفقرات التي تعالج نفس نتاجات التعلم معاً. فمجموعة الفقرات من نوع الاختيار من متعدد على سبيل المثال، يمكن ترتيبها على النحو التانئ: (1) معرفة المصطلحات ، (2) معرفة الحقائق ، (3) معرفة المبادئ ، (4) تطبيق المبادئ . وهذا الترتيب يساعد في تحديد نتاجات التعلم التي يواجه المفحوصون بها صعوبات مختلفة، وفى عمليات التشخيص. كما ان هذا الترتيب يساعد يضأ في ترتيب الفقرات وفقاً لدرجة صعوبتها وذلك من الأسهل الى الاصعب.
5- رتب الفقرات ضمن مجموعة النوع الواحد بحيث تتدرج من السهل الى الصعب. وهذه عملية هامة جداً للحصول على أفضل تقييم ممكن لمستوى تحصيل المفحوصين فابتداء الاختبار بالفقرات السهلة يشجع المفحوصين على الاستمرار في الاجابة حتى نهاية
الاختبار: ويوفر لهم الوقت والفرصة في الاجابة على جميع الاسئلة التي يعرفون اجابتها، في حين ان ابتداء الاختبار بالفقرات الصعبة سوف يتطلب من المفحوصين قضاء وقتاً طويلاً في الاجابة عليها، وبالتالي فلن يجدوا الوقت الكافي للإجابة عليها بسهولة.
ويساهم اتباع الخطوات السابقة في ترتيب الفقرات بحسب درجة صعوبتها ايضاً .
6 - رتب مواقع الاجابات الصحيحة بين الفقرات بشكل عشوائي. يجب على مصمم الاختبار، وبصفة خاصة في الاختبارات الموضوعية مثل اختبار الصواب والخطأ ، واختبار الاختيار من متعدد ، ان يتأكد من ان الاجابات الصحيحة تتوزع بين الفقرات او أن البدائل بشكل عشوائي .
تعليمات الاجابة
بعد أن ينتهى مصمم الاختبار من ترتيب الفقرات فى الاختبار فانه يواجه مهمة اعداد تعليمات للإجابة على فقرات هذا الاختبار وهذه التعليمات يتبغى أن تكون واضاحة وكافية
الصفحة 285
ومحددة بقدر الامكان، بحيث تبين للمفحوص ما هو المطلوب منه وكيفية تسجيل اجاباته على فقرات الاختبار، واين عليه ان يسجل هذه الاجابات؟ والزمن المتاح للاختبار ككل، ثم الزمن المحدد اكل جزء من اجزاء الاختبار، إذا كان مكونا من اجزاء. كما يجب ان تتضمن هذه التعليمات معلومات عنه الغرض من الاختبار، والتحذير من استخدام التخمين في الاجابة على بعض الفقرات إذا كان هناك تصحيح من إثر التخمين. بالإضافة الى اي معلومات اخرى يرى مصمم الاختبار انها ضرورية لكى يتمكن المفحوص من اخذ الاختبار والاجابة على فقراته بسهولة ويسبر ودون الحاجة للإرشادات الشفهية من قبل مصمم الاختبار او المعلم او المشرف على الاختبار اثناء اجرائه، وذلك باستثناء الأطفال صغار السن الذين يحتاجون من المعلم أو المشرف على الاختبار ان يقرأ لهم التعليمات حتى يعرفوا المطلوب منهم والاسلوب المتبع في تسجيل الاجابة . ويستحسن في بداية كل اختبار، ان يعلن مصمم الاختبار او الفاحص للمفحوصين عن غرض الاختبار، وأنواع الفقرات الواردة فيه، والزمن المحدد له، والمدى الذي سيسمح لهم فيه بالتخمين.
إن وضوح التعليمات يتطلب احيانا ان تأتى مطولة بعض الشيء، ولا مانع في ذلك لان وجود تعليمات واضحة للاختبار يرفع من معامل صدق الاختبار او ثباته وموضوعيته. وهناك بعض الاعتبارات التي يجب ان تراعى عند كتابة تعليمات الاختبار نبحثها فيما يلي:
1 - يجب أن تكتب التعليمات بشكل منفصل عن فقرات الاختبار: يجب على مصمم الاختبار ان يفصل التعليمات عن فقرات الاختبار بعض الشيء، وان يكتبها بخط يختلف في حجمه وشكله عن الخط الذي كتبت به الفقرات، بحيث يميزها المفحوص تماما عن فقرات الاختبار.
2 - يجب ان يكون لكل نوع من انواع الفقرات تعليمات خاصة به: عندما يتضمن الاختبار الواحد نوعين او عدة انواع من الفقرات فلابد من كتابة تعليمات خاصة بالإجابة عن كل نوع من هذه الانواع بحيث تكون هذه التعليمات سهلة وواضحة، بالإضافة طبعاً الى التعليمات العامة للاختبار ككل.
3- حاول ان تعطى أمثلة توضيحية تبين للمفحوصين طريقة الاجابة على الفقرات : كما يجب اعطاء اعتله توضيحية للمفحوصين في المرحلة الابتدائية ، تبين طريقة الاجابة وكيفية تسجيلها واماكنها على الفقرات وبخاصة الفقرات الموضوعية او الفقرات الجديدة وغير المألوفة لديهم ، او تلك التي تتطلب طريقة اجابة خاصة لم يعتادوا عليها .
الصفحة 286
4-يجب ان تبين التعليمات للمخوصين كيفية تقدير الدرجات وتوزيعها على الفقرات: فاذا كان المعلم او مصمم الاختبار: في اختبار الانشاء مثلاً، سيضع للخط وللقواعد اللغوية درجة، فيجب ان يبين ذلك للمفحوصين. أي انه إذا كان هناك عوامل اخرى غير صحة الاجابة او خطأ الاجابة سيؤخذ بعين الاعتبار من قبل المعلم أو مصمم الاختبار فيجب ان توضع لها درجات منفصلة عن الدرجة الاصلية (الا وهي صحة الاجابة او خطأ الاجابة).
5- يجب ان تكتب جميع الارشادات المتعلقة بالإجابة على الفقرات في ورقة الاسئلة لكل المفحوصين في جميع المستويات: ومع ذلك فيجب قراءاتها ايضاً وبصوت واضح للأطفال صغار السن في الصفين الاول والثاني الابتدائي، وكذلك للأطفال بطيء التعلم والذين يجدون صعوبة في القراءة.
6 - يجب ان تحدد التعليمات المكان الذي ستدون فيه الاجابة: بحيث تبين كيفية الاجابة على فقرات الاختبار، وهل سيتم تسجيل هذه الاجابة على ورقة الاسئلة مباشرة، ام على ورقة اجابة منفصلة.
7- يجب ان تنبه في التعليمات إذا كنت تنوى تصحيح الدرجات من إثر التخمين: فاذا كان المعلم او مصمم الاختبار ينوى التصحيح من إثر التخمين فان عليه ان ينبه في تعليمات الاختبار الى ضرورة عدم التخمين. واقد قام جدل كبير حول قضية التصحيح من اثر التخمين على درجات الاختبار، ولكن معظمه أنصب على الاختبارات المقننة . أما اختبارات التحصيل الصفية والتي يعدها المعلم والمعروفة بالاختبارات غير الرسمية. فلا ينصح بمعالجة إثر التخمين فيها (سمارة وآخرون 5، 1989). ويوصى خبراء القياس (Ebel, 1979, 248- 252, Gronlud, 1985,242 -243) بانه من الافضل عدم استخدام معادلة التصحيح من إثر التخمين في الاختبارات التي يعدها المعلم، وانه بدلا من ذلك فيجب تشجيع المفحوصين على عدم التخمين.
تعليمات خاصة بالمفحوصين في المرحلة الابتدائية
يعتمد استخدام نوع التعليمات التي ستقدم للمفحوصين في المرحلة الابتدائية على المستوى العمري لهم. فاذا كانوا من الصفوف الدنيا من المرحلة الابتدائية ، ابتداء من الصف الاول وحتى الصف الرابع ، ويجدون صعوبة في قراءة التعليمات المعطاة لهم ، فلابد من
الصفحة 287
استخدام التعليمات الشفوية معهم. اما اذا كان المفحوصين ممن تتوفر لديهم القدرة القرائية المناسبة ، ويجدون سهولة كبيرة في قراءتها واستيعابها فيمكن تقديم التعليمات لهم بشكل تحريرى . ولكن من الأفضل تقديم التعليمات بشكل شفهي في بداية الاختبار لجميع التلاميذ في المرحلة الابتدائية مصحوبة ببعض الأمثلة التوضيحية التي تبين لهم كيفية الاجابة وطريقة تسجيلها، جثة لو كان بمقدورهم ان يقراوا التعليمات ويفهموها جيداً. ولذلك يفضل في هذه الحالة ان يقرأ المعلم او المشرف على الاختبار التعليمات لهؤلاء المفحوصين، وأن يسمح لهم بعد ذلك بتوجيه الاسئلة التي يرونها مناسبة لإزالة أي غموض في فقرات الاختبار.
ويجب أن يتأكد المعلم أو مصمم الاختبار أن التعليمات التي يكتبها للاختبار تناسب جميع المفحوصين الذين سيطبق عليهم بدون استثناء، وأن لديهم القدرة على قراءتها بسهولة والعمل بموجبها. ونعرض فيما يلي لنماذج مختلفة من التعليمات التي قد تصاحب الاختبارات في المرحلة الابتدائية، والتي تتطلب من المفحوصين تسجيل اجاباتهم على ورقة الاسئلة مباشرة.
(انظر التمارين 1:2:3:4 في PDF أعلاه صفحة 288)
الصفحة 288
5 - ضع خطاً تحت الاجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :
. أ - خرج الرسول من بيته الى دار ( عمر بن الخطاب - ابى بكر الصديق - على بن أبى طالب )
ب- زاد من حزن سيدنا نوح ( عناد قومه - عصيان ابنه - صعوبة دعوته )
ج - إتجه سيدنا عمر الى بيت اخته وزوجها (ليقلتها - ليسلم عليهما - ليعلن فرحته
بإسلامهما)
6 - صل بين كل تعبير في العمود (أ) وما يناسبه في العمود (ب):
المسلم يتعلم القرآن حب الله ورسوله
حب القرآن هو من تمام العقيدة
يتعبد المسلم بالاستماع إلى القرآن الكريم
الايمان بالقران الكريم ويعلمه لغيره
بتلاوة كتاب الله
7 - ضع علامة (+ ) امام المعنى الصحيح للكلمة التى تحتها خط :
أ- اصبحت للمرأة مكانة فى المجتمع (قيمة- رعاية-عناية)
ب- كسب نجيب محفوظ جائزة نوبل فى الآداب ( ربح - خسر - صنع )
ج خالد بن الوليد قائد عظيم ( بارع- شجاع- كبير )
8 - ضبع دائرة حول الكلمات التي بها اللام القمرية من الكلمات الآتية:
المحارب - البطل -الشهيد - الوفاء - الدم - الشعب.
9 - اقرأ الجمل الآتية وحولها كما في المثال التالي:
المثال: هذه المدينة جميلة هذه المدن جميلة
الصفحة 289
أ - هذا الطالب مجتهد………………..
ب - هذه الطالبة مثالية................
١٠ - ضع علامة (+) امام الجملة الصحيحة، وعلامة (x) امام الجملة
الخطأ:
أ - بيضة الدجاجة عبارة عن خلية واحدة. ( )
ب - يتكون الهواء الجوي من غازي الاكسجين والنيتروجين فقط. ( )
ج - المواد السائلة لها حجم معين، وليس لها شكل معين .( )
11 - ضع خطأ تحت الاجابة الصحيحة لكل عبارة من العبارات التالية مما يأتى من بين الكلمات المعطاة تحتها :
1 - العضو المسئول عن احداث صوت الانسان هو :
أ- البلعوم
ب- الحنجرة
ج- القصبة الهوائية
2 - بطلق على تحول الثلج الى ماء اسم :
أ- التكثف
ب- التبخر
ج الانصهار
3. وحدة بناء جسم الكائن الحى هي:
أ - الخلية
ب - النسيج
ج – الأجهزة
الصفحة 290
تعليمات خاصة بالمفحوصين الكبار
في حالة المفحوصين الكبار يقوم المعلم أو مصمم الاختبار بإعداد ورقة اجابة منفصلة يتم تسجيل الاجابة عليها، بحيث تقدم للمفحوصين مع ورقة الاسئلة وهذا يتطلب من مصمم الاختبار اعطاء المفحوصين تعليمات واضحة وكاملة تبين المطلوب عنهم وكيفية الاجابة على الاختبار. ونعرض فيما يلي لبعض التعليمات التي تعطى للمفحوصين الكبار في انواع مختلفة من الفقرات.
(1) تعليمات عامة لفقرات الاختبار ككل (على ورقة الأسئلة)
تعليمات هامة: 1 - أجب عن الاسئلة التالية في ورقة الاجابة المرفقة فقط.
2 - يجب الالتزام بنمط وطريقة الاجابة المطلوبة بكل سؤال.
3 - تعاد ورقة الاسئلة مع ورقة الاجابة ودون وضع أي علامة عليها.
(2) تعليمات خاصة لفقرات الصواب والخطأ.
اقرأ الفقرات التالية جيداً، ثم قرر فيما إذا كانت الفقرة صحيحة أم خاطئة، فاذا قررت ان الفقرة صحيحة فضع دائرة حول الحرف (ص) امام رقم الفقرة في ورقة الاجابة، وإذا قررت أن الاجابة خاطئة فضع دائرة حول الحرف (خ). لاحظ انه يجب وضع دائرة واحدة فقط امام كل فقرة.
السؤال الأول رقم الفقرة صحيحة خاطئة
1 ص خ
2 ص خ
(3) تعليمات خاصة لفقرات الاختيار من متعدد
السؤال التالي عبارة عن فقرات من نوع اختيار من متعدد ، أقرأ هذه الفقرات جيداً ، ثم اختار الاجابة الصحيحة لكل فقرة ، او الاجابة الأقرب لها ، وذلك بوضع دائرة حول الرمز الدال عليها في ورقة الاجابة المرفقة
الصفحة 291
(انظر السؤال الثاني في نسخة PDF ص292)
(4) تعليمات خاصة لفترات المقابلة
فيما يلي قائمتين من الكلمات والعبارات، تخير من قائمة العبارات ما يناسب قائمة الكلمات، ثم اكتب الحرف الدال عليها بين القوسين في المكان المعد لذلك في ورقة الاجابة:
(انظر السؤال الثالث من نسخة PDF أعلاه ص 292:)
وما يلاحظ على هذه التعليمات، انه يمكن اعادة صياغتها بأشكال مختلفة، وممكن أيضا استخدام اشارات أخرى تدل على الاجابة مثل () أو (x) او (-) بدلا من وضع دائرة حول الاجابة الصحيحة.
انتاج الاختبار وطباعته
بعد ان تم بناء الفقرات ومراجعتها وترتيبها في الاختبار ، وكتابة التعليمات الخاصة بها سواء للفقرات ككل او للفقرات حسب نوعها ، وتحديد مكان الاجابة عليها سواء على ورقة الاسئلة مباشرة او على ورقة اجابة منفصلة ، يتبقى امام المعلم أو مصمم الاختبار عملية تقديم الاختبار للمفحوصين على كراسة الاختبار ، وهى المرحلة الاخيرة في بناء الاختبار ، وتتضمن كراسة الاختبار في العادة كل ما يتصل بالاختبار من معلومات وأوراق مثل ورقة الاسئلة ، وورقة الاجابة ، وورقة الملاحق المساعدة للإجابة ، بالإضافة طبعاً الى التعليمات.
وحتى يخرج الاختبار بصورة جيدة فيجب مراعاة النقاط التالية:
الصفحة 292
1 - يجب ان تكون الطباعة واضحة وسهلة القراءة ولا توجد بها اخطاء مطبعية وهذا يتطلب من المعلم ام مصمم الاختبار مراجعة الفقرات وتصحيح الاخطاء المطبعية او الاملائية قبل طباعة الاوراق وسحبها.
2 - يجب ان تظهر الفقرة الواحدة في نفس الصفحة: بحيث لا يصح تقسيم الفقرة الواحدة في صفحتين منفصلتين، فاذا لم يوجد لها متسع في الصفحة الاولى فيجب نقل الفقرة بأكملها الى الصفحة التالية. حتى نتجنب ارباك المفحوص وتشتيت انتباهه.
3- في فقرة الاختيار من متعدد تكتب مقدمة الفقرة في سطر مستقل عن البدائل: بحيث ترتب البدائل تريباً عمودياً فوق بعضها بعضاً وليس افقياً، وبالتالي يظهر كل بديل منها في سطر فستقل.
4 - يجب اعطاء الفقرات ارقاماً متسلسلة على طول (مدى) الاختبار كله: حتى لو تضعن الاختبار نوعين او أكثر من الفقرات، لان ذلك يسهل من تناول الاختبار بواسطة المفحوصين، ويسهل كذلك من تصحيحه وتحليل بياناته بواسطة المعلم او مصمم الاختبار.
5- تأكد من ان تنظيم واخراج وترتيب النسخة الرئيسية للاختبار قد تم بصورة جيدة قبل طباعة اوراق الاختبار وسحبها: وفى هذا الاجراء يقوم المعلم او مصمم الاختبار بمراجعة شاملة لمحتويات الاختبار قبل الطبع، بحيث يتحقق من صحة كتابة الفقرات، وأنها تمت بشكل مرتب ومنتظم، ومن وضوح التعليمات، ومن وجود أرقام متسلسلة لجميع صفحات الاختبار، ومن كل أمر يسهل عملية استخدام الاختيار وتطبيقه.
تطبيق الاختبار
يجب على المعلم او القائم على الاختبار ان يوفر للمفحوصين الظروف والأجواء النفسية والبينية الملائمة لعملية تطبيق الاختبار. وذلك لان اجراءات التطبيق تؤثر على درجات المفحوصين تأثيراً كبيراً، بل وعلى العملية الاختبارية برمتها. فإجراءات التطبيق السليمة تؤدى الى نجاح العملية الاختبارية وتزيد من مصداقية الاختبار والدرجات التي حصل عليها المفحوصون، في حين إن اجراءات التطبيق غير السليمة تقلل من مصداقية الاختبار وتشكك في قيمة الدرجات التي حصل عليها المفحوصون. ومن اهم الاجراءات اللازمة اثناء التطبيق ما يلي:
الصفحة 293
1- أن تكون قاعة الاختبار مجهزة وملائمة تماماً: يجب أن يتأكد العلم او القائم على الاختبار من توفر الشروط الضرورية لإجراء الاختبار كالإضاءة والتهوية ودرجة الحرارة المناسبة وسعة المكان الملائمة بالإضافة الى توفر الهدوء وعدم التشويش حول قاعة الاختبار اثناء التطبيق.
2- تصحيح الاخطاء الطباعية وتوضيح التعليمات في كراسة الاختبار يجب ان تتم قبل ان
يبدأ الاختبار: حاول تصحيح الاخطاء الطباعية او توضيح سؤال معين او التعليمات قبل ان يبدأ الاختبار، على الا يدخل الزمن المستغرق في ذلك ضمن الزمن المحدد للاختبار، لان تصحيح الاخطاء اي سؤال اثناء اجراء الاختبار يؤدى الى تنقل المعلم أو المشرف على الاختبار من مكان الى آخر بين المفحوصين، نتيجة لزيادة الطلب عليه من قبلهم، وهذا يؤدى الى حدوث الفوضى والتشويش بل الغش أحياناً في قاعة الاختبار. ومن هنا فإننا نؤكد على ضرورة مراجعة النسخة الرئيسية للاختبار قبل سحبها على آلة السحب منعاً لحدوث ذلك.
3- اختيار الوقت المناسب للمفحوصين عند اجراء الاختبار: يجب على المعلم ان يجرى الاختبار في ظروف واجواء مدرسية مناسبة تماما لجميع المفحوصين، فلا يجوز اجراء الاختبار بعد حصة او مباراة رياضية او رحلة مدرسية او اثناء حفلة مدرسية او مناسبة معينة.
4 - لا تشغل المفحوصين بأمور جانبية قبل الاختبار: يجب عدم طرح أي قضايا ليست مرتبطة بالاختبار قبل أن يبدأ، كأن يقوم المعلم بتوزيع الواجبات البيتية على المفحوصين، أو توبيخهم على سلوك سيئ فعلوه او درجات متدنية حصلوا عليها في اختبار سابق لمادة تعليمية اخرى، او ما شابه ذلك من قضايا وأمور مختلفة، لان التهيؤ الذهني عند المفحوصين موجه نحو مادة الاختبار وبالتالي فانهم سيتجاهلون أي شيء يوجه لهم خشية أن يقلل من قدرتهم على استدعاء المعلومات والاجابة على الفقرات. ويعلق جرونلند (Gronlund,1985,240) على ذلك بقوله «أن المفحوصين في هذه اللحظة لا ينتبهون الى اية تعليمات او قضايا او اشياء جانبية غير مرتبطة بالاختبار، بل ان كل ما يفعله المعلم في الموقف لا يعدو عن كونه يزيد من مستوى القلق تجاه الاختبار عند المفحوصين وخلق اتجاها عدائيا نحوه من قبلهم».
5- حاول ان تمنع الغش بإجراءات محددة وواقية: يجب منع الغش مهما كان نوعه او شكله.
الصفحة 294
بكل الوسائل والاجراءات الممكنة. ويمكن ان يتم ذلك بطرق مختلفة نذكر منها: وجود مسافات كافية بين المفحوصين، واعداد صور متكافئة من الاختبار تطبيق في نفس الوقت على المفحوصين، وجود رقابة واشراف دقيق وحازم من المعلم او المراقب في قاعة الاختبار او الامتحان، وعدم السماح لأي مفحوص بالتهرب عن أخذ الاختبار مع زملائه على أن يأخذه بمفرده في وقت لاحق، وهذه احدى طرق الغش الشائعة بين الطلاب وخاصة في الجامعات عندما يشعرون انهم سيحصلون على درجات منخفضة في الاختبار.
6 - أشعر المفحوصين بالوقت المتبقي للاختبار: ويجب ان يتم ذلك بشكل معقول ودون ان يسبب القلق والتوتر والاضطراب لدى المفحوصين، ويفضل ان لا يزيد ذلك عن مرتين، مرة في منتصف الوقت بالضبط والمرة الثانية قبل انتهاء الاختبار بربع ساعة تقريباً.
تسجيل وتصحيح الاجابة على الفقرات
بعد ان ينتهي المعلم أو مصمم الاختبار من تطبيق الاختبار وجمع اوراق الاجابة من المفحوصين، فانه يبدأ بعد ذلك عملية تصحيح إجابات المفحوصين على فقرات هذا الاختبار.
وتتوقف طريقة تصحيح الاجابة على نوع الفقرات التي استخدمت في الاختبار، وعلى طريقة تسجيل الاجابة على هذه الفقرات، اذ يمكن ان يتم تسجيل الاجابات على ورقة الاسئلة نفسها، ويمكن ان يتم على ورقة اجابة منفصلة ومعدة لهذا الغرض. ومع ان استخدام المعلم او مصمم الاختبار لأوراق اجابة منفصلة يسهل عملية التصحيح، ويزيد من دقة تقدير الدرجة وثباتها، فضلا عن استخدام كراسة الاسئلة أكثر من مرة، الا ان هذا الاجراء يعتمد على
(1) نوع الفقرات في الاختبار، (2) وكذلك على عمر المفحوصين وقدراتهم العقلية، (3) على طبيعة المحتوى في مادة الاختبار، (4) وعلى مدى ألفة المفحوصين بعملية أخذ الاختبار.
ومن هنا فان الاطفال الصغار في الصفوف الثلاثة الاولى بالمرحلة الابتدائية الذين لا توجد لديهم ألفة كاملة بعملية أخذ الاختبار، يفتقدون الى قدرات عقلية وتنظيمية مطلوبة لتسجيل الاجابة في ورقة منفصلة، يجب ان يسجلوا اجاباتهم على نفس ورقة الاسئلة. ويمكن القول بناء على الخبرة والتجربة الشخصية (ابو ناهية1989، 1990) ان معظم تلاميذ الصف الرابع الابتدائي يمكنهم استخدام ورقة منفصلة للإجابة - مع قراءة الفاحص للتعليمات وحل بعض الامثلة التوضيحية - في حين أن جميع تلاميذ الصف الخامس الابتدائي يمكنهم بسهولة عمل ذلك، وان كانوا بحاجة لتعليمات واضحة مقرونة ببعض الأمثلة التوضيحية.
الصفحة 295
ويمكن للمعلم أو مصمم الاختبار الذى يستخدم الفقرات الموضوعية من نوع الاختيار من متعدد او من نوع الصواب والخطأ أن يسهل عملية تسجيل الاجابات للاطفال الصغار من خلال وضع الحروف الممثلة للبدائل امام رقم الفقرة كما هو موضح فى الشكل رقم ( 12 – 2)بحيث يطلب من المفحوصين وضع دائرة حول الحرف الممثل للاجابة الصحيحة على نفس السطر الموجود عليه الفقرة:
(انظر الشكل في نسخة PDF أعلاه صفحة 296)
الشكل رقم 2012
الصفحة 296
وهذه الطريقة تسهل عملية تصحيح الاختبار ، حيث يتم عمل « مفتاح مثقب للإجابة » لكل صفحة من صفحات ورقة الاسئلة ، ويمكن عمل مفتاح التصحيح للاختبار باستخدام ورقة اسئلة غير مستعملة ، حيث يقص الجانب الايمن من كل صفحة في الورقة وتثقب اماكن الرموز التي تمثل الاجابات الصحيحة ، ويحمل هذا الاجانب ( من المفتاح ) نفس رقم الصفحة الموجودة في ورقة الاسئلة ، وفى هذه الحالة يكون مفتاح تصحيح الاختبار مكون من مجموعة من مفاتيح التصحيح الخاصة بالصفحات ولتسهيل استخدام مفتاح التصحيح يمكن ان يلصق على شريط من الورق المقوى . ويتم تصحيح ورقة الاجابة بوضع مفتاح على الصفحة وتعد الاجابات الصحيحة التي تظهر من خلال الثقوب. وهذا يعنى أن الاجابات التي لا تظهر من خلال الثقوب الخاطئة. ويمكن تطبيق هذا النموذج مع فقرات من نوع الصواب والخطأ كما هو موضح في المثال التالي:
ص خ 1 - تقوم المعدة بامتصاص الطعام.
ص خ 2 - يحتوي هواء الشهيق على الاكسجين.
وفى حالة المفحوصين الكبار فيمكنهم استخدام ورقة منفصلة للإجابة ، وهذا يبسر عمل مفتاح اجابة لفقرات الاختبار باستخدام ورقة اجابة غير مستعملة وتثقيبها في الاماكن المقابلة للحروف التي تمثل الاجابات الصحيحة ، ثم يوضع المفتاح المثقب فوق ورقة الاجابة وتحصى الاجابات الصحيحة التي تظهر من الثقوب سواء كانت دائرة مصمتة او اشارة - أو x .
ويمكن تصحيح الاختبارات تصحيحا آلياً بواسطة آلات الكترونية أو حاسبات الكترونية تعمل وفق برامج خاصة. وتعتبر هذه الاجهزة ضرورية في المؤسسات المختلفة كالمدارس والجامعات والمؤسسات العامة وخاصة تلك التي تستخدم ادوات قياس مقننة، والتي تطبق على عينات كبيرة.
وهناك بعض الاعتبارات الهامة التي يجب ان يراعيها المعلم ام مصمم الاختبار عند اعداد مفتاح تصحيح الاجابة والتي ربما نكون قد تعرضنا لها في سياق الفصلين السابقين ولكن: (Thorndike,et al. 1991, Pophom, 1990) نعيدها لأهميتها وهذه الاعتبارات هي
1 - يجب أن يعد مفتاح تصحيح الفقرات قبل موعد التطبيق بفترة مناسبة: وذلك حتى يمكن ان تتم مراجعته والتحقق من صحته وسلامته. ويتم التحقق من سلامة مفتاح التصحيح بعدة طرق منها ان يقوم معلم آخر بفحص ومراجعة المفتاح او عمل مفتاح آخر ومقارنة.
الصفحة 297
المفتاحين. وهناك طريقة اخرى لفحص ذلك، وحاصه في فقرات التكميل، حيث يقوم المعلم باختيار بعض اوراق الاجابة الخاصة بالمفحوصين المتفوقين ومقارنة أجابتاهم بمفتاح التصحيح وهي الاجابات التي قررها هو للفقرات، فاذا اكتشف المعلم أن هناك اجابة صحيحة لم تكن متوقعة ولم يتضمنها المفتاح فيجب أن يضيفها وإذا وجد خطأ ما اثناء تصحيح اوراق الاجابة وتقدير درجاتها فلابد من اعادة تصحيح الاوراق التي صححت وتقدير درجاتها مرة اخرى.
2 - يجب ان يكون للفقرات أوزان متساوية: يمكن القول بصفة عامة، ان كل فقرة في الاختبار يجب ان يكون لها وزن مساوى للفقرات الاخرى، وهذا يقلل من المشاكل الحسابية والعملية التي تنشأ في حالة اعطائنا لفقرة معينة نقطة واحدة، وفقرة اخرى نقطتين، وفقرة ثالثة نقطة ونصف. وعندما يتبع المعلم هذا الاسلوب فانه يعنى في الواقع انه يقرر بان معرفة مفهوم معين أكثر اهمية من معرفة مفهوم أخر، وإذا كان المعلم يؤمن تعلا بذلك فمن الأفضل له ان يعطى اهتماما أكبر بتدريس هذه المفاهيم، ومن ثم تخصيص عدد أكبر من الفقرات في الاختبار لهذه المفاهيم حتى تحصل على نقاط أو درجات أكثر بدلا من اعطاء اوزان مختلفة للفقرات.
3- يجب ان يقرر المعلم قبل بداية تصحيح الفقرات إذا كان سيعطى درجات مقابل الاجابات
الناقصة: ام سيقتصر ذلك فقط على الاجابة الكاملة. وبالتالي فهل سيتم اعطاء الدرجات لكل فقرة على اساس ان الاجابة عليها اما صواب كلها او خطأ كلها، او على اساس الاجابات الجزئية وغير المكتملة. وتبرز هذه المشكلة بصفة خاصة في الاختبارات المقالية والانشائية، وكذلك في الاختبارات التي تتناول مسائل عددية، بالإضافة الى فقرات التكميل، والاختيار من متعدد. هذه قضية يجب ان يأخذها المعلم او القائم على الاختبار بعين الاعتبار على الرغم من صعوبات التصحيح التي تواجهه، وان يراعى فيها عنصرين
اساسيين هما: (1) مصلحة المفحوصين وامكانياتهم، (2) المحافظة على فعالية القياس للاختبار.
ويلاحظ ان مناقشتنا في هذا الجزء قد اقتصرت على كيفية تسجيل وتصحيح اوراق الاجابة للفقرات الموضوعية ذات الاجابة المنتقاة، وذلك لأنه سبق لنا في الفصل العاشر مناقشة كيفية تسجيل وتصحيح الاجابة في الفقرات المنشأة وهي فقرات المقال المحدد والمطول، والفقرات ذات الاجابة القصيرة.
الصفحة 298
الفصل الثالث عشر
تحليل فقرات الاختبار
* فوائد اسلوب تحليل الفقرات
* تحليل فقرات الاختبارات المعيارية المرجع
* حساب معامل الصعوبة
* حساب معامل التمييز
* فعالية بدائل الفقرة
* تحليل فقرات المقال
* تحليل فقرات الاختبارات محكية المرجع
- صعوبة الفقرة
- تمييز الفقرة
* تقدير فعالية الفقرة من خلال أثر التدريس
الفصل الثالث عشر : تحليل فقرات الاختبار
فوائد اسلوب تحليل الفقرات
تحليل فقرات الاختبرات المعيارية المرجع
حساب معامل الصعوبة
حساب معامل التمييز
فعالية بدائل الفقرة
تحليل فقرات المقال
تحليل فقرات الاختبارات محكية المرجع
صعوبة الفقرة
تمييز الفقرة
تقدير فعالية الفقرة من خلال اثر التدريس
الصفحة رقم: 300
الفصل الثالث عشر: تحليل فقرات الاختبار
بعد ان ينتهي المعلم أو مصمم الاختبار من مرحلة تطبيق الاختبار وتصحيح اجابات المفحوصين على فقراته، فان الخطوة التالية هي تقدير فعالية أو صلاحية الاختبار للاستخدام في عمليات القياس القادمة. وتتم معالجة نتائج الاختبار للتحقق من فاعليته وجودته عادة في مجالين مترابطين ومتصلين، بحيث يرتبط المجال الاول بفقرات الاختبار وخاصة ما يتعلق منها بدرجة فعالية كل فقرة من هذه الفقرات، وذلك من خلال عمليات تحليل الفقرات التي تفحص كل فقرة من فقرات الاختبار من حيث مستوى صعوبتها وقدرتها التميزية، ومن حيث فعالية البدائل الموجودة في الفقرة اذا كانت من نوع الاختيار من متعدد، اما المجال الثاني فيرتبط بالاختبار ككل، ويبحث من خلال البيانات التي تنتج عن الاختبار بعد تطبيقه عن مدى توفر خصائص الفاعلية للاختبار، وهي الخصائص التي تتعلق بالصدق والثبات والقابلية للاستعمال، وسوف يعالج هذا الفصل المجال الأول المتعلق بفاعلية الفقرات، في حين يعالج الفصل الرابع عشر فاعلية الاختبار وفحص خصائصه . هذا على الرغم من اننا ننظر إلى المجالين على أساس انهما عملية واحدة تهدف الى تقييم فاعلية الاختبار.
وعلى الرغم من الاجراءات الدقيقة التي يتبعها المعلم أو مصمم الاختبار خلال عملية بناء الاختبار والمتمثلة في مجموعة من الخطوات المنتظمة والمتسلسلة، والتي تبدأ بتحديد الغرض من الاختبار، وتحليل أهداف التدريس، وتحليل محتوى مادة التدريس، وتنظيم نتائج التحليل في جدول مواصفات، وكتابة فقرات الاختبار حسب جدول المواصفات وضمن أسس وشروط الكتابة المحددة لكل نوع من أنواع الفقرات، واخراج الاختبار واعداد التعليمات. وانتهاء بتطبيق الاختبار على المفحوصين الذين أعد لهم، وتصحيحه وتسجيل نتائجه، وهي اجراءات من شأنها أن تزيد من صلاحية الاختبار، الا انها لا تكفى للحكم على كون الفقرات فعالة وملائمة. ومن هنا تأتى أهمية تحليل فقرات الاختبار، ذلك ان اسلوب تحليل الفقرات الذي يزودنا بدرجة صعوبة الفقرة وبمستوى تمييزها من شأنه أن يكشف لنا عن الفقرات
الصفحة رقم: 301
المناسبة والتي يمكن الاحتفاظ بها في الاختبار لاستخدامها في مرات الاختبار القادمة. والفقرات غير المناسبة التي يجب تعديلها واعادة صياغتها من جديد أو استبعادها والتخلص منها. فاذا بنى الاختبار فيما بعد من خلال فقرات تكون درجات صعوبتها وتمييزها مناسبة، فانه سيكون اختباراً جيداً لأنه يتألف في المقام الأول من مجموعة من الفقرات الفعالة
ورغم اهمية اسلوب تحليل الفقرات الذي يزود المعلم أو مصمم الاختبار بقيم رقمية أو مؤشرات الدرجات صعوبة الفقرات وقدرتها على التمييز بين مستويات التحصيل المختلفة في غرفة الصف ، الا ان معظم المعلمين لا يعطون اهمية تذكر الأسلوب تحليل فقرات الاختبار وبالتالي فانهم لا يتحققون من مدى فعالية الاختبارات التي وضعوها لطلابهم وتكشف الأدلة التي جمعها ( 1470 ,Finley & Berdie ) من مؤسسة التقييم الموطني للتقدم التعليمي بالولايات المتحدة الامريكية عن امثلة متنوعة يخطئ فيها المتخصصون في كتابة فقرات الاختبارات من حيث الحكم على مستوى صعوبة فقرات اختباراتهم التي وضعوها . فاذا حدث هذا مع المتخصصين Professionals فمن باب أولى أن يحدث مع المعلمين أيضاً ، بحيث يعطوا نتائج غير صادقة الخصائص فقرات اختباراتهم. ونحن لا نلوم المعلمين بسبب تقصيرهم هذا، فقد يرجع ذلك لعدم تأهيلهم أو معرفتهم بأسلوب تحليل الفقرات ، أو لانه يتطلب منهم وقتاً وجهداً كبيراً.
ونحن نأمل ان يدرك كل معلم أن القرارات التي يتخذها بشأن طلابه تعتمد في الاساس على البيانات التي يحصل عليها من الاختبارات التحصيلية التي يعدها لهم ويطبقها في قاعة الدراسة ، ولذلك فان هذه الاختبارات يجب أن تستند الى أسس ومعايير جيدة حتى تعطى نتائج دقيقة يمكن الاطمئنان اليها والثقة بها .. وهذا لا يتأتى إلا من خلال تطبيق أسلوب تحليل الفقرات على كل اختبار تحصيلي بعده المعلم، ومن هنا تأتي أهمية هذا الفصل فهو يسعى بالدرجة الأولى الى تعريف المعلم كيف يحسن اختباراته ويزيد من جودتها وفعاليتها عند استخدامها في المرات القادمة
فوائد أسلوب تحليل الفقرات
ان بيانات تحليل الفقرات يمكن ان تفيد المعلم او واضع الاختبار في مجالات عديدة ، تذكر منها :
1 - توفر فرصة نافعة لمناقشة صفية صادقة فعالة في قاعة الصف : يستطيع المعلم من خلال البيانات الناتجة من عمليات تحليل الفقرات أن يحصل على صورة صادقة عن مستوى
الصفحة رقم: 302
تحصيل تلاميذه في مادة الاختبار. وهذا يساعده في تحديد الفقرات الغامضة أو التي تتميز بصعوبة عالية ، أو التي اجاب عليها عدد قليل من المفحوصين بشكل صحيحوهذا التحديد عملية تقييم ضرورية يقوم بها المعلم قبل اجراء المناقشة الصفية مع تلاميذه، حتى تؤدى مناقشة نتائج الاختبار الى تغذية راجعة جيدة له ولتلاميذه . وقد يكون من المناسب أن يبدأ المعلم المناقشة الصيفية بالفقرات الصعبة أو التي أجاب عليها عدد قليل من المفحوصين ، وذلك لان تعريف المفحوصين بالاجابات الصحيحة لهذه .
الفقرات يرجع الى سوء فهم التلاميذ للمادة التعليمية التي تغطيها هذه الفقرة ، أو الى عدم وضوح وتحديد السؤال في كل فقرة من هذه الفقرات. وقد يكتشف المعلم ايضا ، خلال المناقشة ، ان الاداء الضعيف لتلاميذه على الفقرات لا يرجع فقط الى الصعوبة والغموض وانما يرجع كذلك الى ضعف اساليب وطرق التدريس التي استخدمها في تدريس المادة التعليمية التي تغطيها تلك الفقرات وهذا يتطلب منه مراجعة اساليب تدريسه والعمل على تطويرها وتحسينها . وأخيرا ، فقد تكشف المناقشة الصفية عن ضعف التلاميذ في موضوعات أو مجالات معينة ، وأنهم بحاجة لمزيد من التعلم .
