يعتبر علم نفس النمو من العلوم التي لا مكن لطالـب علـم أو متخصـص إلا أن يتناوله من قريب أو من بعيـد بشيء مـن الإحاطـة العلميـة والمعرفيـة، وذلـك نظـراً لأهميته في حياته الشخصية من الناحية العملية والتطبيقية، ولكونـه منحـه القـدرة على التعامل مع المحيطن به ضمن قواعد وأسس وخصائص النمو الإنساي.  

إن علم نفس النمو يدرس في معظم الكليات إن م يكن جميعهـا نظـراً لارتباطـه بحيــاة الإنســان ومــوه الجســمي والعقــلي والانفعــالي والاجتاعــي ومجمــل الحيــاة النفسية للإنسان.  

ويعتبر علم نفس النمو مهم لكل فرد، فأهميته للآباء والأمهات والمربن والمربيـات لا تقل عن أهميته للعاملن في المجال الصحي أو المتخصصـن في العلـوم الأخـرى، فهـو علم متفاعل مع العلوم الأخرى ويؤثر ويتأثر بها كالعلوم التربوية والاجتاعية، والطـب والهندسة، والفلسـفة، وفي التجـارة والصـناعة وغرهـا، لـذلك يجـب أن يكـون توجهنـا جميعــاً هــو دراســة علــم نفــس النمــو التطبيقــي Applied Developmental Psychology ). Mc Conachie et al ، 1999 .(

    ويجب أن تنفذ التطبيقات التربويـة في إطـار الرعايـة الجيـدة وجـودة  الرعايـة تتطلب وتتضمن مارسات تربوية واعيـة في جميع مظـاهر النمـو   (Iamb، 2000 :4(

ونظراً لأن النمو عملية مستمرة ومراحلهـا متشـابكة يـؤثر بعضـها في بعـض ،كان لا بد من إعطاء الأهمية لكل مرحلـة مـن مراحـل النمـو، والاهـتام بكافـة جوانبه، حيث أن المعرفة مراحل وخصائص النمو الإنساي تفيد الآبـاء والأمهـات ،  

الصفحة7

والمربين والمربيات، وكافة العاملن في الحقل الإنساي في معرفة مسارات النمو السوي وغر السوي، وتساعدهم أيضاً على تربية الطفل وفق خصائص النمـو في كـل مرحلـة من مراحله، وهذه التربية المبنية على المعرفة تتيح  للطفـل مـوا سـويا مـن الناحيـة الجسمية والعقليـة والانفعاليـة، و يـنعكس ذلـك بشـكل ايجـاي عـلى حيـاة الطفـل ويصبح قادراً على التكيف مع ظروف ومتغرات الحياة الإنسـانية في كافـة المجـالات والأوقات.  

إن دراسة مراحل النمو الإنساي تقودنا إلى كيفية التعامل مع الطفل ابتـداء مـن تكوينه، وحتى اكتاله رجلاً والعوامل المؤثرة، وكذلك التطور الذي يلازمه من الناحية الجسمية، العقلية، الانفعالية والاجتاعية وغرها، والمشكلات التي يتعرض لها وتؤثر في حياته، وكيفية تعلمه في ضوء قدراته وإمكاناته.  

ويأي هذا الكتاب ليناقش كافـة جوانـب النمـو الإنسـاي ومراحلـه عنـد الطفـل والمراهق.

ولقد اشتمل هذا الكتاب على عدة فصول تم عرضها بسهولة ويسر حتى يتمكن القارئ من الفهم العـام لمحتوياتهـا وقـد تضـمن الفصـل الأول مفـاهيم عامـة لعلـم النفس وللنمو وقوانينه، والفصل الثاي يناقش طـرق دراسـة النمـو ومنـاهج البحـث فيه، أما الفصل الثالث فيناقش العوامل المؤثرة في النمو ودور كل من الوراثة والغدد والبيئة والغذاء في مو الإنسان، ويتناول الفصل الرابع مراحل النمو بدءاً مـن المرحلـة الجنينية حتى الفطام، أما الفصل الخامس فيتناول أيضاً  مراحل النمـو مـن الطفولـة المبكرة حتى المراهقة.  

ونظراً لأهمية التربية الجنسـية واهـتام العديـد مـن الدراسـات، والأبحـاث بهـا   فقد تم عرضها في الفصل السادس، حيث تم بيان أهميتها وأثرها على النمـو السـوي للإنسان، وتناول الفصل السابع بعض مشـكلات النمـو عنـد الأطفـال وسـبل التغلـب عليها. 

الصفحة 8

وسوف يلاحظ القارئ أن هنـاك خلاصـة مركـزة لكـل موضـوع مـن موضـوعات الكتاب، وكذلك بعض التطبيقات التربوية اللازمة للمربن والمربيـات، كـا تـم وضـع أهداف خاصة لكل فصل وكذلك الاستفادة المتوقعة من دراسة الفصل، وفي نهاية كل فصل تم وضع أسئلة تغطي أهم النقاط فيه، وفي نهاية الكتاب تم وضع أسئلة عامـة تقومية ليتمكن الدارس من التقييم الذاي لقدرته على التحصيل.  

وبعد.... فإنني أقدم هذا الجهد المتواضع للقـارئ العزيـز آمـلاً أن يسـتفيد منـه   طالباً كان أو طالبة، مطالعا أو باحثـا، مربيـاًًً أو مربيـة، ومـا هـذا الجهـد إلا اجتهـاد طالب علم ولكل مجتهد نصيب، أسأل الـلـه تعالى أن ينفع بـه، وأن يكـون في ميـزان حسناتنا.  

وفي الختام أمنى من الـلـه القبول والتوفيق  

   كمدخل هام لدراسة علم نفس النمو والنمـو الإنسـاي لا بـد مـن تعريـف علـم النفس وعلم نفس النمو، وسوف نناقش التعريفات لتتضح المفاهيم الواردة فيها، ثم نتناول أهمية دراسة النمو الإنساي ومراحله بإيجاز، وسنتطرق لمبادئ وقوانن النمو ،وكذلك مطالب كل مرحلة من مراحله.  

تعريف علم النفس:  

هــو العلــم الــذي يــدرس ســلوك الكــائن الحــي ومــا وراءه مــن عمليــات عقليــة ودوافعه،   وآثاره، دراسة علمية مكن على أساسها فهم وضـبط السـلوك والتنبـؤ بـه والتخطيط له (زهران ،9 :1977).  

يُلاحظ أن التعريف يركز على سلوك الكائن الحي بشكل عام مـن أجـل التعـرف عــلى العمليــات العقليــة التــي تقــف وراء الســلوك وتحركــه، وكــذلك الــدوافع ســواء الداخلية أو الدوافع الخارجية التي تدفع الكائن الحي ليسلك سلوكاً ما، ويدرس علم النفس آثار السلوك على الكائن الحي نفسه وآثاره على البيئة المحيطـة بشـكل عـام ،ومن خلال هذه الدراسة مكن فهم السلوك وتفسره والعمل على ضـبطه مـا يـتلاءم مع حاجات الكائن الحي وحاجات البيئة المحيطة، وكذلك الدراسـة العلميـة لسـلوك الكائن الحي الواقعية مكن من التنبـؤ بسـلوكه في المسـتقبل مـا مكننـا مـن وضـع الخطط المختلفة بناءً على كل هذه المعطيات التي توصلنا إليهـا مـن خـلال الدراسـة العلمية لسلوك الكائن الحي وهذا ما قـام بـه العلـاء حيـث قـاموا بدراسـة سـلوك الحيوان والطر، وقاموا بعمل مقاربـات  بـن سـلوكها وسـلوك الإنسـان بشـكل عـام ،وتوصلوا إلى العديد من النظريات التربوية والتعليمية. 

الصفحة 13

تعريف علم نفس النمو:  

هو دراسة أصل السلوك وتغرات السلوك عـبر الـزمن، ووصـف هـذه المتغـرات وكذلك الكشف عن محدداتها (الضامن ،2005: 25).  

     يتضح من التعريف أن علم نفس النمو يدرس أصل السلوك الصادر عن الإنسـان من حيث علاقته بعامل الوراثـة، وتـأثره بهـا وكـذلك تـأثره بـإفرازات الغـدد الصـاء والغدد القنوية، وتأثره بعامل البيئة والغذاء، وكذلك يدرس التغرات التي تحـدث في السلوك الإنساي نتيجـة للتغـرات الكميـة والكيفيـة التـي تحـدث لـدى الإنسـان في المراحل العمرية المختلفة، والتعرف على الأسباب التي تحدد نوع السلوك الصادر عن الإنسان.  

أهمية دراسة النمو الإنساي:  

تعتبر دراسة النمو الإنسـاي مهمـة للغايـة لأن المعرفـة مراحـل النمـو المتعـددة وجوانبه المختلفة تزيد من قدرتنا على تقديم الخدمات المتعلقة بـالنمو في الجوانـب العضوية والنفسية للمساهمة في موها موا سلياً، ومنحنا القدرة على القيام بالـدور المطلوب منا تجاه مو الإنسان بكل كفاءة واقتدار، وسوف نوضح أهمية دراسة النمو من عدة نواحي وهي كالتالي:  

1. أهميته من الناحية النظرية:  
2. - يزيد مـن معرفتنـا للطبيعـة الإنسـانية ولعلاقـة الإنسـان بالبيئـة التـي يعيشها.  
3. - يــؤدي إلى تحديـــد معــاير النمـــو الجســمي والعقـــلي والاجتاعـــي والانفعالـي في كـل مرحلة من مراحل النمـو (العناي، 2003: 2). 
4. يفيد في معرفة العوامل المؤثرة في النمو مثل الوراثة، والبيئـة، والغـذاء ،والغدد، وغيرها. 

الصفحة14

-2أهميته من الناحية التطبيقية:  

أ- التحكم في العوامل والمؤثرات المختلفة التي تـؤثر في النمـو مـا يحقـق التغرات المرغوبة وتقليل التغرات غير المرغوبة.  

ب-قياس مظاهر النمو المختلفة لمساعدة الأفراد على النمو السـليم إذا مـا اتضح شـذوذ في النمـو في أيّ مـن هـذه المظـاهر عـن المعيـار العـادي )مساعدة,1991 (58:

-3أهميته بالنسبة للمربين:  

أ-مساعدة المربن في فهم خصائص كل مرحلة من مراحل النمو. 

ب- معرفة العوامل التي تؤثر في مو الأطفال في جوانبه النائيـة المتعـددة ،الجســمية، العقليــة، الانفعاليــة والاجتاعيــة، ولاســيا النمــو العقــلي والذكاء والقدرات والاستعدادات والتحصيل الدراسي.  

ج -مساعدة المربن في تخطـيط المنـاهج الدراسـية للمسـتويات التعليميـة المتعاقبة بناء على قدرات الأطفال حسب كل مرحلة من مراحل النمو. 

1. - مساعدة المربن في كيفية التعامل السليم مـع التلاميـذ وفـق القـدرات والإمكانيات المتوفرة لدى كل طفل منهم مـع مراعـاة الفـروق الفرديـة لديهم.  

-4أهميته بالنسبة للمجتمع:  

أ-تحديد أفضل العوامل الوراثية والبيئية التي تحقق للأفـراد مـوا سـلياً وتحقق للمجتمـع التقـدم والازدهـار لأن سـلامة المجتمـع مـن سـلامة    أفراده. 

الصفحة15 

ب -دراسة المشكلات الاجتاعيـة ذات الصـلة الوثيقـة بنمـو الأفـراد، مثـل: مشــكلات الضــعف العقــلي والتــأخر الــدراسي والانحرافــات الجنســية والعمل على الوقاية منها ومعالجتها.  

ج -دراسة مو الأفراد وشخصـياتهم وتـوافقهم الاجتاعـي مـا يحقـق لهـم الصحة النفسية.  

د-إنشاء المؤسسات الملامة، لتغطية المطالـب النائيـة للأفـراد في مراحـل العمر المختلفة، مثلاً ملاعب الصغار ونـوادي الشـباب وبيـوت المسـنن وغيرها من الاحتياجات(عريفج،1993: 13).

تعريف النمو:  

    النمو الإنساي له عدة تعريفات كل منها رما يركز على جانب من جوانب النمو ،وسوف نعرض العديد من التعريفـات ونعلـق عليهـا ونسـتخلص أهـم المعـاي التـي وردت فيها وهي كالتالي:  

    يعرف (قطامي وبرهوم ،1997: 13) النمو بأنه : تلـك التغـرات التـي تحـدث في الجسم، فالكائن الحي مر بكثر من التغرات التي تحدث في مراحل عمـره المختلفـة منذ ولادته ،وإلى أن يصبح كهلاً.  

   وتعرفه (الرماوي ،1998: 20) بأنه : عملية معنى أن لـه خاصـيات الاسـتمرارية والتنظيم والتاسـك، السـابق منـه يـؤثر حـتا في اللاحـق ويبنـى عليـه ويـؤثر فيـه مجموعة من العوامل والمتغرات، فهو ظاهرة مًعقدة تصعب دراستها.   

ويعرفــه (مــنسي ،2002: 11) بأنــه : عمليــة منتظمــة ومتكاملــة وهــي خاضــعة لقوانن ومبادئ عامة يشترك فيها أفراد الكائن البشري جميعهم).  

 ويعرفه (أبو نجيلـة، وأبـو كويـك ،2001: 12) بأنـه: عمليـة متداخلـة متكاملـة يتضــمن التغــرات الجســمية والفســيولوجية مــن حيــث الطــول والــوزن والحجــم    والتغـيـرات التــي تحــدث في أجهــزة الجســم المختلفــة، والتغــرات العقليــة المعرفيــة ،

الصفحة16

  والتغــرات الســلوكية الانفعاليــة والاجتاعيــة التــي مــر بهــا الفــرد في مراحــل نمــوه المختلفة.   

    ويعرفه إساعيل (إساعيل ،1986: 29) بأنه: مجموعة مـن المتغـرات المتتابعـة التي تسر حسب أسلوب ونظام مترابط متكامـل، والتـي تظهـر في كـل مـن الجانـب التكويني والجانب الوظيفي للكائن الحي ويـفسر النمـو عـلى أنـه تغـرات كميـة في الحجــم والتكــوين كــالطول والــوزن وأبعــاد الجســم ومــا يتصــل بهــا مــن وظــائف فسيولوجية كإفرازات الغدد الصـاء، وقـدرات عقليـة كالـذكاء، وعمليـات كالانتبـاه والتذكر. 

من خلال التعريفات السابقة مكن أن نعرف النمو بأنه:   

سلســلة مــن التغــرات الكميــة والكيفيــة المنتظمــة والمترابطــة والمســتمرة التــي    تحدث في الإنسان بدءا من لحظة الإخصاب مروراً مراحـل النمـو، الجنينيـة، الوليـد ،الرضيع، الطفل،المراهق، الشاب، الرجل، وسط العمر، ثم الشيخوخة حتى الختام.

  الخلاصة:

1. النمو عبارة عن تغيرات كمية تحدث من خلال تغيرات مستمرة في الوزن والحجم والشكل.
2. النمو أيضاً عبارة عن تغيرات كيفية تحدث في البناء الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي واللغوي وكافة جوانب النمو الأخرى وهذه التغيرات الكيفية تعطي هذه الجوانب القدرة على أداء وظائفها الحيوية. بمعنى نضج أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة وقدرتها على القيام بوظائفها .
3. النمو عملية منتظمة فهو مثلاً . يسير من الداخل إلى الخارج بمعنى أن الأجهزة الداخلية للجسم تنمو أولاً ثم تليها الأجهزة الخارجية (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينِ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّأَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 12-14]. 
4. النمو عملية مترابطة في كل المراحل ولا يمكن فصل مرحلة عن الأخرى فكل مرحلة تؤدي إلى ما بعدها وتؤثر فيها.
5. النمو علمية مستمرة باستمرار الحياة.
6. ضعف النمو في أحد الجوانب يؤثر سلباً على النمو في الجوانب النمائية الأخرى.

1. ضعف النمو في الصغر يؤدي إلى مشكلات في الكبر.
2. كل فرد يمر في جميع مراحل النمو حتى لو تأخر نموه في بعض المراحل.

الصفحة18

1. أسرع مراحل النمو هي المرحلة الجنينية.
2. التوازن في عملية النمو يكون في مرحلة الشباب والرجولة يتباطأ النمو كلما اقترب الإنسان من مرحلة الشيخوخة.
3. يتباطأ النمو كلما اقترب الانسان من مرحلة الشيخوخة

مراحل النمو:  

يشر مفهوم المرحلة النائية إلى مجموعة من المظاهر أو الأماط السلوكية التـي تتميز بها كل مرحلة من مراحل النمو، بحيث مكن تصنيف هذه المظـاهر والأمـاط وعزوها إلى مرحلة مو معينة فتحددها وميزهـا عـن غرهـا مـن المراحـل، كالأمـاط الخاصــة مرحلــة الطفولــة المبكــرة، والمتوســطة، والمتــأخرة، والمراهقــة، والرشــد والشيخوخة ولقد قسم العلاء النمو إلى مراحل ليسهل عليهم دراسـة مميـزات كـل مرحلة وتحديد احتياجاتها ومتطلبات النمو فيهـا عـلى الـرغم مـن أن النمـو عمليـة مترابطة لا مكن فصل مراحلها بشكل دقيق لأن التغرات الحادثة مستمرة ومترابطـة بعضــها مــع بعــض، ومكــن تقســيم مراحــل النمــو المتعــددة عــلى أســاس المميــزات الجسمية والعضوية والغددية لكل مرحلة من مراحل النمو وهي كالتالي:  

1. مرحلة ما قبل الولادة، أو المرحلة الجنينية (من بويضة مخصـبة إلى جنـن إلى ما قبل الولادة). 

وهذه المرحلة تبدأ منذ لحظة الإخصاب إلى الميلاد وتسمى مرحلة الحمل. 

1. مرحلة الـولادة: و تبـدأ منـذ لحظـة المـيلاد ولغايـة أسـبوعن، وتسـمى هـذه المرحلة أيضاً مرحلة حديثي الولادة. 
2. مرحلة الرضاعة (تتراوح من سنة إلى سنتن). 

وتبدأ منذ نهاية مرحلة حديثي الولادة أي نهاية الأسبوعن ولغاية نهاية العامالثاي من العمر. 

الصفحة19       

1. مرحلة الطفولة المبكرة (من سنتن إلى ست سنوات). 

ومتد هذه المرحلة خلال العام الثالث والرابع والخامس من العمـر، وخلالهـا يكون الطفل في مرحلة الحضانة أو رياض الأطفال أو مرحلة ما قبل المدرسة. 

1. مرحلة الطفولة المتوسطة (من ست سنوات إلى تسع سنوات). 

وتمتد هذه المرحلة خلال العام السادس والسابع والثامن من العمر، وخلالهـا يلتحق الطفل بالمدرسة الابتدائية.  

1. مرحلة الطفولة المتأخرة (من تسع سنوات إلى اثني عشرة سنة). 

تمتد هذه المرحلة خـلال العـام التاسـع والعـاشر والحـادي عشر مـن العمـر ،للبنات والثاي عشر للذكور وذلك بسـبب زوال إفـراز الغـدة التيموسـية عنـد الإناث قبل الذكور بسنة واللازمة لعمليات النضج الجنسي.  

1. مرحلة المراهقة المبكرة (من 14 -12 سنة). 

تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة عند الذكور بسن ثلاثة عشر عامـاً وعنـد الإنـاث بسن الثانية عشر ومتد لغاية العام الخامس عشر والرابع عشر. 

1. مرحلة المراهقة المتوسطة (من 14-17 سنة). 

ومتــد خــلال العــام الســادس عشر، والســابع عشر ويكــون الفــرد في مرحلــة التعليم الثانوي.  

1. مرحلة المراهقة المتأخرة (من 17-21 سنة). 

ومتد خلال العام الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون والحـادي والـعشرون ،ويكون الفرد خلالها في المرحلة الجامعية.-

 10    -مرحلة الرشد(21-40 سنة). 

11- مرحلة وسط العمر (من 40-60 سنة). 

12- مرحلة الشيخوخة (من 60- الختام).  

الصفحة20

المبادئ والقوانن العامة للنمو: 

يخضع النمو لقوانن عامة تتحكم فيه، ولقد أسفرت الدراسات والبحوث في علم نفس النمو عن التوصل إلى عدة قوانن ومبادئ وخصـائص واتجاهـات عامـة، تلقـى الضوء على النمو والنمو الـنفسي، وهـذه القـوانن والمبـادئ تفيـد في عمليـة التربيـة والتعليم والعلاج النفسي وفي عملية توجيه السلوك والتنبؤ بسلوك الفرد في المستقبل ،وهذا يؤكـد بصـفة عامـة أن النمـو علـم لـه حقائقـه الموضـوعية وقوانينـه العلميـة ونظرياته الراسخة (رونالد الينجورث Illingworth، 1991).  

وسوف نتناول المبادئ والقوانن العامة للنمو بالشرح والتوضيح فيا يلي:  

1. النمو كمي وكيفي معاً: 

 النمو يعنـي الزيـادة في الحجـم، فحجـم الطفـل وحجـم الراشـد مختلفـان كـل الاختلاف ويتبع الاختلاف في الحجم اختلاف في الوزن، فوزن القلب عند الراشد يبلـغ خمسة أمثال وزن القلب عند الطفل ووزن المخ عند الراشـد أربعـة أمثـال وزن المـخ عند الطفل حيث يبلغ وزن المخ عند الطفل الوليد تقريبـا (370 جـرام) ووزنـه عنـد الراشد تقريباً (1400جرام)، والتغر في الوزن والحجـم والشـكل يتبعـه أيضـاً تغـر في الوظيفة فمـثلاً يـتمكن الطفـل مـن ضـبط عضـلاته تـدريجياً، فعنـد سـن السادسـة يستطيع الطفل الاعتاد عـلى العضـلات الدقيقـة لأصـابع اليـدين وميـل كتابتـه إلى الحجم الكبر، وبنموه في المراحل التالية يـتمكن مـن السـيطرة سـيطرة نهائيـة عـلى مختلف العضلات والأعصاب المتصلة بحواسه جميعـاً، فالطفـل يسـتطيع الـتحكم في أعصاب بصره في الثلاثة أسابيع الأولى، حيـث يـتمكن مـن رؤيـة الأجسـام والمرئيـات الكبرة الجامدة والحية، وفيا بن الشهرين السابع والتاسع تظهر لديه القـدرة عـلىأن يحرك العينن معا ويتتبع بها شيئا متحركاً وهكذا تتدرج حاسـة الـبصر في النمـوإلى أن تصل إلى مرحلة الطفولة الهادئة (دويدار ،1996: 41).  

الصفحة21

    من هنا يتضح أن النمو الكمي يعني الزيـادة في الحجـم والـوزن يتبعـه تغـر فيالشكل، وكذلك تغر في قدرة العضـو عـلى أداء وظيفتـه الرئيسـة، التـي يتعـن عليـه القيام بها، ما يؤكد الترابط بن النمو الكمي والنمو الكيفي، ومن الطبيعي أن يدرك الآباء والمربن هذه القاعدة الخاصة بالنمو وكذلك المعلمن ليتمكنوا من تحديد نوع التوجيهات والمطالب التي توجه للطفـل بحيـث تتناسـب جميعهـا مـع نـوع ومـدى قدرات الطفل الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتاعية وغرها وذلك تبعاً لطبيعة مرحلة النمو التي يحياها الطفل.  

1. النمو عملية مستمرة ومنتظمة: 

    إن النمو سلسلة متتابعة متاسكة من التغـرات تهـدف إلى غايـة واحـدة هـي اكتال النضج وهنا يحسن أن نلفت النظر إلى ناحيتن هامتن ها أن عمليـة النمـو تستمر بشكل طبيعي ولا تتوقف إلا إذا أعيق النمو بسبب عائق خـارجي وفي هـذه الحالة يتشوه شكل جسم الطفل، وعملية النمو مع اسـتمرارها في مراحلهـا المختلفـة حتى يبلغ الكائن الحي النضج الكامل فهي في نفـس الوقـت منتظمـة تسيـر حسـب قوانين طبيعية، وما يحدث في مرحلة معينة يؤثر في المرحلة التي تليها، فعندما يبلـغ الطفل سن أربعة أشهر يستطيع رفع رأسه إذا ألقيَ على ظهره، وفي سـن سـتة أشـهر يجلس مع سند خفيف، وفي سن تسعة أشهر يجلس بدون سند، ثم يتبع ذلـك المشي في سـن أحد عشر شهرا أو أكر باختلاف البيئة والتكوين الجسمي، وفي النمو اللغـوي نجد أن محصول الطفلً اللغوي في نهاية السنة الأولى لا يزيد عن ثلاث كلات بيـنا يصبح في السنة الثالثـة حوالــي300 كلمـة وفي السـنة السادسـة حـوالي 2500 كلمـة (دويدار ،1996: 42).  

 إن إدراك الخصــائص النائيــة للطفــل مــن القــامن عــلى عمليــة التربيــة والمحيطن بالطفل بدءا من الأسرة، ورياض الأطفال، والمدرسة، وكافة المسـؤولن عن تربية الطفل، يحتمً علـيهم العمـل الجـاد عـلى تلبيـة مطالـب النمـو لكـل مرحلــة مــن مراحلــه وإمــداد الطفــل بالغــذاء الــلازم وبــالخبرات والمعلومــات  

الصفحة22

 وبكــل مــا يســاعده عــلى النمــو وإزالــة مــا يعــوق هــذا النمــو في جوانبــه المتعــددة ،الجسمية، والعقلية، والانفعالية والاجتاعية، ليتمكن الطفل من الاستمرار في عمليـة مو منتظمة وسليمة.   

1. كل مرحلة من مراحل النمو لها سات خاصة ومظاهر مميزة:  

إن كل مرحلة من مراحل النمو لها ساتها الخاصة، ومظاهرها المميزة، فمثلا: لو لاحظنا سـلوك اللعـب في مراحـل الطفولـة المتتاليـة، نجـد أن لعـب الطفـل الرضـيع يختلف أسلوبا وتعقيداًً ودمومة ونظاما ونوعية عن لعب الطفل في مرحلـة مـا قبـل المدرسة، على اًلرغم أن مواد اللعب قد تًكون متشابهة ماما، ولو أننا وجدنا طفـلاً في مرحلة الطفولة المبكرة ورضيعا يلعبـان بـنفس الأسـلوب والًنظـام، فـان ذلـك يلفـت النظر، لأن لعبها يجب أن يختًلف أسلوبا، ونظاما لأنها في مرحلتن مختلفتـن مـن مراحل النمو، وهذا يعطينا مؤشرا حول فترًة مو الطًفـل مـن حيـث تـأخره وتقدمـه ،ولهذا القانون أو المبدأ العام أهميًة خاصـة في التشـخيص الـنفسي (العواملـة وأمـن ،2003: 76)، مـن هنــا يتأكــد أن كــل مرحلـة مــن مراحــل النمــو لهـا مــا ميزهــا مــن الخصائص والسـات ذات العلاقـة بجوانـب النمـو المتعـددة، وأن كـل طفـل يتمتـع بصفات فردية مميزة ومحددة ميزه عن أقرانه، وتستمر هـذه السـات والخصـائص في الظهور على نحو متسق خلال سنوات عمر الطفل الأولى وأن لكل مستوى عمـري مطا مميزا من السـلوك سـواء الجسـمي، أو العقـلي، أو الانفعـالي، أو الاجتاعـي، أو اللغوي، وهكذا كل أنواع السلوك الصادرة عن الطفل.  

1. لكل فرد سرعته الخاصة في النمو: 

الفروق الفردية في النمو واضحة بن الأطفال، ويختلف الأطفال فـيا بيـنهم مـن حيث سرعة النمو كاً وكيفاً، ولكـن غالبيـة الأطفـال يقعـون في المتوسـط معنـى أنغالبية الأطفـال يتشـابهون في مسـتوى النمـو وسرعتـه بدرجـة كبـيرة، أمـا مـن يقـع 

الصفحة23

 دون المتوسط أو أعلى منه بكثر فيعتبرون شواذ عن القاعـدة، ولـذلك فـإن الأطفـاليختلفون فيا بينهم في زمن عبور مرحلة وبدء دخول مرحلة تالية من مراحل النمو ،فمثلاً الإناث يعبرن مرحلة البلوغ قبـل الـذكور، ولا مكـن أن ينمـو طفـلان بطريقـة متشابهة ماماً حتى في الأسرة الواحـدة ويلاحـظ أن الفـروق الفرديـة في النمـو تظـل ثابتة نسبيا في مراحل النمو المتتالية، فالأطفال الذين كان مـوهم طبيعيـا في المراحـل الأولى من اًلعمر، فمن الطبيعي أن يكون موهم طبيعيا في المراحـل التاليًـة، وسـوف يســتمرون عــلى هــذا النحــو في حــن أن الأطفــال الــذينً كــان مــوهم بطيئــاً، ســوف يستمرون في النمو على نحو بطيء (العواملة وأمن ،2003: 68).  

1. النمو محصلة للتفاعل بن النضج والتعلم:  

النضج يعني قدرة العضو على القيام بوظيفته الحيوية المتوقعة منه، ولا مكن أن يتم ذلك إلا مـن خـلال التواصـل في النمـو الكمـي، والـذي بـدوره يؤدي إلى النمو الكيفي، فالتغرات الكمية تحدث بشـكل متواصـل، وترتيـب ونظـام ،وهذه التغرات تعطي الأطفال قدرات كيفية جديدة، مكـنهم مـن القيـام بالأنشـطة والفعاليــات الجســمية، العقليــة، الانفعاليــة والاجتاعيــة حســب طبيعــة التغــرات الكمية، والكيفية الحادثة، ومثال ذلك: إن التغـرات الكميـة في الـدماغ والتـي تعنـي زيادة حجم ووزن الخلية في الدماغ، يتبعها تغرات كيفية وظيفية ذات أهمية كبـرة وهذه التغرات تساعد الأطفال على تطوير القدرات العقلية المختلفة لـديهم، وتزيـد من قدرة الجسم على الحركة والتحكم فيها، ولا بد مـن معرفـة أنـه عـلى الطفـل أن يصل إلى درجة معينة من النضج قبل أن يقوم مهارات جديدة، ومثال ذلك: أن طفل السنة الثالثـة لا يـتمكن مـن الـتحكم في القلـم إذا طلبنـا منـه الكتابـة لأن عضـلات الأصابع الدقيقة م تنضج بعد، أي أنهـا لا تـتمكن مـن أداء وظيفتهـا بدرجـة كافيـة ،ولكــن الطفــل يــتمكن مــن الــتحكم في القلــم في ســن الخامســة والسادســة بشــكل   أفضل، لذلك فإن الطفل سيحاول الرسـم أو الكتابـة عنـدما يكـون قـد طـور قدرتـه   عــلى ضــبط العضــلات الصــغرة الكائنــة في رؤوس الأصــابع، وبــذلك تتطــور قدرتــه 

الصفحة24 

 على الإمساك بالقلم. إن النضج لا بد أن يتبعه عملية تعلم، لي يـتمكن الطفـل مـن تحقيــق أقصى درجــات النمــو المطلوبــة، وذلــك لأن البيئــة الغنيــة بــالمثرات، وتنــوع الخبرات تسمح للطفل بتحقيق النمو السليم.

 من هنا لا بد للأسرة والمربيات والعاملن والعـاملات مـع الأطفـال بعـدم إجبـار الطفل على القراءة أو الكتابة، حتى يكون مستعداً من الناحية الكميـة والكيفيـة أي يكتمل مو العضو وزنا وحجا ونضجاً، ثم التعليم والتدريب، وبذلك يـتمكن العضـو مــن القيــام بوظيفتــه المنتظــرة منــه بكفــاءة واقتــدار، ويــتمكن مــن عمليــة الــتعلم واكتساب الخبرات والقيام بالمهارات المختلفة، ما يساعد على عملية تعلم ناجحة.  

1. النمو يسر من البسيط إلى المعقد:  

  يستخدم الأطفال مهاراتهم المعرفية، واللغوية لتفسر الأشياء، وحـل المشكلات.  

مثال ذلك:  

إن تعلم العلاقات بن الأشياء (التشابه، الاختلاف، التصنيف) تعتبر قدرات هامـة في التطور المعرفي.  

 إن العملية المعرفيـة في تعلـم التشـابه بـن حبـة التفـاح وحبـة البرتقـال تبـدأ بأبسط أشكال هذه العملية وأكرها مادية، وذلك بوصف هاتن الحبتن كـأن يقـول الطفل التفاح أحمر، البرتقال أصفر، وعليـه فـإن أول مسـتوى للتفكـر حـول تشـابه الأشياء هو تقديم أوصـاف هـذه الأشـياء المحسوسـة، ومـن ثـم علاقاتهـا الوظيفيـة بعضها ببعض (وكلاها تفكر محسوس)، كأن يقال: التفاحة والبرتقالـة مسـتديرتان ،فالتفاحة والبرتقالة متشابهتان لأننا نأكلها، مثل هذه الإجابات تعتـبر أداء موذجيـاً للأطفال في سن الثالثة، والرابعة، والخامسة، وكلا تتطور المهـارات المعرفيـة للطفـليصــبح أقــدر عــلى فهــم علاقــات أرقــى وأكــر تعقيــدا بــن الأشــياء كــأن يقــول 

الصفحة25

 مثلاً: التفاحة والبرتقالـة تنتمـي إلى فئـة الفاكهـة، وهنـا يـتمكن الطفـل مـن مهـارةالتصنيف إلى فئات (الريماوي،22 :2003).

   من هنا لا بد للعاملن في مجـال تربيـة، وتعلـيم الأطفـال، أن يبـدؤوا بـالخبرات ،والمعلومات البسيطة المحسوسة، باستخدام المجسات، الأشكال، والوسائل التعليميـة التي تقرب المفاهيم للأطفال، والانتقال بهم تدريجيا إلى المفاهيم الأكر تجريـداً، مـع مراعاة الجانب النفسي عنـد اسـتخدام الوسـائل، بحيـث تكـون جذابـة وذات ألـوان محببة للطفل لتجذب الانتباه وتبعث في نفس الطفل المتعة والسرور والبهجة، وتتيح عملية تعلم محببة للطفل.  

1. يسر النمو من العام إلى الخاص ومن الكل إلى الجزء.  

    ينتقل كل مظهر من مظاهر النمو مـن العمـوم إلى التفصـيل، فـالملاحظ لحركـة الطفل أنه يحرك جسمه كله في بداية الأمر، فهو يندفع بكل جسمه نحو الأشـياء ثـم يحرك عضواً مثل اليد كاملة وبعفوية، ثم يحـرك يـده حركـة مقصـودة، ولكـن لـيس بدقة متناهية، وتليها حركة موجهة بأصابع اليد لتنـاول احتياجاتـه، ويصـل أخـرا إًلى هدفه بدقة متناهية، وهكذا يسر النمو في جميع جوانبه متدرجاً من الكل إلى الجزء ومن العام إلى الخاص، فلغة الطفل تبدأ بكلمة تعني جملة، ثـم تتطـور اللغـة حتـى تصبح لكل كلمة معناها ومغزاها الخاص بها.  

1. يسر النمو من الرأس إلى القدمن ومن المركز إلى الأطراف.  

تنمو الأجزاء العليا من الجسم قبل مو الأجزاء التي تقع أسـفل منهـا، وكـذلك فإن الأجزاء التي تقع حول العمود الفقري يتكامل موها قبـل الأجـزاء التـي تقـع على الجانبن، وبذلك فان الأجهزة الرئيسية المهمة في حياة الفـرد هـي التـي تنمـو أولاً وتتقدم في موها قبـل الأجهـزة الأقـل أهميـة، ويلاحـظ أن رأس الجنـن عنـد الولادة يصل إلى ربع طول جسمه، وفي الشهر الثالـث يبلـغ نصـف طـول جسـمه ،وفي الشــهر الخــامس ثلــث طــول جســمه، وعنــد الرشــد مــن مــن إلى عشر طــول جسمه، والقمم الناميـة في جسـم الإنسـان تتركـز في الفقـرة الأخـرة مـن العمـود  

الصفحة26 

الفقري، معنى أنها مركز الانطلاق في النمو الطولي، كا أن العضلات المحيطة بالرقبـةيتكامل موها قبل عضلات المنكبن أو الصدر، ويستطيع الطفـل الـتحكم في حركـات رأسه قبل أن يتحكم بحركات أصابعه، كذلك فـإن بـراعم اليـدين تظهـر قبـل ظهـور براعم الرجلن، أما بالنسبة للنمو المستعرض فإن أول ما يتكون في مرحلة الجنن هـو العمود الفقري على شكل غضاريف، وبعد ذلك تتراكم العضلات على جانبيه، كا أن النمو المتعلق بالأجهزة الداخلية للفرد يسبق النمو الخاص بالأطراف مثـل: الـذراعن والساقن (الهنداوي: 2005، 27).   

وتسمى هذه الظاهرة ،بظاهرة التعاقب الـرأسي الـذنبي، والتـي تفيـد أن النمـو يسر من أعلى الجسم إلى أسفله، فمثلاً: نجد أن حركة رأس الوليـد تبـدأ قبـل حركـة الجذع، وحركة الجذع تسبق حركة القدمن وهكذا.  

1. يتأثر النمو بالعوامل الداخلية والخارجية والتفاعل بينها. 

تشر العوامل الداخلية إلى عامل الوراثة بالدرجة الأولى حيث يكون لها أثر بـالغ في عملية النمو، فعلى سبيل المثال: تتحدد معام الطول وشكل الجسم ولـون العينـن وأحيانا بعض الأمراض الوراثية غالباً من خلال عامل الوراثة، وتشر العوامل الخارجية إلى البيئــة المحيطــة بكــل مكوناتهــا بــدءاً بالمنــاخ الطبيعــي الســائد، وطبيعــة الأسرة الاجتاعيــة، الثقافيــة، الاقتصــادية وأســاليب التنشــئة المتبعــة فيهــا، والمدرســة بكــل مكوناتها ،وعناصرها البشرية، المادية، التعليمية والتربوية، وتتكامل العوامل الداخلية والخارجية في دورها في عمليـة النمـو، وتـؤثران بشـكل مبـاشر عـلى طبيعـة النمـو الإنساني. 

"وهناك فترات من عمر الإنسان يكون فيهـا أكـر اسـتعداداً مـن أي وقـت آخـر للاستفادة من خبرات البيئة وظروف التعليم والتدريب، ومـن الأمثلـة عـلى ذلـك أن السنوات العشر الأولى من عمر الطفل هي فـترة حرجـة لـتعلم اللغـة الإنسـانية، أي   أن الطفــل الــذي لا يســتفيد أو لا تتــوفر لــه المثــرات البيئيــة اللغويــة خــلال هــذه 

الصفحة27

 السنوات سيعاي من تأخر أو صعوبة بالغة جداً في تعلم اللغة" (علاونة ،2004: 23).  

وهذا ما أكده الرسول الكريم - محمد صلى الـلــه عليـه وسـلم - في حـديث مـا معناه " علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " ما يؤكد أهمية هذه السنوات الأولى في تعليم الطفـل، حيـث إن الطفـل في هـذه المرحلــة العمريــة المهمــة ملــك الاســتعداد للــتعلم، واكتســاب الخــبرة، والمعلومــة ،والمفاهيم بدرجة كبرة ويكون لديه الاستعداد للتقليـد والمحاكـاة بشـكل كبـر، مـا يحتم على الوالدين والمربن، تـوفر المثـرات المتعـددة المناسـبة لأطفـالهم في بـواكر حياتهم حتى لا تفوتهم فرصة التعلم الكبرة، والواسعة في هذه المرحلة.  

مطالب النمو:  

لكل مرحلة من مراحل النمو مطالب خاصة تختلف باختلاف مرحلة النمو التـي يكون فيها الطفل، فإذا مكنت مؤسسات التنشئة الاجتاعية سـواء كانـت الأسرة، أو رياض الأطفال، المدرسة، المسجد وغرهـا مـن تـوفر هـذه المطالـب حسـب طبيعـة المرحلة النائية للطفل فإن موه سوف يسر في الاتجـاه السـليم أمـا إذا كـان هنـاك ضعف في توفر هذه المتطلبات فـإن مـو الطفـل سـوف يشـوبه الخلـل والاضـطراب وعدم الاتزان. 

أولاً: متطلبات النمو في مرحلة المهد (المرحلة الجنينية ومرحلة الرضاعة):  

تعتبر هذه المرحلة مهمة في تكيف الطفل حيث تتغر بيئته، مـن بيئـة منظمـة ،إلى بيئة غـر منظمـة، تتطلـب أن يتكيـف معهـا عـلى الـرغم مـن اخـتلاف درجـات الحرارة، ونوعية الغذاء والعلاقـة مـع الأم، ولـذلك كـان مـن واجـب الأسرة أن تهيـئ لوليدها متطلبات النمو التالية:  

الصفحة28

1-الاستعداد الفكري، الانفعالي، العاطفي، والاقتصادي لاستقبال المولود الجديد.  

2-إجراء الفحص الطبي الكامل للطفل للتأكد من سلامته، وسلامة كافة الأجهزة.  

3-الاهتام بعملية إرضاع الطفل، وعدم الإسراف في إرضاع الطفل لإسكاته.  

4-العناية بنظافة الوليد واستحامه وتغير ملابسه.  

5-توفر الجو المناسب الهادئ لنوم الوليد، وإبعاده عن الأصوات العالية والضجيج المرتفع، فالطفل الوليد يجب أن ينام (80%) من وقته في الأيـام الأولى بعـد الولادة. 

