الوجيز في أساليب التدريس
المؤلف: سالم عطيه أبو زيد
التصنيف: الديداكتيك
عرض PDFالوصف:
سالم عطيه أبو زيد، الوجيز في أساليب التدريس، دار جرير للنشر والتزويع، الطبعة الأولى، 1434ه النوافق 2013م، عمان الأردن.
مقدمة
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين الذي هدى البشرية وأنقذها من الضلال المبين وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين الذين حملوا لواء الجهاد والدعوة إلى الله ونشر الإسلام ورفعوا رايته خفاقة في العالمين
الحمد لله الذي لا الاه الا هو فهو الخالق وهو الرزاق وهو القائل:(إنا أنزلته قُرنَا عَرَبِنَا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف: ٢) . وقال أيضاً (وكذلك أَنزَلْنَهُ حُكْمَا عَرَباً وَلَينِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَ هُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ من ولي ولا واق) (الرعد: ۳۷) {قرة انا عربيا غَيْرَ ذِي عِوَجَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الزمر: ۲۸) {إنَّا جَعَلْنَهُ قُرهَ انَا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الزخرف:3)
الصفحة 9
وبعد فقد أمضيت بضعاً وثلاثين سنة في التدريس تنقلت في جميع المراحل الابتدائية والاعدادية والمتوسطة والثانوية والجامعية كما أن تخصصي في اللغة العربية وفي أساليب تدريسها قد أكسبني خبرة ومهارة ومراساً وتجارب.
وأنني أضع بين يدي المعلمين خلاصة هذه الخبرات والتجارب لتكون نبراساً لهم ودليلاً يستعينون به على التدريس وقد حرصت أن يكون هذا الكتاب مختصراً وموجزاً قدر الإمكان. فخير الكلام ما قل ودل
أرجو من الله العلي القدير أن يتقبله مني وأن يجعله في ميزان حسناتي خالصاً لوجهه الكريم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
كما أرجو أن يعلم الجميع إن هذا الكتاب هو خلاصة خبرتي وتجربتي وهو جهد بشري لا يخلو من النقص والزلل فإن أصبت فبها ونعمت، وإن أخطأت فحسبي إني حاولت والله ولي التوفيق والسداد
الصفحة 10
المدرس
يقوم المدرس بدور فعال في تعليم وتنشئة التلاميذ بالتعاون مع المنزل بما فيه من الوالدين والأخوة والتلفاز والمذياع والأهالي، والأصدقاء في الشارع والمدرسة، والصحف والمجلات والكتب والمستشفيات والمحاكم والأسواق وغير ذلك. إلا أن الدور الرئيسي للمعلم هو التعليم حيث فتحت الحكومة المدارس وتعاون أفراد المجتمع على إنشاء مدارس خاصة ووضع المدرس لأجل تعليم أبنائهم وإعدادهم للمستقبل كي يتحملوا المسؤولٌية ويندمجوا مع المجتمع ويصبحوا أعضاء نافعين.
فالمعلم والمدرسة والتلاميذ والمجتمع تربطهم روابط كبيرة وقوية ولذا فلكل دوره في التأثير في الآخرين.
إن المجتمع أي مجتمع له طابع متميز يميزه عن غيره من حيث الثقافة والمعتقدات والأخلاق. ولهذا أستطيع أن أقول كل مجتمع له تربيته الخاصة التي ميزه عن غيره من المجتمعات. فالمجتمع السعودي المتميز بثقافته الدينية.
وتربيته الدينية يختلف عن المجتمع الياباني الذي له ثقافته وتربية. كما أن التربية الروسية تختلف عن التربية الأمريكية من حيث الثقافة.
الصفحة11
ولذلك فإنني أرى أن ما ظهر من نظريات ثبت صلاحيتها في بلد ما لا يصلح في بلد آخر ولذلك لا يجوز استيراد النظريات التربوية وتطبيقها في مجتمعنا دون تمييز ودون تمحيص .
إن للمدرسة دوراً هاماً في تكوين المواطن الاجتماعي المتمكن من التفكير الذكي ليطور العمل ويزيد في الإنتاج وكي يشارك في النشاطات الاجتماعية ويساهم في تحقيق الأهداف التربوية وبناء الدولة. بالإضافة إلى تعليم القراءة والكتابة والعلوم والجغرافيا وغيرها..
إن اندماج التلميذ في بيئته متسلحاً بالعلم والمعرفة وممارسته العملية، وملاحظة الناس والظواهر الاجتماعية ومحاولة التعرف عليها والوقوف على أسرارها ووظائفها هو الدور الذي ينبغي أن تقوم به المدرسة وإلا فلا فائدة من القراءة والكتابة والمعرفة إذا لم يلم بذلك كله، فالمدرسة ليست مجرد مكان لإعطاء المعلومات فقط، وعليه فالمدرسة تزود التلاميذ بالمهارات والتجارب والخبرات التي تحصل عليها الكبار خلال فترة محدودة من سنوات الدراسة كما أنها تقوم بغربلة هذه الخبرات والتجارب وتقديمها للتلاميذ بعد إزالة كل ما من شأنه أن يعيق نمو التلميذ ويفسد أخلاقه وتربيته.
كما أن جيران التلميذ من منازل وبقالات وجماعة تؤثر كلها في سلوك وأخلاقيات التلميذ. كما أن العمل سواء أكان فى البيت أو حوله وفي أي مكان
الصفحة 12
من البيئة يعلم التلميذ ويكسبه خبرة، كما ان الصحف والمجلات والمكتبات والشرطة ومجالس البلديات لها أثر فعال في سلوك الطفل وتربيته، ولذلك يجب على المدرس أن يلم بثقافة مجتمعه من حيث (اتجاهاتها، وعناصرها، ومشكلاتها وأهدافها).
وهو عنصر هام من عناصر وظيفته التي تقوم على إعداد التلميذ للحياة وللمجتمع.
ولا بد للمدرس أن يتسلح بالصبر وبالمعرفة فلا يقدم المعلومات والثقافة لتلاميذه دفعة واحدة، بل لا بد من تقديمها على مراحل بعد أن يفرز الغث عن السمين.
ويقوم بتبسيطها وتسهيلها كي يستوعبها التلميذ. فيقوم بتوصيل الثقافة لكل تلميذ بما يناسبه وبالطريقة التي تناسبه.
وعلى المدرس أن يؤمن إيماناً راسخاً بأهمية التعليم من أجل إعداد الفرد للحياة كي ينجح ويندمج في المجتمع الذي يعيش فيه ويحسن مستواه الصحي والاجتماعي والاقتصادي ويأخذ بيد التلميذ ليساعده على الادخار وحسن الاستهلاك.
إن التعليم يعد المواطن الصالح الذي ينتمي لبلده فيفهم مشكلاتها ويساهم في حلها ويعرف حقوقه وواجباته فيؤدي ما عليه من واجبات.
الصفحة 13
وعلى المدرس أن يلم بأهداف التعليم في البلد الذي يدرس فيه وهذا يساعده على معرفة طريقه فيحدد الوسائل التي يحتاج إليها في عملية التعليم وكذلك تساعده على معرفة مقدار ما حققه من نجاح أو فشل أثناء العملية التعليمية.
وعلى المدرس أن يلم بالأهداف العاملة للتعليم، ومن الأهداف التي ينبغي على المدرس مراعاتها في التعليم الابتدائي أن يغرس مبادئ الدين ويحارب الخرافات والجهل وأن يربي الأطفال على الاعتزاز بالوطن العربي والوطن الأم.
وأن يعود التلميذ على التفكير المنظم والنشاط المنتج وتذوق الجمال واحترام العمل اليدوي، والاحساس بالمشكلات التي يواجها المجتمع والمساهمة في حلها. وأن ينمي فيه عادة التعاون والنجدة وتقديم الصالح العام على المصلحة الشخصية، أما المدرسة الثانوية فلها أهداف يجب على المعلم أن يلم بها ويسعى لتحقيقها ومن هذه الأهداف أن يلم بالمعلومات والمعارف ويقدمها لتلاميذه بأسلوب مناسب وأن ينمي في التلاميذ حب البحث والميل إلى المعرفة وأن يفهم حقوق المواطنين وواجباتهم وأن تكون لديه القدرة على التفكير المنطقي المنظم. وأن يتعرف على حاجات التلاميذ وأن يلم بمراحل نمو التلاميذ وأن يتعرف على الجو الاجتماعي ويتكيف معه كما أن على المدرس أن يلم بطرق استعمال الوسائل التعليمية وكيفية صنعها كما أنه يجب أن يلم بأساليب التقويم وطرقه.
الصفحة 14
اللغة
تعريف اللغة: لقد عرف ابن جني اللغة فقال: اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم : وقد عرفها ابن خلدون بأنها ملكة في اللسان وكذا الخط صناعة ملكتها في اليد1
إن للغة وظيفة هامة تؤديها للجنس البشري فهي الوسيلة التي يتم بواسطتها نقل الفكر والثقافة والتعبير عما يجول في النفس من أفكار. وقد ذكر ابن جني أنه لابد أن تنشأ لغة بين كل قوم يتخاطبون فيها.
إن اللغة نظام من الرموز يتم الاتفاق عليها بين المتحدثين لكي يعبروا بها عن ما يريدون ويقصدون.
إن هناك ارتباطاً بين الجهاز العصي للمتكلم والجهاز العصي للمخاطب حيث يمكن اعتبار اللغة وسيلة للربط بينهما وأداة للتعبير واللغة وسيلة هامة في التعامل بين أفراد المجتمع، بل هي الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها المتحدثون.
الهوامش :
1-سأفرد بحثاً خاصاً إن شاء الله التحدث فيه عن ذلك كله
15الصفحة
وتستخدم اللغة مجموعة من الرموز لا تزيد عن ثلاثين رمزاً وهذه الرموز تكون آلاف الكلمات وملايين الجمل حتى يتم نقل عدد غير محدود من المعاني_ فكل رمز له وظيفته في اللغة وكل كلمة لها وظيفتها في العبارة.
إن اللغة ظاهرة معنوية غير مادية لكنها تستوعب كافة الظواهر المادية كالملابس والصناعات والمخترعات كما أنها تستوعب كافة الأمور المعنوية كالأخلاق والقيم وغيرها.
الصفحة 16
نظريات نشأة اللغة
لقد ظهرت عدة نظريات تطرقت لنشأة اللغة ولكننا سندرس منها أربع
نظريات وهي:
النظرية التوقيفية هذه النظرية مفادها أن اللغة وحي وإلهام وتوقيف من الله تعالى. وأن اللغة كانت جاهزة وقد علمها الله لآدم ولقنه اياها. ويحتجون بقوله تعالى : ( وَعَلَمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ . وقد تزعم هذا الرأي ابن فارس واحتج بقول ابن عباس.
وقد اعترض ابن جني على هذه النظرية وقال أن هذه الآية لا تفيد أن الله علم آدم كافة اللغة، وإنما قد تفيد أنه علمه ما يحتاج إليه في زمنه، وأقدره على تعلم اللغة هو وأبناءه.
2-النظرية الوضعية: وهي تقول أن اللغة وضعت بالاتفاق والتواضع وأن الناس كانوا يرتجلون اللغة وأنهم كانوا يصطلحون على وضع المعاني كأن يجتمع حكيمان أو أكثر من أجل تسمية الاشياء، فكانوا يضعون إسماً لكل شيء كي ينوب عنه ولا نحتاج إلى احضاره أمام النظر.
الصفحة 17
3_أما النظرية الثالثة: فتقول أن الله منح الانسان غريزة خاصة كي يتعلم اللغة ويتحدث بها وأن هذه الغريزة قد حملت كل فرد على التعبير عن كل المدركات الحسية والمعنوية بكلمة خاصة وقد تزعم ماكس ملير وأرنست رينات هذه النظرية. وهذه النظرية فاسدة لأنها تحيلنا على الغريزة الكلامية وهي شيء أغمض من مشكلة نشأة الله.
هذه النظرية تقول أن الإنسان تكلم لأنه قادر على الكلام وهذا لا يفيدنا في نشأة الله
4_نظرية المحاكاة: وهذه النظرية تقول أن اللغة نشأت من محاكاة وتقليد الأصوات الطبيعية وأن الانسان حاول تقليد هذه الأصوات مستعيناً بما وهبه الله من قدرة على التلفظ بأصوات ذات مقاطع.
وقد استعان الانسان بالاشارات البدنية والحركات الجسمية، إضافة إلى لأصوات.
وقد نادى ابن جني بهذه النظرية ودافع عنها في كتابه الخصائص. ولعل هذه النظرية أقرب النظريات الى الصحة لأنها تتفق مع معطيات الحياة وسنن التطوير وهذه النظرية تساير النمو اللغوي عند الطفل وتشابهه.
الصفحة 18
كيف يتعلم الطفل اللغة
عندما يولد الطفل يصبح عضواً في المجتمع الذي يولد فيه فينخرط فيه ويخضع لظروفه وبيئته التي ولد فيها.
إن الطفل يستجيب للمؤثرات الخارجية ويتفاعل معها مستعيناً بما وهبه الله من قدرة على التعلم ومن غرائز فطرية تولد معه.
إنه يوجد تشابه كبير بين الأطفال الصغار في الأشهر الأولى من ولادتهم من حيث اصدار الأصوات والاستجابة للمؤثرات الخارجية. ولكن وبالتدريج ونتيجة لتفاعل الطفل مع البيئة المحيطة به والمجتمع الذي يعيش فيه، يتأثر هذا الطفل بما يحيط به وذلك نتيجة لوجود علاقات تنشأ بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه، فهو يتفاهم مع أفراد هذا المجتمع بواسطة أجهزة النطق التي خلقها الله له. يبدأ الطفل بتقليد اللغة والأصوات المنطوقة عندما يبلغ من العمر عشرة اشهر تقريباً.
الصفحة 19
ويبدأ الطفل بربط الأسماء بمسمياتها ومحاكاة نطق غيره في نهاية السنة الأولى وبداية السنة الثانية من عمره.
ان الطفل خلال تعلمه للغة ينتقي الالفاظ الصحيحة ويحاكيها ويترك الالفاظ الخاطئة ويحاول قدر الامكان نطق الحروف من مخارجها الصحيحة قدر الإمكان.
ولا بد من مساعدة الطفل خلال هذه الفترة وتزويده بالألفاظ السليمة التي تعينه على التعبير السليم.
وفي السنة الثانية يتعلم الطفل النطق بالجمل الاسمية أكثر من الجمل الفعلية ويلم بالضمائر والصفات ولكن بشكل قليل وبالتدريج.
والطفل قد يستعمل كلمة واحدة ويقصد بها التعبير عن عدة أشياء ويستعين بالإشارات والحركات وهو بحاجة إلى إرشاد وتصحيح في النطق حتى يحاكي الآخرين بطريقة سلمية. ولا بد من تشجيع الطفل والثناء عليه حتى يستمر في محاكاة الآخرين، أما إذا أهمل فإنه سيصاب بالإحباط.
عندما يبلغ الطفل سنته الرابعة فإنه يستطيع فهم العبارات والألفاظ الموجودة في بيئته وحياته اليومية. وهو يميل إلى سماع القصص والحكايات في هذا
الصفحة 20
السن ويكون في ذهنه صورة عن الأشخاص والأحداث والحوار الذي يدور فيها، بالرغم من كونه لايفهم معاني بعض الكلمات.
ولذلك ينبغي أن نزود الطفل في هذا السن بالقصص التي تناسب عمره نسردها له مرات ومرات حتى يتمكن من فهم مضمونه ومعرفة بعض الكلمات الصعبة من السياق.
ويجب أن تكون القصص قصيرة وسهلة ونطقها واضحا حتى يستطيع فهمها.
وإذا أدخل الطفل الروضة في السنة الرابعة من عمره فإنه سيحصل على فرصة جديدة للعب وممارسة بعض النشاطات الحركية والذهنية فيتصل بزملائه ويتحادث معهم فينقل لهم أفكاره ويستقبل أفكارهم. ويتعرف على حيوانات البيئة ونباتاتها مستخدما جهازي النطق والسمع، فيلعب ويغني وينشد ويسرد القصص ويتلقاها من مدرسيه. فإن هذا الجو يهيئ للطفل الفرصة المناسبة لتعلم القراءة والكتابة. وينبغي أن أذكر أنه لا يمكن تعليم جميع التلاميذ في هذا السن القراءة والكتابة لوجود الفروق الفردية وإنما علينا أن نتعرف على التلاميذ الذين لديهم استعداد لذلك فنأخذ بايديهم ونعلمهم الكتابة والقراءة بشكل مبسط، أما الآخرون الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة فينبغي أن لا نجبرهم على ذلك خوفاً من أن تتكون لديهم مفاهيم
الصفحة 21
خاطئة وذلك لأنهم بدأوا على أساس ضعيف فينشأوا ضعافاً ولذلك يجب اشغالهم بالرسم وتمرينهم بتمارين تناسب ضعفهم وذلك من أجل معالجة هذا الضعف فنقوم بتمرينهم وتقديم لوحات فيها رسومات لاشياء متشابهة وأخرى مختلفة ونطلب منهم التمييز بينها. أو نقدم صوراً لبعض الحيوانات التي تتشابه في بعض حروفها ونطلب منهم نطقها.
إن التلميذ إذا تعلم لغته فإنه يستطيع أن يطلع على الثقافات المكتوبة بتلك اللغة.
إن دراسة اللغة العربية وتعلمها فرض وواجب على كل مسلم وكل عربي. فهي لغة القرآن الكريم والدين الاسلامي وإن حفظ اللغة العربية حفظ للقرآن وللدين وللقومية العربية من الاندثار وتمجيد له ولهذه الأمة. وإن تركها هو ضياع للقرآن وللدين وللتاريخ.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إن تعلمها واتقانها مساعدة لمن يدرس التاريخ والجغرافيا والأدب وغيرها من العلوم فاللغة هي الوسيلة التي تعبر بها عن الأفكار والتصورات التي نقصدها ونريد أن نوصلها إلى الآخرين.
ومن هنا فإن عليهم فهم الفاظ ومفردات اللغة وعباراتها وأن يكونوا قادرين على فهم معاني الكلمات وأن يتذوقوا النصوص الأدبية وأن يكونوا قادرين على التعبير عما يجول في أذهانهم تعبيراً فصيحاً ، بل وتكون لديهم القدرة على النقد
الصفحة 22
السليم وأن ينمي فيهم الرغبة في القراءة والمطالعة، وبالتالي فإنه يجب علينا تعويد التلاميذ دخول المكتبة والاطلاع على الكتب والقصص والروايات، حتى ينمي معلوماته ويزداد ثقافة وعلماً وحتى يجب لغته على اعتبار أنها لغة متميزة حية ، وكي يحسن استثمار وقت فراغه في اعمال صالحة وهوايات مفيدة وحتى تكسبه المقدرة على الانتباه والتركيز وتنمي فيه حب المطالعة الحرة وتنمي فيه المقدرة على التعبير عما يجول في ذهنه من افكار بلغة سليمة خالية من الاخطاء اللغوية والنحوية وفصيحة تتسم بالذوق والجمال. وكل ذلك ينبغي ان يكون مقروناً بخط جيد مقروء لا يوجد فيه خطأ املائي.
" العلاقة التي تربط فروع اللغة العربية وبين المواد الاخرى "
للغة العربية فروع كثيرة أهمها القواعد والتعبير والاملاء والنصوص والبلاغة والأدب والقراءة وهذه الفروع مترابطة مع بعضها البعض يشد بعضها ازر بعض فلا مجال للفصل بين القواعد والقراءة والتبعير او الخط وغيرها، إذ أن جميع فروع اللغة العربية تشترك في أنها تؤدي إلى حسن التعبير عما يجول في ذهن التلميذ وفهم ما يقرأ. كما أن جميع المواد لها صلة وثيقة باللغة العربية حيث أنها اللغة التي تدرس فيها هذه المواد.
الصفحة 23
ولا بد للطالب من فهم دقيق للغة العربية حتى يستطيع فهم دروس الحساب والتاريخ والعلوم وغيره
ولذا فإن المدرس الناجح هو الذي يستطيع أن يوصل معلوماته إلى تلاميذه بأيسر الطرق وأسهلها بلغة سهلة مفهومة تمكن التلاميذ من فهم ما يعرض عليهم من معلومات.
ولهذا كان من الواجب على المعلمين الذين يتصدون لتدريس المواد الثقافية غير اللغة العربية أن يتكلموا بلغة فصيحة سهلة وأن يتعاونوا مع مدرسي اللغة العربية حتى يتمكنوا من التعبير عما يريدون إيصاله للتلاميذ بسهولة ويسر.
ولا بأس من استشارة معلم اللغة العربية الذي يجب أن يتوفر لديه ثقافة واسعة وعلم غزير وأن يعد أعداداً جيداً حتى يتمكن من مساعدة تلاميذه على فهم اللغة أولاً وفهم بقية المواد ثانياً.
إن مدرس اللغة العربية هو الذي يوجه الناشئة ويقودهم إلى الهدف المنشود فهو الذي يمكن التلاميذ من فهم ما يلقى عليهم من مواد وبالتالي فإنه يعرفهم بدينهم ودنياهم ويدلهم على تجارب غيرهم من الأمم في الآداب والعلوم والاجتماعيات والفلك وغيرها.
فيساعدهم على التفكير الصحيح والفهم الدقيق حيث أن اللغة العربية هي اللغة التي يعتمد عليها خارج المدرسة في فهم كل ما يقرأه التلميذ أو يسمعه.
الصفحة 24
تعريف اللغة: لقد عرف ابن جني اللغة فقال: اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم : وقد عرفها ابن خلدون بأنها ملكة في اللسان وكذا الخط صناعة ملكتها في اليد1
إن للغة وظيفة هامة تؤديها للجنس البشري فهي الوسيلة التي يتم بواسطتها نقل الفكر والثقافة والتعبير عما يجول في النفس من أفكار. وقد ذكر ابن جني أنه لابد أن تنشأ لغة بين كل قوم يتخاطبون فيها.
إن اللغة نظام من الرموز يتم الاتفاق عليها بين المتحدثين لكي يعبروا بها عن ما يريدون ويقصدون.
إن هناك ارتباطاً بين الجهاز العصي للمتكلم والجهاز العصي للمخاطب حيث يمكن اعتبار اللغة وسيلة للربط بينهما وأداة للتعبير واللغة وسيلة هامة في التعامل بين أفراد المجتمع، بل هي الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها المتحدثون.
الهوامش :
1-سأفرد بحثاً خاصاً إن شاء الله التحدث فيه عن ذلك كله
15الصفحة
وتستخدم اللغة مجموعة من الرموز لا تزيد عن ثلاثين رمزاً وهذه الرموز تكون آلاف الكلمات وملايين الجمل حتى يتم نقل عدد غير محدود من المعاني_ فكل رمز له وظيفته في اللغة وكل كلمة لها وظيفتها في العبارة.
إن اللغة ظاهرة معنوية غير مادية لكنها تستوعب كافة الظواهر المادية كالملابس والصناعات والمخترعات كما أنها تستوعب كافة الأمور المعنوية كالأخلاق والقيم وغيرها.