2 - تحدد المجالات أو الموضوعات التي تكون بحاجة لتعلم علاجي : على الرغم من أن مناقشة نتائج الاختبار في قاعة الصف قد تكشف لنا عن الموضوعات أو المجالات التي يعاني فيها التلاميذ من ضعف وقصور ، إلا أن التحليل والتقييم الدقيق للفقرات يبين لنا وبشكل منتظم الموضوعات أو المجالات التي يعاني فيها التلاميذ من ضعف عام ، وتحتاج من المعلم الى مزيد من الاهتمام والوقت عندما تتم مراجعتها أو يعاد تدريسها مرة أخرى فالتحليل يبين لنا الضعف العام بين التلاميذ في موضوع معين، وبالتالي يكشف لنا عن مناطق الضعف ومناطق القوة في تحصيل التلاميذ لهذا الموضوع ففي اختبار الرياضيات على سبيل المثال ، يبين لنا تحليل الفقرات أن التلاميذ قد أجابوا بسهولة وبشكل صحيح على المسائل الرياضية المتصلة بالقوانين الرياضية مباشرة ، ولكن في الوقت نفسه يواجهون صعوبة في حل المسائل التي تتطلب تطبيق هذه القوانين في مشكلات او موضوعات أخرى . وبعبارة أخرى ، فإن تحليل الفقرات يدلنا على الضعف العام في معرفة المصطلحات، أو فهم المبادئ العامة ، أو تفسير البيانات ، ويساعد في اعداد وتصميم برامج التعلم علاجي مرتبط بهذه المجالات. ويمكن تصميم هذه البرامج بحيث تستخدم مع مجموعة صغيرة من التلاميذ أو مع الصف بأكمله .
3 - تساهم في تحسين عمليتي التعلم والتدريس : ان بيانات تحليل الفقرات تمد المعلمين
الصفحة رقم: 303
بمعلومة محددة ليس فقط عن مستوى تقدم تلاميذهم، أو عن الموضوعات التي يواجهون صعوبات فيها، وانما ايضا، عن فاعلية اساليب التدريس المستخدمة ومحتوى المادة أو المقرر الدارسي الذي يتعلمه هؤلاء التلاميذ . كما انها تكشف للمعلم عن مدى ملائمة الاهداف التعليمية التي سبق أن وضعها للمقرر أو المادة التي يتولى تدريسها ، وكما سبق أن أشرنا ، فاذا تبين للمعلم أن تلاميذه تعوزهم القدرة على الاجابة بالشكل الصحيح على فقرة أو فقرات معينة ، فان ذلك قد يحدث بسبب : (1) كون الفقرة ضعيفة ومصاغة بطريقة غير مناسبة . (2) عدم اتقان التلاميذ المادة التعليمية التي تغطيها هذه الفقرة أو الفقرات . (3) تدريس المادة التعليمية يتم بطريقة غير فعالة ، وفي مثل هذه الحالة ، يجب على المعلم أن يبحث عن الخلل، وان يضع علاجا ملائما لكل سبب من هذه الاسباب. وعلى ذلك فان بيانات تحليل الفقرات تساهم في الكشف عن مظاهر ضعف التعليم ، وتقدم في الوقت نفسه دلالات او اشارات هامة لتحسين عمليتي التعليم والتدريس
4- تطور مهارات المعلم في بناء الاختبارات وتحسينها : ان بيانات تحليل الفقرات تكشف عما اذا كانت فقرة ما أو فقرات معينة غامضة ، كما تكشف عن مدى فعالية البدائل أو المموهات في فقرات الاختبار. وتكشف كذلك عن العيوب الفنية الأخرى التي تصاحب عملية بناء الاختبار. فهذه البيانات تستخدم مباشرة في مراجعة فقرات الاختبار قبل استخدامه في الامتحانات القادمة. وهذه المراجعة تؤدى الى اكتساب المعلم أو مصمم الاختبار خبرة جيدة في صياغة واعادة كتابة الفقرات والبدائل أو المموهات بحيث يكتب هذه الفقرات بطريقة واضحة ومحددة. كما أن تحليل استجابات التلاميذ على الفقرات يجعل المعلم أكثر وعيا بالعيوب الفنية التي تصاحب بناء الاختبارات ، واسباب هذه العيوب ، وبالتالي تلافيها في المرات القادمة .
5- توفر اساس لاعداد اختبارات افضل فى المرات القادمة : يمكن من خلال تحليل الفقرات تحديد الفقرات الضعيفة والنقرات الجيدة . بحيث يتم الاحتفاظ بالفقرات الجيدة التي ثبت صدقها وقدرتها على التمييز بين ذوى التحصيل المرتفع وذوى التحصيل المتدني بملف خاص يعرف بملف الاختبارات في حين ان الفقرات التي اتضح عدم نجاحها ، فيجب حذفها او تنقيحها واعادة كتابتها من جديد قبل ادخالها إلى ملف الاختبارات وهذا الملف يوفر للمعلم جملة من الفقرات الفعالة التي يمكن استخدامها في بناء
الصفحة رقم: 304
اختبارات جيدة مستقبلا، دون أن يلجأ الى كتابة فقرات جديدة في كل مرة يود فيها اختبار تلاميذه . وهناك أكثر من عملية أو طريقة يمكن استخدامها في تحليل فقرات الاختبار، والقارئ المهتم بمثل هذه الطرق يمكنه أن يرجع الى معالجات خاصة بها بعض المراجع في ( انظر على سبيل المثال 1981 Henrysson, 1971, Weiss & Davison) ، ومع ذلك فسوف يعرض هنا لأبط هذه الطرق وأكثرها ملائمة Baker, 1977 التحليل فقرات الاختبار التي يعدها المعلم بنفسه للاستخدام في قاعة الصف . بحيث يتم ذلك من خلال تحليل فقرات ثلاثة انواع من الاختبارات هي : (1) الاختبارات المعيارية المرجع . (2) اختبارات المقال . (3) الاختبارات المحكية المرجع .
تحليل فقرات الاختبارات المعيارية المرجع
تتم عملية تحليل الفقرات بعد قيام المعلم أو مصمم الاختبار بتصحيح أوراق الاجابة واعطاء درجة لكل مفحوص، وذلك باتباع الخطوات التالية :
(1) رتب اوراق الاجابة المصححة ترتيبا تنازليا من أعلى درجة الى أقل درجة .
(2) اختار مجموعتين من المفحوصين في ضوء الترتيب السابق وعلى أساس الدرجة الكلية للاختبار ، بحيث تكون المجموعة الأولى فى المجموعة العليا والحاصلة على اعلى الدرجات بينما تكون المجموعة الثانية هي المجموعة الدنيا والحاصلة على أدنى الدرجات . ويفضل ان يتم اختيار المجموعتين بحيث تشمل المجموعة العليا افضل ۲۷٪ من المفحوصين، والمجموعة الدنيا ادنى %27 من المفحوصين، وهناك دعم وتبرير احصائي لهذه النسبة بحيث تضمن أن يكون اداء المجموعتين متباينا ( agostion & Cutdon, 1975) بشكل واضح على الصفة التي تقيسها الفقرة ، وقد يستخدم المعلم مجموعات محكية للمقارنة تتراوح نسبة افرادها الى مجموع المفحوصين ما بين %25 إلى % 30 . وبالتالي فان النسب التي غالبا ما يستخدم في عمليات تحليل الفقرات هي كالتالي : 25 %، 27 %، 30 %. وفي الواقع العملي ، فان قاعة الصف لا تحوى على أكثر من ٤٠ طالبا او اقل ، وفى هذه الحالة فان المعلم يمكنه استخدام جميع المفحوصين مناصفة بين المجموعتين . المجموعة العليا والمجموعة الدنيا
(3) احسب لكل فقرة عدد الاجابات الصحيحة عليها لكل مجموعة من المجموعتين ، والاجابة
الصفحة رقم: 305
الصحيحة في فقرات من نوع الاختيار من متعدد هي اختيار البديل الصحيح ، في حين تكون هذه الاجابة في فقرات من نوع التكميل ومن نوع الصواب والخطأ هي الاجابة على الفقرة بشكل صحيح . وسجل كذلك العدد الكلي للاجابات الصحيحة على هذه الفقرة بكل مجموعة من المجموعتين .
(4) سجل البيانات التي حصلت عليها لكل فقرة في جدول خاص، وعلى أساس هذه البيانات يتم حساب .
والجدول (13 - 1 ) يعطينا صورة عن الطريقة المناسبة لاعداد الجدول الخاص بتحليل فقرات من نوع الصواب والخطأ أو فقرات من نوع التكميل تتعلق بصف مكون من 30 تلميذا بحيث كانت المجموعة العليا تضم 15 مفحوصا والمجموعة الدنيا تضم 15 مفحوصا أيضا .
بيانات تحليل فقرات الصواب والخطا
(أنظر الجدول (1-13) الموجود في الصفحة 306 من النسخة بدف أعلاه)
ويبين الجدول (13 - 1) بيانات المجموعتين المحتكتين ، العليا والدنيا بحيث يوضح عدد المفحوصين الذين أجابوا على الفقرات بشكل صحيح في المجموعتين، وأولئك الذين أجابوا عنها بشكل خاطئ .
ويبين الجدول (13 - 2) كيفية اعداد البيانات المطلوبة لدراسة فعالية بدائل فقرة الاختيار من متعدد ويلاحظ أن البيانات المطلوبة لعمليات تحليل فقرات الاختيار من متعدد تختلف بعض الشئ عن تلك المطلوبة لتحليل فقرات الصواب والخطأ أو التكميل، وذلك لان التحليل في هذه الفقرات لا يقتصر على الاجابة الصحية فقط، وإنما يمتد ليشمل كل بديل من بدائل
الصفحة رقم: 306
بيانات تحليل فقرات الاختيار من متعدد
(أنظر الجدول (2-13) الموجود في الصفحة 307 من النسخة بدف أعلاه)
الفقرة وهذه البيانات تستخدم في تقدير صلاحية الفقرة للتطبيق على المفحوصين من خلال تحديد مستوى صعوبتها وقدرتها على التمييز ، كما تستخدم ايضا في تحديد فعالية كل بديل من بدائل هذه الفقرة ، ومدى قيامه بالدور المتوقع منه بشكل صحيح ، وهو جذب المفحوصين الذين لا يعرفون الاجابة الصحيحة اليه
ويوضح الجدول (13 - 2) البيانات الخاصة بالمجموعتين المحكتين العليا والدنيا من حيث عدد الافراد الذين اختاروا البديل الصحيح أى الاجابة الصحيحة وكذلك عدد الافراد الذين اختاروا البدائل الخاطئة أي الاجابات الخاطئة .
حساب معامل الصعوبة
معامل صعوبة الفقرة Item difficulty index هو النسبة المئوية لعدد المفحوصين الذين جابوا بشكل صحيح على الفقرة وهو يقع بين الصفر والمائة، ويحسب معامل الصعوبة وفقا للمعادلة التالية
م ص = ص عن ×100
حيث أن م ص = معامل الصعوبة
ع ص = عده المفحوصين الذين اجابوا على الفقرة بشكل صحيح (من المجموعتين العليا والدنيا)
الصفحة رقم: 307
ن= العدد الكلى للمفحوصين الذين حاولوا الاجابة على الفقرة ( في المجموعتين العليا والدنيا )
وبمراجعة بيانات الجدول (13 - 1) لفقرات الصواب والخطأ ، فانه يمكن حساب درجات صعوبتها على النحو التالي :
م ص (1) = 2830 ×100= 93 %
م ص (2) = 2430 ×100= 80 %
م ص (3) = 1530 ×100= 50 %
م ص (4) = 1030 ×100= 33 %
وبالنسبة لبيانات فقرتى الاختيار من متعدد المبينة في جدول (13 - 2) فيمكن حساب درجات صعوبتها على النحو التالي :
م ص (1) = 1230 ×100= 40 %
م ص (2) = 930 ×100= 30 %
وحيث ان معامل صعوبة الفقرة يشير إلى نسبة عدد الناجحين في الفقرة الى العدد الكلى للمفحوصين الذين حاولوا الاجابة عليها ، فان ارتفاع هذه النسبة ( معامل الصعوبة ) يعني أن الفقرة سهلة في حين انخفاضها معناه ان الفقرة صعبة. وبالتالى فانه كلما كانت قيمة معامل الصعوبة اكبر كانت الفقرة اسهل وبالعكس ، فانه كلما كانت قيمة الصعوبة اصغر كانت الفقرة اصعب .
الصفحة رقم: 308
تفسير معاملات الصعوبة
ولكن ما هي مستويات أو معاملات الصعوبة المناسبة التي يقترحها علماء القياس ؟ ان قيم معاملات الصعوبة يمكن أن تقع بين الصفر والمائة ، ولكن علماء القياس يعتقدون أن مستويات أو درجات الصعوبة المناسبة هي تلك التي تقع في منتصف المسافة بين قيمة معامل الصعوبة الذي يمكن الحصول عليه عندما تتم اجابات جميع المفحوصين باستخدام التخمين ، وقيمته عندما تتم جميع اجابات المفحوصين على الفقرة بشكل صححيح . وبناء على ذلك ففي حالة الفقرات الصواب والخطأ فان معامل الصعوبة الامثل لها هو 75% وهذه القيمة هي القيمة الواقعة في منتصف المسافة بين القيمة 50 وهي قيمة معامل الصعوبة الذي يمكن الحصول عليه عندما تأتي جميع الاجابات عن طريق التخمين ، والقيمة 100 وهي قيمة معامل الصعوبة الذي يمكن الحصول عليه عندما تكون جميع الاجابات صحيحة، وعلى أي حال فيمكن للمعلم أن يضع لنفسه مدى أو مستوى تتراوح خلاله قيم معاملات صعوبة فقراته ، لانه من الصعب الحصول على معاملات صعوبة مثالية لجميع الفقرات المكونة للاختبار ، ولذلك فان القيم المرغوبة المعاملات الصعوبة لفقرات الصواب والخطأ يفضل ان تكون في المدى (50 - 85 ).
اما بالنسبة لفقرات الاختيار من متعدد فان معامل الصعوبة الامثل لها هو 62 أو 63 وهذه القيمة هي القيمة الواقعة في منتصف المسافة بين القيمة 25 وهي قيمة معامل الصعوبة الذي يمكن الحصول عليه عندما تأتى جميع الاجابات عن طريق التخمين ، والقيمة 100 وهي قيمة معامل الصعوبة الذي تحصل عليه عندما تكون كل الاجابات قد جاءت بشكل صحيحوبنفس الطريقة السابقة ، فانه يمكن للمعلم أن يضع لنفسه مستوى أو مدى من القيم المرغوبة العلامات صعوبة فقراته، والتي يفضل أن تتراوح قيمه ما بين 50 الى 75% .
ومع ذلك فقد يحصل المعلم على معاملات صعوبة اقل من المستوى الذي حدده ، الا انه في هذه الحالة لا يستطيع ان يحكم على هذه الفقرة أو الفقرات بانها غير صالحة دون أن يأخذ قيمة معامل التمييز في الحسبان، وكذلك مستوى المفحوصين وخصائصهم بحيث انه في احيان كثيرة يتم تطبيق هذه الفقرات على مجموعة أخرى من المفحوصين فتعطى قيم افضل المعاملات الصعوبة ، وبصفة عامة يمكن القول ان افضل معامل صعوبة الفقرة الاختبار هو 50 او اى قيمة قريبة من ذلك ، لانه يعطى المعلم اكبر قدر ممكن من المعلومات عن المفحوصين، ويجعل قيمة معامل التمييز للفقرة اعلى ما يمكن. ولكن في الواقع العملي هل يمكن بناء اختبار تكون جميع معاملات صعوبة فقراته متساوية (في حدود 50 ) ؟ فاذا تم ذلك وبني مثل هذا الاختبار فهل يتفق ذلك وأسس القياس التربوي ؟
الصفحة رقم: 309
ان هذه الاسئلة كانت وما زالت مثار بحث وجدل بين المشتغلين بالقياس ، فالبعض يفضل ان تكون معاملات الصعوبة لجميع الفقرات مساوية 50 ، والبعض الآخر يقترح وضع مدى المعاملات الصعوبة يتراوح ما بين 50 الى 85، وهناك فريق ثالث يقترح معاملات صعوبة خاصة بكل نوع من انواع الفقرات، بحيث تكون قيم معاملات الصعوبة الفقرة الصواب والخطأ 85 ، ولفقرة الاختيار من متعدد (من اربعة بدائل) 74 ولفقرة الاجابة القصيرة 50%، (Mehrens & Lehman 1984). ويرى فريق رابع ان فقرات الاختبار يجب أن تكون متدرجة في صعوبتها، بحيث تبدأ بالفقرات السهلة وتنتهى بالفقرات الصعبة، وبالتالي تتراوح قيمة معاملات صعوبتها ما بين 90 الى 10 وبشرط ان يكون معدل الصعوبة للفقرات ككل في الاختبار في حدود 50% (ابولبدة 1987، ص: 339) .
وهنا يبرز سؤال آخر : ما هو معامل الصعوبة المثالي ؟ وهل يمكن أن يلتزم به المعلمين عند اعداد وبناء فقرات اختباراتهم ؟ ذلك أن هدف المعلمين هو بناء اختبارات تحصيل صفية تحتوى على فقرات تنميز بمعاملات صعوبة متوسطة ومناسبة لمعظم التلاميذ ، وذلك لان معامل الصعوبة يؤثر على قوة تمييز الفقرة فاذا كانت الفقرة سهلة جداً لدرجة أن جميع التلاميذ قد اجابوا عليها بشكل صحيح، أو صعبة جدا بحيث لم يتمكن أحد من المفحوصين من الاجابة عليها بشكل صحيح، فإنها لن تؤدى الى تمييز، ولن تضيف شيئا لثبات الاختبار وصدقه، وهذا يشير الى ان معامل الصعوبة الذي يتوقع المعلم أن يحصل عليه الفقرات اختباره يتوقف على عدة عوامل أهمها : (1) الغرض من الاختبار ، (2) نوع الفقرات المستخدمة في الاختبار ، (3) طبيعة محتوى مادة الاختبار ، (4) نسبة المفحوصين الذين اجابوا على الفقرة في المجموعتين العليا والدنيا ، فاذا كان غرض المعلم من الاختبار هو معرفة مدى اتقان تلاميذه لتعلم موضوع معين اثناء الفصل الدراسي وليكن "التغذية وصحة الانسان ، فانه يتوقع - بعد أن يكون جميع التلاميذ قد اتقنوا تعلم هذا الموضوع ومعرفته جيدا - ان يجيب معظم التلاميذ ان لم يكن كلهم على فقرات الاختبار بشكل صحيح ، وبالتالي فان معاملات صعوبة معظم فقرات هذا الاختبار تقترب من 00ر1 ، اما اذا اعد المعلم الاختبار لامتحان نهاية الفصل الدراسي، فان هدفه يتغير ، لانه يسعى الى تحقيق أكبر تمييز ممكن بين تلاميذه ، وبالتالي فانه يتوقع تفاوت اتقائهم لتعلم المادة أو المقرر الدراسي ، ومن ثم تباين اجاباتهم بشكل صحيح على فقرات الاختبار، الذي تتميز بدرجات صعوبة مختلفة تقابل المستويات الموجودة لدى تلاميذه. كما أن نوع الفقرات التي يستخدمها المعلم في اعداد اختباره ترفع أو تخفض من قيم معاملات الصعوبة وقد تعرضنا لذلك بالتفصيل في
الصفحة رقم: 310
هذا الفصل، وتبقى طبيعة محتوى مادة الاختبار، وهذا نود أن نشير إلى أن هذا العامل هام جداً لأنه يتصل بصدق محتوى الاختبار، وصدق محتوى الاختبار ربما يكون أهم من مستوى صعوبة فقراته.
وهناك عنصر آخر يجب أن يضعه المعلم في اعتباره عند الحكم على مستوى صعوبة الفقرة، وهو نسبة المفحوصين الذين أجابوا عليها بشكل صحيح من المجموعة العليا أكبر بكثير من عدد الافراد الذين أجابوا عليها بشكل صحيح من المجموعة الدنيا. وهذا العنصر يتصل مباشرة بقدرة الفقرة على التمييز بين التلاميذ في المجموعتين العليا والدنيا، أي بين المجموعة ذات التحصيل المرتفع والمجموعة ذات التحصيل المنخفض، وهو ما سنناقشه في الجزء التالي.
حساب معامل التمييز
يشير معامل تمييز الفقرة Item discrimination index إلى قدرة الفقرة على التمييز بين المجموعات المتباينة، أي بين المجموعتين العليا والدنيا، ويحسب معامل تمييز الفقرة وفقا للمعادلة التالية:
مت = مج ع – مج د ن12
حيث أن : م ت = معامل التمييز
مج ع = عدد المفحوصين الذين أجابوا على الفقرة بشكل صحيح من بین افراد المجموعة العليا
مج د = عدد المفحوصين الذين أجابوا على الفقرة بشكل صحيح من بين افراد المجموعة الدنيا
ن = العدد الكلي للمفحوصين في المجموعتين العليا والدنيا
ويمكن حساب معاملات التمييز في حالة بيانات فقرات الصواب والخطأ ( جدول (13 - 1) على النحو التالي :
م ت (1) = 13-1515 = 215 = +0.13
م ت (2) = 10-1415 = 415 = +0.27
الصفحة رقم: 311
م ت (3) = 10-515 = 515 = +0.23
م ت (1) = 2-815 = 615 = +0.40
أما في حالة بيانات فقرات الاختيار من متعدد جدول (13 - 2) فيمكن حساب معاملات
م ت (1) = 3-915 = 615 = +0.40
م ت (2) = 1-815 = 715 = +0.46
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 312 من النسخة بدف أعلاه)
تمييزها على النحو التالي :
ويتضح من القيم المسابقة ان معاملات التمييز ايجابية، وان كانت تتباين فيما بينها. وفي الاتجاه الايجابي كون عدد المفحوصين الذين اجابوا على الفقرة بشكل صحيح من بين أفراد المجموعة العليا أكبر من عدد المفحوصين الذين اجابوا عليها بشكل صحيح من بين افراد المجموعة الدنيا وهو ما يعتبر مؤشرا جيدا على تمييز الفقرة. وهذا يعني أنه عندما يكون اتجاه معامل التمييز سلبيا فان الفقرة تكون ضعيفة ويجب حذفها أو تعديلها. ولكن الفقرة التي تميز تمييزا سالبا أي في الاتجاه الخاطئ تدلل على امرين هامين يجب أن يتنبه لهما المعلم أو مصمم الاختبار هما : (1) ضعف بناء الفقرة ، (2) ضعف أو خلل في طرق وأساليب التدريس المتبعة
تفسير معاملات التمييز
يشير معامل التمييز الى قوة تمييز الفقرة وقدرتها على التمييز بين المجموعتين العليا والدنيا ، أو بين المتفوقين الذين اتقنوا تعلم الموضوع ولديهم الكثير من المعرفة عنه والمتأخرين الذين فشلوا في تعلمه ولا يعرفون الا القليل من المعرفة عنه وتتراوح قيم معاملات التمييز بين +1.00 إلى –1.00، وعندما تكون قيمة معامل التمييز موجبة ، فان الفقرة تأخذ تمييزا موجبا ، وهذا يعنى أن عدد المجيببين على الفقرة من بين المتفوقين ( افراد المجموعة العليا ) يفوق عدد المجيبين عليها من بين المتأخرين ( افراد المجموعة الدنيا ) اما اذا كانت قيمة معامل التمييز سالبة ، فان الفقرة تأخذ تمييزا سالبا ، وهو تمييز يكون في الاتجاه الخطأ .
الصفحة رقم: 312
ويعنى أن عدد المجيبين على الفقرة من المجموعة الدنيا يفوق عدد المجيبين عليها من المجموعة العليا ، وقد تكون قيمة معامل التمييز صفرا ، وفى هذه الحالة فإن جميع افراد المجموعتين العليا والدنيا والذين قد اجابوا على الفقرة بشكل صحيح أو بشكل خاطئ ، وهذا يعنى أن الفقرة سهلة جدا أو صعبة جدا أو غامضة جدا ، وبالتالي فانها لا تؤدى الى اي تمييز ، ولتلك فان هذه الفقرة ضعيفة وتحتاج الى مراجعة وتعديل أو استبعاد نهائي اذا كان التعديل يبدو صعبا
وهذا يعنى انه كلما كانت قيمة معامل التمييز مرتفعة وموجبة كان ذلك افضل لانه يؤدى الزيادة قدرة الفقرة على التمييز. ولكن ما هو معامل التمييز المثالي أو الفعال للفقرة ؟ والذي عنده تكون الفقرة فعالة جدا في التمييز بين المجموعات المتباينة ؟ رغم أنه لا يوجد حد الفى المعامل التمييز المطلوب أو المتوقع افقرات الاختبارات التحصيلية ؟ إلا أن معاملات التمييز يجب الا تقل عن + 0.20 والا فتعتبر غير مقبولة ، وتعنى أن قدرة الفقرة على التمييز ضعيفة وانها بحاجة لتعديل (1984,192 Mehrans, Lehman) ، أما معاملات التمييز التي تقع بين + 0.20 و 0.39 فتعتبر مقبولة ومتوسطة في قدرتها على التمييز. ورغم ان احمان وجلوك اشارا الى ان الاختبار التحصيلي الجيد هو ذلك ( Ahmen & Glock, 1981, 163) الاختبار الذي يكون الحد الأدنى المعاملات تمييز فقراته هو 0.30 على الاقل ، الا انه من الأفضل التزام المعلم أو مصمم الاختبار بمعامل تمييز قدره 0.40 كحد أدنى وهذا يؤدى الى تكوين اختبار تحصيلي جيد ، يتميز بقدرة تميزية عالية - لانه مكون في الاصل من مجموعة من الفقرات المنتقاة ، والفعالة جدا في قدرتها على التمييز بين المجموعتين العليا والدنيا . وبدرجة ثبات مرتفعة تزداد مع ازدياد قيمة معدل معاملات التمييز للفقرات المختلفة . وكلما كانت معاملات التمييز مرتفعة في الاختبارات التحصيلية معيارية المرجع كان ذلك افضل .
فعالية بدائل الفقرة
يقصد بفعالية بدائل الفقرة Alternatives هي قدرة هذه البدائل على جذب المفحوصين اليها، وبدائل الفقرة مكونة في العادة من المموهات Distracters (وهي البدائل الخاطئة - In correct Options) والبديل أو الاختيار الصحيح . ولكل منهما وظيفة مختلفة ، فالبديل الصحيح يجب أن يجذب اليه معظم المفحوصين الذين يعرفون الاجابة الصحيحة من بين أفراد المجموعتين العليا والدنيا ، في حين أن البدائل الأخرى الخاطئة في الفقرة يجب ان تجذب اليها عددا أكبر من المفحوصين من بين أفراد المجموعة الدنيا وعددا اقل من
الصفحة رقم: 313
المفحوصين من بين افراد المجموعة العليا، فاذا تبين بعد ذلك للمعلم أو مصمم الاختبار ان هناك بديلا ( مموها ) لم يجذب احدا من المفحوصين ، أو يجذب اليه عددا كبيرا جدا منهم .
أو يختاره الافراد المفحوصين من المجموعة العليا اكثر مما يختاره الافراد المفحوصين من المجموعة الدنيا فانه يعتبر مموها غير فعال ويجب تعديله او استبعاده من الفقرة . وهذا يعنى ان المموه الفعال يجب أن يجذب عددا محدودا من المفحوصين. ولكن كيف يمكن للمعلم أن يحكم على مدى فعالية هذا البديل أو المموه ؟ يمكن تقييم فعالية هذا المموه وغيره من بدائل الفقرة ، من خلال حساب معامل التمييز له بنفس الطريقة التي حسب بها معامل التمييز للبديل الصحيح . وبذلك يمكن حساب معاملات تمييز بدائل فقرة الاختيار من متعدد استخدام القانون التالي :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 314 من النسخة بدف أعلاه)
وفي حالة بيانات فقرة الاختيار من متعدد الأولى، والمبينة في الجدول (13 - 2 ) فان معاملات تمييز بدائلها الثلاثة تحسب كالتالي :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 314 من النسخة بدف أعلاه)
ويتضح من النتائج السابقة ان معاملات التمييز الناتجة سالبة للبدائل الثلاثة . وهذا ما هو متوقع للبدائل الخاطئة ، بحيث تجتذب اليها أو يختارها عددا اقل من بين أفراد المجموعة
الصفحة رقم: 314
العليا وعددا أكبر من بين أفراد المجموعة الدنيا ، وهذا يعنى أن هذه البدائل أو المموهات فعالة ، وتؤدى الدور المطلوب والمتوقع منها على نحو جيد
وعند تقييم المعلم أو مصمم الاختبار الفعالية المموهات أو البدائل الخاصة بفقرة معينة في الاختبار، فانه يجب عليه مراعاة الامرين التاليين حتى يمكن اعتبار المموه فعال ويقوم بالدور المتوقع منه وهما :
(1) ان يتم اختيار كل مموه من مموهات الفقرة بشكل متساو تقريبا من قبل افراد المجموعة الدنيا .
(2) ان يكون عدد الافراد الذين يختارون المموه أو البديل الخطأ من بين أفراد المجموعة الدنيا أكبر بشكل واضح من عدد الافراد الذين يختارونه من بين افراد المجموعة العليا
ويمكن مناقشة هذين الأمرين في ضوء البيانات الموضحة في جدول (13 - 3) الخاص باستجابات المفحوصين على أحدى الفقرات .
جدول (13 - 3)
(أنظر الجدول الموجود في الصفحة 315 من النسخة بدف أعلاه)
وبمراجعة البيانات الخاصة ببدائل الفقرة المبينة في المثال السابق نلاحظ ان البديلين أو المموهين (أ) و (د) فعالين لانهما جذبا افرادا من المجموعة الدنيا أكثر مما جذباه من المجموعة العليا ، في حين ان البديل أو المموه ( ب ) غير فعال لانه جذب افراداً من المجموعة العليا اكثر مما جذبه من المجموعة الدنيا. وهذا المموه بحاجة لتنقيح وتعديل حتى يمكن استخدامه في المرات القادمة، واذا كان تعديله يبدو صعباً فيجب حذفه . أما البديل الصحيح( ح ) فهو فعال ويؤدى الدور المتوقع منه ، لان جذب افرادا من المجموعتين اكثر مما جذبه ای
الصفحة رقم: 315
بديل آخر ، كما أن عدد الافراد الذين جذبهم من المجموعة العليا أكبر من عدد الافراد الذين جذبهم من المجموعة الدنيا . وبوجه عام يمكن القول أن المموهات الضعيفة التي لا تؤدى الدور المطلوب منها في الفقرة ، يجب تنقيحها وتعديلها أو استبدالها وحذفها لان الاحتفاظ بها يؤثر على معاملات الصعوبة والتمييز للفقرة ويقلل من مصداقية الاختبار ككل .
بطاقة تسجيل نتائج تحليل بيانات الفقرة
يفضل بعد انتهاء المعلم من اجراءات التحليل الخاصة ببيانات كل فقرة في الاختبار ، وتأكده من سلامتها وصلاحيتها للتطبيق ان يخصص بطاقة من مقاس 10×5 سم لكل فقرة من فقرات الاختبار ، بحيث يدون على وجهها الأول محتوى الفقرة ، ويدون على الوجه الآخر تحليل بياناتها ، ومواعيد اعطائها للمفحوصين . كما هو موضح في الشكل (13 - 1) .
(أنظر الشكل (13 - 1) الموجود في الصفحة 316 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 316
تحليل فقرات المقال
على الرغم من عدم شيوع عملية تحليل فقرات المقال بين العاملين في المجال ، واقتصار التحليل على الفقرات الموضوعية فقط ، الا انه من الاهمية بمكان أن نعرض هنا لطريقة تحليل (Whiteny & Sabers 1970 ) فقرات المقال، وهى الطريقة التي اقترحها ويتنى وسابرز ، ويتم بواسطتها حساب معاملات الصعوبة والتمييز لكل فقرة من فقرات اختبار المقال ، وذلك :(Mehrens & lemann,, 1984, 198-199 ) باتباع الخطوات التالية
1 - ترتيب الاوراق المصححة تنازليا بحسب الدرجة الكلية للاختبار .
2 - يتم اختيار مجموعتين من المفحوصين في ضوء الترتيب السابق : بحيث تكون المجموعة
الأولى هي المجموعة العليا وتشمل افضل %25 من المفحوصين ، بينما تكون المجموعة الثانية هي المجموعة الدنيا وتشمل ادنى 25% من المفحوصين .
3- يتم حساب مجموعة المدرجات لكل فقرة في المجموعتين العليا والدنيا .
4 - تستخدم المعادلات الخاصة باختبارات المقال الحساب معاملات صعوبة وتمييز كل فقرة من فقرات الاختبار.
ويوضح الجدول (13 - 4) البيانات المطلوب تحضيرها في حالة تحليل احد فقرات المقال
البيانات المطلوبة فى تحليل فقرة من فقرات المقال
(أنظر الجدول ( 13 - 4) الموجود في الصفحة 317 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 317
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 318 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 318
تحليل فقرات الاختبارات محكية المرجع
تركز الاختبارات محكية المرجع على معرفة مدى تحقيق المتعلم لمستويات الاتقان التي قررها المعلم بالنسبة لدراسة أو عمل أو مهارة معينة .. وبالتالي فهي تسعى للحصول على معلومات محددة عن كفاءة المتعلم وما حققه من الاهداف الموضوعية لهذه الدراسة أو المهارة وهذا يعنى ان اداء المتعلم على الاختبار يحدد بالرجوع إلى محتوى الاختبار ذاته ومدى تحقيق المتعلم لمستوى معين في المهارة أو الدراسة التي يقوم عليها الاختبار ، وبشكل أكثر تحديدا .. يمكن القول أن الاختبارات المحكية المرجع تحدد اداء التلميذ أو موقعه ( أو المفحوص ) في ضوء محكات محددة ( مستوى الاتقان المطلوب ( أو في ضوء أهداف سلوكية تصف الاداء المتوقع من التلميذ بعد الانتهاء من وحدة تدريسية معينة ، وهذا بخلاف الاختبارات المعيارية المرجع التي تحدد أداء التلميذ وموقعه من خلال مقارنة الدرجة التي يحصل عليها في الاختبار بدرجات المجموعة التي ينتمي اليها ، وهم طلاب صفه او زملائه
وهنا نود ان نشير إلى أن هدف المعلم وغرضه من الاختبار هو الذي يحدد نوع الاختبار الذي يستخدمه ، فاذا كان هدف المعلم هو تحديد ما تعلمه في مجال دراسي معين ، ووصف اداء هذا التلميذ بالاشارة الى مستويات اتقان مقررة من قبل ، فانه يجب على المعلم او مصمم الاختبار ان يستخدم نموذج الاختبار المحكى المرجع ، الذي ييسر له تفسير درجة المفحوص في ضوء ما حققه من اهداف موضوعة وبصرف النظر عن ترتيبه بالنسبة لاقرانه او جماعته المرجعية ، وحيث أن بناء مثل هذا النوع من الاختبارات يتطلب ربط الفقرة في الاختبار بهدف محدد تسعى الى قياسه ، فان تحليل الفقرات في هذه الحالة بحيث ان يكون موجها لتحديد فاعلية كل فقرة وحساسيتها لعملية التدريس . ولما كان الهدف من تصميم الاختبار المحكى المرجع هو وصف المهام التعليمية التي يستطيع المتعلمين انجازها وليس التمييز بينهم ، فان المعاملات التقليدية للصعوبة والتمييز السابق ذكرها بالنسبة للاختبارات معيارية المرجع ليس لها معنى هنا ..
وينبغي ان يراعى المعلم ام مصمم الاختبار عند تحليله لفقرات الاختبار المحكى المرجع انها تستخدم عادة في اختبارات الاتقان Mastry Tests ، لذا فينبغي للمعلم أو المصمم الاختبار وضع مستوى الاداء المقبول لتحديد الاتقان المطلوب من المتعلمين بلوغه بالاشارة الى كل هدف أو الى كل مهمة محددة ، وقد يكون هذا المستوى المنشود بالاشارة إلى سرعة الانجاز ( مثال : يحل الطالب عشر مسائل حسابية بسيطة في دقيقتين ) ، أو بالاشارة الى
الصفحة رقم: 319
دقة الانجاز (مثال: يقيس الزاوية المنفرجة الى اقرب درجة صحيحة ) ، او بالاشارة الى النسبة المئوية للفقرات الاختبارية التي اجاب عنها المتعلم بشكل صحيح ( مثال : يعرف 80٪ من المصطلحات الاساسية التي درسها ) ( خطاب ، 1980 ، ص : 32 ) .
صعوبة الفقرة
لا يتحدد مستوى صعوبة الفقرة في اختبار الاتقان محكى المرجع وفقا لقدرة الفقرة على التمييز بين الافراد ذوى التحصيل المرتفع في المجموعة العليا وذوى التحصيل المنخفض في المجموعة لدنيا ، وانما تتحدد وفقا لنتاج التعلم أو المهمة التعليمية التي صممت الفقرة لقياسها ، فاذا كانت المهمة التعليمية Learning task سهلة فيجب أن تكون الفقرة سهلة ، واذا كانت المهمة متوسطة الصعوبة ينبغي أن تكون الفقرة متوسطة و أما اذا كانت المهمة صعبة فيجب ان تكون الفقرة صعبة جدا وهذا يعنى أن كون الفقرة سهلة جدا أو صعبة جدا يعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة المهمة التعليمية التي تقيسها ، لذا ينبغي على المعلم أو مصمم الاختبار عدم حذف الفقرات السهلة أو تغيير درجة صعوبة الفقرات الصعبة بهدف الحصول على قدرة تميزية عالية لفقرات الاختبار أو من اجل الحصول على تشتت او قياس واضحلدرجات الاختبار . الا ان هذا لا يعنى التقليل من اهمية أن تتصف الفقرات في هذا النوع من الاختبارات بدرجة معقولة من الصعوبة ، ذلك انه كلما زادت درجة الصعوبة في الاختبار المحلى المرجع كان ذلك مؤشرا على أن التدريس فعال (Gronlund, 1985 ص254)
واذا كان هدف المعلم أو مصمم الاختبار هو قياس مدى اتقان المتعلمين المهارات محددة في وحدة تعليمية معينة، قبل الانتقال الى وحدة اخرى ، وكان التدريس الذي يقوم به هذا المعلم تدريسا فعالا ففى هذه الحالة فان جميع المفحوصين أو معظمهم على الاقل سوف يجيب على جميع فقرات الاختبار اجابة صحيحة. وهذا يعنى ان معاملات صعوبة الفقرات تكون مرتفعة جدا او قد تصل الى %90 على الاقل ، اى ان %90 من المتعلمين تمكنوا من الاجابة عليها ، بعد الانتهاء من الوحدة التعليمية او المقرر ، في حين قد تكون معاملات صعوبة هذه الفقرات منخفضة جدا أو قد تصل الى الصفر قبل التدريس ، وهو ما يعنى أن عدد المتعلمين الذين يمكنهم الاجابة على فقرات الاختبار يكون قليلا جدا. ولكن ما هو موقف المعلم اذا تبين له ان هناك فقرة او فقرات في الاختبار محكى المرجع بقيت معاملات صعوبتها منخفضة بعد التدريس أيضا؟ هذا ما سوف نجيب عليه في الجزء التالي .