6-تهيئة الأطفال الآخرين في الأسرة لاستقبال المولود الجديد. 

7-تخصيص وقت كاف للعناية بالطفل، ورعايته باعتبار أن ذلك مثل واجبا أساسياً من واجبات الأسرة، وضرورة ملحة لإشباع حاجـات الوليـد (عـريفج ،2000:  .(64

من الملاحظ أن هذه المرحلـة تهـتم بالحاجـات الفسـيولوجية، أو الأوليـة، أو مـا يطلق عليه حاجات البقاء، والتي لا مكن للطفل أن يستغني عنها، كالطعام، الشراب ،النظافة، النوم، التي لا بد للطفل من الحصول عليها مـن خـلال الأشـخاص المحيطـن به، فهي التي مده بأسباب الحياة، وأن تـوفر هـذه المطالـب المهمـة تقـع بالدرجـة الأساسية على الأم والأسرة بشكل عام وأساسي.  

ثانياً: مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة (من 2 – 6 سنوات):  

1. تعلم المشي والأكل والكلام.  
2. تعلم التحكم في عمليتي التبول والإخراج.  

الصفحة29

1. تعلم الفروق الجنسية. 
2. الوصول إلى مستوى الاتزان العضوي الفسيولوجي. 
3. تكوين مدركات ومفاهيم بسيطة عن الحقائق الاجتاعية، والطبيعية. 
4. تعلم العلاقات الاجتاعية العاطفية التي تربطه بأبويه وإخوته والآخرين. 
5. بدء تعلم التفرقة بن الصواب والخطـأ، الخـر والشر وبـدء تكـوين الضـمر لدى الطفل (الهنداوي ،23:2005) 

هذه المرحلة لا بد من الاهـتام بهـا، لأن الطفـل يكـون لديـه حـب الاسـتطلاع ،والسؤال ويتكـون لديـه الاسـتعداد للـتعلم، واكتسـاب الخـبرات، مـن خـلال عمليـة التقليد، والمحاكاة ،لذا لا بد من إتاحة الفرصة الكافية للطفل للكشـف عـن الأشـياء ،ومعرفتها والتفاعل معها، ليتمكن من تنمية مهاراتـه، ومدركاتـه، وعلاقاتـه بالأشـياء ،وكذلك بالأشخاص المحيطن به، ليتمكن من تطوير جوانب موه المختلفة.  

ثالثاً: مطالب النمو في مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة(6-12سنة):  

1. تعلم المهارات الحركية الضرورية لمزاولة الألعاب.  
2. تعلم دور الجنس المناسب.   
3. مو الثقة وتقدير الذات. 
4. النمو الاجتاعي والعلاقات بن الأقران.  
5. تعلم مهارات القراءة والكتابة والحساب. 
6. تعلم مهارات الاستقلال الذاي. 
7. تعلم القيم الأخلاقية والمعاير السلوكية (العواملة وأيمن ،2003: 60). 

     من الملاحظ أن هذه المرحلة هي المرحلة المناسـبة لعمليـة التنشـئة الاجتاعيـة لأن الطفــل لديــه القــدرة عــلى إدراك المفــاهيم والمعــاير الاجتاعيــة التــي تضــبط 

الصفحة30

  السلوك، لذا كان لا بد للأسرة أن تتفهم ذلـك وتعمـل هـي وكـل مؤسسـات التنشـئة الاجتاعيــة إلى غــرس القــيم والفضــائل الخلقيــة لــدى الطفــل، وتكســبه المهــارات ،والخبرات المتعددة التي تتوافق مع موه الجسـمي، والعقـلي في هـذه المرحلــة، مـن خــلال تــوفر مســتلزمات عمليــة الــتعلم كالقصــص، والكتــب، والألعــاب المتعــددة ،والمتنوعة التي تساعد الطفل على النمو الجسمي، العقلي، الحري واللغوي وغره من جوانب النمو الأخرى.  

رابعاً: مطالب النمو في مرحلة المراهقة:  

1. تحقيق علاقات جيدة ناضجة مع الأقران.  
2. تحقيق دور اجتاعي ذكري وأنثوي. 
3. تقبل الشكل الجسمي واستعال الجسم بكفاءة. 
4. تحقيق الاستقلال الوجداي عن الوالدين والراشدين الآخرين. 
5. تحقيق التثبت من الاستقلال الاقتصادي. 
6. اختيار مهنة المستقبل والإعداد لها. 
7. الإعداد للزواج، والحياة الزوجية، والعائلية. 
8. تطوير المهات، والمفاهيم العقلية اللازمة للكفاءة البدنية. 
9. الرغبة في السلوك الاجتاعي المسؤول وتحقيقه. 

10- اكتساب مجموعة من القيم ونظام أخلاقي لتوجيه السلوك (علاونه ،2004: 31، .(30

هذه المرحلة لا تقل أهمية عن بـاقي المراحـل السـابقة، فهـي مرحلـة التغـرات الرئيســة، حيــث ينتقــل الفــرد مــن الطفولــة إلى البلــوغ والمراهقــة، والــذي يعنــي   بـدء التكليـف وتحمـل المسـؤولية بكـل مكوناتهـا الشخصـية، والاجتاعيـة، وبقــدر   ما اكتسبه الفرد من خبرات، ومعارف، ومعلومات في مراحـل العمـر السـابقة، بقـدر   ما يتمكن من اجتياز هذه المرحلـة بسـلام، مـن هنـا لا بـد مـن العمـل عـلى تـوفير   

  الصفحة31

متطلبات هذه المرحلة ،ومصاحبة الأسرة لولدها، لتتمكن من زرع الثقـة فـيا بينهـا وبينه، لتتمكن من توصيل المفاهيم ذات العلاقة بالتطورات النائيـة الخاصـة بهـذه المرحلة، وعدم تركه للبحث عن المعلومات من مصادر غر المأمونة. 

الصفحة32

أنظر الأسئلة عن الفصل الأول في الصفحة 33من بدف أعلاه.

الصفحة33

لا بــد لكــل علــم مــن طريقــة للبحــث فيــه ســواء العلــوم الطبيعيــة، أو العلــوم الإنسانية وذلك للوصول لأهم المعطيات ذات القيمة العلمية في فهم الظـاهرة المـراد دراستها.  

"إن الهدف الأساسي من مناهج البحـث في علـم نفـس النمـو هـو الكشـف عـن العوامل التي يترتب عليها النمو، والعوامل المؤثرة فيه، بقصد وضع القوانن العمليـة التي يفسر موجبها النمو، كا نستطيع أن نتنبأ به مستقبلاً( خوري ،2000: 5).  

ومن أهم الطرق التي تستخدم في دراسة النمو ما يلي:  

أولاً: الطرق الوصفية:   

يهتم هذا المنهج بوصف ظواهر النمو المختلفة كا يحدد طبيعة النمو لكل منها مســتنداً في ذلــك إلى شــيوعها ومــدى تقبــل المجتمــع لهــا، ومــن أكــر هــذه الطــرق استخداماً:  

1- الدراسة الطولية:  

تتم الدراسة الطولية باختيـار مجموعـة مـن الأفـراد، ومتابعـة مـوهم في أعـار مختلفة.  

 مثال : فإذا أراد باحث أن يدرس تطور النمو اللغوي عند الأطفـال في الفـترة مـا بن (سنتن إلى خمس سنوات)، فإنه يقوم ما يلي:  

1. -اختيار عينة من الأطفال من سن سنتن.  

ب-ملاحظة الكلات والألفاظ التي يعرفونها في هذا السن( بطاقة ملاحظة ). 

الصفحة37

  ج- متابعة وملاحظة الأطفال بعد ستة شهور، ثم بعد سنة، وهكذا حتى سن خمس سنوات.  

 د - تسجيل نتائج الملاحظات في جـدول يبـن العمـر وعـدد الكلـات التـي يعرفهـا الطفل في هذا العمر.  

هـ- الوصـول إلى النتائج من خلال دراسة الجدول (عدس وآخرون ،2002: 228).  

الخلاصة:  

من خلال ما سبق يتضح أن الدراسة الطولية تتميز بعدة مميزات:

1- أنها تجري على مجموعة واحدة من الأطفال، أو على طفل معين لدراسة مظهر من مظاهر النمو، أو أكثر من مظهر مباشر وتتم متابعتهم وملاحظتهم في فترةزمنية محددة.

-2تتصف نتائجها بالدقة.

-3أن الباحث خلال دراسته يتمكن من ملاحظة أكثر من جانب من جوانب النموالمتعددة.

4- تمكن الباحث من استخدام أدوات القياس والملاحظة، وتمكنه من القدرة على تسجيل المعلومات وتنظيمها وتحليلها وتفسيرها ورصد نتائجها.

ويؤخذ على الدراسة الطولية

أ- أنها تستغرق وقتاً طويلاً مما يؤثر سلباً على قدرة الباحث على التواصل

والشعور بالملل.

ب -عدم تمكن الباحث من الاحتفاظ بعينة الدراسة لطول الوقت.

ج -قد تطرأ على أفراد العينة بعض التغيرات النمائية المهمة نتيجة أحداث قد يمرون بها فيتأثر نموهم سلباً أو إيجاباً وينعكس ذلك على نتائج الدراسة.

الصفحة38

2- الدراسة المستعرضة:  

تقوم هذه الطريقة على تحديد تطور إحدى جوانب النمو في مرحلة معينة مـن مراحل النمو لدى الأطفال.  

مثال: إذا أردنا معرفة مستوى اللغة لدى مجموعات معينة من الأطفال في أعار مختلفة نقوم بالتالي:  

1. - اختيار مجموعة من الأطفال في سن سنتن من العمر، ونختـار مجموعـة في سن ثلاث سنوات، ونختار مجموعة في سن أربع سـنوات ونختـار مجموعـة أخرى في سن خمس سنوات.  
2. - نتعرف من خلال مقياس معن على عدد الكلات والألفاظ التي تتقنها كـل مجموعة عمرية . 
3. ينظم جـدول خـاص بعـدد الكلـات والألفـاظ التـي تتقنهـا كـل مجموعـة عمرية على حدة. 
4. - الوصول إلى النتائج من خلال دراسة الجدول والتعرف عـلى عـدد الكلـات التي تتقنها كل مجموعة منهم (عدس وآخرون ،2002: 229). 

الخلاصة: 

من خلال ما سبق يمكن استخلاص بعض مميزات الدراسة المستعرضة

-1تعتبر الدراسة المستعرضة أكثر استعمالاً، لأنها أقل تكلفة، واستهلاكاً للوقت.

 2 -تجري الدراسة المستعرضة على أفراد عديدين ومجموعات متعددة من الأطفال كل مجموعة تمثل فئة عمرية محددة.

-3تتم الدراسة المستعرضة في فترة زمنية قصيرة نسبياً إذا ما قورنت بالدراسةالطولية.

-4تمتاز الدراسة المستعرضة بأن الباحث يتمكن من الحصول على النتائج بسرعة.

الصفحة39

ويؤخذ على الطريقة المستعرضة بعض المآخذ مثل:

هذه الطريقة تستخدم مجموعات متعددة وتقارن بينها دون الأخذ بعين الاعتبار وجود فروق فردية غير العمر الزمني بين المجموعة الواحدة.

تعتبر نتائج الدارسة المستعرضة أقل دقة من نتائج الدراسة الطولية.

ثانياً: الدارسة التجريبية:  

يمكن تعريف الدارسة التجريبية فيا يلي :  

1. تغير مقصود ومضبوط لـلشروط المحـددة للواقـع أو الظـاهرة التـي تكـون موضوع الدراسة وملاحظة ما ينتج عن التغير من آثار في الواقع والظاهرة.  
2. ملاحظة تتم في ظـروف مضـبوطة لإثبـات الفرضـيات والتوصـل إلى علاقـات سببية.  
3. هــي أســلوب في البحــث يقــوم عــلى اســتخدام التجربــة العلميــة لإثبــات الفرضيات التي وضعها الباحث.  
4. هي الطريقة التي تقوم على دراسة الأثر الذي يظهر على أحد المتغـرات أو العوامل نتيجة للتغر الذي مكن إحداثه على متغر واحد (ياسن وآخـرون ،56 :2002). 

ويعد المنهج التجريبي أساس التقدم العلمي في مجـالات المعرفـة البشريـة، لأنـه ينتهي إلى الكشـف عـن أسـباب الظـواهر والعوامـل المـؤثرة فيهـا، لـذا يعـد المـنهج التجريبي، المنهج الرئيسي في أبحاث العلوم الطبيعية، وتقترب العلـوم الإنسـانية مـن دقة هـذه العلـوم مقـدار اسـتخدامها لهـذا المـنهج في بحوثهـا، ودراسـاتها المختلفـة 

(حافظ وآخرون ،1996: 62).  

الصفحة 40

وتتلخـص هـذه الدراسة فـي أنها تستخدم مجموعتن من المفحوصن وها كالتالي:  

• المجموعة الضابطة: وهي المجموعة التي يختارها الباحـث ليقـارن نتائجهـا في موضوع ما بالمجموعة التجريبية، ومـن شروط المجموعـة الضـابطة أنهـا تترك لتعمل في الظروف الطبيعية دون إدخال تغيرات عليها.   
• المجموعة التجريبية: وهي المجموعـة التـي تجـرى عليهـا التجربـة وتحـاط بظروف خاصة ،ثم تقـارن النتـائج بعـد فـترة معلومـة، ويشـترط أن تكـون المجمــوعتن الضــابطة والتجريبيــة متاثلتــن في جميــع النــواحي عنــد بــدء التجربة مثل:  لا عمر، والظروف الطبيعية المحيطة، وزمن إجراء التجربـة، ولا بد من التأكد من أن التغر الذي حدث في المجموعة التجريبية كـان نتيجـة العوامل الخاصة التي أحيطت بها المجموعة التجريبية. 

ويعتمد هذا المنهج على الضبط التجريبي والتحكم في مقدار ونوع كل من:  

المتغر المستقل، والمتغر التابع، والمتغرات الدخيلة.

وسـوف نعـرض تعريفـاً لكـلٍ مـن هـذه المصـطلحات العلميـة الخاصـة بــالمنهج التجريبي كالتالي:  

• المتغيرات المستقلة: 

 وهي التي يقوم الباحث بالتحكم فيها ومعالجتها مـن أجـل دراسـة آثارهـا على المتغرات التابعة موضوع التجربة.  

• المتغيرات التابعة:  

وهي متغرات موضوع التجربة إذ يتم ملاحظة وقياس التغر الذي يحـدث فيها نتيجة ما يحدثه الباحث من معالجات في المتغرات المستقلة.  

الصفحة 41

• المتغرات الدخيلة أو الطارئة:  

وهي المتغرات الأخرى غر المستقلة التي مكـن أن تـؤثر في النتـائج، حيـث يلجأ الباحث لإبطال أثرها وذلك بضبطها أو جعلها متناسقة مع مجموعات الدراسة. 

مثال توضيحي:  

عنوان دراسة أو بحث تجريبي :

أثر استخدام الحاسب الآلي في تعليم مساق الرياضيات على تحصيل طلبة الصف السابع الأساسي في مدارس مدينة أسدود.

من خلال عنوان الدراسة السابق نلاحظ ما يلي:

المتغير المستقل: الحاسب الآلي والذي نريد أن نقيس أثر استخدامه في العملية التعليمية التعلمية على تحصيل الطلبة في مساق الرياضيات والذي لم يسبق للطلبة أن استخدموه في تعلم الرياضيات .

المتغير التابع: التحصيل وهو الذي سوف يتأثر إما سلباً أو إيجاباً بسبب استخدام الحاسب الآلي في العملية التعليمية التعلمية.

المتغيرات الدخيلة وهي التي يمكن أن تؤثر في النتائج ويعمل الباحث لإبطال أثرها مثل: جو الغرفة التي يدرسون فيها تدرب بعض الطلبة على الحاسب الآلي مسبقاً نوعية الجهاز المستخدم.

وثمة ثلاثة شروط لا بد من توفرها في المنهج التجريبي:  

1. استخدام مجموعات من المبحوثن متسـاوية في معظـم الخصـال وتسـتخدم على الأقل مجموعة واحدة تجريبية، وأخـرى ضـابطة مسـاوية لهـا مامـاً في خصال الأفراد وظروف التطبيق. 

الصفحة 42

1. المعالجــة التجريبيــة: حيــث يــتم تعــريض المجموعــة للمتغــر التجريبــي (المستقل) الذي يراد الكشف عن تأثره بينا تبقى المجموعة الضابطة دون أن تتعرض للمتغر المستقل.  
2. تقويم أثر تعرض المجمـوعة التجريبية للمتغر المستقل على سلوك الأفراد. 

الخلاصة:  

من خلال ما سبق يتضح أمور عدة:

-1- أن الدراسات التجريبية من الدراسات ذات النتائج الدقيقة.

-2- الدارسات التجريبية صعبة في دراسة الحالات النفسية والاجتماعية، وذلك لكثرة العوامل المؤثرة في الحالة.

3-- تتسم الدارسات التجريبية بالموضوعية والبعد عن الذاتية خاصة في العلومالطبيعية.

-4-تستخدم الدراسات التجريبية في دراسة الظواهر الإنسانية، وكذلك في البحوث العلمية على الحيوان.

ثالثاً: دراسة الحالة :  

يقوم بها الباحث لدراسة مظهر مـن مظـاهر النمـو للتعـرف عـلى طبيعتـه مـن حيث السواء واللاسواء، وهذه الدراسة تستهدف فرد بعينه بالبحث والتقصي، وهـذه الدراسة تتطلب من الباحث أن يكون لديه القدرة على استخدام العديـد مـن أدوات القياس وكذلك مهارة جمع المعلومات من مصادرها المختلفة ،وتتطلب دراسة الحالة معرفــة طوليــة شــاملة عــن الفــرد ،وتتنــاول مراحــل مــوه المختلفــة ومظــاهر النمــو والعوامل المؤثرة فيها، كا تتناول أساليب التنشئة الاجتاعية التي نشـأ فيهـا الفـرد ،والخبرات الماضية، والتاريخ التعليمي، والمهني، والتاريخ المرضي للفرد، ويلجأ الباحـث إلى دراسة تـاريخ الحيـاة، والمـذكرات، ودراسـة البيئـة الاجتاعيـة للفـرد، ويلجـأ إلى السجلات الطبية، والمدرسية.  

الصفحة43

ومن خلال تحليل البيانات مكن للباحث أن يـفسر الظـاهرة النائيـة وتطورهـا وسبل التحكم فيها (الداهري ،2000، 199).  

الخلاصة:

 من خلال ما سبق يمكن توضيح أهمية دراسة الحالة بما يلي:

-1- تتيح فرصة كبيرة للباحث للتعرف على طبيعة الموضوع المراد دراسته حيث إنه يدرس حالة واحدة.

-2- تمكن الباحث من امتلاك مهارات جمع المعلومات وتنظيمها وتحليلها وتفسيرها.

 -3- تساعد الباحث في تشخيص حالة الفرد من خلال كم المعلومات التي جمعها عن الحالة من عدة مصادر وفي أزمنة مختلفة من حياة الحالة.

-4- تساعد الباحث في وضع تصور سليم عن الحالة وتشخيصها ووضع الحلول المناسبة للحالة بناءً على التشخيص الذي يتصف بالدقة نتيجة وفرة المعلومات التي جمعها الباحث.

-5- تزيد من خبرة الباحث في استخدام العديد من وسائل جمع المعلومات.  

الصفحة44

-أنظر أسئلة عن الفصل الثاني في الصفحة45 بدف أعلاه.                 

الصفحة45

يتــأثر النمــو الإنســاي في جوانبــه المتعــددة، الجســمية، والعقليــة، والانفعاليــة ،والاجتاعية بالعديد من العوامل وهي الوراثـة، البيئيـة، الجهـاز الغـددي، التغذيـة ،هــذه العوامــل مجتمعــة تلعــب دورا أساســيا، وكبــراً في تحديــد مســارات النمــو في مختلف الجوانـب النائيـة للإنسـان منـذ اللحظـة الأولى للإخصـاب ومتـد أثرهـا في مراحل النمو المتعاقبة.   

   وسوف نتناول بالتوضيح والبيان هذه العوامل وأثرها على النمو الإنساي في كافة جوانب النمو المختلفة مرتبة كالتالي: الوراثة، والغدد، والغذاء، والبيئة.  

أولاً: الوراثة:  

تعد الوراثة من العوامل المهمة المؤثرة في النمو الإنساي، لذا كان لا بد من عرض بعض التعريفات الخاصة بالوراثة لنصل لمفهوم شامل لمعنى الوراثة.  

- تعريف الوراثة:  

الوراثة هي كل مـا ينتقـل مـن السـلف إلى الخلـف عـن طريـق الجينـات التـي تحملها الكروموسومات الموجودة في نواة الخلية (نشواي ،2003: 84).  

• ويعرفها حمدان بأنها: مجمل الخصائص والمكونات الجسمية التـي يأخـذها الفرد من أبويه (حمدان ،2000: 8)  
• ويرى علاونة أن الوراثـة: تـزود الكـائن الحـي بالاسـتعدادات، والإمكانيـات اللازمة للنمو، والتطور، في حن يتحكم تفاعل هذا الكائن الحـي مـع البيئـة في الدرجة والمستوى اللـذين سيصـل إلـيها هـذا التطـور والنمـو (علاونـة ، .(41 :2001

الصفحة49

• أما غانم فرى أن الوراثة: هي انتقال السـات مـن الوالـدين إلى أولادهـا ،ومثل الوراثة كل العوامل الداخلية التي كانت موجودة عند بدء الحيـاة أي عند الإخصـاب، وتوضـح دراسـات الوراثـة أن الإمكانيـات الكامنـة وليسـت السات والخصائص هي التي تورث وتعتبر الوراثة عاملاً مهاً يؤثر في النمو من حيث صفاته ومظاهره ونوعه (غانم ،1995: 72). 
• ويعرف عريفج الوراثة بأنها: إمكانية ظهور الصفات التي يحملها الآباء عنـد الأبناء ويتقرر دور هذا العامـل منـذ اللحظـة الأولى للإخصـاب عنـد اتحـاد الخليــة الجنســية الذكريــة بالخليــة الأنثويــة أي الحيــوان المنــوي بالبويضــة الأنثوية(عريفج ،1993: 41). 
• ويعرفها أبو نجيلة وأبو كويك بأنها: كل العوامل التي توجد في الفرد  عندما يبــدأ الحيــاة منــذ لحظــة الإخصــاب وهــذه العوامــل الوراثيــة عبــارة  عــن تكوينات كيميائية عضـوية شـديدة التعقيـد، وهـي المسـؤولة عـن  انتقـال الخصائص الوراثية بن الأجيـال المتعاقبـة (أبـو نجيلـة، وأبـو كويـك ،2001: .(75
• وعرفها العيسوي بأنها الصفات والخصائص التي تنتقل من الآبـاء  والأجـداد إلى الذرية عبر ما يعرف باسم نـاقلات الوراثـة أو الجينـات، وهـي وحـدات النقل الوراي وهي التي تسكن في الكروموسومات ويحتوي كـل كروموسـوم على العديد من الجينات وتوجد هذه الكروموسومات في  شـكل أزواج فـرد من هذه الأزواج يأي من الأب والآخر من الأم (العيسوي ،2000: 71). 
• ويعرفها الوقفي بأنها: جميع المؤثرات التـي تنتقـل بيولوجيـاً مـن الآبـاء إلى الأبناء في لحظة التلقيح (الوقفي ،1998: 73). 

الصفحة50

ونخلص ما سبق إلى التعريف التالي للوراثة:  

الوراثة عبارة عن انتقال الصفات الوراثية الإيجابية والسلبية من الآباء إلى الأبناء ،منذ اللحظة الأولى للإخصاب عند اتحاد نواة الخلية الذكرية بالخليـة الأنثويـة وذلـك عن طريق الجينات ناقلات الصـفات الوراثيـة والتـي تحملهـا الكروموسـومات وهـي مؤثر مهم في عملية النمو.  

الخلاصة:  

  من خلال التعريفات السابقة للوراثة يمكننا استنتاج ما يلي: 

1 -دور وأثر العوامل الوراثية على النمو يبدأ منذ اللحظة الأولى للإخصاب وذلكعند اتحاد الخلية الجنسية الذكرية بالخلية الجنسية الأنثوية.

2- هناك احتمال ظهور بعض الصفات التي يحملها الآباء عند الأبناء وتسمى الصفات السائدة، وعدم ظهور بعض الصفات التي يحملها الآباء عند الأبناء وتسمى الصفات المتنحية.

-3 من الممكن ظهور صفات لدى الأبناء غير موجودة لدى الآباء وإنما كانت موجودة عند الأجداد.

4 -بالوراثة تنتقل الصفات الإيجابية والسلبية المؤثرة على النمو.

5 -الكروموسومات هي حاملات الجينات.

6 -الجينات هي ناقلات الصفات الوراثية.

الصفحة51  

مصطلحات الوراثة:  

• الجينات:  

هي أكياس كياوية محمولـة عـلى الكروموسـومات تنتقـل مـن جيـل إلى جيـل بواسطة الأمشاج التناسلية (البويضات والحيوانات المنويـة) وتـتحكم في مـو صـفات الفرد المتكون السائدة والمتنحية (مساعدة ،1991: 10).  

-أنظر صورة في الصفحة 52

• الكروموسومات:   

هي عبارة عن أمشاج أو خيوط رفيعة تحمل الجينات نـاقلات الوراثـة، ويحمـل كل كروموسوم حوالي 20( ألف جن) سواء كانـت حميـدة سـليمة أو سـيئة مريضـة (منسي ،2002: 44).  

• الصفات السائدة:  

صفة وراثية تظهر في التركيب الشكلي للفرد إذا كانت جينتها موجـودة في واحـد من الكروموسومن المختصن (الذكري أو الأنثوي) أي أن الصفة الوراثية السائدة التي ظهرت في صفات الشخص الجديد كانت موجودة فقط في أحد الكروموسومن وليس في كليها. 

الصفحة52 

• الصفات المتنحية:   

صفة وراثية لا تظهر في التركيـب الشـكلي للفـرد، وهـذا الجـن المتنحـي يختفـي تأثيره عندما يجتمع مع جن سائد، ولن ينتج هذا الفرد أبناء متاثلن في هذه الصفة إلا إذا تزاوج بفرد مثله يحمل الجن المتنحي (العناي وآخرون ،2001: 83).   

مثال: تزوج رجل مريض مرض التلاسيميا بامرأة سليمة من المـرض فأنجبـا طفـلا حاملا للمرض، فالمرض هنا هـو الصـفة المتنحيـة والسـلامة مـن المـرض هـي الصـفة السائدة ولن تظهر صفات المرض على هذا الشخص،  لكنه لو تـزوج بشـخص يحمـل نفس الجـن المتنحـي عنـده وهـو المـرض فـيمكن أن ينجـب أبنـاء يحملـون الصـفة المتنحية وهي المرض ويصبح المرض صفة سـائدة والسـلامة مـن المـرض هـي الصـفة المتنحية .  

وسوف نعرض بعض الاحتالات المتعلقة بالصفات السائدة والمتنحيـة التـي مـن الممكن أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء فيا يلي:   

1. الزوج والزوجة سليمن:  

النتيجة ينجبان أطفال سليمن بنسبة 100% بإذن الـلـه.  

 - أنظرصورة الصفحة 53

الصفحة53

1. الزوج والزوجة حاملن للمرض:  

لو تزوج اثنان كلاها حامل للمرض فان أمام هذه العائلة أربع احتالات في كلمرة تحمل فيها الزوجة بإذن الـلـه، الاحتال الأول من هذه الأربعة طفل سليم مـن المرض (1:4أي 25%) واثنان من هذه الأربعـة أطفــال حـاملن للمـرض     (2: 4 أي 50%)، واحد من هذه الأربعة طفـل مصـاب بـالمرض (1: 4 أي 25%)، وبشـكل آخـر ففي كل مرة تحمل فيها الزوجـة يكـون لـديها إمكانيـة ولادة 25% أطفـال مصـابن و75% أطفال غر مصابن ولكن بعضهم قد يكون حاملا للمرض.  

-أنظر صورة في الصفحة54بدف أعلاه.

 3- الزوج سليم والزوجة حاملة للمرض:  

لو تزوج اثنان أحدها حامل للمرض والآخر سليم، فإن أمام هـذه الحالـة أربـع احتالات في كل مرة تحمل فيها الزوجة بإذن الـلـه.. اثنان من هذه الأربعـة أطفـال حاملن للمرض (2: 4 أي 50%) والاثنن الباقين من هذه الأربعة أطفال سليمن (  2 4:أي 50%).   

-أنظرصورة في الصفحة54بدف أعلاه.

الصفحة54

4-الزوج حامل والزوجة مصابة:  

لو تزوج اثنان كلاها حامل للمرض فان أمام هذه الحالة أربع احتالات في كـلمرة تحمل فيها الزوجة بإذن الـلـه.. اثنان من هذه الأربعـة أطفـال حـاملن للمـرض (2: 4 أي 50%) واثنان من هذه الأربعة أطفال مصابن بالمرض (4:2 أي 50%).   

أنظر صورة في الصفحة 55بدف أعلاه.

5-الزوج والزوجة مصابن بالمرض:  

لو تزوج اثنان كلاها مصاب بالمرض، فإنه مشيئة الـلـه يكون جميع الأطفـال في هذه الحالة مصابن بالمرض (أي 100% مصاب).  

-أنظر صورة في الصفحة 55بدف أعلاه.

وظائف الوراثة:  

للوراثة وظائف عدة نوجزها في التالي:  

1. المحافظة على الخصائص العامة للنوع:  

الصفحة55

ويتم ذلك عن طريق نقل الصفات الوراثية من جيل إلى آخر في الإنسان وكـذلك بن أنواع الكائنات الحية المختلفة.   

1. المحافظة على الصفات العامة لكل سلالات النوع والأجيال : 

ويتم ذلك عن طريق نقـل الصـفات الوراثيـة للسـلالة مـن خـلال عمليـات التزاوج فسلالة البحـر الأبـيض المتوسـط لهـا مميـزات خاصـة تختلـف عـن صفات السلالات الأخرى.  

1. التقريب بن الوالدين والأبناء : 

تعمــل الوراثــة عــلى التقريــب بــن الوالــدين والأبنــاء في صــفاتهم الوراثيــة فأبناء الأذكيـاء ميلـون إلى الـذكاء وهـذا مـا يطلـق عليـه مبـدأ المماثلـة في الوراثة.  

1. الاحتفاظ بالحياة الوسطى المتزنة: 

 الوالــدان الطــويلان ينجبــان طفــلاً طــويلاً، لكــن متوســط طولــه لا يســاوي متوسط طول والديه حيث ينقص عنها مقدار بسيط (العناي ،83:2003).  

وعلى هذا النحو فالهدف الأساسي للوراثـة هـو المحافظـة عـلى الصـفات العامـة للنوع والسلالة والأجيال وتهدف الوراثة أيضـاً إلى الحيـاة الوسـطى المتزنـة أي جعـل أكر النسل وغالبيته يحمل الصفات القريبة من المتوسط.  

كيفية انتقال الصفات الوراثية من الآباء للأبناء: 

تتكون الخلية الإنسانية (أو الخلية الجرثومية أو الخلية الأولى) من اتحاد خليتن إحداها ذكرية والأخرى أنثوية، وسميت الخلية الإنسانية لأن الجنن سـوف يتكـون من هذه الخلية عن طريق الانقسام المتتـالي، أمـا تسـميتها بالخليـة الجرثوميـة فهـو لسرعة تكاثرها بالانقسام، وتسمى الخلية الأولى لأنها أول خلية تنشأ عن اتحاد نـواة الخلية الذكرية بنواة الخلية الأنثوية.   

الصفحة56

• الخليــة الجنســية الذكريــة: وهــي الحيــوان المنــوي ويتكــون مــن) 23 (كروموسوم.  
• الخلية الجنسية الأنثوية: وهي البويضة وتتكون من (23) كروموسوم.  

وعندما يتحد الحيوان المنوي والبويضة فـإن الكـائن النـاتج يصـبح حاصـلاً عـلى العدد الصحيح من الكروموسومات وهي 46كروموسوم وتتكاثر الخلايا الجرثومية عن طريق الانقسام مرتن وذلك لي تنتج الخلية الواحدة أربـع خلايـا ويحتـوي كـل منها  (23)  زوج من الكروموسومات (إسمـاعيل ،1989: 83) حيـنا يلتصـق أو يتحـد الكروموسوم الذكري بالكروموسوم الأنثوي، ليكونـا معـا زوجـاًً مـن الكروموسـومات تتناظر و تتقابل المورثات أو الجينات بحيث تقع كل مورثة من مورثات الكروموسوم الذكري أمام المورثة التي يناظرها من مورثات الكروموسوم الأنثوي ويـؤدي كـل زوج من هذه المورثات وظيفة محـددة بالنسـبة للكـائن الحـي (أبـو نجيلـة، أبـو كويـك ،  .(83:2001

ما الذي ينتقل بالوراثة: 

1- الجنس:  

إن الزوج الثالث والعشرين في كل خلية إنسانية يسمى عادة كروموسـوم الجـنس ،وهــو يشــبه بقيــة الكروموســومات ويحمــل عــدد مــن الشــيفرات الوراثيــة غــر أن كروموسوم الجنس يختلـف عـن غـره مـن الكروموسـومات في أنـه يحمـل فـوق تلـك الشفرات الشيفرة الوراثية التي تحدد جنس المولود ذكر أو أنثى (شفيق ،2001: 42).  

 ومن المعلوم أن الخلية الجنسية الأنثويـة (البويضـة) لـدى الأنثـى تحمـل (23) كروموسوم جميعها من نوع (X) أي كروموسومات أنثوية.  

 أمــا الخليــة الجنســية الذكريــة (الحيــوان المنــوي) لــدى الــذكر يحمــل  (23)  كروموسوم من نوع (Y) و (X) أي كروموسومات ذكرية وأنثوية. 

الصفحة57 

فإذا اتحد الكروموسوم الذكري رقم 23 وهو كروموسوم الجنس وكان من نوع  (X) مع الكروموسوم الأنثوي الذي هو من نوع (X) كان المولود أنثى.  

أما إذا اتحد الكروموسوم الذكري رقم 23 وهو كروموسوم الجنس وكان من نوع (Y)  مع الكروموسوم الأنثوي الذي هو من نوع (X) كان المولود ذكراً.  

(X) + (Y)          = ذكر  أ و           (X) + (X) = أنثى  وهذه النتيجة تعطي دلالة أن الرجل هو السبب في تحديد جنس المولود.  

"وفي بعض الحالات مكن القول أن المرأة هي المسؤولة بطريقة غر مبـاشرة عـن تحديد جنس المولود ذكر أو أنثى حيث إنهـا تفـرز لفـترة قـد تطـول أو تـقصر مـواد قادرة على قتل الخلية الجنسـية الذكريـة أو الأنثويـة لـدى الرجـل" (زهـران ،1999: 109).  

الخلاصة:  

من خلال ما سبق يتضح أن جنس المولود يتحدد منذ اللحظة الأولى للإخصاب أي عند اتحاد الخلية الجنسية الذكرية بالخلية الجنسية الأنثوية ومن المعلوم أن الرجلYهو الذي يحمل الكروموسوم من نوع لا الذي يسهم في تحديد الذكورة لدى الجنين أما الأنثى فلا تحمل إلا نوعاً واحداً من الكروموسومات من نوع X لذلك يعد الرجل هو المسؤول بصورة مباشرة عن تحديد جنس المولود إلا في حالات نادرة تحدث نتيجة لإصابة الأنثى بمرض يفرز بسببه الجهاز التناسلي مواد قاتلة للخلية الجنسية الذكرية الحاملة للكروموسوم الذكري أو الأنثوي لذلك يصبح أبنائها من جنس واحد ولكن هذه الحالة لا تستمر ويمكن علاجها.

ويمكننا القول أن الله تعالى وحده القادر على تحديد جنس المولود وذلك بتهيئة الأسباب لمولود ذكر أو لمولود أنثى حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ | عَقِيمًا [الشورى: 49-50].

الصفحة58

2 - الخصائص الجسمية والملامح الجسدية:  

من الصفات الوراثية التي تنتقل بواسـطة الوراثـة شـكل الجسـم، طـول وملامـح الوجه، لـون الجلـد، نـبرات الصـوت ولـون العينـن (الهنـداوي ،2002: 134) وهنـاك خصائص متصلة بالجنس مثل عمـى الألـوان الـذي ينتقـل بالوراثـة بنسـبة100% في الـذكور، وتصــاب بــه الإنــاث بنســبة (1%) فقـط لا غــر، وقــد يــرث الطفــل الملامــح الجسدية من الوالدين مناصفة (50%) من الأب، و (50%) من الأم والملامح الجسدية تشمل طول القامة وقصرها، والسمنة والنحافة، وشكل الأنف مسـتقيم أو معقـوف ،أو أفطس، واتساع الفم أو ضيق الفم، ولون الشعر، والعينن ولـون الجلـد، وضـخامة الردفن والمنكبن، واتساع وعرض الصدر، وطـول أصـابع اليـد، وحجـم القـدم وطـول الساقن، والذارعن (الغرة ،2002: 55).  

وتدل نتائج الأبحاث العلمية أن الطفل يرث نصف صفاته الوراثيـة مـن والديـه ،وأن بعض صفات الأب قد تتغلب على صفات الأم، وأن بعض صفات الأم قد تتغلـب على صفات الأب (زهران ،1977: 42).  

1. بعض الإعاقات والاضطرابات العقلية:  

من بين الإعاقات العقلية التي تـنجم عـن الوراثـة مـرض يتميـز بانتفـاخ الخلايـا العصبية العقلية للدماغ، والحبل الشوي، ويسببه أحد الجينات المتنحية ويظهر عادة عند أطفال الوالدين الذين تربطها درجة عالية من القرابة، مثل أولاد العمومة وقد يؤدي ذلك إلى العمى أو الشلل أو الضعف العقلي (علاونـة ،2001: 43) لـذلك لا بـد من التغريـب في الـزواج حفاظـاً عـلى حسـن النسـل وخلـوه مـن الصـفات الوراثيـة المرضية.  

1. الأمراض الوراثية:  

• عمى الألوان: يؤثر الجـنس بشـكل عـام عـلى النـواحي الجسـمية والعقليـة وهناك أمراض وخصائص وراثية ترتبط بالجنس مثل عمى الألوان وهو عدم 

الصفحة59

  القدرة على التمييز بن الألـوان وخاصـة اللـونن الأحمـر والأخضر والمقـدرة على التمييز بن هذه الألوان تعتمـد عـلى بنـاء صـبغة خاصـة في العـن وفي خلايا من شبكة العين.  

• نزف الدم (الهيموفيليا): وهو عدم قدرة الدم عـلى الـتجلط إذ أن المصـابين به قد يتعرضون لخطر الموت إذا أصيبوا بجرح بسيط، وقد موتون فعـلاً إذا تعرضوا لجرح خطر، وذلك بسبب فشـل الـدم في الـتجلط (العنـاي ،2003:  .(90
• قصر النظر: يستطيع الشخص المصاب بهذا المرض مشاهدة الأجسام القريبة بينا يتعذر عليه مشاهدة الأجسام البعيدة، فهناك عـدة جينـات مسـؤولة عن وجود هذا المرض.  
• طــول النظــر: يســتطيع الشــخص المصــاب بهــذا المــرض مشــاهدة الأجســام البعيدة بينا يتعذر عليـه مشـاهدة الأجسـام القريبـة ويـرث هـذا المـرض كصفة سائدة.  
• مرض السكري: يعجـز بنكريـاس الشـخص المصـاب بهـذا المـرض عـن إفـراز الكمية اللازمة من الأنسولن لأكسدة السكر من جسمه وبذلك تزداد نسـبة السكر في البول. 
• مرض أنيميا الخلية المنجلية:  تتخذ الخلية شكل المنجل وهـو أحـد أمـراض الدم العاتية المزمنة التي تحدث في شكل أزمات تتغر فيهـا أشـكال الكـرات الحمراء بحيث تعوق تدفق الدم إلى الشعرات الدموية محدثة بـذلك آلامـاً مبرحة وموتاً للأنسجة (إساعيل ،1989: 88)  

مرض البلاهة أو مرض الدوان: يحدث هذا المرض نتيجـة أن الـزوج أل 21) (في الكروموسومات ينقسم إلى ثلاثة كروموسومات بدلاً من اثنن وينشأ عـن ذلك مرض داون.  

الصفحة60

فالاضطرابات الوراثية تلعب دورا كبـراً في إنتـاج مـرض الـدوان، وهـو نـوع مـن الضعف العقلي ونسبة حدوثه حوالي حالة واحدة في كـل ألـف حالـة ولادة (زهـران ،  .(111:1999

أثر الوراثة على الذكاء:  

توصلت الدراسات الكثرة إلى أن العوامل الوراثية ترتبط بقـوة بعلامـات الـذكاء ،حتى أن علامات ذكاء التوائم المتاثلة الذين انفصلوا في تربيتهم منذ الولادة ارتبطت فيا بينها ارتباطا إيجابيا قوياً لا يقل عن (60%) فإذا كان   أحد التـوأمن ذو نسـبة ذكاء عالية يكون توأمه الآخر ذو نسـبة ذكـاء عاليـة أيضـاً، وإذا وجـد أحـد التـوأمن بدرجة ذكاء منخفضة يكون توأمه الآخر ذو نسبة ذكاء   منخفضة.  

كذلك وقد خلص جونسون من دراسـة واسـعة قـام بهـا عـام (1969) إلى أن مـا نسبته (70%-80%) من الذكاء عائد إلى الوراثة (عبدالـلـه، 2004: 215).  