الصفحة 16
نظريات نشأة اللغة
لقد ظهرت عدة نظريات تطرقت لنشأة اللغة ولكننا سندرس منها أربع
نظريات وهي:
النظرية التوقيفية هذه النظرية مفادها أن اللغة وحي وإلهام وتوقيف من الله تعالى. وأن اللغة كانت جاهزة وقد علمها الله لآدم ولقنه اياها. ويحتجون بقوله تعالى : ( وَعَلَمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ . وقد تزعم هذا الرأي ابن فارس واحتج بقول ابن عباس.
وقد اعترض ابن جني على هذه النظرية وقال أن هذه الآية لا تفيد أن الله علم آدم كافة اللغة، وإنما قد تفيد أنه علمه ما يحتاج إليه في زمنه، وأقدره على تعلم اللغة هو وأبناءه.
2-النظرية الوضعية: وهي تقول أن اللغة وضعت بالاتفاق والتواضع وأن الناس كانوا يرتجلون اللغة وأنهم كانوا يصطلحون على وضع المعاني كأن يجتمع حكيمان أو أكثر من أجل تسمية الاشياء، فكانوا يضعون إسماً لكل شيء كي ينوب عنه ولا نحتاج إلى احضاره أمام النظر.
الصفحة 17
3_أما النظرية الثالثة: فتقول أن الله منح الانسان غريزة خاصة كي يتعلم اللغة ويتحدث بها وأن هذه الغريزة قد حملت كل فرد على التعبير عن كل المدركات الحسية والمعنوية بكلمة خاصة وقد تزعم ماكس ملير وأرنست رينات هذه النظرية. وهذه النظرية فاسدة لأنها تحيلنا على الغريزة الكلامية وهي شيء أغمض من مشكلة نشأة الله.
هذه النظرية تقول أن الإنسان تكلم لأنه قادر على الكلام وهذا لا يفيدنا في نشأة الله
4_نظرية المحاكاة: وهذه النظرية تقول أن اللغة نشأت من محاكاة وتقليد الأصوات الطبيعية وأن الانسان حاول تقليد هذه الأصوات مستعيناً بما وهبه الله من قدرة على التلفظ بأصوات ذات مقاطع.
وقد استعان الانسان بالاشارات البدنية والحركات الجسمية، إضافة إلى لأصوات.
وقد نادى ابن جني بهذه النظرية ودافع عنها في كتابه الخصائص. ولعل هذه النظرية أقرب النظريات الى الصحة لأنها تتفق مع معطيات الحياة وسنن التطوير وهذه النظرية تساير النمو اللغوي عند الطفل وتشابهه.
الصفحة 18
كيف يتعلم الطفل اللغة
عندما يولد الطفل يصبح عضواً في المجتمع الذي يولد فيه فينخرط فيه ويخضع لظروفه وبيئته التي ولد فيها.
إن الطفل يستجيب للمؤثرات الخارجية ويتفاعل معها مستعيناً بما وهبه الله من قدرة على التعلم ومن غرائز فطرية تولد معه.
إنه يوجد تشابه كبير بين الأطفال الصغار في الأشهر الأولى من ولادتهم من حيث اصدار الأصوات والاستجابة للمؤثرات الخارجية. ولكن وبالتدريج ونتيجة لتفاعل الطفل مع البيئة المحيطة به والمجتمع الذي يعيش فيه، يتأثر هذا الطفل بما يحيط به وذلك نتيجة لوجود علاقات تنشأ بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه، فهو يتفاهم مع أفراد هذا المجتمع بواسطة أجهزة النطق التي خلقها الله له. يبدأ الطفل بتقليد اللغة والأصوات المنطوقة عندما يبلغ من العمر عشرة اشهر تقريباً.
الصفحة 19
ويبدأ الطفل بربط الأسماء بمسمياتها ومحاكاة نطق غيره في نهاية السنة الأولى وبداية السنة الثانية من عمره.
ان الطفل خلال تعلمه للغة ينتقي الالفاظ الصحيحة ويحاكيها ويترك الالفاظ الخاطئة ويحاول قدر الامكان نطق الحروف من مخارجها الصحيحة قدر الإمكان.
ولا بد من مساعدة الطفل خلال هذه الفترة وتزويده بالألفاظ السليمة التي تعينه على التعبير السليم.
وفي السنة الثانية يتعلم الطفل النطق بالجمل الاسمية أكثر من الجمل الفعلية ويلم بالضمائر والصفات ولكن بشكل قليل وبالتدريج.
والطفل قد يستعمل كلمة واحدة ويقصد بها التعبير عن عدة أشياء ويستعين بالإشارات والحركات وهو بحاجة إلى إرشاد وتصحيح في النطق حتى يحاكي الآخرين بطريقة سلمية. ولا بد من تشجيع الطفل والثناء عليه حتى يستمر في محاكاة الآخرين، أما إذا أهمل فإنه سيصاب بالإحباط.
عندما يبلغ الطفل سنته الرابعة فإنه يستطيع فهم العبارات والألفاظ الموجودة في بيئته وحياته اليومية. وهو يميل إلى سماع القصص والحكايات في هذا
الصفحة 20
السن ويكون في ذهنه صورة عن الأشخاص والأحداث والحوار الذي يدور فيها، بالرغم من كونه لايفهم معاني بعض الكلمات.
ولذلك ينبغي أن نزود الطفل في هذا السن بالقصص التي تناسب عمره نسردها له مرات ومرات حتى يتمكن من فهم مضمونه ومعرفة بعض الكلمات الصعبة من السياق.
ويجب أن تكون القصص قصيرة وسهلة ونطقها واضحا حتى يستطيع فهمها.
وإذا أدخل الطفل الروضة في السنة الرابعة من عمره فإنه سيحصل على فرصة جديدة للعب وممارسة بعض النشاطات الحركية والذهنية فيتصل بزملائه ويتحادث معهم فينقل لهم أفكاره ويستقبل أفكارهم. ويتعرف على حيوانات البيئة ونباتاتها مستخدما جهازي النطق والسمع، فيلعب ويغني وينشد ويسرد القصص ويتلقاها من مدرسيه. فإن هذا الجو يهيئ للطفل الفرصة المناسبة لتعلم القراءة والكتابة. وينبغي أن أذكر أنه لا يمكن تعليم جميع التلاميذ في هذا السن القراءة والكتابة لوجود الفروق الفردية وإنما علينا أن نتعرف على التلاميذ الذين لديهم استعداد لذلك فنأخذ بايديهم ونعلمهم الكتابة والقراءة بشكل مبسط، أما الآخرون الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة فينبغي أن لا نجبرهم على ذلك خوفاً من أن تتكون لديهم مفاهيم
الصفحة 21
خاطئة وذلك لأنهم بدأوا على أساس ضعيف فينشأوا ضعافاً ولذلك يجب اشغالهم بالرسم وتمرينهم بتمارين تناسب ضعفهم وذلك من أجل معالجة هذا الضعف فنقوم بتمرينهم وتقديم لوحات فيها رسومات لاشياء متشابهة وأخرى مختلفة ونطلب منهم التمييز بينها. أو نقدم صوراً لبعض الحيوانات التي تتشابه في بعض حروفها ونطلب منهم نطقها.
إن التلميذ إذا تعلم لغته فإنه يستطيع أن يطلع على الثقافات المكتوبة بتلك اللغة.
إن دراسة اللغة العربية وتعلمها فرض وواجب على كل مسلم وكل عربي. فهي لغة القرآن الكريم والدين الاسلامي وإن حفظ اللغة العربية حفظ للقرآن وللدين وللقومية العربية من الاندثار وتمجيد له ولهذه الأمة. وإن تركها هو ضياع للقرآن وللدين وللتاريخ.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إن تعلمها واتقانها مساعدة لمن يدرس التاريخ والجغرافيا والأدب وغيرها من العلوم فاللغة هي الوسيلة التي تعبر بها عن الأفكار والتصورات التي نقصدها ونريد أن نوصلها إلى الآخرين.
ومن هنا فإن عليهم فهم الفاظ ومفردات اللغة وعباراتها وأن يكونوا قادرين على فهم معاني الكلمات وأن يتذوقوا النصوص الأدبية وأن يكونوا قادرين على التعبير عما يجول في أذهانهم تعبيراً فصيحاً ، بل وتكون لديهم القدرة على النقد
الصفحة 22
السليم وأن ينمي فيهم الرغبة في القراءة والمطالعة، وبالتالي فإنه يجب علينا تعويد التلاميذ دخول المكتبة والاطلاع على الكتب والقصص والروايات، حتى ينمي معلوماته ويزداد ثقافة وعلماً وحتى يجب لغته على اعتبار أنها لغة متميزة حية ، وكي يحسن استثمار وقت فراغه في اعمال صالحة وهوايات مفيدة وحتى تكسبه المقدرة على الانتباه والتركيز وتنمي فيه حب المطالعة الحرة وتنمي فيه المقدرة على التعبير عما يجول في ذهنه من افكار بلغة سليمة خالية من الاخطاء اللغوية والنحوية وفصيحة تتسم بالذوق والجمال. وكل ذلك ينبغي ان يكون مقروناً بخط جيد مقروء لا يوجد فيه خطأ املائي.
" العلاقة التي تربط فروع اللغة العربية وبين المواد الاخرى "
للغة العربية فروع كثيرة أهمها القواعد والتعبير والاملاء والنصوص والبلاغة والأدب والقراءة وهذه الفروع مترابطة مع بعضها البعض يشد بعضها ازر بعض فلا مجال للفصل بين القواعد والقراءة والتبعير او الخط وغيرها، إذ أن جميع فروع اللغة العربية تشترك في أنها تؤدي إلى حسن التعبير عما يجول في ذهن التلميذ وفهم ما يقرأ. كما أن جميع المواد لها صلة وثيقة باللغة العربية حيث أنها اللغة التي تدرس فيها هذه المواد.
الصفحة 23
ولا بد للطالب من فهم دقيق للغة العربية حتى يستطيع فهم دروس الحساب والتاريخ والعلوم وغيره
ولذا فإن المدرس الناجح هو الذي يستطيع أن يوصل معلوماته إلى تلاميذه بأيسر الطرق وأسهلها بلغة سهلة مفهومة تمكن التلاميذ من فهم ما يعرض عليهم من معلومات.
ولهذا كان من الواجب على المعلمين الذين يتصدون لتدريس المواد الثقافية غير اللغة العربية أن يتكلموا بلغة فصيحة سهلة وأن يتعاونوا مع مدرسي اللغة العربية حتى يتمكنوا من التعبير عما يريدون إيصاله للتلاميذ بسهولة ويسر.
ولا بأس من استشارة معلم اللغة العربية الذي يجب أن يتوفر لديه ثقافة واسعة وعلم غزير وأن يعد أعداداً جيداً حتى يتمكن من مساعدة تلاميذه على فهم اللغة أولاً وفهم بقية المواد ثانياً.
إن مدرس اللغة العربية هو الذي يوجه الناشئة ويقودهم إلى الهدف المنشود فهو الذي يمكن التلاميذ من فهم ما يلقى عليهم من مواد وبالتالي فإنه يعرفهم بدينهم ودنياهم ويدلهم على تجارب غيرهم من الأمم في الآداب والعلوم والاجتماعيات والفلك وغيرها.
فيساعدهم على التفكير الصحيح والفهم الدقيق حيث أن اللغة العربية هي اللغة التي يعتمد عليها خارج المدرسة في فهم كل ما يقرأه التلميذ أو يسمعه.
الصفحة 24
الطرائق العامة لتدريس اللغات
الطريقة هي أيسر السبل وأقربها في انجاز الأشياء وعملها، فالنجار والفلاح والحداد وغيرهم كل له طريقته في العمل، وطريقة التدريس هي أقرب السبل التعليم والتعلم.
ولا بد لمن يتصدى للتدريس أن تكون له طريقة يؤدي بها معلوماته ويشرح بها مادته رابطاً ما تحصل عليه التلميذ من معلومات بما سيحصل عليه حتى يصل إلى الغاية المرادة.
وبالتالي فلا بد للمدرس من أن يتبع طريقة تمكنه من شرح المادة وايصالها إلى التلاميذ بشكل جيد حتى يقودهم إلى الهدف. مع مراعاة أنه لا يمكن فصل الطريقة عن المادة فيجب أن ترتبط المادة والطريقة بشكل متماسك وبالتالي فلا بد من اختيار الاسلوب العلمي في عرض المادة واختيار الطريقة بحيث يجب أن نستفيد من مقدرة التلاميذ وأن تساعدهم على دراسة النتائج والحكم عليها وأن تراعي مستواهم الثقافي، وأن تراعي الترتيب المنطقي في نقل المادة. ولا بد من أن
الصفحة 25
يكون الهدف واضحاً جلياً امام المعلم والمتعلم بحيث ترتبط المادة بالبيئة الاجتماعية وتوصل التلميذ إلى الهدف المنشود.
إن الطريقة الصحيحة في التدريس توفر على المعلم والمتعلم الجهد والوقت بالإضافة إلى أنه اتباع للنظام.
ويجب على المدرس أن يراعي طبيعة الطفل ونموه العقلي فتكون طريقة التدريس ملائمة لمستواه العقلي وأن أفضل السبل للتعلم هي أن يتمكن التلميذ من الوصول إلى الحقائق بنفسه، فيعمل فكرة ويستنتج الهدف، دون أن تخبره به وذلك ادعى أن يرسخ في ذهنه.
إن الكلمات والألفاظ ما هي الا رموز للحقائق والمعلومات ووسيلة للتعبير عنها ولا بد من وجود ثقة متبادلة بين المتعلم والمدرس ولهذا فإن من الواجب على المدرس أن يحيط تلميذه بالعطف والعناية والرعاية والتقدير وأن يدفع المتعلم إلى أن يتعلم برغبة منه لا بالقهر والإجبار.
والمدرس الناجح هو الذي يثير حب الاستطلاع والرغبة في البحث والعمل عند تلاميذه وهو الذي يتبع الطرق الملائمة لاثارة انتباههم وحضهم على التعلم.
الصفحة 26
ويجب أن لا يفهم من كلامي أن يتبع المدرس كل السبل والحيل في سبيل جذب انتباه الطلبة واستعماله لكافة الطرق لتشويقهم كاستعمال وسائل إيضاح كثيرة فهذا الانتباه مؤقت يزول بزوال الوسيلة أو عند التشويق.
إن ربط المعلومات بالحياة وما يحتاجه التلاميذ في حاضرهم ومستقبلهم هو الذي يثير في نفوسهم حب الدراسة والنشاط. فالمدرس الناجح هو الذي يثير في التلاميذ الرغبة في التعلم أو عمل شيء ما كان يريده المدرس من قبل.
أذكر أن التلاميذ في جميع المدارس التي درست فيها كانوا يكرهون درس المكتبة وكان يكرهون دراسة الكتب وما هي إلا أشهر أخذتهم خلالها إلى المكتبة حتى تكونت لدهم الدافعية في دخول المكتبة والاطلاع على الكتب وصاروا يطلبون مني الذهاب الى المكتبة.
وصاروا عندما يدخلون إلى المكتبة ينكبون على قراءة الكتب والقصص والمجلات. إن طرق التدريس كثيرة ومتنوعة ويجب على المدرس أن يتبع طريقة تناسب مستوى التلاميذ وظروفهم ولا يقتصر على طريقة معينة بل لا بد من تنوع الطرق حسب المادة التي يدرسها ومستوى التلاميذ ومن هذه الطرق.
الصفحة 27
1_طريقة الشرح والإلقاء: وهذه الطريقة تصلح للأطفال الصغار في سرد القصص والحكايات ويكون المدرس هو المسيطر وهو العنصر الفعال ويقتصر دور الطلبة على الاستماع فقط. ولا بد للمدرس أن يكون ذا صوت مسموع ونطقه جيدا، وأن يستعمل الحركات والصور لتساعده في عملية الشرح.
وهذه الطريقة تفيد المعلم حيث تمكنه من شرح أكبر قدر من المادة وهو بالتالي لا يتقيد بالكتاب حرفياً فيستطيع أن يختصر من مادته أو يطيل.
وهذه الطريقة يلجأ إليها المدرسون المبتدئون كي يقوموا بتقديم كل ما حضروه في المذكرة خلال الحصة. وينبغي أن يخلط المدرس مع هذه الطريقة طريقة أخرى أو أكثر. فيلجأ إلى الحوار والمناقشة في عملية الشرح.
ويمكن استعمال هذه الطريقة في سرد القصص والحكايات وفي الوصف وفي الشرح وفي المحاضرات الجامعية.
2_طريقة الاستقراء والاستنتاج والاستنباط ويقوم فيها المدرس بعرض النماذج والامثلة على التلاميذ ويقرؤها لهم ثم يحاول أن يقارن بينها وبعد ذلك يستنبط القاعدة وهذه الطريقة تنقل التلاميذ من الجزء إلى الكل..
3_طريقة القياس.
وفيها يقوم المدرس بعرض القاعدة أو القانون أو الحقائق العامة على التلاميذ
الصفحة 28
أولاً ثم يأتي بالأمثلة بحيث يستطيع التلميذ أن يقيس عليها ويطبق عليهـا القاعدة والقانون.
وهذه الطريقة يمكن استعمالها مع الطلبة الكبار والصغار وأنني أرى أن استعمالها مع الصغار أفضل من الطريقة السابقة وذلك نظراً لسهولتها ولأن التلميذ بطبعه له قدرة على القياس أكثر من الاستنتاج نظراً لعدم نضوج عقله فهو يميل إلى الأشياء المادية أكثر من الأشياء المعنوية على الرغم من خصوبة تفكيره وسعة خياله.
ولكنني أفضل استخدام الطريقة الاستقرائية بالإضافة إلى الطريقة القياسية وذلك لأن أثرها يدوم طويلاً ويبقى أثر التعلم لمدة أطول نظراً لأنه خاض التجربة بنفسه وتوصل إلى الحقائق بأعمال فكرة وبمجهوده الخاص.
وأنه من الأفضل أن نجمع بين الطريقتين القياسية والاستقرائية وأن نضع الأمثلة على السبورة وتكون في مستوى التلاميذ ثم نستنبط القاعدة وبعد ذلك نكتب القاعدة ونطبق عليها بأمثلة ونصوص. ولا بأس بأن يطلب المدرس من التلميذ إعراب كلمة في درس القرآن تطبيقاً لقاعدة درسها في درس القواعد فالهدف من الدرس هو أن يفهم التلميذ الدرس وبالتاني فلا بأس من أن يلجأ المدرس إلى طريقة خامسة في التدريس وهي.
الصفحة 29
4_طريقة الحوار والمناقشة
وفيها يلجأ المدرس إلى محاوره التلاميذ ومناقشتهم عن طريق طرح أسئلة حول موضوع معين أو فكرة معينة ويوجه التلاميذ إليها طالباً منهم الإجابة عليها. وعلى المدرس أن يراعي مستوى التلاميذ فيلقي إليهم بأسئلة سهلة ويوجههم إلى ما يريد بلطف ولين بأسلوب مشوق وهذه الطريقة يمكن اللجوء اليها مع الصغار والكبار إلا أنها مع الصغار أنجع وتقود إلى نتائج أفضل وخاصة في تعليم الاشياء والعلوم.
وعلى العموم فإنه قد ظهر لنا أن بإمكان المدرس اختيار أي طريقة من طرق التدريس تناسب شخصيته وفصله وعمره وتجاربه. ولا يمكن اجبار المعلم باتباع طريقة معينة في التدريس وليكن الهدف من استعمال الطريقة أن تكون مطابقة للأسس العلمية والنفسية وذلك بأن تختار افضل الظروف لإتمام عملية التعلم، وأن تكون موافقة لقدرات التلميذ وميولهم والفروق الفردية بينهم. وأن تحقق الهدف الذي يرمي إليه المدرس وأن توصله إلى النتيجة المرجوة وأن تكون موافقة لظروف التلاميذ بحيث تشد انتباههم وتشوقهم الى الدراسة وتساعد على نمو شخصية الفرد وأن توجد نوعاً من الاتصال والتفاعل بين التلميذ والمنهج الذي يدرسه.
وعلى العموم فقد وضع لنا هربارت طريقة يمكن اتخاذها نموذجها يحتذى
الصفحة 30
به، وتقوم هذه الطريقة على مبدأ الاستفادة من المعلومات القديمة في اعطاء معلومات جديدة وهذه الطريقة تسمى طريقة هربارت لها خمس خطوات وهي
المقدمة والعرض والربط والتعميم والتطبيق.
وفيما يلي شرح موجز لكل خطوة.
1-المقدمة أو التمهيد
وفيها يقوم المدرس باستغلال ما لدى التلاميذ من معلومات وخبرات باثارتها واثارة انتباههم. وقد يكون عن طريق طرح أسئلة أو ابداء ملاحظة معينة.
2-العرض
يقوم المدرس في هذه الخطوة بعرض ما أخده من معلومات وحقائق لتلاميذه كي يعلمهم إياه.
3-الربط
يقوم المعلم بالأخذ بيد التلميذ مستفيداً مما لديه من خبرات ومعلومات فيقدم له معلومات جديدة بالاعتماد وعلى المعلومات السابقة رابطاً بينها وبين تلك المعلومات والخبرات. فالمدرس الناجح هو الذي يربط الجديد بالقديم وبذلك يضمن لدرسه النجاح وذلك لأنه اعتمد على أهم خطوة من خطوات شرح الدرس الا وهي الربط واستعان بعنصر التمثيل النفسي.
الصفحة 31
4-التعميم أو القياس
وفي هذه المرحلة يقوم المدرس يعرض عدد من الأمثلة الجديدة والتي تطابق أمثلة الموضوع الذي يقوم بتدريسه، وفي هذه الحالة يستطيع أن يجذب انتباه تلاميذه ويمكنه استنتاج الخلاصة.
: 5-التطبيق
وفي هذه الخطوة يستطيع الطالب الاتيان بأمثلة جديدة من عنده، وبالتالي فإنه يستطيع أن يسأل بناء على ما درسه من قواعد في المراحل السابقة.
وينبغي على المدرس أن يشغل طلابه في الفصل فيكثر من ضرب الأمثلة واخذ الامثلة وأن يحل لتلاميذه بعض التمارين كما يترك لهم أن يحلو بعضها. والأفضل أن يبدأ المدرس بطرح تمارين شفوية ثم بعد ذلك يكلف تلاميذه بحل بعض الواجبات والتمارين في الصف.
وفي نهاية الحصة يعطي التلاميذ واجباً منزلياً ليقوموا محله في المنزل.
إن اشغال التلميذ وعدم تركه دون عمل خير وسيلة لضبط التلاميذ والقضاء على الفوضى.
الصفحة 32
اكتساب المعلومات
إن المعلومات هي خلاصة خبرات وتجارب الجنس البشري موضوعة بصورة لفظية، وتقوم المدرسة بإيصالها إلى التلاميذ، وهي بذلك توفر الوقت والجهد على الطالب فليس بوسعه اكتساب هذه الخبرات والتجارب دون تعلم.
وقد انقسم المربون إلى فريقين بنظرتهم إلى المعلومات.