الصفحة رقم: 320
حساب صعوبة الفقرة
معامل صعوبة الفقرة هو النسبة المئوية للمفحوصين الذين اجابوا على الفقرة اجابة صحيحة . ويحسب معامل الصعوبة باستخدام المعادلة التالية :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 321 من النسخة بدف أعلاه)
وتشير القيم العالية لمعامل الصعوبة الى سهولة الفقرة ، في حين تشير القيم المنخفضة الى صعوبتها ، وتتراوح قيم معاملات الصعوبة عادة ما بين صفر و + 0.01 ولكن يجب ملاحظة أن حساب قيمة م ص هنا محددة بالمجموعة الصفية التي اخذت الاختبار ، فاذا تم تطبيق الاختبار على مجموعة اخرى فان قيمة م ص لنفس الفقرة سوف تختلف . كما يلاحظ ايضا أن حساب قيمة م ص الفقرة تم بناء على حساب النسبة المئوية للتلاميذ في المجموعة الصفية الذين تمكنوا من الاجابة الصحيحة على الفقرة ، في حين أن حساب قيمة م من للفقرة في الاختبار المعياري المرجع تتم بناء على حساب نسبة التلاميذ في المجموعتين العليا والدنيا الذين اجابوا على الفقرة اجابة صحيحة. هو ما يعنى استبعاد بعض الافراد في المجموعة الصفية الذين حصلوا على درجات متوسطة على فقرات الاختبار.
وعندما تبين للمعلم أن هناك فقرة أو فقرات لها معاملات صعوبة منخفضة ، فهذا يعنى ان عددا كبيرا من المفحوصين قد فشلوا في الاجابة على تلك الفقرة اجابة صحيحة وهذا بدوره
الصفحة رقم: 321
ينبه المعلم لوجود خلل ما ، قد يرجع ذلك إلى أن : (1) اساليب التدريس غير فعالة ، أو (2) توقعات المعلم عن مستوى طلابه ليست مناسبة وغير واقعية ، أو (3) الفقرة ضعيفة وغير مناسبة ، وعلى المعلم ان ينظر في هذه الاسباب جيدا ، ثم يحدد اى منها هو المسئول عن فشل وعدم تمكن عدد كبير من المفحوصين من الاجابة على الفقرة بشكل صحيح ، وهذا يتطلب من المعلم مراجعة اساليب التدريس التي يستخدمها بشكل عميق ، فاذا تبين له ان اساليبه غير فعاله فعليه ان يخطط لتدريس جديد يتضمن اساليب جديدة وفعالة ، اما اذا تبين له ان الفقرة نفسها ضعيفة ، فيجب تعديلها أو حذفها اذا كان من الصعب اصلاحها ، ولعل المراجعة الشاملة لاساليب التدريس والفقرات ومستوى المتعلمين تزيد من درجة صلاحية الفقرة وتؤثر بالايجاب على معامل الصعوبة وكذلك على معامل التمييز أيضا .
ولكن من المهم ان يدرك المعلم أو مصمم الاختبار أن معامل صعوبة الفقرة في الاختبار المحكي المرجع مرتبط بأمرين هامين ، وهما : (1) المستوى التعليمي الذي يوجد عليه المفحوصين، (2) المحك أو نقطة القطع التي يجب اجتيازها من قبل المفحوصين ، فاذا حدد المعلم المحك او مستوى الاتقان المطلوب من المفحوصين ، بالاشارة الى النسبة المئوية للفقرات التي يجب أن يجيب عليها المفحوص بشكل صحيح ولتكن المحك على سبيل المثال ان يجيب المفحوص على %80 من الفقرات المتعلقة بهدف ما اجابة صحيحة ، فان هذا المحك لا يمكن المعظم المفحوصين أن يصلوا اليه او يجتازوه اذا كان متوسط معامل صعوبة الفقرات لذلك الهدف 70% وبالتالي فيجب على المعلم أن يضع في اعتباره مستوى المفحوصين وقدراتهم عند تحديد المحك أو مستوى الاتقان المطلوب أو نقطة القطع Mastery Cut off score التي يجب اجتيازها
فاذا قرر المعلم بعد ذلك القيام بفحص معاملات الصعوية لمجموعة من الفقرات المتعلقة بهدف معين ، فسوف يجد انها متشابهة تماما وهذه هي درجة الصعوبة المناسبة للفقرة أو للفقرات مجتمعجة وهذا يحدث اذا كان محتوى الفقرات متشابها ، وتنطبق عليها المواصفات المحددة المجال الدراسي، وعلى ذلك فمن المتوقع أن يكون لهذه الفقرات نفس معامل الصعوية تقريبا . فاذا وجد المعلم ان معامل صعوبة احد الفقرات %20 بينما معامل الصعوبة الباقي الفترات في المجال نفسه 70% تقريبا ، فهذا يعنى أن هناك خللا في الفقرة الأولى يستوجب مراجعتها لتعديل صياغتها أو مضمونها بحيث تصبح فقرة جيدة وتتميز بدرجة صعوبة مناسبة، وقريبة من الفقرات الأخرى، ولكن اذا تبين من مراجعتها صعوبة تعديلها فيجب حذفها .
الصفحة رقم: 322
تمييز الفقرة
ان قدرة فقرات الاختبار على التمييز بين الافراد في المجموعة العليا والافراد في المجموعة الدنيا ليست حيوية لتقويم فعالية فقرات الاختبار محكى المرجع . فقد تكون الفقرة جيدة في اختبار الاتقان محكى المرجع ، رغم انها ذات قدرة تميزية منخفضة أو قريبة من الصفر بالنسبة للاختبار المعياري المرجع . فاذا اجاب كل المفحوصين اجابة صحيحة على الفقرة (فيكون معامل التمييز يساوى صفر) بعد الانتهاء من تدريس وحدة تعليمية معينة ، فان هذا يدل على أن كلا من التدريس والفقرة فعالان . وعلى الرغم من أن مثل هذه الفقرات تحذف في الاختبارات معيارية المرجع بسبب عدم قدرتها على التمييز ، إلا انها في اختبارات الاتقان محكية المرجع تمد المعلم بمعلومات مفيدة عن مدي اتقان تلاميذه للمهام التعليمية Gron lund 1984,54)) وقد يرجع هذا الاختلاف في تقدير معامل التمييز الى اختلاف طريقة حسابه ، فاذا كان حساب معامل التمييز في فقرات الاختبار المعياري المرجع ، يعتمد على المقارنة بين الافراد في المجموعة العليا والافراد في المجموعة الدنيا، فان حساب معامل التمييز في الفقرات محكية المرجع يعتمد على المقارنة بين الافراد في المجموعة التي حققت شروط المحك او اجتازت نقطة القطع والافراد في المجموعة التي لم تحقق شروط المحك ولم تجتاز نقطع القطع وقد تم تطوير عدة طرق لحساب معامل تمييز الفقرة في الاختبار المحكى المرجع ، الا اننا سنعرض لواحدة تعتبر من أكثر الطرق ملائمة لتحليل فقرات الاختبارات المحكية المرجع التي يعدها المعلم ؟ وهي :
التمييز باستخدام الاختبار القبلي والاختبار البعدى
يمكن للمعلم ان يحسب تمييز اى فقرة في الاختبار المحكى المرجع باستخدام معامل التمييز القبلي - البعدى Pre - and Postdiscrmination index والذي يتم حسابه بعد تطبيق الاختبار على المفحوصين مريتن مرة قبل التدريس Pretest ومرة أخرى بعده Posttest ويتم ذلك باستخدام المعادلة التالية:(Cox & Vargas 1966)،
م ت = م ص (ب) - م ص ( ق )
حيث ان م ت = معامل التمييز
م ص (ب ) = معامل الصعوبة بعد التدريس
م ص ( ق ) = معامل الصعوبة قبل التدريس
الصفحة رقم: 323
فاذا كان لدينا 30 تلميذا في قاعة الصف ، على سبيل المثال ، واجاب 5 تلاميذ منهم على الفقرة السادسة بشكل صحيح في الاختبار القبلى ، وبعد التدريس تم تطبيق نفس الاختبار المحكى المرجع على نفس المجموعة فاجاب 28 تلميذا على نفس الفقرة بشكل صحيح ، فان معامل العصوية لهذه الفقرة في الاختبار القبلى هو 530 ت أو 17 %. اما في الاختبار البعدى فمعامل الصعوبة لهذه الفقرة فهو2830 او 93 % وبناء عليه فيمكن حساب معامل التمييز على النحو التالي : 28
مت = 0.93 – 0.17 = 0.76
ويشير معامل تمييز الفقرة السادسة في الاختبار المحكى المرجع الى ان الفقرة فعالة و درجة تمييزها مناسبة تماما لان هذه الفقرة كانت صعبة جدا على المفحوصين قبل التدريس وسهلة جدا بعد الانتهاء من التدريس ، وهذا مؤشر هام على فعالية الفقرة في الاختبارات محكية المرجع . وتتراوح قيم معاملات التمييز بين +1 و-1 وعندما يكون معامل التمييز قريبا من الصفر، فهذا يشير إلى أن القدرة التمييزية للفقره ضعيفة . كما أن الفقرات التي يجيب عليها جمع المفحوصين اجابة صحيحة في الاختبار القبلي ( قبل التدريس ) وفي الاختبار البعدى ( بعد التدريس ) في فقرات غير فعالة حيث يكون معامل تمييز مثل هذه الفقرات عادة صفرا .
التمييز باستخدام مجموعتين محكيتين
لقد طور برينان ( 1972 ,Brennan ) طريقة حساب معامل التمييز بالاشارة الى مستويات الاتقان المطلوبة من المفحوصين. هذه الطريقة تعتمد على مستوى الاتقان أو نقطة القطع التي يجب ان يجتازها المفحوصون والتي يتم تحديدها بواسطة المعلم قبل اعطاء الاختبار للمفحوصين، وبعد تطبيق الاختبار المحكى المرجع تستخدم نتائجه لتقسيم المفحوصين الذين اخذوا الاختبار إلى اربعة مجموعات فرعية في ضوء بعدين أو متغيرين اساييين وهما : الاداء على الاختبار ( متقن - غير متقن ) والاداء على الفقرة ( اجابة صحيحة - اجابة خاطئة ) ويتم تسجيل البيانات الخاصة بفقرة الاختبار في جدول هو اقرب للجداول التي تستخدم في توضيح التصميم العاملي 2×2 .
والجدول (13 - 5) يوضح نموذج الطريقة تسجيل البيانات الخاصة ، بتحليل احدى فقرات الاختبار محكى المرجع وحساب معامل تمييزها .
الصفحة رقم: 324
يبين نموذج للطريقة التي يتم بها تسجيل البيانات الخاصة بالمجموعات الفرعية الاربعة لحساب معامل التمييز بطريقة برينان
(أنظر الجدول ( 13 - 5 ) الموجود في الصفحة 325 من النسخة بدف أعلاه)
ويمكن تفسير الرموز والمجموعات المبينة في الجدول (13 - 5) على النحو التالي :
حيث ان أ = عدد المفحوصين الذين أجابوا على الفقرة اجابة صحيحة ولم يحققوا مستوى الاتقان المطلوب.
ب = عدد المفحوصين الذين اجابوا على الفقرة اجابة صحيحة وحققوا مستوى الاتقان المطلوب .
جـ = عدد المفحوصين الذين اجابوا عن الفقرة اجابة خاطئة وحققوا مستوى الاتقان المطلوب.
أ + ج - عدد المفحوصين الذين لم يحققوا مستوى الاتقان المطلوب .
ب + د عدد المفحوصين الذين حققوا مستوى الاتقان المطلوب.
ويتم حساب معامل التمييز لهذه الفقرة من خلال حساب الفرق بين مستويات صعوبة الفقرة لكل من المفحوصين الذين حققوا مستوى الاتقان والمفحوصين الذين لم يحققوا مستوى الاتقان والمعادلة المستخدمة في حساب معامل التمييز هي: م ت = بد+ب - أج+أ
الصفحة رقم: 325
ويتراوح معامل التمييز أ ت البرينان ما بين -1 و +1 وتشير القيمة الموجبة لهذا المعامل الي ان الفقرة تميز بين المفحوصين الذين حققوا مستوى الاتقان المطلوب أو المحك . وأولئك الذين لم يحققوا مستوى الاتقان أو المحك . اما القيمة السالبة المعامل التمييز فهي تدل على وجود مشكله او خلل حول الفقرة ، فقد تكون الفقرة نفسها ضعيفة في محتواها أو في صياغتها ، وقد تكون طريقة التدريس المستخدمة من قبل المعلم خاطئة ، وقد يكون المفهوم الذي تدور حوله الفقرة صعب، وواجب المعلم أن يفحص الفقرة جيدا ويحدد السبب أو الاسباب التي ادت لضعفها . فاذا كان الأمر يتطلب منه اعادة صياغة الفقرة وتحسينها فيجب ان يقوم بذلك، واذا تبين له ان الفقرة غير صالحة فيجب حذفها واعادة تقدير درجات المفحوصين من جديد بدونها . اما اذا تبين له أن طريقة التدريس غير فعالة فيجب أن يخطط لتدريس جديد وفعال ..
ويمكن للمعلم أن يناقش الفقرة التي لا تميز مع طلاب صفه لاكتشاف نوع الخلل الموجود فيها ، فقد يكون السبب في ذلك هو استخدام المعلم المفتاح تصحيح خاطئ . وبوجه عام يمكن الاستفادة من المناقشة الصفية للفقرات وغير المميزة في الاختبار في مجالات عديدة سبق ان تعرضنا له بالتفصيل عند الحديث عن الفقرات المعيارية المرجع .
مثال تطبيقي لتحليل فقرات الاختبار المحكى المرجع
(Wiersma, Jurs, 1990) فيما يلى نموذج لتحليل فقرات الاختبار المحكى المرجع حيث يبين الجدول (13 - 6) بيانات اختبار محكى المرجع مكون من ثمانية فقرات . ولاعداد هذا الجدول توضع ارقام الفقرات في البعد الافقى واسماء المفحوصين في البعد الرأسي . ويشير الرقم (1) للاجابة الصحيحة والرقم (0) للاجابة الخاطئة لكل مفحوص على الفقرة والدرجة النهائية في الاختبار هي عدد الاجابات الصحيحة. وقد تم تحديد مستوى الاتقان او المحك بان يجيب المفحوص على %80 من الفقرات بشكل صحيح. وهذا يعني أن الدرجة 7 او اكثر تعنى أن المفحوص قد حقق مستوى الاتقان المطلوب، وهذا يعنى أن هناك 6 افراد من بين المفحوصين قد حققوا مستوى الاتقان أو شروط المحك في حين أن اربعة منهم لم يحققوا ذلك
الصفحة رقم: 326
يبين بيانات تحليل فقرات الاختبار المحكى المرجع
(أنظر الجدول (13 – 6) الموجود في الصفحة 327 من النسخة بدف أعلاه)
ويبين الجدول (13 - 6) حساب معاملات الصعوبة لكل فقرة من الفقرات ، ومعامل الصعوبة هو نسبة المفحوصين الذين اجابوا على الفقرة بشكل صحيح . وحيث ان جميع المفحوصين قد اجابوا على الفقرة الأولى بشكل صحيح فان معامل صعوبتها هو 1.0. في حين أجاب على الفقرة الثانية بشكل صحيح 9 مفحوصين وبالتالى فان معامل صعوبتها هو9 و 0 وهكذا تحسب معاملات الصعوبة بنفس الطريقة ووفقا للمعادلة ويلاحظ أن الفقرة السادسة لديها معامل صعوبة منخفض بشكل واضح عن بقية معاملات الصعوبة للفقرات الاخرى . وهذه الفقرة تستوجب من المعلم البحث عن سبب ذلك . فهل الفقرة صعبة جدا مقارنة بالفقرات الاخرى في الاختبار؟! ام هل محتوى الفقره مختلف عن المجال الدراسي الذي تقيسه الفقرات؟ ام هل هناك خطأ ما في طريقة التدريس ؟ بحيث يكون قادرا بعد ذلك على تحديد أي الاسباب السابقة هو الذي ادى عدم تمكن المفحوصون من الاجابة على هذه الفقرة اجابة صحيحة .
الصفحة رقم: 327
وقد تم حساب معامل التمييز م الجميع الفقرات وفقا للنموذج الذي وضعه برينان ، ويبين الجدول (13 - 7) بيانا فى تحليل وحساب معامل التمييز للفقرة الثالثة .
بيانات خاصة بالفقرة الثالثة لحساب عامل التمييز بطريقة برينان
(أنظر الجدول (13 – 7) الموجود في الصفحة 328 من النسخة بدف أعلاه)
وبمراجعة بيانات الفقرة الثالثة يتبين لنا ان ٧ مفحوصون حققوا مستوى الاتقان ، وكان ستة منهم قد أجابوا على الفقرة بشكل صحيح في حين ان ثلاث مفحوصين لم يحققوا مستوى الاتقان المطلوب ، وكان واحدا منهم قد اجاب على الفقرة بشكل صحيح . وتشير قيمة معامل تمييز الفقرة الثالثة وهو 0.53 الى معامل تمييز موجب ، وبالتالي فالفقرة تميز بين أولئك الذين حققوا مستى الاتقان أو المحك ، وأولئك الذين لم يحققوا هذا المستوى ، وقد تم حساب بقية معاملات التمييز المبينة في الجدول (13 - 6) بنفس الطريقة السابقة.
وبتضح من البيانات الخاصة بمعاملات تمييز الفقرات والمبينة في الجدول (13 - 6) ان جميع معاملات تميز الفقرات لها معاملات موجبة باستثناء الفقرتين الأولى والخامسة ، كما ان الفقرتين السابعة والثامنة حصلتا على أعلى معامل تمييز ممكن وهو 1.0 . وقد حصلت الفقرة الأولى على معامل تمييز قدره صفر ، وذلك لان كل المفحوصين سواء الذين حققوا مستوى الاتقان أو أولئك الذين لم يحققوه قد اجابوا على الفقرة بشكل صحيح . وهذا لا يعنى ان الفقرة ضعيفة أو يجب استبعادها ، ففي كل اختبار هناك فقرات يجيب عليها جميع المفحوصين اجابة صحيحة ، الا أن هذه الفقرة ( الأولى ) لا تميز بينن المجموعتي المفحوصين الذين حققوا مستوى الاتقان والذين لم يحققوه . اما الفقرة الخامسة والتي كان معامل تمييزها سالبا (0.29) فتحتاج الى مراجعة وتقييم واستقصاء من المعلم المعرفة سبب ذلك .
الصفحة رقم: 328
تقدير فعالية الفقرة من خلال أثر التدريس
هناك طريقة أخرى لتحليل فقرات الاختبارات المحكية المرجع ، وهي تقدير فعالية الفقرة من خلال أثر التدريس Effects of Instruction . والمبدأ الاساسي الذي تقوم عليه هذه الطريقة هو أن الفقرات تعتبر فعالة في الاختبارات المحكية المرجع اذا اجاب عليها اجابة صحيحة عدد قليل جدا من المفحوصين قبل التدريس ، واجاب عليها عدد كبير جدا بعد التدريس. وبمعنى أن الفقرة الفعالة في الاختبار المحكى المرجع هي الفقرة التي تبدو صعبة جدا على المفحوصين قبل التدريس ، وسهلة جدا بعد التدريس وهذا يتسق أيضا مع المبدأ الذي تقوم عليه فلسفة بناء الاختبار المحكى المرجع وهو التوقيع من كل طالب اتقن المادة التعليمية موضوع الاختبار ان يجيب بطريقة صحيحة على جميع فقرات الاختبار او معظمها على الاقل. وبالطبع فهذا يحدث عادة بعد التدريس . فاذا لم يتمكن المفحوصون من الاجابة على فقرة ما في الاختبار لا قبل التدريس ولا بعده، فان هذه الفقرة قد تكون صعبة جدا ، او ضعيفة جدا، ولا تقيس اثر التدريس ، أو أن التدريس نفسه غير فعال ...
ولعل هذه الطريقة لا تساهم فقط في تقييم فقرات الاختبار المحكى المرجع فقط، وانما في تقييم طرق اساليب التدريس التي يستخدمها المعلم في قاعة الصف مع تلاميذه . ولذلك يشير (Kryspin & Feldhusen, 1974, 166, Gonlund ) إلى أهميتها بعض خبراء القياس 255 ,1985 ) وتقدير فعالية الفقرة من خلال اثر التدريس ، ينبغي تطبيق الاختبار المحكى المرجع نفسه مرتين ، مرة قبل التدريس ( befor Instruction ( Pretest بحيث يكون الاختبار اختبارا قبليا ومرة بعد التدريس ( after instruction ( Posttest بحيث يكون الاختبار اختبارا بعديا ويتم تسجيل الاجابات في جدول يبين نتائج التطبيقين ، ويمكن تقدير فاعلية الفقرة باستخدام المعادلة التالية :
م س = ف ع-ب ع ن
ع ب - ع ق
حيث أن م س = معامل الحساسية لاثر التدريس
ع ب = عدد المفحوصين الذين أجابوا اجابة صحيحة بعد التدريس
ع ق = عدد المفحوصين الذين اجابوا اجابة صحيحة قبل التدريس
ن = العدد الكلى للمفحوصين الذين اجابوا على الفقرة .
الصفحة رقم: 329
ويتراوح معامل الحساسية للفقرات الفعالة بين 0.0 و 0.1 بحيث تعطى الفقرة المثالية معاملا قدره 0.1 ، وهذه القيمة تمثل الدرجة القصوى المعامل الحساسية، وكلما زادت القيمة الموجبة لمعامل الحساسية واقتربت أكثر من الواحد الصحيح دل ذلك على زيادة حساسية الفقرة لاثر التدريس . كما أن الفقرات التي تعطى معاملات سالبة أو قريبة من الصفر لا تعكس الاثر المقصود للتدريس وهذا يتطلب مراجعة الفقرة والتدريس ايضا لاكتشاف الخلل ووضع العلاج المناسب (ص256 1985Gronlund) ونعرض فيما يلى المثال يبين كيفية حساب معامل الحساسية لاثر التدريس ، بعد تطبيق الاختبار المحكى المرجع مرتين مرة قبل التدريس ومرة بعد التدريس ويبين الجدول (13 - 8) نتائج التطبيقين ( 1985 ,Gronlud . Ρ. 255, 256 (
يبين البيانات الخاصة بالاختبار المحكى المرجع في التطبيق الأول والثاني
(أنظر الجدول (13 – 8) الموجود في الصفحة 330 من النسخة بدف أعلاه)
ويمكن تحليل فعالية كل فقرة كمقياس لاثر التدريس على النحو التالي :
الفقرة 1 : تعتبر هذه الفقرة مثالية ، فقد اجاب عليها المفحوصون اجابة خاطئة قبل التدريس ، واجابوا عليها اجابة صحيحة بعد التدريس
الفقرة 2 : تعتبر هذه الفقرة سهلة جدا كمقياس لاثر التدريس ، لان كل المفحوصين قد اجابوا على الفقرة اجابة صحيحة قبل التدريس وبعده .
الصفحة رقم: 330
الفقرة 3 : تعتبر هذه الفقرة صعبة جدا كمقياس لاثر التدريس ، أو أن التدريس كان غير مناسبا
الفقرة 4 : تشير هذه الفقرة الى عيب أو خلل واضح فيها ، أو أن التدريس غير صحيح .
الفقرة 5: تعتبر هذه الفقرة فعالة ، والاجابة عليها تأخذ الشكل الواقعي ، فبعض المفحوصين اجابوا عليها اجابة صحيحة قبل التدريس ، ولكن معظمهم اجاب عليها اجابة صحيحة بعد التدريس .
ويمكن تطبيق المعادلة وحساب معامل الحساسية للفقرة الخامسة على النحو التالي :
مس = 2-56 = 0.50
وينفس الطريقة السابقة يمكن حساب معاملات الحساسية لبقية الفقرات
ويبقى ان نشير الى أن استخدام معامل الحساسية في تقييم فعالية فقرات الاختبار المحكى المرجع لا يلقى التأييد من بعض خبراء القياس ) Mehrens & Lehmann 1984 Wiersma & Jurse, 1980) وغيرهم ، لان عليه بعض المحاذير ، ومن اهم هذه المحاذير الجديرة التفات المعلم في توظيف معامل الحساسية لاثر التدريس ( خطاب ، 1980 ، ص : 34 ) .
(1) لا يمكن للمعلم استخراج معامل الحساسية لاثر التدريس الا اذا اجرى الاختبار نفسه قبل التدريس وبعده .
(2) قد يكون معامل الحساسية لاثر التدريس منخفضا ، اما لان الفقرة فعالة أو لان التدريس نفسه لم يكن فعالا .
(3) ان اجابات الطلبة عن الفقرات الاختبارية بعد التدريس ، قد تتأثر الى درجة ما ، بحقية أنهم قد أجابوا عن الفقرات ذاتها قبل التدريس ، ويبرز هذا المحذور بشكل جلى اذا ما كانت الفترة الزمنية للتدريس قصيرة.
الصفحة رقم: 331
الفصل الرابع عشر: خصائص الاختبار الجيد
( تقييم فاعلية الاختبار )
الصدق
الصدق بدلالة المحتوى .
الصدق بدلالة المحك .
خصائص مقياس المحك الجيد .
صدق التكوين
صدق الاختبارات المحكية المرجع .
الثبات
طرق قدير ثبات الاختبار .
طريقة الاختبار - إعادة الاختبار .
طريقة الصور المتكافئة
طريقة التجزئة النصفية
طريقة قياس الاتساق الداخلي
العوامل التي تؤثر في ثبات الاختبار
حجم معامل الثبات .
ثبات الفروق بين الدرجات ..
الأسس النظرية لمفهوم الثبات
الخطأ المعياري في القياس
ثبات الاختبارات المحكية المرجع .
القابلية للاستعمال .
الصفحة رقم: 333
الفصل الرابع عشر : خصائص الاختبار الجيد (تقييم فاعلية الاختبار )
كيف يمكن للمعلم أو المصمم الإختبار التحقق من فاعلية الإختبار الذي صممه أو اختاره ؟ وما هي خصائص أو معايير هذه الفاعلية ؟ وكيف يمكن التحقق من هذه المعايير أو الخصائص في الإختبار؟ إن التحقق من فاعلية الإختبار يمكن تناولها من جانبين : الجانب الأول يتعلق بفقرات الإختبار وبدرجة فاعلية كل فقرة من هذه الفقرات ومدى توفر خصائص الفاعلية لهذه الفقرات، وهي الخصائص التي تتعلق بمستوى صعوبتها وقدرتها على التمييز بين المفحوصين وكذلك فعالية بدائلها المختلفة، أي أنه يتعلق بفاعلية مكونات أو أجزاء أو وحدات منفصلة داخل الإختبار، أما الجانب الثاني فيتعلق بفاعلية الإختبار ككل، بجميع فقراته أو مكوناته أو أجزائه، ومدى توفر خصائص الفاعلية لهذا الإختبار بمجمل فقراته، وهي الخصائص التي تتعلق بالصدق والثبات والقابلية للإستعمال. وفي الفصل السابق ناقشنا بالتفصيل خصائص بالتفصيل خصائص فاعلية الفقرات، أما في هذا الفصل فسوف نناقش خصائص فاعلية الإختبار ككل وبوصفه أداة قياس.
إن توفر خصائص الفاعلية في الإختبار تعنى أن يكون الإختبار قادراً على قياس التحصيل بفعاعلية، بحيث تكون البيانات التي تنتج عنه بعد تطبيقه دقيقة وذات صلة وثيقة بالغرض الذي صممت من أجله ، وهذا يستوجب الإهتمام بالتخطيط المحكم الإعداد الإختبار سواء فيما يتعلق بتحديد الأهداف وتحديد الغرض، وتحضير الفقرات وتحليلها، أو فيما يتعلق بإخراج الإختبار، وتطبيقه، وجميع العوامل التي يمكن أن تؤثر على نتائجه سواء كانت متعلقة بمن يطبق عليه الإختبار أو بظروف التطبيق أو بالإختبار نفسه إذ يؤمل أن نؤمن هذه الإجراءات إختباراً يقيس ما أعد القياسه، بمعنى أن يكون صادقاً، كما يؤمل أن تؤمن هذه الإجراءات إختباراً يقيس بدرجة مقبولة من الدقة أو بأقل خطأ ممكن، بمعنى أن يكون ثابتاً، ويفترض أن الاختبار الذي يتم إعداده أو يتم اختياره كما هي الحال في الإختبارات المقننة ممكن التطبيق ضمن الظروف المتوفرة في المؤسسة التعليمية، وسهل التصحيح وسهل التفسير
الصفحة رقم: 335
(عودة ، 1985 ، 139). بمعنى أن يكون الإختبار قابلاً للإستعمال وذا جدوى عملية عند تطبيقه.
وهذا يعنى أن توفر الفاعلية للإختبار يقابله بالضرورة توفر خصائص أو مواصفات أساسية معينة لابد أن يتميز بها الإختبار الجيد، وهذه الخصائص هي : الصدق والثبات والقابلية للإستعمال ، وهي خصائص الإختبار الجيد، والتي يتم من خلالها أيضاً التحقق من فاعلية الإختبار، فالصدق Validity يشير إلى الدرجة التي يمكن فيها للبيانات أو لنتائج القياس أن تخدم الغرض الذي صممت من أجله، وبمعنى آخر فهو يشير إلى الدرجة التي يمكن فيها للإختبار أن يعطينا بيانات ذات صلة مباشرة بالقرار الذي سيتخذ بناء عليها ، أما الثبات Reliability فيشير إلى درجة إتساق البيانات ونتائج القياس عند تكرارها، وهذا يعنى أن يحصل المفحوصين على نفس النتائج تقريباً عند إعادة تطبيق الإختبار مرة أخرى. والثبات بهذا المعنى يشير إلى الدقة والضبط في عملية القياس. أما القابلية للإستعمال Practicality فتشير إلى مجموعة من العوامل التي لها علاقة باستعمال الإختبار وتطبيقه وسوف نناقش هذه الخصائص الأساسية بش من التفصيل في هذا الفصل.
الصدق
يعتبر الصدق الخاصية الأساسية الأولى التي يجب أن تتوفر في وسيلة القياس بصفة عامة، والإختبار بصفة خاصة، بل أن حساب صدق الإختبار من أفضل الأساليب التي تستخدم لتقييم فاعلية الإختبار بوصفه أداة قياس والصدق بتعبير بسيط هو أن يقيس الإختبار ما وضع القياسه، أى يقيس فعلاً الوظيفة التي يفترض أنه يقيسها .
فالمعلم الذي يعد إختباراً لإستخدامه في قياس القدرة الرياضية لدى تلاميذه، متبعاً في ذلك الأسس والقواعد التي سبق أن تعرضنا لها بالتفصيل في فصول الكتاب السابقة، ثم قام بتطبيق هذا الإختبار فإنه يحصل على درجة لكل تلميذ، وهي عدد الإجابات الصحيحة على هذه الفقرات في ورقة الإختبار. ولكي يكون الإختبار صادقاً، فإنه يجب أن يقيس القدرة الرياضية وحدها، ولا يقيس شيئاً آخر بدلاً منها أو غيرها، وأن تكون الدرجة على هذا الإختبار تمثل القدرة الرياضية بدقة وهو الجانب أو المجال التحصيلي الذي يقيسه الإختبار.
الصفحة رقم: 336
ويشير مفهوم الصدق إلى مدى ملائمة أو مناسبة استخدام نتائج القياس درجات الإختبار أو أي أداة قياس أخرى في إجراء تفسيرات معينة، فإذا كانت نتائج القياس تستخدم لوصف تحصيل المتعلم في مجال دراسي معين، فإنه يجب أن نفسر نتائج القياس أو الدرجات للمتعلم على أنها تمثل مجال التحصيل الذي يقيسه الإختبار. وإذا استخدمت نتائج القياس للتنبؤ بنجاح المتعلمين في نشاط مستقبلي، فيجب أن يكون تفسيراتنا على تقدير دقيق النجاح الفرد في المستقبل، وإذا استخدمت النتائج في تقدير مستوى الفهم في القراءة ، فيجب أن تكون تفسيراتنا قائمة على دليل يبين أن النتائج الدرجات على الإختبار) تعكس بشكل حقيقى مستوى الفهم دون أن تتأثر بعوامل أخرى جانبية، وهذا يعنى أن الصدق يرتبط أساساً بالإستعمال النوعي Specific use أو الخاص لنتائج القياس وبمدى صحة التفسيرات المقترحة لهذه النتائج(55، 1985 ,Gronlund). وحيث أن الصدق مرتبط بنتائج الإختبار أو القياس، فلن يكون هناك ثقة في الإستنتاجات أو القرارات التي تتخذ بناء على هذه النتائج دون تحقيق صدق الإختبار المستخدم، ويتم تحقيق صدق الإختبار من خلال تجميع بعض الأدلة التي تؤيد تلك الإستنتاجات أو القرارات.
وإذا كان الصدق مرتبطاً بنتائج القياس، فهو أيضاً محدوداً بمجموعة أخرى من الخصائص والشروط التي يجب أن يضعها المعلم أو مصمم الإختبار في إعتباره ولعل أهمها : (أبوليدة ، 1987، ص 243 – 246، Gronlund, 1985, p. 57-58)
1- الصدق صفة تتعلق بنتائج الإختبار أو نتائج أداة القياس وليس بالإختبار أو بأداة القياس نفسها، ولكننا نربطها بالإختبار أو أداة القياس من قبيل الإختصار أو التسهيل والأصوب أن نتكلم عن صدق النتائج أو بالأحرى صدق تفسيراتنا للنتائج . إذ عندما نحكم بأن هذا المتعلم أذكى من ذاك فإننا نصدر هذا الحكم بناء على نتائج إختبار مصمم القياس ذكائهما وقد تقدم له كل منهما، وستكون أحكامنا هذه صائبة بمقدار خلو نتائج هذا الإختبار من الخطأ وكذلك بمقدار نجاحنا في تفسيرها تفسيراً صحيحاً.
2 - الصدق صفة نسبية أو متدرجة وليست مطلقة a matter of degree وعلى هذا الأساس يجب تجنب التفكير في نتائج القياس على أنها صادقة أو غير صادقة، بل هناك درجات من الصدق أو ثبات تحدد درجته، وبالتالي يمكن القول أن الصدق مرتفع، أو الصدق متوسط أو الصدق منخفض.
3- الصدق صفة نوعية Specific ترتبط دائماً باستعمال خاص، بحيث لا يوجد اختبار
الصفحة رقم: 337
صادق وصالح لجميع الأغراض، مثال ذلك أن النتائج التي تحصل عليها من اختبار في الحساب قد تتصف بدرجة عالية من الصدق إذا استعمل لقياس مهارة إجراء العمليات الحسابية، وبدرجة صدق منخفضة إذا استعمل لقياس التفكير أو الفهم الحسابي وبدرجة متوسطة إذا استعمل للتنبؤ بالنجاح في مقررات الحساب القادمة، ولا يكون هذا الإختبار صادق بالمرة إذا استعمل للتنبؤ بالنجاح في الفن أو الموسيقى، وبناء على ذلك، فعندما نصف الصدق فمن الضروري أن نحدد الإستعمال الذي تفيد النتائج فيه . فنتائج القياس لا يمكن أن تتصف بالصدق أبداً وبشكل مطلق، فهناك كل درجات صدق مختلفة لكل تفسير من التفسيرات
4- الصدق مفهوم واحد a unitary concept، وهذا يعنى أن الرؤية أو الفلسفة التي كانت ترى أن هناك أنواعاً مختلفة من الصدق لم يعد لها سند حقيقي، فقد أوضحت أحدث نشرة صادرة من رابطة علم النفس الأمريكية (1985 APA) عن المعايير الفنية للإختبارات، أن ما اصطلح على تسميته في السابق بأنه أنواع للصدق ليس إلا طرق أو أساليب تستخدم لجمع الأدلة على هذا المفهوم، وهناك ثلاث طرق أساسية تستخدم في ..... ذلك هي : (1) الصدق بدلالة المحتوى content-related evidence والصدق بلالة المحك Criterion-related evidence ، (2) والصدق بدلالة التكوين أو المفهوم Construct-related evidence وحيث أن هذه الطرق تستخدم في وصف الصدق ورغم أن طريقة منها قد تكون أفضل من غيرها وأكثر ملائمة في إعطاء دلائل على صدق نتائج الإختبار، إلا أنه من الأفضل استخدام أكثر من طريقة لأن ذلك يوفر أفضل تفسير الدرجات الإختبار.
الصدق بدلالة المحتوى
إن طريقة الصدق بدلالة المحتوى أو صدق المحتوى Content Validity لها الأهمية الأولى عند حساب صدق اختبارات التحصيل الدراسي بالمقارنة بطرق حساب الصدق الإخرى، وذلك لأن مجال القياس في اختبارات التحصيل محددا تماما. فالإختبار الذي يتناول خاصية معينة ومحددة أو مفهوم معين ومحدد مثل فهم القراءة أو القدرة الكتابية أو التحصيل في مادة دراسية معينة هو اختبار يقيس مجال محدد من السلوك، في حين أن الإختبار الذي يتناول خاصية أو مفهوم أقل تحديداً وتعريفاً كالذكاء أو الطموح أو الشخصية هو اختبار يقيس مجال غير محدد تحديداً تاما، مما يقلل من أهمية هذه الطريقة في جمع الأدلة حول
الصفحة رقم: 338
صدق هذا الإختبار، وعندما يكون المجال محدداً، كالتحصيل في العلوم مثلاً، فإنه يمكن للمعلم تغطية هذا المجال بعدد كاف من الفقرات، ثم يختار من بينها عينة تمثل هذا المجال ليؤلف منها بعد ذلك اختبار التحصيل. ولكن هل تمثل فقرات هذا الإختبار مجال التحصيل الذي نريد قياسه أفضل تمثيل؟ إن الإجابة على هذا السؤال تعطينا الدلالة عن صدق المحتوى للاختبار.
ولتحقيق صدق المحتوى في اختبار التحصيل يجب إتباع الخطوات التالية:
1 - تحليل محتوى المادة الدراسية، ثم تحديد جوانب المحتوى من مفاهيم وحقائق ومعارف.....
2 - تحديد أهداف التدريس بصورة سلوكية، ثم تحديد جوانب العمليات في الأهداف من مهارات وأساليب تفكير وتنظيم واختيار الكلمات المناسبة، وهذا يعني أن الهدف باعتباره ناتجاً من نتاجات التعلم، فهو يتضمن جانبين هما: (1) المحتوى Content وهو المحتوى المعرفي الذي ينشغل به المتعلم (2) العملية prossece وهي العملية السلوكية التي يتناول بها المتعلم هذا المحتوى، وبمعنى آخر هي ما يفعله بهذا المحتوى.
3- إعداد جدول مواصفات للإختبار يتضمن وصفاً مفصلا لعناصر المحتوى والأهداف كعمليات، وكذلك توزيعا متوازناً لهذه العناصر، وتحديد أهمية كل منها ثم تمثيله في الإختبار بنسبة تتفق مع هذه الأهمية، وهذه النسب تمثل عدد الفقرات المخصصة لكل جانب في المحتوى والأهداف داخل الإختبار.