 وقد أيدت البحوث عموما أن الذكاء محدد جزئياً بالوراثة كا يقاس باختبـارات الذكاء بحيث يتوقع وجود ارتباط إيجاي باسـتمرار بـن درجـات ذكـاء الأخـوة سـواء نشؤوا في بيئات واحدة أو مختلفة في حن يضعف هذا الارتباط جـداً أو ينعـدم بـن درجــات ذكــاء الأفــراد الــذين لا تــربط بيــنهم أي قرابــة وعاشــوا في بيئــات مختلفــة (نشواي ،2003:27)  

 ويقول فيليب فرنون أن الحدود العامة للذكاء تتحدد بالوراثة فعنـدما   نـتكلم عن الذكاء فإننا نتكلم عن القدرة أو الطاقـة الولاديـة الموروثـة الناتجـة عـن الجهـاز العصبي والتي تحددها الجينات فحينا نـتكلم عـن شـخص عـلى أنـه ذي نعنـي في الحقيقة أنه كفؤ عقليا مكنه أنه يفكر جيدا وأن يتعلم جيداً (زهران ،1999: 115).  

الصفحة61

 فالشخص الأكر ذكاءً هو الذي يعـيش سـنوات أطـول في التعلـيم أمـا الشـخص الأقل ذكاء فإنه يتخلـف عـبر المراحـل التعليميـة فلـذلك نلمـس ارتباطـاً بـن الـذكاء والتحصيل التعليمي (العيسوي ،2000: 95).

ويتفق عدداً من علاء الـنفس عـلى أن هنـاك دلائـل عديـدة تؤكـد أن الـذكاء يتحــدد بالعوامــل الوراثيــة، وأن هــذه العوامــل تفــوق في تأثرهــا العوامــل البيئيــة فالعوامل الوراثية تفسر (80%) من التبادل الموجود في ذكاء الأطفـال أي أنهـا تـفسر (80%) من الذكاء وترجعه إلى الوراثة (عليان ،1984: 136).  

فلقد زعم جالتون أن العبقرية والموهبة يعني الذكاء تنجان عن الوراثة وبنفس القوانن التي تحكم وراثة الجوانب العضوية والملامح البدنية (الديدي ،1995: 27).  

تعريف الذكاء:  

سوف نعرض بعضاً من تعريفات الـذكاء والتـي مـن خلالهـا يتضـح دور الوراثـة ودور البيئة في تحديد مستوى الذكاء لدى الأفراد.  

الذكاء: 

هو القدرة على الإفادة من الخـبرة للتوافـق مـع المواقـف الجديـدة، وقـد عرفـه محمود بأنه "قدرة كامنة تتحد أصلاً نتيجة التكوين الوراي الأصلي للفـرد، وللظـروف البيئية أثرها على الذكاء وعلى موه، فهي تتيح للقدرة الكامنة فرصة النمـو والعمـل" (محمود ،1979: 170).  

وعرفه جـلال ( 1985) بأنـه "القـدرة عـلى اسـتعال المفـاهيم النافعـة والرمـوز المختلفة للتصرف في المواقف المختلفـة خاصـة تلـك المواقـف التـي تتضـمن مشـاكل يتطلــب حلهــا اســتعال الرمــوز اللغويــة أي اللغــة أو الرمــوز العدديــة أي الرياضــة والحساب.  

الصفحة62

وعــرف (كفــافي ،1998: 20) الــذكاء بأنــه "القــدرة عــلى  تكــوين ارتباطــات واقترانات، وأن الأفراد يختلفون في الذكاء باختلافهم في القدر الذي تستطيع عقـولهم أن تقوم به من عمليات الاقتران".   

من خلال ما سبق مكن تعريف الذكاء بأنه " قدرة الفرد على الربط بن الأشـياء والعلاقــات، والقــدرة عــلى اســتخدام المعلومــات والمعــارف في الــتصرف في المواقــف الجديدة وحل المشكلات".  

العمر العقلي ونسبة الذكاء:   

يقصد بالعمر العقلي قدرة الفرد العقلية في سن معينة كا يقيسها اختبار الذكاء في وقت معن (عريفج ،1993: 101).   

ويمكن ضرب أمثلة لتوضيح كيفية قياس العمر العقلي ونسبة الذكاء فيا يلي:  

مثال 1:  

    إذا طبقنا اختبار ذكاء يتكون من عشرين سؤالاً على طفل في العاشرة من العمـر فأجاب عن جميع الأسئلة إجابة صحيحة كالتي يجيبها طفل عادي في مثل هذا السن كان عمره العقلي مساوٍ لعمره الزمني.  

     وإذا عرض عليه اختبار ذكاء لسـن أحـد عشر سـنة مكـون مـن عشريـن سـؤالٍ واستطاع الإجابة عليها فإن عمره العقلي أحد عشر سنة وعمره الزمني عشرة سنوات.  

     وتحسب نسبة الذكاء بقسمة العمر العقلي على العمر الزمني ويضرب الحاصل في مائة والناتج هو نسبة الذكاء لدى الشخص المفحوص.  

نسبة الذكاء = العمر العقلي × 100 = 10 × 100=(100)نسبة  الذكاء. 

                  العمر الزمني               10   

نسبة الذكاء = العمر العقلي× 100 = 11 × 100 = (110) نسبة الذكاء.

                    العمر الزمني               10   

الصفحة63

مثال 2:  

لو كان عمر الطفل الزمني 8 سنوات وأجاب على أسئلة اختبار الـذكاء المصـممة لطفل عمره (12) سنة فإن هذا الطفل يعتبر عبقرياً فتكون نسبة الذكاء كالتالي:  

نسبة الذكاء = العمر العقلي = 12 × 100 = (150)عبقري الذكاء.           العمر الزمني     8

الخلاصة

يتضح من خلال العرض السابق ما يلي:

• تلعب الوراثة دوراً أساسياً في عملية النمو الإنساني وتؤثر في بناء جميع جوانبه الجسمية والعقلية والقدرات المتعددة لأعضاء الجسم المختلفة.
• الوراثة لها دور في تحديد شكل الجسم طولاً وعرضاً وهيئةً وشكلاً.
• بالوراثة تنتقل العديد من الإعاقات الجسمية والعقلية
• بالوراثة تنتقل العديد من الأمراض مثل: عمى الألوان والسكري ومرض داون.
• يرتبط الذكاء بعامل الوراثة ارتباطاً كبيراً حيث يرث الإنسان من والديه نسبة ذكاء تتراوح ما بين 70-80%).
• التوائم المتماثلة ترث نفس نسبة الذكاء من الوالدين.
• تلعب البيئة دوراً رئيساً في تفعيل نسبة الذكاء الموروثة وتطويرها خلال من عملية التعلم في المراحل العمرية المختلفة وبطرقها المتعددة وأدواتها المتنوعة.
• يقاس العمر العقلي كالتالي: العمر العقلي مقسوماً على العمر الزمني مضروباً في مائة يكون الناتج هو نسبة الذكاء.

الصفحة64

ثاني :الغدد :

تلعب الغدد دورا رئيساً في عملية النمو وذلك من خلال ما تفـرزه مـن إفـرازات لها علاقة مباشرة بعملية النمو في مراحله المتعددة وجوانبـه المختلفـة إيجابـا وسـلباً خاصة الغدد الصاء التي لها إفرازات عديدة ومتنوعة تؤثر مباشرة على طبيعة النمو الإنساي.  

تعريف الغدد: "هي مجموعة من الخلايا متخصصة بإفراز أو ترشيح عناصر مـن طبيعة كياوية" (الوقفي ،1998: 188).  

      -أنظر الرسم التوضيحي يبن الغدد الصماء وأماكن تواجدها في جسم الإنسان في الصفحة65بدف أعلاه.

الصفحة65  

الغدد نوعان:  

أولاً: الغدد الصماء: 

الغدد الصماء تجمع موادها الأولية من الدم مباشرة ثم تحولها إلى مواد كياوية معقدة التركيب تسمى الهرمونات ثم تصبها في الدم مباشرة، وهي غدد بدون قنوات وتنتج هذه الغدد هرمونات ذات طبيعة كيميائية تؤثر عـلى الجسـم بشـكل واضـح ،وتساهم في عمليات الأيـض والنمـو والسـلوك الانفعـالي وذلـك بسـبب تأثرهـا عـلى الجهاز العصبي (القذافي ،2000: 94).   

ومن أمثلتها الغدة الدرقية والنخامية وهي موضحة ومبينة في الشكل السابق.  

  الغدد الصماء لها تأثر على الوظائف الحيوية لأعضـاء جسـم الإنسـان كـا لهـا تأثر على الحياة النفسية للإنسان، وذلك تبعاً للهرمونات التي تفرزها، فإذا كان إفراز الهرمونات طبيعيـاً ومتوازنـاً فـإن جسـم الإنسـان سـيقوم بوظائفـه الحيويـة بشـكل طبيعي ودون مشكلات، أما إذا كان إفراز الهرمونات غر طبيعيا وغـر متوازنـاً وفيـه خلل إما بالزيادة أو النقصان فـإن جسـم الإنسـان لـن يـتمكن مـن القيـام بوظائفـه الحيوية بشكل طبيعي وسيحدث خلل في عملية النمو ما يترتب عليها مشـكلات في الحياة النفسية للإنسان.  

وسوف نلخص أثر الغدد الصاء على عملية النمو في التالي:  

• تؤثر على مو أعضاء الجسم وقدرتها على أداء وظائفها.  
• تنظم عملية التغذية. 
• تحدد شكل الجسم. 
• تنظم النشاط العقلي. 
• تحدد طبيعة السلوك الإنساي. 
• تحدد طبيعة الاتزان الانفعالي.  

الصفحة66

ونظراً لأهمية الغدد الصاء فسوف يقـتصر حـديثنا حولهـا بشيء مـن التفصـيل وذلك لأثرها الكبر والمباشر على النمو الإنساي.  

 [1] الغدة الصنوبرية:  

-أنظر الصورة ص.  57بدف أعلاه.

مكانها: توجد الغدة الصنوبرية في قمة الجزء الخلفي للبطن الثالـث بـالمخ أعـلى الغدة النخامية.  

 حجمها: حجمها يشبه حجم حبة الفاصوليا الصغرة ولهـا شـكل حبـة الفاصـوليا الصغرة، ويبلغ طولها (1سم وعرضها 1/2 سم) وتتكون في الشهر الخامس مـن حيـاة الجنن.  

وظيفتها: تقوم هذه الغدة بتنظيم عمـل الغـدة التناسـلية حتـى لا تنشـط هـذه الغدة التناسلية إلا في الفترة المناسـبة لنشـاطها والزيـادة في إفـراز الغـدة الصـنوبرية يؤدي إلى استثارة الغدة التناسلية (علاونة ،2001: 46) وبذلك يصبح الطفـل الـذي م يتجاوز الرابعة من عمره طفلاً مراهقا بالغاً وتظهـر عليـه الصـفات الثانويـة للبلـوغ 

الصفحة67

كخشــونة الصــوت وظهــور الشــعر في الأمــاكن الجســمية المختلفــة التــي تــدل عــلىالمراهقة، وهكذا يؤدي الاختلال إلى موت الطفل. ومـن الملاحـظ أن إفرازاتهـا تعمـلعلى ضبط عملية البلوغ الجنسي ومنع مظاهره  من الظهـور إلا في موعـدها المحـدد الطبيعي وهو مرحلة البلوغ الجنسي.  

-أنظر الصورة في الصفحة 58بدف أعلاه.

مكانها: تقع الغدة النخامية في جيب صغر في إحدى عظام الجمجمة في المنطقة السفلى من المخ.  

حجمها: صغرة الحجم يبلـغ وزنهـا 25)جرامـاً) (الهنـداوي ،2002: 136) وهـي مبينة في الشكل السابق.  

 وظيفتها: تؤثر إفرازاتها على عمل غدد أخرى فهي تفزر هرمونات خاصـة تعمـل 

على تنشيط الغدد الأخرى وتسـمى ملكـة الغـدد للوظـائف المهمـة التـي تقـوم بهـا  فهــي المســؤولة عــن مــو الهيكــل العظمــي وهرموناتهــا تنمــي القــدرة العقليــة ، 

الصفحة68

 وكذلك الميزات الجنسية كالشعر عند الرجل والحليب في ثدي المـرأة (نـاطور ،1994:26). إن أهم جزء في هذه الغدة هو الجزء الأمامي حيث إن الهرمونات التي تفرزهـا تؤثر على نشاط كثر مـن الغـدد الأخـرى كـا تـؤثر عـلى مـو الإنسـان بشـكل عـام (عريفج ،1993: 47).  

ويفرز الجزء الأمامي للغدة النخامية ستة أنواع من الهرمونات وهي كالتالي:  

1. هرمون منشط للنمو: ويعتبر من أهم الهرمونات فهو يعمل على تنظيم مو العظام والعضلات في الجسم، ويؤدي نقصه إلى القزمة أما زيادته فتؤدي إلى العملقة.  
2. هرمون منشط للغدة الدرقية: وتعمل الغدة النخاميـة عـلى إفـراز هرمـون منشط للغدة الدرقية، لتتمكن من إفراز هرمون الثروكسـن بشـكل ملائـم لحاجة الجسم.  
3. هرمون منشط للجزء القشري للغدة فوق الكلية الكظرية: حيث يعمل هذا الهرمون عل تنشيط الغدة الكظرية الموجودة فـوق الكليتـن، لتـتمكن مـن إفراز الهرمون المساعد عـلى مكـن الجسـم مـن القيـام بالأنشـطة الحيويـة الازمة لاستمرار الحياة.  
4. هرمون منشط للهرمونات الجنسية: وهذا الهرمون يساعد الجهـاز التناسـلي الذكري والأنثوي على إفراز الهرمونات الذكرية لـدى الـذكر والأنثويـة لـدى الأنثى.  
5. هرمون "منشط للغدة اللبنية": حيث يعمـل هـذا الهرمـون عـلى مسـاعدة الغدد اللبنية لدى الأنثى من إفراز الحليب اللازم لغذاء الوليد بعد الولادة.  
6. هرمون منشط للخلايا الملونة تحت الجلد: حيث يعمل هـذا الهرمـون عـلى تنشيط الخلايا الملونة الموجودة تحت الجلد.  

الصفحة69

 أما الجزء الخلفي فيفرز هرمونات لها تأثر على كثر من الأعضاء  والأجهـزة ذاتالأهمية الكبرة في حياة الإنسان كالقلب والأوعية الدموية والتنفس والكليتـن، ومـنهذه الهرمونات ما يلي:  

1. هرمون قابض للأوعية الدموية الفاسوبريست:  

وهو هرمون يعمل على انقباض عضلات الـرحم والأوعيـة الدمويـة وعودتهـا إلى وضعها الطبيعي خاصة بعد عملية الولادة.

1. هرمون الوكستوسن:  

يؤدي إلى تنبيه العضلات الملساء وخاصة الرحم فيثر تقلصاتها، فيفيـد في الإسراع في عملية الولادة وله علاقة في إفراز الحليب من الثدي للخارج ولكن ليس له تأثر في تكوينه (فريحات ،2000: 177).  

3[] الغدة الدرقية: ) أنظر الصورة في الصفحة70بدف أعلاه(.

مكانها:  

 تقع الغدة الدرقية في الرقبة على جانبي القصبة الهوائية.  

الصفحة70

حجمها:   

هي غدة صغرة نسبياً موجودة حول القصبة الهوائية في الرقبة.

وظيفتها:   

تعمل وتسيطر هذه الغدة على عمليـة مثيـل الغـذاء ومـوين الجسـم بالطاقـة ونقص إفرازاتها وأهمها الثروكسن يتسبب نقصه في مشكلات كثرة خاصة في مرحلة ما قبل البلوغ حيث يتوقف الطفل عن الزيادة في الطول دون التوقف في الزيـادة في العرض، وهذا يسبب تشوه لصورة الإنسان، ويصاحب هذا ضعف عقلي وتأخر المشي والكلام.  

وفي حالة نقص إفراز الثروكسن في الولادة أو في الطفولة المبكرة يؤدي إلى إعاقة النمو السليم في كل من الناحية الجسمية والإدراكية فيتساقط الشعر، ويترهل الجلد وتنخفض عمليات الأيض، وميل الفرد إلى النعاس والكسـل ويصـاب بـالبلادة ويفقـد اهتامه بالعام الخارجي ولا يسـتطيع القيـام بأعالـه اليوميـة خصوصـاً في سـيدات البيوت مع كآبة عامة وعدم اهتمام.

أما الزيادة في إفراز الثروكسن فيؤدي إلى تسارع في النمـو بصـورة غـر طبيعيـة ينشأ عنها خلل في شكل الجسم، وتصاب الغدة الدرقية أحيانـاً بتضـخم محـلي نـاتج عن نقص مادة اليود، وتصاب الغدة الدرقية كذلك بتضخم جحوظي ناتج عن زيـادة إفرازات الغدة نفسها.  

1. الغدد (جارات الدرقية):  

مكانها:  

 تقع داخل أو على جانبي الغدة الدرقية.  

حجمها:   

هي عبارة عن أربع غدد صغرة الحجم.  

وظيفتها:  

الصفحة71

 هي المسؤولة عن اتزان معدل الكالسيوم في الجسم وهو ضروري لاتزان النشاطالعصبي (فائق ،1982: 80) ويؤدي نقص إفراز الغـدد جـارات الدرقيـة إلى تشـوه فيالعظام وتقلص العضلات والصداع والأم.  

1. الغدة الأدرينالية (الكظرية).  

-أنظر صورة في الصفحة72بدف أعلاه..  

مكانها: هي عبارة عن غدتان الأولى فوق الكليـة اليمنـى، والثانيـة فـوق الكليـة اليسرى.  

مكوناتها: تتركب كل غدة من قسمن يسمى القسـم الخـارجي الـقشرة ويسـمى القسم الداخلي النخاع (الطواب ،1995: 71).  

وظائفها: تعمل الغدة الكظرية عـلى تنبيـه إعـادة امتصـاص الصـوديوم في الـدم وكف إعادة امتصـاص البوتاسـيوم، وتـنظم التمثيـل الغـذاي للمـواد الكربوهيداتيـة والبروتينيــة والــدهون (الريمــاوي ،1998: 32) ويلعــب الصــوديوم دورا رئيســيا في المحافظة على الضغط الإسموزي للـدم ومـا يتبـع ذلـك مـن تنظـيم تبـادلً السـواًئل   بن الأوعية الدموية وخارجها وانتقال الصـوديوم إلى داخـل الخلايـا أو فقدانـه مـن

الصفحة72

  الجسم يؤدي إلى نقصـان حجـم السـائل خـارج الخلايـا مـا يـؤثر عـلى دوران الـدم ووظيفة الكلى والجهاز العصبي، وتتراوح نسبة الصوديوم في الـدم مـا بـن 135- 145 ملليمول/ لتر، أما البوتاسيوم فتبلغ نسبته في الدم 5، 3 - 5 ملليمول/ لتر وزيادتـه أو نقصانه يعوق من قدرة العضلات على الانقباض.  

نقص إفرازاتها:  

نقص إفراز القشرة يسبب مرض ادسون من أعراضـه اضـطراب الهضـم والأنيميـا والضعف الشديد وانخفاض ضـغط الـدم.(زهـران ،1999: 05)، فـقشرة الغـدة تفـرز الهيدروكورتيزون الذي يتحكم في مخرجات الكلى من الماء والملـح وتـؤثر في شخصـية الفرد في حالة نقصها ،فتظهر علامات الضغط العام والإعياء وفقدان رغبتـه الجنسـية ومعاناة الأرق والمزاج العصبي (الخليدي ووهبي ،1997: 29).  

زيادة إفرازاتها:  

فهو نادر الحدوث عند الإنسان وإذا حـدث فإنـه يـؤدي إلى النضـج المبكـر عنـد الأطفال وظهور أعراض الرجولة عند الأنثى، ويتدخل نشاط هرمونات القشرة الغدية مع نشاط الجزء الداخلي للنخاع الأدرنـالي بالاشـتراك مـع الغـدة النخاميـة في تحديـد مدى مقاومة الإنسان لظروف الإخصاب ومدى التحمل وكذلك مدى القوة الجنسـية (كامل ،1997: 83).  

وكذلك تسبب زيادة الإفراز تأخر في النمو العقلي ونضج جنسي مبكر وزيـادة في الحساسية الانفعالية.   

أما لب الغدة الكظرية فيفرز هرمون الادرنالن الذي يـؤثر بصـورة مبـاشرة عـلى الجهاز العصبي فيعطيه القدرة على الأمر مباشرة السلوك لمواجهة المشـكلات أي أنـه يولد تحفز لمواجهة الطوارئ (عريفج ،1993: 49).  

الصفحة73

  الغدة الجنسية (التناسلية):   

تعمل الغدة الجنسية بشـكل رئـيس عـلى إنتـاج هرمونـات التكـاثر عـن طريـق المبيضن لدى الإناث والخصيتن لدى الذكور، وللغدد الجنسية تأثر على النمو وعـلى التطــور العقــلي لــدى أفــراد الجــنس الــبشري، ولــوحظ تأثرهــا أيضــاً عــلى مكونــات الشخصية من الناحيتن الجسمية والعقلية، ومكن تتبع اثر ذلك بسهولة عن طريـق تتبع أثر البلوغ على شخصية الفرد، وعلى مظـاهر سـلوكه ومـا تسـببه المراهقـة مـن اضطراب خلال مراحلها المختلفة (القذافي ،2000: 113).

) أنظر رسم يبن مكونات الجهاز التناسلي الذكري  الخصيتان في الصفحة74ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة (

الخصيتان :

وهي التي تنتج الحيوانات المنوي وتفـــــرز هرمـــــون الـــــذكورة التيستسترون.  

 توجـــد الحيوانـــات المنويـــة في قنــوات دقيقــة تــدعى الأنابيــب المنوية والتي تكون منحنية عـلى بعضها ومتجمعة.  

تتحد هـذه الأنابيـب الدقيقـة لتكــون قنــوات أكــبر وتتحــد لتكــون قنــاة واحــدة تــدعى البربخ الذي يكون أيضا ملتويـاً ولو افترضنا أننا فتحنـاه لوصـل طولــــه إلى حــــوالي 6م، تمــــر الحيوانات المنويه خـلال الـبربخ وعنـدما تصـل الحيوانـات المنويـة نهايـة الـبربخ تكون قد نضجت ماما ولديها القدرة على الحركة والإخصـاب، يتحـد الـبربخ مـع قناة تدعى قنـاة ناقلـةً وهـي عبـارة عـن أنبـوب سـميك يمـر في كـيس الخصـية  

الصفحة74

 هذه القناة الناقلة تتحد مع حويصلة تدعى الحويصلة المنوية التـي يـتم فيهـا صـناعة قسم من السائل المنوي ويتم نتيجة لذلك الإتحاد مـا يسـمى بقنـاة القـذف التـي مـر خلال غدة البروستاتا وتفتح في قناة البول.  

وظيفة الخصيتان:  

تسيطر هرمونات الذكورة التيستسترون على نشاط وظهور الصفات الجنسـية أي أنها تؤثر على الخلايا الجنسـية فتنشـطها حتـى تفـرز النطفـة الذكريـة، وتـؤثر عـلى الجسم حتى تفصح عن صفاته الجنسية الثانوية (السيد ،1975: 57).  

المبيضان:  

هي تلك الغدد التناسلية الأنثوية وهي الصفة الجنسـية الأوليـة والمسـؤولة عـن إنتاج البويضات والهرمونات الجنسية الأنثوية مثل هرمون الاسـتروجن والـذي يفـرز من حويصلة جراف في المبـيض والبروجسـترون والـذي يفـرز مـن الجسـم الأصـفر في المبيض، ويقوم هرمون الأستروجن بالعمل عند سن البلوغ وهو المسؤول عـن ظهـور الصفات الجنسية الأنثوية الثانويـة مثـل نضـج غـدد الثـدي وتعبئتـه بالـدهون، أمـا هرمون البروجسترون فهو مسؤول عن تثبيت الحمل والحفاظ عليه. يبلغ حجـم كـل مبيض حجم لوزة كبرة: ثلاث سنتمترات طولا واثنن عرضا وسنتمتر واحد سمكا. يقع المبيضان منفردان في التجويف البطني مقابلان لقناتي فالوب.  

الصفحة75

•  (أنظر  رسم الصفحة 76ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(  .

وظائف المبيضان:  

1. تفرز خلايا التكاثر.  
2. تنظم مو الخصائص الجنسية الثانوية.  
3. تهيئ الظروف العضوية الضرورية للحمل.  
4. إفرازها الخارجي- البويضات، إفرازها الداخلي- هرمون الأيسـتروجن والـذي تفرزه حويصلة جراف وهو هرمون أنثوي أساسي له أثر في ظهور الخصائص الجنسية الثانوية مثل نضج غدد الثدي وتعبئته بالدهون. 

وهرمون البروجسترون وهو هرمون الحمل وهو الذي يفرزه الجسم الأصفر في المبيـــض وهــو مســؤول عــن تثبيــت الحمــل والحفــاظ عليــه (ملحــم ،  .(22:2001

الصفحة76

  الغدة الثيموسية:  

-(أنظر صورة الصفحة ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة (

    مكانها : تقع في الصـدر عنـد تفـرع القصـبة الهوائيـة إلى شـعبتن فـوق القلـب ،وتوجد الغدة في عظم الفقاريات.  

حجمها: غدة  صغرة الحجم ويبلغ وزنها عند الولادة (10) جرامات ويزداد وزنها إلى 30() جرام في سن العاشرة ثم لا تلبـث أن تضـمر تـدريجياً بعـد النضـج الجـنسي لتعود إلى وزنها الأول (10) جرامات. 

وظيفتها:  "يعتقد أن الغدة تفرز هرمونات (كالثموسن) وهـي تكسـب الجسـم صفة المناعة، كا ذكر حديثا أن الغدة مصدراً للخلايا اللمفاوية التي تسبح مـع تيـار الدم وتستقر في الطحـال والعقـد اللمفاويـة، وتصـبح مسـؤولة عـن إنتـاج الأجسـام المضادة الضرورية لمقاومة الأمراض (زيتون ،1994: 328). 

الصفحة77

الخلاصة :

الغدد الصماء تفرز العديد من الهرمونات جميعها يعمل ويساعد على نمو الجسم نمواً سليماً في كافة جوانبه ومراحله، فهي تؤثر على النمو الجسمي العقلي، الانفعالي الاجتماعي وكذلك النمو النفسي ويكون لهرموناتها انعكاسات ايجابية على النمو إذا كانت الهرمونات تفرز بشكل طبيعي كماً ونوعاً وزمناً وتكون لها انعكاسات سلبية على عملية النمو إذا كانت الهرمونات تفرز بشكل غير طبيعي كماً ونوعاً وزمناً. فعلى سبيل المثال زيادة كمية هرمون النمو التي تفرزه الغدة النخامية يؤدي إلى العملقة ونقصه يؤدي إلى القزامة، وكذلك الغدة الصنوبرية تعمل إفرازاتها على ضبط عملية البلوغ الجنسي وتمنع مظاهر البلوغ الجنسي من الظهور إلا في موعدها المحدد.

) أنظر الجدول من78 إلى82 الغددالصماء ، مواقعها ،حجمها،وظائفها ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة (

الصفحة78 

ثالثاً: البيئة:  

تعتبر البيئة من العوامل المهمة والرئيسة التي تلعب دورا مهاًً في تحديد مسـار النمو الإنساني.   

تعريف البيئة:  

البيئة هي مجموع العوامل المفروضة على الفـرد مـن الخـارج والتـي تـؤثر عـلى الجنن منذ بدء موه، مروراً باستعداداته وقدراته، وما إلى ذلك من جوانب الشخصية فإما توجهها نحو الخر أو نحو الشر، إمـا أن ترقيهـا أو تعوقهـا عـن النمـو والارتقـاء (خوري ،2000: 122).  

وقـد أشار (رونالد) إلى أن مفهـوم البيئة يتضمن خمسة مؤثرات متداخلة وهـي كالتالي:  

1. البيئة الكيميائية في الرحم:  

وهي التي تعمل قبل الولادة مثل: العقاقر والغذاء والهرمونات.  

1. البيئة الكيميائية بعد الولادة: 

 وهي التي تعمل بعد الولادة مباشرة مثل: التغذية والأكسجن. 

1. الخبرات الحسية الثابتة:  

وهي تلك الأحداث التي مر بالحواس قبـل الـولادة وبعـدها وهـي واحـدة عند جميع أفراد النـوع فمـثلاً تعـرض كـل الأطفـال لـبعض الصـور المرئيـة ،والأصوات البشرية، والاتصال الفيزيقي مع الآخرين. 

الصفحة82 

1. الخبرات الحسية المتغيرة:  

وهي تلك الخبرات التي مر بها الحواس ولي ليست واحـدة عنـد كـل أفـراد النوع حيث تختلـف بـاختلاف الظـروف المحيطـة بالطفـل تبعـاً للمسـتوى الاقتصادي والاجتاعي والثقافي.  

1. الأحداث التصادمية الفيزيقية:  

وهي تلك الخبرات التي ينتج عنها تهتك في خلايا الكائن العضوي سواء قبل الميلاد أو بعده (الطواب ،1995: 59-60).  

الخلاصة:  

إن أول البيئات التي تؤثر على النمو الإنساني هي بيئة الرحم التي يعيش فيها الجنين منذ اللحظة الأولى للإخصاب حتى لحظة خروجه حياً إلى الحياة، حيث إن هذه المرحلة تعتبر من المراحل المهمة في حياة الجنين فهو يتأثر بكل ما تتأثر به الأم من مؤثرات بيئية مختلفة، وذلك لأنه يتغذى مما تتغذى منه الأم حيث يصله الغذاء عن طريق الحبل السري.

وثاني هذه البيئات البيئية الأسرية التي تلعب دوراً مهماً في توفير شروط الحياة الأفضل للجنين ابتداء من الحاجات الأساسية الأولية كالغذاء والراحة والنوم والنظافة وغيرها وانتهاء بالحاجات الشخصية الثانوية كالحب والحنان والرعاية والاهتمام والتي لها كبير الأثر على نمو الفرد الجسمي والنفسي. 

وثالث هذه البيئات البيئة المدرسية والتي بدورها يجب أن توفر المناخ المدرسي المناسب الذي يمكن الفرد من اكتساب الخبرات والمعارف والمهارات المتعددة في كافة المجالات، أما البيئة الرابعة فهي البيئة الاجتماعية والتي تمثل المجتمع المحيط بالفرد كجماعة الرفاق والأقارب والجيران وغيرهم الذين يعملون على تشكيل مجموعة المعايير الاجتماعية لدى الفرد والذي تمكنه من القيام بالأدوار الاجتماعية التي يحتاجها، كما تلعب الأحداث المرضية المتعددة دوراً في تحديد طبيعة النمو لدى الطفل بشكل عام.

الصفحة83

العوامل البيئية المؤثرة على نمو الطفل:  

1. غذاء الأم:  

لا بد للأم الحامل أن تهـتم بكميـة الغـذاء ونوعيتـه، فمـن الضروري أن يحتـوي غذاء الحامل على العناصر الضرورية للغـذاء الجيـد، مثـل: الفيتامينـات والبروتينـات والنشويات والأملاح المعدنية فجميعها ضرورية لعملية البناء القامة لدى الجنـن وفي حالة نقص هذه المكونات فإن الجنن سيتعرض لمشكلات متعددة في النمو كالضعف العقلي الناتج عن ضعف انقسام خلايا الدماغ في المرحلة الجنينية وغرها.  

1. المرض:  

يتأثر مو الجنن تأثرا كبرا إذا تعرض للإصابة بالعدوى مرض خطـر يصـيب الأم وهي حامل، ومن المعروف أن المرض يؤثر في عملية الأيض (مثيل الغـذاء) والتركيـب الكيمياي للدم وغر ذلك ما قد يؤثر في مو الجنن ومن أمثلـة ذلـك مـرض الزهـري الذي قد يؤدي إلى الصمم والضعف العقلي أو العمى، وكذلك مرض الحصبة الألمانيـة الذي قد يؤدي إلى الصمم والـبكم أو إصـابات القلـب أو الضـعف العقـلي وبـالطبع تكون الإصابة أخطر كلـا حـدثت العـدوى الفروسـية خـلال الشـهرين الأولـن مـن الحمل كذلك فإن اضطرابات إفـرازات الغـدد خاصـة النخاميـة والكظريـة والدرقيـة ،يعوق النمو العام للجنن، وقد لوحظ أيضاً أن الإرهـاق والتعـب الشـديد يزيـد مـن حركة الجنن في الرحم ولهذا يجب على الأم الحامل أن تستشر طبيبها مرة كل شـهر منذ أول الحمل حتى نهاية الشهر السابع ثم مرة كل أسـبوع حتـى الـولادة (زهـران ،  .(88 ،87 :1997

1. التعرض للإشعاع: 

تدل الدراسات أن تعرض حوض وبطن الأم الحامـل للأشـعة السـينية (أشـعة X) وبجرعات كبرة يؤذي الجنن، ويؤثر على الجهاز العصبي ويؤدي إلى الضعف العقلي أو الشذوذ الجسمي ويؤدي إلى الإجهاض.  

الصفحة84

1. العقاقير:  

يتأثر مو الجنن بإفراط الأم الحامل في تعـاطي العقـاقر الطبيـة وإدمـان الخمـر ما يحدث تغرا كيميائياً في الدم ويعرض سرعة مو الجنن للتأخر لتأثرهـا في غذائـه وتنفسه وتدل بعض البحوث على أن إدمـان المخـدرات وإفـراط الحامـل في التـدخن يكون له أثر سيئ على مو الجنن (مدانات ،1998: 96).  

1. الحالة النفسية للأم:  

يتأثر الجنن بالحالة النفسية الانفعالية لـلأم، حيـث إن الحالـة الانفعاليـة الغـر سارة للأم تعمل على إفراز هرمونات معينة تصل هـذه الهرمونـات للجنـن بواسـطة الدم المنقول للطفل بواسطة الحبل السري فيتـأثر مـا تتـأثر منـه الأم، مـن هنـا فـإن الحالة النفسية للأم تنعكس إيجابا أو سلباً على مو الجنن فالخوف والغضب والتوتر والقلــق عنــد الأم يســتثر الجهــاز العصــبي لــديها ويــنعكس أثــر ذلــك في النــواحي الفسيولوجية ويصاحبه زيادة في حركة الجنن، وكذلك الحالة السارة للأم تتيح للجنن حياة نفسية وجسمية آمنة وسليمة تتضح معالمها بعد الولادة على حياة الوليد.  

1. عمر الأم:  

حيــث تؤكــد بعــض الأبحــاث أن أفضــل عمــر للأمهــات بــن الثانيــة والعشريــن والخامسة والثلاثن ومـن تزيـد أعارهـن عـن ذلـك يحـدث نقـص في مـو المهـارات الحركية الدقيقة لأطفالهن، كا يـزداد معـدل ولادة طفـل مصـاب بـالتخلف العقـلي خاصة متلازمة دوان التي يطلق عليهـا شـبه المنغوليـة أمـا مـن تقـل أعارهـن عـن العشرين فإنهن يكن غـر ناضـجات جسـديا ونفسـياًً وغـر مهيئـات للحمـل ويلـدن أطفالاً ناقصي الوزن غالباً وقد موت الأطفال في عامهم الأول (آدم ،2003: 25).  

1. اتجاهات الأم والأب نحو الحمل:  

 تلعب اتجاهات الأم نحـو الحمـل دورا أساسـياً في تقبلهـا لحالـة الحمـل وذلـك ينعكس على مـدى اهتامهـا بـالجنن وحاجاتـه أثنـاء الحمـل وبعـده، وسـواء كـان 

الصفحة85

الاتجاه إيجابيا أو سلبياً فانه سيؤثر عـلى طبيعـة الحالـة النفسـية لـلأم الحامـل مـا سينعكس على طبيعة مو الجنن والوليد أيضاً، ويلاحظ أن المرأة التي تكره أن تكـون حاملاً ولا ترغب في الحمل قد تلجأ إلى وسائل غر شرعية أحياناً للتخلص من الحمـل وإن م تتمكن فسيؤدي ذلك إلى مشكلات إنمائية عند الجنن.  

 ومن الممكن أيضاً أن يكون الزوج غر راغب في حمل زوجته ويـنعكس ذلـك في معاملته لها أثناء الحمل وعدم استجابته لمتطلبات الزوجة خاصة فيا يتعلق بتـوفر الغــذاء الــلازم أحيانــاً، أو فــيا يتعلــق بالمتابعــات الصــحية للحمــل، وهــذا بالتأكيــد سينعكس سلباً على حالة الأم النفسية والانفعالية ما سيؤثر على طبيعة مو الجنـن والوليد كذلك.  

-8اضطرابات الحمل والوضـع:

قـد يحـدث أثنـاء الحمـل اضـطرابات مثـل الإصـابة بالنزيف أو تسمم الدم، وقد يؤدي إلى نتائج خطـرة في مـو الجنـن، وقـد تـؤثر الولادة العسرة وإصابات الولادة في حالة الطفل العقلية والجسمية، ومثال ذلـك حالات الولادة التي تسـتخدم فيهـا الآلات وأخطـاء التوليـد وقلـة الأكسـجن أو انقطاعه والنزيف في المخ، كل هذا قد يؤدي إلى تلف الجهـاز العصـبي المركـزي وتكون له نتـائج سـيئة في النـواحي العقليـة والنـواحي الحركيـة مثـل الضـعف العقلي، كذلك تؤثر الـولادةغـير الناضـجة أو المبـتسرة حـن يكـون الطفـل غـر مستعد في بعض الأحيان للحياة خارج الرحم، أو عندما تكون الولادة عسرة جداً ما يعرض الوليد بقدر كبر من الشدة والعناء، ويكون الطفل في هذه الحـالات ناقص الوزن ما يدل أن هناك احتال تعرضه لخلل عصبي، وقـد يلاحـظ عنـد هؤلاء الأطفال المبـتسرين صـعوبات كلاميـة، ونقـص في التـآزر الحـري وتطـرف النشاط إما بالزيادة أو النقصان، وصعوبات في ضـبط عمليـة الإخـراج ويلاحـظ أيضاً وجود بعض الصعوبات الاجتاعية والانفعالية تحيط بالطفل المبـتسر مـا يؤدي إلى شدة القابلية للتشتت وعدم التركيز وغر ذلك (زهران ،1977: 89).

الصفحة86

الخلاصة :

من خلال ما سبق يتضح أن الجنين يتأثر بكل ما تتأثر به الأم كالغذاء الجيد أو سوء التغذية الصحة أو المرض الإشعاعات أثناء الحمل العقاقير الطبية والمشروبات المحرمة والحالة النفسية المستقرة أو الحالة النفسية المضطربة وعمر الأم وحالتها النفسية واتجاهاتها واتجاهات زوجها نحو الحمل وكذلك مشكلات عملية الولادة مثل تعسر الولادة الطبيعية، والتسمم، وانقطاع الحبل السري وما يتبعه من مشكلات للجنين.

لذا يجب البعد عن كل أمر من شأنه أن يعيق عملية نمو الجنين أو يعرضها للخطر حفاظاً على صحة وحياة طفل المستقبل. ونخص بالذكر عدم تعريض الأم في فترة الحمل إلى سوء التغذية وكذلك عدم تعرض الطفل بعد الولادة لسوء التغذية لما له من أثر كبير على انقسام خلايا دماغ الجنين قبل الولادة وكذلك لما له من أثر على نمو خلايا الدماغ في الحجم والوزن بعد الولادة.

رابعاً: التغذية:  

الغذاء يمثل عـاملاً مهـاً مـن العوامـل المـؤثرة في النمـو مـن الناحيـة العضـوية والنفسية فالغذاء مصدر أساسي للطاقة الجسمية والنمو، فالغذاء ضروري كا ونوعـاً خاصة في الأشهر الأولى من الحمل والتي تعتبر أشهر البناء والتكوين.  

ويحتاج جسم الإنسان إلى الغذاء ليزوده بالطاقـة اللازمـة لعمليـة النمـو والتـي يحتاجها أيضا للقيـام بعمليـة إصـلاح الخلايـا التالفـة وإعـادة بنائهـا وتكـوين خلايـا جديدة كا أنًه لازم لزيادة مناعة الجسم ضد بعض الأمراض ووقايته منها.  

إن نــوع الغــذاء وكمــه يعــد مهــاً ولكــن أهميتــه تــزداد في المرحلــة الأولى لتكوين الإنسان فالتغذية الجيدة في الشـهور الأولى مهمـة وكـذلك في السـنوات الأولى، ولا أدل على ذلك من الآثار التي يخلفها سوء التغذية في المراحل المبكرة ،وخصوصاً ما يتركه من آثار على مو الـدماغ قبـل وبعـد الـولادة، ويـؤدي نقـص 

الصفحة87

 الغذاء إلى تأخر النمو وقد يؤدي إلى أمراض خاصة مرض لن العظام، والـعشى اللـيلي بالإضافة إلى أنه يقلل من مقاومة الفرد للأمراض (الطيـب ،29 :1981) ويـؤدي نقـص الغذاء إلى تأخر عملية النمو أو توقيفها فقد وجد أن نقص الحديد في الطفـل يـؤدي على تشتت انتباهه وعدم قدرته على التركيز ونقص البروتن في بدايـة النمـو يـؤثر في النمو العقلي للطفل (خوري ،33 :2000).  