فالفريق الأول رأى أنه لا قيمة للمعلومات وأن المعلومات تأتي عرضياً وبذلك اهملوا دور المدرسة في اكتساب المعلومات أما الفريق الثاني فرأى أن المعلومات مهمة جداً، وقد اعتبروا أن المعلومات واكتسابها غاية في حد ذاتها ولذلك لجأوا إلى الحفظ والتسميع والتلقين.
وانني أرى ان المعلومات لا تكون مهمة إلا إذا كانت متصله بحياة الطالب وأن تكون وسيلة لتمكينه من حل مشكلاته في الحياة حتى يستطيع التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه وبالتالي فإن التعلم لا يكون بصورة معلومات يحفظها عن طريق منهاج وإنما يكون عن طريق جمع هذه المعلومات بعد تعرضه لمشكلة
33الصفحة
أو موقف معين، ولذلك فإنه ينبغي أن يعطى التلميذ دوراً هاماً في جمع هذه المعلومات.
وبالتالي فإننا نستطيع أن تحدث نوعاً من التفاعل بين التلميذ وبين هذه المعلومات فترسخ في ذهنه.
وبهذه الطريقة يستطيع التلميذ أن يكتسب المهارة التي تناسبه كالرسم أو القراءة أو الاستماع.
إذن لا بد من وجود هدف تعليمي واضح ولا بد من وجود موقف تعليمي يهم التلميذ.
وهنا قد يتساءل أحدنا ومن يستطيع أن يلي ميول كافة التلاميذ في حصة واحدة فأقول أنه لا بد أن يتفق التلاميذ على مهارة واحدة يقومون بدراستها والبحث فيها. وهنا لابد للمدرس من عرض هذه الطريقة عليهم وأن يستعين بأشخاص مختصين بهذه المهارة أو أن يعرض فلماً سينمائياً ويكرر عرض هذا الفلم عدة مرات ويقف عند كل جزئية حتى يتمكن التلاميذ من استيعاب هذه الخطوات. ويجب على المدرس أن يوضح العلاقة التي تربط كل خطوة مع سابقتها ولاحقتها.
الصفحة 34
ومن الاسس المهمة التي يجب مراعاتها من قبل المدرسين في تنمية الميول والقيم والاتجاهات أن يتاح للتلاميذ المناقشات الجماعية والعمل الجماعي.
فالتلميذ يتقبل القيم والعادات التي يستخلصها بنفسه من محيطة ومجتمعه اكثر من تقبله للعادات والتقاليد والقيم والميول التي يفرضها عليه المدرس.
وخلاصة القول فإن تنظيم المادة التعليمة أو الموقف التعليمي يجب أن ينظر اليه المدرس من زاوية التلميذ الذي تتركز حوله عملية التعلم لا أن ينظر إليه من زاويته الخاصة. ويتم ذلك إذا كان الهدف واضحاً لدى التلاميذ وأن تكون المادة ذات معنى بالنسبة للتلاميذ. وأن نصوغ المادة التعلمية بطريقة المشكلات أو بصورة وحدات دراسية تناسب هؤلاء التلاميذ وأن نقوم بتوزيع المادة الدراسية توزيعاً سليماً ومناسباً. وأن نشرك التلاميذ في وضع الخطة، فيجب على المدرس أن يشرك التلاميذ في وضع خطة النشاط لدرسه. حيث أن التعلم النافع هو الذي يكون فيه التلاميذ متفاعلين مع الدرس ومع المدرس. وهذا يتم بواسطة التجريب الذاتي وهو بهذا يدربهم على التخطيط والتنفيذ المهارة تلزمهم في حياتهم ويدعوهم الى التفاعل الإيجابي..
يجب أن يعتمد التلميذ على نفسه في الفهم والنقد والابتكار وفي التحليل أيضاً. إن فشل التلميذ الغي لا يعود إلى نقص عقله ولا غبائه وإنما يعود إلى عدم تشجيعه على التفكير السليم.
الصفحة 35
إن الغرض من التدريس أن يصل التلميذ إلى افكار وحقائق صالحة وهذا لن يتم إلا إذ كان العرض واضحاً وبالتالي يجب أن يكون الهدف واضحاً لدى المعلم. وأن الإلقاء واضحاً وذلك باختيار الطريقة المناسبة لاعمار التلاميذ ومقدرتهم وطبيعة المادة وأن يشرك التلاميذ بإيقاظ عقولهم وتنشيط مواهبهم واثارة انتباههم.
الصفحة 36
كيف يعد المدرس مذكرته أو درسه
إن تحضير الدروس أمر مهم جداً بالنسبة للمعلم كي يتم عمله ويصل إلى غايته فالهدف من تحضير الدروس هو تحديد المادة التي يريد المدرس اعطاءها لتلاميذه فيقوم بترتيبها ويرسم خطة محددة وواضحة تمكن من ايصال معلوماته اليهم بما يتناسب وعقولهم.
فالمدرس مثل الشخص الذي يرغب بالقيام برحلة فهو يعد لها إعداداً جيداً فيتخذ الاحتياط اللازم ويختار أسهل السبل واضمنها فلا بد للمدرس من الاعداد الدروسه. إعداداً جيدا وليس المقصود اتباع خطة واحدة جامدة ملتزماً نمطاً واحداً أو أنماطاً ثابثة بل لا بد له من أن يغير ويبدل حسب متطلبات دروسه وحسب مستوى تلاميذه مراعياً نفسياتهم وبناء على ذلك ينبغي أن تحتوي خطة الدرس على ما يلي :
1_أهداف الدرس
2_ظروف المدرس مثل تقدير الزمن ومكان التدريس وامكانيات التنفيذ والخبرات السابقة للتلاميذ ومصادر الخبرات والمعلومات.
الصفحة 37
3-استثارة ميول التلاميذ ومدى الاستفادة من البيئة المحلية وكذلك دراسة علاقة
الدرس بالدروس الاخرى ثم استعمال الوسائل التعليمة.
4-اللجوء إلى النشاط المدرسي المصاحب للدرس. وكذلك التطبيقات التي تلي الدرس من الاستنتاجات وعرض النتائج. ثم طرق تقويم الدرس وتغير سلوك التلاميذ وكل ذلك ينبغي للمدرس أن يضعه في اعتباره عند تحضيره للدروس.
ويمكن تلخيص الخطوات المطلوبة لاعداد الدرس بما يلي تحضير المادة ورسم طريقة التدريس ثم تدريسهم وكتابة المذكرة، ثم القاء الدرس.
على المدرس أن يحصل على المادة ويرتبها بطريقة تراعي مستوى التلاميذ وعليه أنه يستزيد من المادة وأن يرجع إلى المراجع والمصادر المختلفة.
إن المعلم الذي ينقطع عن الدراسة والبحث إنما يحكم على نفسه بالخمول الذهني والضعف العلمي. وان المعلم ضعيف المادة يمكن أن يستزيد إذا توفرت لديه الرغبة في التعلم والنهوض بمستوى تلاميذه وبالتالي فإننا نلاحظ أن المعلم عندما يكرر نقطة مستعصية الفهم على التلاميذ ليوضحها لهم إنما يستزيد من التعلم والعلم. فالعلم يزيد وينمو بواسطة الجدل والحوار والبحث وتبادل الأفكار.
الصفحة 38
ويمكن للمدرس أن يستقي مادته من الكتاب المدرسي ومن عدة مصادروينبغي للمدرس أن يعرض مادته على تلاميذه بأسلوب يناسب مستواهم العقلي فلا يلجأ إلى استعمال الالفاظ الصعبة التي لا يفهمها التلميذ لأول وهلة وإنما تحتاج إلى شرح وتفسيره. فإذا ما أضطر المدرس إلى استعمال لفظة أن يفسرها لهم ويوضح معناها مثل لفظة الدكتاتورية أو اللوجستية بالنسبة لتلاميذ المرحلة المتوسطة أما بخصوص اشراك التلاميذ في وضع الخطة فإن من الواجب على المعلم أن يشرك التلاميذ في وضعها وخاصة خطة النشاط في الدرس فالواجب أن تتاح الفرصة للتلاميذ في التجريب الذاتي واكتساب الخبرات بأنفسهم.
كما ينبغي على المدرس عند اختياره للمشكلة أن تكون هذه المشكلة تهم التلاميذ وأن تكون مناسبة لمستوى نموهم وأن تكون محتوية على امكانية نمو عقولهم وميولهم وأن تمكن التلاميذ من وضع الخطط للطريقة العلمية في التفكير وأن توجههم إلى نشاطات مختلفة ومتنوعة بحيث يستطيع المدرس تمييز التلاميذ وملاحظة مدى تفوق كل تلميذ وما هي الناحية التي يتفوق فيها أكثر.
وخلاصة القول فإنه يجب على المعلم أن يراعي خلال تدريسه الأمور التالية:
الصفحة 39
1_إن التعليم لا ينحصر في اكتساب المعلومات أو بعض المهارات وإنما يتعدى ذلك إلى اكتساب التلاميذ الخبرة الكافية للتفاعل مع الحياة، فالمعلومات تنسى ولكن أثرها يبقى فينعكس على سلوكه وتفاعله مع الآخرين من حيث العادات والمهارات والقيم والتقاليد.
2_يجب أن تتماشى عملية التعليم جنباً إلى جنب مع عملية التعلم.
3_أن يراعي المدرس حاجات التلاميذ كل على انفراد وهذا مهم جداً في النجاح عملية التعليم، فعندما يشعر التلميذ أن حاجاته ملباة فإنه يقبل على التعلم بشغف.
4_أن يحدد المدرس الأهداف الخاصة بالدرس وأن يشرك تلاميذه وهذا يجعل الهدف في أذهان التلاميذ واضحاً الأمر الذي يجعل سير المدرس في درسه سهلاً وواضحاً.
5_ينبغي على المدرس أن يكثر من تشجيع التلاميذ عن طريق التقديرو الثواب والمكافآت. الأمر الذي يساعد ف تثبيت الصفات الحميدة في نفوسهم فيقبلون على الدرس بشغف.
6_ينبغي على المدرس أن يبتعد عن القاء المعلومات القديمة التافهة وأن يتجنب التكرار الممل بل يجب أن يأتي بالمعلومات الجديدة المفيدة لهم وعندها يشعر
الصفحة 40
التلاميذ أن ما يتعلمونه مفيد لهم ويقبلون على الدراسة حيث يجدون فيها متعة، لأن ما يتعلمونه يتصل بالحياة.
7_ولا يفوتني الاشارة إلى ضرورة أن تقسم المادة الدراسية إلى وحدات، وأن تنظم بحيث تدور كل وحدة حول مشكلة، وهذا بطبيعة الحال أفضل بكثير من تجزئتها إلى جزئيات صغيرة، لا يربط بينهما رابط حين تدريسها.
إن تنظيم المادة في وحدات تدور حول مشكلات تتصل بحياة التلميذ تعود التلميذ على التفكير العلمي الذي يتميز مجمع الأدلة وموازنتها ثم اصدار الاحكام دون تردد.
8_ينبغي على المدرس أن ينشر، ويساعد في نشر التسامح والمحبة بينه وبين تلاميذه وكذلك ينبغي أن يعمل المدرس ما في وسعه على اتاحة الفرصة أمام التلاميذ للاسهام والمشاركة في الدرس كل حسب طاقته واستعداده، لا أن يحصر الدرس والمشاركة في عدد محدود من التلاميذ.
الصفحة 41
الطالب المطبق لدروسه
وهنا ينبغي لي أن أنوه بان المدرس ذا الخبرة يختلف عن المدرس الجديد او الطالب الذي يتمرن كي يصير مدرساً.
فالمدرس ذو الخبرة هو طبيب صفة يعرف مستواهم ويعرف الطريقة التي يتعلمون بها ونتيجة خبراته السابقة تتكون له أساليب مبتكرة في التدريس قد لا تكون موجودة في طيات الكتب التربوية. أما الطالب المتمرن فهو بحاجة إلى أن ناخذ بيده فلا بد أن يكتب ما يراه ضرورياً فعليه:
أن يكتب التاريخ والحصة واليوم وموضوع الدرس وأن يكتب الغرض العام، والغرض من الدرس.
كذلك ينبغي عليه أن يذكر وسائل الايضاح التي يستعملها خلال تدريسه, وأن يفكر فيها وأن يستعملها في الوقت المناسب وليس لمجرد تعدادها فقط. ولا يكفي أن يكون المعلم غزير المادة ويتبع المنهج بل لا بد من اتباع طرق التدريس الصحيحة التي تجعل من المواد التعلمية مادة سهلة ومفيدة للتلميذ وللمجتمع.
الصفحة 42
وقد تطورت طرق التدريس مع مرور الزمن ونتيجه حتمية لتطور أساليب التعليم والابحاث العلمية ويمكننا أن نعرج على ذكر بعض طرق التدريس ومن أشهرها..
1_الطريقة الالقائية. ويقوم فيها لمدرس بالدور الفعال من حيث الشرح والإلقاء، أما التلاميذ فيكون دورهم سلي فهم يستمعون للمعلم حيث يسود غرفة الصف سكون مطبق ويقوم التلاميذ بالاستعداد للامتحان وحفظ المعلومات وليس أمامهم هدف واضح سوى النجاح.
وتقوم هذه الطريقة على الخطوات التالية التي وضعت قواعدها في العصر الحديث منها المقدمة والعرض ولا بد من الاستنباط والتطبيق ولهذه الطريقة عيوب أهمها:
1_إن هذه الطريقة تقوم على اساس خاطئ وهو الاهتمام بالجزئيات أولاً واعتقادهم أن العقل يدرك الجزئيات أولاً وقد اثبت علم النفس الحديث أن العقل يدرك الكليات أولاً ثم الجزئيات.
2_كما أنها تحرم التلميذ من النشاط والحركة وتجعله سلبياً يعتمد على المدرس ويخرجه من الاشتراك في وضع الهدف ورسم خطته وتنفيذها.
3_كما أنها تتجاهل ميول التلميذ ورغباته.
الصفحة 43
4_وتهتم بالمعلومات وتجعلها هدفاً وغاية في حد ذاتها.
5_كما أنها تجعل المدرس عبارة عن مسجل يلقي المعلومات مرتبة حسب نظام خاص لا يحيد عنه، وهذا يؤدي إلى الملل والسأم.
6_وتعطي المدرس سلطة دكتاتورية فهو المصدر الأول للمعرفة والمعلومات وما رمات وما على التلميذ إلا التزام الطاعة وتلقي المعلومات، ويجعل أيضاً المدرس مسلوب الارادة خائفاً من الموجه أو المفتش كما كانوا يسمونه وهذا المفتش يخاف من هو أعلى منه وهكذا.
ومهما قيل فيها من عيوب فهي أفضل طريقة وأقصرها لتزويد التلميذ بالمعلومات، فطريقة الإلقاء بالمفهوم الحديث محكمة حيث أنها تشترط ربط الدرس الجديد بالدرس السابق ولهذه فإنه لا يمكن الاستغناء عن هذه الطريقة لأنها أفضل طريقة يمكن استخدامها في شرح بعض المصطلحات وتفسير بعض المفاهيم المعنوية الغامضة التي تحتاج إلى شرح وتفسير. ولا بد من مزج هذه الطريقة بطرق أخرى.
وهي صاحبة مدرسة في بلده {دلان} قامت بتجارب من اجل
2)طريقة التقسيمات: وصاحبة هذه الطريقة{هلن باركوهلست}
الصفحة 44
التخلص من عيوب الطريقة الالقائية فقسمت المادة الأساسية إلى واجبات تستغرق كل منها شهراً كاملاً.
ثم قسمت حصة كل شهر على أربعة اسابيع ووضعت لكل اسبوع مادة معينة وضعت لها مقدمة أو تمهيداً ثم اسئلة ومشكلات تطلب من التلاميذ أن بحلوها ووضعت ارشادات وتوجيها تمكن التلميذ من الفهم والدراسة وتساعده على السير في العمل. وربما طلبت منه عدم الاكتفاء بالمادة المعطاة لـه أو التي يملكها وإنما طلبت منه الرجوع إلى المصادر والمراجع لأخذ المعلومات والمطلوب من التلميذ رسم الخرائط واجراء تجارب واعداد رسومات بيانية عن عمله وتركت له المجال في شراء الاجهزة واستعارتها أو تصميمها. والتلميذ في هذه الحالة هو المسؤولٌ أولاً وأخيراً عن انجاز عمله الشهري في جميع المواد.
كما أن هلن فتحت لكل مادة دراسية غرفة مستقلة زودتها بكل ما يحتاج اليه التلميذ من مراجع ومعاجم وخرائط وأطالس وهذه الطريقة ليس لها جدول بعدد الحصص وانما يسمح للتلميذ بالتردد على حجرة الدراسة دون التقيد بساعات معينة.
وتركت الامر للتلميذ للعمل بنفسه واعطته حرية مقيدة، فهو مطالب بالمجاز ما عهد اليه انجازه في شهر في كافة المواد وكانت تراقب المجازات التلميذ وتوضح
الصفحة 45
له مقدار تقدمه في كل مرة عن طريق عمل رسوم بيانية توضح مقدار تقدمه في العمل.
ولا بد من وجود مدرس يتولى الاشراف على هؤلاء التلاميذ ومراقبتهم مراقبة مباشرة ويقوم بارشادهم ومساعدتهم وهذه الطريقة تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ كل تلميذ يعطى من الواجبات على قدر استعداده وقدرته، وتركت له المجال في التعاون مع زملائه.
ومن عيوب هذه الطريقة أنها تركز على حفظ المعلومات واستظهارها دون أن تعنى بمقدار تطبيقها وفائدتها في الحياة العملية وأنها تبالغ في أهمية الامتحانات والاختبارات وتقوي في التلاميذ روح المنافسة، فيسود بينهم الحقد والكراهية. وتجعل التلميذ يميل إلى نقل المعلومات دون فهمها.
ومع كل هذه العيوب فإن هذه الطريقة تنمي في التلاميذ روح تحمل المسؤولٌية وتدربهم على وضع الخطط لدراستهم وتحثهم على التعاون وتمكنهم من تنظيم أوقاتهم بعد أن اعطتهم الحرية في القيام باعمالهم وجعلت المدرس مرشداً يقوم بدور الموجه ولذلك لا بد أن يكون على اتصال دائم مع التلاميذ فيرشدهم وينفرد بهم واحداً واحداً يقدم لهم نصائحه وتوجيهاته.
الصفحة 46
3)طريقة حل المشكلات
تقوم هذه الطريقة على اساس أن المعلم يختار لتلاميذه المشكلة المناسبة ويقوم بتحديدها تحديداً دقيقاً. ثم يوزع الأدوار على التلاميذ كـل يتحمل مسؤولٌية حسب ميوله وقدراته. ويساعدهم في الرجوع الى الكتب والمراجع التي توصلهم إلى المعلومات المطلوبة. فيشجع ويكافئ الطالب النشيط ويأخذ بيد التلميذ الكسول فيشد من عضده ويساعده على العمل وتقوم هذه الطريقة على الأسس التالية:
1)الشعور بالمشكلة وتحديدها
2)ضع الفروض التي من الممكن أن توصل إلى ايجاد حل للمشكلة.
3)جمع البيانات والأدلة التي تؤدي أو تعارض هذه الفروض.
4)اتباع اسلوب الملاحظة والسؤال و التجريب والمناقشة في البحث عن المعلومات.
5)النتيجة وهي أن يتأكد الباحث من صحة فرضية معينة فيقبل بها نظراً لكونها صحيحة في حل مشكلته.
وعلى العموم فلا بد للمدرس من مراعاة بعض الأمور في هذه الطريقة وهي:
الصفحة 47
1)يجب أن يكون للدرس خطة محكمة ومرتبه في نفس الوقت.
2) ويجب أن يكون للمدرس غرض أو هدف واضح ومحدد.
3) يجب أن يهتم التدريس بالنشاط الايجابي من قبل التلاميذ.
4) يجب أن يثير المدرس اهتمامات التلاميذ وميولهم ويشجعهم على العمل والنشاط. وينبغي أن يكون في نهاية الحصة تقييم لهذا النشاط وهل حقق الهدف المقصود أم لا. وهل أحدث تغيراً في سلوك التلاميذ وهل أكسبهم فيما واتجاهات جديدة مطلوبة.
4)طريقة المشروع
تهتم هذه الطريقة بميول التلاميذ ونشاطهم وأما المعلومات والحقائق العلمية فتأتي في الدرجة الثانية وينظر إليها على أنها وسيلة وليست غاية ولا بد من توفر بعض الأمور عند تطبيق طريقة المشروع منها.
1- ان تتوفر مشكلة أو مشكلات يشعر بها التلاميذ وتثير اهتماماتهم.
2- ان يتوفر غرض وهدف محدد واضح في أذهان التلاميذ يعينهم ويحفزهم على حل تلك المشكلات.
الصفحة 48
3_النشاط الطلابي: حيث يقوم التلاميذ بنشاط متعدد الجوانب ضمن خطة مرسومة من قبل التلاميذ تراعي ميولهم ورغباته.
4_الجو الاجتماعي: ينبغي أن يسود جو ديمقراطي سليم في الحصة ولا يتدخل المدرس في الامر وانما يترك للتلاميذ العمل بحرية.
5_المعلومات والحقائق العلمية: يحصل التلاميذ على المعلومات بصورة عارضة فالتعليم يتم عن طريق الخبرة العملية لأن استخدام المعلومات أهـم مـن الحصول عليها. وبناء عليه فإن هذه الطريقة تنظر إلى المواد على أنها وحدات مجتمعة وليست منفصلة مجزأة.
6_أن التعليم والتعلم يتم في المدرسة والجمعيات المدرسية والرحلات والمعسكرات والدوريات ولا يقتصر على الفصل.
ولا شك أن لهذه الطريقة على الرغم من مزاياها المتعددة عيوباً منها:
1_أن طريقة المشروع تبالغ في مراعاة حاجات التلميذ وميوله على حساب حاجات المجتمع وقيمة
2_أنها تركز على التلميذ وميوله وتترك قيم الجماعة للصدفة.
3_ انها تبالغ في اعطاء التلميذ الحرية المطلقة وقد اهملت التوجيه والرقابة.
الصفحة 49
4_قد يتشعب المشروع في اتجاهات عدة الأمر الذي يجعل عليها التلميذ سطحية وغير ذات قيمة.
5_قد تتكرر بعض المشاريع نتيجة لعدم التخطيط المسبق.
وبالرغم من كل هذه العيوب فإن لها مزايا لا يمكن انكارها ومنها:
1-أن طريقة المشروع تستمد حيويتها من ميول التلميذ وحاجاته.
2-أن التلاميذ يقومون بوضع خطة العمل وبنشاطات عديدة تكسبهم الخبرة الكافية حيث تتحول المدرسة إلى كتلة نشاط فتكث الرحلات والمناقشات.
3-أن المعلومات التي تحصل عليها أو يُقدمها المدرس تأتي لتفسير موقف أو لتوضيح مشكلة.
4-أنها تغرس في التلميذ صفات حميدة كالتعاون وتحمل المسؤولٌية والإخلاص في العمل كما تدفعه إلى الاستعانة بالمصادر العلمية والمراجع.