4- بناء الإختبار بحيث يتفق وجدول المواصفات. وكلما كان التطابق كبيراً بين جدول المواصفات وفقرات الإختبار كان صدق المحتوى الذي يتمتع به الإختبار مرتفعاً.
فإذا وضع الإختبار في ضوء الخطوات السابقة، فإن فقراته تمثل مجال التحصيل الذي نريد قياسه تمثيلاً جيدا، وبالتالي فالإختبار يتصف بصدق المحتوى وقد سبق لنا مناقشة الخطوات السابقة بشكل مفصل في الفصل التاسع الذي يتعرض لخطة بناء الإختبار التحصيلي، وهذا يعنى أن أعداد المعلم لإختباره الصفى وفقاً لهذه الخطوات وفي ضوء جدول المواصفات يؤدى إلى بناء اختبار تحصيلي يتصف بصدق المحتوى وكلما كان التطابق واضحاً بين جدول المواصفات وفقرات الإختبار كان صدق المحتوى مرتفعاً. يشير خبراء القياس (Thorndike, et al., 1991, Gonlund 1985) وفي هذا المقام إلى أن صدق
الصفحة رقم: 339
المحتوى يرتبط ارتباطاً وثيقا بجدول المواصفات، وبالتالي فإنه كلما كان جدول المواصفات معبراً تعبيراً جيداً عن أهداف المادة الدراسية، وكانت الفقرات مصاغة بحيث تنطبق فيها خصائص جدول المواصفات، أي أن الفقرات تقيس فعلاً الأهداف التعليمية الموضوعة وتغطى في نفس الوقت المحتوى التعليمي الذي قام بتدريسه المعلم، كان صدق المحتوى في الإختبار عاليا. وهذا يعنى أن الإختبار الذي يتصف بصدق المحتوى هو ذلك الإختبار الذي تكون فقراته عينة ممثلة تمثيلاً صادقاً لجميع جوانب المجال السلوكي أو مجال التحصيل الذي نسعى لقياسه.
ويتم تقدير صدق المحتوى من خلال عرض الإختبار ومعه جدول المواصفات على مجموعة من المحكمين المتخصصين أو الخبراء في مجال التحصيل الذي يقيسه الإختبار، بحيث يقوم كل محكم بمقارنة أو مطابقة فقرات الإختبار مع محتوى مجال التحصيل المادة الدراسية التي تعلمها المتعلم وأهداف التعلم والتأكد مما إذا كانت فقرات الإختبار تمثل فعلاً محتوى المجال وأهدافه، وأن هذا التمثيل هو تمثيلا صادقاً.
وبمعنى آخر فنحن نفحص في هذا النوع من الصدق ما إذا كانت فقرات الإختبار هي عينة مناسبة وممثلة للعدد الكبير من الفقرات التي يمكن للمعلم إعدادها والتي تغطى الجوانب المختلفة لمجال التحصيل المادة الدراسية)، وأن المهمات التي تعرضها فقرات الإختبار تقيس فعلاً مجال التحصيل الذي نريد قياسه.
ويلاحظ أن صدق المحتوى بشكل عام يعتمد على تقديرات المحكمين، ولهذا فهو أكثر أنواع الصدق عرضة لأخطاء التقدير. وفى الوقت الذي يكون فيه عرضة لأخطاء التقدير إلا أنه أهم أنواع الصدق في الإختبارات بشكل عام واختبارات التحصيل بشكل خاص. أما عن سبب الإعتماد على طريقة التحكيم فى تقدير صدق المحتوى فهو غياب المؤشرات الإحصائية، ولذلك فإن الإتجاه العام في تحديد صدق المحتوى هو الإعتماد على زيادة عدد المحكمين بقدر الإمكان للكشف عن مدى الإتفاق في تقديراتهم (عودة، 1985 ، 158) بحيث لا يقل عدد المحكمين المختصين الخبراء، عن خمسة محكمين متخصين في المادة الدراسية، ولديهم معرفة جيدة بأساليب القياس والتقويم وإعداد الإختبارات التحصيلية حتى تتصف أحكامهم بالدقة والموضوعية، ولكى يتصف الإختبار بدرجة مرتفعة من صدق المحتوى فيجب أن لا تقل درجة الإتفاق بين هؤلاء المحكمين عن 80%، فإذا قلت درجة الإتفاق بينهم عن 60% فيجب مراجعة فقرات الإختبار وفحصها مرة أخرى.
الصفحة رقم: 340
إذا كان صدق المحتوى له أهميته الخاصة في اختبارات التحصيل، وخاصة في التحقق من صدق الإختبارات التكوينية Formative tests التي تهتم بالاتقان في واحد أو أكثر من الأهداف التعليمية النوعية أو الخاصة، وكذلك لأنواع من الإختبارات التحصيلية المعروفة والتي يتم Criterion-referenced achievement tests بالإختبارات محكية المرجع التحقق من صدقها من خلال فحص فقرات الإختبار والحكم على مدى كون مهام الإختبار ممثلة فعلاً لأهداف محددة، ولكن في الإختبارات التجميعية Summative tests واختبارات يكون الإهتمام Norm-referenced achievement tests التحصيل معيارية المرجع مركزاً على الدرجة التي تكون عندها الإختبارات متفقة مع أحكام الخبراء، بما تمثله هذه الإختبارات من معارف ومهارات هامة، في ضوء التحليل والمقارنة بين فقرات الإختبار وجدول المواصفات، فإذا جاءت المقارنة أو المطابقة جيدة كان الحكم من قبل المحكمين بأن الإختبار يتصف بصدق مرتفع، أما إذا جاءت المقارنة ضعيفة فإن صدق الإختبار سيكون منخفضاً (Thorndike, et al., 1991, 124, 125)
الصدق بدلالة المحك
طريقة صدق المحك Criterion Validity تعتمد على العلاقة أو الإرتباط بين درجات الإختبار ودرجات مقياس آخر يمثل المحك، وتحسب هذه الطريقة بحساب معامل الإرتباط Correlation coefficient بين درجات الإختبار الذي نحاول التحقق من صدقه ودرجات مقياس المحك، بحيث يكون معامل الارتباط الناتج هو معامل الصدق - Validity coeffi cient، وتتراوح قيمة معامل الصدق بين الصفر والواحد الصحيح، وقد تكون هذه القيمة موجبة أو سالبة ، ولا أنه كلما كانت القيمة مرتفعة سواء فى الإتجاه الموجب أو الإتجاه السالب كان معامل الصدق مرتفعاً، وفى جميع الأحوال فمعامل الصدق هنا يعبر عن مدى قوة العلاقة بين المجالين أو المتغيرين اللذين يقيسهما الإختبار والمحك.
ويوجد نواين مختلفان من أنواع صدق المحك، وهما الصدق التلازمي - concurrent va lidity والصدق التنبؤى Predictive validity ، وتعنى طريقة الصدق التلازمي بمدى الإرتباط بين درجات الإختبار ودرجات المحك التي تجمع في الوقت نفسه الذي يطبق فيه الإختبار أو في أوقات متقاربة. في حين أن طريقة الصدق التنبؤى تعنى بمدى الارتباط بين درجات الإختبار ودرجات المحك التي تجمع بعد فترة زمنية معينة تتراوح بين شهر وعدة سنوات.
الصفحة رقم: 341
وعلى سبيل المثال، فدرجات التلميذ على اختبار الإستعداد القرائي يمكن أن يستخدم في التنبؤ بتحصيله في القراءة في المستقبل، كما أن درجات التلميذ على اختبار يقيس المهارة في استخدام القاموس يمكن أن تستخدم في تقرير المهارة العملية للتلميذ عند استخدام القاموس فعلاً كما تتحدد بواسطة ملاحظ في المثال الأول ، نحن نهتم بالتنبؤ Prdiction بالأداء المستقبلى وبالتالي بالعلاقة بين الأداء على المقياسين بعد فترة زمنية معينة، أما في المثال الثاني، فنحن نهتم بتقدير الوضع الحالي Present Status بالأداء الحالي وبالتالي بالعلاقة بين الأداء على المقياسين في نفس الوقت تقريباً، وفى هذه الحالة، فإن العلاقة المرتفعة بين المقياسين تعنى أن اختبار مهارات استخدام القاموس يمثل دلالة جيدة للمهارة الحقيقية عند الإستخدام العملى للقاموس، كما تعنى أن أختبار الإستعداد القرائي يمثل دلالة جيدة المستوى التحصيل في القراءة مستقبلاً، وبالتالي فإننا في المثال الأول حصلنا على دلالة عن الصدق بطريقة الصدق التنبؤى، في حين أننا في المثال الثاني حصلنا على دلالة عن الصدق بطريقة الصدق التلازمي، ونعرض في الشكل رقم (14 - 1) أنواع الصدق بدلالة المحك على أساس (63،Gronlund, 1985) الفرق في الزمن فقط
أنواع الصدق بدلالة المحك على أساس الفرق في الزمن
(أنظر الشكل (14 - 1 ) الموجود في الصفحة 342 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 342
وهناك شكل آخر من أشكال الصدق بدلالة المحك، وهو الصدق التطابقي Congruent Validity وهذه الطريقة تعنى بحساب معامل الإرتباط بين درجات الإختبار الجديد الذي نود التحقق من صدقه ودرجات اختبار معروف يقيس نفس السمة التي يقيسها الإختبار الجديد، ولكن بشرط أن يتمتع الإختبار المعروف بدلالات جيدة عن صدقه وثباته سواء من خلال كراسة التعليمات المنشورة أو من خلال استخدامه بين المعلمين والباحثين. فقط يطور المعلم اختباراً لقياس الإستعداد المدرسي لطلبة المدرسة الثانوية، فإنه يبحث عن اختبار آخر معروف في المجال التربوى ويصلح للإستخدام في مستوى المدرسة الثانوية ويقيس الإستعداد المدرسي، وقد يجد أن بطارية القدرات الفارقة في نفس الوقت تقريباً، وبعد ذلك يحسب معامل الارتباط بين درجات الإختبارين، ويكون معامل الإرتباط الناتج هو معامل الصدق، وهنا يسمى معامل الصدق الذي يحصل عليه المعلم بمعامل الصدق التطابقي، وإذا كان معامل الصدق مرتفعاً وموجباً فإن المعلم يكون قد حصل على دلالة عن الصدق التطابقي لإختباره الجديد في الإستعداد المدرسي لطلبة المرحلة الثانوية بدلالة محك الآداء على بطارية الإستعدادات الفارقة.
ويبقى أن نشير إلى ثلاث أمور هامة تتعلق بطريقة الصدق التطابقي وهي :
1 - يشير بعض خبراء القياس إلى أن هذه الطريقة إحدى طرق حساب صدق التكوين .Construct Validity، إلا أننا نعتقد أنه إذا جاز وتطلب الموقف إستخدام هذه الطريقة فهي تقع ضمن طرق حساب الصدق بدلالة المحك لأننا نستخدم الإختبار المعروف كمحك.
2- إن وجود مقياس آخر يقيس نفس السمة أو الصفة التي يقيسها الإختبار الجديد الذي يريد المعلم أو الباحث تقدير صدقه ، يطرح تساؤلاً هاماً عن مدى جدوى الإختبار الجديد وفاعليته بل وضرورته أيضاً إذا توفر لديه في الأصل إختبار يصلح لقياس هذه الصفة ويبقى هذا التساؤل مطروحاً حتى ولو كان معامل الإرتباط بين الإختبار الجديد والإختبار القديم المعروف مرتفعاً .
3- إن مفهوم الصدق التطابقي يقع ضمن طريقة الصدق التلازمي أيضاً، فإذا أعد المعلم إختباراً تحصيلياً في مقرر معين، وحاول التحقق من صدقه، من خلال تطبيق هذا الإختبار واختبار آخر ثبت صدقه وثباته ويقيس نفس الصفة التي يقيسها إختباره ، وهو المحك، ثم قام بحساب معامل الإرتباط بين اختباره والإختبار الآخر، وكان معامل الارتباط مرتفعاً وموجباً فإن إختباره يتصف بالصدق، ويعتبر معامل الصدق دلالة عن الصدق التلازمي لإختباره
الصفحة رقم: 343
ونعرض في القسم التالي لكل من الصدق التلازمي والصدق التنبؤى بتفصيل أكثر:
أ- الصدق التلازمي :
تستخدم طريقة الصدق التلازمى بشكل مستمر بين المعلمين ومصممى الإختبارات التعليمية وخاصة عند القيام بعمليات مراجعة للمقاييس والإختبارات المستخدمة في القياس التربوى، وهي عمليات تؤدي في كثير من الأحيان إلى إستبدال أو إحلال اختبار جديد محل إختبار قديم، بحيث يكون الإختبار الجديد أفضل وأكثر ملائمة وصلاحية من الإختبار القديم. وقد يكتشف المعلم أن الإختبار الذي يستخدمه في قياس التحصيل غير مناسب للتطبيق مع المتعلمين، وأنه يستغرق وقتاً طويلاً في التصحيح، فيفكر في استخدام اختبار موضعی قصیر وفي هذه الحالة، فإن الإختبار الموضعي القصير هو الإختبار الذي نريد التحقق من صدقه في حين أن المحك هو الإختبار أو الإمتحان القديم الذي يستخدمه المعلم، والحساب الصدق التلازمي يتم تطبيق المقياسين، مقياس المحك والمقياس الذي نريد التحقق من صدقه في نفس الوقت تقريباً أو بعد فترة قصيرة، ثم نحسب معامل الإرتباط بين درجات المقياسين، فإذا حصل المعلم على معامل ارتباط موجب ومرتفع دل ذلك على أن الإختبار الموضعي القصير يتصف بالصدق، وأن معامل الإرتباط المرتفع يمثل دلالة عن الصدق التلازمي للإختبار الموضوعي القصير.
وحيث أن الصدق صفة نوعية ترتبط دائماً بموقف معين، أو جماعة معينة، أو ظروف خاصة، فإن الإتباطات المتوقعة بين الإختبار الذي نريد التحقق من صدقه والمحك يمكن أن تقبل عدداً من معامل الصدق قدره 0.70 أو أكثر، وهذا يعنى أن تؤخذ هذه الشروط بعين الإعتبار حتى نحصل على صدق تلازمى ملائم ومرتفع بقدر الإمكان، ييسر لنا الإستغناء عن وسيلة القياس القديمة واستخدام الإختبار الجديد بدلاً منها ) 191. p 1990Wiersima & Jurs) .
ب - الصدق التنبؤى :
يشير الصدق التنبؤى إلى درجة أو قيمة العلاقة بين درجات الأفراد أو أدائهم على الإختبار ودرجتهم أو أدائهم على محك يقع في المستقبل، وبالتالي يمكن التنبؤ من درجات الإختبار بما سيكون عليه الأداء في المستقبل، ويعتبر إختبار القبول في الجامعة الذي يستخدم في الجامعات الفلسطينية هو اختبار للتنبؤ بمدى تحصيل الطلاب في الجامعة ، في حين أن التحصيل الدراسي مقدراً بالدرجة الكلية التي يحصل عليها الطالب في نهاية الفصل
الصفحة رقم: 344
الدراسي، أو السنة الدراسية، أو عند التخرج هو المحك العملي الذي يمثل الأداء المتنبأ به والمرتبط بالإختبار.
ويتصف إختبار القبول في الجامعة بالصدق التنبؤى إذا كان معامل الإرتباط بين درجات الإختبار ودرجات المحك التحصيل الدراسي الجامعي مرتفعة، وعلى أساس أن الدرجات المرتفعة على إختبار القبول في الجامعة تقابلها درجات تحصيلية عالية، في حين أن الدرجات المنخفضة على إختبار القبول تقابلها درجات تحصيلية منخفضة . وفي هذه الحالة، يمكننا القول أن اختبار القبول يستطيع أن يتنبأ بمستوى التحصيل الدراسي في الجامعة، وبالتالي فإن الدرجات على اختبار القبول تساعدنا في معرفة وتحديد المستوى الذي سيكون عليه تحصيل الطالب في الجامعة بعد قبوله وتسجيله فيها .
وتعتبر عملية التحقق من قدرة الإختبار على التنبؤ عملية تجريبية أو إحصائية ، ومن هنا جاء وصف هذا الجانب من الصدق في بعض كتب القياس بالصدق التجريبي أو الصدق الإحصائي Empirical or statistical ويتم ذلك بتطبيق الإختبار على مجموعة من الأفراد في بداية التحاقهم بعمل معين، أو ببرنامج تدريبي خاص والإنتظار حتى ينهوا عملهم أو دراستهم، ثم نحصل لكل واحد منهم على درجة على مقياس المحك للنجاح في العمل أو التدريب، وبعدها يحسب معامل الإرتباط بين الدرجات على الإختبار و الدرجات على مقياس محك النجاح، وكلما كان الإرتباط مرتفعاً كان الصدق التنبؤى للإختبار مرتفعاً، وكان الإختبار (Thorndike, et al., 1991, p. 126) أكثر صلاحية وقدرة على التنبؤ
خصائص مقياس المحك الجيد
عندما يريد المعلم أو مصمم الإختبار أن يتحقق من صدق إختباره بدلالة المحك، فيجب عليه أن يختار محكاً مناسباً. وهناك عدة خصائص مرغوب بها في مقياس المحك حتى يكون : (Brown, 1984, 102-103) محكاص مناسباً نذكر منها
1 - أن يكون مقياس المحك متعلقاً relevance و وثيق الصلة بالموضوع أو السلوك أو الخاصية التي يقيسها الإختبار، بحيث تقف خلف هذه الصلة إعتبارات نظرية أو عملية تيسر لنا الحكم على درجة هذه الصلة.
2 - أن يكون مقياس المحك ثابت reliable ، فإذا كان الأداء على المحك يظهر عدم
الصفحة رقم: 345
الإستقرار أو التقلب في نتائج القياس من وقت لآخر أو من موقف لآخر فإنه يصعب التنبؤ به بأية طريقة، وذلك لإستحالة العثور على إختبار يستطيع التنبؤ بهذا الأداء.
3- أن يكون مقياس المحك خالياً من التحيز Freedom from bias وموضوعياً بحيث لا تتأثر الدرجة على مقياس المحك بشخص من يقوم بتقدير الدرجة، وأن تمثل الدرجة التي يحصل عليها الفرد على مقياس المحك الأداء الحقيقي له.
4 - أن يكون المحك عملى Practical advantages بحيث يسهل إستخدامه في جمع البيانات وأن يكون اقتصادى وتكلفته معقولة، فضلاً عن تيسرها وسهولة الحصول عليه وتوفر بيانات كافية عنه.
صدق التكوين
يعني صدق التكوين Construct validity أو صدق البناء بتفسير الأداء على الإختبار بواسطة مفاهيم أو تكوينات سيكولوجية معينة، فالمعلم أو مصمم الإختبار الذي يلجأ لحساب الصدق بهذه الطريقة يكون مهتماً بالدرجة التي يمكن فيها للأداء على الإختبار أن يدل على صحة الفروض أو التنبؤات النظرية للصفة التي وضع الإختبار لقياسها، فهو يهتم هنا بالإجابة على تساؤلات من مثل : ما معنى الدرجة على الإختبار، وما هي دلالاتها ، وماذا تقدم لنا من معلومات عن فرد ما، وهل تشير إلى صفة معينة أو تكوين يساعد في فهم الفرد، وليس مهتماً بتساؤلات من مثل : بأية درجة ينبأ الاختبار؟ أو بأية درجة يتمثل المحتوى في الإختبار ؟ التساؤلين الآخرين يشيران ضمناً إلى أن السمات التي يقيسها الإختبار ذات وجود حقيقي في حين أن فالتساؤلين الأولى والمتصلة بصدق التكوين تتناول سمات وخصائص نفسية إفتراضية، ومن أمثلة هذه السمات الإفتراضية : الطموح الدافعية للإنجاز الذكاء التفكير الناقد الحاجة للمعرفة .... إلخ. وهذا يعنى بصورة أو بأخرى أن نتائج الإختبار الذي يصمم القياس سمة إفتراضية تستخدم في الكشف عن وجود هذه السمة ويعتبر أن صدق التكوين هو أنسب أنواع الصدق لتحقيق ذلك. ونعرض فيما يلى الخطوات المتبعة في دراسة صدق التكوين الاختبار يقيس صفة نفسية هي الحاجة للمعرفة Need for cognition .
لقد طور كاسيبو و بنى Caciopo & Petty مقياساً لتقدير حاجة الفرد أو دافعه للمعرفة، وفق تصور يرى أن الحاجة للمعرفة هي ميل الفرد للإهتمام العميق بالتفكير
الصفحة رقم: 346
والاستمتاع به، وأن الأفراد يختلفون في هذه الحاجة وقد تضمن المقياس ٣٤ فقرة تتم الإجابة عليها باختيار إستجابة واحدة من خمسة إختيارات هي : أوافق بشدة ، أوافق، متردد، لا أوافق لا أوافق بشدة. وقد وضعت هذه الفقرات بحيث تعنى الموافقة عليها إرتفاع الحاجة للمعرفة لدى الفرد في حين أن المعارضة تعنى إنخفاض الحاجة للمعرفة لدى الفرد أبو ناهية ۱۹۸۸) وبعد تطبيق المقياس فإن كل فرد يحصل على درجة تمثل حاجة الفرد أو دافعه للمعرفة، ولكن كيف تم التحقق من أن هذه الدرجة تمثل فعلاً جانباً مهماً في شخصية الفرد.
وبالتحديد حاجته للمعرفة، وبصورة أكثر تحديداً كيف تم التحقق من صدق هذا المقياس ؟ فكيف تم حساب صدق المقياس. لقد بدأ الباحث في تساؤل رئيسي هو : لماذا يجب أن يرتبط مقياس الحاجة للمعرفة ؟ ثم صاغوا سلسلة من التنبؤات على النحو التالي:
1 - الأفراد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يحصلون على درجات عالية في الحاجة للمعرفة بالمقارنة مع ما يحصل عليه الأفراد من عمال خطوط التجميع في أحد المصانع.
- الأفراد الذين يحصلون على درجات عالية في الحاجة للمعرفة يفضلون أداء المهام المعقدة على المهام البسيطة في حين أن الأفراد الذين يحصلون على درجات منخفضة يفضلون المهام البسيطة.
- الأفراد الذين يحصلون على درجات عالية في الحاجة للمعرفة يتميزون بالإنفتاح الفكري.
- الأفراد الذين يحصلون على درجات عالية في الحاجة للمعرفة يتصفون بالموضوعية في أحكامهم والموضوعية تعنى ميل الفرد إلى تأكيد الإعتبارات العقلانية والمعلومات التجريبية عند إتخاذ القرارات أو الحكم على الأشياء.
ولقد استندت هذه التنبؤات إلى نظريات وأعمال بارزة في تاريخ الشخصية وعلم النفس الإجتماعي نذكر منها أعمال موراى 1953225 ,Murray) والتي عرف خلالها الحاجة للمعرفة بأنها الرغبة في التفكير العميق، ولفترة طويلة البحث عن أسباب الأشياء ، المحاولة المستمرة لفهم عناصر الحياة الإهتمام بالأفكار والنظريات الشائعة، والإستمتاع بالمناقشة والمناظرة مع الآخرين، النقد الأصيل للفكر والمعرفة الإهتمام الشديد بالتعليم الإستمتاع بقراءة الكتب التي تعالج المعلومات العلمية والفلسفية، والإهتمام والشغف بالأفكار الجديدة وإمتداداً لنفس الرؤية للحاجة للمعرفة قام كوهن ومعاونوه (Chohen et al., 1955 ص291) بوضع تعريف جديد للحاجة للمعرفة، وهو يشير إلى أنها الحاجة لبناء وتنظيم المواقف بطريقة أكثر تكاملاً وأوضح معنى، إنها الحاجة لفهم العالم الخارجي وجعله أكثر معقولية بالإضافة
الصفحة رقم: 347
إلى التعريف الإجرائي الذي وضعه كاسيبو و بنى وتم على أساسه بناء مقياس الحاجة للمعرفة، وبمراجعة التنبؤ الأول، وكذلك الصفات والخصائص الشخصية التي تميز الأفراد الذين تكون الحاجة للمعرفة عندهم مرتفعة، يتضح لنا أن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يجب أن يحصلوا على درجات أعلى في مقياس الحاجة للمعرفة من عمال خطوط التجميع -فإذا تم ذلك أو تحقق التنبؤ فإن المقياس يعتبر صادقاً وله قدرة تمييزية عالية بين المجموعات ذات الخصائص الشخصية والسلوكية المختلفة . وقد تدعمت التنبؤات الثلاثة بالنتائج التجريبية بواسطة (1982 Cacippo & Petty) في حين تدعم التنبؤ الرابع بواسطة Lary 1986 ,.et al (هذه المعلومات عن المفهوم وقياسه نقلاً عن أبو ناهية ومصيلحى 1990) .
وهذا يعنى أن جمع دلالات تجريبية عن التنبؤات المستمدة من التحليل المنطقى للخاصية أو الصفة التي يفترض في الإختبار أو المقياس قياسها يدعم صدق الإختبار بإعتباره يقيس مفهوماً أو تكويناً أو سمة ذات معنى تم تحديد خصائصها الأساسية تحت إسم معين كالحاجة للمعرفة مثلاً ، كما يدعم أيضاً صدق المقصود النظرى الذي بني المقياس على أساسيه.
ويمكن تلخيص الخطوات المتبعة في التحقق من صدق التكوين المقياس الحاجة للمعرفة على النحو التالي :
أولا : تحديد وإعداد تصور أو بناء نظرى المفهوم الحاجة للمعرفة ، وقد تم ذلك إستناداً إلى الأطر والتصورات النظرية التي كتبت حول موضوع هذه الصفة والمظاهر السلوكية التي تدل عليها، ثم يستخلص من هذا البناء النظرى تنبؤات أو فرضيات معينة -
يكتفى بتنبؤ أو فرضية واحدة وهذا يتوقف على طبيعة الصفة أو الخاصية التي صمم الإختيار لقياسها، وعلى نوعية الدلالات التي يمكن الحصول عليها - تتعلق بالتمييز بين الأفراد والمجموعات، أو بالفروق التي يمكن ملاحظتها في أداء المجموعات المختلفة من الأفراد على الإختبار، وقد تم تحديد وتعريف مفهوم الحاجة للمعرفة بأنه ميل الفرد للإهتمام العميق بالتفكير والاستمتاع به واشتقت في ضوء ذلك فرضيات أو تنبؤات ، الفرضية الأولى تقول أن الأفراد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يحصلون على درجات عالية في الحاجة المعرفة بالمقارنة على ما يحصل عليه الأفراد من عمال خطوط التجميع في أحد المصانع ويمكن صياغة الفرض بصورة أخرى على النحو التالي : " أن الأفراد الذين لديهم حاجة عالية للمعرفة
الصفحة رقم: 348
يميلون أو ينشغلون في أعمال تتطلب التفكير والمعالجات العقلية العميقة - مثل أساتذة الجامعات أو الباحثين في مراكز البحوث - ، في حين أن الأفراد الذين لديهم حاجة منخفضة للمعرفة ينشغلون بأعمال روتينية بسيطة ولا تتطلب التفكير أو المعالجات المعقدة مثل عمال خطوط التجميع في أحد المصانع.
ثانياً: تصميم أداة القياس، يتم تأليف مقياس الحاجة للمعرفة من مجموعة فقرات تتناول مفهوم الحاجة للمعرفة على أساس أنها ميل الفرد للإهتمام العميق للتفكير والإستمتاع به.
ثالثاً: تطبيق أداة القياس، نطبق مقياس الحاجة للمعرفة على مجموعتين من الأفراد مجموعة أساتذة الجامعة ومجموعة عمال خطوط التجميع، ثم نجمع البيانات الناتجة من التطبيق من أفراد المجموعتين لفحص الفرضية المستخلصة من البناء النظري للحاجة للمعرفة.
رابعا: المعالجة الإحصائية للبيانات وذلك لفحص ما إذا كانت البيانات الناتجة عن التطبيق متسقة مع الفرضية المستخلصة أم لا، فإذا وجدنا أن الفرق بين متوسط درجات الحاجة للمعرفة بين أساتذة الجامعة وعمال خطوط التجميع هو فرق جوهري ولصالحأساتذة الجامعة دل ذلك على صحة الفرضية، وكانت هذه النتيجة دلالة على صدق التكوين أو المفهوم المقياس الحاجة للمعرفة.
وهناك طرق متعددة يمكن استخدامها للحصول على دلالة عن صدق التكوين ، نشير فيما يلى لأهم طريقتين :
1- إيجاد العلاقة أو الإرتباط بين مقياس معد لقياس صفة أو مفهوم معين ومقياس آخر يقيس نفس الصفة أو المفهوم، أو مفهوم آخر يرتبط بالمفهوم الأول في إطار تصور نظری محدد، مثل إيجاد العلاقة بين مقياس صمم القياس الطموح الأكاديمي ومقياس آخر يقيس الطموح الأكاديمي وبشرط أن يكون المقياس الأخير قد تم التحقق من ثباته وصدقه، وهذا يعنى أن الإرتباط بين المقياسين يؤكد على صدق المقياس المصمم لقياس نفس الصفة - لاحظ أننا إقتربنا من الصدق التطابقي.
وبنفس الطريقة أيضاً يمكن إيجاد العلاقة بين مقاييس أو إختبارات لا تقيس نفس المفهوم أو السمة ولكن يمكن للإثنين أن يرتبطا معاً في إطار إفتراضات نظرية
الصفحة رقم: 349
معينة فالذكاء والتحصيل لا يقيسان مفهوماً واحداً ومع ذلك يمكن استخدام العلاقة بينهما في التحقق من صدق إختبار الذكاء - على أساس أن الذكاء يعبر عن الإستعداد للتعلم - لاحظ هنا أيضاً أن الإتباط الناتج عن هذه العلاقة يعبر عن صدق المفهوم ويقترب كثيراً من الصدق الدلالة المحك.
2 - الفرق بين المجموعات. يستخدم أسلوب المقارنة بين المجموعات من الأفراد يفترض أنها تختلف في الصفة التي صمم الإختبار لقياسها وذلك للتحقق من صدق التكوين للاختبار، فقد تتضمن النظرية التي تقف خلف الإختبار إفتراضاً بأن مجموعة معينة سيكون أدائها عالياً (أساتذة الجامعة في الحاجة للمعرفة مثلاً) وأن مجموعة أخرى سيكون أدائها منخفضاً (عمال خطوط التجميع في الحاجة للمعرفة مثلاً) في صفة معينة (كالحاجة للمعرفة) ومن ثم في الإختبار الذي يقيس هذه الصفة، فإذا تحقق ذلك فإنه يدعم صدق التكوين أو المفهوم للاختبار.
صدق الإختبارات المحكية الموضع
يتم حساب صدق الإختبارات المحكية المرجع باستخدام طريقة الصدق بدلالة المحتوى أو صدق المحتوى، والطريقة المستخدمة في حساب صدق المحتوى بالنسبة للإختبارات محكية المرجع هي نفس الطريقة المستخدمة مع الإختبارات معيارية المرجع ، إلا أن التحقق من صدق المحتوى في الإختبارات محكية المرجع أسهل إلى حد ما منه في الإختبارات معيارية المرجع والسبب في ذلك هو وجود مجال ذو مواصفات محددة مما يسهل تحديد مدى مطابقة فقرات الإختبار لذلك المجال.
وعادة ما يتم قياس صدق المحتوى بعرض فقرات الإختبار على مجموعة من الخبراء المراجعتها والحكم على مدى مطابقتها للأهداف أو مواصفات المجال، ولا يشترط أن يكون عدد المحكمين كبيراً، ولكن يشترط أن يكونوا على معرفة جيدة بمحتوى المجال الدراسي وبمستوى الطلاب المستهدفين، وقد يتشكل هؤلاء الحكام الخبراء من المعلمين الذين يقومون بتدريس نفس الموضوع أو المقرر الدراسي لنفس المستوى من الطلاب المعلمين ذوى الخبرة يمكن أن يقوموا بدور المحكمين بطريقة أفضل من غيرهم.
وعند تكليف المحكمين بمراجعة مواد الإختبار وتصنيفها يفضل استخدام نماذج أو
الصفحة رقم: 350
مقاييس متدرجة حتى يسهل مقارنة أو تجميع تقديرات هؤلاء المحكمين، وتساعد هذه النماذج في توضيح وتحديد المهمة المطلوبة من المحكمين كما تضمن أن يعطى المحكمين إهتماماً متساوياً لجميع الفقرات . ويعطى كل محكم نسخة من الإختبار ونسخة من نموذج التقدير الذي يشتمل على الهدف، ويطلب من المحكمين الحكم على مدى مطابقة فقرات الإختبار للهدف المحدد في النموذج وتدوين استجاباتهم في نموذج التقدير، ويمكن بعد ذلك تفريغ البيانات لعدد من المحكمين في نموذج آخر وذلك لتسهيل عملية التحليل والمقارنة فضلاً عن كون هذا النموذج يساعد المعلم في بيان مدى الإتفاق بين المحكمين حول تطابق الفقرات مع المجال أو الهدف..
وقد لا يتوفر المعلم الصف معرفة مباشرة بمجموعة من الخبراء المختصين على مستوى المنطقة التعليمية أو المحافظة ولكن يستطيع الإستعانة بزملائه من المعلمين للحكم على مدى مطابقة الفقرات للأهداف، وفى حالة الطلب من الزملاء المعلمين تحديد صدق المحتوى للإختبار فمن الأسهل عدم استخدام نماذج التقدير ويكتفى بالجلوس سوياً المراجعة الفقرات ومناقشتها وتدوين بعض الملاحظات المتعلقة بتلك الفقرات.
وكلما كان المجال الدراسي أو الهدف التعليمي محدداً بشكل دقيق كلما زاد الإتفاق بين المحكمين على مدى تطابق الفقرات مع ذلك المجال أو الهدف. وإذا شكل المحكمون في صدق الإختبار فإن ذلك يتطلب تعديل الفقرات أو تعديل الأهداف أو تعديل كليهما معاً.
الثبات
يعتبر الثبات الخاصية الأساسية الثانية التي يجب أن تتصف بها أداة القياس الجيدة والثبات يعنى بالإتساق في نتائج القياس على نفس الأداة أو الإختبار، فرذا كان الصدق هو أن يقيس الإختبار ما وضع لقياسه فإن الثبات هو الإتساق في نتائج هذا الإختبار عند تطبيقه من وقت لآخر.
ولنفرض أن معلماً قد طبق إختباراً تحصيلياً في العلوم على طلابه، ثم قام بعد يومين أو ثلاثة أو أسبوع بتطبيق هذا الإختبار مرة ثانية على نفس الطلاب، فهل يحصل كل طالب منهم على نفس الدرجة التي حصل عليها في التطبيق الأول وما مدى التغير الذي يحدث لدرجات الطلاب لو تم التطبيق مرة ثانية بعد شهر ؟ أو لو أن معلماً آخراً قام بتصحيح الإختبار، وكانت
الصفحة رقم: 351
فيه فقرات من نوع المقال ؟ أو لو تم التطبيق في الثامنة صباحاً أو في الثانية بعد الظهر ؟
هذه الأسئلة وغيرها تجيب عليها فكرة الثبات، ولكن في البداية يجب أن يقرر أنه إذا حصل كل طالب من هذه المجموعة في التطبيق الثاني لنفس الإختبار على نفس الدرجة التي حصل عليها في الطبيق الأول أو على درجة قريبة جداً منها فإننا نصف الإختبار بأنه على درجة عالية من الثبات ، وهذا يعني أنه من غير المتوقع أن تكون الدرجتان لكل طالب في التطبيقين متطابقتين تماماً ، وإنما يمكن أن تكون متقاربتين إلى حد كبير، فالطلاب الذين يحصلون على درجات مرتفعة في التطبيق الأول تكونا درجاتهم مرتفعة أيضاً في التطبيق الثاني، كما أن الطلاب الذين يحصلون على درجات منخفضة في التطبيق الأول تكون درجاتهم منخفضة أيضاً في التطبيق الثاني، بحيث حافظ كل طالب منهم على نفس موقعه تقريباً بالنسبة المجموعته في مرتى التطبيق، وهذا يشير أيضاً إلى إتساق درجتي الطالب في التطبيقين.
ويشير ثبات الاختبار أو المقياس الى انه يقيس الصفة التي يفترض انه يقيسها بدرجه عالية من الدقة و الاحكام الا انه يعطى نفس النتائج تقريبا، أو نتائج متقاربة، اذا تقرر تطبيق هذا الاختبار أو صورة مكافئة له على نفس الفرد أو مجموعة من الافراد تحت نفس الظروف. وبالتالي فان الاختبار الثابت هو الاختبار الذي يسفر عن قياسات متسقة.
ويصعب الحصول على ثبات تام لنتائج اى اختبار، وذلك لوجود مجموعة من العوامل التي تؤثر على الدرجة على الختبار، فاذا تم تطبيق اختبار العلوم نفسه أو صورة مكافئة له على نفس المجموعة من الطلاب مرتين متتاليتين بفاصل زمني قدره اسبوعين مثلا، فمن المتوقع ان تختلف الدرجة أو تتغير قليلا او تتذبذب وبالتالي يحدث خطأ في القياس، ونعرض في الجزء التالي للاسباب او العوامل التي تؤدى الى اختلاف النتائج أو الدرجات على الاختبار من تطبيق الآخر، وهى ايضا مصادر الخطأ في القياس، وهي:
1 - التغير الذي يحدث فى الطالب (أو المفحوص). وقد يحدث تغير في الدرجة على الاختبار بسبب عدم التهيؤ النفسي للاختبار المعطى، سواء كان ذلك في التطبيق الأول أو التطبيق الثاني، وكذاك بسبب التعب أو الاجهاد، أو الضغط النفسي، أو التقلبات المؤقتة في الذاكرة والانتباه
2 - التغير الذي يحدث في الاختبار. وقد يكون ذلك راجعا لفقرات الاختبار، من حيث طبيعة هذه الفقرات وطريقة صياغتها لدرجة وضوحها، فقد تكون سهلة لطالب معين لكنها صعبة الطالب آخر، وقد تكون واضحة لطالب معين لكنها غير واضحة الطالب آخر. فاذا ما تقرر
الصفحة رقم: 352
التطبيق مرة ثانية، فان الطالب قد تتغير إجابته اذا ركز على اجزاء معينه من الاختبار أو المادة الدراسية) لم يكن قد ركز عليها في التطبيق الأول، او اذا استخدم اسلوب التخمين في الإجابه على فقرات الاختبار، خاصة اذا كانت الفقرات من نوع الصواب و الخطأ أو الاختيار من متعدد.
3- التغير الذي يحدث في ظروف التطبيق، ففى العادة يجب أن يتم التطبيق في ظروف طبيعية ملائمة، من حيث توفر جو مريح، وهدوء تام، واضاءة وتهويه جيدة، فاذا تم التطبيق في المرة الأولى في ظل هذه الظروف ثم تكرر التطبيق في ظروف أخرى مغايرة سوف تتغير إجابة الطالب أو درجته على الاختبار.