مفاهيم حول التغذية:  

1. التغذية: هي مجموعة العمليات التـي بواسـطتها يحصـل جسـم الإنسـان أو الحيوان على المواد اللازمة لنموه، وحفظ حياتـه، وتجديـد أنسـجته، وتوليـد الطاقـة اللازمة لذلك (قطامي، والرفاعي ،1997: 72).  
2. الغذاء: هو المادة التي تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجهـا الجسـم للمحافظة عليه حياً ولي يتمكن من النمو والإصـلاح (الصـفدي ،13:2002). ويعتـبر الغذاء من أبرز العوامل البيئية المؤثرة على النمو عند الإنسـان فنمـو الإنسـان يتـأثر بغذائه نوعا وكماً. 

3-العناصر الغذائية: هي مـواد يـتم الحصـول عليهـا مـن الأغذيـة ويستعملــها الجسم، ليمده بالطاقة وتساعده على النمو والبقاء والإصلاح وتشمل الكربوهيدرات ،والبروتينات، والدهون، والمعادن، والفيتامينات، والماء.  

4 - الوجبة الغذائية المتوازنة: هي الوجبة التي تزود الجسم بجميع العناصر الغذائية الضرورية وبكميات كافية لسد احتياجاتـه، وقد بينت دراسـة قـام بهــا وليـامز وريفـر عـام (1974) أن هناك فارق مكن أن يصل إلى سبع درجات بن ذكـاء العـادين، وبـن ذكـاء الـذين عـانوا مـن نقص بسبب سوء التغذية في مراحل العمر الأولى، ونقص الوزن المشار إليـه في دراسـة وليـامز وريفر كثراً ما يكون سببه سوء التغذية، ومشكلة سوء التغذية ومـا يرافقهـا مـن نقـص في الوزن عند المواليد منتشرة بشكل لا يبعث على الرضا، ففي دراسة تمت عـام (1975) تبـن أن المواليــد الــذين يخرجــون إلى الحيــاة بــوزن لا يزيــد عــن (2.5) كيلــو غــرام يشــكلون  

الصفحة88

نسبة عالية بن مواليد الدول النامية. فهم بن البـيض في الولايـات المتحـدة يشـكلون (6.5%) من المواليد وبن السود في الولايات المتحدة يشكلون (13.1%) من المواليـد ،وفي الهند كدولة نامية وما يشابهها من الدول الفقرة 40(%) من المواليد، وإن نقـص وزن المواليد أمر بالغ الخطورة ولا أدل على ذلك من أن نسبة من تدركه الوفاة بيــن الأطفال ناقصي الوزن تكون أكبر، فبن كـل (1000) مولـود بـوزن (2.5) كيلـو مـوت 58) (طفل (عريفج ،53 :1993). وللمواد الغذائية الأساسية المتوازنة (الكربوهيدرات ،والبروتينات ،والدهون، والزيوت، والفيتامينات، والأملاح المعدنية، والماء) لها وظـائف حيوية هامة مثل توليد الطاقة اللازمة لتحريك عضلات الجسم وتشغيل الفكـر، كـا أنها مفيدة لبناء أنسجة جديدة لجسم

 الكائن الحي (النمو)، ولتعويض أنسـجة بـدلاً من الأنسجة التالفة بالإضافة لحفظ جسم الفرد من الأمراض، والمحافظة عـلى ليونـة وحيوية الأنسجة جميعها فعندما تتكلم عن التغذية للأطفال فإنه لا يغيب عن بالنـا التغذية المناسبة للأم الحامـل والمرضـعة وانعكاسـه الإيجـاي عـلى سـلامة الجنـن، أو الرضيع وموه كا أنه قد يصاب بعض الأفراد باضطراب الأكل إذ أنهـم قـد يتنـاولون أطعمــة شــاذة وغــر مغذيــة، مثــل: الــتراب، أو الــورق، أو الطباشــر أو القــاش، أو البلاستيك، أو حتى استنشاق الكروسن، أو البنزين وإن مثل هـذه المارســات تكـر عند بعض الأطفال وبخاصة المتخلفن عقلياً، إن مثل هذه السـلوكيات والاضـطرابات في الأكل تؤدي إلى عدم استفادة الجسم من الغـذاء الضروري لـه فيـؤثر سـلبياً عـلى النمو الطبيعي السليم للطفل. ولقـد أثبتـت الدراسـات الميدانيـة أن نسـبة الأطفـال الذين مارسون العادات السابقة في تناول الطعام الشـاذ يـتراوح بـين (10-32%) مـن عمر(6-1سنوات) تتناقص هذه النسبة كلا تقدم الطفل بالعمر كا أن كرة تنـاول الطعام قد تؤدي إلى البدانة المفرطة لدى الفرد والتـي تعـد مـؤشر نقـص في الثقافـة الصحية لدى الأفراد فهي تؤدي إلى تشويه جالي لدى الفرد وعدم قدرته على القيـام بأعاله الحيوية (منسي ،2002:47).  

الصفحة89

الخلاصة :

من خلال ما سبق يمكن القول أن هناك مجموعة من العناصر الغذائية الهامة التي يجب توفرها في الغذاء الجيد وهي كالتالي:

1-البروتينات وتلزم لبناء خلايا الجسم الجديدة وكذلك تجديد وبناء الخلاياالتالفة.

2 -النشويات وتلزم لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة للعمليات الحيوية للفرد.

 3 -الدهنيات وتلزم لعمليات التعويض للطاقة التي يفقدها الجسم.

6-الأملاح والماء والفيتامينات والتي تلزم لوقاية الجسم من الأمراض. 

كمية الغذاء: فهي مهمة أيضاً لتعدد الضرورات التي تستلزم الغذاء، فالغذاء يزود الجسم بالطاقة اللازمة لكل نشاط جسمي وعقلي، وبالغذاء يصلح الخلايا التالفة ويعيد بناءها، وبالغذاء يعطي الجسم مناعة ضد الأمراض.

نوع الغذاء: يعد هاماً ولكن أهميته تبدو كبيرة جداً في المراحل الأولى لتكون الإنسان، فالتغذية الجيدة في السنوات الأولى لا تعوض ولا أدل على ذلك من الآثار التي يخلفها سوء التغذية على نمو الدماغ إن خلايا الدماغ في مرحلة ما قبل الولادة تكون في حالة انقسام وازدياد في العدد ويتسبب سوء التغذية في تعطيل عمليةالانقسام.

إن خلايا الدماغ خلال السنة الأولى بعد الولادة تكون في حالة نمو في الحجم وازدياد في الوزن وسوء التغذية يتسبب في عطبها جزئياً وعدم نموها في الحجم والوزن. ويتضح أيضاً أن نوع وكم الغذاء مهم لبناء ونمو الجسم في جميع جوانبه النمائية ومراحله فكلما كان الغذاء متكاملاً ومتوازناً، ويحتوي على كافة العناصر الغذائية اللازمة للبناء والتكوين وخاصة في المراحل الأولى لنمو الإنسان انعكس ذلك على الحياة المستقبلية لهذا الإنسان في نموه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي واللغوي، أما إذا تعرض الإنسان لسوء التغذية وعدم تكامل وتوازن في العناصر الغذائية اللازمة للبناء والتكوين وخاصة في المراحل الأولى للنمو فإن ذلك ينعكس بصورة سلبية على جوانب النمو المتعددة.

الصفحة90

أنظر أسئلة عن الفصل الثالث الصفحة من 91 إلى 92 ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة

 قال تعالى:  

﴿وَلقَـدْ خَلقْنَـَـا الإْنِسَـَـانَ مِـِـنْ سُـُـلَالةٍ مِـِـنْ طِـِـنٍ . َّ ثـُـم جَعَلْنَـَـاهُ نطُفَــةً فِي قـَـرَاَرٍ مَكِنٍ . َّ ثمُ خَلقْنَا النُّطفَـةَ عَلقـةً فخلقْنَـا العَلقَـةَ مُضْـغَةً فخَلقْنَـا الْمُضْـغَةَ عِظاَمًـا  فَكَسَــوْنَا الْعِظـَـامَ لحْـْـاً ثـُـمَّ  أنَشْــأنْاَهُ خَلقْـًـا آَخَـَـرَ فَتَبَـَـارَكَ الـلـــهُ أحْسَــنُ الخَـَـالقِنَ ﴾

[المؤمنون12 :-14].  

-(أنظر الصور في الصفحة 95 ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

النمو الإنساي مر مراحـل متعـددة كـل مرحلـة لهـا خصائصـها ومميزاتهـا عـن المراحل الأخرى، وقـد قسـم العلـاء النمـو الإنسـاي إلى عـدة مراحـل ليتسـنى لكـل  

الصفحة95

 دارس فهم طبيعة النمو في كل مرحلة، ولتتضح لديه معام وخصائص كل مرحلة، مايتيح للدارس معرفة كيفية التعامـل مـع الأطفـال في كـل مرحلـة مـن مراحـل النمـومعتمدا على خصائصها ومميزاتها التي ميزها عن غرها من المراحل، من هذا الفهـمسوف نتًناول بشيء من التفصيل مراحل النمو الإنساي المتعددة .  

أولاً: المرحلة الجنينية:  

تعتبر المرحلة الجنينية من أهم مراحل النمو الإنساي، حيث يتسارع مـو الجنـن في هذه المرحلة في الجوانب المتعددة للنمو، ويتم ذلك من خـلال مـا يتـوفر لـه مـن غذاء وبيئة آمنة سواء بيئة الرحم، أو البيئة الخارجية مكوناتها المختلفة، وأثـر هـذه المكونات على سلامة وحياة الجنن، والشـكل التالي يبـن الجنـن متصـلاً بالمشـيمة مصـدر غذائه أثناء الحمل.  

-(أنظر الصورة في الصفحة 96ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

"ومع تطور علم الأجنة ودراسـة عوامـل الوراثــة الإنســانية، ظهــر لعلــاء النمــو أن الجنن يتعرض في مراحـل تكوينـه المختلفـة ،لظروف قـد تـترك آثارهـا عـلى مـوه بشـكل دائم فيا بعد، ولقد أصـبح معروفـاً الآن أن الجنن لا يكتسب تكوينه العضوي، من العوامل الوراثيـة وحـدها بـل هنـاك عوامـل البيئة التي يعيش فيها، ويقصد بذلك البيئة الرحميـة لـلأم، وهـي البيئـة التـي تتـأثر بدورها بالبيئة الخارجية المحيطة بالأم وما مر بالأم نفسها من خبرات وأحداث، أو ما تعانيه من أزمات، أو من احتياجات، ذلك أن ظروف الأم وحياتها وما تتعرض له مـن مؤثرات مادية ونفسـية

 واجتاعيـة تـؤثر بـدورها في تكـوين الجنـن وتشـكل بعـض المحددات الأساسية لنمو السلوك بعد الولادة، ويحـدث ذلـك إمـا بصـورة مبـاشرة أو بصورة غر مباشرة (إساعيل ،1989:137). 

الصفحة96

      ومن خلال ما سبق لا بد لنا من دراسة المراحل التي تتعلق بتكوين الجنن وذلكبهدف التعرف على الفترات الحرجة في حياة الجنن خاصة الأيام والشهور الأولى مـنحياته، وهي الفترات التي مكن أن يكون للظروف البيئية الداخليـة والخارجيـة آثـاراًبعيدة المدى على مو الجنن في النواحي الجسـمية والعقليـة والانفعاليـة والسـلوكية وغيرها.  

وسوف نقوم بتعريف بعض المصطلحات المتعلقة بنشأة الجنـن قبـل الشروع في عرض المرحلة الجنينية .  

تعريف الحمل:  

هي عملية وظيفية فسيولوجية تبدأ من اللحظة الأولى للإخصاب وتنتهي بولادة الجنن. ويتم الحمل عند اتحاد حيوان منوي ذكري بالبويضة الأنثوية وهذا ما يسمى بالإخصاب.  

الإخصاب:  

هو عملية اتحاد نواة الحيوان المنوي مع نواة البويضة والتي ينتج عنها البويضـة المخصبة أو الخلية الجنسية الأولية أو الخلية الجرثومية. ويتحد الحيوان المنـوي مـع البويضة في إحدى قناي فالوب.  

-أنظر الصورة في الصفحة 97ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

وبعد أن يتم الإخصاب تصبح البويضة والحيوان المنوي خلية واحدة تبـدأ بالانشـطار من(2-4 -8 وهكذا خلية واحدة تنمو وتصبح أكر من 100 تريليون خلية ) وتستمر هكذا إلى أن تصبح كتلة كروية، والفـترة التـي تحتاجهــا رحلتهــا مــن قنــاة فــالوب إلى الــرحم فهــي تــتراوح مــن ( 3-4) أيــام ،وعنــد دخولهــا الــرحم تكــون الخليــة الملقحــة مهيــأة للانغــراس في بطانــة  

الصفحة97

  الرحم الداخلية حيث تحدث خدشا بسيطاً تدخل فيه وتتغذى من الدم الذي يخـرجمنه، وبعد 13) (يوماً من دخولها تبدأ بتكوين زغابات لنفسها لا تحتوي على دم بـللها خاصية امتصاص الغذاء (الدم) من الأنسجة التي تحيط بها حيـث تنمـو وتتطـورهذه الزغابات لتكون المشيمة (فضة، وآخرون ،27:2002) .  

صورة بالمجهر الإلكتروي لجنن عمره ثلاثة أيام!! وهو عبارة عن خلية انقسـمت إلى 8 خلايا، هذه المجموعة لديها القدرة على الانقسام لتشكل أكر من 100 تريليون خلية!  

المشيمة :

-أنظر الصورة في الصفحة98ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

عضو شبه أسطواي ينمو متصلاً بباطن جدار الرحم عنـد معظـم الثـدييات. مـد المشيمة الجنن بالطعام والأكسجن، وتسحب نتاج نفايـات الجنـن. كمـا  أن العضـو ينتج كيميائيات تسُمى هورمونات تحافظ على الحمل وتنظم مو الجنن .   

وللمشيمة ثلاث وظائف رئيسية وهي:   

• تغذية الجنن.  
• التــنفس إذ أن المشــيمة تقــوم بوظيفــة الــرئتين فيحصــل الجنيـــن بواسطتـــها عــلى 

الصفحة98

 الأكسجين ويطرح ثاني أكسيد الكربون وتقـوم كذلـك بتخليص الجنـن مــن الفضـلاتعن طريق دم الأم.  

• تثبيت الحمل و ذلـك بفرزهـا هرمـون الپروجسـترون الـذي يساعــد عـلى اسـتمرار الحمل .  

الحيوان المنوي أو النطفة :  

وهي النطفة التي يفرزها الجهاز التناسلي الذكري وهي التي خُلق منهـا الإنسـان ولا ترُى بالعن المجردة لصـغر حجمهـا، ولكـن الأبحـاث الطبيـة تظُهـر أن سر الحيـاة أصغر من ذلك وهو موجود في أعاق هذه النطفة، في الشريط الوراي المسمى DNAحيث يحوي كل المعلومات اللازمة لخلق إنسان عاقل.   

-أنظر الصورة في الصفحة99 ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

يقول تعالى: ﴿ َّ ثمُ جَعَلنَاهُ نطُفَـةً فِي قـَرَاَرٍ مَكِـنٍ﴾ (المؤمنـون، آيـة: 31)، والقـرار المكن هو الرحم، يقول العلاء إن الرحم يصبح أكبر بألف مرة بعد الحمل مبـاشرة!! 

لو تأملنا التركيب الكيمياي للنطفة أوللبويضـة نلاحـظ أنهـا في معظمهـا تتـألف مـن الماء الكحيل .(www.kaheel.com)

ولذلك قال تعالى :’فلينظر الانسان مم خلق ،خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب و الترائب )‘الطارق ، الايات 5-7(.

الصفحة99

-أنظر الصورة في الصفحة100ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

الخلية الملقحة :

هي البويضة التي أفرزها مبيض المرأة وتم اختراقها بحيوان منوي اتحدت نواتـه مع نواة البويضة فتكونت الخلية الملقحة وهي الخلية الأولى والتـي بـدورها تنقسـم عدة انقسامات متتالية، وتكون على شكل كرة، ثم تتحـول إلى حويصـلة مكونـة مـن  طبقة خارجية من الخلايا وتتجمع في احد جوانبها كتلـة مـن الخلايـا وتنقسـم هـذه الكتلة إلى خلايا ظاهرة وخلايا داخلية وبيـنها الخلايـا الوسـطى ومـن هـذه الكتلـة تتكون أجزاء جسم الجنن المختلفة.  

  انغراس البويضة في جدار الرحم:  

يتهيأ الرحم لاستقبال البويضة الملقحة وذلك تحـت تـأثر الهرمونـات التـي يفرزها المبيض في النصف الأول من الدورة الحيضية فيكون الـرحم تحـت تـأثر هرمون الأستروجن فينمـو الغشـاء المخـاطي للـرحم ويصـبح أكـر احتقانـاً أمـا النصــف الثــاي مــن الــدورة بعــد خــروج البويضــة يصــبح الــرحم تحــت تــأثر الأستروجن والبروجسترون معاً، فتنشط غدد بطانة الرحم ويزداد سمك الغشـاء  

الصفحة100

المخاطي وبذلك يصبح مستعداً لانغـراس البويضـة الملقحـة بعـد وصـولها مـن قنـاةفالوب إلى غشاء الرحم المهيأ لذلك، ثم تخترق البويضة الملقحة الغشاء المبطن للرحم في اليوم السادس بعد التلقيح أو السابع، وتصبح البويضة الملقحة داخل سمك غشـاء الرحم، ثم تبدأ البويضة الملقحة في النمو وتبرز داخل تجويف الرحم، ومـع اسـتمرار مو الجنن يقل فراغ الرحم تدريجياً ثم ملأ الجنن الرحم (مزاهرة ،65 :2002-66). 

مراحل تطور مو الجنن على مدى 9 أشهر:   

• الشهر الأول: 

أنظر الصورة في الصفحة 101ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

بعد عملية الإخصاب تتحد الخليتـان الذكريـة والأنثويــة وتكونــان خليــة ذات(23 زوجــاً) مــن الصبغيات تتكاثر بالانقسام الـذاي إلى خليتـن ثـم إلى أربع ثـم إلى مـان وهكـذا بحيـث تتكـون كـل خلية من الخلايا الجديـدة مـن نفـس العـدد مـن الصــبغيات (46) وهــي صــورة مــن الصــبغيات الذكرية والأنثوية ليتحدد من ذلك صـفات النسـل 

الجديد ويلاحظ أن الزوج الأخر من هذه الكروموسـومات    وهـو الكروموسـوم 32 الذي يحدد جنس المولود ذكر أم أنثى (زهران:75:1982) يقول تعالى: ﴿ هَلْ أتىَ عَلَى اْلإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدهْرِ لمْ يكَنْ شَيْئاً مَذْكُورًا *  إنِاَّ  خَلقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ نطُفَـةٍ أمْشَـاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بصِرًاً ﴾ (الإنسان: الآيتان ،1-2).  

تنتقل هذه البداية الحيوية (الخلية الجرثومية) من قناة فالوب إلى الرحم خـلال 3-4 أيام وقد تصل إلى أسبوع على أكر تقـدير، ومـا أسرع مـا تتعلـق بجـدار الـرحم محاطة بالمشيمة التي ترتبط بالخلية الجرثومية بواسطة الحبـل السري ناقـل الغـذاء  

الصفحة101

﴿ وَخَلقَ  كُل ٍشَيْء فقـدرَهَ تقَـديرًاً ﴾ [الفرقـان: 2]، وبعـد ذلـك تتـوالى الانقسـامات للخلايا حتى تتايز إلى ثلاث طبقات وهي كالتالي:   

1. الطبقة الخارجية: ومنها تتكون البشرة والشعر والأظافر والأسنان والأعصاب.  
2. الطبقة الوسطى: ومنها تتكون العظام والعضـلات والجهـاز البـولي والجهـاز الدوري.  
3. الطبقة الداخلية: ومنها يتكون جهاز الغدد والقناة الهضمية وجهاز التـنفس (عريفج ،1993: 59-60). 

• الشهر الثاني: 

أنظر الصورة في الصفحة 102ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

خلال الشهر الثاني يظهر الجنن أكر شبهاً بالإنسان، ويظهـر بدايـة تشـكيل ذيـل قصر يتطور مستقبلاً ليشكل العمود الفقري للطفل.  

وفي منتصف الأسـبوع الخـامس تتشـكل عدسـات العينن، وفيه تتشـكل الأذنـن بشـكل جيـد، ويتطـور الهيكــل العظمــي، وتبنــى الأطــراف خاصــة الــذراعن ،حيث تظهر أولاً، ثم اليدين، ثم الأظافر (كبزوغ وليس كتطور كامـل) ويتبـع ذلـك تطـور مـو الـرجلن بعـد الذراعن بأيام، أما تطور الدماغ فإنه يتسارع في الشهر الثاي، وخلال الأسـبوع السـابع والثـامن مكـن تتميـز الجنن من حيث الجنس سواء أكان ذكراً أو أنثى.  

• الشهر الثالث:  

أنظر الصور ة في الصفحة 102ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

يستمر النمو للأجزاء التـي تشـكلت أولاً ويصـبح هناك تنسيقاً أكـر بـن الجهـاز العصـبي والعضـلات ،والذي يعطـي الجنـن حريـة الحركـة داخـل السـائل المائي، إذ يبـدأ بانحنـاءات الجسـم، وحركـة الـرجلين ،  

الصفحة102

وكذلك يبدأ الجهاز الهضمي بالعمل لإتاحة الفرصـة للجنـن بالتغذيـة، ويبـدأ جـنسالمولــود بــالتايز أكــر فــأكر بواســطة الأجهــزة (Ahrasound) (الضامن ،125:2005)  

• الشهر الرابع:   

أنظر الصور ة في الصفحة 103ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

تتطور العضلات لدى الجنن، وتشعر الأم بحركتـه وبالإمكان ساع دقات قلبه بساعة الجنن، أو  جهـاز فوق صوي، جلده رقيق مغطى بشعر خفيف (زغب).  

• الشهر الخامس:  

)أنظر الصور ة في الصفحة 103ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

تتطور فيه وتنمو الأصابع وتظهر الأظـافر ويظهـر الشعر في رأسه.  

• الشهر السادس:   

 يكسو جلد الجنين طبقة دهنية وتظهر عنده الرموش والحاجبان. في نهاية الشهر السادس يكتمل بناء الجنن، وهذه أقل مدة للحمل.  

 قــال تعــالى: ﴿ وَحَمْلـُـهُ وَفِصَــالهُ ثـَلَاثـُـونَ شَــهْرًاً﴾ [الأحقاف: آية ،51]  

 وبما أن فترة الرضاع 24 شهراً فتكون أقل مدة للحمل 30 - 24 = 6 أشهر،وهذه معجزة للقـرآن في تحديـد أقل مدة للحمل!  

• الشهر السابع:   

  إن ولــد الجنــن في نهايــة هــذا الشــهر يســمى بالخــداج وبالإمكــان أن يتــنفس   عنــد ولادتــه كــا يســتطيع فــتح عينيــه ولكــن فرصــته لاســتمرارية الحيــاة قليلــة إذ 

الصفحة103

  يحتاج إلى العناية والرعاية الخاصـة، وتوجـد في مستشـفيات الـولادة أقسـام للعنايـةالمركزة بالمولود الخداج حيث يحتوي على حاضنات صناعية تحل محل رحم الأم.  

• الشهر الثامن:   

تكون عظام الجنن جيدة التكوين ولكنها هشة، وجلده مجعـد ومكسـو بطبقـة دهنية رقيقة.  

• الشهر التاسع:   

يكتمل نمو الجنين وتعمـل جميـع أعضـائه بصـورة جيـدة وعنـد الـولادة يتحـرك جسمه بحيوية ويسمع بكائه بوضوح (فضة وآخرون ،2002: 28-9).  

الخلاصة: 

من خلال ما سبق يمكن ملاحظة ما يلي:

• الشهر الأول والثاني من عمر الجنين هي فترة بناء وتكوين يلزم فيها اهتمام خاص بالأم والجنين في كافة النواحي المتعلقة بالجانب النفسي والتغذية على وجه الخصوص.
• الشهر الثالث والرابع يكون النمو سريعاً وفيهما تتمايز أجزاء الجسم المختلفة وتتهيأ للقيام بوظائفها المتعددة والمختلفة.
• الشهر الخامس والسادس تتكامل فيهما معالم جسم الجنين حتى إذا ولد في الشهر السادس تمكن من الحياة.
• الشهر السابع والثامن والتاسع تكون الزيادة كمية بمعنى زيادة في الحجم والشكل والوزن، وهذا يؤكد أن كافة أجهزة الجسم تكون مكتملة في هذا الوقت ويكون الجنين في حالة استعداد للعيش في الظروف الطبيعية خارج الرحم. 

الصفحة104

  ثانياً: مرحلة الولادة:  

تعتبر الولادة حدثا مها نظراً للتأثرات التي يتعرض لها الوليـد في أثنائهـا خاصـة إذا حدث تعر فيها أو إصابة أثنائها. ويحسـن –خاصـة في الـولادة الأولى- أن تـتم في المستشفى وتحت الإشراف الطبـي، وأن تعـد الأم الحامـل جسـميا ونفسـيا ومعرفيـاً لهذه العملية ويجب عمل حساب الطوارئ فقد يحدث ميلاد مبكر بعد سبعة أشـهر من الحمل وهذا يستوجب رعاية شاملة خاصة مثل الحاجة إلى الأكسجين...إلخ، وقد يحدث تعر في الولادة كا في حـالات الوضـع الشـديد للجنـن في الـرحم أو في حالـة ضيق قناة الولادة أكر من اللازم، وقد تتم الولادة بالاستعانة بـالآلات مـا قـد ينـتج عنه كسر في أحد العظام أو الحبل الشوي مثلاً، وقد تستحيل الـولادة إلا عـن طريـق إجراء العملية القيصرية، وقد تحدث الوفاة في بعض الحالات النادرة.  

وهكذا نجد أنه بعد مام عملية الولادة يجب أن يتم فحص طبي شامل لكل من الأم والوليد، فبالنسبة للوليد لا بد أن تبدأ عملية التـنفس فـوراً، وأن يتأكـد الطبيـب من خلوه من التشوهات والعلامات المرضية... الخ وبالنسـبة لـلأم يجـب التأكـد مـن سلامتها بعد عملية الوضع (العمرية ،2005-2007).  

 والولادة عملية انتقال من بيئـة الـرحم إلى العـام الخـارجي، وهـي انتقـال مـن الاعتاد الكامل على الأم إلى الاستقلال النسبي، فبعد أن كان الجنن يعتمد على أمـه في تنفسه وغذائه يبدأ الوليد يستقل بأمر نفسه وغذائه، فلا داعي إذن للحبل السري لذلك يقطع بعد الولادة مباشرة، وتعتبر عملية الولادة في حد ذاتها أمـر هـام يتحـدد فيه الكثر من الأمور المتعلقة بالأم والجنـن وذلـك لأن حـدث الـولادة ينتابـه بعـض الصعوبات أحياناً لذا كان لا بد من الاهتام بعملية الولادة بشكل كبر، وإعطائها ما تستحق من الاهتام والرعاية لما يترتب على الإهال مـن مخـاطر عـلى الجنـن والأم معاً.  

الصفحة105

أنواع الولادة:  

يتحدد نوع الولادة لدى المرأة بأمور عدة مثـل : حالـة الأم الصـحية، وحالـة الأم النفسية، وطبيعة وجود الجنن في رحم الأم هل يتجه الاتجـاه الطبيعـي الـذي يتـيح عملية ولادة طبيعية وسهلة وآمنة له وللأم وكذلك حجمه وحجم رأسه، وعدد مـرات الولادة السابقة  ونوعها، والصحة العامة للجنن، وغرها من الاعتبارات التي لا بد أن تؤخذ بالحسبان قبل اصدار قرار بنوع الولادة التي يجب أن تتم بها عمليـة الـولادة ،وهذا ما يقرره المختصن بالتشاور مع الأم .  

هناك ثلاثة أنواع من الولادة سنتناولها بإيجاز فيا يلي:  

1. الولادة الطبيعية:  

وفي هذا النوع من أنواع الولادة يحدث انزلاق للجنن من الرحم والـبروز برأسـه أولاً ثم باقي جسمه.  

1. الولادة الآلية:  

يحدث أحيانا أن يكون حجم الجنن كبراًً، ما يعيق انزلاقه من رحم أمه، أو قـد يكون في وضع معترض في بطن أمه، وهذا يعيق انزلاقه أيضاً، عنـدها يضـطر المشرف على الولادة إلى استعال الآلة للولادة، مثل جهـاز الشـفط، وهـذه الـولادة محفوفـة بالمخاطر، فمن الممكن أن يصاب دماغ الجنن أو أي عضو من أعضـاء جسـم الجنـن بتلف نتيجة عملية الشفط. 

1. الولادة القيصرية:  

يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى شق بطن الأم لإخراج الجنن وذلك في الحالات التي تتعسر فيها الولادة الطبيعية وهذه العمليـة تسـمى العمليـة القيصريـة، وعـلى الرغم من أنها ولادة غر اعتيادية إلا أنها أقل خطراً على حياة الطفل وعلى حياة أمه من الولادة بواسطة استخدام الآلة. 

الصفحة106

"إن لنوع الولادة تأثر مؤقت أو دائم على المولود، وقد يكون هذا التأثر بسـيطاً أو خطراً ومن الجدير بالذكر أن تأثر نوع الولادة على معاملة الأم تجاه ابنهـا يـؤدي إلى التطرف في حاية الأم لطفلها إذا كانت ولادته عسرة، ورما كان ذلك لأن الأم قـد عانت من الولادة فهي تبذل جهدها كله لي تبعد الطفل عن كل خطـر يتعـرض لـه وتزداد مثل هذه الحاية الزائدة إذا كان الطبيب قـد حـذر الأم مـن إنجـاب أطفـال آخرين، وإذا كـان الطفـل قـد تعـرض لـبعض الأخطـار الكبـرة أثنـاء الـولادة بحيـث أصبحت حياته مهددة فإن تأثر الأم وعطفهـا عليـه قـد يهـدد إقامـة علاقـة سـليمة بينها، وبذلك تتأثر حياة الطفـل الانفعاليـة والاجتاعيـة وتتـأثر شخصـيته، أمـا الأم التــي تلــد أطفالهــا ولادة طبيعيــة فإنهــا تبقــى معتدلــة في حايتهــا لأطفالهــا وهــذا يساعدهم في تطوير شخصياتهم "(سارة وآخرون ،69:1993)   

وسوف نعرض لبعض الصور التوضيحية لأنواع الولادة ليتضح من خلالهـا الـولادة الطبيعية، والولادة باستخدام الآلات والحـالات التـي تسـتدعي اتخـاذ قـرار بـالولادة القيصرية  وهي كالتالي:  

-(أنظر الصور من الصفحة106  إلى 110 ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

الصفحة107

-)أنظر الصورتين في الصفحة 111ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

أهمية حادثة الولادة :

حادثة الولادة مهمة بشكل عام لكل من الطفل والأسرة بشـكل رئـيسي، فالطفـل انتقل من عام الرحم الذي كان يعتمد فيه على الأم بشـكل كامـل ولا يقـوم مجهـود للحصول على متطلباته لكنـه اليـوم وبعـد الـولادة أصـبحت البيئـة متغـرة وسـلوكه للحصول على متطلبات الحياة متغر كذلك، إذن هو بحاجة لكـل مـن حولـه خاصـة الأم، التي هي مصدر الغذاء والحنان والرعاية والأمن بالنسبة للطفل.  

أما أهمية حادثة الولادة للأسرة فتتمثل باستعداد الأسرة النفسي والمـادي لوجـود شخص جديد يفترض أن يكـون مقبـولاً لـديها وعليهـا القيـام بتلبيـة كافـة متطلباتـه المادية والنفسية وسوف نعرض هذه المتطلبات بشيء من الإيجاز كالتالي:  

• الاستعداد النفسي والانفعالي والعاطفي لاستقبال الطفل الجديد.  
• الاســتعداد المــادي الاقتصــادي الــذي يعنــي وجــود شــخص جديــد في الأسرة بحاجة لمتطلبات متعددة مثل زيادة موازنة الأسرة، لكن هـذه الاحتياجـات  

الصفحة111

لا بد ألا تقلق الأسرة فقد تكفل الله - سبحانه وتعالى- برزق أبنائها. فالله تعالى يقول في كتابه العزيز: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام: 151].

وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنْ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْنَا كبيراً) [الإسراء:31]. 

• إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بشكل دوري.  
• العناية بالطعام والشراب والملبس والنظافة والنوم.  
• تهيئة الأطفال الموجودين في الأسرة لاستقبال الطفل الجديد.  
• تخصيص وقت لملاعبة الطفل ومداعبته لما لذلك من مردود نفسي عليه.  
• توفر الجو المناسب للنوم، فالطفل ينام (80%) من اليوم.  
• تنظيم أوقات الرضاعة الطبيعية للطفل وجعل وقت الرضاعة كافيـاً لإشـباع حاجته للطعام.  
• عدم اللجوء للرضـاعة الغـر طبيعيـة إلا في حـالات خاصـة وبعـد استشـارة الطبيب المختص. 

ثالثاً: مرحلة الرضاعة:  

يقول تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهُنَا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ([لقمان:14].

تبدأ مرحلة الرضاعة " مـن لحظـة المـيلاد وحتـى نهايـة السـنة الثانيـة". تـرتبط عملية الرضاعة مجموعة من الأفعال المنعكسة الفطرية، زود الـلـه بها الوليد حتـى يبدأ مشواره في الحياة بنجـاح، ومـن هـذه الأفعـال الفطريـة انعكـاس المـص الـذي يساعد الطفل في العثور على حلمة الثدي وعندما يجدها يقـوم بحركـة المـص التـي يسحب بها اللن من ثدي الأم وفي نفس الوقت الضغط على الحلمـة باللثـة ضـغطاً يدفع به اللن إلى الخارج، ثـم تـأي عمليـة البلـع، وهـي عمليـة معقـدة تحتـاج إلى 

الصفحة112

تنسيق بن البلع والمص والتنفس معاً وتتم عملية البلع في فترة التوقف بـن الشـهيق والزفر ولي يحتفظ الوليد بتيار اللن غر متقطع مع عدم الإخلال بالتنفس فقد زود الـلـه الوليد بقدرة على البلع ثلاثة أمثال القدرة عند الراشدين (سرية ،65:2004).  

وتعد مرحلـة الرضـاعة والمرحلـة التـي تليهـا أهـم مراحـل الطفولـة، لأن هاتـان المرحلتان تشكلان أساس مـو وتكـون الشخصـية، فـإذا كانـت عوامـل النمـو سـليمة وملامة كان مو الشخصية سوياً، وإذا كان النمـو قـد تـأثر بعوامـل سـلبية كـان مـو الشخصية لدى الطفل مضـطربا غـر متوافـق، وتعـد مرحلـة الرضـاعة أيضـاًً مرحلـة انطلاق القوى الكامنة وهي مرحلة الانجـازات الكبـرة للنمـو، حيـث تشـهد مـواً في مختلف المظاهر الجسمية، الفسيولوجية، الحركيـة، الحسـية والعقليـة لـدى الطفـل والاعتاد النسـبي عـلى الـنفس والاحتكـاك الاجتاعـي بالعـام الخـارجي، والتنشـئة الاجتاعية ويتم فيها الفطام، وفيها أيضاً تنمو الذات ويتكـون مفهـوم الـذات الـذي يعد الحجـر الأسـاسي للشخصـية وبهـذا تعـد هـذه المرحلـة مرحلـة اكتشـاف العـام الخارجي (همشري ،2003: 89، 90).  

ونظراً لأهمية مرحلة الرضاعة فإن المجتمع يتوقع مـن الطفـل في هـذه المرحلـة عدة سلوكيات وهي كالتالي:  

1. تعلم المشي.  
2. انقطاع الطفل عن الرضاعة وتعلم تناول الطعام الصلب والجـاف عـلى حـد سواء. 
3. تعلم الكلام. 
4. يتكون لديه مفهوم دوام الشيء أي وجود بقائه ولو غاب عن ناظريه. 
5. إقامة علاقة بالأشخاص ممن هم حوله. 

الصفحة113

الرضاعة الطبيعية:   

الرضاعة الطبيعية هي أكر طرق تغذية الرضيع سلامة وفائدة.   

وتؤكد معظم البحوث الطبية والنفسية أفضلية الرضاعة الطبيعية عـلى الرضـاعة الصناعية، وتشر إلى التأثر الأفضل للرضاعة الطبيعيـة في مظـاهر النمـو مثـل النمـو العقلي والمعرفي، وجلاء حاسة البصر خلال العـامن الأولـن مـن حيـاة الطفـل (جـن جولدينج وآخرون Golding et al.، 1997) وتعتـبر الرضـاعة الطبيعيـة أفضـل أنـواع الرضاعة لما يحتويه لن الأم مـن عنـاصر غذائيـة هامـة ومفيـدة للرضـيع ومكننـا أن نوجزها فيا يلي:  

العناصر المكونة لحليب الأم الطبيعي:  

1-البروتين:  

له أثر في مـو الطفـل وتطـور المـخ، ويكـون البروتـن متـوفراً بشـكل مناسـب في الحليب الطبيعي، أما نسبته في الحليب الصناعي تكـون أقـل بكثـر ولا تتـأثر نسـبة البروتن في حليب الأم بالغذاء الذي تستهلكه، بل تبقى نسبته ثابتة تقريباً.  

2-الدهون:  

 تشكل الدهون المصـدر الـرئيسي للطاقـة عنـد الطفـل، وتتـأثر نسـبتها بالنظـام الغذاي للأم وتكون نسبتها في بداية الرضاعة منخفضة، ثـم تـزداد نسـبتها في حليـب الأم بالتدريج حسب حاجة الطفل.  

3-الحديد:  

 يسهل امتصاص الحديد المتوفر في حليب الأم بسهولة من قبل أمعـاء الطفـل إذ مــتص معــدل (49%) منــه، لأن الحليــب يــوفر عوامــل محولــة خاصــة تســاعد عــلى الامتصاص.  

الصفحة114

   وتبلغ نسبة امتصاص الحديد في الحليب الصناعي (40%) وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بنسبته في حليب الأم الطبيعـي، فالأطفـال الـذين يعتمـدون في رضـاعتهم على حليب الأم الطبيعي نادراً ما يحدث لديهم فقر دم نـاتج عـن نقـص الحديـد في الأشهر الأولى (الهنداوي ،2005: 133، 132)، حيث تعتبر هذه الفـترة مهمـة في حيـاة الوليد، وفي تكوينه الجسمي، والعقلي، والانفعالي، وغره من جوانب النمو.  

فوائد الرضاعة الطبيعية وآثارها:  

ثمة فوائد جمة للرضاعة الطبيعية، ومكن الحديث عنها في النقاط التالية:  

1. حليب الأم موجود بشكل طبيعي ولا يحتاج لتكلفة مالية.  
2. متوفر بالنهار والليل ولا تحتاج الأسرة إلى بذل الجهد لتوفره.  
3. سهل الهضم ويحتوي على العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجهـا الطفـل في الأشــهر الأولى مــن مــوه، فحليــب الأم يحتــوي عــلى كميــة البروتينــات ونوعيتها الأمثل اللازمة للهضم ويحتوي على كمية الأمـلاح المعدنيـة بـالكم والنسب الموافقة لاحتياجاته كما يحتوى الفيتامينات الضرورية.  
4. يحتوي حليب الأم على أجسام مناعية تقي الطفل من الأمراض.  
5. حليب الأم نظيف ومعقم، وحرارتـه مناسـبة للرضـيع، واقتصـادي، ويحـوي كميات كافية من الماء تقي الطفل من مخاطر الجفاف.  
6. الرضاعة الطبيعية تعمل على تقوية عضلات فم الطفـل مـا يسـاعده عـلى التكلم بسهولة وبسن مبكر.  
7. يقلل احتال إصابة الأم بسرطان الثدي، وذلك لأنها تقـوم بعمليـة الإرضـاع التي تخلصها من الحليب الموجود في الثدي بشكل طبيعي.  
8. حليب الأم لا يتعرض لتلوث حيث إنه يخرج من الأم إلى الطفل مباشرة.  

الصفحة115

1. أنه يقرب الاتصال النفسي بـن الأم والطفـل الرضـيع، وبهـذا ترسـخ عاطفـة الأمومة والبنوة بالرباط المتن الصادق الصحيح.   

الرضاعة الطبيعية = طفولة سعيدة، أم سعيدة  

تعتبر عملية الرضاعة مهمة للطفل ومهمة للأم لعدة اعتبارات وهي كالتالي:  

• الرضاعة مهمة لغذاء الطفل وموه من الناحية العضوية حيث إنها توفر لـه الغذاء اللازم لعملية النمو.   
• الرضـاعة مهمـة كـذلك للطفـل مـن الناحيـة النفسـية فهـو يشـعر بــالقرب والحنان من أمه كا يشعر بالثقة بالعام المحيط الذي يوفر له الغذاء.  
• الرضاعة مصدر للأمن والحنان والعطف والرعاية.   
• تعتبر عملية الرضاعة مهمة للأم حيـث تسـاعدها عـلى إفـراز اللـن بشـكل طبيعي، حيث إنه لو بقي دون إفراز فإنه سيؤذي الأم.  
• الأم من خلال عملية الرضاعة تمارس غريزة الأمومة.   

أسلوب الإرضاع:  

ينصح الخبراء النفسيون الأم المرضعة بأن تجعل الأطفال في حجرها أثناء الرضاعة ولو كان اصطناعيًا فتضعه قريباً من صدرها، وتحيطه بذراعيها  كـا لـو كـان يرضـع رضاعة طبيعية من ثدييها، وتتابع النظر إليه وتبادله النظر  بعينيها.  