الصفحة 50
طريقة تدريس اللغة العربية
1 _القراءة:
قال تعالى: {أَقْرَأْ بِأسَيهِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَنَ مِنْ عَلَقٍ أَقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَم بِالْقَلمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لم َيَعلَم}
هذه أول آية نزلت من القرآن الكريم وقد بدئت بالحث على القراءة بقوله تعالى (إقرأ) وقد كررها رب العزة مرتين وجعلها وسيلة للتعلم.
إن القراءة عنصر فعال لا يستغني عنه الفرد ولا المجتمع فهي تساعد الفرد على الاستفادة من خبرات وآراء الادباء والمفكرين على مر العصور ومن جميع الشعوب على اختلاف اعتقاداتهم وقيمهم ولغاتهم.
حيث أن اتصال الافراد بالقراءة يساعد على تبادل الآراء والأفكار وبالتالي فإن المجتمع الذي تسود القراءة بين أفراده مجتمع قوي متماسك ينصهر في بوتقة واحدة حيث تصير خبراتهم ومصالحهم مشتركة. وتزداد أهمية القراءة والحاجة إليها كلما تقدمت المدنية وتعددت طرقها والوانها.
51الصفحة
لقد أدرك المفكرون ورجالات التربية ما للقراءة من أهمية في تكوين الفرد والمجتمع ولذلك ركزوا على القراءة فدرسوا أهميتها وانواعها وأهتموا بما يصادفه الفرد من مشاكل عند تعلم القراءة وقاموا بالتعرض لطرق تدريسها وطرق حل مشاكلها.
وقد ركزوا على تعلم القراءة وتعليمها للأطفال لما له أهمية حيث إن الطفل إذا تعلم القراءة يستطيع أن يتعلم التاريخ والجغرافيا والحساب وغيرها، فالقراءة وسيلة لتلقي التعبير الكتابي بينما يأتي الاستماع لتلقي التعبير الشفوي.
إن الطفل إذا أجاد القراءة في المراحل الأولى من حياته واحب القراءة وغرسنا في نفسه حب القراءة والميل لها فإننا نساعده في أن يكون متفوقاً في كافة الدروس والمواد وبالتالي نساعده في أن يصبح عضواً ناجحاً في المجتمع. يساهم في تقدمه ورقية ويعمل على رفع شأنه بين شعوب العالم ومجتمعاته.
والطفل الذي يفشل في تعلم القراءة ينشأ كارها لها مبغضاً وبالتالي لا يستطيع أن يجاري زملاءه في تحصيل المواد الأخرى وهذا يؤدي الى فشله ورسوبه ثم تركه المدرسة، الأمر الذي يقذف به الى الشارع يتلقفه رفاق السوء يأخذون بيده إلى الهاوية.
الصفحة52
وبذا يضيع ويكون عضواً فاسداً في المجتمع لذا يجب على المدرس الذي يتصدى لتدريس التلاميذ المبتدئين مادة القراءة أن يراعى النقاط التالية:
1_يجب أن يأخذ بيد الطفل وأن لا تسمح له بالفشل في القراءة لأن ذلك يسبب له عقدة. ربما يتعثر الطفل ولا يستطيع القراءة ولكن على المدرس أن يتحلى بالصر وتشجيع التلميذ وشحذ همته.
2_أن يقوم المدرس بملاحظة ومتابعة التلاميذ بشكل فردي، مراعياً الفروق بين التلاميذ ومدى استعداد كل تلميذ لتعلم القراءة.
3_أن تكون القراءة تعالج مواضيع سارة وممتعه للتلميذ وأن تترك في نفسه أثراً مفيداً بحيث تدعوه الى مداومة القراءة لا النفور منها.
لذلك ينبغي أن تكون موضوعات القراءة مأخوذة من بيته الطفل وأن تكثر فيها القصص المشوقة الممتعة بحيث تنمي ميولهم واهتماماتهم وتلي حاجاتهم.
4_ينبغي أن تساعد القراءة التلميذ على التعبيرا لسليم والاستفادة من التعابير السليمة والالفاظ الجديدة.
5_ينبغي أن لا يتعجل المدرس في تعليم تلاميذه القراءة جملة واحدة ومن أول وهله بل لا بد من تعليمهم أولاً المدركات الكلية ثم يلجأ إلى تحليل الجمل إلى كلمات تم بعد ذلك يحلل الكلمات إلى حروف.
53 الصفحة
6_ان اسلوب التقويم والتشجيع هما خير وسيلة لامداد التلميذ بالثقة بالنفس وحب القراءة فلا بأس من أن يكثر المدرس من عبارات التشجيع للتلميذ مثل: ممتاز، أحسنت إنت الآن أفضل من أمس... إلخ. كل هذه الخيارات تشحذ ذهن التلميذ وتفتح شهيته للقراءة.
ولا بد من أن نعلم التلميذ بعض العادات الحسنة كالكتابة وكيفية امساك القلم وكيفية الجلوس الحسن وندربه على الكتابة السليمة.
الصفحة54
الهدف من القراءة
إن القراءة مهمة جداً في حياة الفرد والمجتمع كما اسلفت فهي تعرف الانسان ما يدور حوله من حوارات وأخبار محلية وعالمية كما أنها تعرفه عناوين الشوارع والاتجاهات وتقوده إلى المحلات التي يبحث عنها ويستطيع بواسطة القراءة الاطلاع على التعليمات الواردة في النشرات كتعليمات الرسوب والنجاح وتعليمات القبول في المدارس وشروط التوظيف، وصفات الدواء وكيفية استعمالاته.
كما أن القراءة تفيد في جمع المعلومات عن الشيء الذي نريد دراسته أو التحدث فيه فالخطيب والمحامي والمهندس وغيرهم كلهم بحاجة إلى القراءة من أجل وضع التقارير التي تساعده في مهنته كما أن القراءة تضفي على القارئ المتعة وحينما يقرأ قصص الصحابة وسيرة الرسول ويقرأ الشعر أو الأدب فإنه يشعر بالمتعة في الاستماع إلى معانيها وجمال تعابيرها.
55 الصفحة
ولا بد من توفر عناصر ثلاثة كي تتم عملية تعلم القراءة وهذه العناصر التلميذ والمعلم والمنهاج وكل عنصر له أهميته ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال .
ولهذا فإنه ينبغي أن نهتم بالطفل فتتعرف على مقدرته الجسمية والعقلية وعلى ظروفه الاجتماعية ولا بد من الاهتمام بكتب القراءة وكيفية اعدادها ولا بد من اعداد معلم الصفوف الأولى اعداد جيداً وتوفير كافة الظروف المناسبة له كي يعمل في جو مريح.
56 الصفحة
طرائق تعليم القراءة في المرحلة الابتدائية
عندما يبلغ الطفل السنة السادسة من عمره تكتمل لديه القدرة على الابصار والاستماع والنطق، كما أنه يتزود بمجموعة لا بأس بها من الألفاظ والتراكيب والمفاهيم السائدة في بيئته والطفل في هذه السن يكون شغوفاً بالمعرفة والموازنة والربط بين المتشابهات والمختلفات وهو في هذا السن يلتحق بالمدرسة بعد أن يكون مستعداً تمام الاستعداد لتلقي المعلومات.
وعلى المدرس أن يختار الطريقة التي تناسبه في هذه المرحلة فطرائق التدريس مختلفة ومتعددة.
ولا شك أن هذه المرحلة (مرحلة دخول التلميذ الى المدرسة في الصف الاول الابتدائي مهمة بالنسبة للطفل فنموه اللغوي يعتمد إلى حد كبير على مقدار تقدمه في تهجي الحروف.
لأنه بواسطة التهجي يستطيع معرفة معاني المفردات المكتوبة فيتعلم نطقها وبالتالي يستطيع أن يستوعب ما يتكلمه الآخرون فيفهم ما يريدونه. وبالتالي تتوسع تجاريه وتزداد اهتماماته بالعلوم وتجارب الآخرين وينبغي على المعلم أن لا يبدأ منذ اليوم الأول يتعليم الطفل الحروف والقراءة والتهجي والكتابة وإنما ينبغي
الصفحة 57
له أن يتركه يلعب وينظر إلى الصور الموجودة في الكتاب والى اسمه المكتوب فوق طاولته، ولا بأس من أن يلقي المعلم على مسامع تلاميذه بعض القصص لجذب انتباههم الأمر الذي يدفع بالتلميذ إلى حسب المدرسة وتطلعه إلى معرفة الحروف والرغبة في القراءة والكتابة.
وهنا يستغل المعلم الفرصة فيبدأ بتعليم الطفل هجاء الحروف وعلى المدرس أن يختار الطريقة التي تناسبه في هذه المرحلة. فطرق التدريس مختلفة ومتعددة.
ولا بد للطفل من التعرف على اللفظ الذي يدل عليه الرمز ومعرفة معناه كما يجب عليه أن يتعرف على هذا الرمز المكتوب ويتعرف على لفظه الخاص به.
وللمعلم أن يتبع أي طريقة توصله إلى تعليم الأطفال وتمكينهم من تهجي الكلمات ويوجد ثلاثة طرق رئيسة لتعليم القراءة للاطفال وهي الطريقة التركيبية الطريقة التحليلية ثم الطريقة التركيبة التحليلية (الطريقة المزدوجة).
وسنقوم بشرح موجز لكل طريقة على حده.
1/الطريقة التركيبية يقوم المعلم في هذه الطريقة بتعليم التلاميذ من الحرف أي الكلمة ثم ينتقل الى الجملة.
ويلجأ في تعليمة للحروف الى أسلوبين.
الصفحة 58
ا_الطريقة الهجائية:
وفيها يقوم المعلم بتعليم التلاميذ الحروف الهجائية بأسمائها الف باء تاء ثاء جيم حاء خاء .... الخ . ثم بعد ذلك يعلمهم طريقة نطق هذه الحروف مضمومة ومفتوحة وساكنة ومكسورة ثم مشددة ومحدودة ويستعين على ذلك بكلمات تحتوي على الحرف المطلوب بالصورة المرغوبة ويلقنها له، والمعلم في هذه الطريقة يبدأ من الجزء وهو الحرف ثم ينتقل الى الكلمة فالجملة، ولا شك أن هذه الطريقة تسبب الملل لدى الطفل وتمكنه من القراءة وكذلك فإنها مبددة للجهد والوقت وهي لا تراعي القواعد النفسية والجسمية الصحيحة فالطفل يبدأ بادراك الكل ثم يميل الى التفاصيل.
ب - الطريقة الصوتية
وهذه الطريقة تعلم الحروف الهجائية باصواتها وبعد ذلك توضع في كلمات حسب الحاجة اليها.
فالمعلم يعلم الطفل (جـ ، ل ، س) ثم بعد ذلك ينطق بالكلمة ج ل س
فينطقها جلس.
الصفحة 59
وهذ الطريقة يمكنها أن تعلم التلميذ القراءة ولكنها لا تثير فيه الرغبة في القراءة لانها تبالغ في الاهتمام بالجزئيات كالضمة والفتحة والكسرة التي لا يعيرها التلميذ أي اهتمام.
وربما يلجأ المؤلفون الى ذكر كلمات تحتوي هذه الحروف والحركات حتى يتمكن التلميذ من فهمها ولكن قد تضطر المؤلفين والمعلمين إلى الاتيان بكلمات غريبة عن الطفل لا يدركها بسرعة وبالتالي لا تثير فيه الرغبة في القراءة ولا تشوقه لها..
إننا ندرك أن الصوت مهم وأن تعليم الاصوات لا يمكن الاستغناء عنه في تعليم اللغة..
فالصوت عنصر اساسي من عناصر اللغة الا أن الاكتفاء بترديد الصوت يفت من عضد التلميذ ويميت رغبته في القراءة..
ولا شك أن هذه الطريقة عملية لكنها بطيئة، كما أنه يصعب لفظ أحرف الدرس لوحدها مثل عاد بير، وقول فنحن لا نستطيع أن تنطق بالالف في الكلمة الأولى وبالياء بالكلمة الثانية وبالواو في الكلمة الثالثة لتعذر النطق بها منفردة. وهذه الطريقة جيدة ولكنها لا تصلح وحدها للتعليم فلا بد من استعمال
60 الصفحة
طريقة أخرى لتعليم مبادئ القراءة وهي طريقة التحليلية مع عدم الاستغناء عن الطريقة التركيبية بقسيمها الهجائي والصوتي
ج الطريقة التحليلية
تقوم هذه الطريقة على مبدأ تعليم الاطفال الكلمات قبل الحروف. وتعتمد على طريقة نفسية وهي أن الطفل يدرك الكل قبل الجزء.
إن هذه الطريقة تستغل ما لدى الطفل من معلومات ومفاهيم وخبرات وبالتالي تجعله يقبل على القراءة بشغف وولع.
وهي تعتمد على حقيقة أن الصوت المنطوق والمعنى الدال عليه هذا الصوت معروفان لدى الطفل حيث اتينا بكلمات من بيئته. وبالتالي فإن انتباهه يتركز على العنصر الجديد الا وهو عنصر الكتابة.
وينبغي أن نأتي بكلمات تحتوي على الحرف المطلوب تاره في بداية الكلمة وتارة في وسطها وتارة في آخرها.
ثم نطلب منهم الاتيان بكلمات تحتوي على هذا الحرف. ويطلب اليهم كتابة الحرف في الهواء بعد ان يقوم المعلم بكتابة الكلمة على السبورة، والغرف المطلوب ملوناً ثم يطلب من التلاميذ كتابته ورسمه بالصلصال.
61 الصفحة
ويمكن للمدرس الانطلاق من جملة قصيرة تكون معروفة لدى التلاميذ او مما يأتي به التلاميذ فيكتب الجملة بخط واضح وجيد على السبورة ويقرؤها لهم ويأتي بجمل مشابهة لها مع اختلاف قليل ثم يطلب من التلاميذ ملاحظة الفرق بين هذه الجمل، فمثلاً يكتب على السبورة.
رائد أكل تفاحة.
سائد أكل برتقالة.
عائد أكل رمانة.
فإن التلاميذ سيلاحظون اختلاف الاسماء كما أنهم سيدركون أن هناك فرقاً بين لفظة التفاحة والبرتقالة والرمانة وهذا اللفظ يتبعه اختلاف في المعنى وايضاً في الكتابة.
كما أن التلاميذ سيلاحظون اتفاق ثلاثة الاسماء في المقطع الاخير وهو ائد) وأنها تختلف في الحرف الأول.
وبعد أن يتأكد المعلم من أن طلابه أدركوا المعاني وتعرفوا على نقاط الاختلاف والتشابه بين الجمل ينتقل بهم الى المرحلة التحليلية.
62 الصفحة
يأخذ جملة على حده ويبدأ بها كلمة كلمة ثم بعد ذلك يأخذ كل كلمة يقطعها الى حروفها مع كتابة الحروف المتشابهة بالوان مختلفة.
ومن عيوب هذه الطريقة أن الحروف العربية لها عدة أشكال وصور فالحرف يكتب بصورة معينة إذا جاء في أول الكلمة ولكن صورته تختلف اذا جاء في الوسط أو في أخر الكلمة. الأمر الذي يجعل التلميذ يحتاج الى مدة أطول كي يدرك أشكال الحروف. وكذلك فإن الطفل يتعلم القراءة أولاً ويبقى ضعيفاً في الاملاء. كما أنها تحد من امكانية تعرف التلميذ على كلمات وجمل جديدة وذلك أن ذهنه يبقى محصوراً في الجمل التي يعلمه اياها المدرس.
وعلى العموم فإن الطريقة الكلية (الجملة فالكلمة فالحرف) هي التي تناسب عقل التلميذ، وتراعي الاصول النفسية والتربوية والتي تنادي بالانتقال من المعلوم إلى المجهول وبالتالي فإنه يمكن للمعلم أن يتغلب على عيوب هذه الطريقة إذا ما بذل جهداً أكثر في اختيار الكلمات وتنظيمها وتبويبها وترتبيها ترتيباً جيداً.
ويمكن للمدرس اللجوء إلى سرد حكاية قصيرة أمام التلاميذ ويكررها عدة مرات حتى يفهمها التلاميذ ويحفظوها غيباً ثم يكتب الجملة الأولى على السبورة ويقدمها لهم عدة مرات حتى يحفظها التلاميذ غيباً ثم يأتي دوره بتحليل هذه
الصفحة 63
الجملة إلى كلمات ثم إلى حروف وبعد ذلك ينتقل الى الجملة الثانية فالثالثة...
الخ وفي كل مرة يقوم بما قام به من تحليل كما فعل في الجملة الأولى.
وبعد ذلك يقوم المعلم بعملية تركيب للحروف فالكلمات فالجمل ويؤلف القصة من جديد ولا بأس من الاتيان بقصة جديدة عن طريق تأليف الحروف وتجميعها في كلمات وجمل ولا بد أن يسبق هذه الخطوات إعداد جيد، وتأليف للقصة الجديدة، حتى لا يضطر المعلم إلى الخروج عن المألوف في اختيار لكلمات والتراكيب والجمل.
د - الطريقة الثنائية (التركيبة التحليلية).
وهي أن يمزج المعلم بين الطريقة الأولى الجزئية فيبدأ بتعليم الاطفال بالطريقة الكلية ثم يقوم بشرح مفرداتها كما جاء في الطريقة التركيبية (الصوتية أو الابجدية}
فيقوم المدرس بعرض صورة لحيوان أو نبات أو جماد مرسومة على بطاقة او على السبورة، ويطلب من التلاميذ النظر إلى الصورة. ثم يسألهم ماذا يوجد في الصورة. وبعد أن يتاكد المدرس من معرفة جميع التلاميذ لمحتوى الصورة. يكتب الجملة أو الاسم على السبورة ويقرؤها عدة مرات حتى ترسخ في اذهان التلاميذ مع مراعاة النطق الجيد من حيث وضوح مخارج الحروف وصحة نطق الأصوات.
الصفحة 64
وبعد ذلك يطالب المعلم الاطفال أن يقلدوا القراءة بطريقة جماعية حتى يتيح المجال للطالب الخجول أن يشارك في القراءة وبعد أن يرسخ مفهوم الكلمة مع صورتها في أذهان التلاميذ، يبدأ المعلم بتحليل الجملة الى كلمات والكلمات إلى حروف مثل جلس ج ل س وينبغي أن يراعي المدرس عند نطق هذه الحروف أن ينطقها بأصواتها وليس بأسمائها.
وبعد أن يتمكن التلاميذ من نطق الكلمات وحروفها بشكل جيد يطلب منهم كتابة هذه الكلمات على ألواحهم أو في دفاترهم مع ضرورة أن يمر بينهم لیرشد التلميذ المتعثر ويشجع التلميذ الممتاز وينبغي أن يركز على ضرورة أن يجلس التلميذ جلسة صحيحة أثناء الكتابة وأن يمسك القلم بطريقة سليمة.
وينبغي أن يرسم الكلمات للطفل بحروف متفرقة وتكون مكتوبة بنقط وما عليه الا أن يوصل بين هذه النقط.
وينبغي ان لا نشدد على الطفل في ضرورة الكتابة السليمة والدقيقة وانما نترك له المجال في الكتابة دون تقيد وبذلك نوفر له الراحة النفسية ونشجعه على التقليد الدقيق بعيدا عن الخوف.
فإننا نساعد الطفل في تجويد خطة. عن طريق التكرار والمحاكاة والتدريب.
الصفحة 65
أنواع القراءة
قسم علماء التربية القراءة إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الجهرية والقراءة الصامتة والاستماع.
أولاً : القراءة الجهرية:
وهي التي يقوم الطالب فيها باستعمال عينيه ولسانه وأذنه فهو ينظر بعينه فيشاهد الحروف والكمات والجمل ثم يلفظها بواسطة تحريك لسانه ويجب التنبيه على المعلم على ضرورة مراعاة اجادة الطالب لنطق الكلمات والحروف من مخارجها الصحيحة، وأن يتمثل المعنى وأن يجيد الإلقاء والأداء. وهنا يستطيع المعلم أن يقف على الاخطاء التي يعاني منها تلاميذه سواء أكان ذلك في النطق أم في الإلقاء أم في تمثيل المعنى. ويمكن اصلاح ذلك ومعالجته كل حسب حالته.
مزايا القراءة الجهرية
1_تعتبر القراءة الجهرية افضل وسيلة لتحسين النطق واجادة الإلقاء وبواسطتها يعبر القارئ عن المعاني بنبرات صوتية مفهومة.
66 الصفحة
2_وهي تنمي في التلاميذ حب الجمال وتذوق مواطنة وإدراك بواطنه.
3 _وهي تمكن المدرس من الوقوف على ضعف التلاميذ وعيوبهم كل على حدة فيستطيع معالجة كل تلميذ بما يناسبة.
4_أنها تمكن المدرس من التعرف على التلاميذ المتميزين النابهين الذين يمكن اختيارهم للمشاركة في المناظرات والقاء الخطب
الهدف من القراءة الجهرية
إن الهدف الرئيسي للقراءة الجهرية هو تمكين التلميذ من القراءة الصحيحة التي تعبر عن المعنى ، وأن يفهم ما يقرأ بسهولة وسرعة.
وأن تزيد الثروة اللغوية لديه، وكذلك أن تغرس فيه حب القراءة والمطالعة وبالتالي أن تمكنه من التعبير المنظم السليم عما يجول في ذهنه من أفكاره تنسجم لما قرأه وفهمه.
عيوب القراءة الجهرية:
وعلى الرغم من مزايا القراءة الجهرية إلا أن وقت الحصة لا يتسع كي يقرأ جميع التلاميذ وربما أدت الى انشغال بعض التلاميذ واجهادهم وقد تؤدي الى عدم تتبع المعنى لأن ذهن القارئ يتجه نحو صحة القراءة وضبط الكلمات والنطق بها جيدا ومن القائها بشكل جيد.
67 الصفحة
كيفية تلاقي هذه العيوب:
يمكن للمدرس أن يجمع بين القراءة الصامتة والجهرية في الحصة بحيث يطالب التلاميذ بالقراءة الصامتة للدرس ثم يطلب منهم قراءته قراءة جهرية في النصف الثاني من الحصة.
كيفية تدريس القراءة الجهرية
يطلب المعلم من تلاميذه تحضير الدرس في المنزل. مراعياً أن يذكر لهم عنوان الدرس ورقم الصفحة.
وينبغي للمدرس أن يحضر الدرس وذلك بكتابة رقم الصفحة وعنوان الدرس ويقوم بشرح الكلمات الصعبة والمسائل التاريخية والجغرافية العلمية. ثم يضع أسئلة تحتاج إلى تفكير مراعياً أن تدور حول الافكار الرئيسة التي تضمنها موضوع الدرس.
وبعد ذلك يكتب التاريخ واليوم والحصة والموضوع والمادة على السبورة ثم بعد ذلك يقف أمام التلاميذ ويمهد للدرس بعرض وسيلة تعليمية مناسبة للموضوع أو بطرح عدة أسئلة لاستدراج التلاميذ نحو الهدف من الدرس.
وذلك من أجل تشويقهم مع مراعاة أن يكون التمهيد مختلفاً من درس لاخر.
الصفحة 68
ثم يطلب من التلاميذ فتح الكتاب على الدرس المطلوب ويقرأ المدرس الفقرة الأولى بصوت مسموع قراءة نموذجية مراعياً حسن الأداء.