4 - والتغير الذي يحدث في المعلم ( الفاحص). ويظهر هذا التغير في طريقة المعلم في تصحيح الاجابات على فقرات الاختبار ومن ثم تقدير الدرجات وما يتخلل هذه العمليات من سهو وارهاق وذاتية في التصحيح، مما يؤدى إلى أخطاء في التقدير.
وتعتبر هذه العوامل والتغيرات مصادر للخطأ، فهى تؤدى الى ادخال كمية من الخطأ على كل درجة من درجات الاختبار، وهذا يتطلب وعيا كاملا من المعلم أو مصمم الاختبار بهذه المصادر فيسعى الى ضبطها والتقليل من آثارها الى ادنى حد ممكن. ذلك انه كلما قلت الاخطاء زاد الاتساق بين درجات الاختبار عند تطبيقه من وقت لآخر، وبالتالي كانت درجة ثباته اكبر.
وعلى الرغم من أن معظم المعلمين لديهم ادراك حدسي لمعنى الثبات، ضمن القياس التعليمي، الا ان مفهوم الثبات معقد الى حد ما سواء في النطاق النظرى أو التطبيق العملي فثبات الاختبارات الصفية يعتمد على نظرية الاختبارات التقليدية، وهذا يعنى أن مفهوم الثبات مرتبط بشكل وثيق بالتباين في درجات الاختبار. وسوف نعرض خلال هذا الفصل النظرية الثبات والعلاقة بين الثبات و التباين، ولكننا نشير هنا الى ضرورة توفر الثبات في الاختبارات التي يعدها المعلمون أو الاختبارات المقننة التي يستخدمونها في تقييم الطلاب والانشطة التعليمية المختلفة، ذلك انه من المستحيل تبرير استخدام اختبارات لا يتوفر فيها الثبات فالثبات مهم لاتساق القياس، والثبات شرط مهم لكل اختبار فالاختبار الثابت هو الذي يقوم بوظيفته في القياس على نحو متسق، وبغض النظر عما يقيسه هذا الاختبار. وهذا يعنى اننا قد نجد اختبارا لا يقيس ما يستهدف قياسه، وما تهدف اليه بل يقيس شيئاً آخر ولكن باتساق. وهذا يطرح مبدأ هام وهو أن الثبات شرط ضرورى للاختبار و الصدق الاختبار ولكنه ليس كافيا للصدق فالاختبار الثابت يمكن ان يكون اختبارا صادقا، ولكن ثباته لا
الصفحة رقم: 353
يضمن له هذا الصدق . كما ان الاختبار الذي لا يتوافر فيه شرط الثبات أي الذي يعطي نتائج غير ثابتة او قياسات غير متسقة لا يمكن أن يكون صادقا اى يعطى نتائج أو معلومات صادقة وبالتالي فان الثبات المنخفض يؤدى إلى انخفاض درجة الصدق، في حين أن الثبات المرتفع لا يضمن درجة عالية من الصدق للاختبار.
وفى ضوء ذلك يمكن القول بان الاختبارات الصادقة هي اختبارات ثابتة ايضا، ولكن الاختبارات الثابتة ليست صادقة بالضرورة، وقد تكون صادقة أو غير صادقة.
طرق تقدير ثبات الاختبار
الثبات ذو طبيعة احصائية، بحيث لا يمكننا حساب ثبات الاختبار بالتحليل المنطقى المحتواه وانما باستخدام الاحصاء، فبعد تطبيق الاختبار على نفس المجموعة من الافراد مرتين متتاليتين والحصول على مجموعتين من البيانات، نقوم بحساب معامل الارتباط بينهما. ومعامل الارتباط الناتج هو معامل الثبات Reliability Coefficient ويمكن ان تتراوحمعاملات الثبات بين صفر و 1 ، ويمكن ان تكون معاملات الثبات سالبه ايضا، ولكنها في هذه الحالة تبين عجزا كاملا في الثبات. ويمكن استخراج معاملات الثبات للاختبارات من خلال تطبيق الاختبار مرة واحدة فقط، وفى الجزء التالى عرض لاهم الطرق المستخدمة في حساب معامل ثبات الاختبار
1- طريقة الاختبار - إعادة الاختبار
لنفترض ان معلما قد اعد اختبارا تحصيليا لطلاب صفه. حسب الاجراءات التي تحدثنا عنها بالتفصيل في الفصول السابقة من هذا الكتاب - ، ثم طبق هذا الاختبار عليهم، وبعد مضى فترة من الزمن قام بتطبيق نفس الاختبار على نفس مجموعة الطلاب مرة اخري. ثم قام بحساب معامل الارتباط بين درجات الطلاب في التطبيق الأول ودرجاتهم في التطبيق الثاني معامل الارتباط الناتج هو معلمل الثبات ولكن أى نوع من الثبات الذي توصل اليه المعلم؟ ان الاختبار هو نفسه وولذلك فان معامل الثبات هو اشارة الى استقرار الخاصية أو التحصيل أو المهارة أو الشئ المراد قياسه خلال فترة من الزمن يطلق عليه معامل الاستقرار - G Coeffi cient of Satability ولكن عند اعتماد هذه الطريقة في تقدير الثبات يجب أن نضع في اعتبارنا أنه قد يحدث نقص أو انخفاض في الثبات يعود الى اخطاء القياس -Measure ment errors، فقد يكتسب الطلاب من الاختبار في التطبيق الاول ما يفيدهم عند الاجابة
الصفحة رقم: 354
عليه في التطبيق الثاني، وقد يتعلم الطلاب خلال الفترة بين التطبيقين مادة تعليمية جديدة ذات صلة بمحتوى الاختبار وهو ما يؤثر على درجاتهم في التطبيق الثاني، وقد يحدث خلل أو سهو من المعلم اثناء تقديره لدرجات الاختبار في التطبيق الثاني، فاذا ما أثرت أو تدخلت هذه الاخطاء فاننا لا نتوقع الاستقرار للدرجات او لاداء الطالب على الاختبار خلال فترة من الزمن
والتقدير الثبات بطريقة الاختبار - اعاده الاختبار Test-retest يعطى الاختبار المجموعة من الطلاب تحت ظروف معينة . ثم يعاد تطبيق هذا الاختبار على نفس المجموعة تحت نفس الطروف بعد فترة زمنية معينة . وهذا الاجراء يقيس ثبات الاستقرار Stability reliability ، ومعامل الثبات هو عبارة عن معامل الارتباط بين درجتى الاختبار في التطبيقين، ومن المهم ان يتم اجراء التطبيقين تحت نفس الظروف حتى لا تظهر عوامل أو مصادر أخرى للخطأ في القياس، مما يقلل من قيمة معامل الثبات.
2- طريقة الصور المتكافئة
تعتمد طريقة الصور المتكافئة Equivalent forms على تطبيق صورتين متوازيتين - Par allel forms للإختبار ثم يستخرج من بيانات تطبيقهما معاملا للثبات على شكل معامل ارتباط والصور المتوازية من الإختبارات هي إختبارات متشابهة إلى حد كبير ولكنها ليست متطابقة، ولذلك فإن معامل الثبات المقاس بهذه الطريقة، بناء على الدرجات الناتجة عن تطبيق الصورتين في نفس الوقت يقيس التكافؤ لكلا الصورتين، ومن هنا يطلق عليه معامل التكافؤ Coefficient of equivalence. ويقل الثبات بأخطاء القياس ويضعف التكافؤ بين الصورتين المتوازيتين وحتى تكون الصورتان متكافئتين فإن محتواهما يجب أن يكون متماثلا من حيث عدد الأسئلة وطريقة صياغتها ومستوى صعوبتها وكذلك بالنسبة للمتوسطات والإنحرافات المعيارية للدرجات في الصورتين.
ولتقدير الثبات بهذه الطريقة يعطى المجموعة من الطلاب صورتين من الإختبار بالتعاقب وفى نفس اليوم، ثم يحسب معامل الإرتباط بين درجات هاتين الصورتين. وهذا الإجراء يقيس ثبات التكافؤ Equivalence reliability وثبات التكافؤ هو اتساق القياس من خلال صورتين متوازيتين للإختبار ومعامل الثبات الناتج من هذا الإجراء يشير إلى الدرجة التي تقيس بها صورتي الإختبار نفس منطقة السلوك أو المجال السلوكي للخاصية المراد قياسها. وهذا يعنى أن الارتباط العالي بين الصورتين يدل أيضاً على أن الصورتين تقيسان نفس المحتوى الدراسي.
الصفحة رقم: 355
3- طريقة التجزئة النصفية
يعتمد حساب ثبات الإختبار في الطريقتين السابقتين على جمع بيانات عن الإختبار من خلال حاستين اختباريتين، بحيث تتطلب طريقة إعادة الإختبار تطبيق الإختبار مرتين على نفس المجموعة من الطلاب، كما تتطلب طريقة الصور المتكافئة تطبيق الإختبار في جلستين ريضاً، ولكن من خلال صورتين لنفس الإختبار، ولكن هناك الإختبارات وخاصة الإختبارات التي يعدها المعلمون والتي يصعب إعداد صورة أخرى لها أو حتيى تطبيقها مرة أخرى، فهل يمكن حساب ثبات مثل هذه الإختبارات وسوف نعرض في ها الجزء لطرق تقدير ثبات الإختبار عندما يطبق كرة واحدة على مجموعة من الطلاب، بحيث نبدأ بطريقة التجزئة النصفية Split-Half procedure تتطلب هذه الطريقة تجزئة الإختبار إلى نصفين متساويين أو جزئين متكافئين، بحيث يصبح كل نصف أو جزء منهما وكأنه صورة مكافئة وبالتالي فإن الجزيئين زو الصورتين تمثلان اختبارين منفصلين ولكنهما متكافئين.
وهناك أيضاً أكثر من طريقة للتجزئة النصفية إلا أن أفضل طريقة لتقسيم الإختبار رلى نصفين هي التي يكون فيها النصف الأول مكوناً من الفقرات ذات الأرقام الفردية (1، 3، 5، 7 ...إلخ) في حين يكون النصف الاني مكونا من الفقرات ذات الأرقام الزوجية (2، 8،6،4 ...إلخ) وهذا التقسيم يتيح للطالب أن يوزع وقته وجهده بنفس القدر بين النصفين.
والتقدير الثبات بهذه الطريقة يطبق الإختبار كله مرة واحدة على مجموعة من الطلاب ثم نقسمه إلى جزئين ونصفين متكافئين ، وبعدها نقوم بتصحيح الإختبار فنحصل لكل طالب على درجتين فرعيتين، الدرجة الأولى تمثل الإجابات الصحيحة على الفقرات الفردية، في حين تمثل الدرجة الثانية الإجابات الصحيحة على الفقرات الزوجية، ثم نحسب معامل الإرتباط بين الدرجتين الفرعيتين ، وحيث أن معامل الإرتباط الناتج هو بين نصفى الإختبار، وحيث أن الإختبارات يزيد ثباتها بزيادة طولها أو عدد فقراتها، فإن معامل الإرتباط (أو الثبات) المحسوب بطريقة التجزئة النصفية لا يمثل معامل ثبات الإختبار ككل ، أي متضمناً الفقرات الفردية والفقرات الزوجية معاً، وبالتالي فهو بحاجة لتصحيح ، وممكن إجراء تصحيحإحصائي المعامل الثبات المحسوب بطريقة التجزئة النصفية باستخدام معادلة سبيرمان براون التنبؤية. Spearman Brown Prophecy Formula، وهذه المعادلة هي:
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 356 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 356
(أنظر تتمة شكل المعادلة الموجود في الصفحة 357 من النسخة بدف أعلاه)
ويبدو واضحاً أن استخدام معادلة سبيرمان - براون يزيد من تغيير ثبات الإختبار وعلى الرغم من أن طريقة التجزئة النصفية تناسب معظم الإختبارات التحصيلية الصفية وهي إختبارات القوة ولا أنها لا تصلح لتقدير ثبات اختبارات السرعة Peliability of speeded tests، وهي الإختبارات التي تعتبر على السرعة في الإجابة على فقراتها وخلال زمن معين . ولكن كثيراً ما يجد المعلم أو الباحث أنه يصعب تقسيم الإختبار إلى جزئين متكافئين ، ومن ثم فإنه يقوم بتقسيمه إلى جزئين غير متكافئين، إستناداً إلى مبررات عملية معينه مثل نوعية الفقرات أو عددها ، وقد اقترح هورست Horst معادلة خاصة لمعالجة هذا النوع من التقسيم وحساب معامل ثبات الإختبار مع العلم بأن معامل الثبات الناتج بهذه المعادلة يتطلب تصحيحهذه المعادلة هي :
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 357 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 357
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 358 من النسخة بدف أعلاه)
4 - طريقة قياس الاتساق الداخلي
تعتمد الطرق التي تتصل بالإتساق الداخلى لحساب الثبات على الإتساق في أداء الطلاب على الإختبار من فقرة لأخرى ، وبالتالى فهى ليست بحاجة لتطبيق الإختبار أكثر من مرة ، أو تقسيمه إلى نصفين متكافئين ثم تصحيح طوله، وإنما يقسم الإختبار إلى عدد كبير من الأجزاء، بحيث يتكون كل جزء من فقرة واحدة من فقرات الإختبار، وكلما زاد الإتساق بين هذه الفقرات زاد ثبات الإختبار ككل، وهناك أكثر من طريقة أو معادلة لحساب معامل الإتساق الداخلي Internal Consistency، ولكن أهم هذه المعادلات وأكثرها شيوعاً هي :
(أ) معادلة كودر - ريتشا دوسون 20
تعتمد هذه المعادلة على حساب نسبة الطلاب الذين ينجحون في كل فقرة أو جزء من أجزاء الإختبار وعلى مدى نباين درجات هذه الفقرات أو الأجزاء ، والمعادلة الأولى المستخدمة Kuder-Richardson Formula 20 في هذه الطريقة هي معادلة كوبر - ريتشاردسون والمعروفة اختصاراً باسم (20-KR)
الصفحة رقم: 358
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 359 من النسخة بدف أعلاه)
لاحظ أن فقرات الاختبار التي تصلح لهذه المعادلة هي الاختبارات الموضوعية ، وهي اختبارات ثابتة القيمة ، بحيث يحصل الطالب عند الاجابة على الفقرة على واحد للاجابة الصحيحة وصفر للاجابة الخاطئة ، ومع ذلك فان ص و خ فى هذه المعادلة تمثل نسبة الاجابات وليس عددها . كما ان ب ص خ تشير الى جمع ص و خ بعد ضرب نسبها افقيا.
ويوضح المثالي التالي طريقة حساب معامل ثبات کودر - ريتشاردسون باستخدام المعادلة (ك ر - 20) فإذا كان لدينا اختبارا مكونا من عشر فقرات ، ثم طبق على مجموعة مكونة من ۳۰ طالبا ، فكانت نسبة الناجحين على كل فقرة وكذلك نسبة الراسبين عليها كما هو موضح في الجدول ( 14 - 1) مع العلم بان تباين الدرجة الكلية على الاختبار كان 5.34.
(أنظر الجدول ( 14 - 1) الموجود في الصفحة 359 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 359
(أنظر تطبيق المعادلة الموجود في الصفحة 360 من النسخة بدف أعلاه)
(ب) معادلة كودر - ريتشارد سون - 21 :
هذه المعادلة أسهل من المعادلة السابقة، ولكنها تستخدم فى حالة كون الفقرات متقاربة في مستوى صعوبتها. وبالتالي فهذه المعادلة (ك ر - 21) Kuder-Richardson For 21-mula تعطى تقديراً معقولاً لثبات الإختبار في حالة توفر الإفتراض بأن مستويات صعوبة الفقرات متشابهة تقريباً ومع ذلك فإننا قد نحصل بهذه المعادلة على تقدير منخفض للثبات عن ذلك الذي تحصل عليه من تقدير الثبات بمعادلة كودر - ريتشاردسون ۲۰ لأن الفقرات تتنوع في مستوى صعوبتها وهذه المعادلة هي:
(أنظر تطبيق المعادلة الموجود في الصفحة 360 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 360
لاحظ أن المعادلة (ك ر - 21) لا تحتاج لحساب نسبة الإجابات الصحيحة لكل فقرة من فقرات الإختبار، وهي عملية مملة وشاقة خاصة في الإختبارات الطويلة، وإنما تعتمد في حسابها على متوسط الدرجات وعلى تباين درجات الطلاب على الإختبار.
وعلى سبيل المثال ، وباستخدام بيانات ناتجة عن تطبيق إختبار مكون من ٣٠ فقرة وطبق على مجموعة من الطلاب فكان متوسط الدرجات هو 20 والتباين 15، وعلى افتراض أن مستويات صعوبة الفقرات متشابهة تقريباً، فمن هذه البيانات يمكن التعويض في المعادلة السابقة
(أنظر تطبيق المعادلة الموجود في الصفحة 361 من النسخة بدف أعلاه)
(جـ) معادلة كرونباخ
طور كرونباخ (1951 Cronbach) معادلة عامة لحساب ثبات الإختبار وهي تعرف باسم معادلة الفاكرونباخ Cronbach alpha أو معامل ألفا Alpha coefficient ويرمز لها بالرمزر، وتأخذ هذه المعادلة الصيغة التالية:
(أنظر تطبيق المعادلة الموجود في الصفحة 361 من النسخة بدف أعلاه)
لاحظ أن حساب معامل ألفا يتطلب حساب تباين استجابات الطلاب على كل فقرة من الفقرات ( ع2 ن )، وكذلك حساب تباين درجات الطلاب على الإختبار بكامله ( ع2 س ) ، في حين أنه لا يتطلب تصحيح الفقرات بطريقة ثنائية الإجابة الصحيحة - الإجابة الخاطئة)، ومعادلة ألفا كرونباخ هي نفس معادلة (ك ر - 20) ولكن بتبديل مج ص خ و وضع بدلاً منه مج ع2ن حيث أن ع2ن هو تباين الفقرة الواحدة. وعندما تعتبر كل فقرة من فقرات الإختبار جزءاً منه فإن أ تساوى (20)، ويمكن استخدام هذه المعادلة في تقدير ثبات الإختبار المكون من فقرات مقالية، حيث أن درجة الطالب على كل فقرة يمكن أن تأخذ عدة قيم.
الصفحة رقم: 361
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 362 من النسخة بدف أعلاه)
وتستخدم طريقة الاتساق الداخلى على نطاق واسع في تقدير ثبات الإختبارات التربوية وخاصة معادلة كودر - ريتشاردسون - 20 ر مع التأكيد مرة أخرى بأن طريقة تقدير الإتساق الداخلي وطريقة التجزئة النصفية لا تصلح لإختبارات السرعة وإنما فقط لإختبارات القوة ، واختبارات القوة هي الإختبارات التي لن ينجز فيها الطالب أفضل مما أنجزه حتي وإن أعطى مزيداً من الوقت. واستخدام الطرق السابقة في تقدير ثبات اختبارات السرعة تعطى تقديرات أو قيم عالية للثبات ولكنها زائفة وغير صحيحة، وبالتالي فالطريقة الملائمة أكثر من غيرها لتقدير ثبات اختبارات السرعة هي طريقة الصور المتكافئة.
العوامل التي تؤثر في ثبات الإختبار
سبق أن أوضحنا في هذا الفصل أن هناك عوامل مختلفة تؤثر في ثبات الإختبار، وخاصة المتعلقة بمصادر أخطاء القياس ، إلا أننا نعرض في هذا الجزء لأهم العوامل المؤثرة على الثبات والمتصلة مباشرة بالاختبار نفسه، ومن هذه العوامل:
1 - طول الاختبار : إن زيادة طول الاختبار Length of the test بزيادة فقراته يجعل درجة ثباته أعلى ، وذلك لأن الإختبار الأطول أكثر تمثيلاً للخاصية أو السلوك المراد قياسه مما يقلل من أخطاء القياس الناتجة عن الصدفة والتخمين والمتضمنة في الدرجة الملاحظة(x) Observed score على الإختبار إلى أدنى حد ممكن، ويجعل الدرجة الملاحظة بالتالي أكثر إعتماداً وارتباطاً بخصائص الطالب المفحوص من ناحية ، وأكثر دلالة على المستوى الحقيقي الأداءه من ناحية أخرى، مما يشير إلى إقتراب الدرجة الملاحظة أكثر فأكثر من الدرجة
الصفحة رقم: 362
الحقيقية (True Scorel (T وهذا يعنى الحصول على تقدير جيد دقيق للخاصية أو السلوك المطلوب قياسه.
وحيث أن ثبات الإختبار يتأثر بطول الإختبار، فهذا يعنى أن الإختبارات القصيرة والمكونة من عدد قليل من الفقرات تعطى معاملات ثبات منخفضة، في حين أن الإختبارات الطويلة والمكونة من عدد أكثر من الفقرات تعطى معاملات ثبات مرتفعة، وقد تم فحص العلاقة بين ثبات الإختبار وطوله من خلال استخدام معادلة سبيرمان - براون التنبؤية - Sperman Brown Prophecy formula ، والصيغة العامة لهذه المعادلة هي :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 363 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 363
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 364 من النسخة بدف أعلاه)
وهنا نود أن نشير إلى أن الإختبارات الصفية التي يعدها المعلم يصعب في مواقف أو موضوعات تعليمية معينة زيادة طولها وذلك لسببين : (1) زمن تطبيق الإختبار محدد بزمن المحاضرة العينية (الحصة) ، (2) عمر الطلاب ودرجة استعدادهم وتحملهم للإختبار الطويل. وهذا بلا شك يؤثر على ثبات الإختبارات الصفية ، حيث يلجأ المعلم إلى استخدام الإختبارات. الأقصر ومع ذلك فيمكن معالجة هذا الأمر بإعداد عدة إختبارات لقياس الخاصية المطلوب قياسها ، وبالتالى توفير اختبارات تحصيل تتمتع بدرجة ثبات مرضية ، ويمكن الإعتماد عليها .
2 - مدى المجموعة : تتأثر قيمة معامل الثبات بمدى المجموعة Range of the Group . التي تطبق عليها دراسة ثبات الاختبار، ويشير مفهوم الثبات إلى الإتساق في نتائج القياس
أو إلى مدى إتساق درجات الطالب من تطبيق إلى تطبيق آخر لنفس الإختبار أو الصورة مكافئة له، وحيث أن معاملات الثبات المرتفعة ناتجة عن بقاء الطلاب في مواقعهم النسبية بالنسبة لمجموعتهم الصفية، أو فى مواقع قريبة جداً منها، فإن التقليل أو الحد من إمكانية تغير هذه المواقع داخل المجموعة يرفع من قيمة معامل ثبات الإختبار، وهذا يحدث عندما يكون توزيع الدرجات بين أفراد المجموعة منتشراً في مدى واسع ، مما يوفر فروق كبيرة وواضحة في درجات طلاب هذه المجموعة، ويجعل التغير في مواقعهم محدوداً.
الصفحة رقم: 364
ويمكن توضيح ذلك من خلال المقارنة بين درجات مجموعتين من الأفراد وهما المجموعة (أ)
والمجموعة الثانية (ب) ، على النحو التالي:
(أنظر الشكل الموجود في الصفحة 365 من النسخة بدف أعلاه)
ومن خلال مراجعة درجات الطلاب في المجموعتين يتضح لنا أن درجات المجموعة (ب) متقاربة ومداها ضيق، حيث أن الفرق بين أعلى درجة وأصغر درجة هو 10 درجات، وبالتالي فعند إعادة تطبيق الإختبار عليهم تحدث تغيرات جذرية في مواقعهم نتيجة لأي فروق مهما كانت بسيطة في درجاتهم على الإختبار ، ومن ثم فإن مواقعهم تتغير بسهولة بالنسبة لبعضهم بعضا ، في حين أن درجات المجموعة (أ) متباعدة ومداها متسع، وبالتالي فعند إعادة تطبيق الإختبار على طلاب هذه المجموعة، فإن التغيرات التي تحدث في مواقعهم تبقى محدودة وغير مؤثرة.
ويعبر مدى المجموعة عن توزيع القدرة أو الخاصية فيها . فإذا كانت المجموعة ضيقة المدى فإن توزيع مستويات القدرة فيها متقاربة، وهذا يشير إلى كون هذه المجموعة متجانسة في القدرة، مما يقلل أو يخفض من قيمة معامل الثبات المحسوبة بطريقة إعادة الإختبار عليها . أما المجموعة واسعة المدى فإن توزيع مستويات القدرة فيها متباعداً، وهذا يشير إلى أن هذه المجموعة غير متجانسة في القدرة أو الخاصية . وحتى نحصل على تقدير دقيق المعامل ثبات الإختبار فيجب أن تكون عينة التقنين لحساب ثباته ممثلة لكل مستويات القدرة أو الخاصية المتوقعة في المجتمع الإحصائي، وبالتالي تتميز العينة بكونها مجموعة ذات مدى واسع.
الصفحة رقم: 365
ولكن عندما نقوم ببناء اختبارات محكية المرجع لقياس إتقان الطلاب المهارات أو عمليات أو مفاهيم أساسية معينة ومحددة فإن توزيع الدرجات في مدى معين ليس بذي قيمة، وذلك لأننا نأمل أن يحصل جميع الطلاب أو معظمهم على درجات عالية أو كاملة. ولكن عندما نريد أن نقيس درجة تقدم الطلاب في مقرر دراسي معين، فيجب علينا أن نبنى اختبارات صفية معيارية المرجع ينتج عنها إنتشار واسع للدرجات Wide spread of scores، وبهذه الطريقة نستطيع أن نتأكد بشكل أكبر من أن الفروق في نمو الطلاب وتحسن مستواهم، بعد مرحلة إتقان العمليات وأو المهارات الأساسية، نتجت عن فروق حقيقية في التحصيل ولا ترجع إلى عوامل الصدفة كالتخمين، ولكى يحصل المعلمون على إنتشار واسع لدرجات الإختبار فإنهم عادة يبنون إختبارات معيارية المرجع أكثر صعوبة، ويحدث ذلك عند قياس النتاجات التعليمية المعقدة كالتطبيق وحل المشكلات. ولكن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يزيد من ثبات درجات الإختبار، ويحسن في نفس الوقت من صدقه . في حين أن قيام المعلم بتغيير بعض الكلمات أو المصطلحات في فقرات الإختبار بهدف زيادة صعوبته، فإن هذا الإجراء يزيد من ثبات الإختبار ولكن على حساب الصدق (Gronlund, 1985)102).
وعند اختيار المعلم لإختبار مقنن لإستخدامه في مستوى صفى معين، فعليه أن يضع في إعتباره تأثير إنتشار درجات الإختبار على معامل الثبات، حيث يلاحظ أن معظم ناشري الإختبارات يسجلون في كراسة التعليمات الخاصة بتطبيق الإختبار معاملات ثبات لدرجات الإختبار عبر عدة مستويات أو فئات صفية، وهى معاملات ثبات مرتفعة، نتيجة لاعتمادها على الإنتشار الواسع للدرجات عبر هذه الصفوف أو المستويات، ولكن على المعلم أن يقبل معاملات الثبات المنشورة بتحفظ، وأن يبذل كل جهد ممكن للحصول على ثبات جيد للإختبار، من خلال تطبيقه على مجموعة صفية من الطلاب شبيهة بالطلاب الذين يود تطبيق الإختبار عليهم. وهنا فقط يمكنه أن يقبل بمعاملات الثبات المنشورة في كراسة تعليمات الإختبار إذا كانت متسقة مع البيانات التي توصل إليها نتيجة لتطبيقه على عينة التقنين المشابهة لمجموعته الصفية، أو يرفضها ويكتفى ببياناته، أو يبحث عن اختبار آخر (Gonlund, 1985, 102-103).
3- صعوبة الإختبار: إن درجة صعوبة الإختبار Difficulty of test تؤثر على معامل ثباته وبما أن تقدير الثبات يعتمد على تباين درجات الإختبار ومدى انتشارها فإن الإختبار الذي يتضمن بيانات أقل للدرجات له معامل ثبات منخفض، في حين أن الإختبار الذي يتضمن تباينا أكبر للدرجات له معامل ثبات مرتفع، وهذا يعنى أن الإختبارات السهلة جداً أو الصعبة
الصفحة رقم: 366
جداً لها معامل ثبات منخفض، ويرجع ذلك إلى التباين المحدود لدرجات الإختبار وإنتشارها في مدى ضيق بحيث تكون درجات أفراد المجموعة التي طبق عليها الإختبار متقاربة والفروق بينها طفيفة.
ويبدو أن الدرجات في الإختبارات السهلة تتجمع معاً في الطرف العلوى للمقياس، في حين أن الدرجات في الإختبارات الصعبة تتجمع معاً في الطرف السفلي للمقياس، وفي الحالتين تكون الدرجات بين الأفراد متقاربة والفروق بينها ضعيفة ، ومن ثم فإن الإختبارات غير ثابتة، ولكن الإختبار الجيد هو الإختبار المثالي أو المتوسط من حيث الصعوبة، والذي تكون فيه الدرجات منتشرة على المدى الكامل للإختبار، وتتراوح ما بين صفر والدرجة النهائية، ويمتوسط حسابي قدره 50% من مجموع الإجابات الصحيحة ويمكن توضيح ذلك من خلال الشكل ( 14 - 2)
(أنظر الشكل الموجود في الصفحة 367 من النسخة بدف أعلاه)
مقارنة بين توزيع الدرجات على اختبارات معيارية المرجع مكونة من ١٠٠ فقرة وتقديرات وتقديرات تقريبية لمعاملات ثباتها
(Gronlund, 1985,103)
الصفحة رقم: 367
4- طريقة حساب الثبات : تتأثر قيمة معامل الثبات بالطريقة التي تستخدم في حسابه فإذا قمنا بحساب ثبات اختبار تحصیلی معين بالطرق المختلفة فإننا سنحصل على قيم مختلفة أيضاً المعامل الثبات . وذلك لأن الطرق المختلفة لحساب الثبات تعالج مصادر مختلفة للتباين بأساليب مختلفة. فطريقة الصور المتكافئة، مع وجود فترة زمنية بين التطبيقين هي الطريقة الوحيدة التي تعالج جميع مصادر التباين في درجات الإختبار، أي مصادر الخطأ وبالتالي فهي أفضل طريقة في حساب الثبات، وإن كانت معاملات الثبات المحسوبة بهذه الطريقة أصغر من غيرها . أما في طريقة التجزئة النصفية فإننا نحصل على معاملات ثبات مرتفعة، وقد تعطى أكبر معاملات للثبات مقارنة بالطرق الأخرى الثبات ، مع العلم بأن معاملات الثبات الناتجة بطريقة الإتساق الداخلي، سواء باستخدام معادلة کودر - ريتشاردسون - 20 أو كودر ريتشارد سون 21، أو الفاكرونباخ، فإنها تكون أقل من قيمتها الحقيقية بعض الشئ.
وتبقى عملية إختبار الطريقة المناسبة لحساب ثبات الإختبار في يد المعلم أو مصمم الإختبار، فقد يجد أنه من الأفضل استخدام طريقة الإتساق الداخلي لصعوبة إعادة تطبيق الاختبار مرة أخرى، وقد يرى ضرورة استخدام طريقة الصور المتكافئة ، وأنها أنسب طريقة للاختبارات التحصيلية، مثلاً ، وهكذا ، ولكن تفضيل طريقة معينة لحساب الثبات على طريقة أخرى يجب أن يتم على أساس أنها ستعطينا أفضل وأدق تقدير ممكن المعامل ثبات الإختبار.
حجم معامل الثبات
من الأفضل دائماً أن نستخدم أداة القياس أو الإختبار الأكثر ثباتاً، ومن الأفضل أيضاً أن نسعى للحصول على قيم تقارب الواحد الصحيح لمعاملات ثبات الإختبارات أو أدوات القياس التي نعدها. ولكن كيف يمكن الحصول على قيم مرتفعة وتقارب الواحد الصحيحالمعامل الثبات ؟ وهل هناك حد أدنى مقبول المعامل الثبات؟ للإجابة على التساؤل الأول نقول: إن الحصول على قيم مرتفعة المعامل الثبات ممكن، ولكن هذا يعتمد على مراعاة معد الإختبار للعوامل السابقة التي سبق أن تعرضنا لها بالتفصيل وهي طول الإختبار ومدى المجموعة ومستوى صعوبة الإختبار ، وطريقة تقدير معامل الثبات وهي عوامل تؤثر على حجم أو قيمة معامل الثبات ، بالإضافة إلى ضرورة مراعاة الأسس والمبادئ المتعلقة بتصميم الإختبار وبناءه و تطبيقه وتصحيحه، وهي إجراءات لها تأثير حيوي ومباشر ليس فقط على ثبات الإختبار وإنما
الصفحة رقم: 368
على صدقه أيضاً ، وقد تعرضنا لها بالتفصيل في الفصول السابقة من هذا الكتاب ، وبناء على ذلك فإننا نجد أنه بالإمكان الحصول على قيم مرتفعة المعاملات ثبات الإختبارات التحصيلية.
ويلاحظ أن مدى الإرتفاع في معامل الثبات الذي يمكن الحصول عليه هو نسبي، بحيث يعتمد على نوع وطبيعة أدوات القياس والإختبارات، فالإختبارات التحصيلية المقننة لها معاملات ثبات أعلى من الإختبارات التحصيلية التي يضعها المعلمون، وذلك لعدة أسباب: (1) إن الإختبارات المقننة تميل لأن تكون أطول، (2) ويبذل الكثير من الجهد والوقت في إعدادها وتطويرها وباستخدام نواحي تقنية وفنية معين. والإختبارات المقننة يجب أن تكون قيم معاملات ثباتها مرتفعة لأن نتائجها تستخدم فى إتخاذ قرارات هامة ومؤثرة في حياة الفرد أو الطالب ، فقد تستخدم نتائج هذه الإختبارات في التحاق الطالب بتخصص معين في الجامعة وقد تستخدم نتائجها كأساس لوضع بعض الطلاب في صفوف خاصة بالطلاب المتأخرين أو المتخلفين عقلياً، في حين أن نتائج الاختبارات الصفية التحصيلية التي يعدها المعلم تستخدم مع نتاج أدوات واختبارات أخرى كأساس للوصول إلى قرار يتعلق بنجاح الطالب أو رسوبه وهذا يعنى أن الارتفاع المقبول المعامل (Wiersma, Jurs, 1990, 165) وبقاء للإعادة الثبات يعتمد أيضاً على طبيعة الإستنتاج أو الحكم أو القرار المراد اصاره في ضوء البيانات الناتجة عن الإختبار أو أداة القياس المستخدمة.
ثبات الفروق بين الدرجات
هناك مواقف تتطلب من المعلم الإهتمام بالفروق بين الدرجات، فقد يهتم بدراسة التحسن في مقرر الحساب مقاسا بالفرق في الأداء على اختبار للحساب طبق الآن وآخر طبق في نهاية الفصل الدراسي، وهذا يشير إلى أن الأمر الهام هنا بالنسبة لكل فرد هو الفرق بين درجتين، ولكن ما مدى ثبات تقدير المعلم لهذه الفروق إذا عرف خصائص الإختبارين أو القياسين الذين استخلصت الفروق على أساسهما . ومع العلم بأن ثبات الفروق في الدرجات على الاختبارين هو في الواقع أقل بشكل واضح من بثبات أى من هذين الاختبارين منفرداً ويتم ذلك على أساس عاملين إثنين(Throndike, et al., 1991, P.111) إن أخطاء القياس في الإختبارين تتجمع في الفرق بين الدرجتين عليهما، (2) إن أي عامل مشترك بين القياسين يختزل في الفرق بين الدرجتين.
الصفحة رقم: 369
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 370 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 370
الأسس النظرية لمفهوم الثبات
إذا كنا في الجزء السابق من هذا الفصل قد تعرضنا بالتفصيل للجوانب العملية والتطبيقية لمفهوم الثبات، فاننا سنعرض في هذا القسم للأسس النظرية التي تقف خلف هذا المفهوم، وخير بداية لعرض النظرية، هي الدرجة التي نحصل عليها من اختبار ما والتي نعتقد أنها تعبر عن أداء المفحوص أو الطالب على الإختبار هذه الدرجة - في الواقع - هي الدرجة الملاحظة Observed score التي يحصل عليها الطالب نتيجة تطبيق الإختبار عليه ، أي نتيجة لعملية القياس ، وهي تتضمن في جانب منها خطأ ، هذا الخطأ سوف نطلق عليه اسم المكون الخطأ error component، وهو يحدث نتيجة لتدخل عوامل أو مصادر مختلفة وغير منتظمة أثناء عملية تطبيق الإختبار، ويعبر عن هذا المكون بالدرجة الخطأ error score ، كما تتضمن الدرجة الملاحظة في جانب منها جزءاً غير خاطئ أو صحيح يعرف باسم المكون الحقيقي true component وهو يعبر عن الأداء الفعلي للطالب أو عن الدرجة الحقيقية الهو يرجع إلى مصادر منتظمة كالقدرة أو الكفاءة عند الطلاب
ولكن ما هو المنطق الذي يحكم المكون الحقيقي لدرجة الاختبار ؟ بداية نقرر أن المكون الحقيقي هو عبارة عن الدرجة التي يمكن أن يحصل عليها اي طالب اذا كان الاختبار محكما تماما ، بحيث تتم عملية القياس في ظروف مثالية . فاذا فرضنا أن اختبارا قد طبق عدداً كبيراً من المرات علي نفس الطالب وتحت نفس الظروف ، وباعتبار أن مكونات الخطأ تتوزع بشكل عشوائي وتقارب الصفر ، بحيث تبدو الاخطاء الايجابية والاخطاء السلبية وهي تخفى بعضها البعض خلال هذا العدد الكبير من الدرجات الناتجة عن مرات القياس المتكررة تحت هذه الظروف فان المكون الحقيقي يمكن أن يعرف بانه متوسط درجات هذا العدد الكبير من مرات القياس . ورغم أن المفهوم النظري للمكون الحقيقي حيث أن اجراء عدد كبير من مرات القياس بواسطة الاختبار نفسه وتحت نفس الظروف ولنفس الطالب شيئاً مستحيلاً ، الا انه منطق منسق مع مفهوم الثبات الذى يشير الي اتساق الاداء ، بحيث يواجه جزء مستقر في الدرجة الملاحظة وهو المكون الحقيقي، وجزء متغير او متذبذب فيها وهو المكون الخطأ
ويمكن التعبير عن العلاقة الدرجة الملاحظة المكون الحقيقي والمكون الخطأ على النحو التالي :
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 371 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 371
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 372 من النسخة بدف أعلاه)
ويتضح من المعادلة ( 8 : 14 ) أن الدرجة الملاحظة هي حاصل جمع المكون الحقيقي والمكون الخطأ . وهذا يمثل تجزئة Partitioning الدرجة الملاحظة للطالب الواحد إلى جزئين مستقلين . أى أن المكون الحقيقي والمكون الخطأ هي مكونات مستقلة Independent مما یعنى أنه لا يوجد بينهما ارتباط ، او ان معامل الارتباط بينهما يساوى صفر . ويمكن توضيحالعلاقة بين الدرجة الملاحظة ومكوناتها من خلال المثال التالي . فاذا فرضنا ان الوزن الحقيقي لفرد ما هو 75 كيلو جرام ، الا انه قام بوزن نفسه في ميزان النادي الرياضي فاعطى الميزان قيمة لوزنه قدرها 76 كيلو جرام، فماذا حدث في عملية القياس ؟ في هذه العملية حدث خطأ في القياس وصلت قيمته الى واحد كيلو جرام ، ومن ثم فان الدرجة الملاحظة وهي ( 76 كيلو جرام ) هي عبارة عن مجموع المكون الحقيقي ( 75 كيلو جرام ) والمكون الخطأ ( 1 كيلو جرام ) .