أما إذا كانت ترضع وليدها مـن الثـدي فعليهـا أن تتجنـب في إرضـاعه حالاتهـا الانفعالية وما يعتريها من غضب أو حزن وما يشبهها، وبخلاف ذلك عليها أن تقـدم لوليدها مأدبة شهية من لبن سائغ (لذة للشاربن) (السبيعي ،73:1997).  

  الصفحة116

تعليمات مهمة للأم عند القيام بإرضاع الطفل: 

• عليها أن تتذكر أنها تغذي أغلى كائن على قلبها وتحلم بنموه ونضجه.
• أن تركز ذهنها في إرضاعه وتطرد عنها الشواغل والانفعالات. 
• أن تسعى كي تكون في لحظات الإرضاع مرتاحة (الجسم والنفس).
• أن لا تكون الرضاعة عملية لإسكات الطفل عند البكاء.
• أن ترضعه في أوقات معلومة ومنتظمة حسب طبيعة حاجته ونموه. ألا تمارس عملاً آخر أثناء عملية الرضاعة.
• عليها أن تحمي خده وتسند رأسه وأذنيه بكفها ودفء يدها. 
• تثبت عينها عليه فإنها تتيح له مزيداً من الأنس فيشعر أنه يتغذى منها.
•  عليها أن تتحدث معه بكلمات لطيفه أثناء إرضاعه.

العوامل التي تعيق عملية الرضاعة الطبيعية:  

عوامل تتعلق بالأم، وهي: 

1. عوامل كفاية حليب الأم. 
2. وجود مشكلات في الثدي كالتهـاب الثـدي، تشـقق الحلمـة، صـغر الحلمـة ،الحلمة المسطحة أو المنبسطة، وجميع هذه الاضـطرابات قابلـة للعـلاج إذا قدمت العناية اللازمة لذلك فهي تعتبر عوائق مؤقتة. 
3. تناول الأم الأدوية التي تضر بالحليب وتضر بالطفل. 
4. حمل المرأة أثنـاء الرضـاعة والسـبب يعـود إلى عـدم قـدرة الأم عـلى تـوفر الغذاء الكافي لها وللجنن وللطفل الرضيع، ولهذا يجب البدء بعملية الفطام تدريجياً. 
5. إصابة الأم بأمراض مكن أن تتضاعف وتؤثر على الطفـل الرضـيع أو بسـبب العلاج الذي تأخذه للمرض المزمن مثل:  

الصفحة117

أ-الأمراض المزمنة كالسكري، السرطان، أمراض القلب الخطرة. 

 ب- الحمى الشديدة مثـل: حمـى التيفوئيـد وحمـى النفـاس، التهـاب القصبات الحاد.  

        ج- إصابة الأم بأمراض عقلية أو مرض الصرع أو الهسـتريا والتـي      قـد تؤدي إلى حدوث الضرر للطفل أثناء عملية الرضاعة. 

عوامل تتعلق بالطفل، وهي:  

1. عدم قدرة الطفل عـلى المـص كحـالات الطفـل الخـديج أو الطفـل المصـاب بأمراض الجهاز العصبي.  
2. إصابة الطفل مرض خلقي ما يجعله غر قادر على القيام بعملية الرضـاعة كحالات صام القلب وأمراض الجهاز التنفسي.  
3. إصابة الطفل بتشوهات تعيق عملية المص كوجود ثقب في سقف الحلق أو وجود الشفة الأرنبية. 
4. عوامل اجتاعية مثل : 
5. عمل الأم خارج البيت.  

               ب-حالات الطـلاق وغرهـا وفي هـذه الحـالات مكـن     الاسـتعانة بالرضـاعة الاصطناعية.  

أهم مظاهر النمو في مرحلة الرضاعة:  

1. النمو الجسمي:  

• يتسارع مو الطفل في هـذه المرحلـة فبعـد أن كـان وزنـه (2.5 – 3.5) كيلـو جرام فإن وزنه يصل إلى 9() كيلو جرام مع نهاية السنة الأولى، ويزداد طولـهإلى (75سم)، وتتغر نسبة حجم الرأس إلى الجسم فتقل عن الربع بسبب نموالجسم من الأسفل.  

الصفحة118

• تظهر الأسنان اللبنية منذ الشهر السادس ويصبح عددها(16سـناً) في نهايـة مرحلة الرضاعة (سنتان).  
• تنمو عضلات الطفل وعظامـه في الحجـم لا في العـدد وتـزداد طـولاً وحجـماً وقوةً.  

1. النمو الفسيولوجي:  

في هذه المرحلة المهمة مـن حيـاة الطفـل تنمـو قـدرة أجهـزة الطفـل عـلى أداء وظائفـها فعلى سبيل المثال: ينمو الدمـاغ فبعـد أن كـان وزنـه عنـد الـولادة تقريبــاً (370 جرام) يصل وزنه في نهاية المرحلة إلى( 1 كيلو جرام)، كما تزداد قـدرة الأجهـزة العصبية والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي على العمل، ويتمكن الطفـل مـن عمليـة الإخراج والتحكم فيها، وتقل عدد ساعات النوم عنـد الطفـل فبعـد 

أن كـان ينـام مـا  يقارب (80%) من ساعات اليوم فيصبح في هذه المرحلة بحاجة إلى ( 13سـاعة) مـن النوم.  

1. النمو الحركي:  

تتطور حركات الجسم في هذه المرحلة، ومن مظاهرها أنه يتمكن مـن الجلـوس ،والحبو والوقوف، ثم المشي، ويكون ذلك بشكل تدريجي.  

1. النمو الحسي:  

يحدث تطورا ملحوظاً على النمو الـحسي في هـذه المرحلـة في جوانبـه المتعـددة وهي كالتالي:  

• حاسة البصر: 

بعد أن كان الوليد لا يتمكن من مييز الأشياء التي أمامه في بداية المرحلـة ،وكذلك ليس لديه القدرة على رؤية الأشياء الدقيقة. 

ففي نهاية هـذه المرحلـة يصـبح الطفـل قـادراً عـلى الرؤيـا فـرى الأجسـامالمتحركة، والأشياء الدقيقة، ويـزداد لديـه التـآزر الحـري الـبصري، ويـتمكن 

الصفحة119

من التقاط الأشياء الدقيقة، ولكن بصره ما زال متـأثراً بطـول النظـر، حيـث يتمكن من رؤية الأشياء البعيدة والكبرة بشـكل أفضـل مـن رؤيـة الأشـياء القريبة والدقيقة.  

• حاسة السمع: 

 يلد الطفل ولديه القدرة على الاسـتاع، وتتطـور حاسـة السـمع لـدى الطفل فيصبح لديـه اسـتجابة للأصـوات التـي يسـمعها، ويـتمكن مـن التمييز بن صوت الأم، وصوت الأب، وغره من الأصوات وذلـك بشـكل تدريجي.  

• حاسة اللمس: 

 تعتــبر حاســة اللمــس مــن الحــواس الأكــر نضــجاً في مرحلــة الرضــاعة  حيث يـتمكن الطفـل بواسـطتها مـن عمليـة الرضـاعة الطبيعيـة وتتركـز في الشفتن.  

1. النمو العقلي:   

"يصف بياجيه النشاط العقلي للرضيع بأنه نشـاط حسي حـري، حيـث يكـون في نهاية مرحلة الرضاعة قادراً على حل المشكلات البسيطة، واستخدام أسلوب المحاولـة والخطأ ويكون قادراً على التفكر التصوري بشكل بسيط وبداي، وتزداد قدرتـه عـلى التمييز بن المثرات، وتزداد قدرته كذلك على التذكر" (عريفج ،1993: 20).  

1. النمو اللغوي: 

تنمــو لغــة الطفــل بشــكل سريــع حيــث تتطــور لغتــه مــن الصراخ والأصــوات العشوائية إلى أن يتمكن من نطق الكلمة الأولى مع نهاية السنة الأولى ثم بعـد ذلـك يتمكن من نطق الجملة القصرة المكونة من كلمتن والتي تـدل عـلى حاجـة الطفـلوذلك في سن مانية عشر شهراً وفي نهايـة المرحلـة يكـون قـد بـدأ بالاسـتعداد لنطـقالجملة القصيرة. 

الصفحة120

1. النمو الانفعالي:  

تتميــز انفعــالات الرضــيع بأنهــا حــادة وعنيفــة ومتغــرة، وذلــك بســبب ارتبــاط انفعالاته بحاجاته الأساسـية مـن مأكـل ومشرب ونـوم ونظافـة، فـإذا تـوفرت هـذه المتطلبات تتغر الحدة والعنـف فتصـبح هـدوءاً وراحـة تظهـر عـلى الطفـل بشـكل واضـح، وكلـا زادت حركـة الطفـل وتنقلـه، واحتكاكـه بـالآخرين مـن حولـه، تــزداد انفعالاته تطورا، وتمايزا، وثباتاً.  

1. النمو الاجتاعي:  

يرتبط النمو الاجتاعي ارتباطا وثيقاًً بقدرة الطفل على الاستجابة، والتفاعل مـع المحيطن به ففي عمر ( 6شهور) يستطيع الطفل مداعبة من حوله، وفي السنة الأولى يستطيع التمييز بن الأشـخاص المحيطـن بـه. وفي نهايـة هـذه المرحلـة يبـدأ بإقامـة علاقات محدودة جـداً مـع الأطفـال فيلعـب بجـانبهم، ولكنـه لا يشـاركهم الألعـاب فالطفل يتصف في هذه المرحلة بالتمركز حول الذات.  

تعريف التمركز حول الذات :  

 يمكن تعريف التمركز حول الذات بأنه رغبة الطفل في ملك    الأشياء ومحاولـة اشباع رغباته المتعددة دون النظر الى رغبات أقرانه أو إخوانه .  

فالطفل في هذه المرحلة يحب اللعب الفردي ويحب امتلاك الأشياء مـن ألعـاب وغرها لنفسه ويعمل على إشباع حاجاته ورغباته الشخصية دون النظر إلى حاجـات ورغبات الأطفال مـن حولـه، ولكنـه يـتخلص مـن هـذه الحالـة كلـا زادت علاقاتـه الاجتاعية مع كبر سنه.  

الصفحة121

الخلاصة :

• تعتبر مرحلة الرضاعة من المراحل المهمة في حياة الطفل فهي أسرع مراحل النمو بعد المرحلة الجنينية.
• على الأسرة أن توفر الأجواء النفسية اللازمة لنمو الطفل في الجوانب المتعددة الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية واللغوية وغيرها.
• توفير الغذاء اللازم للطفل والعناية الصحية به من خلال المحافظة على نظافته وتوفير سبل الراحة له.
• تدريب الطفل على الوقوف والمشي في الوقت الذي يكون فيه قادراً على ذلك مع ملاحظة ضرورة عدم قيام الأسرة بإجبار الطفل على الوقوف، أو المشي قبل عملية النضج الجسمي الكافي حيث من الممكن أن تؤدي عملية الإجبار إلى ردة : فعل عكسية عند الطفل وتأخر الوقوف والمشي خاصة إذا تعرض الطفل لحادث مؤلم أثناء عملية التدريب.
• تدريب الطفل على ضبط عمليتي الإخراج والتبول ومن الممكن بداية عملية التدريب على الإخراج في سن )6 إلى 9 شهور (والتدريب على ضبط عملية التبول في نهاية العام الأول.
• عدم إجبار الأطفال في هذه المرحلة على رؤية الأشياء الدقيقة والصغيرة لأنهم ما زالوا يعانون من مشكلة طول النظر ويجب تشجيعهم على تنمية حاسة اللمس التي تكون أقدر الحواس على العمل في هذه المرحلة.
• إتاحة الفرصة للطفل على ممارسة هواية حب الاستطلاع والتعرف إلى الأشياء وتوفير الألعاب المساعدة التي تمكن الطفل من اكتشاف العلاقات بين الأشياء وذلك لزيادة قدرته العقلية.
• تشجيع الطفل على التعبير على نفسه بحرية وعدم الحديث مع الطفل بلغة الطفولة، بل يجب العمل على تعديل لغة الطفل لكي تتناسب مع اللغة السليمة والصحيحة. 
• تعويد الطفل على القيام بالأنشطة والأعمال بنفسه ما أمكن ذلك وعدم تعويده على الاعتماد على الآخرين في قضاء حاجاته.

الصفحة122

• تشجيع الطفل على اللعب الجماعي، ومشاركة أقرانه حتى نعوده على التخلص من ظاهرة التمركز حول الذات بشكل تدريجي بعيداً عن الإكراه والإجبار حتىلا تتولد حالة من العناد لدى الطفل .

  رابعاً: الفطام:   

يقول تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالدِيهِ حَمَلَتْهُ ُّ أمُـهُ وَهْنًـا عَـلَى وَهْـنٍ وَفِصَـالهُ فِي عَامَنِ أنِ اشْكُرْ لِي وَلوِالدِيكْ َّإِلَي المَصِرُ﴾ [لقان14 :].  

تعريف الفطام :  

الفطام هو انقطاع الطفل عن الرضاعة الطبيعية واستبدالها بالأطعمة الأخرى.  

تتم عملية الفطام في نهاية السنة الثانية من حياة الطفل، وذلك ليتمكن الطفـل من تناول بعض الأغذية والأطعمة الصلبة التي تشبع حاجتـه إلى الطعـام، وتتناسـب مع طبيعة نموه .  

ولا بد عند القيام بعملية فطام الطفل من مراعاة أمور مهمة متعددة وهي كالتالي:  

1. أن يكون الطفل متمتعاً بالصحة الجسمية والنفسية عند الفطام.  
2. أن تبدأ عملية الفطام بشكل تدريجي وغر مفاجئة للطفل بحيث يقدم لـه الغذاء البديل أثناء عملية الرضاعة الطبيعية حتى يعتاد الطفـل عـلى ذلـك وتصبح عملية الفطام أسهل عليه من الناحية الجسمية والنفسية. 
3. أن لا تتم عملية الفطام إلا بعد الشهور الستة الأولى لا قبلها، وذلك لأهميـة الرضاعة الطبيعة في الشهور الأولى، ويفضل الفطام بعـد بلـوغ الطفـل سـن عامن.  
4. يجب أن يكون الفطام عن الرضاعة الطبيعية وألا يكون فطامـاً عـن الحـب والحنان والرعاية للطفـل، بـل يجـب مراعـاة الحالـة النفسـية للطفـل عنـد عملية الفطام، والاهتام به بشكل مناسب.

الصفحة123

1. يجب أن تتم عملية الفطام بهدوء دون انفعال أو قلق سواء من الأم أو من الأشخاص الآخرين.  
2. عدم تقديم وجبات غذائية زائدة عن حاجة الطفل عند عملية الفطام، بـل يجب أن يكون هناك توازناً في تقديم الوجبات الغذائية المناسبة. 

الصفحة124

أنظر أسئلة عن الفصل الرابع في الصفحة 125الضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة

أولاً: الطفولة المبكرة من(  2-6سنوات):  

مرحلة الطفولة المبكرة تقع ما بعد مرحلة الرضاعة حتى سن مـا قبـل المدرسـة ،وتعتبر الفترة التكوينية الحاسمة من حيـاة الإنسـان، حيـث يـتم فيهـا وضـع البـذور الأولى في مستقبل حياة الطفل، ففـي هـذه المرحلـة يسـتطيع الطفـل تكـوين فكـرة واضحة وسليمة عن نفسه، ومفهوما محدداً لذاته الجسمية، والنفسية، والاجتاعيـة ،وهي مرحلة مهمة في حياة الطفل لأن ما يحدث فيها من مو وما يكتسبه الطفل من معلومات ومهارات وعادات وسلوكيات يصعب تقومه أو تعديله في المستقبل، وذلك لأن المارسة المستمرة والمتكررة لسلوك معـن تزيـد مـن نسـبة ثبـات هـذا السـلوك وتزيد أيضاً من صعوبة تعديله.  

هذا وتعتبر هذه المرحلة من حياة الطفل مرحلة تكـون الشخصـية التـي تتبلـور معالمها شيئا فشيئاًً مع تقدم الطفل في العمر.  

ويطلق على هذه المرحلة مسميات عدة تبعاً لتعدد الأسس المعتمدة في تقسـيم دورة حياة الإنسان، فتسمى مرحلة ما قبل المدرسة أو مرحلة   رياض الأطفـال وفقـاً للأســاس التربــوي، وتســمى مرحلــة الطفولــة المبكــرة   (Early Childhood) تبعــاً للأساس البيولوجي، وتسمى مرحلة ما قبل التمييز وفقاً للأساس الشرعي.   

وتبرز أهمية هذه المرحلة من خـلال النمـو المميـز للطفـل في جميـع الجوانـب ،حيث تتجه مظاهر النمو المختلفة إلى التكامل ويصل الطفل إلى مرحلـة يكـون فيهـا  

الصفحة129

قادراً على الاتصال اللغوي والحركي في بيئتـه، كـا تكـون أجهزتـه قـادرة عـلى القيـام مختلف وظائفهـا (عـريفج ،77 :1993) وتتميـز هـذه المرحلـة مميـزات عامـة منهـا استمرار النمو بسرعة ولكن أقل من المرحلة السابقة، والاتزان الفسيولوجي، والتحكم في عملية الإخراج، وزيادة الميل إلى الحركة، ومحاولـة التعـرف عـلى البيئـة المحيطـة ،والنمو السريع في اللغة، ومو المهارات المكتسـبة سـابقاً، واكتسـاب مهـارات جديـدة ،والتوحــد مــع مــاذج الوالــدين ،وتكــوين المفــاهيم الاجتاعيــة، وبــزوغ الأنــا الأعــلى والتفرقة بين الصواب والخطأ، وتكـوين الضـمر وبدايـة مـو الـذات وازديـاد وضـوح الشخصية حتى تصبح واضحة المعام في نهاية هذه المرحلة (زهران 161 :1997).  

أبرز مظاهر النمو في مرحلة الطفولة المبكرة:  

• النمو الجسمي:  

 يتواصل النمـو الجسـمي السريـع في بدايـة هـذه المرحلـة، وتقـل سرعـة النمـو الجسمي تدريجيا حيث يصبح بطيئاًً في نهاية السـنة السادسـة، ويـزداد وزن الطفـل  معدل كغم واحد في السنة تقريباً مـع مراعـاة الفـروق الفرديـة لـدى الأطفـال، كـا يتزايد الطول، وتزداد عضلات الجسم وعظامه قوة وصـلابة، ويتكامـل عـدد الأسـنان اللبنية، والتي تأخذ في التساقط بعد ذلـك لتظهـر الأسـنان الدامـة مكانهـا (عـريفج ،90 :1993).  

 ويتضاعف وزن الدماغ حوالي ثلاث مرات عن وزنه عنـد الـولادة، كـا يكتسـب القدرة على العديد من السلوكيات، كالمشي، والتسلق، وصعودالدرج ونزوله،والتـآزرالحسي الحركي(الريماوي ،179 :1998).  

وينمو الرأس مـوا بطيئـاً، وفي نهايـة المرحلـة يقـترب مـن حجـم رأس الراشـد  ،وتتميز هذه المرحلة بنمو الأجهزة العظمية، إلا أن مو الهيكل العظمـي م يكتمـل بعد، رغم ازدياد موه عن ذي قبل من حيـث الحجـم والصـلابة، ويرجـع ذلـك إلى 

الصفحة130

نجاح الطفل في الحركات الكبرة وفشله في الحركات الدقيقـة (الخطيـب ،1999: 38-39) ويرجع ذلك إلى أن العضـلات الكبـرة تنمـو وتتطـور وتـزداد قـوة لكـرة حركـة الطفل وتنقله ولعبـه ألعابـا تتسـم بـالقوة كركـوب الدراجـة وهـذه الألعـاب تقـوي العضلات الكبرة مثل عضلات الفخذين. 

• النمو الفسيولوجي:  

ويقصد به تزايد نضج الجهاز العصبي، وقرب النسـب الجسـمية مـن تلـك التـي يكون عليها الكبار نتيجة لتسارع مـو الجـذع وأسـفل الوجـه والـرجلن قياسـاً بنمـو الرأس، والزيادة في قوة العضلات، والقـدرة عـلى إحـداث تـآزر بينهـا، وتنـاقص عـدد ضربات القلب وثباتها النسبي، وكـذلك تـزداد سـيطرة الطفـل عـلى أجهـزة جسـمه ،وتنمو قـدرتها عـلى القيـام بوظائفهـا فالـدماغ يصـل إلى (90%) مـن وزنـه الكامـل ،والعضــلات الكبــرة تقــوم بــدورها ومهامهــا، ويصــبح ضــبط عمليــة الإخــراج كــاملاً ،وتنخفض عدد ساعات النوم مع عدم اللجوء إلى النوم في النهـار، وتزيـد قـوة الجهـاز الهضمي على هضم الغذاء ومثيله (عريفج ،77 :1993) ويسر النمو العضلي في هـذه المرحلة بسرعة أكر من السرعة التي كانت تسر بها في مرحلة الرضـاعة، وهـذا يزيـد في وزن الطفل وتبقى العضلات الكبرة أسرع في موها من العضلات الدقيقـة، لـذلك فإن الأطفال في هذه المرحلة يقدرون على المشي والجـري والقفـز، وفي هـذه المرحلـة يبدأ عدد أكبر من الغضاريف في الهيكل العظمـي بـالتحول إلى عظـام صـلبة، ولكـن الهيكل العظمي يبقى غر ناضـج وتـزداد العظـام حجـاً وصـلابة في النمـو، ويصـبح التنفس أكر عمقـاً وأبطـأ مـن ذي قبـل وتتباطـأ نبضـات القلـب (سـاره وآخـرون ،  .(119:1993

الصفحة131

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• العمل على توفير الغذاء اللازم لعملية بناء العضلات والعظام لأنها في طور النمووالنضج.
• عدم تعريض الطفل لسوء التغذية لأنها تؤثر سلباً على نمو خلايا الدماغ في الحجم والوزن والشكل.
• العمل على توفير البيئة السليمة للطفل لكي يمارس نشاط اللعب بحرية وعدم إجباره على اختيار لعبة معينة مع مراعاة أن عضلات جسمه مازالت في طور النمو والنضج.
• توفير الأنشطة التي تعمل على تطور النمو العقلي لدى الطفل لأن الدماغ في هذه المرحلة يصل إلى (90%) من وزنه الطبيعي لذلك يتمكن الطفل من التمييز وإدراك المفاهيم واكتساب الخبرات والمفاهيم.

- النمو الحركي:  

يمكن تعريف المهارة بأنها إتقان ينمو بالتعلم، وقد تكون المهـارة حركيـة كـا في ركوب الدراجات أو لفظية كا في التسميع أو الكلام، أو خليط مـن الاثنـن كـا هـو الحال في الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسب الآلي.  

إن اكتساب الطفل للمهارات الحركية عامل مـن العوامـل الرئيسـية التـي تلفـت انتباهه إلى جسمه ومدى مطاوعة هذا الجسم لـه، مـا يتـيح نوعـاً مـن الرضـا عـن جسمه والاعتزاز به، ولنا أن نتصور أن الأطفال في هذه المرحلة الذين يكتسبون مثـل هذه المهارات إذا تعرضوا لعوائق جسمية ظاهرة أو خفيـة، لـن يكونـوا راضـن عـن أجسامهم، ومن المتوقع أن يعانوا بعـض مشـاعر الـنقص وهـم يشـاهدون أنـدادهم يلعبون ومرحون (الرماوي ،182 :1989).  

الصفحة132

  وينتقل الطفل إلى هـذه المرحلـة وهـو مسـلح بطاقـة متزايـدة تتمثـل عـادة في ســهولة حركــة العضــلات الكــبرى، مــا تتــيح لــه قــدرا كبــراً مــن المشي والجــري والتسلق(الطيب وآخرون ،84 :1981)، وقـد يضـيق الأهـل بهـذا النشـاط الزائـد مـن جانب الطفل، ومن ثم توضع الضوابط لتقليل هذه الحركة ما يسبب ضيقا شـديداً للطفل . ولذلك ينبغي أن نوجه هذه الطاقة الحركية في اللعب المنظم، أما العضـلات الدقيقة فلا تصل إلى درجة النضج ما يـؤدي إلى عـدم مقـدرة الطفـل عـلى التقـاط الأدوات بسهولة.  

-)أنظر جدول يوضح تطور مظاهر النمو الحركي  في الصفحة 133ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة (.

الصفحة133

العوامل المؤثرة في النمو الحركي:   

• تؤثر حالة الطفل الجسمية والصحية في نموه الحـركي، فكلـا كانـت أعضـاء جسمه سليمة وطبيعية كلا مكن من القيام بالأنشطة والفعاليات الحركية على أكمل وجه، أما إذا كانت هنـاك عيـوب جسـمية أو عضـلية فـإن ذلـك سيؤثر على مـوه الحـري وعـلى قدرتـه عـلى القيـام بالأنشـطة والفعاليـات الحركية التي من المفترض أن يقوم بها في هذه المرحلة العمرية.  
• وتؤثر القدرة العقلية على حركة ونشاط الطفل في هذه المرحلة فكلا كانت القدرة العقلية العامة مرتفعة صاحبها قدرة حركية مناسبة.   
• تؤثر اضطرابات الشخصية مثـل الانطـواء والخجـل والانسـحاب في النشـاط الحري للطفل.  
• يؤثر السلوك العدواي على حركة الطفل فسلوك العدوان يصـاحبه زيـادة في النشاط الحري عند الطفل. 

تطبيقات تربوية: 

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• لا بد من الاهتمام بغداء الطفل في هذه المرحله كما ونوعا.
• إعطاء الطفل فرصة للحركة واللعب كي يتمكن من تنمية وتطوير عضلات الجسم مما يزيد من قدرتها على أداء وظائفها.
• استغلال النشاط الحركي الزائد لدى الطفل وتوجيهه إلى أنشطة ذات فائدة لكي لايستغله في الاعتداء على الآخرين.
• تشجيع الطفل على الرسم في لوحات كبيرة واللعب بالصلصال وغيره.
• عدم إجبار الطفل على الكتابة مبكراً، بل لا بد من تنمية الاستعداد للقراءة أولاً. 

الصفحة134

• تجنيب الطفل الأنشطة والألعاب التي لا تتناسب مع قدرته.
•  توفير الألعاب التي تساعد على النمو في جوانبه المتعددة لدى الطفل.
• إقامة رياض الأطفال على أسس علمية وتربوية وتزويدها بالأدوات اللازمة والمساعدة على النمو السوي للأطفال.
• عدم التهكم والسخرية من الطفل إذا ما قام بحركة غير منتظمة بل تشجيعه وتحفيزه.
• لا بد من إشعار الطفل بالنجاح كلما سلك سلوكاً إيجابياً وعدم إشعاره بالفشل. 
• الاهتمام بالأطفال ذوي المشكلات النمائية المختلفة والعمل على علاجها مبكراً. 
• ملاحظة : المهارة تعني السرعة في الأداء. مع الدقة في النتائج.

- النمو الحسي:  

يتعرف الطفل على العام المحيط به في هذه المرحلة من خلال استخدام حواسـه المختلفة، وتعتبر حاسة اللمس أكر الحواس نضجاً، كا تتجـه حاسـة الـذوق وحاسـة الشم نحو النضج شبه الكامـل، أمـا الـبصر فـا زال الطفـل يعـاي مـن طـول النظـر ويستمر ذلك حتى سن الثامنة، وتصبح حاسة السمع أكر نضجاً حيث يصبح الطفـل قادراً على إدراك الإيقاع البسيط والاستمتاع به (عريفج ،78 :1993).  

وأيضاً في بداية المرحلة يكون الإدراك الحسي للأشياء وعلاقاتها المكانيـة صـعب فلا يفرق الطفل بن اتجاه اليمن أو اليسار أو بين2، 6، 7، 8 أو بن (ط ،b) أو بن (ط ،q) ويعتمد طفل الثالثة في إدراكه على أشكال الأشياء أكـر مـا يعتمـد عـلى ألوانها، أما طفل السادسة فإنه يعتمد أكر على الألوان، ومن الناحيـة الإدراكيـة أيضاً يختار طفل الثالثـة الأشـكال البسـيطة غـر المعقـدة، أمـا طفـل السادسـة فيختــار الأشــكال الأكــر تعقيــداً وإن إدراك الطفــل في هــذه المرحلــة يشــر إلى 

الصفحة135

  استخلاص وتنظيم وتفسر البيانات التي تصله من البيئة الخارجية والبيئـة الداخليـةعن طريق الحواس (إساعيل ،223 :1986).  

تطبيقات تربوية: 

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• إتاحة الفرصة للطفل للتواصل مع العالم المحيط به وإعطائه فرص المشاركة في الرحلات في الروضة أو المدرسة لتزداد فرص المشاهدة والاستماع والتواصل مع الآخرين لدى الطفل.
• تعويد أذني الطفل في الحضانة أو الروضة على سماع القرآن الكريم والأناشيد الإسلامية لتنمية حاسة السمع وتعديل النطق.
• ملاحظةوجود أي عطل أو عاهة حسية سواء في حاسة اللمس أو التذوق أو السمع أو البصر وعلاجها طبياً واتخاذ الإجراءات اللازمة تربوياً بما يتناسب مع حالة الطفل.
• توفير الألعاب بأنواعها وألوانها الجذابة للطفل.
• تقديم الخبرات والمعارف للطفل عن طريق المعينات المحسوسة، فكلما كانت الخبرة المقدمة مشاهدة بصرياً ومحسوسة يدوية ومسموعة بأذني الطفل كلماكانت أكبر أثراً ويتمكن الطفل من فهمها وحفظها واسترجاعها عند الحاجة.    

- النمو العقلي:  

يطلق البعض على هذه المرحلة "مرحلة السؤال" فا أكر أسئلة الطفـل في هـذه المرحلة، لذلك نسمع دائماً من الطفل ماذا..؟ ومتى..؟ وأين ؟ كيف.؟     من ؟....الـخ. إن الطفل في هـذه المرحلـة يضـع علامـة اسـتفهام بالنسـبة لكـل شيء، لأنـه يحـاول الاستزادة من الخبرة التي تنمي القدرة العقلية والمعرفية.

الصفحة136  

ففي هذه المرحلة ينتبه الطفل إلى الأشـياء التـي تحـوز عـلى اهتامـه وذلـك في مكان تواجده، لأن الطفل في هذه المرحلة لا يقدر على التركيز فترة طويلـة (عـويس ،2003، 143، 144) فمن الممكن أن ينتبـه الطفـل إلى عصـفور جميـل فـوق الشـجرة المجاورة لغرفة النشاط في الروضة أو المدرسة ولا ينتبه إلى ما يدور في حجـرة الصـف من أنشطة، وحتى ولو حاولت المربية شـد انتباهـه لمـا يجـري داخـل الحجـرة فإنـه سيعاود الانتباه إلى العصفور بعد دقائق قليلة.  

 إن عام الطفل العقلي حتى بداية هـذه المرحلـة لا يتجـاوز مجموعـة الخـبرات الناجمة عن اتصالاته الجسمية بالبيئة من خلال أجهزة الحس التي تتلقـى المنبهـات الخارجية، وفي هذه المرحلـة ينـزع الطفـل شـيئا فشـيئاًً إلى ترتيـب خبراتـه السـابقة وتنظيمها، ومن ثم تتكون لديه بعض المفاهيم الكيفية والكمية التي تـرتبط بخبراتـه الحسية الملموسة، والتي يتعامل معها في واقعه اليومي والتي لا ترتقي بعد إلى مرتبة المفاهيم المجردة.   

العوامل المؤثرة في النمو العقلي:  

يتأثر النمو العقلي للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة بعوامل عدة نذكرها   كالتالي:  

1. الصحة العامة للطفل:  

العقل السليم في الجسم السليم، فكلـا كـان الجسـم سـلياً مكـن الطفـل مـن التفاعل واكتساب الخبرات والمعارف التي تنمي القدرات العقلية لديه.  

1. أسلوب التربية المتبع مع الطفل:  

 كلما كانت الأساليب التربويـة سـليمة وتتـيح للطفـل حريـة التعبـر، والتفكـر ،واللعب فإنها تساعد على النمو العقلي السليم. 

1. القدرات الخاصة للوالدين:   

الصفحة137

   الوالــدين الــذين يعملــون عــلى إكســاب أبنــائهم الخــبرات الحياتيــة المتعــددةوالمعلومات الأولية اللازمة لحياة الطفل.  

1. المستوى الاقتصادي:  

إن للمستوى الاقتصادي المرتفع تأثر مساعد على النمو العقـلي والمعـرفي فكلـا توفر للطفل العديد من الألعاب والرحلات والقصـص المختلفـة كلـا سـاهم ذلـك في النمو العقلي.  

1. البيئة الثقافية: 

 للبيئة الثقافية التي يعيش فيها الطفل ومستوى تعلـيم الأم والأب دور كبـر في مو الطفل العقلي، فالبيئة الثقافية المتقدمة تعمل على تنمية تفكر الطفـل وقدراتـه العقلية على نحو أفضل من غرها.  

1. الواقع الاجتاعي للأسرة: 

 الأسرة المترابطة المتعاونة تتيح للطفـل فرصـة الحيـاة الآمنـة داخلهـا وتـوفر لـه فرصة الإجابة عن أسئلته وتوفر حاجاته.  

ويؤثر المستوى الاجتاعـي – الاقتصـادي المرتفـع تـأثرا إيجابيـا مسـاعداً للنمـو العقلي المعرفي، والعكس صـحيح (روبـرت بـرادلي وروبـرت كـوروين Bradley صـلى الـلـه عليه وسلم Corwyn، 2002). 

الصفحة138

تطبيقات تربوية :  

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• إعطاء الطفل الحرية ليكتشف ما حوله مع مراعاة عامل الأمان للطفل.
• توفير العاب تساعد على النمو العقلي كألعاب الفك والتركيب أو الألعاب التي يستخدم فيها الخيال.
• لابد من توفير القصص المصورة التي تحبب الطفل في الاطلاع واكتسابالخبرات. 
• وفر للطفل جواً اجتماعياً آمناً داخل البيت وناقشه في أموره التي يطرحها.
• الإجابة على أسئلة الطفل مع مراعاة ما يلي:
• أن تكون الإجابة بمعلومة صادقة.
• أن تتناسب الإجابة والمعلومة المقدمة للطفل مع المستوى العقلي له.
• عدم إهمال أسئلته مهما كانت بسيطة.في حالة .
• عدم القدرة عن الإجابة لأسباب معينة امنح الطفل موعداً لتجيب عنأسئلته وكن عند وعدك له.
• شجعه على السؤال والاستكشاف والاستطلاع فإن ذلك يساعد على نموه العقلي.
• النمو اللغوي:  

لما كانت اللغة نسق وليس مجـرد ظـاهرة حركيـة صـوتية، فـإن لهـا وظـائف متعددة، فهـي دالـة عـلى قـدرة الطفـل عـلى الإدراك السـمعي والإدراك الـبصري وإدراك التفاصيل والفروق بن الأصوات وإدراك العلاقات بن الاسم ومساه وبـن الكلمة والفعل والحدث والزمان، وهي تنشط الذاكرة للأحداث من خـلال اقـتران الرمــز اللغــوي بالحــديث. (الريمــاوي ،208 :1998) وتنــزع لغــة الطفــل في هــذه  

الصفحة139

المرحلة نحو الكال فهو يتميز بالدقة في التعبر فيصبح الطفل الآن يستعمل الجمـلالمفيدة التامة الأجزاء وأصبحت كلاته لها دلالة من أفكار معينة وعلاقـات محـددة ،أما معجم الطفل اللغوي فإنه يزداد بسرعة كبرة حتى يصل إلى ألف كلمة تقريبـاً في أواخر هذه المرحلة. (أبو نجيلة وأبو كويك ،214 :2001).  

وأيضاً كشف عن أن الأطفـال في العـامن (الثالـث والرابـع) أنهـم لا يسـتعملون التراكيب اللغوية الصحيحة، إما يبتكرون لهم تراكيب خاصـة، فتسـمع مـنهم تأنيـث كلمة أحمر، أحمرة، بدلاً من حمراء وقلات بدلاً من أقلام، وهكذا...، كـا أنهـم قـد يخطئــون في صــيغة النفــي فيعممــون اســتعال كلمــة" مــا لا" "أي لا (إســاعيل ،273 :1986).  

ويتميز السلوك اللغوي في هذه المرحلة بأنه يتمركز حول الذات تبعاً للدراسـات التي أجراها بياجيه (عام 1926) ومعنى التمركـز حـول الـذات أن الطفـل لا يتحـرى معرفة من يتحدث إليه أو إذا كان هناك مـن يسـتمع لـه أو أنـه يـتكلم لنفسـه وفي هذه المرحلة يصعب على الطفل أن يضع نفسه موضع الآخر، ويكشف كلامه بصـفة عامة عن قلة اهتامه بفهم الآخرين له (أبو حطب وصادق ،301 :1990).  

العوامل المؤثرة في النمو اللغوي:  

1. الصحة: إذ أن الطفل الصحيح جسميا يكون أكر نشاطاً وقدرة على اكتسـاب اللغة.  
2. الذكاء: هناك علاقة وثيقة بن النمو اللغوي والذكاء.  
3. المســتوى الاجتاعــي والاقتصــادي: هنــاك علاقــة إيجابيــة بــن المســتوى الاجتاعي والاقتصادي والنمو اللغوي.  
4. العلاقات الأسرية: حيث تساعد العلاقـات الأسريـة الطيبـة عـلى مـو القـدرة اللغوية في حن تعوقه العلاقات الأسرية السيئة.  
5. ثنائية اللغة- الضغط والإجبار في تعلم اللغة. 

الصفحة140

1. الجنس: يؤثر الجنس في النمو اللغوي فالبنات تتكلم أسرع من البنن.  
2. الحكايات والقصص: تؤثر الحكايات والقصص على النمو اللغـوي تـأثرا كبـراً في هذه المرحلة، خاصة مع التأكيد والتنويع في طريقة الإلقاء وإشراك الطفل في الموقف (زهران ،1997: 181). 

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة الاهتمام بما يلي:

• إتاحة الفرصة للطفل للاستماع وخاصة للقصص المحببة لديه فالمتلقي الجيد يتمكن من الإصدار الجيد بمعنى آخر مستمع جيد يساوي متحدث جيد.
• مساعدته على سرد ما فهمه من القصة ولو ذكر بعض الأسماء.
• التحدث مع الطفل بلغة فصحى بسيطة وعدم الحديث معه بلغة الطفولة.
• عدم تقليد الطفل حينما يخطئ في نطق الكلمات.العمل على تعديل أخطاء الطفل اللغوية دون ضغط أو إكراه.
• إذا تبين أن الطفل يعاني من خلل وظيفيي في الأعضاء المسؤولة عن النطق والكلام وكان الخلل سبباً في إعاقة النطق فلا بد من مراجعة الطبيب المختصلمعاينة الحالة والعمل على العلاج المناسب دون تأخير.

- النمو الانفعالي:  

يزداد تمايز الاستجابات الانفعاليـة لـدى الطفـل، وتـزداد الاسـتجابات الانفعاليـة اللفظية لتحل تدريجياً محل الاستجابة الانفعاليـة الجسـمية، وتتميـز هـذه المرحلـة بقوة الانفعالات والانتقال، من انفعال إلى آخر، فالطفل ينتقل بسرعة مـن البكـاء إلى الضــحك، ومــن الغضــب إلى السرور بيــد أن هــذه الحــدة في الانفعــالات تأخــذ   

الصفحة141

في الزوال تدريجياً ويبـدأ الطفـل بتكامـل خبراتـه الانفعاليـة ويـربط بعضـها بـبعضبعلاقات ثابتة مستمرة فتتجمع عدة انفعالات حول موضـوع معـن غالبـاً مـا تكـون الأم، وبذلك يشرع في تكوين العواطف (أبـو نجيلـة وأبـو كويـك ،214 :2001). أيضـاً تتعقد انفعالات الأطفال في هذه المرحلة بسبب تزايد نشـاطهم العقـلي والاجتاعـي والحري وتتجه الانفعالات نحو الاستقرار في نهاية هذه المرحلة، ويصبح الطفـل أكـر قدرة على ضبط انفعالاته والتحكم فيها (عريفج ،1993: 80). وفي هذه المرحلة نجـد أن الوالدين أحياناً لا يعرفـان كيـف يواجهـان هـذه الحالـة مـن الحـدة والتقلـب في الانفعالات فيتوقعان من الطفل أكر ما يستطيع ويعاملانه أحيانـاً كراشـد، وأحيانـاً أخرى كطفل صغر تارة يقربانه من نفسها ويدللانه وفجأة يباعدانه عنها ويتركانه لوحده دون مساعدة، وأحياناً يجبرانه على وجهة نظرها، ولا يقدران مدى حساسية طفلها نحو العلاقة التي تربطه بها، كل هذا يخلق جواً من التوتر وعدم الاسـتقرار من ناحية الطفـل ويزيـد مـن حـدة الانفعـالات لديـه والتـي ينـتج عنهـا مشـكلات انفعالية كالخوف والقلق، والأحلام المزعجة والغضب والغرة، ويلاحظ أن البنات أكر خوفاً من البنن، وأن البنن أعنف في استجاباتهم الانفعالية من البنات.  