وسلامة النطق، والوصل والوقف ثم يطلب من أحد التلاميذ المجتهدين القراءة ثم يطلب من تلاميذ آخرين القراءة مع ضرورة عدم اللجوء الى التسلسل الرقمي حسب الحروف الهجائية حتى لا ينشغل بعض التلاميذ عن الدرس حتى يأتي دورهم.
وهنا يجدر بالمعلم أن يطرح بعض الاسئلة بين الحين والآخر لشد انتباه التلاميذ للدرس.
ثم بعد ذلك ينتقل إلى الفقرة الثانية فيفعل بها مثل ما فعل في الفقرة الاولى وهكذا حتى تنتهي فقرات الدرس. ثم بعد ذلك ينتقل الى شرح المفردات اللغوية الصعبة ويتم ذلك بشرحها ووضعها في جمل مفيدة، وبعد ذلك يقرأ بعض التلاميذ الدرس قراءة جهرية مرة أخرى وبعد ذلك ينتقل المدرس إلى مرحلة المناقشة فيناقش التلاميذ في الموضوع وذلك عن طريق طرح بعض الاسئلة السهلة الفصيحة بحيث يدفعهم إلى التفكير والاجابة بسهولة. وهكذا يمكن المعلم التعرف على مدى استيعاب تلاميذه ومعرفة مقدار ما فهموه من الدرس. وكذلك يمكن
الصفحة 69
التعرف على مواطن الضعف لديهم من حيث صحة الإلقاء وحسن الأداء والفهم لما يقرأ وسلامة النطق ومقدار السرعة في القراءة.
وينبغي للمدرس أن يعالج هذه الامور وأن يراقبها في تلاميذه عندما يريد أن يحكم على قدراتهم في القراءة ومن الاسباب التي تؤدي إلى ضعف القراءة وعدم الاستفادة منها : ضعف البصر أو السمع أو عدم انطلاق اللسان الامر الذي يؤدي إلى ضعف القراءة.
وقد يكون الطفل ضعيف الذكاء قليل الانتباه وضعيفا في الذاكرة وضعيفا في ربط الحروف بما يناسبها من ألفاظ وضعف في النمو، كذلك يؤدي إلى عدم الشعور بالسلامة والأمن والطمأنينة في المدرسة وكذلك الهم والقلق والاضطراب النفسي يؤدي إلى ضعف التلميذ في القراءة.
وربما ادت الطريقة المتبعة في التدريس إلى إفشال التلميذ في القراءة كأن يركز المعلم على الطريقة الصوتية ويهمل طريقة الجمل أو يركز على الجمل ويهمل الحروف والأصوات. كما أن حث التلميذ على القراءة السريعة في المرحلة الأولى يؤدي إلى ضعف في القراءة.
الصفحة 70
معالجة الضعف في القراءة:
إن ضعف البصر و السمع والنطق يمكن معالجته بمراجعة الأطباء المختصين وإجراء العمليات اللازمة لذلك، ولا يطالب المدرس بالقيام بها، أما الأخطاء الناجمة عن طريقة الدرس فيمكن علاجها.
1_النطق بالحروف: إذا كان التلميذ يخطيء في لفظ حروف بذاتها فإننا نعطيه جملاً وكلمات منها هذه الحروف مكررة ونعلمه نطقها بطريقة صحيحة عندما ينطلق هذه الحروف مع ضرورة تبيان حركة اللسان أثناء النطق بهذه الحروف.
2 _أخطاء في ترتيب الحروف، ربما يكون التلميذ مضطرباً نفسياً أو وجدانياً، ولذلك نراه يلفظ بعض الكلمات بشكل معكوس فمثلا قول عن قلم، ملق ويلفظ جلس، لجس........ وهكذا.
ويمكن تدريبه على النطق السليم بعد ازالة اسباب الاضطراب لديه.
3_أخطاء النحوية وصرفية
وفي هذه الحالة ينطق التلميذ الجملة خطأ فيرفع المفعول وينصب الفاعل وهكذا. ولعلاج ذلك نكتب له بعض الجمل التي تنطبق على القاعدة على بطاقات ونعالج بها التلميذ.
71 الصفحة
4_ضعف الذكاء: ربما يكون سبب ضعف القراءة راجعا إلى ضعف الذكاء. فإن كان الضعف وراثياً فنعطيه كتباً في القراءة تتناسب مع مقدرته العقلية، وقد يكون ضعف القراءة ناشئاً عن عدم فهم لمعاني الكلمات المفردة وربما يكون ناشئاً عن عدم ادراك العلاقات بين معاني الكلمات.
الصفحة 72
ثانياً: القراءة الصامتة
وهي القراءة التي تكون بالعيون ودون اخراج الأصوات أو حتى تحريك الشفاه أو اللسان.
وتقوم أساساً على أن يستشف القارئ المعنى من الجمل والكلمات المكتوبة دون نطقها.
والقراءة الصامتة ضرورية للتحضير للقراءة الجهرية حيث بواستطها يقرأ التلميذ الجمل ويفهم المعنى ومن ثم ينظر إلى الحروف وينطقها بقلبه قبل أن ينطقها بلسانه فكل قارئ قراءة جهرية يدرب نفسه ويستعد أولاً بالقراءة الصامتة لتذليل الصعوبات اللغوية ولكي يفهم المعنى من جهة ثانية.
ميزات القراءة الصامتة
للقراءة الصامتة فوائد منها أنها تساعد التلميذ على الاعتماد على نفسه وتساعده في عملية الفهم بسرعة.
أما عيوبها فإنها لا تساعد المدرس على التعرف على قدرة التلميذ القرائية
ولا تمكنه من تتبع اخطاء التلاميذ ولا تعرفة على صورة الإلقاء والتمثيل للمعنى ويكفى التلميذ أنه يستطيع بواسطتها قراءة ما يشاء والاطلاع على ما يريد دون انتقاد يوجهه أو خطأ يسبب له عقداً واضطرابات.
الصفحة 73
كيف تدرس القراءة الصامتة
لا بد للمدرس أن يختار الموضوع الذي سيدرسه فيعده اعداداً كافياً مراعياً مستوى التلاميذ العقلية والمزاجية.
يقرا الموضوع ويفهمه ويقسم الموضوع الى فقرات ويجهز الاسئلة المناسبة ويكتب هذه الاسئلة في كراسة الاعداد وعندما يدخل الى الفصل يكتب التاريخ واليوم والحصة والمادة والموضوع على السبورة وبعد ذلك يمهد للدرس بطرح عدة اسئلة لجذب انتباه التلاميذ او سرد قصة ثم يطلب من التلاميذ فتح الكتاب مشيرا الى عنوان الدرس ورقم الصفحة.
ثم يطلب من التلاميذ قراءة الموضوع أو القصة قراءة صامتة مع ضرورة أن يساعد المعلم التلاميذ إذا طلبوا منه ذلك.
وبعد مضي وقت والتأكد من انتهاء التلاميذ من القراءة يوجه المدرس عدة أسئلة المعرفة مدى استيعاب التلاميذ للموضوع وينبغي أن تشمل هذه الأسئلة كافة جوانب الموضوع وكافة التلاميذ.
ثم بعد ذلك يطلب المدرس من التلاميذ اختيار عنوان جديد للدرس التعبير عن عناصر الموضوع بلغتهم وكذلك يحثهم على تمثيل الموضوع إذا كان بالإمكان تمثيله.
الصفحة 74
ثالثاً: الاستماع
إن الطفل وخلال فترة ما قبل دخول المدرسة يستمع أكثر مما يتكلم ويفهم كثيراً مما يسمع وإن الاستماع يشكل نسبة كبيرة في نشاطه اللغوي إذ قد يصل في بعض الاحيان إلى45%
ولذلك فإن من الواجب على المدرسة أن توفر للطفل من وسائل الاستماع التي تعينه على التعلم وفهم كثير من المواقف التي يحتاج فيها التلميذ إلى الاستماع. ولذلك فإن الاستماع هو أول نشاط يمارسه الطفل عند دخوله إلى المدرسة. لذا ينبغي على المدرس أن يحسن نطق الحروف ولفظها بشكل جيد مراعياً مخارجها الصوتية.
لأن الكلمة يشترك فيها المتلفظ بها والمستمع لها ولا بد للاتصال الشفهي بين المعلم والمتعلم أن يركز على ضرورة تقديم ما يجذب إنتباه التلميذ وأن يجعل تلاميذه يدركون أهمية الاستماع الدقيق للصغار والكبار وأنه من الممكن تنمية المهارات بشكل جيد. وأن يركز المعلم على إثارة حاسة السماع لديهم وأن يتعرف على الأطفال الذين يعانون من اعاقات في سمعهم. وبالتالي فلا بأس من سرد قصص قصيرة على أسماعهم أو بعض القصائد الشعرية وينبغي للمدرس
الصفحة 75
أن يتيح للتلاميذ الفرصة للتعبير عما يجول في أذهانهم وأن يطلب من زملائهم الاستماع
أنواع الاستماع: للاستماع أنواع عدة منها:
1_الاستماع الهامشي: غير المركز كان يستمع التلاميذ إلى المذياع أو استماع صوت السيارات و الشاحنات التي تمر بجانبه. ونحن نقصد به الاستماع الذي يؤدي الى اكتساب معرفة.
2_الاستماع الايقاعي التقديري: ويتم ذلك بأن يستمع التلميذ إلى خطبة أو قصيدة ثم اعطاء رأية فيها. وربما استمع الى قصة أو رواية أو شعر مع ملاحظة أن الاطفال قد لا يستمتعون بالقصائد الشعرية الجاهلية رصينة الالفاظ وأنما يستمتعون بالقصائد السهلة خفيفة الوزن مع تلحينها التلحين الجيد.
3_الاستماع إلى المحاضرات والدروس وفيها ينبغي أن يكون التلميذ متيقظاً واعياً لما يقال. حتى يتمكن من كتابة ما يملى عليه ويشارك في المناقشة الفعالة.
وحتى يتمكن التلميذ من الحصول على المعلومات، ونقد ما يستمع اليه
4_الاستماع التحليلي: وفيه يجب أن يكون التلميذ متيقظاً واعياً لما يستمع اليه حتى يتمكن من فهم غرض الشخص المتكلم من الحديث عن طريقة الرعاية.
الصفحة 76
ولذلك ننصح أن تمكن التلاميذ من التدريب على تحليل ما يسمعونه ابتداء من الصف الرابع الابتدائي.
تعليم الاستماع
إن الاستماع عنصر أساسي وفعال للطفل في مراحله الأولى فالاستماع أول مراحل النمو اللغوي عند الطفل فهو يستمع أكثر مما يتكلم. ولذلك يجب علينا أن نأخذ بيد التلميذ وندربه على الاستماع عن طريق تلحين بعض القصائد. وبعد أن يكبر قليلاً نلقي على مسامعه تسجيلات الخطب مشهورين في الإلقاء الجيد كما يمكن أن يستمع إلى ذلك من المعلم ومن أصحاب الرأي والنفوذ في بلدته.
أداب الاستماع:
ولا بد للتلميذ الذي نطلب منه الاستماع أن يتحلى بالأداب التالية خلال المرحلة الابتدائية الأولى
1-أن يقبل على المتحدث ويشعره برغبته في الاستماع اليه.
2-أن يظهر التقدير لحديث المتكلم والاستمتاع به.
3-أن يتجنب مقاطعته أو نقده وأن يجلس هادئاً.
الصفحة 77
أهمية الاستماع
للاستماع أهمية كبيرة لأنه الطريق الطبيعي للاستقبال الخارجي، فالأذن اسبق من العين في القراءة وفيه تدريب على حسن الاستماع والاصغاء، وأن التدريب على الاستماع يهيء الطلاب لمتابعة المحاضرات الجامعية وتسجيلها. ولذلك ينبغي تدريب التلاميذ على الاستماع منذ المرحلة المتوسطة والثانوية.
التدريب على الاستماع:
ينبغي على مدرس اللغة العربية تدريب طلابه على الاستماع كلما لاحت له الفرصة كأن يسرد على مسامعهم قصة مشوقة جذابة أو يعطي الفرصة لبعض الطلبة المجيدين قراءتها ويطلب من الطلاب الاستماع اليها ثم يناقشهم في مضمونها. ويطلب منهم أن يضعوا خلاصة لها ويمكن استغلال حصص القواعد والتعبير والاملاء، بحيث يقرأ المدرس الموضوع ثم يناقش التلاميذ فيه.
ولعل أفضل وسيلة للاستماع هي الاذاعة المدرسية والمناظرات التي تعقدها الجماعات الادبية والمحاضرات التي يُدعى لها بعض المختصين. تساعد في تنمية الرغبة في الاستماع لدى التلاميذ.
مهارات الاستماع
وللاستماع مهارات ينبغي للمعلم أن يركز عليها وهي:
78 الصفحة
1_أن يدرك معاني الكلمات ويتذكرها ويستنتج معانيها غير المعلومة من السياق.
2_أن يدرك هدف القارئ والمحاضر.
3_أن يفهم الافكار التي طرحها المتكلم وأن يدرك ما يوجد بينها من صلة.
4- أن يختار المعلومات المهمة ويترك غير المهمة وأن يلخص ما يسمعه وأن يقوم بتقويم ما طرحه المتحدث من وجهات نظر وإذا أراد المدرس من تلاميذه الاستماع الجيد والاصغاء فيجب عليه توضيح الهدف وأن يفهمه للتلاميذ وأن يهتم بالالفاظ الجديدة غير المألوفة لديهم، وأن يطلب منهم فهمها من السياق وأن يساعدهم على ربط خبراتهم الجديدة بالقديمة. ولذلك فإن على المدرس أن يرشد تلاميذه ويوجههم إلى الاشياء المختلفة كالشعر الجيد والموسيقا.
ويتم ذلك كله عن طريق توزيع التلاميذ في مجموعات هدفها جمع الأخبار من الصحف والمجلات والاذاعة، وما يحصل في المدرسة، وكذلك الطلب من التلاميذ الاستماع إلى الاذاعة والتلفزيون والمحاضرين وأن يقرأ المدرس أمام تلاميذه خيراً من صحيفة يومية.
وفي الختام يجدر بي أن أنبه إلى أن بعض المربين التربويين يرون أن الاستماع جزء من القراءة والآخرين يرونه عنصراً مستقلاً.
79 الصفحة
أخطاء التلاميذ في القراءة وكيف نعالجها:
يقع التلاميذ خلال قراءتهم في بعض الأخطاء فقد يكون الخطأ في بنية الكلمة فيقدم حرفاً ويؤخر أخر كان يقرأ كلمة قرأ رقاً وربما حذف بعض الأحرف من الكلمة. وقد يخطئ في اخراج الحروف من مخارجها وربما أخطأ في ضبط الكلمة من الناحية النحوية.
وربما أخطأ في أدائه للمعنى فلم يراع علامات الترقيم كالاستفهام والتأثر وقد يؤدي الخطأ إلى تغيير معنى الكلمة كأن يحذف نقطة من الكلمة فبدلاً من أن يقرأ يزيد يقرأها يريد. والجيل يقرؤها ... الخيل.
ولذلك ينبغي على المعلم أن يعمل على معالجة هذه الأخطاء، فإن كان السبب فسيولوجيا خارجا عن استطاعته، نبه المسؤولٌين عنه وأما إذا كان الخطأ يمكن علاجه بادر إلى تصحيح الخطأ مع مراعاة عدم مقاطعة التلميذ أثناء القراءة وإنما ينبغي أن يؤخر ذلك حتى تنتهي الجملة، فيطلب من التلميذ إعادة قراءة الجملة التي وقع فيها الخطأ وننبهه إلى موضع الخطأ حتى يتلافاه.
وربما قرأ المدرس الجمل بشكل صحيح ويطلب من التلميذ إعادة قراءتها ويجوز له أن يطلب من أحد التلاميذ قراءتها وتصويب الخطأ.
80 الصفحة
وينبغي على المدرس أن يقوم بتسجيل الكمات التي يتوقف على فهمها فهم العبارة التي جاءت فيها على السبورة مع شرح لها. حتى يستوعبها التلميذ.
أما باقي الكلمات والمفردات متوسطة الصعوبة والكلمات الموجودة في الكتاب ومشروحة في حاشية الصفحة فلا داعي لكتابتها على السبورة.
81 الصفحة
الكتابة، الخط، طرق تدريس الخط المراحل التي يدرس فيها
الخط من وسائل التعبير الكتابية وله أهمية كبرى في توضيح الفكرة التي يرمي اليها الكاتب فإذا كان جيداً وضحت الفكرة واستطاع الكاتب أن يوصل المعلومات التي يريد بكل سهولة ويسر وإذا كان الخط سيئاً فإنه يتعسر فهم الفكرة وتشمئز نفس القارئ من متابعة القراءة.
الهدف من تدريس الخط:
إننا نومي من وراء تدريسنا لمادة الخط تدريب التلاميذ على الكتابة بخط جميل واضح ومقروء وبسرعة معقولة بحيث يمكننا قراءته.
الآداب التي ينبغي مراعاتها عند تعليم الخط:
يجب التركيز على أن يجلس التلميذ أثناء الكتابة جلسة صحية رأسه معتدل مرفوع وأن يمسك القلم بشكل صحيح.
82 الصفحة
وينبغي عليه أن يترك التلاميذ - أثناء الكتابة - دون تقييد لهم بوقت محدد للانتهاء. فكل تلميذ له سرعة خاصة به.
كما يستحب أن يوجه المعلم أنظار التلاميذ إلى بعض العادات المستحبة أثناء الكتابة وضرورة المحافظة على النظافة
كما ينبغي أن يختار المدرس العبارات السهلة المفهومة المتصلة بحياة التلميذ كالتعاون والصدق وحب الوطن..
ويجب كتابة الحروف بشكلها الصحيح وأن يترك التلميذ مسافات ملائمة بين الكلمات وأن يعطي الحرف مداه وأن يكتب الحرف بشكل مناسب وتخطيط مريح للسطور والحروف والكلمات.
متى يخصص درس للخط ؟ وما هي مراحل تعليم الخط ؟
ينبغي أن تبدأ دروس تعليم الخط منذ الصف الأول الابتدائي وتستمر معه طوال المرحلة الابتدائية وفي بداية التحاق الطفل في المدرسة لا نطالبه إلا بعمليه رسم للحروف والكلمات، وذلك لأن الطفل في السنين الأول من التحاقه بالمدرسة لا يفهم ماذا ترمز إليه هذه الحروف. ولا يستطيع أن يستوعب طريقة كتابتها لذلك ما علينا إلا أن نضع له نقطاً على شكل الحرف من فوقها حتى يتدرب على الكتابة السليمة الصحيحة.
83 الصفحة
وكذلك ينبغي أن يطلب المدرس من التلميذ أن يجلس جلسة صحيحة ويدربه عليها وعلى الطريقة السليمة لامساك القلم.
ثم بعد أن يتدرب التلميذ على الجلسة الصحيحة وإمساك القلم وتحريكه يسير به المدرس نحو الخطوة التالية إلا وهي:
_أن يدربه على مراعاة الدقة في الكتابة مع ضرورة مراعاة ما يكتبه وذلك عن طريق محاكاته لبعض النماذج الكتابية التي يعرضها المدرس على التلميذ بعـد أن يصبح اكثر دقة وملاحظة.
وأما في منتصف المرحلة الابتدائية حيث ينضج وعيه وتقوى أعضاء الكتابة لديه ويستطيع أن يحاكي الاحرف بمهارة أكثر كما يستطيع أن يميز بين حرف وحرف في هذا الوقت بالذات يمكننا أن نحضر درس الخط جيداً ونطالبه بمراعاة القوانين التي تحكم الخط.
أما في المرحلة الاعدادية (المتوسطة) فلا بأس من تخصيص درس لتعليم الخط. بهدف تجويده وتحسينه وتعويد التلاميذ السرعة أما في المرحلة الثانوية. لا أرى ضرورة في تدريس الخط ولا مانع من زيادة حصص القواعد أو فإنني النصوص بدلاً من حصة الخط.
84 الصفحة
أما في معاهد المعلمين وكليات التربية وخاصة تلك التي تخرج مدرسي اللغة العربية فلا بد من تخصيص حصص للخط على طول المرحلة الدراسية والتركيز على تعليم الطلاب قواعد كتابه الخط السليم حتى يتمكنوا من تعليم تلاميذهم حيث إن فاقد الشيء لا يعطيه.
طريقة تدريس الخط
لا بد من توفير الجو المناسب في عملية الكتابة وذلك باتباع الخطوات التالية:
1_ينبغي للمدرس أن يذكر التلاميذ بالطريقة السليمة لامساك القلم وكذلك أن يجلسوا جلسة سليمة
2_أن يتوفر لدى المدرس الطباشير الملونة حتى يكتب أجزاء الحرف أو الكلمة على السبورة ويوضح كيفية ربطها.
3_لا بد من توفر كراسة للخط يكتب عليها التلميذ بحيث تكون أمامه ينقل عنها. أو بطاقات توزع على التلاميذ.
4_إذا كان عدد التلاميذ كبيراً ولم يتمكن المدرس من توفير البطاقات أو الكراسات فلا بد من توفر نموذج يكتبه المدرس بخط كبير على لوحة تعلق أمام التلاميذ ليحاكوها. مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار بأن التلميذ الصغير.
85 الصفحة
يعاني من صعوبة الربط بين الخط الكبير الموجود على اللوحة وبين الصفحة الموجودة أمامه كما أن بعض التلاميذ يعانون من ضعف في حاسة الابصارالأمر الذي يؤدي إلى إعاقة عملية تعليم الخط. |
5_على المدرس أن يقوم بكتابة نموذج بخط يده على السبورة.
6_لا مانع من أن يكتب التلاميذ بقلم الرصاص وخاصة في الصفوف الابتدائية الأولى.
7_على المدرس أن يمر بين تلاميذه يراقب كتاباتهم عن كتب يرشد هذا ويوجه هذا ويراقب الأخطاء الشائعة بين التلاميذ وعند ذلك يطلب منهم وضع الأقلام على المناضد والانتباه إلى طريقة كتابة الحروف والكلمات التي أخطأوا فيها مرشداً وموضحاً لهم طريقة الكتابة السليمة. وينبغي أن يكرر هذه العملية
عدة مرات حتى يتمكن التلميذ من اراحة يده وبصره وذهنه وأعصابه من عناء الكتابة. مع ملاحظة ضرورة أن يكرر التلاميذ ما يكتبونـه عدة مرات حتى يكتسبوا المهارة المطلوبة في الكتابة الجيدة.
8_على المدرس أن يوجه عناية طلابه إلى الاهتمام بالنظافة والترتيب وأن يكتبوا على السطر، ويفضل أن يطلب منهم الكتابة من أسفل إلى أعلى حتى لا
86 الصفحة
يقلدوا خطوطهم. كما يفضل أن يكتب المدرس النموذج للتلاميذ إذا كان عددهم قليلاً وأن يكتبه مرتين مرة في أول الصحفة ومرة في منتصفها.