وفي ضوء التوزيع الكلى للدرجات وليس فقط في ظل درجات الطالب وحده ، وباعتبار ان الدرجة الملاحظة مكونة من جزئين غير مرتبطين وهما المكون الحقيقى والمكون الخطأ ، وان المكون الخطأ قد يكون موجباً أو سالبا ، فان بعض الدرجات الملاحظة يمكن ان تكون أكبر من الدرجات الحقيقية ، ويمكن لبعضها ان يكون اقل، وفى بعض الاحيان يمكن ان تكون الدرجة الملاحظة مساوية للدرجة الحقيقية . وفي الحالة الاخيرة ، تكون الدرجة الخطأ المكون الخطأ مساويا للصفر . ففي ظل خصائص المنحنى الاعتدالي وعلى مدى توزيع كبير فلا اجراء عدد كبير من مرات تطبيق الاختبار ، حيث يكون متوسط أداء الفرد معبراً عن درجته الحقيقية . فان مكونات الخطأ الايجابية والدرجات الزائدة الموحدة ومكونات الخطأ السالبة أو الدرجات الناقصة السالبة سوف تتعادل وتصبح صفرية. وبذلك يكون متوسط درجات الخطأ صفرا (Wiersma, Jurs, 1990, P.169)
وحيث ان جمع كل الدرجات الملاحظة أو مكوناتها ثم قسمة هذا المجموع على عدد الدرجات ، فاننا سوف نحصل على متوسط هذه المجاميع ، سواء للدرجة الملاحظة أو المكوناتها. وحيث أن المكون الحقيقي والمكون الخطأ مستقلين فان العلاقة بين المتوسطان يمكن أن يعبر عنها بالمعادلة التالية :
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 372 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 372
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 373 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 373
وتشير المعادلة السابقة الى ان معامل الثبات يمكن أن يأخذ قيما تتراوح بين صفر و + 1 فاذا كان معامل الثبات 90 ر فهذا يشير الى ان 90 في المائة من التباين الملاحظ هو تباين حقيقي، في حين أن نسبة تباين الخطأ تساوى 10 في المائة . وهذا أمر مرغوب فيه في معاملات ثبات الاختبارات فكلما زاد معامل الثبات كانت نسبة التباين الملاحظ أكثر تعبيرا واقترابا من نسبة التباين الحقيقي.
الخطأ المعياري في القياس
لقد تعرضنا بالتفصيل في الفصل السادس للانحراف المعياري، وهو يشير الى مقدار التشتت في توزيع الدرجات . كما انه الجذر التربيعي للتباين. والانحراف المعياري في توزيع الدرجات الخطأ يسمى الخطأ المعياري في القياس Standard error of measurement J ? وحيث ان ............. فانه كلما صغر الخطأ المعياري في القياس كلما ازداد الثبات والعكس صحيح. ويمكن حساب الخطأ المعياري في القياس باستخدام المعادلة التالية :
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 374 من النسخة بدف أعلاه)
ولعل أحدى مميزات الخطأ المعياري للقياس انه اذا زاد طول الاختبار فان الخطأ المعياري للقياس سوف يزداد ايضا، ولكن في حجمه المطلق ، وليس في حجمه النسبي الى التباين في الدرجات الملاحظة . والسبب في زيادة حجمه المطلق هو ان تباين درجات الاختبار الملاحظة تميل إلى الزيادة مع زيادة بنود الاختبار. ومع ذلك فان الحجم النسبي للخطأ المعياري للقياس يتناقص كلما زاد طول الاختبار، وبذلك يزداد الثبات (1990 ,Wiersma, Jurs 171 (.
وبدلا من أن تأخذ الخطأ لكل فرد على حده، نفترض أن تطبيق الاختبار يتم على طالب واحد ولكن لعدة مرات وباستخدام نفس الاختبار. وفي كل مرة يحصل هذا الطالب على درجة ، وهذه الدرجات التي يحصل عليها تكون متشابهة ولكنها ليست متطابقة. ومتوسط توزيع
الصفحة رقم: 374
هذه الدرجات هو أفضل تقدير للدرجة الحقيقية للطالب ، والانحراف المعياري لهذا التوزيع هو الخطأ المعياري للقياس، واذا أجرى الاختبار اكثر من مرة ، وتجمعت مجموعة كبيرة من الدرجات ، فان هذه الدرجات سوف تتوزع توزيعا طبيعيا أو سويا ، اما اذا تم اجراء الاختبار لمرة واحدة ولطالب واحد فاننا نكون قد اخترنا درجة واحدة من هذا التوزيع . واذا عرفنا الخطأ المعياري في القياس للاختبار يمكننا أن نرسم بعض الاستنتاجات عن الكيفيية التي يمكن ان تتقلب فيها درجة الفرد
ويبين المثال التالي توضيحا لما سبق. قام المعلم بتطبيق اختبار في العلوم على مجموعة مكونة من 93 طالبا في الصف السادس الابتدائي، وكان توزيع الدرجات الملاحظة له انحراف معیاری قدره 12 في حين أن معامل ثبات الاختبار هو 87 ر ، حصل ابراهيم على 78 درجة ، فما هي احتمالات حصول ابراهيم على الدرجة 78 أو اقل اذا كانت درجته الحقيقيبية 80 . واختيار 80 لدرجته الحقيقية هو امر اعتباطي لهذا المثال . وللاجابة على هذا السؤال يجب أن نحصل ا ولا على الخطأ المعياري للقياس. ويتم وذلك باستخدام المعادلة (13 -14) على النحو التالي :
(أنظر شكل المعادلة الموجود في الصفحة 375 من النسخة بدف أعلاه)
نحن نفترض أن الدرجة الحقيقية لابراهيم 80 ، وان التوزيع النظري للدرجات الملاحظة نتيجة لتكرار القياس عليه له متوسط 80 والانحراف المعياري 4.32 . نحن نحدد الدرجة الملاحظة بـ 78 في هذا التوزيع الطبيعي ونحدد المساحة 78 . المواقع النسبيية للدرجات والتوزيع موضضح في الشكل ( 14 : 3 ) .
وباستخدام توزيع المنحنى الطبيعي ، نحول الدرجة 78 الى ذ (Z- Score)
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 375 من النسخة بدف أعلاه)
والقيمة Z التي تساوى 36 ر لها 1772 ر أو 18 ر من المساحة بينها وبين المتوسط ، ولذلك فان 32 ر من المساحة تقع تحت الدرجة 78 ر . وبالتالي فان احتمال أن يأخذ ابراهيم درجات مقدارها 78 او اقل اذا كانت درجته الحقيقية 80 هي 32 .
الصفحة رقم: 375
التوزيع النظرى للدرجات الملاحظة، اذا كانت الدرجة الحقيقية تساوى 80 والخطأ المعياري للقياسس 4032
(Wierama, Surs, 1990, 173)
(أنظر الشكل ( 14 - 3 ) الموجود في الصفحة 376 من النسخة بدف أعلاه)
وحيث أن الثبات يؤثر على الخطأ المعياري للقياس فانه يؤثر على نتائج درجات الفرد فكلما زاد الثبات قلت الدرجات الملاحظة وسوف تتقلب حول الدرجة الحقيقية، اذا اعيد. اختیار نفس الطالب . فالخطأ المعياري للقياس يعطينا معلومات واضحة عن الدرجات الفردية ، فضلا عن التوزيع الكلى للدرجات .
ثبات الاختبارات المحكية المرجع
تقوم فكرة حساب ثبات الاختبارات محكية المرجع على أساس الاهتمام بأمرين اساسيين هما : ثبات القرارات المتعلقة بتصنيف الطلاب الى متقنين وغير متقنين (2) ثبات تقديراتنا للاداء في مجال دراسي معين
ثبات قرارات الاتقان
الطريقة المباشرة للحكم على مدى ثبات القرارات المتعلققة باللاتقان هي ان نختبر نفس المجموعة في مناسبتين متتاليتين ، ثم نقارن ننسبة الطلاب الذيين حققوا درجة الاتقان أو عدم الاتقان في المناسبتين على اساس ان تكون افترة الزمنية بين الاختبارين قصيرة لا تتعدى اياما معدودة ، حتيلا تتدخل عوامل أخرى في الدرجة ولا يتعرض الطلاب لأى خبرات تربوية جديدة قبل الاختبار في المرة الثانية
الصفحة رقم: 376
ويمكن تقدير الثبات من خلال اعطاء نفس الاختبار للطلاب في المرتين ، ولكن هذا الاجراء من شأنه : (1) ان يقلل من تمثيل الاختبار للمجال تمثيلا صادقا ، (2) وان يؤدى الى استخدام المعلم لعدد اقل من الاسئلة في المجال الواحد ، مما يسهل على الطلاب تذكر بعض الفقرات فيؤثر ذلك على اجاباتهم في المرة التالية ، كما يقلل من الوقت الذي ينفقه الطالب في الاجابة على هذه الاسئلة ، (3) وان يؤدى ايضا الى ارتفاع نسبة الطلاب المتقنين في التطبيق الثاني مما يقلل من ثبات الاختبار .
اما اذا استخدم المعلم صورتين متكافئتين للاختبار اى اختبارين ، فان تمثيل المجال يكون أكبر ، ولن تكون هناك فرصة لتذكر فقرات معينة في الاختبار ، الا ان المعلم يجب أن يتأكد من ان الاختبارين متكافئيين تماما. ولكي نجعل الاختبارين متكافئين فانه يفضل اشتشقاق العبارات من جدول المواصفات او من خلال الاهداف السلوكية المحددة ، بحيث يكون مصدر اشتققاق الفقرات واحدا ، وهذا يجعل الاختبارين متكافئين بدرجة كبيرة ، ومن الضروري ايضا ان نجعل طول الاختبارين واحداً
حساب الثبات : يحسب ثبات الحكم على اتقان الطالب أو عدم اتقائه من خلال النسبة المئوية للممتحنين أو المفحوصين الذين حققوا الاتقان في التطبيقين. وذلك بتطبيق المعادلة التالية :
عدد الطلاب الذين حققوا الاتقان في الاختبارين + عدد الطلاب الذين لم يحققوا الاتقان في الاختبارين
معامل الثبات = -----------------------------------------------------------
العدد الكلى للطلاب المفحوصين
(14 : 14)
مثال: اذا تم تطبيق الاختبار مرتين متتاليتين على عينة مكونة من 25 طالبا ، وحقق الدرجة المحكية للاتقان في مرتى التطبيق 6 طلاب ، في حين ان 15 طالبا لم يحققوا مستوى الاتقان المطلوب ، فما هي درجة الثبات ؟
ويتم حساب الثبات بتطبيق المعادلة (14 : 14) على النحو التالي :
معامل الثبات = 6+1525
=0.84
الصفحة رقم: 377
ثبات درجة الطالب في مجة ال دراسي معين :
أحد اهداف الاختبارات المحكية المرجع هو فحص مدى كفاءة اداء الطالب في مجال معين اى تقدير النسبة المئوية للعبارات التي يمكن للطالب الاجابة عليها اجابة صحيحة . ويستخدم مصطلح معامل درجة المجال لان عدد الفقرات التي يمكن اختبار الطالب فيها عادة كبيرا
في حين ان ما يتم اختبار الطالب فيه هو جزء صغير من المجموع الكلى لهذه الفقرات ، ومع ذلك فاننا نستخدم اداء الطالب في هذه المجموعة الصغيرة لتقدير الاداء الكلي للطالب في المجال بطريقة احصائية ، ويتطلب حساب ثبات معامل درجة المجال أن يكون المجال محددا تحديدا دقيقا ، كما يتطلب أن تكون فقرات الاختبار ممثلة تمثيلا عشوائيا للمجال ، وهذا اصلا موجود في حالة استخدام جدول المواصفات .
ولو افترضنا اننا طبقنا اختبار محكى المرجع مكون من 20 فقرة على أحد الطلاب لتقدير درجة اتقانه للمجال ، واجاب الطالب على ٨ فقرات أجابة صحيحة فان معامل درجة المجال يحسب على النحو التالي :
عدد الفقرات التي أجاب الطالب عنها اجابة صحيحة
معامل درجة اتقان المجال = ---------------------------------------------
العدد الكلى لفقرات الاختبار
= 820 = 0.40
وبناء على ذلك فاننا نستطيع أن نقدر أن الطالب يستطيع أن يجيب اجابة صحيحة عن 40 من فقرات المجال الدراسي ككل ، وحيث ان الطالب قد اختبر في 20 عبارة فقط ، وهي تمثل عينة عشوائية من فقرات المجال ، فاننا نتوقع أن تختلف درجة الطالب في التطبيق الثاني قليلا عن درجته في التطبيق الاول . فاذا كان الاختبار ثابتا فان الدرجات تكون متسعة الى حد كبير اما اذا كان الاختبار غير ثابت فان الدرجات سوف تتفاوت تفاوتا كبيرا.
ويستخدم الخطأ المعياري في القياس لتحديد درجة التباين بين درجات الطالب في التطبيقيين، والخطأ المعياري يحسب بواسطة المعادلة التالية ( 1990 ,Wiersma & Jurs ).
(أنظر الشكل الموجود في الصفحة 378 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 378
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 379 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 379
ونستنتج ان الثبات في الاختبار هو محصلة مباشرة لعدد فقرات الاختبار، فلو قارنا مدى معامل الثبات (ص+ع) للفقرات 20، 40، 60، يتضح لنا انه كلما زاد طول الاختبار كان أكثر دقة . وانه كلما زاد طول الاختبار (عدد فقراته) كلما زاد ثبات الدرجة على الاختبار، ومع ذلك فقد يواجه المعلم بمعوقات تحول بينه وبين استخدام اختبارات طويلة، ومن هذه المعوقات: (1) الوقت المحدد للاختبار ، (2) قدرة الطالب على التركيز ، (3) قدرة المعلم المحددة على أعداد عدد كبير من الفقرات التي ترتبط بمجال معين ..
القابلية للاستعمال
تعتبر القابلييية للاستخدام Usability أو القابليية للاستعمال Practicality الخاصية الثالثة التي يجب ان تتوفر في الاختبار أو اداة القياس التي نستخدمها، وسواء كان الاختبار او الاداة من صنع المعلم نفسه او انها مقننة، فيجب أن يستند الى مجمموعة من الاعتبارات التي تحدد قابلية الاختبار للاستعمال. ونعرض في القسم التالي لهذه الاعتبارات، مع العلم بان ما نذكره هنا هو امتدادا وتأكيدا لما عرضناه في الفصل الثاني عشر الذي يعالج اخراج الاختبار وتطبيقه وتصحيحه.
سهولة تطبيق الاختبار: من العوامل الرئيسية التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار في تحديد قابلية الاختبار للاستعمال هي سهولة التطبيق . ويكون الاختبار اكثر سهولة في التطبيق اذا روعيت الاعتبارات التالية:
الصفحة رقم: 380
1 - يجب ان تكون تعليمات الاختبار سهلة وواضحة ومكتوبة بشكل تفصيلي .
2 - عندما يتضمن الاختبار اجزاء او اختبارات فرعية فيجب ان تكون قليلة ولا تزيد عن ثلاثة او اربعة اجزاء فقط، وإن يتراوح الزمن المحدد لكل جزء منها بين خمس وعشرة دقائق .
3 - يجب ان تظهر الفقرات على صفحات كراسة الاسئلة بطريقة منظمة ومرتبة في نسق واحد .
سهولة تصحيح الاختبار : يعاني المعلمون باستمرار من عملية التصحيح ويواجهون مشکلات مختلفة تتعلق بطول الاختبار ، او باحتواءه على انواع مختلفة من الفقرات ، أو بالطريقة التي نظمت فيها فقراته ، أو بصعوبة تعليمات التصحيح ، ومما يجعل عملية التصحيح عملية مرهقة ومكلفة وتتطلب جهدا كبيرا . ولكن توجد مجموعة من الاجراءت والاعتبارات التي اذا ما روعيت فانها تسهل عملية التصحيح ، ومن هذه الاعتبارات :
1 - استخدام ورقة اجابة منفصلة عن كراسة الاسئلة ولكن هذا الاجراء مع الاطفال الكبار والطلبة الثانويين والجامعيين - راجع الفصل الثاني عشر) .
2 - وضع اجابة نموذجية لفقرات الاختبار .
3 - الالتزام بأسس وقواعد بناء انواع الفقرات المختلفة .
الاقتصاد في الكلفة . أن الاقتصاد في تكلفة تصميم وبناء الاختبارات اصبحت عاملا هاما وموجها لعملية البناء منذ بدايتها. فاستخدام ورقة اجابة منفصلة للاختبار ييسر استخدام نفس كراريس الاسئلة عدة مرات سنة بعد أخرى ، كما أنه يسهل عملية تصحيحالاختبار ، ويقلل ايضا من الجهد المبذول في الاجابة على الاختبار من قبل الطالب أو في تصحيح هذه الاجابة من قبل المعلم .
الصفحة رقم: 381
الفصل الخامس عشر : تفسير الدرجة على الاختبار
نظام التفسير المحكى المرجع
نظام التفسير المعياري المرجع
المنحنى الاعتدالي والدرجة المعيارية -
الدرجة المعيارية المعدلة ( الدرجة التائية ) -
الرتبة المئينية
الصفحة رقم: 383
الفصل الخامس عشر تفسير الدرجة على الاختبار
بعد قيام المعلم ببناء الاختبار التحصيلي وتحققه من وجود عناصر الفاعلية للاختبار . سواء فيما يتعلق بخصائص او دلالات تصف الاختبار ككل، اوما يتعلق بدلالات تصف فاعلية مكونات الاختبار أو فقراته ، فانه يتوفر لديه اختبارا جيدا يتصف بمواصفات سيكومترية مناسبة تزيد من درجة الثقة في الدرجات والبيانات المتحققة من تطبيقه ، ومن ثم يكون جاهزا للاستخدام في أي موقف اختياري . وعندما يطبق المعلم هذا الاختبار على طلابه فانه يحصل من هذه العملية على درجات أو تقديرات كمية تبين مقدار ما يستحقه الطالب على هذا الاختبار ، والتقدير الكمى هنا هو تعبير عن مجموع الاجابات الصحيحة التي أجابها كل تلميذ على فقرات الاختبار ، وهو ما يطلق عليه ايضا الدرجة الخام ..
ولكن ماذا تعنى الدرجة الخام ، وهل يمكن تفسيرها ؟ لتوضيح ذلك نقدم المثال التالي : اذا حصل احد المتعلمين على الدرجة 50 في اختبار للعلوم فان هذه الدرجة هي درجة خام ولا يمكن فهمهل أو تفسيرها ، فقد تكون هي الدرجة النهائية في الاختبار فتصبح أعلى درجة ممكنة ، وقد تكون الدرجة النهائية في المادة هي 100 فتصبح درجته 100/50 او تساوی 50% وتكون منخفضة ، وقد تكون الدرجة النهائية في المادة من 75 فتصبح درجته 75/50 وتساوى 66 وتكون مرتفعة . ولكن على اي اساس تم تفسير هذه الدرجة انها منخفضة أو مرتفعة ، فقد يكون الاختبار صعبا جداً ، وبالتالي تعتبر الدرجة 66% مرتفعة جداً ، وقد يكون الاختبار سهلاً جداً فتعتبر الدرجة %66 منخفضة جداً . وهذا يعنى أنه لا يمكن اعطاء الدرجة الخام معنى أو تفسيراً إلا اذا تسبت لاطار مرجعي معين .
ويمكن تفسير الدرجات وفق الطارين هما ، الاطار المحكى المرجع والاطار المعياري المرجع او تفسيراً . ويتم تفسير الدرجات في الاطار المحكى المرجع من خلال مستوى اداء معين تم تحديده مسبقا بواسطة المعلم ، في حين يتم تفسير الدرجات في الاطار المعياري المرجع من خلال اداء المتعلمين الذين تقدموا للاختبار . ونعرض في الجزء التالي لأسلوب تحديد هذين النظامين احصائيا.
الصفحة رقم: 385
نظام التفسير المحكى المرجع
يستند التفسير المحكى المرجع في الاختبارات التحصيلية محكية المرجع التي يضعها المعلم الى محك معين وضع بشكل مسبق من قبل المعلم ، بحيث يحدد هذا المحك كم الاداء المقبول من المتعلم ، وهو كذلك النقطة التي تمثل الحد الادنى للاتقان، وبالتالي فان هذا الكم هو النقطة الفاصلة بين الاداء المقبول والاداء غير المقبول والمعلن من المتعلمين ومع ذلك فان تحديد هذا الكم أو هذه النقطة لا يخضع لاى معايير متغيرة تتعلق بمستوى اداء المتعلمين الآخرين ، أو بحجم أو نوعية هذه المجموعة أو بمستوى صعوبة أو سهولة فقرات أو مكونات الاختبار التحصيلي ، وانما يخضع المعيار ثابت يتعلق بالاهداف التعليمية التي بعد الاختبار القياسها ، وهذا المعيار هو تقدير مطلق للاداء أو الاتفاق ..
وحيث ان هذا النظام يعتمد على مقارنة اداء المتعلم - من خلال درجته على الاختبار -بمعيار مطلق للاداء أو الاتقان وليس بمقارنة اداءه باداء الآخرين فأن درجته على الاختبار تحدد تقديره او موقعه بصرف النظر عن درجات المتعلمين الآخرين في صفه . وعندما يستخدم هذا النظام فى أى مؤسسة تعليمية فان درجة المتعلم توضع كما هي ويتم التعبير عنها بدرجة أو نسبة مئوية. وهذا يعنى اننا قد نجد في ضوء التحديد المسبق للمعيار او المحك سواء كانت درجة او نسبة مئوية أن جميع المتعلمين قد نجحوا أو حققوا مقدار او كم الاداء المطلوب للنجاح ، اي تجاوزوا النقطة الفاصلة أو نقطة القطع أو الدرجة المحكية أو انهم جميعا قد رسبوا ولم يتجاوزوا النقطة الفاصلة أو المحك
فاذا اعد المعلم اختبارا تحصيليا محكى المرجع يتكون من ستين فقرة مثلاً وكان المعيار أو المحك الذي وضعه لتحديد الحد الادنى للاتقان هو تمكن المتعلم من الاجابة بشكل صحيحعلى ثلاثين فقرة على الاقل ، فاننا نلاحظ ما يلى على المحك : انه قد تم تحديده قبل تطبيق الاختبار، (2) وانه قد تم تحديده دون اعتبار لمستوى اداء المتعلمين في قاعة الصف، (2) وانه قد تم تحديده ايضا دون اعتبار لكم أو عدد الناجحين أو الراسبين من المتعلمين . وهذا يعنى ضمنا انه في ضوء هذا المحك فان جميع المتقدمين للاختبار قد يصلوا الى محك النجاح وهو هذا الدرجة (30) من ستين أو النسبة (50) ، أو يفشلوا كلهم في الوصول الى هذا المحك أو الدرجة المحكية . وقد تتوزع درجات هؤلاء المتقدمين فى اى شكل تفرضه الدرجات نفسها ، بحيث نجد مثلا ان عدد المتعلمين الذين تقل درجاتهم عن 30 او 50 قليل في حين ان عدد المتعلمين الذين تجاوزوا الدرجة المحكية كبير . ويمكن لهذا المعلم ان يعرض درجات طلابه على مقياس متدرج من صفر الى مئة ، ويصف خلاله درجات الاتقان بتعبيرات وصفية ، كما يبين ذلك الجدول ( 15 - 1) :
الصفحة رقم: 386
مثال للمعنى المعطى للدرجات المئوية
(أنظر الجدول ( 15 - 1) الموجود في الصفحة 387 من النسخة بدف أعلاه)
وتستخدم المؤسسات التعليمية في البلاد العربية هذا النظام الذي يتضمن الدرجة المئوية التي تمثل الحد الادنى للاتقان، التي هي في معظم هذه المؤسسات 50% . ويعرض في الجدول ( 15 - 2 ) للنظام المستخدم في جامعة الازهر بغزة والذي يبين سس النجاحوالرسوب في الجامعة ، وكذلك الحد الادنى لدرجة الاتقان، ويتضح من الجدول ( 15 -- 2) ان المتقنين او المتمكنين من موضوعات الدراسة يتم تصنيفهم في اربع فئات هي : ممتاز ، جيد جداً ، جيد ، مقبول ، في حين ان الافراد غير المثقفين يتم تصنيفهم في فئتين هي : ضعيف . ضعيف جداً .
(أنظر الجدول ( 15 - 2) الموجود في الصفحة 387 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 387
وعادة ما تكون الفروق بين الافراد التي تقع دون الحد المحكى غير ذات دلالة - من منظور علمى - الا اذا تطلبت بعض الاعتبارات الواقعية تحريك أو خفض الدرجة المحكية لادخال عدد أو نسبة جديدة من الافراد في فئة الناجحين. أما الفروق بين الافراد التي تتجاوز الدرجة المحكية فعبارة عن وحدات ثابتة ومطلقة لا تؤثر فيها حجم العينة ، وان كان موضع الفرد بين ما تجاوزوا الدرجة المحكية يمكن أن يقبل ازاحة رتبية نتيجة لادراج افراد جدد او استبعاد ببعض الافراد الذين تجاوزوا الدرجة المحكية (فرج ، 1989 ، ص : 211) .
ومع ذلك ، فان استخدام النظام المحكى المرجع في مدارسنا هو عملية معقدة وله مطالب مقننة ، بحيث لا يبدو تطبيقه مشجعا مادام هناك ضعف في تحديد الاهداف واعداد الاختبارات وضعف في التنسيق بين المعلمين في المؤسسة التعليمية وتباين وعيهم وتقديرهم المدلول الدرجة (عودة ، 1985 ، ص : 207) ، وبالتالي فان استخدام مستوى مطلق بين : (Gronland, 1985ص448) التحصيل الدراسي كأساس لتقدير الدرجة يتطلب ما يلى (1) أن يتحدد مجال مهام التعليم تحديداً واضحاً وتاما ، (2) أن تكون مستويات الاداء محددة تحديدا دقيقا ومبررا ، (3) ان تكون مقاييس التحصيل محكية المرجع ، وهذه الشروط الثلاثة يصعب تحقيقها الا فى موقف التعلم للاتقان. فعندما يكون الاتقان الكامل - Com plete mastery هو هدف التعلم فان مهام التعلم يجب ان تكون أكثر تحديدا وحصرا . بالاضافة الى ذلك فان الدرجة القائمة على النسبة المئوية للاجابات الصحيحة التي تستخدم على نطاقق واسع في وضع مستويات مطلقة ، هي في الغالب ذات معنى واضح في التعلم للاتقان لانها تشير الى المدى الذي وصل اليه المتعلم من الاتقان الكامل للمقرر الدراسي .
نظام التفسير المعياري المرجع
يستند نظام التفسير المعياري المرجع الى اداء الآخرين. بحيث يمكن تفسير اداء المتعلم في ضوء اداء اقرانه او اداء المتعلمين الآخرين في مجموعته الذين تقدموا للامتحان وطبقت عليهم نفس الاداة . ومن هنا فان فهم درجة وتفسيرها يتم من خلال مقارنة اداء هذا المتعلم باداء جماعة مرجعية محددة. ويتم توضيح معنى أي درجة في اختبار ما عن طريق تحديد رتبتها التنسبية بين مجموعة الدرجات الاخرى. وهذا المعنى الذي نعطيه للدرجة أو التقدير الذي نمنحه للمتعلم مبنى على اساس الاداء النسبي وليس على اساس معيار مطلق ، فهذه الدرجة أو التقدير قد يختلف من مجموعة صفية الى مجموعة اخرى - وهذا مرتبط بمستوى تحصيل هذه الجماعة ، وهل هو منخفض أو مرتفع - ، وقد يختلف أيضا باختلاف المعلم
الصفحة رقم: 388
واضع الاختبار النفس المادة الدراسية وحتى داخل المدرسة، وقد يختلف داخل المتعلم نفسه فأداءه في بداية الفصل الدراسى مختلف ايضا عنه في نهايته، وبالتالي فالدرجة أو التقدير يتأثر باداء المتعلم واداء الجماعة، وكذلك توقعات المعلم عن المتعلمين في قاعة الصف ، ومن ثم فقد يحصل المتعلم على تقدير مرتفع اذا كانت مجموعته الصفية منخفضة التحصيل في حين يحصل على تقدير منخفض اذا كانت مجمموعته الصفية مرتفعة
وحيث ان الاختبارات المعيارية المرجع تقوم على تصور نظرى يرى أن الصفة أو الخاصية التي نسعى لقياسها عند المتعلمين تنتشر أو تتوزع بينهم بدرجات مختلفة ، فانها تصمم بطريقة تسمح للمعلمين باعطاء الدرجات أو التقديرات على اساس المستوى النسبي لاداء المتعلم بالنسبة لاداء المتعلمين الآخرين، وهذا يحدث من خلال قيام المعلم بترتيب درجات المتعلمين تنازليا أو تصاعديا ، ثم استخراج مقياس احصائي مناسب لهذه الدرجات كالمتوسط الحسابي او الوسيط أو الانحراف المعياري أو . وبعد ذلك يقوم بعملية تفسير أي درجة واعطاءها معنى ملائم لها يتفق وقيمتها الكمية أو موقعها النسبي بين الدرجات الاخرى للمتعلمين في المجموعة الصفية الواحدة
ورغم أن تفسير الدرجة في الاختبارات المعيارية المرجع يتم فى اطار درجات المجموعة الصفية التي تنتمى اليها هذه الدرجة بحيث يشكل المتوسط الحسابي لدرجات هذه المجموعة النقطة المرجعية لعملية التفسير ، الا انه يمكن ايضا تفسير هذه الدرجة من خلال مجموعات صفية أخرى داخل المدرسة أو خارجها ، فيما يعرف بمجموعات المعايرة ، وهي مجموعات تختلف عن المجموعة التي تنتمي اليها هذه الدرجة، وان كان هذا بطبيعة الحال يتطلب استخدام طرق ومفاهيم احصائية اخرى كالدرجة المعيارية او الدرجة التائية ، أو الرتبة المئينية
وعلى الرغم من شيوع نظام التفسير المعياري المرجع واستخدامه على نطاق واسع في مدارسنا الا ان به عيب واضح وهو عدم ثبات وتغير الاطار المرجعي ، حيث تتأثر درجة المتعلم وتقديره بقدرة مجموعته الصفية التي ينتمى اليها، ويرجع هذا الشيوع لكون معظم الاختبرات الصفية معيارية المرجع وهذه الاختبارات صممت بطريقة تؤدى لترتيب المتعلمين على اساس تحصيلهم الدراسي وليس على اساس الفاظ مطلقة تصنف هذا التحصيل . ورغم ان الوضع النسبي في المجموعة عنصر أساسي في نظام وضع وتقدير الدرجات المعياري المرجع ، الا ان التقديرات الفعلية التي يحصل عليها المتعلمين تتأثر الى حد ما بتوقعات المعلم عن التحصيل في ضوء تدريسه المجموعات اخرى .
الصفحة رقم: 389
ولذلك فاذا كان الصف الدراسي مكونا من مجموعة صفية مرتفعة التحصيل فقد تحصل على تقديرات جيدة وبنسبة أعلى من مجموعة صفية منخفضة التحصيل في صف آخر -نتيجة لميل المعلم لرفع هذه التقديرات أو خفضها في ضوء توقعاته ( 448,1985 , (Gronlund.
وحيث أن هذا النظام يعتمد على مقارنة اداء المتعلم بالنسبة المجموعة معيارية سبق ان تقدمت للامتحان أو الاختبار - كما في المجموعات المرجعية التي تستخدم في استخراج معايير الاختبارات المقننة - فاننا سنعرض في الجزء التالي لبعض الطرق والمفاهيم الاحصائية التي تيسر تفسير الدرجة الخام واعطاءها معنى ، او مقارنتها وتحديد موقعها بالنسبة للدرجات الاخرى ، أو بالنسبة للتوزيع التكراري للدرجات . وفيما يلى نوضح اهم هذه المفاهيم والطرق :
المنحنى الاعتدالي والدرجة المعيارية
لو رجعنا الى جدول ( 6 - 2 ) الذي يمثل التوزيع التكراري للدرجات التي حصل عليها خمسين طالبا في أحدى الاختبارات التحصيلية لوجدنا ان معظم درجات الطلاب تتركز حول الوسط ، وبالتحديد في الفئات الثلاث 65 - 69 ، 70 - 74 ٠ 75 - 79 ، ثم تخف هذه الدرجات تدريجيا نحو اليمين ونحو اليسار مكونة المنحني التكراري المبين في الشكل ( 6 - 3) .. ولكن لو ان درجات الطلاب كانت متمركزة حول الوسط ومرتفعة حتى القمة ثم هبطت وخفت تدريجيا وبالتساوي نحو اليمين ونحو اليسار فانها ستكون منحنى يعرف بالمنحنى الاعتدالي Normal Curve. والمنحنى الاعتدالي هو منحنى متماثل تماما ، بحيث يمكن للعمود الساقط من قمة المنحنى على قاعدته أن يقسم المنحنى الى قسمين متساويين ، وبالتحديد فهو يقسم المساحة التي توجد تحت المنحنى الى قسمين متساويين كما في الشكل ( 15 - 1) . وحيث ان العمود الساقط من القمة يلتقى مع القاعدة عند نقطة تمثل متوسط الدرجات او متوسط التوزيع، فان خمسين في المائة من الدرجات تقع اعلى من المتوسط وخمسون في المائة منها تقع أدنى منه
والمنحنى الاعتدالي يستند الى افتراض أوتصور نظرى يرى ان الخصائص الانسانية المختلفة تأخذ شكل التوزيع الاعتدالي . وبمعنى آخر فان قياس خاصية معينة لعدد كبير من الافراد يعطى نتائج معينة ، يمكن تمثيلها بالتوزيع التكراري، فتعطى منحنى اعتدالي . وعلى
الصفحة رقم: 390
الرغم من شيوع هذا التصور واتساقه مع بعض الخصائص الانسانية التي تتوزع بين الافراد توزيعا يقترب كثيرا من الاعتدال الا انه من الصعب الحصول على التوزيع الاعتدالي . ويبقى هذا التوزيع توزيعا نظريا . ومع ذلك فكلما تمت مراعاة النقاط التالية كان المنحنى اعتداليا : (1) ان يكون حجم مجموعة المتعلمين كبيراً ، (2) ان تكون اداة القياس ملائمة للعينة التي يجرى اختبارها ، (3) أن تكون العينة ممثلة للمجتمع الاصلي
منحنی اعتدالی متماثل
(أنظر الشكل ( 15 - 1) الموجود في الصفحة 391 من النسخة بدف أعلاه)
واذا كان المنحنى اعتدالياً فهو يصف توزيعا متماثلا وفي هذه الحالة فان قيمة المتوسط الحسابي والوسيط والمنوال تتطابق معاً . ولكن ما يهمنا في هذا المقام ايضاً هو خصائص المنحنى الاعتدالي والمساحة الموجودة تحته ، وكذلك أهمية هذه المساحة وكيفية التعامل معها والاستفادة منها ، فهي تمثل التباعد أو الانحراف عن المتوسط الحسابي وهو ما سبق ان عرفناه بالانحراف المعياري ، ويبين الشكل ( 15 - 2) المنحنى الاعتدالي وتوزيع نسبة افراد المجتمع بين المتوسط الحسابي والانحرافات المعيارية وفى المساحات الموجودة اسفل المنحنى ، و بالتالي يمكن تحديد النسبة المئوية لعدد الأفراد بين المتوسط وكل انحراف معياري ، وكذلك بين كل انحراف معياري وآخر ، وبين كل مساحة وأخرى
وهذا يعنى أن 34.13% من افراد المجتمع يقعون أو تقع درجاتهم بين المتوسط الحسابي وانحراف معيارى واحد علي يمين المتوسط في الاتجاه الايجابي، وبنفس النسبة تقع مجموعة من الدرجات بين المتوسط الحسابي وانحراف معيارى على يسار المتوسط في الاتجاه السلبي. ويلاحظ هنا أن الدرجات في الاتجاه الايجابى تعنى انها درجات اعلى من المتوسط في حين انها في الاتجاه السلبي. تكون اقل من المتوسط. وهكذا فان 68.26% تقريبا من الدرجات التي تقع تحت المنحنى الاعتدالي من المتوقع ان توجد درجاتهم بين المتوسط الحسابي وانحراف معياري واحد في الاتجاه الايجابي وانحراف معياري واحد في الاتجاه السلبي.