العوامل المؤثرة في انفعالات الأطفال:  

1. انفعالات الوالدين: هناك علاقـة وثيقـة بـين انفعـالات الوالـدين وانفعـالات الأطفال، لأن الطفل يتعلم من الكبار في أسرته فهو على سـبيل المثـال  يبـدي استعدادا قوياً لالتقاط مخاوف والديه ولهذا فإن معظم المخاوف مكتسبة.  
2. التعلم والمشـاهدة والخـبرة: يكتسـب الطفـل انفعالاتـه عـن طريـق الـتعلم والمشــاهدة والخــبرة، فعــن طريــق عمليــة التــدعيم تثبــت اســتجابة الطفــل وانفعالاته نحو الأشياء. 

الصفحة142

1. أساليب التربية المعتمدة لدى الأسرة: يؤثر في النمو الانفعالي أساليب التربيـة المعتمدة لدى الأسرة فأسلوب الحاية الزائدة والدلال الزائـد للطفـل وغـره من أساليب التربيـة الخاطئـة تـؤثر عـلى مسـتوى انفعـالات الطفـل الحاليـة والمستقبلية وهكذا الأساليب الصحيحة فإن أثرها سيكون ايجابيا.  
2. قدرة الأسرة على توفر الحاجات الأساسـية للطفـل: يـؤثر في النمـًو الانفعـالي مدى قدرة الأسرة على توفر الحاجات الأساسـية أو الأوليـة الضروريـة لحيـاة الطفل.  

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• إتاحة مساحة كافية من الشعور بالسعادة والفرح لدى الطفل.
• إشاعة جو من الأمن والطمأنينة بين أفراد الأسرة.
• إشباع حاجات الطفل الأولية والثانوية.
• عدم تعريض الطفل لمواقف ومشاهد الخوف وخاصة في وسائل الإعلام.
• عدم استخدام العقاب العقاب البدني، لأنه يؤدي إلى السلوك غير المرغوب فيه ويؤدي أيضاً إلى الخنوع وإما الثورة.
• إتباع أسلوب الإقناع مع الطفل وعدم إجباره على سلوك لا يرغبه.
•  لا بد أن يمثل الآباء والأمهات والمربين القدوة أمام الطفل وعدم المبالغة فيالخوف أمامهم.
• عدم تكليف الطفل من الأعمال ما لا يطيق. 
• التوسط في معاملة الطفل فلا إفراط ولا تفريط. 
• العدل والمساواة بين الأبناء في الأسرة.
• البعد عن التذبذب في المعاملة.
• منح الطفل الحب والرعاية والحنان .
• توفير الحاجات الضرورية اللازمة لنمو الطفل الجسمي والنفسي.

الصفحة143

- النمو الاجتاعي: 

يرتبط النمو الاجتاعي بقدرة الطفـل عـلى إقامـة العلاقـات الاجتاعيـة، وهـي مرتبطة بنمو المشاعر والانفعالات ومو مفهوم الذات، كا يؤثر النمو العقلي في النمو الاجتاعي والانفعالي، وتفيد خبرات الطفـل الاجتاعيـة في تشـكيل سـلوكه في ضـوء أهداف الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، وإن أكر ما يهتم الطفل بتطويره في هـذه المرحلة وتنميته هو الاستقلال والاعتاد على النفس، ويتعلم الطفل كيف يتوافق مع نفسه ومع الآخرين.  

وفي هذه المرحلة يزداد وعي الطفل بالبيئة الاجتاعية وتـزداد أهميـة العلاقـات الاجتاعية لديه خاصة مع جاعة الرفاق التي تكون لها أهمية متزايـدة وخاصـة في سن الثالثة ويـتعلم الطفـل القـيم الاجتاعيـة، كـا ينمـو وعيـه الاجتاعـي وتنمـو الصداقة حيث يتمكن الطفل في هذه المرحلة من مصادقة الآخرين، ويحب التعـاون مع الآخرين (الطيب وآخرون ،98:1981). ويشر لامب (1997) إلى أهميـة دور الأب في حياة الطفل من منظور متعدد الأبعـاد، ومـن منظـور مـاي، ومـن منظـور نـفسي اجتاعي.  

إن اتساع عام الطفل يتيح له فرصة اتسـاع دافـع حـب الاسـتطلاع لديـه، وهـذا الدافع وإن كان لا يصـل في أهميتـه إلى الـدوافع البيولوجيـة التـي في إشـباعها بقـاء الطفل بيولوجيـا، إلا أنـه لازم لأن في إشـباعه بقـاء الطفـل وازدهـاره نفسـيا وعقليـاًً وتكييفا، وإن الرغًبة في الاستكشاف وقضاء وقت أطول فيه دالة على التكيفً الناجح وبالعكسً فإن فقدان الرغبة في الاستكشاف وعدم بذل جهد ملحوظ فيـه دالـة عـلى سوء التكيف، وأن دافع حب الاسـتطلاع والرغبـة في الاستكشـاف ذات علاقـة وثيقـة باعتاد الطفل عـلى نفسـه واحترامـه لذاتـه، وهـو ذو علاقـة بالمنافسـة الاجتاعيـة وكذلك بالثبات عبر الزمان وعبر المواقف (الريماوي ،224 :1998).  

ويحرص الطفل على المكانة الاجتاعية بحيث يهتم داما بجذب انتباه الراشـدين ويهـــتم معرفـــة أوجـــه نشـــاطهم، ويلاحـــظ أن الطفـــل فيً عامـــه الثالـــث يكـــون 

الصفحة144

لديه سلوك الأنانية حيث يكون متمركزا حول ذاته ولا يهتم بالآخرين كثراً ولا يهـتم بأقوالهم وأفعالهم إلا بالقدر الذي يرتبط بذاته وهو يحب الثناء والمـدح، وهـو ميـل أيضاً إلى المنافسة التي تظهر في الثالثة وتبلغ ذروتها في الخامسة ويظهر أيضـاً العنـاد وعصيان أوامر الأسرة، وينمو الاستقلال فالطفل ميل نحو الاسـتقلال في بعـض أمـوره  مثل تناول الطعام والملـبس، وينمـو الضـمر الـذي يعتـبر منظومـة التعـاليم الدينيـة والقيم الأخلاقية والمعاير الاجتاعية ومبادئ السـلوك السـوي (زهـران ،1997: 188-189).  

الخلاصة:

وبناء على ما سبق تتضح مظاهر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة وهي كالتالي: 

1- تزيد مفاهيم الطفل في هذه المرحلة وتصبح أكثر خصوصية وذات معنى بالنسبة له، وذلك لزيادة انتباهه إلى تفاصيل أكثر فالخبرات الجديدة تؤدي إلى معان جديدة نتيجة لزيادة المفاهيم تزداد حصيلته اللغوية وتزداد قدراتهالاجتماعية.

2- قدرة الطفل على التعبير عن عواطفه وانفعالاته بشكل أفضل. 3- قدرة الطفل على اكتساب القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية من خلال عملية التفاعل الاجتماعي وكذلك من خلال المحاكاة والتقليد.

4- قدرته على الاتصال بأفراد الأسرة بعد أمه، ثم يتصل برفاقه وأصحابه حتى تتسعالدائرة التي يعيش فيها الطفل.

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• التقبل الاجتماعي للطفل وإشباع حاجاته مثل : الحب والحنان والفهم والمدح من قبل الوالدين والأقران بما يعزز النمو السوي للشخصية.

الصفحة145

• الاهتمام بتحسين العلاقة بين الوالدين والطفل حتى يتمكن من الثقة بهما واكتساب الخبرات الإيجابية التي تزيد من مفاهيمه عن ذاته وعن الآخرين.
• تعليم الطفل المعايير الاجتماعية السليمة وآداب السلوك، مثل: التعاون وحب الآخرين واللعب الجماعي حتى يتسنى له القدرة على التفاعل الاجتماعي مع المحيطين به بشكل سليم.
• إشراك الطفل في المواقف الاجتماعية المتعددة ليتسنى له اكتساب الخبرة الاجتماعية من خلال الممارسة العملية تحت إشراف وتوجيه الأسرة.
• إشعار الطفل بأهميته ومكانته الاجتماعية في الأسرة وبين أقرانه. 
• عدم توجيه اللوم للطفل أمام أقرانه وعدم انتقاد سلوكه أمام الآخرين.
•  إتاحة الفرصة للطفل للقيام بزيارة أصدقائه أو بعض أقاربه ما أمكن ذلك.

خلاصة عامة وتطبيقات تربوية لمرحلة الطفولة المبكرة :

إن نمو الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة يتطلب مراعاة الأمور التالية: 

• النمو الجسمي السريع للأطفال في هذه المرحلة يتطلب عناية خاصة بتقديم وجبة غذائية في أثناء وجود الأطفال في الروضة كما يتطلب العناية المستمرة بتقديم الوجبات الغذائية المتكاملة والرعاية الصحية والفحوص الطبية الدوريةكما يتطلب النمو الجسمي السريع أيضاً توفير أوقات الراحة في أثناء ممارسة الأطفال لنشاطاتهم وإبعادهم عن الإرهاق والتعب وهذا يعني ضرورة عدمتعريض أطفال هذه المرحلة الدروس طويلة يجلسون فيها على مقاعد ثابتة.
• الاهتمام بالأسنان ونظافتها ويجب عدم خلع الأسنان اللبنية ويلاحظ أن خلع الأسنان اللبنية قبل الأوان يترك المجال للأسنان المجاورة فتنمو مشوهة، أما تركها فإنه يحفظ المكان للأسنان الدائمة، ويجب فحص الأسنان مرتين سنوياً اعتباراً من العام الثالث من عمرالطفل.
•  اللعب يخدم جميع جوانب النمو فمن خلاله يكتسب الطفل مهاراته الحركية ويقوى جسمه وينمي لديه المعارف المختلفة من خلال الاستطلاع 

الصفحة146

والاستكشاف واستدعاء الصور الذهنية والرموز والمفاهيم التي سبق وأن كونها كوحدات معرفية واللعب يحسن أداء الطفل اللغوي فيثري قاموسه اللغوي ويتعلم معان جديدة، وتراكيب لغوية متنوعة ويشذب الفاظه الطفلية، وفيه يقوم بنشاط اجتماعي انفعالي عندما يلعب أدوار الأب والأم ويعبر عن انفعالاته ويختبر أنواع السلوك الاجتماعي التي تلائم الموقف.

• الاهتمام بأسئلة الطفل في هذه المرحلة وإجابته عليها في حدود قدراته العقلية مع مراعاة الدقة والحقيقة العلمية، وتزويده بالمفاهيم العلمية البسيطة والإجابة على أسئلته التي تنهي تساؤلاته وقلقه.ا
• تتوسيع آفاق الطفل وإغناء تفكيره عن طريق نقله التدريجي منالمحسوسات إلى الأشياء المجردة، وزيادة قدرة الطفل على التعليل عن طريق وضعه أمام مواقف وحوادث ليبحث عن أسبابها وعواملها، ويمكن تشجيعه على استخدام التجريب البسيط وتركيب الأشياء وتحليلها، وتعريفه المباشر على الأشياء من خلال الزيارات والمشاهدات والرحلات ليختبر الأشياء بنفسه.
• توجيه الأطفال من خلال إشباع حاجاتهم إلى التخيل وذلك بتقديم التمثيليات والقصص والألعاب الإيهامية وتشجيعهم على تمثيل بعض الأدوار التي يحبونها، وتزويدهم بألعاب الدمى والعرائس .
• رعاية النمو اللغوي عند الطفل عن طريق زيادة خبراته وتوسيع مدى اتصالاته ومشاهداته، والتخاطب مع الأطفال بلغة سليمة تساعدهم على التخلص من اللغة الطفلية، كما يبدو من المناسب أن يتم التخاطب معهم بلغة فصحى بسيطة.
• مراعاة مستوى النضج الحسي للأطفال، فلا يجبرون على النظر إلى الأشياءالدقيقة والحروف الكبيرة البارزة التي يستخدمون فيها حاسة اللمس.

الصفحة147

العوامل الأسرية التي تؤدي الى مشكلات الأطفال :

يعيش الأطفال في مرحلة ما قبـل المدرسـة معظـم أوقـاتهم مـع أسرهـم، وتكـادعلاقاتهم أن تقتصر على الأشخاص الموجودين في الأسرة، لذا تعتبر الأسرة مـؤثراً فعـالاًفي حياة الأطفال، حيـث يكتسـب الأطفـال العديـد مـن المهـارات والخـبرات وكـذلك المعاير الاجتاعية من خلال تفاعله مع عناصر الأسرة وذلك يسهم بشكل إيجـاي في مو الطفل الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتاعي، أمـا الأسرة التـي لا تـتمكن مـن القيام مهامها فسوف يعود ذلك سلبا على مو وحيـاة الطفـل بشـكل عـام في جميـع جوانب موه.  

العوامل المؤثرة في ظهور مشكلات الأطفال:  

أولاً: قدرة الأسرة على التربية السليمة:  

يقصــد بقــدرة الأسرة عــلى التربيــة الســليمة قــدرتها عــلى تــوفر البيئــة التربويــة السليمة القامة على توفر الحاجات الأساسـية الأوليـة للطفـل، وكـذلك قـدرتها عـلى توفر الحاجات الثانوية المناسبة لنمو الطفل، وتتوقف عملية مو الطفـل عـلى مـدى وعي الأسرة بالخصائص العامة للنمو، ومـدى مراعـاة هـذه الخصـائص عنـد رعايتهـا لأطفالها، فالأسرة الجيدة تتصف ما يلي:  

1. تتبع أساليب تربوية سليمة وايجابية عند التعامل مع الأطفال. 
2. تعطي الأطفال وقتاً كافياً من الاهتام والرعاية.  
3. تعمل على متابعة النواحي الصحية لأطفالها وتقوم بالفحص الطبي لهم.  
4. توفر أدوات اللعب وأماكنه المناسبة ما أمكن.  
5. تنظم برامج زيارات ومشاهدات للأطفال لبعض المظاهر الطبيعيـة للتعـرف على حقائق الأشياء وموجودات البيئة المحيطة به.  
6. تزود الطفل بالغذاء الضروري المتكامل والمتوازن. 

ومن الممكن أن تضعف قدرة الأسرة على التربية السليمة نتيجة للعوامل التالية:  

الصفحة148

1. - اضطرار الأم للخروج إلى العمل، وكذلك خروج الأب إلى العمل لوقت طويل ،وذلك حتى تتمكن الأسرة من رفع مستوى معيشـتها، وهـذا الوضـع يخلـق متاعب متعددة ويضعف الدور الأسري في الإشراف على مو الطفل، ويجعل الأسرة توكــل أمــر مــو الأطفــال إلى أشــخاص غــر مــؤهلن في دور الحضــانة وغرها من المؤسسات. 
2. -سوء الأحوال السكنية: يتمثل في ضيق المنزل الذي يقضي فيه الطفل معظـم أوقاته في سنوات ما قبل المدرسة، وخاصة حن تسكن الأسرة في شقة صغرة مملوءة بالأثاث والأدوات التي لا يسمح للطفل بالاقتراب منها، وهذا يعنـي أن الطفل لن يستطيع الحركة بسهولة والتعـرف إلى الأشـياء، كـا لا يسـمح للطفل بالنزول إلى الشارع لاعتبـارات أخلاقيـة ذوقيـة أو لاعتبـارات أمنيـة ،وبالتالي تقتصر خبرة الطفل على موجودات المنزل، وتتقيد حركاته، ويتعرض للعقوبات المختلفة من أهله نتيجة عبثه بالأشياء، أو نتيجة لارتفـاع صـوته ،أو الرغبة في الحركة، وهذا يشر إلى أن الطفل يعيش في بيئة غر اجتاعيـة ،أو بيئية لا تسهل عليه مهمة النمو الصحي السليم.  

ثانياً: الأوضاع الاقتصادية الصعبة للأسرة:  

غالباً ما يؤدي الفقر إلى مشكلات بن عناصر الأسرة الواحدة وكذلك عدم القـدرة على توفر المستلزمات الضرورية لنمو الطفل، مثـل: الغـذاء الضروري لعمليـة النمـو الجسمي والعقلي، والألعاب، والقصص، والرحلات وغرها التي تكسب الطفل العديد من المعارف والخبرات والمهارات.  

ثالثاً: استخدام أساليب تربوية خاطئة:  

إن كثــراً مــن الأسر لا متلــك معلومــات وخــبرات عــن متطلبــات النمــو الســوي   وعــن حاجــات الأطفــال وأســاليب تــربيتهم، فــبعض الآبــاء والأمهــات غــر متعلمــين  

الصفحة149

وليس لديهم معلومات عن طبيعة النمو لدى أطفـالهم لـذلك نجـدهم يسـتخدمونأساليب تربوية خاطئة كالقسوة، والتـدليل الزائـد، أو التفرقـة بـن الأبنـاء، والحايـةالزائدة، والعديد من أساليب التربية الخاطئة التي تؤثر سلباً على مستوى مو الأطفالالجسمي، والنفسي بشكل عام.  

وسائل الدفاع الآلية عند الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة:  

يواجه أطفال ما قبل المدرسة بعض المواقف الصعبة التي لا متلكون القدرة على حلهـا بشــكل طبيعــي، أو بصــورة إيجابيـة فيحــاولون اللجــوء إلى وســائل دفاعيــة أو تبريرية يقومون من خلالهـا بتحريـف بعـض جوانـب الواقـع وإهالهـا ونسـيانها أو تضخيمها، فالطفل الـذي م يـنجح في إقامـة علاقـة ناجحـة مـع رفيقـه يـتهم رفيقـه بالسوء، والطفل الذي م يستطع الحصول على مكافأة المربية يعلن بأنه لا يرغـب في الحصول على المكافأة.  

وفيا يلي نوجز بعض وسائل الدفاع الآلية التي تظهر بن الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة:  

1. الانسحاب:  

يحاول الطفل تجنب موقـف اجتاعـي مـا أو شـخص مـا فيبتعـد وينسـحب في غرفته بعيداً عنه، والطفل بهذا السلوك يحاول التكيف مع هذا الموقف، فبدلاً من أن يواجه الموقف مباشرة تجده يعزل نفسه بعيـداً ولا يتفاعـل معـه بإيجابيـة، ويطلـق على هذه العملية تكيف سلبي، لأن الطفل م يقم بأي سلوك عـداي تجـاه الآخـرين  ،إن خطورة هذا السـلوك تكمـن في أن الطفـل لا يسـتطيع مسـتقبلاً أن يتعامـل مـع المشكلات والمواقف الاجتاعية التي تواجهه.  

1. الارتداد والنكوص:  

الارتداد والنكوص يعني عودة الطفل ورجوعه لسلوكيات طفولية كان يقوم بهـا ومارســها في مراحــل ســابقة خاصــة إذا م يــتمكن مــن مواجهــة المواقــف الحياتيــة

الصفحة150

المختلفة، وهذه السلوكيات لا تتلاءم مع المرحلة العمرية للطفل، وإن النكوص يـدلعلى اضطراب نفسي فعندما نشاهده بعض الأطفال مارسون أشكال سـلوكية لمرحلـة طفولية سابقة اقلعوا عنهـا مثـل: التبـول الـلاإرادي، والحبـو، ومـص الأصـبع، وهـذه السلوكيات رما ترجع أسبابها إلى الإهال الأسري وعدم الانتباه للطفل والاهتام بـه. فمثلاً إذا كان الطفل يحوز على الاهتام والرعاية وأنجبت أمـه طفـلاً جديـدا جعلـه يصبح في درجة ثانية من الاهتام فيقوم بهذه السـلوكيات النكوصـية لجـذب انتبـاه الأسرة له وأنه مازال بحاجة لهم.  

ومن الممكن أن يحدث النكوص إذا شعر الطفل بغرة شديدة من أخ أصغر منـه فإنه أحياناً يعود إلى الحبو، وعدم القـدرة عـلى ضـبط نفسـه في التبـول والتبرزوكـرة الصراخ ومـص الأصـابع، ويحـدث هـذا النــوع مـن النكـوص عـادة في أبنـاء الأمهــات العاملات، وبذلك يحدث عدم توافق بن النمو الجسمي والنمو النفسي للطفل.  

1. الكبت:  

ويقصد به محاولة الطفل إبعاد كل ما لا تقبله نفسه أو السلوك الذي قام به ولا يتمشى مع قيم المجتمع وتقاليده من حيز الشعور كا يحاول الطفل نسيانها حتى لا يسبب تذكرها شعوره بالأذى والأم.  

والكبت عملية لا شعورية غالباً ما ينتج عن عوامل خارجية مثـل خـوف الطفـل مــن العقوبــة أو مــن الإحبــاط، والكبــت يــؤدي إلى تعقيــدات في شخصــية الطفــل ،فالمشاعر المكبوتة لا تلغى من حياة الطفل بل تبقى قوية مؤثرة، ما يسبب للطفـل حالــة مــن الإربــاك وعــدم الراحــة النفســية أو يدفعــه للــتصرف الخــاطئ والســلوك العدواي، مثلاً يرغب الأب من ابنه أن يكون سلوكه إيجابيـاً وعنـدما يخطـئ الطفـل   لا يرغــب في أن يعلــم والــده هــذا الخطــأ حتــى لا يتعــرض للعقــاب، لــذلك ســنجد 

الصفحة151

  الطفل متوترا ومرتبكا ويخشى من معرفة أبيه لخطئه فإذا ناداه والـده ليطلـب منـهشيئا يظن الطفل أن والده سيحدثه في خطئه وأنه حان وقت العقاب القاسي، وهكذايبقى الطفل في حالة ترقب وتوتر نتيجة كبت مشاعره لذا لا بـد مـن تعويـد الأبنـاءعلى النقاش وعدم القسوة معهم.  

4-الإسقاط:  

عملية دفاعية يلجأ فيها الطفل إلى إسـقاط مشـاعره وانفعالاتـه عـلى غـره مـن الناس فالإسقاط من الأساليب الدفاعية التي يلجأ فيها الطفل إلى إبعاد الصفات غـر المرغوبة عن نفسه فلا يعترف بوجودها فيه، بل يراها في غره من النـاس أو يلصـقها بغره من الناس.  

"والإسقاط عملية لا شعورية، تحتل مكانـة مهمـة في الـدوائر الإسـقاطية لقيـاس الشخصية والجانب السلبي والخطر في الإسقاط يكمن في تطرفه. فـإذا بـالغ الفـرد في إلقاء اللوم على الآخرين أو القوى الخفية فيا يحصـل لديـه فإنـه سـيكون بـذلك في حالة مرضية (عبدالـلـه، 2004: 152)، ويحاول بعض الأطفال إرجاع بعض تصرفـاتهم السلبية أو الخاطئة إلى أطفال آخرين، فالطفل العدواي يتهم غره بالعدوانية والبـدء بالعدوان، وهذه محاولة من الطفل للتخلص من عيوبـه وأخطائـه بنسـبتها إلى غـره وتبرئة نفسه منها ،ويلاحظ أن خطورة الإسقاط تـأي مـن أن الطفـل لا يتـيح لنفسـه الفرصة في مناقشة سـلوكه وتقيـيم تصرفاتـه، فهـو يهـرب منهـا بإلحاقهـا بغـره مـن الأطفال ،أو الكبار وبذلك تعطل قدرة الطفل على النقد الذاي وتقييم الذات.  

1. الإنكار:  

يميل بعض الأطفال في هذه المرحلة إلى إنكار الواقع وتجاهله خاصة إذا كان هذا الواقع مؤلماً، فالطفل الـذي يفقـد دميـة عزيـزة عليـه يحـاول أن يشـعر بـأن دميتـه موجودة لكنها في الخزانة، إنه يحاول البحـث عـن الطأنينـة بتجاهلـه للواقـع، وإذا سمع خبرا سيئاً فإنـه يحـاول أن ينكـر هـذا الخـبر ويـتصرف عـلى النحـو الـذي 

الصفحة152

عليه قبل ساع هذا الخبر، إن ضرر هذا السلوك يكمن في ابتعاد الطفل عـن الواقـعوقطع صلته به ما يسبب له حرجاً في مواجهة هذا الواقع (عريفج ،87 :1993).  

1. التعويض:  

عملية سيكولوجية أو حيلة دفاعية يلجأ إليها الفرد بقصد التغلب عـلى الشـعور بالضعف والدونية ويبحث عن إحراز التفوق في ميـدان آخـر، وإتبـاع مـط ثـان مـن السلوك، فـالتعويض هـو إخفـاء الصـفة غـر المسـتحبة تحـت سـتار صـفة مسـتحبة والإفراط في تضخيمها. ويقول فرويد: إن هدف التعـويض هـو "إخفـاء النزعـات غـر المستحبة وترسـيبها في اللاشـعور" بيـنا يـرى أدلـر أن التعـويض عمليـة قامـة عـلى الشعور بالنقص وتهدف إلى إحراز التفوق.  

والتعويض قد يكون مباشراً (وهو الظهور والرغبة الشديدة في النجـاح في ميـدان يعاي فيه الفرد بالنقص) كا فعل (ديموستين) الخطيب الشهر الذي كان يعاي عجزاً في النطق دفعه إلى أن يتغلب عليه بكل طاقته وأصبح خطيباً بارزاً أو أن يكـون غـر مباشر حيث ينشد النجاح في ميدان آخر بعيد عن الميدان الـذي يعانيـه (عبدالـلــه، 2004: 156).  

وقد يكون التعويض لتغطية صفة ما عن طريـق الاتصـاف بصـفة أخـرى تكـون مقبولة لدى الفرد، أما الصفة المستعاض عنها فإنهـا تكـون غـر مقبولـة، وقـد يتخـذ التعويض شكل مبالغة قوية وذلك بغية النجاح التام في عمليـة إخفـاء الصـفة الغـر مرغوب فيها، فالطفل الذي يعامله أبوه معاملة قاسية قد يشعر بكراهية الأب ولكن حيث أن كراهية الأب من الأمور التي تعاي منها الـنفس والتـي لا تتفـق مـع القـيم والتقاليد الاجتاعية السائدة، حيـث أن جميـع الأطفـال يحبـون آبـائهم، كـذلك لأن الشعور بالكراهيـة يسـبب للطفـل الشـعور بالـذنب وتعـذيب الضـمر، لـذلك يلجـأ الطفل إلى إظهار الحب والمبالغة في الحب، وبطبيعة الحال يحدث كل ذلك في نطاق اللاشعور (شرف وعيسوي ، 42 : 41 :1972).  

الصفحة153

ويلجأ الأطفال إلى السلوك التعويضي حن يفشل أحدهم في موقـف مـا فيحـاول أن يثبت ذاته في موقف آخر، فالطفل الذي يفشل في الدفاع عـن نفسـه في مشـاجرة مع أخيه أو رفيقه، يحاول أن يثبت نفسه برفع صوته عالياً أو يضرب الباب بشدة أو بضرب دميته والاعتداء عليها، إنه لم يستطع مواجهة الموقف فلجأ إلى سـلوك خـاطئ في موقف جديد.   

هذه بعض وسائل الدفاع التي يلجأ إليها الأطفال، وهناك وسائل دفاع أخرى قـد يلجأ إليها مثل التبرير ورد الفعل المعاكس والعجـز الجسـدي والسـلبية ولكـن هـذه الوسائل لا تستخدم عند الأطفال بشكل واسع بـل تنـتشر عنـد الكبـار ومـن الممكـن التأكيد على أن كافـة وسـائل الـدفاع الآليـة عنـد الأطفـال ذات مـردود سـلبي عـلى حياتهم بشكل عام وخاصة في جانب النمو الانفعالي لديهم وهذه الآليات رمـا تنشـأ بشكل كبر لدى الأطفال الذين يعانون من أساليب التنشـئة الأسريـة الخاطئـة التـي تعتمد على الإهال والتذبـذب وعـدم إشـباع الحاجـات التـي تكسـبه كافـة معـاير السلوك السوي، لذلك فواجب الأسرة كبر وعليهـا أن تقـوم بواجباتهـا التربويـة نحـو أطفالها ليتمكنوا من النمو السليم، والشعور بالأمن والطأنينة في ظـل حيـاة أسريـة مفعمة بالحنان.  

ثانياً: مرحلة الطفولة المتوسطة ( 6– 9 سنوات):  

يطلق على هذه المرحلة اسم مرحلة المدرسة الابتدائية، حيث ينتقل الطفـل مـن الأسرة مباشرة إلى المدرسة، أو من رياض الأطفـال إلى المدرسـة، وهـذا الانتقـال يعتـبر مـن الفـترات الحرجة في حياة الطفل، حيـث إنـه انتقـل مـن الجـو الأسري الـذي يسـر بنظـام اجتاعـي مختلف عن النظام المدرسي، فالمدرسة تسر وفق نظام الضبط في مواعيد الحضور والانصراف ومواعيد للاستراحة وتناول الطعام وضبط لعملية الخروج إلى أماكن قضاء الحاجة، وهذا كلـه 

يسر بشكل مختلـف عـن نظـام الأسرة مـا يجعـل الطفـل في حالـة ارتبـاك وعـدم قدرتـه   على التكيـف السـليم خاصـة في الأيـام الأولى مـن هـذه المرحلـة الجديـدة، لـذلك تتطلـب 

الصفحة154

المرحلة اهتاماً خاصاً بالطفل من أسرته ومعلميـه لـي يجتـاز هـذه المرحلـة بسـلام وهو يحمل مشاعر الحب للمدرسـة بعناصرهـا المختلفـة مـا يسـهم في عمليـة نمـو سوية وسليمة للطفل في كافة جوانب النمو.  

مميزات مرحلة الطفولة المتوسطة:  

1. تتميز مرحلة الطفولة المتوسطة بنشاط حري متزايد لـدى الطفـل في بدايـة المرحلة ،أما في نهاية المرحلة يكون الطفل قد اكتسب العديد مـن الخـبرات والمهارات التي تسهم في إتقان وتثبيت المهارات الحركية لديه.  
2. ميل الطفل في هذه المرحلة إلى المنافسة بينه وبن أقرانه ولا بـد للمعلمـن من تهذيب المنافسة بحيث تصبح نتائجها إيجابية على العملية التعليمية.  
3. النمو العقلي حيث يتمكن الطفل من تعلم القراءة والكتابة وتزداد مقدرته على التفكر.  
4. عدم استطاعة الطفل الحكم على الأمور والمواقف بشكل إيجاي لأنه ما زال في مرحلة تعلم واكتساب المعاير الاجتاعية.   
5. يزداد لدى الطفل حب الاستطلاع من أجل التعرف على بيئتـه المحيطـة بـه واكتساب خبرات جديدة.  
6. يبدأ الأطفال بالتخلص من التمركز حول الذات، ويحترم الكبار ويتعاون مـع زملائه في تنفيذ الأنشطة المختلفة.  
7. يعمل الطفل على الاستقلال النسبي عـن الأسرة ويصـبح لديـه رأي ووجهـة نظر نحو الأشياء الخاصة به، ويكون أكر اعتاداً عـلى نفسـه وأكـر تحمـلاً للمسؤولية، وأكر ضبطاً للانفعالات.  
8. تتسع دائرة وبيئة الطفل الاجتاعيـة وتتنـوع تبعـاً لـذلك علاقاتـه وتتعـدد ويكتسب الطفل معاير واتجاهات وقيم جديدة.  

الصفحة155

1. تتميز هـذه المرحلـة بأنهـا المرحلـة المناسـبة لعمليـة التنشـئة الاجتاعيـةوغرس القيم التربوية.  

 10-تعتبر مرحلة الطفولة المتوسطة مرحلة النمو الهادئ. 

مظاهر النمو الجسمي في مرحلة الطفولة المتوسطة:  

تنمو أعضاء الجسم في مرحلة الطفولة المتوسطة بنسب وسرعـات مختلفـة، كـا تتأثر في موهـا بعوامـل عـدة ويلاحـظ أن النمـو الجسـمي يكـون سريعـاً في مرحلـة الرضــاعة والطفولــة المبكــرة بيــنا ينــزع إلى التبــاطؤ المســتمر في مرحلــة الطفولــة المتوسطة والمتأخرة.  

مظاهره:  

1. يتسم النمو الجسمي بالتباطؤ النسـبي مقارنـة مرحلـة الرضـاعة والطفولـة المبكرة.  
2. الطول يستمر ما يقـارب( 5سـم) في السـنة في هـذه المرحلـة بعـد أن كـان( 7سم) في السنة حتى نهاية السنة الثالثة ويظل الطول يزداد بنفس المعدل حتى يصل الطفل إلى سن المراهقة.  
3. الوزن: يبلغ وزن الطفل عند الـولادة 3كجـم في المتوسـط في حـن يصـبح في نهاية السنة الأولى( 9كجم) ومع نهاية السنة الثالثة يزن( 12كجم) ثم تقـل هذه السرعة حتى تصل إلى ما يقـرب مـن 2) كجـم) في كـل عـام في مرحلـة الطفولة المتوسطة.  
4. إن وجوه الأطفال ميل إلى النحافة وتصبح أطرافهم أكر استطالة.  
5. يصبح شعره أكر خشونة بعد أن كان يتميز بالنعومة.  
6. يصل حجم رأس الطفل إلى حجم رأس الراشد في نهاية المرحلة. 

الصفحة156

1. تبدأ عملية سقوط الأسنان المؤقتة في هذه المرحلـة لتظهـر الأسـنان الدائمـة)السيد،1975 (106 :105 : وفيما يلي جدول يوضح معايير الطول و الوزن في مراحل الطفولة منذ بدء السنة الرابعة حتى سن الثانية عشر.

(أنظرالجدول في الصفحة 157من ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة(.

الصفحة157

وتتغير الملامح العامة لشكل جسم الطفل في الطفولة الوسطى عما كانت عليه في الطفولة المبكرة، فيزداد وزنه زيـادة سريعـة نتيجـة لنمـو العضـلات والعظـام وفيبداية السنة السادسة ينمو الذراعان والساقان بصورة أسرع من مو الجذع، كا تـبرز في هذه السنة بعض الأسنان والأضراس الدامة التي تغر شكل الوجه، وفي نهاية هذه المرحلة يصبح حجم العينن وشكلها كحجم عن الراشد وشكلها ويقاوم جسم الطفل التعب والأمـراض، لـذلك يـنخفض معـدل الوفيـات  غـر أن الطفـل يتعـرض لـبعض الأمراض المعدية كالأمراض الجلدية،  والحصبة والجدري نتيجـة مخالطتـه للأطفـال ،مما يؤكد أهمية التطعيم ضد هذه الأمراض.  

ويتأثر مو الطفل الجسمي ما يتناوله من وجبات غذائية كاملة وعلى ما يحتاجه من راحة ونوم مقابل النشاط الزائد الذي يبذله في لعبـه،ويلاحظ أن البنـن يكونـون أطول من البنات، وأكر منهن قوة بسبب النمـو السريـع في عضـلات الـبطن وتـراكم الشحم في أجسام البنات (عريفج ، 83 :82 :1993). 

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• العمل على إكساب الأطفال العادات الصحية السليمة ذات العلاقة بالنظافة فيالملبس والمأكل والمشرب وغيرهم.
• إبعاد الأطفال عن أماكن الخطر حيث أنهم يعشقون الاستطلاع والمعرفةالجديدة.
• ملاحظة النمو الجسمي للطفل ومدى ملائمته للعمر الزمني للطفل.
• الاهتمام بالطفل وتوجيهه نحو السلوكيات الإيجابية. 

الصفحة158

• النمو الفسيولوجي:  

يقصد بالنمو الفسيولوجي مو الأجهزة الداخلية للجسم، مثـل: الجهـاز التـنفسي والجهاز العصـبي وغيرهـا، حيـث يتواصـل النمـو الفسـيولوجي في هـدوء في جوانبـه المهمة وهي كالتالي:  

• يتزايد ضغط الدم ويتناقص معدل النـبض بتقـدم العمـر مـن السادسـة إلى الثانية عشر.  
• تزايد النسيج العضلي ما يتناسب مع مو الطفـل حيـث تـزداد قـوة الطفـل العضلية. 
• تقــل عــدد ســاعات النــوم إلى أن تصــل إلى (11ســاعة) في ســن (7ســنوات). 
• النمو الحركي:  

لا يملك بعض الأطفال وغالباً الصبيان القدرة على البقاء ثابتن دون حراك ويبـدو أن هناك حاجة للتحرك في كل الأوقات تتداخل مع النشاطات والتعليم ويتزامن عدم الاستقرار هذا مع ما يوصف بالعدائية وفي بعض الأحيـان يـؤدي إجبـار الطفـل عـلى البقاء دون حركة إلى التمرد ومارسة السـلوك العـدواي الاجتاعـي (فـرج وآخـرون ،465 :2004).  

والطفل في سن السادسة يمكنه أن يسيطر تمامـاً عـلى عضـلاته الكبـيرة ويـتحكم فيها في حين أن سيطرته على عضلاته الدقيقة سيطرة تامة لا تظهر قبل سـن الثامنـة فبعد هذه السن نلاحظ قدرة الطفـل عـلى ضـبط حركـات العينـن وأعضـاء النطـق ،فتنمو القدرة على التعبر اللغـوي وحركـات أصـابع اليـد التـي تسـتخدم في الكتابـة ،ويســتطيع الطفــل أن يقــوم بــأعال النجــارة والرســم والأشــغال اليدويــة واســتخدام الصلصال في تشكيل الأشـكال والتريكـو عنـد البنـات، وغـر ذلـك مـن الأعـال التـي تتطلــب تــآزرا وتوازنــاً ودقــة في الحركــة واســتخدام العضــلات الدقيقــة (الأشــول ،

الصفحة159

194 :1978)، أمـا الفــروق بــن الجنســن في المهـارات الحركيــة تــتلخص في أن الــذكور ميلون إلى الحركة التي تحتاج إلى قوة وعنف كلعب الكرة، والجري والقفز والتسـلق وركوب الدراجات، وفي حن أن الإناث يفضلن المهـارات الحركيـة الخفيفـة مثـل نـط الحبل.  

مظاهر النمو الحركي:  

1. تنمو العضلات الكبرة والعضلات الصغيرة.  
2. تنمو لديه مهارات القفز وقذف الكرة والتسلق ونط الحبل والتوازن.  
3. بنمو العضلات الصغرة فإن الطفـل يـتمكن مـن الكتابـة والرسـم وتشـكيل الأشكال من الصلصال ولبس الملابس.  
4. يطور الطفل في المدرسة مهارات حركية يحتاجها للكتابـة والرسـم والتلـوين والغناء وصنع الأشياء باستخدام المواد المتوفرة.  
5. تنمو مهارات الاعتاد على الذات وتتصل هـذه المهـارات بالأكـل   واللبـاس والاستحام والتي يفترض أنها تطورت بدرجة كافية عند بلـوغ الطفـل سـن السادسة وبالتدريب والمارسة تصل إلى مستوى من الدقة والسرعة.  
6. يتعلم الطفل في نطاق الأسرة بعض المهارات، مثل: التنظيف وترتيب الفراش وتعلم مثل هذه المهارات لا يشعر الطفل بالسرور فقط، بل يزيد إحساسـه بأهمية ذاته.  
7. مهارات اللعب يتم تعلم هذه المهارات في نطاق اللعب ومن هذه المهـارات ركوب الدراجة والتزلج والسباحة والقذف ورمي الكرة. 

الصفحة160

تطبيقات تربوية

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• رعاية الطفل في كافة النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية بسبب انتقاله من عالم الأسرة إلى عالم المدرسة وما يتبعها.
• إتاحة الفرص الكافية للطفل لممارسة الأنشطة والألعاب المختلفة التي تتميز بالحركة.
• استخدام الوسائل التعليمية الحسية بجميع أنواعها البصرية والسمعية وغيرها لتتناسب مع نمو الطفل وقدرته على الفهم والاستيعاب.
• العمل على مراعاة حب الاستطلاع لدى الطفل وإتاحة الفرصة له للاطلاع واكتساب المعارف عن طريق الرحلات والزيارات المختلفة التي تزيد من خبراته ومعلوماته.
• مراعاة القدرة البصرية حيث مازال الطفل لديه طول نظر، لذا يجب أن تكون كتب القراءة مصورة وخط الكتابة كبير وهكذا.
• لا بد من مراعاة أن عضلات الطفل الصغيرة والكبيرة ما زالت في حالة نمو لذا لا بد من عدم إجبار الطفل على القيام بأعمال لاتتناسب مع طبيعة نمو عضلاته المختلفة.