وينبغي للمدرس أن لا يكتفي بالنماذج المطبوعة في كراسة الخط بل لا بد من أن يقوم بكتابة بطاقات توزع على التلاميذ وتكون عباراتها مختلفة. وكتابة نماذج على لوحات كبيرة ذات خط كبير بالاضافة إلى كراسة الخط التي توزعه المدارس على طلابها.
وفي الختام لا يسعني إلا ان أقول أن الخط مهم جداً في حياتنا اليومية فهو وسيلتنا للتعبير عما يجول في أذهاننا من أفكار وأحاسيس ومشاعر ننقلها بواسطة الكتابة إلى الآخرين. فعلى وزارة التربية إيلاء الخط أهمية كبرى لأنه الوسيلة غير الناطقة للتواصل بين أبناء البشر فالخط الجميل يبهج النفس ويدعو صاحبها إلى متابعة القراءة والتمتع بها. أما الخط السيء فإنه يثير الاشمئزاز في نفس القارئ وقد تدعوه نفسه إلى ترك متابعة القراءة. وهذا قد يسبب كثيراً من الاجحاف لاصحاب الخطوط الضعيفة وخاصة في أوراق الامتحانات الوزارية.
حيث يضطر المصحح إلى ترك قراءة بعض الأسطر نظراً لسوء الخط مما يسبب ضياع علامات لهذا الطالب.
87 الصفحة
إن الخط موهبة وأنه يمكن تحسين الخط عن طريق الدراسة والتدريب ومعرفة أصول كتابة الحروف. وينبغي أن نحرض على تدريب مدرس اللغة العربية على أصول الكتابة الصحيحة وتحسين خطة حتى يتمكن من تدريس هذه المادة..
88 الصفحة
تدريس الإملاء
القراءة والإملاء والخط مرتبطة مع بعضها ارتباطاً وثيقاً فلا قراءة بدون خط ولا خط من غير إملاء.
ولعل الرابط الذي يربط بين القراءة والاملاء رابط قوي فالقراءة هي عبارة عن ترجمة للرموز التي تصطلح على وضعها لكتابة اللغة. وكلما كانت هذه الرموز معبرة أكثر كلما كانت القراءة أجود والفهم أفضل. فالقارئ عندما يقرأ موضوعاً يزخر باخطاء إملائية ربما يقرأ هذا الاخطاء على أنها صحيحة وبذلك تؤدي إلى سوء الفم من القارئ.
لذلك لا بد من الاعتناء بدراسة قواعد الاملاء وتدريسها للتلاميذ منذ نعومة أظفارهم وذلك عن طريق حثهم على القراءة والمطالعة. فالقراءة الكثيرة تعرف التلاميذ كيفية رسم الحروف ومحاكاتها كما تنمي فيهم سرعة الكتابة واستخلاص رسم الحروف ومحاكتها كما تنمي فيهم سرعة الكتابة واستخلاص القواعد الاملائية بانفسهم وتزيد من معلوماتهم وثقافتهم وتقوي ملاحظتهم وتعودهم على الانتباه وسرعة البديهة بما تقدم لهم من موضوعات أدبية وعلمية.
89 الصفحة
واجتماعية الموجودة في كتب النصوص والمطالعة في المرحلة الابتدائية أما في المرحلة المتوسطة فمن الصحف والمجلات والكتب العلمية والأدبية على أن يراعي ضرورة اختلاف الاساليب فتارة يختار موضوعاً أدبياً وطوراً علمياً.
شريطة أن تكون متصلة بحياة التلميذ مأخوذة من بيئته حتى يستطيع فهمها والتجاوب معها.
90 الصفحة
مراتب الاملاء وأقسامها
يمكننا أن نقسم الاملاء حسب مستوى التلاميذ وتدرجهم في الكتابة إلى ثلاثة أقسام منقول ومنظور واختباري
1_املاء منقول: وهو المرحلة الأولى من مراحل تدريب التلاميذ على الاملاء لذا يجب أن نتيح الفرصة للتلاميذ كي يتدربوا على رسم ا الكلمات وكتابتها وذلك بنقلها عن السبورة أو الكتاب أو البطاقة وينبغي للمدرس أن يمهد للقطعة المراد املاؤها بتمهيد مناسب وبعد ذلك يقوم بعرضها على التلاميذ شريطة أن تكون مكتوبة بخط واضح وجيد ثم يقرأ النص قراءة جهرية نموذجية ويكلف بعض التلاميذ بقراءته، ويناقشهم في معاني الفاظها الصعبة وبعد أن يفهم التلاميذ النص يطلب منهم كتابته في كراريسهم.
وعلى المدرس أن يتجول بين التلاميذ ملاحظاً حسن خطهم ونظافة كراريسهم ودقتهم في الكتابة وصحة جلستهم.
91 الصفحة
2_املاء منظور: يمهد المدرس للقطعة ثم يعرضها على التلاميذ ويقرؤها قراءة لنموذجية معبرة. ثم يناقشهم في معاني الكلمات الصعبة وكيفية هجائها، ويكتبها على السبورة ويبقيها لمدة من الوقت حتى ترسخ في أذهان التلاميذ.
ثم يبدأ في إملاء الموضوع كلمة كلمة ومرة واحدة ويمحو الكلمة قبل كتابتها من الذاكرة .
وقد يمحو القطعة ويملي على التلاميذ الوحدة مرة واحدة حتى يتعود التلاميذ دقة الملاحظة والسرعة والانتباه.
ويطلب منهم أن يتركوا فراغاً للكلمات التي تفوتهم، إما بسبب عدم الانتباه أو عدم السماع الجيد.
على أن يعود المدرس إلى قراءة النص مرة ثانية أخيرة حتى يتمكن التلاميذ من تدارك الكلمات التي فاتهم كتابتها أو تصحيح بعض الأخطاء التي وقعوا فيها.
3- إملاء اختباري: على المدرس أن يمهد للموضوع التمهيد المناسب ثم يقرأ القطعة قراءة نموذجية بصوت واضح ومسموع
ويناقش التلاميذ في الكلمات الصعبة ويفسرها لهم ويشرح كيفية هجائها.
وخاصة الكلمات التي تمر معهم لأول مرة ثم يقرأ القطعة مرة ثانية قبل أن يمليها عليهم.
92 الصفحة
ثم يملي القطعة على تلاميذه كلمة كلمة ولمرة واحدة، حتى ينمي فيهم حاسة الاصغاء والانتباه، مع ضرورة ان ينبه التلاميذ إلى ترك الفراغات المناسبة لكتابة الكلمات التي لا يسمعونها.
وبعد أن ينتهي من املاء القطعة يعود لقراءتها مرة أخرى، حتى يتمكن التلاميذ من كتابة ما فاتهم من كلمات والتي كان قد ترك مكانها فراغات.
ثم بعد ذلك يطلب من أحد التلاميذ. قراءة النص مرة أخرى.
ثم بعد ذلك يطلب المدرس من التلاميذ وضع الأقلام على المناضد ويبدأ عملية التصحيح حيث يقوم المدرس بتصحيح دفاتر الاملاء بنفسه ويقوم بإرشاد كل تلميذ إلى خطئه الذي وقع فيه وبالتالي فإنه يتمكن من معرفة مستوى تلاميذه ومقدار تقدمهم.
أو تأخرهم فيتعرف على الأخطاء الشائعة بينهم ويعمل على تلافيها عن طريق النصح والارشاد والتوجيه الحسن.
وهناك طرق أخرى للتصحيح يمكن اتباعها مع الطلبة الكبار والمراحل التعليمية المتوسطة.
93 الصفحة
وهي أن يصحح التلميذ دفتر زميل له أو أن يصحح دفتره بنفسه وهي طرق جيدة تعود التلميذ الأمانة والثقة بالنفس وتدعوه إلى الافتخار أنه يعاون استاذه وتنمي فيه الملاحظة والدقة وتعوده الصدق.
ولا بد للمدرس من أن يقوم بالتجوال بين التلاميذ الملاحظة المخطئ وارشاده ومحاسبة من يحاول المخادعة فلا يضع خطاً تحت الخطأ.
ولا بد للمدرس من مراجعة ما كتبه التلاميذ حتى يتأكد من سلامة التصحيح وصدقة وخاصة اذا كان عدد التلاميذ قليلاً. أما إذا كان عدد التلاميذ كبيراً فيختار مجموعة يقوم بتصحيحها على أن يقوم بتصحيح مجموعة أخرى في المرة القادمة.
وفي حالة ما اذا كان التلميذ يصحح دفتر زميله فقد يحدث اتفاق بين الزميلين بأن يتغاضيا عن الأخطاء.
أو قد يكون عداء مستحكم بين الزميلين فيحاول كل واحد أن يظلم زميله. ولذلك لا بد من أن يتجول المعلم بين التلاميذ أثناء قيامهم بعملية التصحيح ولا بد للمدرس من أن يراجع دفاتر طلابه عن طريق قراءتها كلها واعادة تصحيحها وتشجيع الذكي والصادق ومساعدة الضعيف برفق ولين.
94 الصفحة
كيف تدرس الاملاء
-1-المقدمة والتمهيد: يمهد المدرس للقطعة التي يريد تدريسها وذلك عن طريق عرض صور أو أو أسئلة حول موضوع ما.
-2-العرض: يقوم المعلم بعرض القطعة على التلاميذ إما من بطاقة أو على السبورة أو من الكتاب.
وينبغي أو تكون القطعة واضحة الخط بحيث يراها جميع الطلبة.
-3-ثم يقرأ المدرس القطعة قراءة نموذجية ويطلب من بعض التلاميذ قراءتها قراءة فردية.
-4-يسأل المعلم التلاميذ بعض الأسئلة من أجل اختبار مدى فهمهم للقطعة. ويقوم بشرح الغامض من الألفاظ ويطلب من بعض التلاميذ كتابة بعض الكلمات صعبة الهجاء على السبورة وينبغي على المدرس أن يحدد الكلمات الصعبة ويكتبها بلون مختلف أو أن يطلب من التلاميذ وضع خط تحتها.
95 الصفحة
وفي حالة الاملاء المنقول يطلب المدرس من تلاميذه اخراج أدوات الكتابة والكراريس وكتابة التاريخ وموضوع الدرس ثم يملي عليهم القطعة كلمة كلمة.
ويشير إلى هذه الكلمات في حال وجود سبورة اضافية ثم يقرأ المدرس القطعة مرة أخرى حتى يصلح التلاميذ اخطاءهم.
أما إذا كان الاختبار منظوراً فيحجب القطعة بعد مناقشتها ثم يمليها عليهم. وفي الاملاء الاختباري أو الاستماعي يمحو المعلم الكلمات التي ناقشها مع التلاميذ عن السبورة ويملي القطعة على التلاميذ مع ضرورة مطالبة التلاميذ بالإصغاء التام واستعمال علامات الترقيم والجلسة الصحيحة وقد اشرت الى ذلك آنفاً
96 الصفحة
الأخطاء الاملائية
يقع التلاميذ في بعض الأخطاء خلال المراحل الدراسية الثلاث.
وأكثر هذه الأخطاء تكون في المرحلة الابتدائية الأولى.
اخطاء التلاميذ في الصف الأول الابتدائي والثاني وربما الثالث الابتدائي
قلنا إن أخطاء التلاميذ كثيرة ومنها:
1_الخلط بين اشكال الحروف المتشابهة كالبناء والتاء والثاء وكالجيم والحاء والخاء، ومثل الصاد والضاد ومثل الطاء والظاء.
2_حدوث الخلط بين بعض الحروف كالسين والشين والذال والزاي والقاف والكاف والطاء والثاء.
3_قد يحذف بعض الأحرف من بعض الكلمات عندما يقوم بكتابتها مثل الكتف قد يكتها التلميذ الكف أو التف.
4_الخلط بين ال الشمسية وال القمرية في اللفظ
97 الصفحة
أخطاء التلاميذ في الصف الثالث والرابع الابتدائيين:
1_إبدال بعض الحروف من بعضها كالذال والزاي والسين من التاء والقاف والغين عند البدو.
2_أخطاء في كتابة الهمزة في أول الكلمة ووسطها وأخرها. 4 أخطاء في الاعراب والتنوين يتركون ألف التنوين في آخر الكلمة
98 الصفحة
أسباب الخطأ
لعل من أسباب الوقوع في الخطأ عند تلاميذ المرحلة الابتدائية هي:
1_وجود ضعف في سمع التلميذ الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الكتابة.
2_ وجود ضعف في قوة الابصار لدى التلاميذ مما يؤدي إلى عدم رؤية الأشياء يشكل سليم ومميز
3_عدم نضج الاجهزة العضلية والاعصاب الأمر الذي يؤدي بالطفل إلى عدم القدرة على التركيز والانتباه. ولذلك نراه لا يميز بين اشكال الحروف المتشابهة.
ومما يجدر ذكره والتركيز عليه أنه توجد علاقة كبيرة بين التهجي والقراءة وبين الاملاء والتهجي.
وتوجد علاقة كبيرة بين القراءة والكتابة.
إن الطفل إذا تعلم القراءة وتهجي الكلمات بشكل صحيح فإنه يستطيع أن يكتب هذه الكلمات بشكل صحيح أيضاً ولكن بعد أن يتدرب على ذلك ومع طول المران والدربة يمكنه ذلك.
99 الصفحة
الأخطاء الاملائية الشائعة في المرحلة المتوسطة والثانوية
يقع التلاميذ في المرحلة المتوسطة والطلاب في المرحة الثانوية في بعض الأخطاء التي ترجع إلى الاعراب أو زيادة بعض الأحرف في بعض الكلمات مثل زيادة الألف في اسم الموصول لكن وفي اسم الاشارة هذا وهؤلاء. ومثل حذف بعض الأحرف من بعض الكلمات كان يحذف حرف الواو من كلمة عمرو ومن كلمة أولئك.
وغالباً ما يقع التلميذ في أخطاء تتعلق بكتابة الهمزة فتراه يكتب الهمزة على ألف بدلاً من السطر في حالة توسطها وكونها مفتوحة جاءت بعد ألف. مثل عباءة أو يتساءل فإنه يكتها عبأه ويتسأل. كما أنه يخطئ في كتابة الهمزة بدلاً من كتابتها على الألف فإنه يكتبها على السطر وذلك عندما تكون الهمزة مفتوحة ويكون الحرف الذي قبلها ساكنا مثل جرأة، فإنه يكتبها جرءة.
وهو يخطئ أيضاً في كتابة الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد حرف ساكن وهـو ليس مداً مثل جزأين فإنه يكتبها جزءين.
وقد يخطئ في كتابة الألف فتراه يكتب الألف المنقلبة عن واو ألفاً مقصورة مثل شكا فإنه يخطئ ويكتبها شكى. وقد يكتب الألف المنقلبة عن ياء الفاً ممدودة.
100 الصفحة
مثل بكى فإنه يكتبها بكا.وكذلك فإنه يكتب الألف في الاسماء الاعجمية مقصورة بدلاً من الممدودة مثل أوروبي بدلاً من أوروبا وأمريكي بدلاً من أمريكا. وربما كتبها بالتاء المربوطة مثل أمريكة.
وقد يزيد الالف الفارقة في آخر جمع المذكر السالم مثل معلمو المدرسة فإنه يكتبها هكذا معلموا المدرسة وقد يحذف الألف بعد واو الجماعة مثل كتبو بدلاً من كتبوا. وقد يحذف الواو من أولئك فيكتبها الشك وربما زاد الالف في كلمة لكن فيكتبها لاكن وأولئك فيكتبها أولائك.
وقد يزيد الالف في هذان فيكتبها هاذان وفي هذا فيكتبها هاذا وربما حذف الألف من هاتان فيكتبها هتان. ومن هاذاك فيكتبها هذاك. لأن ألف هاء التنبيه لا تحذف إذا كان أخر الاسم كاف الخطاب وكان الاسم اسم اشارة. وربما زاد الفـاً في آخر الاسم المنون تنوين نصب وكان قبل الهمزة ألف.
مثل سماء فإنه يكتبها سماءاً.
وربما زاد الألف الفارقة بعد الواو الأصلية مثل نرجوا بدلاً من نرجو. لأن الواو هنا أصلية وإنما تزداد الألف بعد واو الجماعة. فالفاعل هنا ليس الواو وإنما هو ضمير مستتر وجوباً تقديره لحن وربما زاد الألف قبل كلمة ابن اذا وقعت بين علمين مثل علي ابن أبي طالب، وهذا خطأ والصواب علي بن أبي طالب.
101 الصفحة
هذه بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض طلاب المرحلة المتوسطة وهناك أخطاء يقع فيها بعض الطلبة في المرحلة الابتدائية منها حذف ال الشمسية مثل أصف بدلاً من الصف.
ومنها وضع نون بدلاً من التنوين مثل قليلن بدلاً من قليل. وربما كتب التاء المربوطة تاء مفتوحة، مثل بقرت بدلاً من بقرة وربما كتب التاء المربوطة هاء مثل دراسة فإنه يكتبها دراسه دون وضع نقطتين على الثاء، وهو غالباً لا يبالي بوضع سن للصاد أو للضاد
وربما ترك سناً من السين أو الشين فبدلاً من كتابتها بثلاثة أسنان نراه يكتبها بسنين
ونراه أيضاً يسقط الألف من ال القمرية عندما يتصل بها أحد حروف الجر مثل كلمبرد بدلاً من كالمبرد وقد يسقط أل الشمسية أيضاً فيكتب فشمس بدلاً من فالشمس. وربما زاد الفاً بعد أحرف الجر عندما تتصل مع الى القمرية فيكتب كا المبرد وكا الشمس عندما تتصل مع ال الشمسية وهذا خطأ؟.
وقد لا يضع نقطتين على الياء إذا جاءت في آخر الكلمة مثل الغالي بدلاً من الغالي. الوالى بدلاً من الوالي وربما وضع نقتين على الألف المقصورة فيكتب علي، مني، فتي بدلاً من على، منى، فتى.
102 الصفحة
وقد يخطئ التلميذ في كتابة همزة الوصل فنراه يحذفها مثل وستفتحوا بدلاً من واستفتحوا.
وقد يكتب همزة الوصل همزة قطع مثل اجلس يكتبها إجلس، ومثلا أكتب فإنه يخطئ ويكتبها أكتب بالإضافة إلى الاخطاء التي ذكرتها في المرحلة المتوسطة فلا داعي لتكرارها.
ومن الأخطاء الشائعة عند الكبار في المرحلة الجامعية ومعاهد المعلمين:
1-زيادة الألف بعد أسماء الاشارة مثل هذا وهذان فإن بعض الطلبة يخطئون فيها ويكتبون هاذا وهاذان وكذلك في لكن فإنهم يكتبونها لاكن.
2-وربما زادوا الألف في آخر جمع المذكر السالم المضاف مثل مهندسوا الكلية بدلاً من (مهندسو الكلية).
3-أن يكتب التاء في أخر الكلمة مربوطة بدلاً من المفتوحة مثل مسلماة، بقراة فهذا خطأ والصواب مسلمات وبقرات
4-ربما لا يضيف الألف بعد واو الجماعة في الفعل مثل كتبو ودرسو بدلاً مـن كتبوا، درسوا.
103 الصفحة
5-أن يحذف الألف من كلمة اسم في حال إضافتها إلى الضمير أو الله في غير بسم الله الرحمن الرحيم مثل. بسمك اللهم. بسم الله. بسم الشعب.
6-ربما أضاف الالف في كلمة اسم في قوله باسم الله الرحمن الرحيم. فهذا خطأ والصواب بسم الله الرحمن الرحيم.
104 الصفحة
بعض القواعد الخاصة بالاملاء
1-إذا اتصل أحد أحرف الجر التالية في من عن الباء، اللام، بـ ما الاستفهامية فإن ألفها تحذف. فنقول فيم، ممّ، عمّ ، ثمّ ، لَم
2-إذا دخل حرف الجر في عن، من، على من فإنها توصل وتكتب هكذا فيمن ,عمن.
3-إذا وقعت كلمة ابن بين علمين فإن ألفها تحذف مثل خالد بن الوليد.
4-تكتب الهمزة المتوسطة على ألف إذا كانت مفتوحة أو ما قبلها مفتوحاً أو ساكناً. وإذا كانت ساكنة وما قبلها مفتوحا.
5-تكتب الهمزة المتوسطة على واو إذا كانت مضمومة وما قبلها مضموم أو ما قبلها ساكن وإذا كانت مفتوحة وقبلها مضموم أو ساكنة وما قبلها مفتوح أومضموم.
6_تكتب الهمزة المتوسطة على ياء إذا كانت مكسورة أو ما قبلها مكسور أوساكن أو مفتوح أو مضموم.
105 الصفحة
7- تكتب الهمزة المتوسطة على السطر. إذا كانت مفتوحة بعـد واو مد أو بعد الف مد.
8- تكتب الالف في آخر الاسماء والأفعال إذا وقعت ثالثة وكان أصلها واواً تكتب قائمة
9- تكتب الألف المقصورة ياء في أخر الاسماء والأفعال إذا كانت منقلبة عن ياء أو كانت رابعة فصاعداً.
أما إذا سبقتها ياء فإنها تكتب القاً قائمة. وفي هذه الحالة لا تضع لها نقاطاً.
10- في الأسماء الاعجمية نكتب الألف في آخرها ألفاً قائمة ما عدا خمسة أسماء هي متى، عيسى، موسی، کسری بخاری.
11-نكتب الألف المقصورة في آخر الحروف الفاً ممدودة ما عدا أربعة أسماء تكتب على صورة الياء وهي على، إلى ، حتى ، بلى
12-نزيد الألف كتابة نطقاً بعد واو الجماعة المتصلة بالفعل الماضي والمضارع والمنصوب والمجزوم.
وفي آخر الاسم المنون المنصوب ما عدا المختوم بهمزة على ألف وبعد ألف أو بتاء مربوطة.
106 الصفحة
وكذلك تزاد في آخر الابيات الشعرية للمحافظة على الوزن والقافية وهي ألف الاطلاق.
13-تزاد الواو كتابة ولكننا لا تلفظها في أسماء الاشارة مثل اولاء واولي وأولئك شريطة أن لا تتصل أولاء ، بهاء التنبيه، واولو، واولات.
14-وتزاد الواو في آخر كلمة عمرو في حالتي الجر والرفع.
15-وتحذف الألف خطأ لا لفظاً من الكلمات التالية، اللهم الله الرحمن طه، يس، لكن ,اله.
16-تحذف الألف من أولئك وذلك ومن : هذا هذه وهذان وهؤلاء وهكذا.
17- اذا كان أول اسم الاشارة هاء تاء، فإن الألف لا تحذف مثل هاتان هاتين ها هنا.
18-إذا كان أخر اسم الاشارة كاف الخطاب فإن الالف لا تحذف مثل هاذاك.
107 الصفحة
النصوص والمحفوظات والأدب
الأدب فن من الفنون الجميلة تضفي على النفس المتعة واللذة والسرور. وهو كل ما صدر عن الشعراء والكتاب من كلام وقصائد جميلة ذات عاطفة وأسلوب جميل معبر عن تجربة يمر بها الاديب بحيث تترك اثرا في نفس القارئ أو السامع فتدعوه إلى الابتهاج والتمتع والتقليد لما جاء بها من أراء وأفكار سامية.