الصفحة رقم: 391
وبالمثل فان %95.44 من الدرجات تقع بين المتوسط وانحرافين معياريين في الاتجاه الايجابي يمين المتوسط وانحرافيين معياريين في الاتجاه السلبى يسار المتوسط. وبالمثل فان %99.72 من الدرجات تقع بين المتوسط وثلاثة انحرافات معيارية في الاتجاه الايجابي يمين المتوسط وثلاث انحرافات معيارية في الاتجاه السلبى يسار المتوسط ولذلك يعتبر الانحراف المعياري المستخدم مع التوزيع الاعتدالى أداة هامة لفهم وتفسير الدرجات
المنحنى الاعتدالي
يبين توزيع نسب افراد المجتمع بين المتوسط والانحرافات المعيارية في المساحات
(أنظر الشكل ( 15 - 2) الموجود في الصفحة 392 من النسخة بدف أعلاه)
وحيث إننا افترضنا أن الخصائص تتوزع في المجتمع توزيعا اعتداليا ، فهذا يعنى انه بامكاننا تقدير نسبة الافراد داخل هذا المجتمع الذين تتوفر عندهم هذه الخصائص بقيم كمية معينة .. فاذا فرضنا على سبيل المثال ، ان لدينا مجموعة من الافراد تقع معاملات الذكاء عندهم بين 115 ، 85 ، وتتوزع توزيعا اعتداليا بمتوسط 100 وانحراف معیاری 15 ، فكيف يتم حساب نسبة هؤلاء الافراد من هذه الفئة ؟
يمكن اجراء ذلك بطريقتين، الأولي باستخراج نسبة المساحة الموجودة تحت المنحنى الاعتدالي والمحصورة بين القيمتين 115 ، 85 ، وذلك على النحو التالي :
نحول القيمتين 115 ، 85 الى درجات معيارية يرمز لها بالرمز دم با استخدام المعادلة التالية :
س - م
Z= --------
ع
حيث Z = الدرجة المعيارية
س = القيمة المراد تحويلها
الصفحة رقم: 392
م = متوسط الدرجات
ع = الانحراف المعياري
وبتطبيق هذه المعادلة على البيانات السابقة لحساب قيمة الدرجة المعيارية
115 - 100
Z (115) = ------------- = +1
15
85 - 100
Z(85)= ----------- = -1
15
وبالرجوع الى الشكل ( 15 - 2 ) الذي يبين المنحنى الاعتدالى نجد أن نسبة الافراد الذين يقعون بين المتوسط و + 1 ع هي 13 / 34 ، و -1 ع هي 31 / 43 و على هذا فان مجموع الافراد الذين يقعون بين القيمتين 115 ، 85 هي :
13 / 34 + 13 / 34 - 26 / 68 ، اى 26 /68٪ من المجموع الكلي للافراد في هذه الفئة او المجموعة أو العينة ، وهو ما يوضحه الشكل ( 15 - 3)
(أنظر الشكل ( 15 - 3 ) الموجود في الصفحة 393 من النسخة بدف أعلاه)
اما الطريقة الثانية في حساب نسبة الافراد فتعتمد على الجدول المبين في الملاحق الذي يبين المساحة الموجودة تحت المنحنى الاعتدالي بين المتوسط وقيم الانحرافات المعيارية المختلفة، وهو جهد طيب قام به علماء الاحصاء لحساب قيم 2 المختلفة وذلك تيسيراً على الباحثين وخاصة عندما تكون قيمة 2 كسر أو واحد صحيح وكسر
وتستخدم الدرجات المعيارية ايضا في اجراء مقارنة بين درجات المتعلم ، في مادتين دراسيتين مختلفتين لمعرفة فى اى الاختبارات أو المواد كان اداءه أفضل . وهذه المقارنة لا تعتمد فقد على الدرجة الخام، وانما تعتمد ايضا على المتوسط الحسابي والانحراف المعياري
الصفحة رقم: 393
لكل مجموعة من البيانات أو الدرجات الخاصة بالمادة الدراسية ويتم تحويل الدرجات الخام التي نحصل عليها من تطبيق الاختبار الى وحدات معيارية تساعدنا في عملية المقارنة باستخدام المعادلة السابقة :
س - م
Z= --------
ع
فاذا قام المعلم بتطبيق اختباران الأول في اللغة العربية والثاني في العلوم على مجموعة من المتعلمين، وبعد التصحيح سجل النتائج الخاصة بادائهم على الاختبارين وبافتراض ان هذه النتائج قد توزعت اعتداليا . ثم أراد أن يعرف فى اى الاختبارات كان اداء (محمد) افضل ، مع العلم بان البييانات الخاصة بمحمد كانت على النحو التالي :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 394 من النسخة بدف أعلاه)
وتبين الدرجات المعيارية ان (محمد) قد حقق نتائج افضل في اختبار العلوم مقارنة باختبار اللغة العربية ، وذلك لانه حقق درجة ونصف انحراف معياري فوق المتوسط الحسابي في اختبار العلوم بينما حقق درجة واحدة فقط في اختبار اللغة العربية وهذا يعنى أن مقياس الدرجة المعيارية لا يهتم فقط بتحديد الموقع النسبي للمتعلم ، وانما يبين ايضا مقدار أفضلية درجة متعلم على غيرها
وتستخدم قيمة 2 في تحديد الموقع الذي يحتله المتعلم بالنسبة لمجموعته الصفية ، فإذا رجعنا إلى المثال السابق حيث حصل ( محمد ) على درجة في اللغة العربية تناظر 1 ع أي انحراف معيارى واحد فان الموقع الذي يحتله بالنسبة لاقرانه يجعله صاحب درجة تعلو على درجات 84.13% من مجموعته تقريبا ، وهذه النسبة مكونة من جزئين وفق بيانات المنحني الاعتدالي والموضحة في الشكل ( 15 - 2) الجزء الأول هو عبارة عن ٥٠٪ من الدرجات تقع
الصفحة رقم: 394
بين المتوسط وبين بداية المنحنى من الناحية اليسرى ، اما الجزء الثاني فهو نسبة الدرجات التي تقع بين المتوسط والانحراف المعياري واحد ( 1 ع ) وهي 34.13 % . وهكذا يمكن تفسير درجات بقية المتعلمين واعطاءها معنى . وبهذه الطريقة تقريباً يمكن ان تستخدم قيمة 2 في التنبؤ بحجم الدرجات أو الحالات التي تقع عند انحراف معیاری معین ..
الدرجة المعيارية المعدلة ( الدرجة التائية )
تعتمد الدرجة المعيارية على الانحراف المعياري بشكل اساسي ، فهي تعرف بانها عدد الانحرافات المعيارية وعدد وحدات الانحراف المعياري التي تبعدها الدرجة الخام عن المتوسط الحسابي المجموعة الدرجات التي تنتمي إليها الدرجة الخام. ومع ذلك فالاعتماد علي الدرجة المعيارية في تفسير الدرجة الخام له جوانب سلبية نشير اليها من خلال المثال التالي : الذي يبين حساب الدرجات المعيارية لمجموعة من الدرجات الخام، والدرجات الخام هي : 55 - 50 - 40 - 30 - 35 ، والمتوسط الحسابي لها ٤٠ والانحراف المعياري 10 . بتطبيق المعادلة السابقة لحساب الدرجة المعيارية فاننا نحصل على البيانات الموضحة في الجدول ( 15 - 3) .
يبين كيفية حساب الدرجة المعيارية المقابلة للدرجة الخام
(أنظر الجدول( 15 - 3) الموجود في الصفحة 395 من النسخة بدف أعلاه)
بمراجعة الدرجات المعيارية التي حصلنا عليها في الجدول ( 15 - 3 ) نجد أن بعضها موجب وبعضها الآخر سالب ، بالإضافة الى الصفر ايضا ، فكيف نفسر الدرجة المعيارية صفر سواء للطالب أو لولى الأمر على اساس انها تمثل الدرجة المتوسطة . وهناك مشكلات اخرى تتمثل في كون بعض الدرجات المعيارية تظهر في صورة كسر عشري ، بالإضافة الى ضيق مدى توزيع الدرجات المعيارية الذي لا يزيد عن ٦ درجات مما يقلل من الفروق الفردية
الصفحة رقم: 395
بين المتعلمين ويجعلها تافهة أو معدومة وخاصة في العينات الكبيرة . وهذا كله يزيد من صعوبة استخدام الدرجات المعيارية، ويكمن الحل في هذه الحالة باستخدام الدرجات المعيارية المعدلة.
والدرجة المعيارية المعدلة تساعدنا على التخلص من المشكلات التي تنشأ من استخدام الدرجة المعيارية والفرق بينهما يكمن فى اننا نختار للدرجة المعيارية المعدلة متوسطا جديدا بدلا من الصفر (المتوسط الحسابي للدرجات المعيارية) وانحرافا معياريا جديدا بدلا من الواحد الصحيح (الانحراف المعياري للدرجة المعيارية) ايضا للتخلص من الاعداد السالبة والكسور العشرية . ويتم ذلك بضرب الدرجة المعيارية في 10 للتخلص من الكسور . واضافة 50 للمتوسط الحسابي للتخلص من الاشارات السالبة ، وبذلك تصبح الدرجات المعيارية المبينة في جدول ( 15 - 3) .
يبين قيم الدرجات المعيارية المعدلة
(أنظر الجدول ( 15 - 4) الموجود في الصفحة 396 من النسخة بدف أعلاه)
وقد تم حساب الدرجات المعيارية المعدلة في الجدول ( 15 - 4) وباستخدام الدرجة التائية T. Score وفق المعادلة التالية :
س - م
T = -------- ×ع÷م
ع
حيث ان T= الدرجة التائية
س = الدرجة الخام
م= المتوسط الاصلي
ع= الانحراف المعياري الاصلي
ع= الانحراف المعياري الجديد
م = المتوسط الجديد
الصفحة رقم: 396
ومع ذلك يبقى ان نشير الى انه بالامكان اختيار متوسط آخر جديد وكذلك انحراف معیاري جديد ، على ان هذا الاختيار يبقى محكوما بفكرة أن الحصول على الدرجة المعيارية المعدلة يتم بضرب الدرجة المعيارية 2 بمقدار ثابت للتخلص من الكسور العشرية وإضافة مقدار ثابت آخر لإزالة الاشارة السالبة ، ولذلك يمكن أن نأخذ متوسطا قدره 100 وانحرافا معياريا قدره 10 لمعالجة الدرجات المعيارية السابقة . الا ان الدرجة الثانية تبقى احد أهم طرق تحويل الدرجات الخام الى درجات معيارية معدلة ، يكون وسطها الحسابي 50 وانحافها المعياري 10 . وتبرز اهمية هذا التحويل في الأمور التالية :
(1) يجعل المتوسط الحسابي والانحراف الميعاري والدرجة كلها اعداد موجبة .
(2) تجعل جميع الدرجات واقعة على تدريج مثوى ما بين الصفر والمائة
(3) توحيد المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لجميع الدرجات يسهل المقارنة بين تحصيل المتعلمين
واذا كنا قد استخدمنا الدرجة المعيارية في حساب افضيلة اداء نفس المتعلم على اختبارين مختلفين، فيمكننا تحقيق ذلك ايضا باستخدام الدرجة التائية . فمن خلال تحديد المعلم للمتوسط الحسابي والانحراف المعياري المجموعة البيانات التي حصل عليها من تطبيق اختبار واحد أو عدة اختبارات ، فبامكانه تحويل كل درجة في هذه البيانات الى درجة معيارية او درجة تانية ، وفي حالة الدرجة المعيارية يكون قد جعل المتوسط الحسابي صفرا والانحراف المعيارى واحدا صحيحا ، في حين أنه في حالة الدرجة التائية يكون قد جعل المتوسط الحسابي 50 والانحراف المعياري 90 . وفي الحالتين فان المعلم يثبت المتوسط الحسابي والانحراف المعياري ، وهو ما يجعل الدرجات المعيارية أو الدرجات التائية ذات وحدات متساوية أو ذات اطوال متساوية من توزيع لآخر. ولذلك فهي تستخدم في المقارنة بين المتعلمين ومعرفة افضل تحصيل بينهم. وهكذا فان الدرجات التانية تستخدم عند المقارنة بين تحصيل المتعلمين في اختبارات مختلفة ، وعند ايجاد الدرجات النهائية التي تتكون من الامتحانات الشهرية بالاضافة الى الامتحان النهائي .
فاذا افترضنا مثلا ان لدينا درجات طالبين من طلاب الصف المدرسي في اختبارات الحساب العلوم واللغة العربية وكذلك المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لدرجات هذه الاختبارات نتيجة لتطبيقها على جميع طلاب الصف ، وهذه النتائج موضحة في جدول (15 . 5 ) فأي الطالبين تحصيله افضل ؟
الصفحة رقم: 397
يبين درجات طالبين في ثلاث اختبارات
(أنظر الجدول ( 15 - 5 )الموجود في الصفحة 398 من النسخة بدف أعلاه)
الإجراء المقارنة بين الطالبين لابد من تحويل الدرجات الخام الى درجات تائية بحيث يكون المتوسط الحسابي لكل اختبار 50 والانحراف المعياري 10 . ومع ذلك فمن مراجعة درجات كل طالب نجد أن الطالب محمود حصل على مجموع قدره 214 درجة في حين أن الطالبة سعاد حصلت على مجموع قدره 213 درجة وبالتالي فمجموع الدرجات الخام لمحود أعلى من مجموع الدرجات الخام السعاد، فهل هذا يعنى ان اداء محمود افضل من اداء سعاد ؟ هذا ما سيوضحه حساب الدرجات التائية :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 398 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 398
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 399 من النسخة بدف أعلاه)
الرتبة المنينية Percentile ranks المقابلة لدرجة خام معينة هي النسبة المئوية لعدد المتعلمين الذين حصلوا على درجات أقل من هذه الدرجة في توزيع الدرجات ، وحيث ان الرتبة المئيية لمتعلم ما هي عدد المتعلمين أو النسبة المئوية لعدد المتعلمين الذين تقل درجاتهم عن درجته ، فانه يمكن الاستفادة منها في مقارنة درجات تصيل طلبة الصف فيما بينهم، وفي تحديد المواقع النسبية للمتعلمين بالنسبة لبعضهم البعض أو في تحديد الموقع النسبي لدرجة معينة ويتم ذلك من خلال تحويل الدرجات الخام الى رتب منينية، وتحسب الرتبة المئينية للدرجة الخام باستخدام المعادلة التالية :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 399 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 399
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 400 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 400
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 401 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 401
ونعرض في الجدول (15-2) بيانات حصل عليها أحد المعلمين بعد تطبيق اختبار تحصيلي في العلوم علي 35 طالباً من طلاب صفه . وسوف نستخدم هذه البيانات في ح ساب الرتبة المدينية للدرجة 10 وفي حساب المدين الـ 66 440
يبين توزيع الدرجات التي حصل عليها 35 طالبا في اختبار تحصيلي
(أنظر الجدول ( 15-6) الموجود في الصفحة 402 من النسخة بدف أعلاه)
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 402 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 402
الفصل السادس عشر وضع العلامات وكتابة التقارير
من المهام التقليدية التي يجب أن يقوم بها المعلم بعد الانتهاء من اجراءات القياس والتقويم هي ترجمة أداء المتعلم إلى علامات أو أحرف ثم كتابة تقرير موجز عن مدى تقدم المتعلم . وهذه المهمة المتعلقة بوضع العلامات وكتابة التقارير عنها أصبحت أمرا مسلما به في مؤسساتنا التعليمية ، فهي تخضع الأسس وقواعد مستقرة داخل هذه المؤسسات ، بحيث يصعب تغييرها أو اقناع المعلمين ورجال التربية وأولياء الأمور باعادة النظر فيها ، أو حتى اخضاعها لأى تحليل عقلاني أو موضوعي .
ولقد أصبحت العلامات وطرق وضعها مستقرة استقرارا عميقا في الثقافة التربوية. وهي بمجملها أو بجانب منها، تشكل الأساس للكثير من الخطوات والقرارات التي تتخذ في المؤسسة التعليمية، وعبر مراحل السلم التعليمي وفي العلاقة بين النظام التعليمي والعالم الخارجي ، فأهلية المتعلم وفرصته في القبول في برامج أو أقسام معينة أو تخصصات دقيقة ، أو الحصول على منح دراسية، أو حتى الاستمرار في المدرسة إلى مستوياتها العليا ، كلها تتحدد بطريقة ما بالمستوى الأكاديمي الذي يصل إليه المتعلم . ذلك أن قبول الطلبة في الكليات والجامعات المختلفة يعتمد على الدرجات والتقديرات التي تم تحقيقها في مستوى أو مرحلة تعليمية سابقة. لذلك نجد نقاط أو أمور كثيرة تتفاعل عندها العلامات مع العملية التعليمية أو الادارية. ولهذا السبب، أو لجزء منه على الأقل، فإن نظم وضع الدرجات وكتابة التقارير ظهرت منذ زمن بعيد، واستمرت طويلا، بل وتقاوم التغيير(p.175 Thorndike, et al., 1991 ).
وتختلف وسائل التعبير عن الدرجات فقد تكتب الدرجة كما هي مع أقرانها بالنهايتين العظمى والصغرى للمادة ، ويمكن استنتاج معنى الدرجة من نسبتها إلى النهاية العظمى وبيان مدى بعدها أو قربها من النهاية الصغرى. وهذه هي الطريقة المتبعة في معظم مدارسنا .. وأحيانا ما يعبر عن الدرجة أو المجموع الكلى بنسبة مئوية الغرض منها تحديد مستوى المتعلم بالنسبة للنهاية العظمى أيضا . وأحيانا ما تستخدم التقديرات لتلخص نتائج التقويم وهذه عادة ما تكون في مراتب متعددة : ممتازة ، جيد جدا ، جيد، متوسط ، ضعيف ، ضعيف جدا .
الصفحة رقم: 405
ويستعاض أحيانا عن هذه التقديرات بحروف ، يعبر كل حرف منها عن مستوى معين مثل أ = ممتاز ، ب = جيد جدا ، جـ = جيد ، د = مقبول ، هـ = ضعيف أو راسب ( أبو علام . 1987 ص 314 ) ، وهذا هو الاسلوب المتبع في جامعة الأزهر بغزة ومعظم الجامعات الفلسطينية والعربية .
وعلى الرغم من أهمية وجود نظام واضح ومحدد لوضع العلامات وكتابة التقارير Marking and reporting system داخل المؤسسة التعليمية ، إلا أنه ليس هدفا بحد ذاته وإنما وسيلة لتحقيق أغراض مختلفة تهم المتعلم نفسه أو ولى أمره ، أو المؤسسات التعليمية الأخرى التي يسعى للانتقال إليها أو الدراسة فيها ، أو المجتمع الواسع بمؤسساته المختلفة . ومع ذلك فإن بعض خبراء القياس (1985 Mehrens & Lehman, 1984, Gronlund ) يرون أن تلخيص بيانات التقويم في درجة واحدة ثم التعبير عنها بحرف واحد ( أ أو ب أوجه أود ... ) أو بنسبة مئوية يؤدى إلى الحيرة والارتباك عند التفكير في معنى هذا الحرف أو فيما يمثله أو يحمله من معنى ، كما يؤدى إلى حجب الكثير من البيانات عن مستوى المتعلم وهو ما يظل متلقى التقرير عن المستوى الحقيقى للمتعلم ، سواء في الاتجاه الإيجابي أو السلبي أي في صالح المتعلم أو ضده. إلا أن هذه الانتقادات وغيرها قد دفعت المسئولين سواء في المؤسسات التعليمية ( كالمدارس والجامعات ) أو المؤسسات المجتمعية وسوق العمل إلى طلب كشف أو بيان شامل عن درجات المتعلم أو الطالب خلال سنوات دراسته للتعرف على مستواه الحقيقي قبل قبوله في هذه المؤسسة أو تلك، وعدم الاكتفاء بالبيان الموجود في الإفادة النهائية أو " الشهادة المؤقتة " التي تمنح للطالب عند تخرجه من المدرسة الثانوية أو الجامعة والتي يوضع فيها تقدير فقط ( امتياز ، جيد جدا ، جيد ، مقبول ) أو نسبة مئوية معينة ٨٠٪ مثلا . وفى إطار التخفيف من عيوب تلخيص بيانات التقويم بدرجة واحدة فإن الكثير من المدارس تقوم بارسال تقارير إلى الآباء تبين مدى تقدم المتعلمين أو مستواهم التحصيلي بحيث تتضمن هذه التقارير الدرجة النهائية أو الحرف الذي يمثلها وبيان مختصر يوضح كيفية وضع العلامات ونظام كتابة التقرير. ورغم النقد الموجه لنظام الأحرف والنسب المئوية والمشكلات المصاحبة لتطبيقه في الاستمرار في استخدامه والعمل به سواء المدارس أو الجامعات يدل بصورة عملية على أنه يحقق أو يخدم بعض الأغراض أو الوظائف المحددة . وهو ما يتضح من القسم التالي الذي يناقش الأغراض والوظائف التي تحققها العلامات المدرسية .
الصفحة رقم: 406
وظائف الدرجات والتقارير المدرسية
ان استمرار بقاء أنظمة العلامات والتقارير والعمل بها في المؤسسات التعليمية المختلفة يرجع إلى الوظائف الفعلية التي تؤديها، رغم ما بها من جوانب قصور وما يوجه إليها من نقد وتتضح هذه الوظائف على نحو أفضل عند ربطها بالمستفيدين من هذه العلامات ومستخدمي التقارير وهم الطلبة ، والآباء أو أولياء الأمور المسئولين عن الطلبة، والمعلمين في المدرسة التي يتعلم فيها الطلبة والموجهين التربويين، والمسئولين عن المدارس الأخرى التي من المحتمل أن ينتقل إليها الطلبة بعد انتهاء دراستهم في مرحلة تعليمية معينة أو نتيجة لظروف خاصة ، بالإضافة إلى أصحاب العمل والمسئولين عن المؤسسات المجتمعية والخدمية الأخرى التي قد يعمل بها الطلبة بعد انتهاء دراستهم الأكاديمية
ويحتاج الطلبة إلى المعلومات عن أنفسهم لكى يفهموا أنفسهم فهما واقعيا ، يعرفوا من خلاله تقديراتهم التحصيلية ويحددوا فى ضوئه خططهم المستقبلية التعليمية والمهنية . وتيسر هذه المعلومات للطلبة تغذية راجعة مباشرة تبين لهم مدى نجاحهم في تحقيق الأهداف التعليمية المحددة ونقاط ضعفهم أو أخطائهم خلال التعليم . وفي ضوء ذلك تتم اعادة توجيه نشاط تعليم الطلبة الذين يعانون من أخطاء وجوانب قصور معينة بحيث يتم استبدال الأخطاء ونقاط الضعف بأداء صحيح يؤدى إلى تيسير التعليم والنمو الأكاديمي لديهم . وفي المقابل فإن النجاح والتقارير الجيدة يرفع من دافعية الطلبة ويزيد من رغبتهم في الحصول على درجات عالية أو الفوز بالمراكز المتقدمة ، وهي في نفس الوقت تمثل هدفا يسعى للحصول عليه كل الطلاب . ورغم أن استخدام العلامات كحافز دراسى أمر مرغوب فيه وموضع نقد شديد من. بعض رجال التربية ، إلا أنها فعلا تمثل قوة دافعة وذات تأثير شديد على أداء ونتاج العديد من الطلاب فضلا عن امكانية ملاحظة تأثيرها في الأنشطة الصيفية المختلفة .
ويعلق جرويلند (436.Groniund, 1985, p) على استخدام العلامات والتقارير المدرسية Marks & progress reports في الأغراض الدافعية بقوله " أن الأمر يعتمد بصورة كبيرة على طريقة استخدامها . فإذا كان التقرير سيئ ويمثل تهديدا للطلاب بحيث يدفعهم للعمل الشاق فقد تكون المترتبات أو النتائج غير مرغوب فيها . في حين أنه إذا نظر إلى إلى التقارير باعتبارها أدوات المتابعة تقدم التعلم فقد يكون لها نفس القيمة الدافعية كالاختبارات التي تطبق على الطلاب تطبيقا صحيحا، إنها تزودهم بأهداف قريبة المدى Short-term goals وبمعرفة نتائج عملهم. وعلى الرغم من أن التغذية المتعلقة بالتقدم في التعلم لا تحدث مباشرة
الصفحة رقم: 407
كتلك التي يحصل عليها الطالب من تطبيق الاختبار عليه ، إلا أن اعداد التقارير اعدادا جيدا يزود الطالب بصورة شاملة ومنظمة عن جوانب القوة ونقاط الضعف في تعلمه .
ويحتاج الطلبة إلى المعلومات لأنها تعرفهم بخصائصهم وامكانياتهم ، وتساهم على نحو مستمر في تشكيل ميولهم وطموحاتهم الأكاديمية والمهنية ، فالطالب من خلال العلامات يستطيع أن يعرف أنه يحسن التعامل أو يفهم بشكل أفضل في الأدب أو العلوم ، أو الفنون ، أو الأرقام . وبالتالي فعليه أن يختار أو يخطط للدراسة الجامعية وفق ذلك . وهذا يعني أن العلامات تلعب دورا هاما في تشكيل صورة واضحة إلى حد كبير عن الذات . وعلى الرغم مما يكتنف العلامات من جوانب قصور أو نقاط ضعف فإنها تبقى أهم عوامل التنبؤ بالعلامات في الصفوف أو المراحل التالية . ومن هنا تأتى أهمية العلامات في إعطاء معلومات عن احتمالات النجاح في الجامعة بصورة عامة، أو في مؤسسات وبرامج معينة كبرامج الدراسات العليا ممثلا ، بصورة خاصة ، وفى دراسة كبرى اجريت في الولايات المتحدة الأمريكية (1979,590Thorndike & Hagen) واستخدم فيها برامج اختبارات طبق في الجامعات الأمريكية على 100,000 طالب وطالبة ، وتبين من نتائج الدراسة أن التحصيل في السنة الأولى يرتبط في التحصيل بالمدحلة الثانوية بمعامل ارتباط قدره 58، وبقيمة موزونة للعلامات في اختبارات مقننة بمعامل قيمته 55, وبقيمة محسوبة على أساس المحكين ( التحصيل في المرحلة الثانوية والاختبارات المقننة ) بمعامل ارتباط قدره 65 . وهذا يدلل أيضا على أن العلامات تلعب دورا هاما في تعريف الفرد أو المؤسسة التي سيتقدم إليها فيما بعد باحتمالات نجاحه الأكاديمي والمهني
ويحتاج الإباء وأولياء الأمور إلى معلومات تعرفهم بمستويات أبنائهم ومدى تقدمهم في التعلم ويتم ذلك بطبيعة الحال من خلال كشف العلامات ويفترض في كشف العلامات أو التقرير المرفق والمعد بواسطة المعلم أن يكون معدا بصورة مبسطة يستطيع أن يفهمها الأب أو ولى الأمر ، فتعطيه صورة عن كيفية سير ابنه في المدرسة فتعرفه بنجاحات طفله أو أخطاءه . وتنبهه إلى المشكلات التي يعاني منها في المدرسة أو تلك التي يمكن أن يعاني منها في المستقبل ، وهذا يوفر الأساس للآباء لمساعدة أبنائهم على وضع خطط تعليمية صحيحة تتفق ومستوياتهم الأكاديمية ، فضلا من تقديم الدعم والمساندة الانفعالية والتشجيع للأبناء لتخطى عقباتهم وصعوباتهم عندما يكون ذلك الدعم مطلوبا . وفى الواقع فإن كشف العلامات المحدد برقم أو برمز وكذلك التقارير التي ترسلها المدرسة أو المؤسسات التعليمية الأخرى لا تحقق هذا
الصفحة رقم: 408
الغرض ، وهو ما يشير إلى ضرورة دعم كشف العلامات أو التقرير بطرق وأساليب أخرى تفسر ذلك ، كالتعليقات الوصفية الموجزة على نفس الشهادة ، أو التقارير الوصفية المصاحبة للشهادة ... الخ
ويحتاج المعلمون والمرشدون النفسيون إلى العلامات والتقارير لأنها تزودهم بمعلومات أكثر عن الطلبة . ومثل هذه التقارير تكمل درجات الاختبارات وبيانات أدوات التقويم الاخرى التي تطبق على الطلبة، والتي تظهر جميعها في السجل التراكمي أو البطاقة المجمعة . فإذا عرفنا تحصيل الطالب في السنة أو السنوات السابقة ، فإننا نستطيع أن نفهم بشكل أفضل جوانب قوته وجوانب ضعفه في الوقت الحاضر وأن نتنبأ أيضا وبشكل جيد بالمجالات أو الموضوعات التي يحتمل أن ينجح فيها في المستقبل . وتفيد المعلومات التي تتضمنها التقارير المدرسية المدرسين عندما يخططون للتعليم، وعندما يشخصون صعوبات التعلم ، وعندما يتصدون للمشكلات الخاصة المتعلقة بالنمو الشخصي والاجتماعي للطلبة . كما تفيد هذه المعلومات مع غيرها من البيانات - وخاصة الناتجة عن تطبيق الاختبارات السيكولوجية المقننة - المرشدين النفسيين العاملين في المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى في مساعدة الطلبة على فهم أنفسهم بشكل واقعي وصحيح ، وعلى وضع خطط ناجحة وواقعية عن مستقبلهم التعليمي والمهني ، وكثير من التقارير توفر معلومات مفيدة للمرشدين تساعدهم في ارشاد وتوجيه الطلبة الذين يعانون من مشكلات انفعالية (436ص 1985,Coronlund) . وهذا يعنى ضرورة أن تكون المعلومات والبيانات المتوفرة في التقارير شاملة وتشخيصية حتى يمكن الاستفادة منها في الوظائف التعليمية والارشادية المختلفة التي تقوم بها المدرسة
وتبقى وظائف أخرى للعلامات قد لاتهم أفراد بعينهم، وانما تهم مؤسسات، ومن هنا فإن الكثير من هذه الوظائف تعتبر أدارية، ولعل من أبرزها قرار القبول بالكلية أو الجامعة على أساس العلامات في شهادة اتمام الدراسة الثانوية العامة، أو القبول في الدراسات العليا على أساس العلامات في السنة النهائية في الجامعة. أو القبول للعمل في مؤسسة أو مصنع معين. أو القبول لوظيفة في بنك على أساس التقدير النهائي في البكالوريوس، وهذا ينطبق أيضا على المرحلة الابتدائية والثانوية بحيث تستخدم العلامات في تحديد النقل من صف إلى صف أخر يعلوه أو البقاء في نفس الصف، وكذلك في الانتقال من مدرسة في مرحلة معينة إلى مدرسة خاصة في مرحلة أعلى كالمرحلة الثانوية، وهي مدرسة لا تقبل إلا الطلبة المتفوقين أو الذي يحصلون على درجات أو علامات معينة يحددها القائمون على الادارة في هذه المدرسة وهذا يشير إلى ضرورة أن تقدم المدارس الأقل والتي من المتوقع أن يتركها الطلاب إلى مدارس
الصفحة رقم: 409
أعلى أو كليات جامعية أو عليا معلومات أو بيانات صادقة عن الطلاب، وفي هذا المقام أيضاء فإن هذه البيانات يجب أن تكون واضحة ومفهومة ومحددة المستخدميها بحيث لا تقبل التأويل أو التحويل وحتى تؤدى وظيفتها على أكمل وجه .
أسس وضع الدرجات
يجب أن تمثل العلامات أو التقديرات تقييما صافيا ودقيقا المستوى الكفاية Competence في التحصيل الدراسي عند الطالب ، ولكن عندما تتأثر هذه العلامات بعوامل اخرى خارجية كالجهد والاهتمام الذي بذله الطالب ، وسلوكه الشخصي والأكاديمي ، واتجاهاته ، وخصائصه الشخصية ، ومقدار العمل الذي أنجزه أو كمه وليس نوعه أو مستوى جودته فإن تفسيرها يكون مركبا . وعندما تكون العلامة تجميعا للجوانب المختلفة في نمو الطالب فإنها تفقد معناها كمقياس للتحصيل الدراسي، وفى نفس الوقت فإن المعلومات المتعلقة بالجوانب الأخرى من النمو تختفى بهذه الطريقة . وهذا يؤكد على ضرورة أن تكون العلامات نقية وغير ملوثة بجوانب أخرى ، لأن تأثر العلامة بهذه الجوانب سيزيد من أخطاء القياس ويقلل من امكانية تحسين نمو المتعلم .
ومن أهم العوامل المعدلة أو المؤثرة على العلامات ما يلی: (p. 597 Thandik & Hagen 1977 )
1 - كمية العمل المنجز Amount of work completed ، وكذلك المستوى النهائي للكفاية . فقد نجد بعض المعلمين يسمحون لطلبتهم بزيادة علاماتهم ، وذلك من خلال القيام بأعمال اضافية . وبالتالي فهم يعطوا انتباها أقل لجودة العمل واهتماما أقل لما إذا كان العمل الاضافي يؤدى فعلا لزيادة الكفاية والقدرة عند الطالب . فتأتي العلامة معبرة عن الجهد المبذول وليس عن المستوى الحقيقي لتحصيل الطالب.
2 - الجوانب الميكانيكية في العمل المنجز Mechanical aspects - كالنظافة والترتيب والوضوح ، وصحة الكتابة ، والطلاقة في التعبير . وترحب المدرسة عادة بهذه الجوانب . بل انها تناضل من أجل أن تكون هذه الجوانب في أعمال الطلبة ، ولكننا نتساءل كم من هذه الجوانب يجب أن يدخل في حساب العلامة ، وماهو الجزء من العلامة الذي سيحسب لهذه الجوانب عند تقويم الكفاية في التاريخ أو الاحياء مثلا .
3 - الاستعداد Aptitude ، كما يعرفه المعلم من خلال نتائج اختبارات الاستعداد الدراسي .
الصفحة رقم: 410
أو كما يتحدد بالقسم أو بالشعبة التي وضع فيها الطالب . فهل يقوم الطلبة في ضوء معيار عام أم في ضوء دلالة عن الاستعداد الكامن للتحصيل .
وحتى تكون العلامات أو التقديرات مؤشرات صادقة للتحصيل فإنها ينبغي أن توضع على أساس مقاييس صادقة، وهذا يتطلب تحقيق أمرين، الأول : أن تكون العلامة نقية وغير ملوثة بجوانب أخرى ، أى تعبر فقط عن التحصيل الدراسي عند الطالب ، ولكن إذا وجدت جوانب أخرى كالجهد المبذول والاهتمام والاتجاه ... الخ ، فيجب أن يشار إليها بشكل أو بآخر بجانب العلامات ، فقد توضع في تقرير منفصل، أو تقرير يتضمن العلامة وهذه الجوانب معا مع شرح أو تعليق وصفى تبين مستوى كفاية الطالب في التحصيل وفي الجوانب الأخرى ، ويمكن أن توضع تقديرات لهذه الجوانب في رسائل توصية أو تزكية تقدم لجهات معينة بناء على طلب الطالب . وفي جميع الأحوال يجب عدم جمع الاثنين معا سواء في علامة واحدة أو في تقرير واحد لأن هذا يزيد من أخطاء القياس ويقلل من ثباته وصدقه ، فضلا عن أنه يؤثر على ترتيب الطلاب وعلى خططهم الأكاديمية والمهنية . أما الأمر الثاني : فهو اعداد وتصميم الاختبارات التحصيلية وفق أسس وقواعد تعرضنا لها بالتفصيل في فصول سابقة من هذا الكتاب ..
وعندما يكون المقرر الدراسي مكونا من جزئين أو أكثر فيجب على المعلم أن يقسم العلامة بين هذه الأجزاء بأوزان معينة تتفق وحجم هذا الجزء وطبيعة المقرر نفسه ، وهنا فقد يستخدم المعلم أكثر من وسيلة من وسائل القياس كالاختبارات العملية أو الاختبارات الشفوية فضلا عن الاختبارات التحريرية، وهذا كله يعتمد على طبيعة المادة الدراسية . فالعلامات أو التقديرات في العلوم أو الكيمياء أو الاحياء تتقرر عن طريق الاختبارات التحريرية والاختبارات العملية في المختبر ، في حين أن العلامات أو التقديرات في اللغة العربية تعتمد وبشكل أساسي على الاختبارات التحريرية وبشكل أقل على الاختبارات الشفوية . وبصورة عامة يمكن القول أن أشكال الأداء التي تدخل في حساب العلامة أو التقدير تعتمد على الأهداف التعليمية ، بحيث أنه كلما ازدادت أهمية الهدف التعليمي ازداد وزنه وتأثيره على علامة المقرر ، ولذلك يجب في النهاية أن تعكس العلامات أو التقديرات ما حصله الطلاب من نتاجات التعلم التي تحددها أهداف المقرر، والتي حددت أوزانها تبعا لأهميتها النسبية في هذا المقرر ، وسوف نناقش بعد قليل بشئ من التفصيل موضوع الأوزان التي يجب أن تعطى للمكونات الجزئية للعلامات أو التقديرات.
الصفحة رقم: 411
نظم وضع العلامات وكتابة التقارير
توجد نظم مختلفة لوضع العلامات وكتابة التقارير، فهناك نظم تقليدية لوضع العلامات وتلخيص البيانات المتوفرة عن مدى تقدم الطالب نحو تحقيق الأهداف وهي تعتمد استخدام العلامة المئوية أو الدرجة الخام، والاحرف أو الأرقام، وهناك نظم بديلة طرحت لتحل محل النظم التقليدية مثل النظام المكون من فئتين: ناجح - راسب، أو نظام قوائم مراجعة الأهداف ... وغيرها من نظم . إلا أنه لم يتم حتى الآن إيجاد البديل المناسب للدرجة الخام أو العلامة المئوية - وهي النظم الشائعة في مدارسنا في المراحل التعليمية الثلاثة: الابتدائية . الاعدادية، الثانوية، أو لنظام الأحرف - وهو النظام الشائع في الجامعات العربية وإن كان يستند في الأصل إلى قيمة الدرجة الخام - ، بحيث سنستمر في استخدام العلامات المئوية أو الدرجات الخام في مدارسنا وجامعاتنا لبعض الوقت في المستقبل. ونعرض في الجزء التالي لأهم هذه النظم .
نظام التقدير باستخدام الدرجة الخام أو العلامة المئوية :
إن نظام التقدير باستخدام الدرجة الخام أو العلامة المئوية لايزال يستخدم على نطاق واسع في مدارسنا ، وفيه يتم وضع العلامة التي تمثل تحصيل الطالب في كل مادة دراسية على حدة بالإضافة إلى العلامة الرئيسية لجميع المواد الدراسية والتي يعبر عنها برقم واحد ويتخذ هذا النظام صورتين على النحو التالي :
أ - العلامة الخام التي حصل عليها الطالب مقرونة بالنهايتين العظمى والصغرى .
ب - العلامة المئوية وهي تعطى بناءًا على مقياس حده الأدنى صفرا وحده الأعلى مئة .
ولكن ما معنى العلامة 60% أو 30 من 50 في مقرر الرياضيات ، هل تعنى أن الطالب الذي حصل على هذه العلامة قد اتقن 60% من المقرر الدراسي ؟ قبل الاجابة على هذا التساؤل تذكر باننا سبق أن أوضحنا في الفصل الثاني خصائص القياس التربوى، وأوضحنا خلالها أنه يفتقر إلى الصفر المطلق ، بحيث يكون من الصعب علينا أن نقرر أن طالبا قد اتقن كل المقرر ويستحق العلامة مئة من مائة ، أو جزء من المقرر ويستحق جزء أو نسبة من العلامة مئة ، في حين أن طالبا آخر لم يتقن أو يتعلم شيئا من المقرر الدراسي ومن ثم فهو يستحق العلامة صفر من مائة . وهذا يعنى أن الاجابة على التساؤل السابق هو بالطبع لا ، لأن الصفر هنا افتراضي، وبالتالي فالعلامة صفر لا تعنى عدم معرفة الطالب أية معلومات عن المقرر، فالصفر يتحدد كما يتحدد الحد الأدنى للنجاح في المقرر الدراسي . وهذا يعنى وجود مدى معين العلامات الطالب في جميع المقررات الدراسية ، يتحرك خلاله المعلم بناء على فلسفة المؤسسة
الصفحة رقم: 412
التعليمية التي ينتمى إليها ، فيزيد من صعوبة أو سهولة الاختبار مما يؤثر على شكل وتوزيع العلامات . ومن هنا فإن العلامة النهائية التي يحصل عليها الطالب تكون نتاج عوامل كثيرة منها نوعية فقرات الاختبار التي يضعها المعلم، وشكل هذه الفقرات ودرجة صعوبتها وسهولتها ، وأسلوب التصحيح الذي يتبعه المعلم ، فضلا عن الفلسفة التي يتبعها في تدريسه وتقييمه
ولذلك فإن أقصى ما تعبر عنه العلامة المئوية 60 أنها أفضل من العلامة المئوية 50 في اختبار الرياضيات أو أنها أعلى من العلامة المئوية 50 وأدنى من العلامة المئوية 70 على نفس الاختبار ، وبالتالي يصعب تفسير هذه العلامات أو اعطاءها معنى وخاصة إذا عرضت بصورتها المنفصلة
وحتى يمكن اعطاء معنى للعلامات المئوية أو الدرجات الخام فيجب تفسيرها من خلال اطار مرجعى معين كما سبق أن أوضحنا ذلك في الفصل السابق ، والإطار المرجعي قد يربط العلامة برتبتها ضمن توزيع علامات المجموعة الصفية ، أو يربط العلامة بنسبة معينة من الأهداف أو الاجابات الصحيحة ، والتفسير الأول هو تفسير يستند إلى اطار معياري المرجع ، في حين أن التفسير الثاني يستند إلى اطار محكى المرجع .