 - النمو الحسي:  

الحـواس هــي الينــابيع الأولى التــي يســتقي منهــا الفــرد اتصــاله المبــاشر بنفســه وبالعام الخارجي ،والإحساس ضرب أوعى من ضروب الخبرة، التي تنتقـل إلى الجهـاز العصبي عبر الأجهزة الحسية المختلفة التي تتلقاها وترصدها وتنقل آثارهـا، وشـعور الفرد بنـوع هـذه الإحساسـات بـدرجتها وبعلاقتهـا بالأشـياء الأخـرى يسـمى إدراكـاً   حســياً، فهــو بهــذا المعنــى عمليــة معقــدة تنســق هــذه الإحساســات المختلفــة في

الصفحة161

نظام متكامل، والنمو الحسي يتمثل في مو الحواس المختلفة كالسمع والبصر والشـم ،والتــذوق والإحساســات الجلديــة والإحساســات الحشــوية الداخليــة مثــل الإحســاس بالعطش والجوع والإحساس بالأم (أحمـد ،45 :1997)، وينمـو الإدراك الـحسي خـلال هذه المرحلة، فنجد أن الطفل يدرك الألوان ويدرك الزمن فيمكنه في سن السابعة أن يدرك أن السنة تتكون من فصول، ويستطيع أن يذكر أساء فصول السنة ويـدرك أن الشهر به أسابيع والأسابيع بها أيام، ومكن أن يذكر أسماء هذه الأيـام، وتـزداد قـدرة الطفل العددية ويتعلم العمليات الحسابية، يعتمد هذا على تقدمه في العمـر خـلال هذه المرحلة، وفي السادسة يتعلم الجمع ثم الطرح، وفي السـابعة يـتعلم الضرب وفي الثامنة يتعلم القسمة، ويميز الطفـل الحـروف الهجائيـة وتقليـد كتابتهـا، ولكنـه قـد يخلط أحياناً في تمييـز بعـض الحـروف المتشـابهة )ب،ت،ث(و )د،ذ( و)ر،ز(و)س،ش(...الخ )معوض، 1983:  (226

     ومن المظاهر البارزة للنمو الحسي في مرحلة الطفولـة الوسـطى قـدرة الطفـل الفائقة على التمييز اللمسي الذي يلاحظ في ولع الطفل في لمس الأشـياء وتفحصـها ،وقد أشارت نتـائج بعـض الدراسـات أن حاسـة اللمـس عنـد طفـل السـابعة تبلـغ ضعفها عند الراشد، كما أوضحت تجـارب (سـبيرمان) أن الطفـل في سـن السادسـة يفوق في حاسته العضلية طفل العـاشرة ويكـاد لا يقـل عـن الراشـد في ذلـك وقـد لوحظ أيضاً أن حاسة اللمس في هذا السـن عنـد البنـات أقـوى منهـا عنـد البنـن ،ويتمكن الطفل من إدراك الألوان والتمييز بينها بالرغم مـن أن التمييـز الـبصري لا يزال ضعيفا نوعاًً ما ويعاي حوالي80% من الأطفال قبـل سـن السـابعة مـن طـول النظر بينا يعاي2% أو 3% من قصره، وهذا يعني أن اكتال مو العن م يتم بعد ما يضعف التحكم بحركات العيـن وتـوافقها، ويعـاني الأطفـال مـن طـول النظـر الذي يعني أن الطفل يتمكن من رؤية الأشياء البعيـدة بوضـوح مـا يفـوق رؤيتـه للأشياء القريبة ونتيجة لذلك يجـد الأطفـال صـعوبة كبـرة في القـراءة، أمـا حاسـة 

الصفحة162

السمع في هذه المرحلة ما تزال غـر ناضـجة مامـاً ولحاسـة السـمع أهميـة كبـرة فيتطور النمو العقلي لدى الطفل (السيد ،1975: 123)، ويدرك الطفل الأشـياء بصـورتهاالعامة الكلية قبل إدراك أجزائهـا وتفاصـيلها، فهـو لـذلك يـدرك كلمـة دجاجـة قبـل حروفها، وهو يرسم أشـياء عامـة دون الخـوض في التفاصـيل، وكلـا تقـدم في السـن ازدادت قدرته على رسم الأشكال بتفاصيلها وتزداد قدرة الطفل على إدراك المسافات ،لذلك يقل تعرضه للسقوط على الحواجز والأدراج عا كان عليه في مرحلـة الطفولـة المبكرة. (زهران ،212 :1997)  

• النمو العقلي:  

يمتاز النمو العقلي بتطور العمليـات العقليـة في مسـتويات تصـاعدية تبـدأ مـن المســتوى الــحسي الإدراي إلى مســتوى العمليــات الارتباطيــة كالتــذكر ثــم تنتقــل إلى مستوى العلاقات مثل التفكـر والتخيـل، ولا يسـر النمـو العقـلي بسرعـة واحـدة في مراحل الطفولة المتعددة، فنجده خلال مرحلتي المهـد والطفولـة المبكـرة سريعـاً، في حن نجده في مرحلتي الطفولة المتوسطة والمتأخرة يسر بتدرج بطيء، ويبدأ الطفـل في هــذه المرحلــة في اكتســاب الكثــر مــن الخــبرات العقليــة والمعرفيــة والمهــارات التحصيلية التي تـزوده بحصـيلة مـن المعلومـات وكـذلك مـارس الطفـل الكثـر مـن التفاعل والعلاقات الاجتاعية بوجوده في الوسـط الـدراسي، ويـتعلم الطفـل القـراءة والكتابة والحساب وبتقدمـه في الدراسـة مـارس الاطـلاع عـلى القصـص، وكـل هـذه المهــارات والخــبرات العقليــة والمعرفيــة تعــن الطفــل عــلى النمــو العقــلي الســليم (معوض،1983: 277).  

مظاهر النمو العقلي:  

1. التحصيل:  

يــتعلم الطفــل المهــارات الأساســية في القــراءة والكتابــة

والحســاب، ويهــتم   التلاميــذ مــواد الدراســة، وحــب القصــص والكتــب، وفي نهايــة المرحلــة ينشــغل في

الصفحة163

وقت الفراغ في قراءات خاصـة تظهـر أهميـة الـتعلم بالنشـاط والمارسـة، حيـث إن التحصيل في هذه المرحلة يعتبر دليلاً مقبولاً للتنبؤ بالتحصيل في المستقبل. 

1. الذكاء:  

يطــرد مــو الــذكاء ويســتخدم اختبــار رســم الرجــل في تقــدير الــذكاء، وهنــاك فروق فردية بن الأطفال فيا يتعلـق بالتفصـيلات التـي تحتويهـا رسـومهم (زهـران ،  .(215:1977

النمو العقلي ونسبة الذكاء:  

العمر العقلي للطفل هو قدرتـه العقليـة في سـن معـن كـا تقيسـها اختبـارات الذكاء في وقت معين.   

فإذا ما طبق اختيار الذكاء على طفل في سن الثامنـة فأجـاب عـلى الأسـئلة التـي يجيب عليها الطفل العادي الذي في مثل سنه، اعتبر الطفل متوسط الذكاء وتحسـب نسبة الذكاء كالتالي:   

نسبة الذكاء = العمر العقلي  × 100     8  × 100 = 100 متوسط الذكاء  

                     العمر الزمني              8    

أما إذا كان عمر الطفل الزمني ماي سنوات، وأجاب عـلى أسـئلة اختبـار الـذكاء التي يجيب عليها طفل عادي عمره 12 سنة، اعتبر الطفـل عبقـري، وتحسـب نسـبة الذكاء كالتالي:  

نسبة الذكاء = العمر العقلي  × 100   12 × 100 = 150 عبقري                                           العمر الزمني                                   8

ويمكن حساب نسبة الذكاء بتحديد العمر العقلي الذي يحدده اختبار الذكاء ثـم معرفة العمر الزمني، وبقسـمة العمـر العقـلي عـلى العمـر الزمنـي وضرب الحاصـل   في مائــة (معــوض ،232 :1983)، وقــد اختلــف علــماء الــنفس في نظــرتهم إلى الــذكاء 

الصفحة164

وتعددت مفاهيمهم له، فينظر له البعض على أنه "القدرة على إدراك العلاقـات بـنالأشياء أو الأفكار"، في حن أن البعض ينظر له على أنه " القدرة عـلى تطبيـق مـا قـدتعلمه الإنسان أو فهمه في ظروف وحالات جديدة"  ويرى "شترن" الذكاء بأنه القدرة على التكيف المقصود حيال الظروف الجديدة، ويرى "كلفن" أنه القدرة على التكيف مع البيئة، ويرى " ثرمان" أنه القدرة على التفكر المجرد، ويرى"وكسـلر" أنـه القـدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادف والتفكر المنطقي والتعامل المجدي مع البيئـة (معوض ،231 :1983). ويجب وضع نسبة الذكاء ونسبة التحصـيل في الحسـبان عنـد التعامل مع الطفل في المدرسـة الابتدائيـة، مـع الاهـتام بتعلـيم مهـارات الحيـاة في الإطار الاجتاعي والثقافي الذي يعيش فيه الطفل (بيرنارد سبوديك وأليفيـا ساراتشـو Spodek صلى الـلـه عليه وسلم aracho، 1999).  

3- التذكر:   

التذكر هو استرجاع الصور الذهنيـة والبصريـة والسـمعية... وغيرهـا التـي مـرت بالفرد في ماضيه وحاضره.  

 ويمكن أن نميز بين ثلاث عمليات للتذكر من خلال مرحلة الطفولـة    الوسـطى ،الأولى عملية التحويل إلى رموز والثانية عملية التخزين، والثالثة عملية الاسترجاع.  

ينمو التذكر الآلي في الطفولة المبكرة حتى يصل إلى التـذكر الفـاهم في هـذه المرحلة، حيث يتذكر الطفل ( 5أرقام) في سن سبع سنوات، وتزداد قـدرة الطفـل على الحفظ فيستطيع حفظ 10أبيات مـن الشـعر في سـن السـابعة،(11بيتـاً) في الثامنة ،(12بيتاً) في التاسعة (زهران ،227 :1997). ويـرتبط التـذكر بالقـدرة عـلى الانتباه والاهتام والتذكر هو اسـترجاع الصـور الذهنيـة والبصريـة والسـمعية... وغرها التـي مـرت بـالفرد ماضـيه وحـاضره، ولا شـك أن الموضـوعات الواضـحة والتــي مكــن فهمهــا بســهولة ويسر تحتــاج إلى مجهــود أقــل في حفظهــا وفي 

الصفحة165

استرجاعها لذا فيجب أن تكون الدروس والموضوعات التي تدرس للتلاميذ ذات معنى ويمكن فهمها وحفظها، وتكون قريبة إلى نفوسهم وتتصـل اتصـالاً وثيقـاً بـاهتامهم. وتثير نشاطهم وخيالهم (معوض ،230:1983).  

1. الانتباه:  

نعني بالانتباه قـدرة الطفـل عـلى التركيـز بـاهتام في موضـوع معـن فـترة مـن  الزمن، حيث من الملاحظ أن الأطفال يتفاوتون في قدرتهم عـلى الانتبـاه ورمـا يعـود ذلك إلى الدوافع الداخلية لدى الطفل واتجاهاته نحـو الموضـوع المـراد الانتبـاه إليـه وكذلك مدى قدرة الشخص الذي يقدم الخبرة والمعلومة للطفل، هل قـدمها مجـردة أم قدمها من خلال وسائل وآليات محببة للطفل ما يزيد من درجة الانتباه لديه.   

" ومن المعروف أن الأطفال أقل قدرة على الانتباه لأن الطفل لا يستطيع أن يركز اهتامــه ويتحــرر مــن العوامــل الخارجيــة التــي تعمــل عــلى تشــتيت الانتبــاه. لــذا فالأطفال لا يستطيعون تنظيم نشاطهم الذهني في شيء محدد لفترة طويلة، فإذا مـا طلب من الطفل أن ينفذ عدة موضوعات في وقت واحد نجـد أنـه يفضـل عـنصر أو أكر لقصور الانتباه لديه وليس بسبب عدم التذكر" (عريفج ،:88 :1993).  

ولما كـان الطفـل في سـن السادسـة أو السـابعة لا يسـتطيع حصر انتباهـه مـدة طويلة، فإن الاتجاهات التربوية الحديثة تقتضي أن لا تكر المدرسة على تلاميـذ هـذا السن من الدروس الشفوية التي تحتاج إلى تركيـز الانتبـاه في موضـوع محـدد لفـترة أطول،  ومن  ثم فيجـب أن تتصـل الـدروس باهتامـات الطفـل وحاجاتـه النفسـية (زهران ،215 :1977).  

1. التخيل:  

في مرحلة الطفولة المبكرة كان التخيل من النوع الإيهامي، ويأخذ التخيل اتجاهاً جديــداً في هــذه المرحلــة (الطفولــة المتوســطة) نتيجــة النمــو والنضــج العقــلي   فيصبح خيال الطفل تخـيلاً واقعيـا إبـداعيا أو تركيبيـاً، فـيمكن للطفـل أن يميـز بيـن  

الصفحة166

الواقــع والخيــال، وقــادراً عــلى تركيــب صــور وإبــداعات لا توجــد في الواقــع، ومكــناستغلال هذا التخيل في مجـلات النشـاط الفنـي كالرسـم والتلـوين وقـراءة القصـصوالأشغال اليدوية (معوض ،23 :1983).  

1. التفكير:  

في هذه المرحلة ينمو التفكر من تفكر حسي الى تفكر مجـرد أي لفظـي مجـرد ،تفكر في معاي الكلات، فطفل السابعة يسـتطيع أن يجيـب عـلى الأسـئلة المنطقيـة البسيطة (زهران ،215 :1977)، حيث أن طفل هذه المرحلة ميل إلى التعميم السريع ،وينمو التفكر الناقد عند الطفـل، وفي نهايـة هـذه المرحلـة يلاحـظ أن الطفـل نقـاد للآخرين وحساس لنقدهم وفي بداية مرحلـة الطفولـة الوسـطى يكـاد يكـون تفكـر الطفل تفكرا عملياًً، فالطفل يستهويه في هذه المرحلة فحص الأشياء ومحاولـة حلهـا وتركيبهــا وكــذلك ميلــه لحــل الألغــاز. وقــد فطــن علــاء الــنفس لجوانــب التفكــر وخصائصه في هذه المرحلة، فصمموا اختبارات الذكاء العملية التي تتناسب مع هذه المرحلــة، والتــي تضــمن جوانــب عمليــة تقــيس قــدرات الطفــل في الفــك والتركيــب والمهارات اليدوية، وحل بعض المشكلات والألغاز (معوض ،32 :1983).  

1. الملاحظة والإدراك:  

منذ بداية هذه المرحلة يطرأ على الطفل تطور في الملاحظة والإدراك بالمقارنـة بالمراحل السابقة، فإذا ما عرضت على طفل في سن الثالثة لوحة تتألف من عناصر متعددة، فإنه سوف يعدد مـا يـراه في الصـورة دون تعليـق فيـذكر أن هـذا رجـل وهذا ولد وهذه شجرة، وهذا خرطوم ماء، وإذا عرضت الصورة على طفل في سـن الســابعة يــذكر أن هــذا رجــل يســقي الــزرع أو الشــجرة، والولــد يقــف بجانبــه ويســاعده، ويشــر بــذلك أثنــاء وصــفه للصــورة، إلى العلاقــات المكانيــة والحركــة والأدوات والألـــوان الموجـــودة. (معـــوض ،238 :1983) وتطـــور إدراك الطفـــل 

الصفحة167

وملاحظته يدل على تطور النمو العقلي والـذكاء، فيصـبح الطفـل قـادراً علــى إدراكالعلاقات والربط بن عناصرها على أساس العلة والمعلـول (زهـران ،214 :1977). كـا ويبدو واضحاً في بداية هذه المرحلة، إدراك الطفل للأشياء المتباينة أكـر مـن إدراكـه للأشــياء المتشــابهة، ففــي الحــروف الهجائيــة يــدرك الحــروف المختلفــة مثــل (ذ، ع) ويصعب إدراك الحروف المتشـابهة مثـل (ص، ض). وفي الثامنـة يسـتطيع الطفـل أن يدرك الإدراك الصحيح للحروف، وأن ميز بن الحـروف المتشـابهة، أمـا إدراك الطفـل للجهات (الشرق، الغرب، الشال، الجنوب)،(القرب، البعد) فيكون إدراكهـا بطيئـاً في السادسة وينمو تدريجياً حتى الثانية عشرة، فيصبح الطفـل قـادراً عـلى التمييـز بـن الاتجاهات والمواقع (عريفج ، 88 :87 :1993).  

1. حب الاستطلاع:  

حب الاستطلاع حالة ملازمة للطفل حيث من خلالها يـتمكن مـن التعـرف عـلى كل ما هو جديد ومفيد له ويكتسب الخبرات والمهارات المتعددة من خـلال المعرفـة التي يكتسبها أثناء استطلاعه للأشياء من حوله، وينمو لدى الطفل حب الاستطلاع في الحالات التالية:  

1. - كلما كانت مشاعر الوالدين إيجابية ومحاذيرهم بالنسبة لسلوكه قليلة.  
2. - كلما اهتم الوالدين بتقديم الجديد للطفل واهتا باسـتطلاع الجديـد حتـى يقلدهما. 
3. كلما أتيحت له فرص اطلاع أكـبر مـن خـلال الـرحلات والزيـارات المتعـددة للأماكن التي من الممكن أن تزيد من خبراته ومعارفه. 
4. الحكايات والقصص: 

يميل الطفل إلى ساع الحكايات والقصص الطريفة ويصبح لديـه رغبـة في سـاع الراديو ومشاهدة برامج الأطفال الخاصة التي تبث عبر جهاز المرئي.  

الصفحة168

  "ويتضــح فهــم الطفــل للكتــب والطرائــف وقــد وجــد علاقــة بــن اطــراد النمــو   العقــلي في هــذه المرحلــة وبــن زيــادة فهــم الأطفــال للنكــت والطرائــف" (زهــران ،  .(21:1977

01- نمو المفاهيم:  

يلاحظ في بداية هذه المرحلة أن الطفل يكون متمركزاً حـول ذاتـه،  وغمـوض وبساطة معظم مفاهيمه فتحدث تغرات مهمة في مو المفاهيم عند الطفل مثل:  

1. -التقدم من المفاهيم البسيطة إلى المفاهيم المعقدة.  
2. -التقدم من المفاهيم الغر المتايزة إلى المفاهيم المتايزة. 
3. التقدم من المفاهيم المتمركزة حول الذات إلى المفاهيم الأكر موضوعية. 
4. -التقدم من المفاهيم المتغيرة نحو المفاهيم الأكر ثباتاً. 

تطبيقات تربوية

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• تزويد الطفل بقدر مناسب من المعلومات المحببة عن المدرسة قبل دخولهما مما يثير اهتمامه قبل دخول المدرسة.
• مراعاة قدرات التلاميذ وعدم إجبارهم على ما لا يطيقون من أعمال لا تتناسب مع قدراتهم العقلية.
• الحرص على تحقيق التوافق المدرسي منذ السنة الأولى، وهذا واجب الأسرة والمدرسة من خلال عملية التعاون بينهما.
• تنمية الدافع إلى التحصيل بأقصى قدر تسمح به قدرات التلميذ، من خلال الحوافز والمشجعات المختلفة للطفل.
• إتاحة أنشطة تثير التفكير وتنمي القدرة العقلية عند الأطفال.

الصفحة169 

• تشجيع حب الاستطلاع لدى الأطفال وتوفير بيئة معرفية وثقافية مناسبة. مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال والعمل مع كافة الفئات كل من حسب قدراته.
• توفير الألعاب والقصص والكتب الملائمة لمستويات الطفل العقلية لإتاحة الفرصة له لزيادة مستوى المعرفة لديه.
• ضرورة استخدام الوسائل التعليمية المساعدة ذات الألوان الجذابة والأشكال والأحجام المختلفة التي تساهم في إيصال الخبرة والمعلومة للطفل، وتعمل على تنمية الحواس المتعددة لديه وتزيد من قدرته على التعلم.
• العمل على إتاحة الفرصة للطفل كي يتمكن من تنمية قدراته العقلية من خلال توفير الأدوات المساعدة، والألعاب المختلفة التي تعمل على زيادة فترة الانتباه لدى الطفل مما يعينه على زيادة القدرة على الفهم وينعكس ذلك أيضاً في قدرته على التذكر.
• اصطحاب الطفل في رحلات مختلفة لزيادة مستوى المعرفة لديه، وتنمية وإشباع حب الاستطلاع مما يعينه على التفكير السليم والواقعي والبعد عن الخيال اللاواقعي ويعينه ذلك على القدرة على الإبداع والتجديد.
• توفير مكتبة صغيرة في البيت وكذلك في الفصل أو المدرسة بشكل عام ليتمكن الطفل من الاطلاع والقراءة لما لها من أهمية كبيرة في زيادة قدراته العقلية والمعرفية واللغوية وغيرها.
• النمو الانفعالي:  

الانفعــال ســلوك أو اســتجابة ذات صــبغة وجدانيــة لهــا مثراتهــا ومظاهرهــا   ووظائفهـا التـي يعمــل الانفعـال عـلى تأديتهــا، ويعتـبر الانفعـال بوجــه عـام مظهــر   لفقدان الاستقرار، أو التوازن بن الفرد والبيئة، وهو وسـيلة لإعـادة التـوازن (أحمـد ،  .(47:1997

الصفحة170

تظهر بعض ملامح الثبات الانفعالي لدى طفل هـذه المرحلـة إذ تسـر انفعالاتـه نحو الاستقرار النسـبي، حيـث تقـل مظـاهر التقلـب والانتقـال المفـاجئ مـن حالـة انفعالية إلى أخرى، وهذا ما حدا بـبعض البـاحثن إلى وصـف هـذه المرحلـة مرحلـة الطفولة الهادئة، حيث ميز سلوك الطفـل بالهـدوء الانفعـالي، وينبغـي التـذكر بـأن الطفل لا يصل إلى الثبات الانفعالي الذي تتصف بـه انفعـالات الراشـد، وهنـاك عـدة عوامل مسؤولة عن هذا الثبات الانفعالي وهي:  

• اتساع دائرة التفاعلات الاجتاعية للطفل، لتشمل مجتمع المدرسة مـا فيـه من مدرسن وزملاء.  
• ازدياد النمو العقلي للطفـل يجعلـه يسـعى للتوفيـق بـن رغباتـه ورغبـات  الآخرين، هذا بالإضافة إلى تعلمه عدداً من المعاير الاجتاعية التـي تضـبط سلوكه. 
• إيجــاد وســائل لإشــباع حاجاتــه دون إلحــاق الأذى بــالآخرين كالمنافســة المنتظمة. 

إن تحول اهتامات الطفل نحـو البيئـة الخارجيـة يسـاهم إلى حـد كبـر وبعيـد    في التحكم بدوافعه الغريزية التي اتسم بها خـلال المراحـل السـابقة، كـا أن ظهـور الرقيب اللاشعوري الداخلي (Super Ege) يساهم بدوره في ضـبط الـنفس. (خـوري ،90 :2000).  

وتتحسن عادات الطفل الاجتاعية والانفعالية مع الآخرين ويقـاوم النقـد بيـنا ميل إلى نقد الآخرين، ويشعر بالمسؤولية ويستطيع تقيـيم سـلوكه الشـخصي ويعـبر عن الغرة بالضيق والتبرم. ونلاحظ مخاوف الطفل بـدرجات مختلفـة كـالخوف مـن المدرسة، والعلاقات الاجتاعية وعدم الأمن اجتاعيا واقتصادياً.  

• النمو الاجتاعي:  

يتيح الالتحاق بالمدرسة الفرصة المناسـبة للطفـل ليتـدرب عـلى تكـوين علاقـات اجتاعيــة متنوعــة تســهم في بنــاء شخصــيته كالأخــذ والعطــاء والتنــافس والتعــاون 

الصفحة171

 وممارسة الميول والهوايات والتدرب على الحقوق والواجبات، وتطبع المدرسة الطفـل عــلى الكثــر مــن قواعــد الســلوك الاجتاعــي والأخلاقــي وتســتمر عمليــة التنشــئة الاجتاعية، وفي سن السادسة تكون طاقات الطفل عـلى العمـل الجاعـي مـا زالـت محدودة وغر واضـحة ويكـون مشـغولاً أكـر ببديلـة الأم (المدرسـة) وتتسـع دائـرة الاتصال الجاعي ويزداد تشبعها وهذا يتطلب أنواعاً جديـدة مـن التوافـق، ويكـون الطفل مستمعا جيداً في هذه المرحلة.  

والطفل يذهب إلى المدرسة، ويتوقف سلوك الطفل الاجتاعـي فيهـا مـع أقرانـه وفي البيئة المحلية ومع طبقته الاجتاعية على نوع شخصيته التي مت نتيجة لتعلمه الماضي في المنزل وفي البيئة المحلية وهي دار الحضـانة إذا كـان قـد مـر بهـا (زهـران ،226 :1977).  

ويبدأ الطفل في هذه المرحلـة السـعي الحثيـث نحـو الاسـتقلال، وبـزوغ  معـاي وعلامات جديدة للمواقف الاجتاعية، واتساع دائرة الميول والاهتامات.  

وقد يضطرب السلوك إذا حدث صراع أو مع معاملة خاطئة مـن جانـب الكبـار ،ويكون اللعب جاعياً ومن خلاله يتعلم الأطفال الكثـر عـن أنفسـهم وعـن رفـاقهم وتتاح لهم الفرصة في تحقيق المكانة الاجتاعية، وتكـر الصـداقات ويـزداد التعـاون ،ميل الزعامة إلى الثبـات النسـبي، وتكـون أهـم خصـائص المرحلـة ضـخامة التكـوين الجسمي وزيادة الطاقة الحيوية، والنشاط اللغوي والعضلي، وارتفاع نسبة الذكاء.  

أبرز الفروق الفردية بن الجنسن في النمو الاجتاعي:  

• ميل الأطفال الذكور إلى العدوانية نحو الآخرين لإثبات ذواتهم والدفاع عـن أنفسهم أحيانا أكر من البنـات ويكـون عـدوان الـذكور يـدوياً، أمـا الإنـاث فيكون عدوانهن لفظياً.  

الصفحة172

• الأطفال أكر خشونة حتى في نوعية الألعاب التي مارسـونها وينمـو لـديهم مفهوم المنافسة، أما البنات فيتجهن إلى أن يصـبحن أكـر أدبـاً ورقـة ورأفـة وتعاوناً. 

العوامل المؤثرة في النمو الاجتاعي:  

يتأثر النمو الاجتاعي وبصفة خاصة بعملية التنشئة الاجتاعية في المدرسـة وفي البيت بعدة عوامل منها:  

1. البناء الاجتاعي للأسرة وطبيعة العلاقات القامة بن أفرادها.  
2. مدى قدرة الأسرة على إعطـاء الطفـل الفرصـة لمارسـة نشـاط اللعـب مـع الأطفال الآخرين.  
3. مــدى تمكــن الأسرة مــن إكســاب الطفــل المهــارات الاجتاعيــة مــن خــلال الزيارات العائلية المتبادلة.  
4. مدى الحرية المتاحة للطفل في الأسرة للتعبر عن نفسه وحاجاته.  
5. البناء الاجتاعي للمدرسة وطبيعـة العلاقـات القامـة بـن عنـاصر العمليـة التعليمية.  
6. حجم المدرسة وسعتها ومدى توفر أماكن للأنشطة الجماعية.  
7. أعار التلاميذ والتكوين الجنسي والفروق الفرديـة الاجتاعيـة والاقتصـادية بين الأطفال.  
8. عمر المدرس وجنسه وحالته الاجتاعية وشخصيته.  
9. العلاقة بن المدرس والتلميذ والعلاقة بن التلاميذ بعضهم ببعض.  

10-والعلاقــات القامــة بــن المدرســة والأسرة وطبيعتهــا إذا كانــت قامــة عــلى التعاون المثمر أم على غر ذلك.  

    الصفحة173

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• إكساب الأطفال خبرة التفاعل الاجتماعي وذلك بإعطائهم الفرصة للاحتكاك
• بالآخرين.
• مشاركة الطفل في اللعب داخل الأسرة ليعتاد على التعاون واللعب الجماعي خارج الاسرة.
• إكساب الطفل المعايير الاجتماعية التي تضبط العلاقة بينه وبين الأشخاص المحيطين به، وكذلك المؤسسات التي يتعامل معها.
• تنمية روح التعاون والتفاعل الاجتماعي من خلال أنشطة جماعية متعددة مع احترام القدرات الخاصة للطفل.
• من المشكلات والتوتر داخل الأسرة، ليتمكن الطفل من الاستفادة من قدراته وإمكانياته.
• خلق جو نفسي هادئ خالي من العنف والتوتر داخل المدرسة.
• احترام وتقدير الطفل في المدرسة وإتاحة القدر الكافي من حرية التعبير. أن يمثل المربين في البيت والمدرسة القدوة الحسنة في السلوك الاجتماعي أمام الطفل.

ثالثاً: مرحلة الطفولة المتأخرة ( 9-12سنة):  

تبــدأ هــذه المرحلــة ببدايــة التحــاق الطفــل بالصــفوف الأخــرة مــن المرحلــة الابتدائية في المدرسة وتنتهي بنهاية تخرجه منها ويطلق البعض على هذه المرحلـة "قبيل المراهقة" وببدء هذه المرحلة ينتقل الطفل مـن البيـت إلى المدرسـة فتتسـع دائرة بيئته الاجتاعية وتتنوع تبعاً لذلك علاقاته وتتعدد، ويكتسب الطفل معـاير واتجاهات وقيم جديدة ويكون الطفل في هـذه المرحلـة مسـتعداً لأن يكـون أكـثر 

    الصفحة174

اعتمادا على نفسه وأكثر تحملاً للمسؤولية وأكر ضبطاً للانفعالات لذلك كانت هذه المرحلة مناسبة لعملية التنشئة الاجتاعية وغرس القيم التربويـة، وباعتبـار أن كثـراً من التغرات التي تحملها هذه المرحلة تكون مثابة ملامح تشر من قريـب أو بعيـد إلى أن الطفل قد اقترب من البلوغ، ولما كان البلوغ هو المؤشر الأول على حلول فـترة المراهقة لذلك سميت بمرحلة قبيل المراهقة.  

و يزداد تعلم المهارات اللازمة لشؤون الحيـاة، وتعلـم المعـاير الخلقيـة والقـيم ،وتكون الاتجاهات، والاستعداد لتحمل المسـؤولية، وضـبط الانفعـالات، وتعتـبر هـذه المرحلــة مــن وجهــة نظــر النمــو أنســب المراحــل لعمليــة التطبيــع الاجتاعــي (زهران264 :1990).  

ويتسع عالم الطفل فيشمل إلى جانب الأسرة المدرسة، والمجتمع المحـلي، ويواجـه توافقات اجتاعية جديدة، وسلوك الطفل الـذي كـان متقـبلاً منـه سـابقاً، يصـبح في هذه المرحلـة غـر متقبـل ولا يتسـامح فيـه الكبـار، وتـؤدي مثـل هـذه الانفعـالات الاجتاعية المتنوعة الجديدة إلى زيادة وعي الطفل بالجاعة ويبدأ في مقارنة سلوكه بسلوك أفرادها. ويؤدي ذلك إلى ظهور طموحات جديدة وتوقعات جديـدة بالنسـبة للذات (عبدالسلام ،1983: 353).  

 [1]  مظاهر النمو الجسمي في مرحلة الطفولة المتأخرة:  

يشبه النمو الجسـمي في هـذه المرحلـة مـو الراشـد، بحيـث تسـتطيل الأطـراف ويزداد النمو العضـلي، وتقـوى العظـام، وتظهـر الأنيـاب، والأضراس، ويـزداد الطـول ،ويشهد الوزن زيادة بنسبة (10%) في السنة، بينا الطول (5%) في السنة مـع مراعاة الفـروق الفردية بن الذكور والإناث خلال عملية النمـو الجسـمي (الغـرة، 74 :2002) ويكون النمو سريعاً في الفترة التي تسـبق البلـوغ مبـاشرة وتكـون في العـادة في سـن الحاديـــة عشرة أو الثانيـــة عشرة عنـــد الإنـــاث، والثانيـــة عشرة أو الثالثـــة عشرة   عنــد الــذكور، ويلاحــظ أن البنــات يســبقن البنــين بســنة في النمــو الجســمي خــلال 

الصفحة175

الجزء الأخـر مـن الطفولـة المتـأخرة، ولكـن الأولاد الـذكور يعـادلون هـذا الفـرق في المرحلة التالية وخلال المراهقة المبكرة حيث يكون الأولاد في المتوسـط أطـول وأثقـل وزناً ممن يناظرهم في العامل الزمني من الإناث....؟  

ويكون نصيب الذكور أكر من الإناث في النسيج العضلي، ويكون نصـيب الإنـاث أكر من الذكور في الدهن الجسمي، وتكون الإناث أقوى قلـيلاً مـن الـذكور في هـذه المرحلة فقط، وتلاحظ زيادة لدى الإنـاث عـن الـذكور في هـذه المرحلـة في كـل مـن الطول والوزن وتبدأ ظهور الخصائص الجنسية الثانوية لـدى الإنـاث قبـل الـذكور في نهاية هذه المرحلة (زهران ،266 :1997). ويتأثر وزن الطفـل بعوامـل عديـدة أهمهـا التغذية، وخلال هذه المرحلة تعتبر الدهون مسـؤولة عـن نسـبة مئويـة مـن الـوزن الكلي للجسم تصل إلى ما بن 21 وتـؤثر العوامـل السـيكولوجية في وزن الطفل في هذه المرحلـة. فحـن يفشـل الطفـل في تكليفـه الاجتاعـي فإنـه ميـل إلى المبالغة في تناول الطعام كتعويض عن عدم التقبل الاجتاعي وعادة ما تنشأ عـادات المبالغة في الأكل من ضغوط الوالدين على الأطفال في السنوات السـابقة، وقـد ينشـأ عن المبالغة في الطعام سمنة ظاهرة يكون من نتائجها عدم اسـتطاعة الطفـل القيـام بنشــاط بــدي كبــر وتضــيع منــه فرصــة اكتســاب بعــض المهــارات اللازمــة للتكيــف الاجتاعي (أبو حطب وصادق ،318 :1990).  

تطبيقات تربوية :

على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى الرعاية الصحية، فإذا ما ظهر أي اعتلال في صحة الطفل، فعلى المدرس أن يحيله إلى الجهات المسؤولة وكذلك الأسرة.
• الطفل بحاجة إلى تغذية متوازنة حتى لا يصاب بأمراض سوء التغذية أو بأمراض السمنة الزائدة.

الصفحة176

• ألا يكلف المدرس أو الأسرة الطفل في بدء هذه المرحلة بالأعمال الدقيقة التي تحتاج إلى قدرات عقلية عالية، حيث إن الطفل ما زال يمر بمرحلة النضج العقلي.
• يجب توفير أنشطة صفية ولا صفية في المدرسة فالأطفال بحاجة إلى الحركة والنشاط والأعمال الجماعية، ويتم ذلك من خلال الرحلات والأعمال الجماعية والألعاب المختلفة والمفيدة للأطفال.

 [2] النمو الحركي:   

يبــدأ النمــو الحــري واضــحاً في هــذه المرحلــة، فنجــد أن الطفــل يواصــل حركتــه المستمرة فلا يستطيع أن يظل فترة طويلة في سكون، فنجـده يجـرى ويقفـز ويلعـب الكرة وينمو النشاط الحري لديه في مرحلة الطفولة المتأخرة فنجد أن الطفـل يركـب الدراجة ذات العجلتن ومارس العـوم والألعـاب الرياضـية المنظمـة ويأخـذ النشـاط طابعا منظا يتطلب سرعة ودقة وتآزرا حركيا

هذه المرحلة تعتبر مرحلة النشاط الحري حيث نشـاهد فيهـا زيـادة واضـحة في القوة والطاقة، وتكون حركة الطفل أسرع وأكر قوة من المرحلة السابقة، ويسـتطيع الطفل التحكم بالحركة بدرجة أفضـل، ويـزداد التـآزر الـحسي الحـري لـدى الطفـل ،وأيضاً ميل الطفل في هذه المرحلـة إلى الألعـاب الرياضـية المنظمـة التـي   يسـتطيع الطفل مارستها في هذا السن، ويحتـاج الطفـل لألـوان متعـددة مـن النشـاط التـي تساعد على تفريغ الطاقة الزائدة لديه، ما يتيح له حياة نفسية مريحة ومتزنة.  

الفروق بين الجنسين في النمو الحركي:  

• يقوم الذكور باللعب المنظم القوي الذي يحتاج إلى مهـارة وشـجاعة وتعبـرعضلي عنيف كالكرة والجري.  

   الصفحة177

• تقوم الإناث باللعب الذي يحتاج إلى تنظيم الحركات كالحجلة ونط الحبل.  
• يميل الذكور إلى القيام بالأعال التي تحتاج إلى القوة مثل النجارة.  
• تميل الإناث إلى أعال التريكو.   
• تتم السيطرة التامة على الكتابة عند الذكور والإناث

(زهران ،168 :1997).  

العوامل المؤثرة في النمو الحركي:  

يتأثر النمو الحري للطفل بعوامل عدة وهي:  

1. الحالة الجسمية والصحية العامة.  
2. مستوى النمو الانفعالي عند الطفل.
3. التعلــيم والتــدريب الــذي يتلقــاه الطفــل عــلى المهــارات الحركيــة (ســارة وآخــرون ، 127 :126 :1993) وبالمقابــل يــؤثر النمــو الحــري عــلى غــره مــن جوانب النمو، فهو ضروري للتوافق الاجتاعي، وينتج ذلك عن المشاركة في الألعاب مثلاً كما يؤثر عـلى النمـو العقـلي وهـو يسـاعده في إثـراء خبراتـه ،ويؤثر كذلك على مو الطفل اللغوي، كا أنه يؤثر في تكوين مفهـوم الـذات لديه، فالأطفال يقيمون بعضهم الـبعض مـن خـلال قـدرتهم عـلى المهـارات الحركية بشكل خاص، وهم يقسون في تقييمهم عـلى مـن تظهـر لديـه أيـة صعوبات، أو تأخر في النمو الحري، وبالتالي ينعكس ذلك على مفهوم الطفل لذاته. 

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

1-استغلال هذه المرحلة في التدريب على المهارات الحركية المتعددة كالقفزوالجري. 

   الصفحة178

2- الاهتمام بالتعليم عن طريق الممارسة، واستخدام التعليم المجرد تدريجياً.

3-تشجيع الأطفال على الحركة التي تتطلب المهارة والشجاعة.

4-التدريب على بعض الألعاب الرياضية المنظمة. 

5-تدريب الأطفال على الأعمال المنزلية وخدمة أنفسهم.

6-تشجيع الهوايات المختلفة عند الأطفال، وتوفير البيئة المناسبة لذلك.

7-تشجيع الأطفال على تنويع نشاطهم الحركي، وتوجيهه إلى ما يفيد. 

8-تشجيع الطفل على الرسم واستخدام المقص والصلصال لما للرسم وتشكيل الأشكال من فوائد في نمو الطفل العضلي والذي يساعد على اكتساب المهارات الحركية وممارستها.

9-تشجيع اللعب لما يؤديه من دعم للنمو في جوانبه المختلفة الجسمي والاجتماعي، والعقلي، والانفعالي.

[3] النمو الحسي:  

يكتمل نمو الحواس في هذه المرحلة ويحدث تقدم واضـح في قـدرة الطفـل عـلى الإبصار، حيث تتلاشى مشكلة طول النظر لديه مع بدايـة مرحلـة الطفولـة المتـأخرة ،ويكون السمع قويا وقادراًً على مييز الأصوات المختلفة وقـادراً عـلى تحديـد مصـادر الأصوات واتجاهاتها، وتكون القدرة على التذوق مكتملـة عنـد الطفـل مـن المراحـل السابقة، وكذلك حاسة اللمس تكون مكتملة أيضاً ويتمكن الطفل من مييـز ملمـس الأشياء والشعور الحسي بطبيعة الجو وغره، ويحدث تقـدم واضـح في إدراك الطفـل لمفهوم الزمن، حيث تتحسن قدرته عـلى إدراك المـدلولات الزمنيـة كالصـبح والظهـر والعصر والمغرب والعشاء، وكذلك التتابع الزمني ويصبح الأطفال أكر قدرة على مييز الأوزان والأبعاد ،ويتدرج الإدراك لدى الطفل ويتطور من الإدراك الـحسي المبـاشر إلى الإدراك المجرد الذي يعتمد على التخيل والتصور والتحليل. 

   الصفحة179

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

1- يجب أن تكون المعلومات المقدمة للطفل واقعية يسهل تصورها بصرياً. 

2- ضرورة الانتقال التدريجي من التعليم المحسوس إلى التعليم المجرد مع التأكيد على أهمية الوسائل السمعية والبصرية، واستخدام النماذج المجسمة التي تتيح . للطفل فرصة الإدراك البصري واللمس، لأنها ذات فائدة بالغة في العملية التعليمية.

3- يجب العناية بحاسة البصر لدى الأطفال سواء كانوا بالمنزل أو بالمدرسة من خلال الفحص الطبي والتأكد من سلامتها بشكل دائم، إذ أن إهمال هذه الحواس يؤدي إلى مشكلات متعددة عند الأطفال.

4- على المعلم أن يلاحظ قوة السمع عند التلاميذ، وكذلك قدرتهم على الإبصار فإذا ما كشف ضعفاً في أحدهما أو كليهما عليه القيام بتحويله إلى الجهات المختصة للعلاج من خلال التعاون مع الأسرة.

[4] النمو العقلي في مرحلة الطفولة المتأخرة:  

يزداد نضج العمليات العقلية كالتذكر والتفكر وأخذ الأمور بواقعيـة كـا تـزداد مقدرته على الانتباه والتركيز ويزداد ميلـه للاسـتطلاع والابتكـار والتقليـد (الصـفدي ،53 :2002).  

وتنمو قوى التفكر المجرد عند الطفل خلال هذه الفترة مـوا تـدريجياًولـيس في استطاعة الطفل أن يتتبـع المناقشـات اللفظيـة المجـردة قبـل سـن السادسـة، وتـرى سوزان أيزكس أن حل المشكلات حلاً عملياً يكون هـو الأسـلوب المميـز للـذكاء (أبـو نجيلة وآخرون ،218 :2001).  