وينبغي لنا أن لا نمزج بين الادب وتاريخ الادب، فالادب هو تعبير عن شعور جميل وعاطفة جياشة يثير المتعة والسرور في نفس القارئ أو السامع، أما تاريخ الادب فهو دراسة للاطوار التاريخية التي مر فيها الادب، فندرس الادب على اساس زمني فنقسم الأدب إلى عصور ونعطي لكل عصر ابرز سماته وخصائصه ونوضح البيئة التي كان يعيش فيها الاديب والعصر الذي يعيش فيه وندرس الخصائص التي يمتاز بها كل عصر ومدى تأثر الاديب ببيئته التي عاش فيها ومقدار ما أثره في أبناء الأمة العربية.
وبما أن تاريخ الأدب مأخوذ من الأدب وصادر عنه وبما أن الادب هـو الاساس وهو الأم الذي صدر عنه تاريخ الأدب فلا بد لنا من أن نولي الادب
108 الصفحة
أهمية كبرى ولا نترك لدراسة تاريخ الأدب أن تأخذ جل اهتمامنا فنجعل منه غاية لا وسيلة.
ولذلك ينبغي لنا أن نبدأ مع التلاميذ بدراسة الأدب ونقصد به النصوص الادبية والنثرية والشعرية.
وتركز عليها، ولا مانع من أن نبدأ بتعليم الاطفال الأدب في مراحل الدراسة الابتدائية الأولى فنختار لهم القصائد السهلة ذات المعنى الجيد الذي يفهمه التلميذ والمأخوذ من بيئته وذات الأوزان الخفيفة التي يمكن للتلاميذ تلحينها. فالطفل يدخل المدرسة ولديه ذخيرة لا بأس بها من الاغاني التي كانت والدته تغنيها له ومن القصص التي كانت جدته تسردها على مسمعه ومسامع أخوته الصغار.
إذن الطفل في الصفوف الابتدائية الأولى ميال إلى سماع الاناشيد وترديدها وتلحينها ولا بأس من تضمين المنهاج - القراءة - بعض النصوص الجيدة في معانيها. السهلة في ألفاظها الخفيفة في أوزانها، ونطلب منهم المشاركة في غنائها وتلحينها وتمثيلها.
وفي هذه الحالة نكسبهم ثقافة جديدة وعلماً مفيداً ونوسع خيالهم وندخل السرور على قلوبهم ومحببهم في المدرسة.
109 الصفحة
وعند ارتقاء التلميذ إلى المرحلة الابتدائية العليا يختار المدرس لتلاميذه بعض القصائد الشعراء معاصرين تكون سهلة المعنى والحفظ ويقوم بشرحها لهم حتى يتذوقوا معناها ويتمتعوا بها ولا داعي لمطالبة التلاميذ بحفظ هذه القصائد في هذه المرحلة وإنما نترك لهم الفرصة في حفظها عن طريق غنائها وكثرة ترديدها بعد تلحينها.
وينبغي أن نركز على جمال الفكرة التي تحملها هذه القصائد وسهولة اللفظ وروعة الموسيقا.
إننا يمكننا أن نستغل هذه المقطوعات الشعرية في تعليم التلاميذ اللغة والعادات والتقاليد وبعض المفاهيم الصحيحة كما يمكننا أن ندرب التلاميذ على حسن النطق وصحته وعلى جمال الإلقاء والقراءة السليمة – ولذلك ينبغي أن لمختار القصائد ذات المواضيع المشوقة التي تثير الرغبة في التلاميذ على متابعتها وترديدها وحفظها. وكذلك يجب أن لا تكون القصيدة متخمة بالكلمات والالفاظ الصعبة التي يصعب على التلاميذ فهمها. وأن لا تركز على الاثار البلاغية والاستعارات والتشبيهات والاسرار البلاغية.
فالأطفال في هذه المرحلة لا يستوعبون ذلك ومدراكهم لا تقوى على فهمه.
110 الصفحة
ويجب أن لمختار القصائد التي تحكي عن بيئته التي يحياها ويعايشها ويستطيع ادراكها.
ويجب على المدرس أن يشرح هذه القصائد للتلاميذ ويقربها إلى افهامهم حتى يستطيعوا أن يتذوقوها ويشجعهم على حفظها واستظهارها.
وبذلك يميل التلاميذ إلى الدرس ويحبونه وتقوى لديهم ملكة الحفظ وخاصة حفظ الاشعار وتربي فيهم الذوق السليم وتنمي فيهم ملكة تحديد الاصوات والاحزان وتزيد من ثروتهم اللغوية وتقوي الشعور الديني لديهم بما تغرسه من أخلاق و آداب.
ولذلك ينبغي أن ننوع للتلميذ من القصائد فنعرض له نماذج من الشعر الوصفي والغنائي والتمثيلي والقصصي والحماسي ولا بأس من تزويد التلميذ ببعض القصائد التي تتحدث على لسان الحيوان وكذلك بعض القصائد الفكاهية الهزلية.
فنختار أناشيد الاسرة والطيور والحيوانات والاعياد والمحاورات القصيرة والأناشيد الدينية والوطنية والاجتماعية والتاريخية.
111 الصفحة
طريقة تدريس المحفوظات والاناشيد
لا بد للمدرس من أعداد الدرس جيداً في دفتر التحضير فيختار المقطوعة المناسبة التي تلائم مستوى التلاميذ وميولهم وتثير مشاعرهم. وينبغي على المدرس أن يشرح الكلمات الصعبة الجديدة ويوضح الصور الجميلة ثم يقسم القطعة إلى فقرات حتى يسهل حفظها.
ثم يبدأ بالسير بالدرس.
1-المقدمة أو التمهيد يمهد للدرس باثارة انتباه التلاميذ عن طريق طرح بعض الاسئلة أو عرض وسيلة ايضاح مناسبة أو حكاية قصة قصيرة تناسب القصيدة التي سيشرحها للتلاميذ وبعد ذلك يكتب العنوان على السبورة.
2-قراءة القطعة قراءة نموذجية من قبل المعلم.
3-ثم يقوم بشرح مفصل للالفاظ الصعبة ويقوم بوضعها في جمل ويطلب من التلاميذ وضعها في جمل مفيدة حتى يثبت معناها في نفوسهم
4-ثم يقوم بشرح مفصل للابيات إما بيتاً بيتاً أو كل فقرة لوحدها
112 الصفحة
5-يطلب المدرس من بعض التلاميذ قراءة القطعة قراءة صحيحة.
6-ولا مانع من أن يكرر المدرس القراءة النموذجية للقطعة مراعياً الإلقاء السليم وجودة النطق واخراج الكلمات والحروف.
7-يكلف تلميذاً يتوسم فيه الاجادة في القراءة كي يقلده في قراءته ثم يكلف تلميذاً آخر ثم تلميذاً أخر.
8-يعود المدرس لقراءة النشيد مع التلاميذ قراءة جماعية ويترك المجال بعد ذلك للتلاميذ لقراءته لوحدهم بصورة جماعية في الفصل وخارجه حتى يحفظوه دون تعب أو مشقة.
وينبغي لي أن أهمس في أذن المعلم أن الطالب الصغير لا يستطيع حفـظ النشيدة لوحده في البيت بل يجب ترديد النشيدة في الفصل حتى يحفظها التلميذ في الفصل فإن لم يستطيع أن يحفظها في زمن الحصة فليحاول المدرس تحفيظه اياها في الحصة القادمة.
أما في السنوات المتقدمة من المرحلة الابتدائية فيعرض المدرس القطعة على التلاميذ إما من السبورة أو اللوحة.
113 الصفحة
وفي نهاية هذا البحث يجدر بي أن أنوه بالفائدة الجمة التي يمكن أن تجنيها من دراستنا للأدب والاناشيد حيث يملأ الطالب وقت فراغه في دراسة أشياء تمتعه بدلاً من اضاعته في اشياء دون فائدة تذكر.
وكذلك فإن الادب يضفي على قارئة سمة ومثلاً عالية وأخلاقاً فاضلة.
فهو عندما يقرأ الحكم والأمثال والقصص يستطيع الاستفادة من تجارب الآخرين.
فلا يقع في أخطاء وقع فيها غيره.
وكذلك فإن دراسة الأدب تزود قارئه بالافكار والاساليب والخيال الخصب الذي بواسطته يمكن أن يعبر عن أفكاره بصور شتى وبأساليب متنوعة كذلك فإن الادب ينمي العاطفة لدى قارته أو سامعه فنراه يختار القصائد التي تناسبه في حالات السرور أو الحب أو الكراهية، أو المدح أو العزل والرثاء حسب أحواله وقد يؤدي به الحال إلى الابتكار والابداع وانشاء قصص أو قصائد من تأليفه. وأنني أرى أن تزاد الحصص التي تعطى لطلاب المرحلة المتوسطة فبدلاً من حصة واحدة في الاسبوع لا بأس من أن تكون حصتين أو أكثر، حتى يستطيع المدرس أن يجد الوقت الكافي للشرح والمناقشة وتدارس القصائد والموضوعات
114 الصفحة
الادبية. ودراسة أدبية وافية ومناقشة التلاميذ في بعض المسائل النحوية التي تؤثر تأثيراً مباشراً في المعنى والتي يدور حولها الكلام العربي الفصيح.
فنحن نقرأ قصيدة أو مقطوعة أدبية فنلاحظ أنها محشوة بالتشكيل من فتحة وضمة وكسرة وسكون وغيرها، الأمر الذي يجعل التلميذ يتساءل لماذا هذه الحركات؟ ولماذا وضعنا ضمة هنا ولم نضعها هناك؟ وماذا يحصل لو وضعنا بدل الضمة فتحة؟
وهذا يدعونا إلى الدخول في موضوع آخر إلا وهو دراسة القواعد، تلك المادة | التي يشكو منها الطلبة ويعتبرونها من أصعب المواد التي يدرسونها في حياتهم الدراسية، فالقواعد لغة الاعراب.
وأواخر الكلمات تتأثر بموقعها من الكلام فتارة تأتي فاعلاً وبالتالي تكون مرفوعة إما بضمة أو بالواو وإما أن تكون منصوبة على أنها مفعول به أو تميز أوحال.
115 الصفحة
القواعد
وهنا بطبيعة الحال لا بد من تخصيص دروس خاصة لتعليم التلاميذ هذه القواعد التي يكاد يجمع المدرسون والطلبة على أنها صعبة وجافة.
وذلك بسبب الطريقة التي كانت تدرس فيها.
ففي السابق كانوا يدرسون أمهات كتب النحو التي تعج بالغريب والشاذ والأوجه المختلفة الأمر الذي يجعل الالمام بها صعباً جداً.
لذا لجأ المختصون إلى محاولة تيسير النحو وتسهيله على الطلبة حتى يستوعبوه بسهولة ويسر.
إن دراسة القواعد ليست صعبة من حيث المادة وإنما بسبب الطريقة التي تتبع في تدريسها. الأمر الذي جعل الطلبة ينفرون منها ويتأذون منها فلا يجدون لذة في دراستها.
إن لغات العالم معظمها لها قواعد وأسس يسير عليها. ولا بد من دراسة هذه القواعد حتى نفهم ونقرأ ونكتب كل ما يفهم. ففهم القواعد يؤدي إلى
116 الصفحة
سلامة التعبير وصحتة والتعبير عما يجول في ذهن الفرد بسلاسة ووضوح فيبتعد عن الخطأ وتستقيم عباراته وتسلسل الفاظه وتفهم معانية وأفكاره.
وطالما أننا استطعنا أن نغرس في تلاميلنا حب الأدب والنصوص والاناشيد، فإننا في هذه الحالة يمكننا أن نستغل ميل التلميذ إلى هذا النوع من الدراسة فتتوسع معه في دراسة القواعد ونسخر القواعد الخدمة النص الأدبي ونسخر النص الأدبي لخدمة القواعد ولهذا فإننا ننادي بضرورة المزج بين أفرع اللغة العربية وعدم مسخها كما هو الحال في بعض مدارسنا، فالقواعد لها أهمية قصوى في حفظ اللسان عن الوقوع في الخطأ. وتقوده إلى فهم المعنى الحقيقي الذي يرمي اليه صاحبه، فتقوى لديه الملاحظة وسرعة البديهة وإبداء النقد فيستطيع التمييز بين الجمل السليمة وغير السليمة وكذلك تقوى فيه ملكة التمييز بين النص الجيد من النص الرديء.
وبالتالي فإن دراسة القواعد النحوية تقوي أسلوب الكاتب وتساعده على التعبير عما يحس به وما يتخيله باسلوب سليم وبعبارات صحيحة ويستخدم كــل ذلك استخداماً سليماً خالياً من الأخطاء.
117 الصفحة
أسباب صعوبة القواعد
ينظر التلاميذ إلى القواعد على أنها صعبة جداً وذلك راجع إلى طرق تدريسها فإذا درست بطريقة جافة غير مرتبطة بالنصوص عزف عنها الطلبة وملوها أما إذا درست عن طريق النصوص وبطريقة حديثة رغبوا فيها وينبغي أن يؤخر تدريس القواعد إلى المرحلتين المتوسطة والثانوية وذلك حتى يكون للتلاميذ رصيد لغوي كبير يستطيعون بواسطته التنويع في الجمل.
كما أن النصوص يجب أن تختار من بيئة الطالب وذات صلة بحياته فإذا أخذت هذه النصوص من بيئة بعيدة عن بيئة الطالب أو ناقشت أموراً لا تهم الطالب فإن الطالب سيعزف عنها ويمجها.
كما أن حرص المعلمين على تعليم تلاميذهم القواعد بطريقة جافة وأسلوب علمي يركز على حفظ القواعد والمصطلحات يؤدي بالتالي إلى عدم انتفاع التلاميذ بهذه الدروس ولذلك فإنني أنصح أخواني وزملائي المعلمين بضرورة التطبيق على قواعد اللغة العربية في كل نص من نصوص القراءة أو الإملاء أو النشيد أو الادب وغيره.
118 الصفحة
ومن الأمور التي تؤدي إلى صعوبة تدريس القواعد الاكثار من ذكر الأوجه التي تعرب فيها الكلمات. كما أن من الاشياء التي قادت إلى كره التلاميذ لهذه المادة هو اللجوء إلى هذا الاسلوب الفلسفي المنطقي لاستقراء القواعد فالقواعد عبارة عن دراسة لمعان والامور المعنوية تحتاج إلى نضوج عقلي وهذا لا يتأتى بالمرحلة الابتدائية.
ولذلك ينبغي أن لا نفرد درساً للقواعد في المرحلة الابتدائية وإنما نركز على أمور بسيطة كعلامات الاعراب والفاعل والمفعول والجملة بنوعيها من دروس القراءة والمحفوظات وكذلك ينبغي أن لا لخوض مع التلميذ في هذه المرحلة بالتعريفات والمصطلحات وإنما نحاول تقريبها لديه منى أمكن ذلك.
على حين أنه ينبغي تخصيص درس مستقل للقواعد في المرحلة المتوسطة والثانوية ويكون لها كتاب مستقل يحتوي نماذج وأمثلة متنوعة وتمارين تساعد المدرس على السير في الدرس بسهولة ويسر.
وينبغي للمدرس أن يركز على فهم تلاميذه لهذه القواعد من خلال دراستهم للنصوص وأن يبتعد قدر الامكان عن تلقينهم هذه القواعد
والتعريفات.
119 الصفحة
البلاغة وطرق تدريسها
الهدف الرئيسي من دراستنا للبلاغة هو فهم الادب وتذوقه ومعرفة مزايا النص الادبي وخصائصه الفنية.
والتعرف على ما في النص من مهارات فنية تدل على قدرة الأديب ومهارته. واظهار ما في النص الأدبي من جمال وبالتالي فإن الهدف والغاية من دراستنا للبلاغة هو تمكين الطلبة من الحصول على المتعة والترف في ذوقهم الادبي وتمكينهم من المفاضلة بين النصوص وبالتالي وضع الادباء في اماكنهم المناسبة. ولهذا فإن دراسة البلاغة من خلال النصوص المختارة وتمكين التلاميذ من فهمها والمقارنة بينها وفي ذلك متعة للقارئ. لذلك ينبغي أن نركز على أن تعمل البلاغة في صقل للذوق الأدبي واللغوي.
لقد كانت دراسة البلاغة في القديم تقوم على الموازنة الادبية بين ابيات من الشعر أو أسطر من النثر فقد قالوا إن حسن بيت في المدح قول جرير:
السم خير من ركب المطايا وانـدى العالمين بطون راح
120 الصفحة
كما أن انشاد الشعر في أسواق العرب كان يقوم على اساس انشاد ابياتمن الشعر وتفضيل بعضها على بعض فتطرق الباحثون إلى تفضيل شاعر على آخر والتعصب له. الأمر الذي أدى ببعض اللغويين إلى دراسة الشعر العربي وتحليله لبيان جانب الجمال فيه ودرجة القبح فها هو الجاحظ في كتابه البيان والتبين، وكذلك فعل أبو هلال العسكري حيث قاما بتوضيح منهاج العرب في دراستهم للبلاغة. ثم جاء السكاكي فضبط لهذا العلم القواعد والتعريفات في كتاب المفتاح، ثم جاء بعدهم علماء قاموا بشرح هذه الكتب واختصارها وتحولت دراسة البلاغة إلى دراسة منطقية فلسفية وهذا يضر بالبلاغة وبالتلاميذ ولا تمكنهم من تذوق الادب والاحساس به ولا يمكنهم من ابداع نصوص فنية جميلة وهم بذلك كانوا يدرسون البلاغة بمعزل عن الادب وبذلك مزقوا البلاغة وقسموا علمها إلى ثلاث أقسام معاني وبيان وبديع، وبدأوا بدراسة علم المعاني وهو أصعب العلوم كما أنهم اعتمدوا على الجمل القصيرة والأمثلة الناقصة في تقديم مروس البلاغة، وهذا الحق أضراراً جمة في علم البلاغة وجعلها صعبة. وحتى نتخلص من هذه العيوب يجب دراسة البلاغة مرتبطة بالادب كوحدة متكاملة والبعد عن المصطلحات البلاغية وضرورة دراسة النصوص دراسة وجدانية عن طريق دراسة الجو النفسي للنص ودراسة الموسيقا وعاطفة الشاعر أو الاديب. وإني أرى ضرورة أن يؤلف كتاب في منهاج البلاغة يقوم على
121 الصفحة
اختيار النصوص الشعرية الجيدة والنصوص النثرية الممتازة ودراسة جوانب البلاغة من خلال هذه النصوص.
ومما يجدر ذكره أنه يجب اختيار النصوص من بيئة الطالب، ومن عصره والابتعاد عن النصوص الصعبة والعقيمة المأخوذة من العصر الجاهلي أو الاسلامي الأول. كما يجب ان تشرح هذه النصوص شرحاً وافياً، ففي حياة التلميذ كثير من الصور البلاغية الجميلة من تشبيه واستعارة وكناية وأمر ونهي وغيرها فلا مانع من أن نأخذ منها أمثلة يُدَرِّسُها لتلاميذنا ونستخلص منها ما تريد أن نعلمه لتلاميذنا عن طريق السماع والمحاكاة.
122 الصفحة
طرق تدريس البلاغة
يقوم المدرس بكتابة القطعة الأدبية على اللوح أو يقوم بكتابتها على بطاقات يوزعها على التلاميذ ثم يقوم بقراءة النص قراءة نموذجية واضحة ثم يطلب من أحد التلاميذ قراءتها ثم يقوم بمناقشة التلاميذ بمفردات النص وبخلص بعد ذلك إلى المعنى الاجمالي للنص ومن خلال المناقشة يوضح المعلم للتلاميذ بعض الألفاظ المجازية وما تبعثه في النص من حيوية وجمال ويوضح لهم الفرق بين المعاني المجازية التي وردت في النص والمعاني الحقيقية المتداولة في الحياة العامة ثم يتدرج في مناشة تلاميذه وادارة الحوار حتى يصل إلى التعريف البلاغي وينبغي أن يدرك المعلم أنه لا يمكن الحكم على النص الأدبي كونه صحيحاً أو خطـا مـن ناحية البلاغة لأنه لا يحاكم قاعدة نحوية أو رياضية أو واقعة تاريخية، إنما يتعرض لقضايا تحتكم على الذوق والحس والوجدان.
وبناءا على ذلك ينبغي للمعلم ان يسلك طريق الموازنة بين النصوص كان یوازن بين بيت شعر و آخر او بين فقرة وفقرة أو بين مجموعة من الابيات.
123 الصفحة
ومجموعة اخرى وان يوضح مواضع الجمال فالمقارنة افضل سبيل لإبراز الجيد من الغث. على أنه يجب الا يأخذ كلامي على قصد المقارنة بين بيت وبيت او فقرة وفقرة وانما يجب ان يتخطاء إلى الموازنة والمقارنة بين القصائد والخطب والاناشيد والقصة والرواية.
وأخيرا وليس آخراً دعني أهمس في أذن مدرس البلاغة ان نجاح درس البلاغة لا يقاس بمقدار ادراكهم لمواطن الجمال والتأثير النفسي وأثر النص في توضيح الكلام وتقويمه وبروز مواطن الجمال فيه والموسيقى الادبية. ولهذا فإنني ارجو المدرس ان يبتعد عن اصدار احكاماً عامة على النص في جمل مجازية وان يبتعد عن الاسراف في اطلاق المصطلحات والتمارين بحيث يصرف النظر عن تذوق جمال النص وادراك مواطن القوة او الضعف في الاسلوب البلاغي وان لا يحاول تذوق البلاغة في النص قبل أن يفهمه ويستوعب الجوانب البلاغية فيه وان بختار النصوص الأدبية الراقية ذات الخيال الواسع والذوق الرفيع وان يبتعد عن الامثلة القصيرة المصنوعة رغبة في الخلاص من الشرح واخيراً وليس آخراً فإن وضع الامثلة في جداول محصورة ووضع المصطلحات وذكر القاعدة يشوه العملية التعليمية ولا يؤدي الى ايجاد ذوق أدبي لدى التلميذ وبالتالي يحرم التلميذ من ادراك كنه البلاغة والمغزى من دراستها.
124 الصفحة
تدريس التعبير والمحادثة والانشاء
نقصد بالتعبير أن يعبر التلميذ عما يجول بخاطره من أراء وأفكار وأشعار وقصص وحكايات وغير ذلك باسلوب سليم وبلغة سليمة وهذا يستدعي أن لحث التلميذ على القراءة الحرة وأن يخالط رفاقه وزملاءه وإن يستمع اليهم وهم في حالة فرح وترح في شجار وعراك وفي هرج ومرج وفرح وسرور.
وأن يعبر عما يشاهده ويسمعه منهم فيخاطبهم ويخاطبونه فالتعبير هو الغاية المنشودة من دراستنا للغة فبالتعبير يتفاهم الافراد ويعبرون عن آرائهم مسخرين ما استفادوا من أفكار وأراء والفاظ واشعار وقواعد نحوية وصور بلاغية في هذا التعبير فالقراءة والقواعد والادب والنصوص الشعرية والنثرية كلها مسخرة للتعبير وخادم له فالغرض من التعبير هو تمكين التلاميذ من التعبير عما يجول في خواطرهم وما يشاهدونه بعبارة صحيحة سليمة وتوسيع مداركهم وتعويدهم التفكير المنطقي السليم وذلك بتعويدهم أن يراعوا تسلسل أفكارهم وترابطها.