وتتميز العلامة المئوية بأنها تلخص بشكل مختصر ومريح مستوى تحصيل الطالب في كل مادة دراسية أو في المواد مجتمعة ، فتدل على نسبة ما حصله من الأهداف التعليمية في كل مادة دراسية . كما تتميز العلامة المئوية بسهولة فهمها من قبل أولياء الأمور والمعلمين الآخرين ولكن لها عيوب أيضا ، من أبرزها أنها لا تشير إلى نقاط القوة ونقاط الضعف في تحصيل الطالب ، بحيث لا تحدد موقع الأداء الجيد أو موقع الأداء السئ فى العمل الذي يؤديه الطالب . كما تختلف في مدلولها من مجموعة لاخرى وبناء على طريقة حسابها
نظام التقدير بالحروف أو الأرقام :
ان نظام التقدير بالحروف أو الأرقام والذي يعبر عن مستوى تحصيل الطالب بدرجة واحدة يعبر عنها بحرف ( أ ، ب ، ج ، د ، هـ ) أو برقم ( 1،2،3،4 ) يستخدم في جامعة الأزهر بغزة وفي معظم الجامعات الفلسطينية الاخرى ، في حين أنه لا يستخدم اطلاقا في المدارس في أي مرحلة من المراحل التعليمية . وهذا النظام يسعى للتقليل من عيوب نظام التقدير بالعلامة المئوية فيضع مراتب واسعة بين الدرجات يعبر عنها بالحروف أو بالأرقام ، بحيث يقابل كل منها تقديراً معينا ، ويوضح الجدول ( 16- 1 ) استخدام الحروف الأبجدية للتعبير عن مستوى تحصيل الطالب بحيث يشير الحرف أ إلى أعلى تحصيل في حين يشير الحرف هـ إلى أدنى تحصيل .
الصفحة رقم: 413
(أنظر الجدول ( 16- 1 ) الموجود في الصفحة 414 من النسخة بدف أعلاه)
الوصف النوعى للتقديرات الخماسية المقابلة للحروف
ويمكن أن تظهر هذه الحروف وما يقابلها من تقديرات في الجدول ( 16- 2 ) بصورة موسعة . والجدول ( 16 -2 ) يعرض توسيعا للتقديرات السابقة ، ويبين وصفا نوعيا للتقديرات المقابلة للحروف .
(أنظر الجدول ( 16- 2 ) الموجود في الصفحة 414 من النسخة بدف أعلاه)
الوصف النوعى للتقديرات الموسعة المقابلة للحروف
الصفحة رقم: 414
وعلى الرغم من أن هذا النظام يغطى تلخيصا جيدا لمستوى تحصيل الطالب وييسر فهم العلامة الممثلة بالحروف بسهولة ، سواء من قبل الطلاب أنفسهم أو من قبل أولياء امورهم ، كما أن التقديرات بالحروف خلاله تتضمن العدد المثالي من النقاط للحكم على قدرات الطالب ، بل ويمكن بسهولة تحويل هذه التقديرات بالحروف إلى نقاط الحساب المعدل العام للطالب ، رغم هذه المزايا إلا أن به عدة عيوب نجملها فيما يلى :
1 - لا يسمح باجراء تحليلات احصائية إلا بعد تحويل العلامات الممثلة بالحروف إلى أرقام .
2 - لا يعطي صورة دقيقة عن مستوى تحصيل المطالب ، فقد تتضمن العلامة تلخيصا لعوامل اخرى بجانب التحصيل كالجهد ، والسلوك الشخصي والاتجاه .
3 - العلامات في صورة حروف أدت إلى اهتمام زائد عن الحد بالعلامات من قبل الطلاب وأولياء الامور باعتبارها أهداف لابد من تحقيقها
4 - يختلف معنى العلامات بالحروف من معلم لآخر ومن مقرر لآخر ومن مجموعة صفية لأخرى بل ومن مؤسسة تعليمية (جامعة) لأخرى وهذا كله يزيد من صعوبة تفسيرها .
ولا يختلف التقدير بالأرقام عن التقدير بالحروف، لأنهما ينطلقا من نفس الأسس تقريبا . إلا أن بعض الجامعات الأمريكية يستخدم نظام التقدير بالأرقام على أساس أنه يوفر للمعلم امكانية اجراء التحليلات الاحصائية على العلامات بصورة مباشرة ودون اللجوء للتحويل ، ويبين الجدول ( 16 -3 ) وصفا للتقديرات بالأرقام المقابلة للحروف .
(أنظر الجدول ( 16 -3 )الموجود في الصفحة 415 من النسخة بدف أعلاه)
يبين وصفا للتقديرات بالأرقام المقابلة للحروف.
الصفحة رقم: 415
نظام التقدير ناجح - راسب :
رغم أن استخدام النظامين السابقين شائعا في أغلبية المدارس والجامعات ، سواء في البلاد العربية أو الأجنبية ، إلا أنه في السنوات الأخيرة بذلت محاولات عديدة من قبل خبراء وعلماء القياس التربوى في الولايات المتحدة الأمريكية لتحسين تلك الأنظمة ، وخاصة نظام التقدير الخماسي بالحروف ، وذلك من خلال تغيير عدد الحروف أو الرموز المستخدمة مقابل التقديرات الخماسية . فيتم على سبيل المثال انقاص عدد الحروف إلى ثلاثة يقابلها ثلاثة تقديرات مثل ممتاز ، مرضى، غير مرضى على الترتيب. وفي محاولات اخرى تم انقاصها إلى رمزين يقابلها تقديرين هما : مرضى - غير مرضى أو ناجح - راسب .
وقد استخدم نظام التقدير مرضى - غير مرضى أو برنامج ناجح - راسب Pass - Fail System في البداية في بعض المدارس الابتدائية في الولايات المتحدة ، ثم انتشر بعد ذلك في العديد من المدارس الثانوية والكليات الجامعية . وهو يستخدم بدلا من نظام التقدير بالحروف ، ولكن في عدد محدود من المقررات الدراسية، وفى هذا النظام يستطيع الطالب أن يدرس بعض المقررات ، وخاصة الاختيارية منها ، ويتم تقدير الأداء فيها على أساس ناجح - راسب . ولكن هذا التقدير لا يدخل في حساب معدل علامات الطالب ، ومن هنا فإن هذا النظام يشجع الطلاب على الدخول في مجالات جديدة للدراسة دون خوف من أن تنقص العلامة في هذا المجال أو المقرر من المعدل العام الدرجاتهم، ولكن عندما يكون نظام التقدير مكونا من فئتين فإنه يزودنا بمعلومات أقل عن مستوى الطالب في المقررات الدراسية بالمقارنة بنظام التقدير بالحروف . كما أن هذا النظام لا يشجع الطلاب على بذل الجهد في الدراسة والاستذكار في هذه المقررات وإنما بذل أقل جهد ممكن . فإذا سجل الطالب في مقرر أو مقررين يقدران على أساس ناجح - راسب ، فإنه بسهولة سيقرر تخصيص معظم وقته لدراسة واستذكار المقررات الدراسية الاخرى ذات الدرجات المتدرجة المستوى والتي يكون لها تأثير على معدله العام . ويمكن التقليل من عيوب هذا النظام بتقييد أو تحديد عدد المقررات الدراسية التي يسمح بالتسجيل فيها وفق التقدير ناجح - راسب
(Cronlund, 1985 p.438 )
وثمة حالة خاصة تستخدم فيها العلامات ناجح أو لا علامة Pass-no grade ، ويتبع هذا النظام للمقررات التي تدرس في اطار التعليم للاتقان. ويتوقع من الطلاب تحت هذه الشروط أن يظهروا اتقانهم لجميع أهداف المقرر قبل أن يحصلوا على درجة المقرر وهي ناجح . فاعطاء التقدير ألجميع الطلاب حين يكملوا المقرر الدراسي في ظل شروط التعليم للاتقان .
الصفحة رقم: 416
كما يحدث باستمرار ، فإن ذلك يزيد من غموض معنى التقدير بالحروف أو العلامة ، وعندما نستخدم نظام ناجح أو لا علامة ، فإننا لا نرصد شيئا في سجل الطالب ما لم يثبت أنه اتقن المقرر ، والتعلم للاتقان يفترض أن يعطى لكل طالب ما يحتاجه من وقت لكي يحقق اتقان جميع أهداف المقرر . وهكذا فإن سجل الطالب في المدرسة يبقى فارغا حتى يتم الطالب دراسة المقرر بنجاح فيرصد له الحرف أو العلامة الدالة على النجاح (Cronlund, 1985, p 439)
أساليب مكملة لنظم التقدير
ظهرت في السنوات الأخيرة أساليب مكملة لأنظمة التقدير التقليدية المتبعة في المدارس .
وخاصة في المدارس الابتدائية من هذه الأساليب ما يلي :
1- تقارير أو رسائل المدرسة للآباء :
وكانت الرسائل أو التقارير المصاحبة لكشف العلامات والموجهة للآباء أو أولياء الأمور Letter to parents أحد هذه الأساليب، وهي تصف مستوى التحصيل الدراسي للطالب كما تحدد حاجاته ، وتتناول جوانب القوة ونقاط الضعف لديه ، ثم تقترح خطة محددة المعالجة النقاط الضعيفة وتحسين أداءه وتنميته . وتتميز الرسالة أو التقرير بأنها تشتمل على تفاصيل ومعلومات كثيرة تعطى صورة واضحة عن مدى تقدم التلميذ فى المجالات المعرفية والشخصية ، وبالتالي فهي تعتبر تكملة جيدة للعلامات أو الأنماط التقارير الأخرى التي تبعت بها المدرسة للآباء أو أولياء أمور الطلبة . ومع ذلك فلها مشاكلها أيضا ، حيث تتطلب قدرا كبيرا من الوقت والمهارة ، ويصعب تسجيل محتواها في سجل تراكمي مجمع ، كما قد يساء فهمها أحيانا من قبل أولياء الأمور
2- قائمة الأهداف التعليمية :
لقد استخدمت قائمة الأهداف التعليمية list of objectives بنجاح في مستوى المدرسة الابتدائية ، وهي تتكون عادة من مجموعة من الأوصاف السلوكية التي توضح مستوى أداء الطالب ، ومدى التقدم الذي أنجزه نحو تحقيق الأهداف التعليمية في كل موضوع أو مقرر من المقررات الدراسية . ويتم تقدير مستوى الطالب في كل هدف من هذه الأهداف بواسطة تقدير رقمی متدرج (1،2،3،4،5 ) ، أو باستخدام حروف ( أ ، ب ، ج ، د ، هـ ) ، أو بإضافة نوعية (ممتاز ، جيد جدا ، جيد ، مقبول ، ضعيف ، أو ممتاز - ضعيف - أو مرضى غير مرضى . وتتميز مثل هذه القوائم بأنها تزود المعلمين وأولياء الأمور بتحليل جيد لنواحي
الصفحة رقم: 417
القوة ونقاط الضعف في تحصيل الطالب، مما ييسر القيام بخطوات تعليمية محددة ومنظمة من قبل المعلمين وبالتعاون مع الآباء أو أولياء الأمور المساعدة الطلاب وتحسين أو رفع مستوى تقدمهم وتحصيلهم الدراسي، والعبارات التالية لمقررات اللغة العربية والرياضيات تبين كيفية وضع هذه القوائم .
اللغة العربية :
1 - يقرأ الكلمات الجديدة ثم يكتبها ( مثال : ترقد ، ابرة )
2 - يفهم معنى ما يقرأ
3 - يستخدم الكلمات في تكوين جمل جديدة .
4 - يقرأ قراءة صحيحة
5 - يكتب ثلاثة أسطر في موضوع معين ( مثال : التليفون ) .
الرياضيات :
1 - يرتب الاعداد المكون كل منها من ثلاثة أرقام ( مثال : من الأصغر إلى الأكبر 150 ، 110 ، 180 ، 100،130 )
2 - يجمع الأعداد المكون كل منها من رقمين ) مثال : ( 74 + 65 = ) .
3 - يجمع البيانات الموجودة في جداول أو أعمدة ويقارن بينها ( مثال : يجمع بيانات عن درجات الحرارة العظمى المسجلة في الاسبوع الأخير من شهر نيسان / أبريل سنة 1991 م ) .
4 - يعمل بطريقة منظمة ( مثال : ينظم البيانات التي حصل عليها في جدول )
(أنظر الجدول (16 -4 )الموجود في الصفحة 418 من النسخة بدف أعلاه)
وعلى الرغم من أن قوائم الأهداف المرسلة للآباء، هي قوائم بأوصاف سلوكية أي قوائم وصفية ، إلا أننا عرضنا لبعض الأمثلة أو العمليات المرتبطة بهذه الأهداف ، بهدف توضيح مثل
الصفحة رقم: 418
هذه القوائم والتأكيد على أن كل هدف فيها يجب أن يكون ممثلا لعملية أو عمل معين مطلوب من الطالب انجازه . فضلا عن إمكانية قيام المعلمين في مدارسنا بتجريب هذا الاسلوب ، وخاصة مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم في المدرسة الابتدائية ، ثم تعميمه على باقي الأطفال إذا أثبتت التجربة نجاعته .
ويبقى أن نشير إلى أن هذه الأساليب لا تصلح منفردة لتقدير مستوى تحصيل المتعلم ، إلا أنها تكون فعالة أكثر وتؤدى دورا هاما في فهم كشف علامات الطالب وتقريره المدرسي ومعرفة جوانب القوة ونقاط الضعف عنده ، فضلا عن اعطاء ولى الأمر والأب معلومات أكثر تفصيلا عن الجوانب المختلفة المعرفية والانفعالية المتصلة بنمو ولده .
ارشادات لتطوير أنظمة وضع العلامات وكتابة التقارير :
وحتى يكون لدينا نظام واضح لوضع العلامات وكتابة التقارير داخل المؤسسات التعليمية المختلفة فإنه يجب أن يكون : (1) نظام تقديم المعلومات بصورة مبسطة وموجزة تناسب وتلائم جميع مستخدمي هذه التقارير رغم تفاوت خلفياتهم الثقافية والأكاديمية ، و (2) نظام يحقق معظم الأغراض التي تستهدفها هذه التقارير ، و (3) نظام شامل ومفصل ويتضمن معلومات يفهمها المتعلمون والمرشدون والاداريون وكذلك الآباء ، و (4) نظام تقبله كل مدرسة لأنه يتفق مع ظروفها وامكانياتها ومسئوليات طلابها وحاجات مجتمعها .
وحتى نضع نظام يتميز بهذه الخصائص أو بمعظمها فإننا نعرض لبعض الأسس أو المبادئ التي يمكن الاسترشاد بها لتحقيق ذلك ، وهذه الأسس هي p.442-445) 1985,Gronlund (:
1 - يجب أن يستند نظام وضع العلامات وكتابة التقارير إلى أهداف تعليمية واضحة ومحددة
أن الأهداف التي وجهت التعليم والتقويم هي التي يجب استخدامها كأساس عند وضع العلامات وكتابة التقارير ، وبعض هذه الأهداف هي أهداف مدرسية عامة . في حين أن بعضها الآخر أهداف نوعية خاصة بمقررات دراسية أو بمجالات معينة الدراسة . ومع ذلك فإننا عندما نضع نظاما لتقدير العلامات ، لابد أن نواجه سؤالا أساسيا وهو : ماهي أفضل طريقة لوضع نظام التقدير العلامات يكشف لنا عن مستوى تقدم الطالب نحو تحقيق هذه الأهداف ؟ وسوف تتعدل صورة التقرير النهائية في ضوء عدد من الاعتبارات العملية ، ولكن المحور الرئيسي الذي ينبغى أن يوضع في الاعتبار هو أهداف المدرسة والمادة الدراسية وأشكال الأداء التي تمثل تحصيل هذه الأهداف .
الصفحة رقم: 419
2 - يجب أن يستند نظام وضع العلامات وكتابة التقارير إلى تقويم واف وملائم، لا يتوقع من المعلمين أن يكتبوا تقارير من نواحي أداء الطالب مالم يتوفر لديهم عنها أدلة أو تكون غير ثابتة . وينفس المنطق فإن كتابة فقرات معينة في التقرير يفترض أن الأداء سيتم تقويمه من قبل المعلمين بطريقة موضوعية ما أمكن ذلك . فتقدير فقرات عمل مقياس متدرج عن التفكير الناقد مثلا ، يجب أن يكون نتيجة نهائية للاختبار والملاحظة المضبوطة ، وإلا يعتمد على أحكام عابرة أو وقتية تستند إلى تجميع واسترجاع الأحداث عابرة ، ولهذا فعند التخطيط النظام وضع العلامات وكتابة التقارير يكون من الضروري أن نضع في اعتبارنا أنواع بيانات التقويم التي تحتاجها، وأن تكون الفقرات المتضمنة في التقرير هي تلك الفقرات التي يمكن للمعلمين أن يحصلوا على معلومات ثابتة وصادقة عنها
3 - يجب أن يسترشد بالوظائف التي يخدمها نظام وضع العلامات وكتابة التقارير عند وضعه.
ويجب أن يكون نوع المعلومات التي يحتاجها مستخدمو التقارير موجودة فيه . وهذا يتطلب اجراء دراسة للوظائف التي يخدمها هذا النظام وتتعلق بالطلاب ، والآباء . والمعلمين ، والمرشدين النفسيين ، والقائمين على الادارة . ورغم أنه يصعب تلبية جميع حاجات هذه الجماعات ، إلا أنه يمكن تحقيق حل وسط مرضى إذا عرفت هذه الحاجات وتم تحديدها . ومن المرغوب فيه تزويد هذه التقديرات بالحروف في كل مادة بتقرير منفصل عن أهداف المقرر الدراسي ، والجهد المبذول ، والخصائص الشخصية والاجتماعية ، وعادات العمل .
4 - يجب أن يوضع نظام وضع العلامات وكتابة التقارير بشئ من التفصيل مما يجعله تشخيصا ، وبشئ من الايجاز مما يجعله عمليا . وإذا أردنا توجيه التعلم والنمو عند الطلاب فإننا نحتاج إلى صورة شاملة ومعلومات عن نواحي القوة ونقاط الضعف لدى هؤلاء الطلاب . ولكن الرغبة في الحصول على معلومات مفصلة يجب أن تتوازن مع المطالب العملية التالية : (1) يجب أن يعطى زمن معقول يكفى لاعداد التقارير واستخدامها ، (2) يجب أن تكون التقارير قابلة للفهم بوضوح من قبل الطلاب والآباء والمسئولين في الادارة المدرسية ، (3) يجب أن يكون من السهل تلخيص التقارير وحفظ الملخص في السجلات المدرسية. وكما بينا من قبل ، فإن التوفيق بين الشمول والنواحي العملية يقتضى تزويد أو تكملة نظام التقدير الذي يستخدم الحروف بتقارير مفصلة عن الجوانب الاخرى لنمو الطالب .
الصفحة رقم: 420
5 - يجب أن يطور وينمو نظام وضع العلامات وكتابة التقارير بشكل يتعاون فيه الآباء ، والطلاب ، والمسئولين عن الادارة في المدرسة ، فالتقارير المدرسية يمكن أن تحقق أعظم فائدة لها إذا أسهم في وضعها كل من يستخدمها . ويمكن أن يتم هذا بتشكيل لجنة أو هيئة تتألف من ممثلين للطلاب والآباء والمعلمين والمرشدين والمسئولين عن الادارة المدرسية بحيث يقوم ممثلى هذه الجماعات بتزويد اللجنة بالأفكار والمقترحات أو نقل هذه الأفكار والمقترحات إلى جماعاتهم التي يمثلونها حتى تتم مناقشتها أو الموافقة عليها . وهذه المشاركة التعاونية نؤدى لوضع نظام مناسب لوضع العلامات وكتابة التقارير المدرسية : كما تؤدى لفهم هذه التقارير فهما كاملا من قبل المهتمين بها ومستخدميها .
تحديد اوزان المكونات الجزئية للعلامة
ويمكن للمعلم أن يجمع بيانات أو معلومات عن مستوى تحصيل الطالب في مقرر دراسي معين بأساليب ونشاطات مختلفة ، فقد يستخدم نشاطات صفية معينة ، أو أنواعا من التمارين والواجبات البيتية ، وقد يستخدم الأوراق والمقالات والتقارير، وقد يطبق اختبارات تحصيلية . وهذه كلها أساليب جيدة لجمع البيانات عن مستوى التحصيل. ولكن في البداية يجب على المعلم أن يحدد الأساليب التي يجب أن يعتمد عليها في وضع العلامات وكتابة التقرير ، فقد يختار الاختبارات، والتقارير المكتوبة ، والمشاركة الصفية ، والأداء العملي في المختبر ، وغير ذلك من الأساليب التي يمكن أن تقدم له بيانات عن جوانب التحصيل التي يفترض في العلامة أن تمثلها ، وبعد هذا الاختبار يقوم المعلم بتحديد مقدار الوزن الذي يستحقه كل جانب من هذه الجوانب . فكيف يحدد وزن كل جانب منها ؟
بداية تقرر أن تحديد وزن كل جانب أو عنصر من العناصر الفرعية المكونة للعلامة الكلية يتم مسبقا بواسطة المعلم ، ويخضع الأسس معينة تحدد بشكل منطقي . ومع ذلك فإن (Thorndike & Hagen, 1979, 595) قد أوضحا أن هناك عاملين يحددان الوزن المرغوب به لنوع من البيانات التي تتحقق من اختبار أو أوراق أو تقرير أو غير ذلك . وأول هذين العاملين هو صدق المعلومات التي يزودنا بها ، فالصدق في هذا السياق يشير إلى أهمية المعرفة أو المهارة التي تنعكس من خلال البيانات ودرجة المطابقة التي تنعكس بها ، غير ملوثة بعوامل خارجية ( مثل الطلاقة اللفظية أو جودة الخط ) . وفي العادة يمكن التحقق من الصدق بواسطة مجموعة من المحكمين الخبراء تعطى أحكام يتفق عليها المعلمون أو الخبراء في موضوع أو مجال دراسي معين ، في حين أن العامل الثاني، الذي يأتي بعد العامل الأول في الأهمية . فهو الثبات ، فالبيانات الأقل ثباتا والتي تكون فيها نسبة الخطأ في القياس كبيرة يجب أن
الصفحة رقم: 421
تعطى وزنا أقل مما يعطى للبيانات الأكثر ثباتا . وبصفة عامة ، فإننا نتوقع أن يكون الثبات مرتفعا لاختبار موضوعى بذلت عناية خاصة في اعداده ، وأن يكون متوسطا في اختبارات المقال والاوراق أو التقارير ، وأن يكون منخفضا في التقييم العابر On-the-wing appraisal الذي يعتمد على التعبير الشفوى والمشاركة الصفية . وهذه الاتجاهات يجب أن توضع في الاعتبار عند تعديل أو وضع الأوزان، والتي كان من الممكن أن تحدد على أساس صدق المحكمين ، لولا وجود هذه الاتجاهات .
فإذا ما اتخذ المعلم قرارا بالوزن الذي سيعطيه لكل جانب من جوانب التحصيل أو كل نوع من البيانات التي يحصل عليها ، وكان هذا القرار على سبيل المثال ، أن يعطى للامتحان النهائي 40% من العلامة ، ولا متحان نصف الفصل 30% من العلامة ، والتقارير البحثية المكتوبة 20% والمشاركة الصفية %10 ، فيجب عليه أن يتحقق من أن العلامة النهائية تعكس فعلا هذه الأوزان . وهذا يعنى أن المعلم سيحصل بهذه الطريقة على درجة مركبة من جميع هذه الأوزان ، بحيث يستخدمها بعد ذلك كأساس لوضع العلامة واعطاء التقدير
ولكن جميع الدرجات الخام الفرعية كما هي للحصول على العلامة الكلية يوقع المعلم في خطأ كبير، وذلك أنه بهذه الطريقة يعطى الفرصة لأى درجة فرعية بأن توثر في العلامة الكلية بقدر أكبر مما خطط له أصلا ، وهذا يعنى أن عملية جمع الدرجات الخام لاعطاء العلامة الكلية عملية ليست سهلة وتخضع لقواعد معينة تراعى فيها الأوزان التي حددت مسبقا لكل أو جانب من جوانب التقدير. ويمكن حساب الأوزان بعدة طرق وهي :
1- حساب الأوزان باستخدام المدى :
تعتمد هذه الطريقة على وجوب اتساق مدى درجة كل عنصر مع الوزن المحدد له قبل جمع الدرجات وإعطاء العلامة الكلية .
ولتوضيح هذه الطريقة يعرض المثال التالي : لنفرض أن المعلم أراد أن يجمع درجات في الامتحان النهائي مع درجات التقرير البحثى الذي كلف به الطلاب ، مع العلم بأنه أعطى لكل من الامتحان والتقرير نفس الوزن 1:1 . وكان مدى الدرجات على النحو التالي :
الامتحان النهائي 80 - 100
التقرير البحثى 10 - 50
فإذا كان لديه طالبين حصل أحدهما على أعلى درجة في الامتحان (100) وأقل درجة في التقرير (10) ، في حين حصل الثاني على أقل درجة في الامتحان (80) وأعلى درجة في
الصفحة رقم: 422
التقرير (50) ، ثم قام بجمع درجة كل منهما على أساس أن للاثنين ( الامتحان والتقرير ) نفس الوزن على النحو التالي :
علامة الأول : 100 + 10 = 100
علامة الثاني = 80 + 50 = 130
وهذا يعنى أن جمع عناصر كل من التقديرين لا يعطى للعنصرين وزنا متساويا ، وحتى يمكن حل هذه المشكلة فيمكن الاستعانة بالتباين بين درجات العنصرين ووضع ذلك في الاعتبار عند حساب العلامة المركبة . ويمدنا مدى الدرجات بمقياس للتباين أو التشتت في الدرجات . وهو يستخدم هنا لتحقيق التكافؤ بين درجات كل من العنصرين ، بحيث يتساوى وزن الامتحان مع وزن التقرير ، ويتم اعطاء الامتحان النهائي والتقرير البحثى وزنا متساويا من خلال استخدام
عامل ضرب يساوى بين مدى كل منهما
وحيث أن مدى الامتحان النهائي هو 100 – 80 = 20 .
ومدى التقرير البحثى هو 50 - 10 = 40
فهذا يعنى أن مدى التقرير البحثى يساوى ضعف مدى الامتحان النهائي ، وهنا يجب ضرب درجات الامتحان النهائي في (2) للحصول على الوزن المطلوب ، وبتطبيق ذلك على
درجات الطالبين تصبح علاماتهم الكلية على النحو التالي : .
العلامة الكلية للطالب الأول = 2 × 100 + 10 - 210
العلامة الكلية للطالب الثاني = 2 × 80 + 50 = 210
وهذا يشير إلى أن العلامة الكلية تمثل فعلا وزنا متكافئا لكل من الامتحان النهائي والتقرير البحثى ، وهما عناصر هذه العلامة .
وإذا كانت لدى المعلم بيانات اخرى خاصة بالطالبين التاليين :
(أنظر التمرين الموجود في الصفحة 423 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 423
للحصول على درجات مكافئة لوزن كل عنصر نضرب درجات الامتحان النهائي في 2 كما يلي:
علامة الطالب أ = 2 × 90 + 30 = 210
علامة الطالب ب = 2 × 80 + 40 = 200
لاحظ أن العلامة المكافئة للوزن تختلف عن العلامة الخام ، وبالتالي فلا يصح جمع الدرجات الخام كما هي ودون الرجوع لوزن النسبي للعناصر المكونة للعلامة الكلية
2- حساب الأوزان باستخدام الدرجة الثانية :
أوضحنا في الفصل السابق أن الدرجات التانية تستخدم عند المقارنة بين تحصيل المتعلمين في اختبارات مختلفة ، وعند وضع العلامات أو التقديرات النهائية للطلاب والتي تتكون في العادة من عناصر مختلفة كالاختبارات الشهرية ، والاختبارات الفصلية ، والاختبار النهائي . وعرضنا لبيانات عدة طلاب في أكثر من اختبار ، ولكن الأوزان المعطاة لتلك الاختبارات كانت متسارية ، فلم تبحث هذه القضية هناك . وهنا نضيف أن أختلاف الوزن المعطى للدرجة الفرعية يعنى ضرب الدرجة التائية المحولة من الدرجة الفرعية الخام في الوزن المحدد لها فتكون الدرجة الموزونة أو المتكافئة لكل عنصر هي :
الدرجة الموزونة لكل عنصر =([[(الدرجة الخام للعنصر-المتوسط)÷الانحراف المعياري] ×10]+50)×الوزن.
فإذا افترضنا مثلا أن لدينا مجموعة من الدرجات ، كما في الجدول (16 -6 ) ، وقرر المعلم أن يعطى للامتحان النهائي 40 من العلامة، ولا متحان نصف الفصل 30، والتقارير المكتوبة 20، وللمشاركة الصفية 10، ثم قام المعلم في المرة الأولى بجمع الدرجات كما هي ورتب الطلاب في ضوء ذلك على النحو المبين في الجدول (16 -5 ) .
(أنظر الجدول (16 -5) الموجود في الصفحة 424 من النسخة بدف أعلاه)
يبين درجات الخام للعناصر المكونة للعلامة الكلية لأربع طلاب
الصفحة رقم: 424
ثم قام المعلم بحساب الدرجة الموزونة لكل عنصر في ضوء المعادلة وسجات البيانات في الجدول (16 -6 ) .
(أنظر الجدول (16 -6 ) الموجود في الصفحة 425 من النسخة بدف أعلاه)
يبين الدرجة الخام والدرجة الموزونة لكل عنصر والعلامة الكلية والترتيب
لاحظ الفرق في ترتيب الأفراد بعد حساب الدرجات الموزونة لكل عنصر وأضعين في الاعتبار وزن هذا العنصر . ومع ذلك يبقى أن نشير هنا إلى أن جرونلند(Gronlund 1985p441) يرى أن المدى كاف لأغراض التعليم الصفى ، وهو رأى لا يؤيده بالضرورة ثورندايك ورفاقه (Thorndike, et al, 1991 p 133) .
طرق توزيع العلامات
1 - تحديد عدد الطلبة في كل فئة من العلامات :
لقد فوجئت وأنا أعمل في كنترول السنة الثالثة بنتائج الطلاب في مقررين مختلفين ، حيث لاحظت أن مدرس المقرر الأول قد منحهم جميعا درجات مرتفعة ، في حين أن مدرس المقرر الثاني قد منحهم درجات متدنية جدا ، وكانت العلامة القصوى للمقررين هي 100 درجة ، فقمت . بتحليل العلامات أو قل توزيع العلامات حسب نظام التقدير المتبع في الجامعة، وهي موضحة في الجدول ( 16 -7 ) توزيع العلامات في الشعبة .
الصفحة رقم: 425
(أنظر الجدول (16 -7 ) الموجود في الصفحة 425 من النسخة بدف أعلاه)
يبين توزيع العلامات في الشعبة
وعلى الرغم من أنه لا توجد أساليب احصائية ممكنة لتحديد توزيع العلامات سواء في الجامعة أو حتى المدرسة الابتدائية ، إلا أن العملية برمتها بحاجة لمعايير وضوابط أكاديمية واجتماعية تحد من تكرار مثل هذه الحالات، وهي حالات شاذة ومرفوضة ، وقد تمت معالجتها في لجنة الكنترول بعد الاتصال بمدرسي المقررات حيث اقتربت من النموذج التقريبي الطبيعي الذي يقوم على أساس عقلاني بدرجة كبيرة ، يوازن بين مستوى الطلاب ودرجة صعوبة المادة من ناحية ، والبعد الاجتماعي الثقافي لإعطاء العلامات من ناحية اخرى
وحتى لا تتكرر مثل هذه الحالات سواء في المدرسة أو الجامعة ، فيجب أن يكون هناك اتفاق عام بين أعضاء هيئة التدريس في القسم داخل الكلية أو الجامعة أو في المدرسة على تبنى توزيع مقترح للعلامات فيما بينهم يستند إلى قواعد ومعايير معينة توجه عملهم بطريقة تجعلهم متقاربين في توزيعاتهم ، ولكن وضع هذا التوزيع المقترح يجب أن يستند إلى الأمور التالية : (1) مستوى تحصيل الطلاب وقدراتهم ، (2) طبيعة المادة الدراسية ودرجة صعوبتها أو سهولته ، (3) تحديد مدى للنسب المئوية بدلا من نسبة رقمية ثابتة ، (4) المرونة والقابلية للتعديل : (5) القبول الاجتماعي بقرارات المؤسسة التعليمية ( قسم أو كلية أو جامعة أو مدرسة ) .
الصفحة رقم: 426
2- استخدام المنحنى الاعتدالى كأساس للتوزيع :
وهناك طريقة أخرى معقولة لتوزيع العلامات في المقررات المختلفة أو في المعدل العام ، وهذه الطريقة تقوم على استخدام المعنى الاعتدالى كأساس للتوزيع، وإن كانت هذه الطريقة تتطلب وجود أعداد كبيرة وغير منتقاة من الطلبة ، كما أنها تفترض أن خاصية التحصيل أو السمة المقاسة بتوزيع بين الطلاب حسب المنحنى الاعتدالي. ولذلك يجب الحذر عند استخدامها في الصف الصغير ، وإنما الأفضل استخدامها مع مجموعات الصفوف الدراسية الكبيرة أو في الكليات والجامعات التي تتوفر فيها أعداد كبيرة من الطلبة . وبناء على هذه الطريقة فإن العلامات تتوزع على النحو المبين في الشكل (16- 1) .
(أنظر الشكل (16- 1) الموجود في الصفحة 427 من النسخة بدف أعلاه)
توزيع العلامات على المنحنى الاعتدالى (عن Gronlund, 1985, p.450 )
ويتضح من الشكل (16 -1) أن توزيع العلامات حسب المنحنى الاعتدالي يؤدى إلى حدوث توازن في نسب العلامات ، وبغض النظر عن مستوى قدرة الجماعة ، فنجد أن نسبة العلامات المرتفعة مساوية لنسبة العلامات المنخفضة، وهذا يعنى أن نسبة أ مساوية لنسبة هـ ، ونسبة ب مساوية لنسبة د . ويتم حساب نسبة الحالات في كل جزء باستخدام جدول التوزيع الاعتدالي الموضح في الملحق ( ) ، والجدول التالي يبين حلا لهذه المشكلة (Thorndike & Hagen 1979, p.599).
الصفحة رقم: 427
(أنظر الجدول ( 16- 8 ) الموجود في الصفحة 428 من النسخة بدف أعلاه)
وفي ضوء ذلك، فإذا طبقنا هذا النظام في امتحان مقرر التربية الفلسطينية لطلبة المستوى الأول في الجامعة، فإن 7% منهم سوف يحصلون على العلامة "أ" ، كمت يحتل 24% منهم على العلامة "ب" ، ويحصل 38% على العلامة "ج" ، و 24 %على العلامة "د" و 7% على العلامة "هـ" . ويبقى توزيع العلامات وفق هذا النظام تقريبي، وهو يخضع لاعتبارات مختلفة ، أكاديمية وثقافية واجتماعية
ولكن يجب أن يكون واضحا للمعلمين والقائمين على الادارة أن التوزيع التقريبي للعلامات لا يسمح بوجود علامات أو تقديرات رسوب ، وأنه يجب أن يتم تحديد نجاح أو رسوب الطالب على أساس مستوى مطلق في التعليم وليس على أساس الوضع النسبي في جماعة معينة وهذا يعنى أنه على الرغم من أن وضع العلامات واعطاء التقديرات يتم على أساس نسبي : وهو أداء الجماعة ، إلا أن قرار النجاح أو الرسوب يجب أن يستند إلى مستوى مطلق من التحصيل ، وهو محك محدد مسبقاً ، حتى يكون هذا القرار صحيحا .
3- وضع العلامات على أساس المحك :
ويمكن أيضا وضع العلامات واعطاء التقديرات على أساس مطلق أو على أساس المحك . ويتم ذلك عندما يستخدم المعلم طريقة التعليم للاتقان. وعندما يكون الاتفاق هو هدف التعلم فإنه يجب (451.Gronlund, 1985, p): (1) تحديد مجال مهام التعلم الواجب انجازها. (2) تعريف أهداف التدريس في عبارات سلوكية، (3) تحديد مستويات الأداء التي يجب تحقيقها، (4) قياس قياس نتاجات التعلم المقصودة بأدوات مرجعية المحك ، حتى يتم اعطاء
الصفحة رقم: 428
العلامات على أساس مطلق ، وإذا صيغت الأهداف التعليمية المقرر الدراسي بشكل واضحومحدد ، ووضعت مستويات الاتقان على نحو مناسب ، فإنه يمكن وضع تقديرات بالحروف تعبر عن مدى تحقيق الأهداف، وذلك على النحو التالي :
أ = ممتاز ، أي أن الطالب في هذا المستوى قد اتقن جميع أهداف المقرر الرئيسية والفرعية ..
ب = جيد جدا ، أي أن الطالب في هذا المستوى قد اتقن جميع أهداف المقرر الرئيسية ، ومعظم الأهداف الفرعية .
ج - مرضى ، أي أن الطالب في هذا المستوى قد اتقن جميع أهداف المقرر الرئيسية . وعدد قليل من الأهداف الفرعية .
د = ضعيف جدا، أي أن الطالب في هذا المستوى قد اتقن عددا قليلا من أهداف المقرر الرئيسية والفرعية ، ومن المرغوب فيه أن يتلقى بعض التعليم العلاجي ، لأنه حقق الحد الأدنى المطلوب على المستوى الأعلى من المتعليم
هـ = غير مرضى ، أي أن الطالب في هذا المستوى لم يتقن أيا من الأهداف الرئيسية والفرعية للمقرر الدراسي ، وأنه يفتقد للحد الأدنى من الأساسيات المطلوبة للتعليم الأحق ، وبالتالي فهو في حاجة إلى عمل علاجي .
وهناك طريقتان أساسيتان لتحديد تقدير الطالب في النظام المرجعي المحك ، الطريقة الأولى تعرف بنظام الفرصة الواحدة one-shot system ، فهي تتيح للطالب فرصة واحدة التحقيق المستوى المطلوب ، وفي هذا النظام يحصل الطالب على العلامة أو التقدير الذي يستحقه بعد المحاولة الأولى فى الاختبار. أما الطريقة الثانية ، وهي التي تستخدم على نطاق واسع في التعلم للاتقان ، فهى تسمح للطالب بأداء الاختبار عدة مرات حتى يتحقق المستوى المطلوب والمحدد مسبقا ، وفي هذه الطريقة يقدم للطالب العون اللازم والوقت الاضافي الكافي حتى يحقق المستوى المقبول من الاتقان. وهذا يشير إلى أن الطريقة الأولى تؤدى إلى رسوب بعض الطلاب ، في حين أن الطريقة الثانية تؤدى إلى الرسوب ، بل وتمنح الطلاب تقديرات أ . ب ، جـ من خلال السماح لهم باعادة الامتحانات حتى يحقق حدا معينا من الاتقان ، أو الحد الأدنى المقبول للاتقان (Gronlund, 1985p.452) .
الصفحة رقم: 429
(أنظر لائحة المراجع الموجود من الصفحة 431 إلى الصفحة 438 من النسخة بدف أعلاه)
الصفحة رقم: 431
الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية
الصفحة رقم: 440