125 الصفحة
إن الطفل ميال الى الحديث مع والديه واصحابه عما شاهده في التلفاز أو في رحلة وبالتالي نزيح عنه ظاهره الخجل، كذلك الطفل يميل إلى التعبير عن الاشياء التي يراها أو يسمعها ولا يتحدث عن المعنويات غير المرئية وهو بحاجة إلى خبرة وطول مراس ويجب أن نترك للتلاميذ الحرية في اختيار الموضوع الذي يرغبون في التعبير عنه وكذا الحرية في اختيار الالفاظ والعبارات والافكار التي يريدون طرحها. ولا تلزمهم بوقت معين ولا حصة معينة. فلا تطّرهم إلى سلوك التعبير باللغة الفصحى وخاصة في المراحل الاولى من دخول المدرسة فالطفل يستعين بما حفظة من والديه وبيئته من ألفاظ وعبارات وتراكيب فلا مانع من أن يستعملها
في تعبيره.
والتعبير نوعان: شفوي وكتابي. أما التعبير الشفوي فيكون بعد القراءة حين يقوم التلميذ بتلخيص ما قرأه والاجابة عن الاسئلة التي في نهاية الدرس. وقد يكون التعبير عن الصور التي يجمعها التلاميذ أو المدرس فقد يتعلم التلميذ بعض المفردات في المدرسة فعلى المدرس ان يساعده في نزع الخجل من نفسه ويتركه يتحدث على سجيته دون مقاطعة لتصحيح خطأ او ذكر ملاحظة ، فهذا يحبط التلميذ ويجعله يكره التعبير الشفوي امام التلاميد ولا ينبغي أن نطالب التلاميذ بتنويع العبارات في السنوات الاولى وانما نطالبهم بالتنويع في السنوات
126 الصفحة
التالية حيث تتسع مداركهم وتنمو لغتهم نتيجة حفظهم لبعض الأناشيد والقصص والمشاهد في السنوات السابقة.
أما التعبير الكتابي يمكن أن ينتقل اليه المدرس بالتدريج فلا نطلب منهم الكتابة فوراً وانما نترك لهم الفرصة في التعبير الشفوي مدة أربعة أشهر من السنة وفي النصف الثاني من السنة نطالب التلميذ بالتعبير الكتابي عن قصة قرأها وينبغي التدرج في الكتابة من كتابة بعض سطور مراعين سلامة العبارة وترتيب الأفكار.
وبعد ذلك نطالب التلميذ بالتدريج بكتابة أطول فيقوم بربط أفكاره وعباراته بحيث يكون كلامه مترابطاً.
إن المغزى من التعبير وتدريسه هو أن يتمكن التلميذ في نهاية المطاف من التعبير عما يجول في نفسه وما يشاهده في حياته وما يسمعه بسهولة ويسر وباسلوب قوي رصين لا يشوبه خطأ مقترناً بقدره على التفكير السليم ومـن الضروري جدا ان يراقب المدرس التلميذ فيصحح له افكاره وعواطفه ويصقل تجاربه وعواطفه بحيث يخلق منه انساناً عاملاً ومواطناً صالحاً يفيد اسرته وقريته ومجتمعه ودولته، وعلى المدرس أن يشجع التلاميذ على التكلم باللغة العربية البسيطة وذلك بأن يكون لهم قدوة حسنة في اختيار الالفاظ السهلة والعبارات
127 الصفحة
المفيدة الرصينة والخيال الواسع، ولا يتأتى ذلك إلا بحث التلاميذ على القراءة في الصحف والمجلات والكتب واختيار المواضيع النافعة لهم وعدم تركهم دون ارشاد حتى لا ينحرفوا عن جادة الصواب والانزلاق في البحث عن القصص والكتب المخلة بالأخلاق والآداب.
إن القراءة الواسعة تفيد التلميذ كثيراً في الكتابة وتحسن من أدائه وتزيد من ثروته اللغوية وليس الهدف من وراء القراءة أن يحفظ بعض الالفاظ والتراكيب والعبارات عن ظهر قلب وإنما الهدف من وراء ذلك أن نتمكن التلميذ من الكتابة في أي وقت وفي أي مكان وعن أي موضوع سواء في المدرسة أو البيت أو الشارع أو الملعب ، مع والديه أو اخوته أو اصدقائه أو ما يصادفه في حياته من أشخاص ذكوراً أو أناثاً.
وهو بهذه الطريقة يقوم بتقليد الآخرين ومحاكاتهم في طريقة تلفظهم وتفكيرهم فيشاهد، ويسمع. ويطلب منه في هذه المرحلة الاجابة عن بعض الاسئلة أو تلخيص قصة أو كتابة عدة أسطر في وصف الربيع أو بعض الورود. أما في المرحلة المتوسطة فيمكن تدريب التلاميذ على التعبير عن الموضوعات الحسية مع مراعاة مطالبتهم بترتيب الافكار وربطها بالنشاط اللغوي في الاذاعة المدرسية وصحيفة الفصل اما في المرحلة الثانوية فيطالب التلاميذ
128 الصفحة
بمعالجة المواضيع المعنوية ويظهروا قدرتهم على النقد فيعالجوا المواضيع السياسية والنفسية والاقتصادية ويأتي دور المعلم في ارشادهم الى الافكار السليمة والطريقة الصحيحة في الكتابة بعدم وضع مقدمات محفوظة ممله أو استطرادات لا داعي لها أو الخروج عن الموضوع.
في هذه المرحلة يقبل التلاميذ على المشاركة في الاذاعة المدرسية والصحافة المدرسية والمسرح المدرسي حيث يرون أنفسهم فيها فيقبلون عليها بشغف لذا ينبغي تشجيعهم حتى تستقيم قدرتهم وتظهر مواهبهم وتقوى شخصيتهم وبذلك يفرحون ويبتهجون، فتنمو شخصيتهم ويحققوا ما يصبون اليه من شهرة ولذة ومتعة.
وينبغي أن تحاسب التلاميذ في هذه المرحلة على تسلسل الافكار وترابطها ومراعاتهم لقواعد اللغة مع الاعتناء بمراعاة الاسلوب السليم من حيث الاخيلة والعاطفة مع ضرورة محاسبة التلميذ على الاملاء والخط السليم.
ونلاحظ أن التلاميذ يمتازون في هذه المرحلة باهمالهم للترتيب المنطقي ولجوئهم إلى عدم الربط بين الأفكار وعدم تقسيم الموضوع إلى فقرات كل فقرة تشتمل معنى معيناً. مع ركاكة الأسلوب من حيث الانتقال من الحاضر الى الماضي ومن اسلوب الخطاب إلى اسلوب الغيبة.
129 الصفحة
ومن المواضيع التي يمكن مطالبة التلاميذ بالكتابة فيها جمع الاخبار من الصحف والمجلات وشاشات التلفاز والاذاعة وتأليف قصص أو اكمال قصة.
وتحويل بعض القصص إلى مسرحيات وكتابة المذكرات والرسائل والتقارير وكتابة الاعلانات والرسائل والبرقيات ومحاضر الجلسات.
130 الصفحة
الوسائل التعليمية
يكاد يجمع المربون والتربويون على ان للوسائل التعليمة المعينة أهمية كبيرة في توصيل المعلومات للتلاميذ فهي تساعد على ادراك التلاميذ للحقائق كما ترهف أحاسيس التلاميذ وتهيج التلاميذ وتزيد من سرورهم كما أن استعمال الوسائل التعلمية تزيد من حيوية الدرس.
فالمدرس عندما يستعمل الوسيلة المناسبة في المكان المناسب يضفي على الدرس الحيوية والحياة والحركة. فاستعمال الخارطة أو صورة بلد معين يساعد في معرفة ذلك البلد وموقعه الجغرافي كما هو الحال في استعمال الرسومات البيانية والسبورات واللوحات والبطاقات والجداول والاشرطة والدسكات والاذاعة المدرسية والمعارض.
ومن الوسائل المعينة ضرب الامثلة والوصف والشرح والموازنة بين أمرين والحكايات والقصص المناسبة.
وينبغي أن يعد المعلم الوسيلة المناسبة ويشارك التلاميذ في اعدادها وأن يقوم بعرضها في الوقت المناسب وأن يضعها أمام التلاميذ بحيث يشاهدها كل
131 الصفحة
التلاميذ وأن يرفعها بعد عرضها بمدة مناسبة وأن تكون مناسبة للدرس وأن لا يكون فيها صعوبة أو غموض.
هذا وانه ليس من نافلة القول أن نعتبر كل ما يساعد على تعليم التلاميذ من مناهج ومدرسين ومبان ومعدات مدرسية والكتاب المدرسي وكتاب دليل العلوم ومراجع ومصادر الدرس ومرشد المعلم من الوسائل التي يوفر في التعليم وهنا ليس المجال مناسباً للحديث عن كل هذه الأمور.
وقد اقتصرت على الوسائل التعليمية التي توضح الدرس وتثير اهتمام التلاميذ وتعلم التلاميذ بعض المهارات وتقويها وتساعد المدرس على تبيان الفروق الفردية لدى التلاميذ ومواجهتها. وعلى العموم فإن الوسائل التعليمية تساعد التلاميذ على تذكر الدرس وبالتالي على سرعة التعلم.
ويجب على المدرس الاعداد للوسيلة التي ينوي استخدمها فلا يعرض الوسيلة هكذا دون اعداد بل يجب عليه أن يختارها بعناية فإذا أراد عرض فيلم فيجب أن يشاهده مسبقاً ويدرسه بحيث يشطب الجوانب التي لا يرغب في عرضها. والتي تنمي اتجاهات سيئة لدى التلاميذ.
ولعل السبورة افضل وسيلة. وينبغي للمدرس مراعاة أن لا تكون السبورة ذات لمعان وأن يستعمل طباشير جيدة كما يفضل أن تكون السبورة نظيفة.
132 الصفحة
ومن الوسائل المعينة التي تلزم مدرس اللغة العربية اللوحة الوبرية وتصنع من الخشب ويوضع عليها قطعة من قماش الجوخ أو المخمل وهكذا يمكن الصاق الورق أو الصور دون استعمال دبابيس - تستخدم في المراحل الأولى من الدراسة.
هذا بالاضافة إلى المعارض والرحلات والكتب المدرسية.
133 الصفحة
القصة
تلعب القصة دوراً هاماً في العملية التعليمية، فهي محببة لدى الصغار والكبار. فالقصة تثير انتباه الطالب وتشوقه ففيها الخيال والصور الجميلة وفيها لذة ومتعة وفيها وحدة الموضوع وتسلسل الافكار وبالتالي يستطيع الطفل تتبع الحوادث فلا يشرد تفكيره ولا يتشتت ذهنه.
كما أن في تتابع الحوادث وتعدد الاشخاص والسير بالقصة نحو العقدة يجعل الطفل منسجماً معها. فهي تمتاز بالجاذبية وتحقق لـه المتعة وتشده إلى الاستماع وتنمي فيه الخيال الواسع وتقدم له ارشادات سلوكية يتمثلها دون خوف أو وجل أو احراج كما أن القصة تقدم للتلميذ المفردات والافكار وتعوده على أن يستمع ويفهم وتدفعه إلى القراءة والبحث.
ينبغي أن تكون القصة ذات اسلوب سائع وجميل مفهوم بدون تعب مشوقة، طريفة ذات خيال وأن تلائم مستوى التلاميذ وأن تقدم معلومات ومعارف وخبرات جديدة وأن يكون لها مغزى وأن تتناسب مع الوقت المخصص لها. وجدير بالذكر أن القصة التي يتناولها التلاميذ من أجل تلخيصها في درس
134 الصفحة
التعبير ينبغي أن تكون قصيرة اما إذا كانت القصة مخصصة للقراءة خارج الفصل فلا بأس من اختيار قصة طويلة.
إن القصة ضرورية في درس القراءة فاختيار موضوع في القراءة ينبغي أن يتضمن قصة حيث تشد الاطفال وتجعلهم ينسجمون مع الدرس. ولا مانع من اختيار قصة قصيرة لدرس القواعد نشرحها لهم ثم نستخلص القاعدة النحوية منها، وكذلك يمكن املاء جزء من قصة على التلاميذ.
أما في درس التعبير فحدث ولا حرج حيث أنهم يفرحون بتلخيص قصة ما فيبدعون في عرض الافكار ويمكن اتباع طرق كثيرة في عرض قصة التعبير كان نسرد لهم قصة ثم نناقشهم فيها ونطرح عليهم الاسئلة ثم بعد ذلك نطلب منهم كتابة القصة.
وقد نسرد عليهم قصة وبعد ذلك نكتب لهم افكاراً غير مرتبة ونطلب منهم ترتيبها أو نعرض عليهم جملاً مفككة وغير مترابطة ونطلب منهم كتابة قصة مستفيدين من هذه الجمل والأفكار.
ويمكن للمدرس أن يعرض على تلاميذه بعضاً من القصص. فهناك القصص الديني والتاريخي والرمزية والفكاهية وقصص البطولة والمغامرات وقد تكون هذه القصص واقعية أو رمزية أو خيالية ويشترط في القصة التي تقدم
135 الصفحة
للاطفال الصغار أن تكون قصيرة وملائمة لفهمهم ومتسلسلة بحوادث تتوفر فيها كل عناصر القصة وأن يكون اسلوبها سهلاً ومعانيها واضحة.
ولا مانع من أن يقوم التلاميذ باعادة سرد القصة بعد أن يسمعوها من مدرسهم الذي أعد القصة اعداداً جيداً واختار الوسيلة المناسبة وقام بعرضها على التلاميذ باسلوب مشوق ولغة مفهومة. بحيث يطلب من أحد التلاميذ اعادة سرد القصة باسلوب خاص به وأن يسردها بالمعنى.
ثم يطلب من تلميذ آخر إعادة سرد القصة بلغته واسلوبه
وينبغي أن لا يقاطع التلميذ اثناء سرده للقصة لأن ذلك يربكه بل يجب الانتظار حتى يفرغ من سرد القصة ثم يقوم المدرس بادارة النقاش بين التلاميذ وسارد القصة بحيث يمكن ارشاده الى بعض الاخطاء والعيوب هذا ويمكن أن يعد المعلم القصة بأسلوب حواري حتى تصلح للتمثيل وعلى المدرس أن يختار التلاميذ الذين سيقومون بالتمثيل وقد يحدف بعض المشاهد وقد يضيف بعض المشاهد التي لا فائدة منها. ولا بد للتلميذ من أن يحفظ دوره جيداً ويجب على المدرس أن يتأكد من ذلك في البروفة.
اما في وقت التمثيل فيكون دور المعلم محصوراً في توجيه الطلاب وارشادهم وتنظيمهم.
136 الصفحة
المكتبة
ينبغي أن يكون في كل مدرسة مكتبة عامة للمدرسة لجميع الفصول يخصص لها أمين متفرغ ينظم الكتب ويرعاها ويزيل عنها الغبار ويقوم بإفساح المجال للطلبة لدخولها والقراءة فيها واستعارة الكتب التي يرغبون فيها، وينبغي أن تضم هذه المكتبة كتباً في شتى المواضيع وأهمها القصص والحكايات والرحلات وكتب التاريخ والعلوم والجغرافيا والمعاجم والموسوعات والحديث والتفسير
والفقه ... الخ.
ويجب أن تنظم هذه الكتب حسب النظام العشري وأن توضع الكتب ذات الموضوع الواحد بجانب بعضها البعض بارقام متسلسلة. وعلى أمين المكتبة أن يحرص على تزويد المكتبة بكل جديد ونافع.
وينبغي ان يكون في كل صف من الصفوف مكتبة خاصة بالفصل تضم عددا من الكتب يزيد على عدد التلاميذ وتوضع هذه الكتب في خزانة ذات رفوف وتوضع بجانب السبورة بحيث يراها التلاميذ ويمكن تزويد هذه المكتبة.
137 الصفحة
بالكتب عن طريق تبرع التلاميذ كل تلميذ بكتاب يشتريه أو يحضره من مكتبته ومن الهبات والهدايا.
ويعين المدرس تلميذاً يقوم بإعداد جدول خاص باسماء الكتب ويقــوم باعارة التلاميذ الكتب واستلامها..
ولا مانع من أن تضم هذه المكتبة عدة كتب في مواضيع مختلفة على أن يغلب على هذه المكتبة الكتب الادبية واللغوية ولا سيما القصص والحكايات والمسرحيات وأن تكون هذه الكتب مشوقة ومناسبة لمستوى التلاميذ وتعالج مواضيع متنوعة تمس حياء التلميذ. وتزيد من قدرته على التعبير والحديث باسلوب خال من الاخطاء اللغوية والنحوية.
ومن الجدير بالذكر أنه يجب على المدرس أن يخصص بعض الحصص لزيارة الطلاب إلى مكتبة المدرسة وأن ينمي فيهم حب القراءة بحيث يعرض عليهم اسماء بعض الكتب وأن يعطيهم ملخصاً عن عناوينها وأن يدربهم على القراءة وادابها بحيث لا يزعج الآخرين وأن يدربهم على الاخلاق الحسنة والتعاون فيما بينهم وأن يغرس في نفوسهم حب القراءة وأن يكافيء التلميذ الذي يستعير كتباً أكثر. وأن يلاحظ أن بعض التلاميذ قد يلجأ إلى استعارة كثيرمن الكتب دون قراءتها فلذلك على المدرس أن يناقش الطلبة في هذه الكتب.
138 الصفحة
أما في مكتبة الفصل فإن هذه المكتبة تكون قريبة من التلميذ يستطيع القراءة فيها وهو في مكانه. كما أن التلميذ يحافظ على الكتب لانه يعلم أنها ملك له.
ونختار لتلاميذ الصفوف الابتدائية الكتب السهلة والمشوقة كقصص البطولة والرحلات والالغاز والكتب التي تتحدث عن عادات الناس، وبعض البطاقات المصورة.
أما في المراحل الثانوية والاساسية المتأخرة نزود المكتبة بالكتب العلمية والجغرافية والتاريخية المناسبة لمستواهم العلمي . والموسوعات والمعاجم التي يستخدمونها في البحث والتنقيب وكتابة الابحاث والتقارير.
139 الصفحة
الإذاعة المدرسية
لا شك أن للإذاعة المدرسية دوراً مهماً وفعالاً لما تتركه من أثر في المذيعين والمستمعين فهي تدرب الطلبة على الاداء الحسن والإلقاء الجيد وتقوي شخصيتهم وتعودهم الجرأة وتزيل منهم الخوف والخجل وتبث فيهم ظاهرة الاعتماد على الذات من حيث الرجوع إلى المراجع والمصادر، هذا بالنسبة إلى التلاميذ الذين يعدون المادة. أما بالنسبة للتلاميذ والطلبة الذين يستمعون إلى الاذاعة فهي تقوم بصهرهم في بوتقة واحدة وربطهم برباط المدرسة الوثيق بما تزودهم من الخبرات والمعارف والعلوم والاخبار المتجددة وتعودهم على الاستماع الحسن والنقد البناء وتبيان الغث من السمين.
لا بد من أن ينضم للاذاعة مسؤولٌون ومرشدون منهم مدرس اللغة العربية يرشد التلاميذ إلى المصادر والمراجع ويقوم بمراجعة ما بعده التلاميذ وتصحيح الاخطاء النحوية التي يقعون فيها وتدربيهم على اساليب الاداء الجيد وتجرى لهم (البروفات) مسبقاً، وتركز على النطق الجيد والصوت الحسن مراعية درجات تذبذبه ارتفاعاً وانخفاضا.
140 الصفحة
كما تقوم بوضع منهاج وبرنامج يشمل كل الفصول ومعظم الطلبة وتطلب هذه الهيئة أو اللجنة من الطلاب اعداد المقالات والقصص فيقوم هؤلاء الطلبة بكتابة فقرة بالاخبار وذلك بمتابعة نشرة الاخبار في المذياع والتلفاز كما تكتب عن أخبار المدرسة والحي الذي توجد فيه المدرسة. ولا بأس من أن يخصص بعض المواضيع في التعليق على الاخبار ونقدها وبث الاخلاق الحميدة وبيان الاخلاق السيئة ليتجنبها التلاميذ مع ضرورة الأخذ بالأسلوب غير المباشر في بث الاخلاق الحميدة ولا مانع من سرد بعض القصص على التلاميذ وبعض الاشعار والاحاديث والطرائف والفكاهات واستغلال المناسبات الوطنية أو الدينية لالقاء المحاضرات ولا شك أن الاذاعة المدرسية تزيد من ثقة الطلاب وتوسع مداركهم كما تعمل على تدريبهم على النطق باللغة الفصحى والإلقاء الجيد وتعودهم على القراءة السريعة مراعية جودة النطق وتزيل من قلوبهم الخوف والخجل كما تعودهم على القراءة وتلخيص ما يقرأون.
إن الاذاعة المدرسية تلعب دوراً هاماً في صقل شخصية التلميذ وإبراز مواهبه فهي تخرج الطلبة من الانعزالية والجمود والخجل والاحساس بالنقص والضعف. كما أنها تدرب التلاميذ على الإلقاء الجيد والاداء الحسن كما تدربهم على الإلقاء باللغة العربية فيختارون الالفاظ الجيدة والنصوص المختارة فيتعودون القدرة على الارتجال وتبعث فيهم الجرأة. وتجعلهم يعتمدون على أنفسهم في
141 الصفحة
استخراج النصوص المنتقاة فيطلعون على المصادر الادبية والعلمية يختارون منها ما يشاؤون وإن المستمعين يستفيدون من هذه النصوص والمقالات فتزيد من معارفهم وتعودهم على الاستماع الجيد فيفهمون ما يلقى عليهم وتنمو لديهم القدرة على النقد ويمكن أن تكون لجنة الاذاعة المدرسية تتكون من مدرسين أو أكثر على أن يكون مدرس اللغة العربية واحداً منهم وأن يضع مدير المدرسة برنامجاً يعطي الفرصة لجميع الصفوف للاشتراك في الاذاعة المدرسية ويعمل برنامجاً ثابتاً لكل فصل على مدار الفصل يقوم الطلبة بالاشتراك في الاذاعة المدرسية كمجموعات منهم من يقرأ قرآناً ومنهم من يلقي حديثاً ومنهم من يقول شعرا ومنهم من يقرأ مقالة أدبية أو علمية.
ومنهم من يلقي الاخبار الرياضية أو المحلية والدولية ويجب على المدرسين ارشاد الطلبة إلى المصادر ويجب على التلميذ أن يعرض موضوعه على المدرس المختص كي يصحح له الأخطاء ويدربه على الإلقاء.
وينبغي أن تتنوع المادة المذاعة فمن الاخبار إلى القصص والاجابة علـى استفسارات الطلبة واقتراحاتهم وبعض الاناشيد الجيدة والامثال والطرائف والحكم. ومن الفوائد التي تقدمها الاذاعة المدرسية أنها تزيد من ثقافة الطلبة وتوسع مداركهم وتعودهم الإلقاء الجيد والقراءة السريعة الفهم.
142 الصفحة