    الصفحة180

أهم مظاهر النمو العقلي في مرحلة الطفولة المتأخرة ما يلي:  

• يطرد مو الذكاء حتى سن الثانية عشرة، ففي منتصف هـذه المرحلـة يصـل الطفل إلى حوالي نصف إمكانات نمو ذكائه في المستقبل.  
• تنمو مهارة القراءة حيث يحب الطفل القراءة بصفة عامة ويستطيع قـراءة الجرائد ذات الخط الصغر ويقرأ ما يجذب انتباهـه ويسـتثره البحـث عـن الحقيقة والحاجة لفهم الظاهرات الطبيعية. 
• تنضج لديه القدرة على الابتكار تدريجياً. 
• يســتمر التفكــر المجــرد في النمــو حيــث يقــوم عــلى اســتخدام المفــاهيم والمدركات الكلية ويسـتطيع التفسـر بدرجـة أفضـل مـن ذي قبـل ويكـون التذكر عن طريق الفهم. 
• تــزداد لديــه القــدرة عــلى تعلــم ومــو المفــاهيم ويــزداد ميزهــا وتعقيــدها وموضوعياتها وتجريدها وعموميتها وثباتها .
• يزداد لدى الطفل حب الاستطلاع حيث أن الأطفال الأكـر اسـتطلاعاً تكـون الذات لديهم أكر إيجابية وتكون اتجاهاتهم اجتاعية وتفاعلهم الاجتاعي اكر (زهران ،2005: 280) 

 تطبيقات تربوية:  

تطبيقات تربويةعلى الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي :

1- إشباع حب الاستطلاع لدى الطفل وإتاحة الفرص اللازمة للبحث والقراءة وتنظيم مجهوده وتوجيهه إلى مصادر الاطلاع، كما ينبغي أن يربط التدريس  بمظاهر الحياة والأشياء الموجودة في البيئة.

2- يجب تشجيع الأطفال على الحفظ القائم على الفهم وإدراك العلاقات وتجنب  الحفظ الآلي فالفهم يسهل الحفظ.

   الصفحة181

3- استغلال ميل الطفل إلى الجمع والاقتناء وتوجيهه لاقتناء المفيد من الأشياء العلمية والمعرفية.

4- استخدام الوسائل التعليمية لأن الطفل يعتمد على حواسه في كسب الخبرة ومراعاة مرحلة النمو عند استخدامها فلكل مرحلة وسائلها الخاصة بها. 

5-يجب أن تقسم الدروس إلى فترات تسمح للطفل بالانتباه، لأن الانتباه مرتبط بالقدرة على التركيز وإدراك اهمية المعلومة المقدمة له.

6- يجب أن تكون موضوعات المنهج ملائمة لمستوى نضج الأطفال وأن تراعى الفروق الفردية فيما بينهم.

7- يجب أن يراعى في توزيع الأطفال على الأنشطة الصفية الفروق الفردية التي  بينهم من حيث المستوى العقلي.

8- تشجيعه على البحث عن المعرفة والمعلومة لكي يتعلم بذاته دون الحاجةالدائمة للكبار.

9- تدريب الطفل على القدرة على اتخاذ قراراته بنفسه في شؤون حياته دون إجبارأو إكراه.

[5] النمو الانفعالي في مرحلة الطفولة المتأخرة:  

تختلف الانفعالات الشائعة في هذه السن عن الانفعالات في المراحل السـابقة في ناحيتن ها:   

• طبيعة الموقف الذي يستثر الانفعالات.   
• صور التعبر عن هذه الانفعالات.  

 هذه التغرات ناتجة عن اتساع خـبرات الطفـل وتعلمـه، فزيـادة ذكـاء الطفـل واتساع خبراته يؤديان به إلى أن يفسر المواقف تفسرات مختلفة بشـكل أفضـل عـا كان يحـدث في المرحلـة السـابقة، وبالتـالي يسـتجيب للمواقـف اسـتجابات مختلفـة 

   الصفحة182

ناتجة عن اتصاله بأشخاص أكر خارج نطاق الأسرة، مـا يسـاعد عـلى التعـرف عـلىمشاعر الناس المختلفة في المواقف المتغرة، وسعياً للحصـول عـلى التقبـل الاجتاعـي يحاول أن يتعلم مسايرة هذه الأماط الاجتاعية المقبولـة للتعبـر الانفعـالي (سـاره وآخــرون ،211 :1993) ويكتشــف الطفــل في هــذه المرحلــة أن التعبــر العنيــف عــن الانفعالات وخاصة الانفعالات غر السارة سـلوك غـر محبـذ اجتاعيـاً لـدى أقرانـه ،وعلى ذلك يكون لدى الطفل دوافع قوية ليتعلم التحكم في التعبرات الصريحة عـن الانفعالات إلا أن مثل هذه الدوافع لا يكون عادة قويا داخل المنزل، ولهـذا كثـراً مـا نجد الطفل يعبر عن انفعالاته في البيت بقوة كا كان يفعل في مراحل موه السابقة ،وعادة ما تكون التعبرات الانفعالية في هـذه المرحلـة مـن النـوع السـار، كالضـحك ،والقهقهة، والجري، والقفز، والارماء على الأرض، وبرغم أن هذه التعبرات الانفعاليـة ليسـت ناضــجة معـاير الكبــار فإنهــا تـدل عــلى أن الطفـل ســعيد، ومتوافــق، إلا أن انفعالات الطفل في هذه المرحلة ليست كلهـا مـن هـذا النـوع فقـد تحـدث حـالات تقلب المزاج وقد يعاي الطفـل مـن القلـق، أو الإحبـاط وعـادة مـا تلجـأ البنـات إلى البكاء ،أما الأولاد فيقل في هذا السن لجوؤهم إلى البكاء، ويظهرون بدلاً منه العبوس وتقطيب الجبن، وذلك إذا كانت بيئته الأسرية مقيدة لنشـاطه، ويتوقـع منـه الآبـاء أكر ما يستطيع ،أو الذي تكون مستويات طموحه غر واقعية، وبالتالي يفشل وقـد يعاي من الانفعالات الغر سارة أكر من الانفعالات السارة وقد يؤدي ذلك إلى توافق سيئ في المنزل والمدرسة (أبو حطب وصادق ،341 :1990)، ولذلك يتعلم الطفل كيف يضبط انفعالاته وكيف ملك نفسـه عنـد الغضـب، وكيـف يحـل الصراعـات، وكيـف يشارك الآخرين انفعاليا (جون أونيل O'neil، 1996) وهذا بـدوره يزيـد مـن قدرتـه على كسب الآخرين واحترامهم له وتقبلهم لسلوكه. 

   الصفحة183

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي: 

1.يجب على الوالدين والمربين مساعدة الطفل في السيطرة على انفعالاته وضبطها والتحكم في نفسه من خلال عدم توجيه النقد المستمر له أو الاستهزاء به في المواقف الاجتماعية.

2. فهم وتقبل مشاعر الطفل نحو نفسه ونحو العالم المحيط به.

3.إشباع الحاجات النفسية خاصة الحاجة إلى الحب والشعور بالأمن والتقدير  والنجاح والانتماء إلى الجماعة فالطفل في هذه المرحلة بحاجة لكل ذلك حتىيتمكن من الشعور بذاته وتفرد شخصيته.

4. تشجيع الطفل على تحديد ميوله واتجاهاته وهوياته وتوجيهها توجيهاً سليماًوتنميتها بشكل مناسب.

[6] النمو الاجتماعي في مرحلة الطفولة المتأخرة:

 مظاهر النمو الاجتاعي:  

النمــو الاجتاعــي في حقيقتــه عبــارة عــن حصــيلة للنمــو الجســمي والعقــلي والانفعــالي واللغــوي وحصــيلة لأســاليب التربيــة المتبعــة مــع الطفــل في المراحــل السابقة، فإذا تم النمو بشكل إيجـاي وسـليم في الجوانـب السـابقة، فـإن الطفـل ســيكون لديــه القــدرة عــلى اكتســاب مهــارات التواصــل الاجتاعــي بشــكل كبــر ومناسب للمرحلـة التـي يعيشـها ويـتمكن مـن مارسـتها بجـدارة. " ففـي هـذه المرحلة يزداد احتكاك الطفل بجاعـات الكبـار واكتسـابه معـايرهم واتجاهـاتهم وقيمهم.فالذكر يتابع بشغف ما يجري في وسط الشباب والرجـال، والأنثـى تتـابع في لهفة ما يدور في وسط الفتيات والنساء، ونجد أن الطفل يحـب صـحبة والديـه ويفخر بوالده ويعجب بالأبطال، ويكون وديعاً في وجود الضيوف والغرباء، إلا أنه  

   الصفحة184

يلاحظ زيادة نقد الطفل لتصرفات الكبار حتى يقال أنه نقد كل شيء وتضايقه الأمورالذي توجه له فيها الأوامر والنواهي ويثور على الروتن اليومي" (زهـران 276 :1997). من هنا لا بد من تشجيع الطفل على إقامـة علاقـات اجتاعيـة مـع كافـة المحيطـن ضمن الضوابط الاجتاعية المتعارف عليها في المجتمع.  

ويلاحظ أيضاً أن الذكر الوحيد مع الأخوات الإناث، والطفلة الأنثى الوحيدة مـع الذكور يكون التنميط الجنسي عندها أبطأ من الأطفال في الأسرة، التي تجمع عـدداً من الذكور والإناث (فيليب رايس Rice، 1998).  لذا لا بد من إتاحة الفرصة للطفـل الذكر من إقامـة علاقـات مـع أقرانـه الـذكور ليـتمكن مـن مارسـة اللعـب والـدور الاجتاعي له من خلال هذه العلاقات، وكذلك الطفلـة الأنثـى لا بـد مـن تشـجيعها على إقامة علاقات مع أقرانها الإناث لتتمكن من مارسة اللعب والـدور الاجتاعـي لها من خلال هذه العلاقات والألعاب.  

 كما يتأثر الطفل بالبيئة الاجتاعية التي يرى فيها، فإذا كانت بيئة متدينـة نشـأ على ما ترى عليه وتطبع بذلك، ويأخذ السلوك الديني وأداء الفرائض شكلاً اجتاعيـاً تقليداً للقدوة في المنزل والمدرسة والحي، وتتسـع آفاقـه الدينيـة ويعـرف بـأن الـلــه ليس ربه وحده بل هو رب العالمن (أدهم ،9 :1999). وهذا ما أكده الرسـول محمـد صلى الـلـه عليه  وسلم عندما تحدث عـن أثـر البيئـة عـلى الطفـل حيـث قـال فــي حديث ما معناه (ما من مولود إلا يولد على الفطـرة ،فـأبواه يهودانـه أو ينصرانـه أو يمجسانه).   

 ويعمــل الطفــل عــلى تقليــد الأبطــال في الألعــاب المختلفــة، ويــزداد ميلــه للاستطلاع وتـزداد الرغبـة في المنافسـة بـن الجاعـات ويشـتد الحـاس في هـذه المنافسة كا يزداد الميل للمرح والفكاهة ولا يهتم الأطفال وخاصة الصبيان منهم مظهرهم الشخصي، وينمـو الاعـتاد عـلى الـنفس والرغبـة في الاسـتقلال، وينمـو  

   الصفحة185

  ميل الطفل للملكية، كا يتسع مجال الميول والقدرات الحركية والاجتاعية، ويزدادارتباط الطفل بالجاعة (الصفدي ،53 :2002).  

وبناءً عليه لا بد للأسرة من التعرف على هذه المظاهر لتتمكن من التعامل    مع الطفل بالأساليب التربوية السليمة، التي تتيح له فرصة النمو الاجتاعي السليم.

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

1. على الأسرة والمربين تجنب التسلط والحماية الزائدة والإهمال والرفض والتدليل  والقسوة وإثارة الألم النفسي والتذبذب والتفرقة لأن هذه الأساليب تؤثر سلباً على مستوى صحة الطفل النفسية وتعيق نموه في الجوانب المتعددة، خاصة  النمو الاجتماعي.
2. مساعدة الطفل وتوجيهه عند اختيار الأصدقاء وإقامة العلاقات الاجتماعية. 
3. تشجيع الطفل للانضمام إلى جماعات النشاط في المدرسة لما لها من أهمية في إكسابه القيم والعادات الاجتماعية السليمة. 
4. تشجيعه على المشاركة في الرحلات والتدريب على القيادة وتحمل المسؤولية  الاجتماعية.
5. تعليم الأطفال احترام الآخرين ومراعاة حاجاتهم ونفسياتهم أثناء اللعب.

[7] النمو الديني في مرحلة الطفولة المتأخرة:  

مظاهر النمو الديني:  

النمو الديني يرتبط بقـدرة الطفـل عـلى اكتسـاب المعـاير الاجتاعيـة والتعاليم الإسلامية المستمدة من كتاب الـلــه تعـالى وسـنة نبيـه  - محمـد صلى الـلـه عليه وسـلم  - ومجمـل ذلـك مـرتبط بطبيعـة التنشـئة الأسريـة حيث يقول صلى الـلــه عليـه وسـلم في حـديث مـا معنـاه " يولـد المولـود  

   الصفحة186

على الفطرة فأبواه إما أن يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " إذن فالأسرة هـي المحـضالأول والمري الذي يكتسب الطفل من خلالها القيم والتعـاليم الإسـلامية منـذ بدايـة حياته. يقول الرسول صـلى الـلــه عليـه وسـلم في حـديث مـا معنـاه (مـروا أبنـاءكم بالصلاة لسبع سنن، واضربوهم عليها لعشر سنن، وفرقوا بيـنهم في المضـاجع) وهـذا يؤكد المسؤولية التربوية لـلأسرة، ويـرتبط الـدين ومـو الشـعور الـديني عنـد الطفـل بالأخلاق والنمو الخلقي والسلوك الأخلاقي ومو الضمر، والوازع الداخلي ولا شك أن الفضائل الخلقية والسلوكية هي مرة مـن مـرات الإمـان الراسـخ والتنشـئة الدينيـة الصحيحة، حيث تلعب التنشئة الاجتاعية دورا هاماًً في النمـو الـديني عنـد الطفـل حيث يتأثر الطفل بالبيئة الاجتاعية التي يترى فيها فـإذا كانـت بيئتـه متدينـة نشـأ الطفل على الخلق السوي والسلوك المستقيم وبـذلك يصـبح الـدين موجهـاً للسـلوك ووسيلة من وسائل التوافق الاجتاعي، ويصبح الفرد نافعاً لنفسه ولمجتمعه، ويرتبط النمو والدين عند الطفل بالقدوة الحسنة التـي لا بـد أن تتمثـل في سـلوك الوالـدين وجميع أفراد الأسرة، فعندما يشاهد الطفل والديه يـؤدون الصـلاة ويأمرونـه بأدائهـا فإنه يستجيب بشكل كبر لهذا الأمر ويقوم بتقليد والديه، وهكذا يتعلم الطفل كافة السلوكيات والأخلاق والقيم الإسلامية من خلال التزام الوالدين بهـا وتطبيقهـا عمليـاً أمام أعن الطفل، من هنا كانت مسؤولية الوالدين كبرة، انطلاقـاً مـن قـول الرسـول صلى الـلـه عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عـن رعيتـه، فالإمـام راع ومسـؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مـال سـيده ومسـؤول عـن رعيتـه، وكلكـم راع ومسؤول عن رعيته). 

   الصفحة187

تطبيقات تربوية :

يجب على الوالدين والمربين مراعاة ما يلي:

1. الاهتمام بالتربية الدينية، لما لها من أهمية في صقل سلوك الطفل وصبغه بصبغة السلوك السوي والمستقيم في هذه المرحلة.
2. لا بد من القدوة الحسنة الصالحة للطفل حيث أنه يعمل على تقليد الكبار وينتظر تشجيعهم.
3. الاعتدال في التربية الدينية للأطفال وعدم المغالاة، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به من العبادات خاصة النوافل
4. عند تقديم المعلومات الدينية لا بد من مراعاة العمر العقلي والزمني للطفل ومراعاة خصائص نمو الأطفال وأخذها بعين الاعتبار في التعليم الديني وفيما يقدم إلى الطفل من المفاهيم الدينية، وفيما يختار له من موضوعات دينية وفيما يهيأ له من الأنشطة المدرسية التي تتصل بالدين.
5. إتاحة الفرصة للطفل كي يتفكر في مخلوقات الله وتشجيعه عـلى حـب الـلـه ورسوله.
6. اصطحابه للمسجد وتعويده على حب الإسلام والمسلمين.
7. تشجيع الطفل على أداء العبادات المختلفة كالصلاة والصوم وغيرها، لأن هذه العبادات تسهم في زيادة الإيمان وخشية الله ورقابته، وتدفع الطفل نحوالسلوك المستقيم.
8. إتاحة الفرصة للطفل بل تشجيعه على تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وكذلك مطالعة بعض القصص الإسلامية والكتب التي تزيد من فهمه لتعاليم الإسلام وتعمل على حفظه من الانحرافات السلوكية وتحافظ على مستوى مناسب من الطمأنينة النفسية لديه.

الصفحة188

 [8] النمو الجنسي في مرحلة الطفولة المتأخرة:  

تعتبر مرحلة الطفولة المتأخرة مرحلة ما قبل البلوغ الجـنسي أو مرحلـة مـا قبـل المراهقة، وقد عنى العلاء بها عناية كبرة في بحـوثهم لمـا لهـا مـن أهميـة بالغـة في حياة الإنسان.  

ولا بد في هذه المرحلة من التأكيد على التعاليم الإسلامية والقيم التي تعمل على ضبط السلوك الجنسي وتهذبه مـن خـلال إكسـاب الطفـل المعلومـات اللازمـة حـول التغرات الجنسية التي ستطرأ عليه في الفـترة القادمـة، وكـذلك المعلومـات المتعلقـة بعلاقاته بالآخرين خاصة الإناث، وذلك وفق تعاليم الإسـلام وقـيم وعـادات وتقاليـد المجتمع الذي يعيش فيه.  

مظاهر النمو الجنسي:  

هناك العديد من مظاهر النمو الجنسي لدى الأطفال في هذه المرحلة نـذكر هنـا بعضاً منها:  

1. إن أطفال هذه المرحلة يهتمون مظهرهم ويحاول الذكور التباهي بأنفسهم وإمكانياتهم، أما الإناث فإنهن يتفاخرن بأدائهن وأعالهن.  
2. يلاحــظ حــب اســتطلاع شــديد يتعلــق بــالنواحي التشريحيــة الجنســية والفسيولوجية والأمراض التناسلية ويعمد الأطفال إلى مناقشة هـذه الأمـور فيا بينهم فقط، ولا يجـرؤون عـلى أسـئلة آبـائهم، وقـد لا ينتبـه الآبـاء إلى الاهتامات الجنسية التي بدأت تتضح عند أبنائهم. 
3. يتضح تـدريجياً الميـل الجـنسي الغـري خـلال السـنوات الأخـرة مـن هـذه المرحلة.   

وعلى العموم فإن هذه المرحلة هي مرحلة تحول من حالة الكمون الجـنسي  إلى حالة النشاط الـذي يبـدأ مـع مرحلـة البلـوغ، ويـدل الضـمور الـذي يصـيب الغـدة

   الصفحة189

الصــنوبرية والثيموســية بشــكل واضــح عــلى التغــر في الجانــب الجــنسي (عــريفج ،1993: 120).  

من هنا لا بـد مـن اهـتام الأسرة والمـربن بهـذه المرحلـة التـي سـوف يصـل في نهايتها الطفل إلى مرحلة المسؤولية والتكليـف، وبهـذا يتوجـب عليـه الالتـزام بقـيم المجتمع ومعايره التي تعمل على ضبط سـلوكه، ليصـبح شخصـاً مقبـولاً في المجتمـع وبذلك يتمكن من تحقيق أهدافه. 

تطبيقات تربوية :

يجب على الأسرة والمربين الاهتمام بما يلي:

• تقديم المعلومات الجنسية الخاصة بالذكور والإناث بشكل بسيط دون تعقيدمن الأسرة أولاً ثم من المدرسة ثانياً.
• ملاحظة أي نوع من أنواع الاضطرابات الجنسية وعلاجها مبكراً.
• اعتبار النمو الجنسي والناحية الجنسية جزءاً عادياً من الحياة وليس أمراً شاذاً أو قبيحاً، وتجنيب الطفل أي نوع من الشعور بالإثم والخطيئة، وهذه حقيقة واقعية يجب التعامل معها كأي جانب من جوانب النمو.
• الإعداد التربوي السليم لاستقبال التغيرات الجنسية التي ستطرأ في مستهل مرحلة المراهقة.
• الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الأطفال بشكل علمي صادق بما يتلاءم معقدراتهم العقلية. 

[9] النمو الفسيولوجي في مرحلة الطفولة المتأخرة:  

مظاهره:  

1. يزداد ضغط الدم ويتناقص النبض.  

   الصفحة190

1. تزداد أطوال وسمك الألياف العصبية وعدد الوصـلات بينهـا ويـزداد تعقيـد الجهاز العصبي.  
2. يزداد وزن المخ حتى يصل في نهاية هذه المرحلة إلى (95%) من وزنـه عنـد الراشد.  
3. في نهاية هذه المرحلة أيضاً تبدأ الغدة التناسلية في التغـر اسـتعداداً للقيـام بالوظائف التناسلية.  
4. تقل ساعات النوم بالتدريج حتى يصل إلى (10ساعات) في المتوسط كل يـوم (معوض ،224:2003).  

رابعاً: مرحلة المراهقة:  

  مفهوم مرحلة المراهقة:  

تبدأ مرحلة المراهقـة في حـوالي الثانيـة عشرة مـن العمـر ويكـاد مـو الطفـل أن يكتمل في جميع جوانبه، الجسمية، العقلية، الانفعالية، والاجتاعية.  

 ويقصد مرحلة المراهقة المرحلة التـي تقابـل المـرحلتن الإعداديـة والثانويـة في نظامنا التعليمي، لذلك يجب أن يكون تصورنا عن المراهقـة أنهـا عبـارة عـن إحـدى الحلقــات في دورة النمــو الجســمي والــنفسي، وهــذه المرحلــة تتــأثر بطبيعــة النمــو الجسمي والنفسي والعقلي والاجتاعي التي مت في المراحل السـابقة، هـذه المرحلـة كذلك تؤثر بدورها في المراحل اللاحقة لحياة الإنسان.  

فالمراهقة عام جديد يدخله الإنسـان ويبـدأ في اكتشـاف قدراتـه، واسـتعداداته ،وميوله ومواهبـه ويعمـل مـن خـلال ذلـك عـلى تحقيـق أهدافـه وتحقيـق ذاتـه في المجتمع الذي يعيش فيه.  

"والمراهقة ميلاد نفسي جديد للفرد يخلع فيه ثوب الطفولة ويرتدي ثوب الرشـد والنضج والرجولة وهي "مرحلة اشـتقاق معنـى الحيـاة" (عبـدالرحيم ،1983: 277)، وعنــدما نتــداول كلمــة مراهقــة يخطــر ببالنــا لأول وهلــة مــو الجســم الــذي تــزداد

   الصفحة191

سرعته، وكذلك التعبرات الداخلية التي ستجعل الكائن الحي قادراً على القيام مهـام النضوج وهذه هي" انتفاضة الجسم" التي تسترعي انتباهنـا في أول الأمـر، وفي هـذه المرحلة يتجدد الإحساس بالحب والانفعالات ويصر محورا أساسياً للنشـاط الـنفسي ،وهكذا ترتبط انتفاضة الجسـم بــ "انتفاضـة القلـب" أو معنـى آخـر تـرتبط الحيـاة العضوية بالحياة العقلية النفسية (زيدان ،1996: 242، 243) ولقـد دلـت الدراسـات المسحية التي أجريت على المراهقن أن مظاهر مو الجسم تنالها طفرة مـو قويـة في الفترة بن العاشرة والسادسة عشرة، وتكون مبكرة عنـد البنـات ومتـأخرة قلـيلاً عنـد البنن إذ تبدأ عند البنات في حوالي التاسعة وتنتهي في الرابعة عشرة وتبدأ عند البنن في حوالي سن الثانية عشرة، وتنتهي في حوالي سن الرابعة عشرة، وتبلـغ سرعـة النمـو أقصاها عند البنين في حوالي سن الرابعة عشرة، كا أنها تقع في سن الثانية عشرة عند البنات معنى أن هذه الطفرة تسبق ظهور البلوغ الجنسي عند البنات بيـنا تحـدث أثناء فترة البلوغ عند البنين (صالح ،207 :1972) وتتمايز المراهقة في معناها الجسمي أو البدي عا هي عليه في معناهـا الـنفسي، حيـث يقصـد بهـا في الحالـة الأولى تلـك الفترة الزمنية التي تبدأ من وقت الانخراط في طور البلوغ عندما تبدأ طفرة النمو إلى وقت مام البلوغ أو تحقيق النضج الجسمي معناه الكامل وتسـتغرق هـذه المرحلـة في الوقت الحاضر مـدى زمنيـاً في حيـاة الفـرد يبـدأ في حـوالي سـن الحاديـة عشر أو الثانية عشرة إلى اأوئل العشرينات، ومع ذلك فـإن بـدء حـدوث هـذه المرحلـة لـدى الإناث تسـبق حـدوثها لـدى الـذكور بعـامن تقريبـاً وتتـأثر بـدايتها في كـل الأحـوال بظروف البيئة الجغرافية التي يعيش فيها الفرد والمستوى الاقتصادي لأسرته وعوامـل التغذية (قشقوش ،1980:14-15). 

الصفحة192

المراهقة لغة:  

وكلمــة المراهقــة (Adplesceneee) هــي كلمــة انجليزيــة مشــتقة مــن الفعــل اللاتيني (Adolescere) ومعناه يتجه نحو النضج البدي، الجنسي، العقـلي، الانفعـالي والاجتاعي (عبدالرحيم ،1983: 277).  

والمراهقة لفظاً معناها النمو وقولنا راهق الفتى وراهقت الفتاة معنى أنها ميا مواً مستطرداً وفي هذا تكمن الدلالة على الاقـتراب مـن الحلـم والنضـج (الجسمـاني ،196:1994).

المراهقة اصطلاحاً:  

المراهقة مصطلح وصفي يقصد به مرحلة مو معينة تبدأ بنهاية الطفولة وتنتهي بابتداء مرحلة النضج أو الرشد، أي أن المراهقة هي المرحلة النائية أو الطـور الـذي مر فيه الناشئ، وهو الفرد غر الناضج جسميا، انفعاليا، عقليا واجتاعياًًًً، وهو كذلك بدء النضج الجسمي، العقلي، الانفعالي والاجتاعي (صالح ،193 :1972).  

ويعرفها (الخوري 65 :1997) " بأنها مرحلة من العمر الـبشري، يـتم فيهـا النمـو على هيئة تبدلات بيولوجية خاصة بالبلوغ تتجلى على وجه أخص في نفسية المراهـق وفي سلوكه" فهي تغر الكثر مـن ملامـح الشخصـية المتكونـة عـبر الطفولـة وتبعـث صراعا داخلياًً وتفتح الأفق أما انقلاب الناذج المتخذة، ومن ثم أمام خيارات جديدة وتوجهات لا سابق لها في حياة الفرد.  

ولقد ذكر بياجيه أن المراهقة من وجهـة نظـر علـم الـنفس تعنـي العمـر الـذي يندمج فيه الفرد مع عام الكبار، والعمر الذي م يعد فيه الطفل يشعر أنه ليس أقـل ممن هم أكبر منه سـناً، بـل هـو مسـاوٍ لهـم في الحقـوق عـلى الأقـل، ويـرتبط هـذا الاندماج مع عام الكبار بالعديد من المجالات الانفعالية المرتبطة بالبلوغ تقريباً، كـا تســاعد هــذه التحــولات العقليــة في تفكــر المراهــق لتحقيــق اندماجــه في علاقــات 

   الصفحة193

اجتاعية مع الكبار والتي هي في الحقيقة الخاصة الأكـر عموميـة في هـذه المرحلـة من النمو (الطواب ،315 :1995).  

ويعرف جرسيلد فترة المراهقـة بأنهـا فـترة ينتقـل فيهـا الفـرد مـن الطفولـة إلى النضج، تبدأ مع فترة البلوغ وتستمر حتى يصبح الشبان ناضجن جنسيا، وقـد بلغـوا    حدهم أعلاه في الطول والنمو العقلي كا تقيسه اختبارات الـذكاء (جـبًر، النـابلسي ،2 :1995).  

والمراهقة في إطار علم نفس النمو مرحلة الانتقال من مرحلة الطفولـة (مرحلـة الإعداد لمرحلة المراهقة) إلى مرحلـة الرشد والنضج، وهي تتضمن الأفراد ما بن (31-19سنة) (عبدالرحيم ،1983: 178).   

 وقد تبنى بعض الباحثن معنـى المراهقـة وفقـا للناحيـة النفسـية ومـن هـؤلاء هرلوك التي عرفت المراهقة تعريفا نفسيا فسـيولوجًيا إذ تقـول: أن بدايـة المراهقـة تحدد من الناحية الفسيولوجية بيناً استمًرارها وتوقفهًا يعتمد على الناحية النفسية إذ يصبح الفرد مراهقـا مجـرد النضـج الجـنسي والقـدرة عـلى إنتـاج النـوع وتنتهـي المراهقــة نفســيا وزمنًيـًـاً ببلــوغ مســتوى مــن النضــج مضــطرد ومســتمر (يعقــوب ،13 :2002).  

ويمكن أن نعرف المراهقة من خلال المفاهيم السابقة بأنها: "الفترة الزمنية التـي تقع ما بن سن الثانية عشر والثامنة عشر ويصل فيها الفرد إلى البلـوغ الجـنسي ومـا يصاحبه من تغرات عضوية ونفسية، ويترتب عليها مسؤوليات دينية واجتاعية.  

أهمية دراسة مرحلة المراهقة:  

لا شك أن دراسة سيكولوجية المراهقة مفيدة لـيس فقـط للمـراهقن، بـل أيضـاً للوالدين ولكل من يتعامل معهم، وما لا جدال فيه أن الصحة النفسية للفرد طفـلاً ومراهقاً ذات أهمية بالغة في حياته وصحته النفسية.  

وتعود أهمية دراسة مرحلة المراهقة إلى ما يلي:  

   الصفحة194

• أنها مرحلة دقيقة فاصلة من الناحية الاجتاعية بن مرحلة الطفولة الخالية مــن المســؤولية الاجتاعيــة إلى مرحلــة المراهقــة حيــث بدايــة المســؤولية الاجتاعية للفرد. 
• تعتبر هذه المرحلة مرحلة التكليف الشرعي للفرد.  
• تساعد الآباء والأمهات على التعـرف عـلى خصـائص المرحلـة، ومكـنهم مـن التعامل السليم مع أبنائهم.  
• تساعد المعلمن والمعلات على التعرف على خصائص المرحلة، ومكنهم من التعامل السليم مع الطلبة والطالبات من خلال توفر برامج وأنشطة خاصة بهذه الفئة ما يساعدهم على التكيف مع البيئة المدرسية.  
• تمكن المجتمع من استغلال الطاقة الموجودة لدى فئة المـراهقن، وتوجيههـا إلى النافع من الأعال والأنشطة التي تعود على المراهـق والمجتمـع بـالنفع والفائدة.
• تفيد دراسة مرحلة المراهقة في جعل المراهق يعيش حالـة نفسـية مسـتقرة نتيجة التعامل معه من خلال الخبرة والمعلومة الصحيحة.  

مميزات خاصة مرحلة المراهقة:  

تتميز مرحلة المراهقة عن المراحل التي سبقتها بعدة ميزات نذكر منها ما يلي:  

• في المراهقة يحدث خلل في توازن الشخصية الذي كان ميز الطفولة المتأخرة فمــثلاً بعــد الاســتقرار الانفعــالي الــذي كــان ميــز الطفولــة المتــأخرة يصــبح المراهق غر مستقر انفعاليا، وهكذا تحدث هذه التغرات نتيجـة للتغـرات الجسمية التي يتبعها تغرات نفسية.  
• يبدأ المراهق في البحث عن قبول الآخرين له والتأكد من ذلك.  
• ينتقل المراهق من التقليد المباشر لجاعـة الرفـاق إلى التحـرر مـن التقليـدالمباشر وتكوين شخصية متفردة. 

   الصفحة195

• ينتقل من الرغبة في إقامة علاقـة مـع العديـد مـن الأصـدقاء إلى الرغبـة في العلاقة بأصدقاء أقل. 
• الانتقال إلى ضبط الذات بدلاً من ضبط الوالدين. 
• البحث عن الحقيقة وعدم قبولها لمجرد الساع بها.   
• الانتقال من الاهتامات العامة إلى الاهتام بأشياء خاصة ومحددة. 
• يتجه المراهق من التعبر الانفعالي غر الناضـج إلى التعبـر الانفعـالي البنـاء وكذلك من التفسر الذاي للمواقف إلى التفسر الموضوعي للمواقف.  
• من ناحيـة اختيـار المهنـة فـالمراهق ينمـو مـن الاهـتام بـالمهن البراقـة إلى الاهتام بالمهن العملية وأيضاً من الاهتام مهن كثـرة إلى الاهـتام مهنـة واحدة.  
• وفي مجال توحيد الذات ينتقل المراهـق مـن مـو إدراك ضـعيف للـذات، أو عدم وجود هذا الإدراك إلى مو فكرة جيدة الذات، وأيضـاً مـن مـو توحيـد الذات مع أهداف شبه مستحيلة إلى توحيد الذات مع أهداف ممكنة. 
• من ناحية فلسفة الحياة يتجه مـن اللامبـالاة بخصـوص المبـادئ العامـة إلى الاهتام بالمبادئ العامة، وفهمها وأيضاً من اعـتاد السـلوك عـلى العـادات الخاصة المتعلمة إلى إقامة السـلوك عـلى أسـاس المبـادئ الأخلاقيـة العامـة ،وأيضاً يتجه من تقوِيم السلوك على أساس تحقيق السرور وتخفيف الأم إلى تقويم السلوك على أساس الضمير والواجب. 
• وفي جانب استخدام وقت الفراغ يتجه من الاهتام بالألعـاب النشـطة غـر المنظمة إلى الاهتام بالألعاب الجاعية ذات المحتوى العقـلي، وكـذلك مـن مــو الاهــتام بالنجــاح الفــردي إلى مــو الاهــتام بنجــاح الفريــق ومــن   مــو الاشــتراك في الألعــاب إلى مــو الاهــتام مشــاهدة الألعــاب،وكــذلك   

   الصفحة196

يتحول من الاهتام بهوايات كثـرة إلى الاهـتام بهوايـة أو اثنتـن (زهـران ،1985: 296). 

العوامل المؤثرة في المراهقة:    

يجــب أن نشــر إلى أن مرحلــة المراهقــة التــي مــر فيهــا كــل الأشــخاص ليســت متشابهة، بل هي متغرة ومختلفـة مـن شـخص لآخـر وذلـك حسـب طبيعـة النمـو والبيئة التي يعيش فيها الشخص، حيث توجد فروق من فرد إلى فرد فـالمراهق نتـاج بيئته المادية الحاضرة والماضية ونتيجة عوامل نفسية وتربوية ومائية مر بها الشخص في السنوات السابقة، وهكذا نلاحظ أن المراهقة تتأثر بعوامل متعددة نذكر منها مـا يلي:  

1. أسلوب التربية الـذي نشـأ فيـه الطفـل في المراحـل السـابقة والتـي مارسـته الأسرة أو المدرسة.  
2. الصراع بــن الآبــاء والأبنــاء النــاتج عــن عــدم تفهــم الآبــاء لحاجــات الأبنــاء المعاصرة وعدم القدرة على إشباعها.  
3. الوراثة: تلعب العوامل الوراثية دورا مهاًً في تشكيل وبنـاء الشخصـية لـدى المراهق من حيث البناء الجسمي أو العقلي وغرها.  
4. إفرازات الغدد الصاء خاصة التي تبـدأ عملهـا مـع اقـتراب مرحلـة البلـوغ الجنسي مثل: الغدة النخامية والثيموسية والصنوبرية والجنسية.  
5. المناخ وطبيعة الطقس: من الملاحظ أن البلوغ يبدأ مبكراً في البلدان الحارة ،ويتأخر نسبياً في البلدان الباردة.  
6. طبيعة التغذية: فالتغذيـة الجيـدة التـي يتـوفر عنـاصر الغـذاء الجيـد مـن فيتامينات وبروتينات ونشويات وأملاح ومعادن جميعا تؤثر في حيـاة ونمـوالمراهق.

الصفحة197

1. التكــوين الجســمي الســليم والصــحة العامــة (العقــل الســليم في الجســم السليم).  
2. تقدير الوالدين والمدرسن والأصدقاء والزملاء في المدرسة.   
3. حرية التصرف في الأمور الخاصة مع عدم تدخل الأسرة فيها، وتوفر جو مـن الثقة والصراحة بن المراهق ووالديه في مناقشة مشكلاته الخاصة.  

10- النجاح الدراسي والميول العقلية الواسعة والقـراءات المتنوعـة، حيـث إن هـذا النجاح من مصادر رضا المراهق عن نفسه وتقديره لذاتـه وتقـدير الآخـرين له.  

11-شغل وقت الفراغ بالاشتراك في الأنشطة الاجتاعية والرياضية.  

12- الوضع الاقتصادي للأسرة " وقد أشار ستراكس إلى أن الفـترة العمريـة لمرحلة المراهقة تكـون قصـرة بالنسـبة للبيئـة الفقـرة، إذ يحقـق المراهـق استقلالية ما بين عمر (15-18سنة) أما في الطبقـات الاجتاعيـة المتوسـطة فقد متد مرحلة المراهقة فيها إلى ما بعد المرحلـة الجامعيـة الأولى وخاصـة عندما يكون اعتاد المراهق على أهلـه، وقـد تبنـى بعـض البـاحثن معنـى المراهقة وفقاً لمعيار ظهور المشكلات، ومن هؤلاء بورتيس فقد ذكر أن مشكلات المراهقة تظهر عند الإناث قبـل الـذكور بحـوالي سـنتن في المتوسط إذ تواجه الإناث مشكلات أكر من الذكور، ولكن مع تقـدم العمـر فإن الإناث يتفوقن على الذكور من حيـث إمكانيـة التكيـف (يعقـوب ،  .( 12 :2002

المدى الزمني لمرحلة المراهقة:  

أما من حيث التحديد الزمني فلم يتفق البـاحثون عـلى بدايـة فـترة المراهقـة أو نهايتها فقد عرف ستانلي هول (stanly hall) المراهقة بأنها: الفترة التـي تقــع بيــن سن الرابعة عشرة والسنة الرابعة والعشرين، ويقول زهران إنها متد من العقد الثاي من حيـاة الفـرد مـن الثالثـة عشرة إلى التاسـعة عشرة تقريبـاً أو قبـل ذلـك بعـام أو  

 الصفحة198

عامن أو بعد ذلك بعام أو عامن أي بن 12-11( سنة) ولذلك تعرف المراهقة أحيانـاً باسم.(The teen years )

ويعرف منصور حسن ومحمد حسـن زيـدان (1982) أن مرحلـة المراهقـة هـي مرحلة العمر التي تتوسط الطفولة واكتال الرجولة أو الأنوثة معنى النمو الجسمي وتحسب بدايتها عادة ببداية البلوغ الجنسي الذي يتفاوت الأفراد فيه تفاوتاً يصل في الأحوال العادية إلى نحو خمس سنوات بن أول المبكرين وآخر المتأخرين وبوجه عام فإن فترة المراهقة تقابل مرحلتي التعليم الإعدادية والثانوية، وهـي مرحلـة موحـدة مثل الانتقال من الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة (يعقوب ،14 :2002). 

ومن خلال هذا يتضح أن مرحلة المراهقة تتراوح بدايتها مـن سـن ( 11سـنة إلى سن 18 سنة) تقريباً، إلا في حالات خاصة من الممكن أن تبدأ مبكراً عن هـذه السـن أو تتأخر وذلك تبعاً للبيئة التي يعيش فيها الإنسان.  

البلوغ:  

مصطلح البلوغ (puberty) مأخوذ من كلمة (pubes) اليونانيـة وتعتـبر ظـاهرة البلوغ (الميلاد الجنسي) أو (اليقظة الجنسية) للفرد ويتحدد البلوغ الجنسي بحـدوث أول قذف منوي وظهور الخصائص الجنسية الثانوية عند البنن أمـا البنـات فيتحـدد بحدوث أول حيض وظهور الخصائص الجنسية الثانوية عند البنات (النابلسي وأحمد ،31 :1995).  

"ويقصد بالبلوغ تلك التغرات الفسـيولوجية والسـيكولوجية الناجمـة عـن بـدء نشاط الغدد ذات العلاقة بعمل الجهاز التناسلي، مثل: الغدة الصنوبرية والتيموسـية والنخامية والغدد الجنسية وانعكاس هذه التغرات على نفسية وسلوك المراهـق إمـا إيجابا أو سلباً". 

 الصفحة199

وعرف (قشقوش ،14 :1980) البلوغ بأنه مرحلة من مراحل النمـو الفسـيولوجيالعضوي التي تسبق المراهقة، وفيها يتحول الفرد من كائن لاجنسي إلى كـائن جـنسي قادر على أن يحافظ على نوعه واستمرار سلالته.  

علامات البلوغ الجنسي:  

يتحدث روتر (Roter) عن هذه الفترة فيقول بأن العلامة الأولى على البلوغ عند البنن السرعة في مو الخصيتن والصفن ويرتبط هذا النمو المتسارع في الغالب ببداية إنتاج الحيوانات المنوية قبل اكتساب الفرد للخصائص الجنسية الذكرية الثانوية يتبع ذلك موا فجائياًً في الطول وهناك تغرات أخرى مصاحبة أما اختلاف الصـوت نتيجـة توسع الحنجرة فإما يحدث في وقت متأخر وبشكل تدريجي عـلى الأغلـب.(النـابلسي وأحمد ،31 :1995). وتتميز مرحلة البلوغ بأنها المرحلـة الثانيـة في حيـاة الفـرد التـي تصل فيها سرعة النمو إلى أقصاها، ويؤدي النمو السريع في البلوغ إلى إحداث تغرات جوهرية عضوية ونفسية في حيـاة الفـرد لـذا يختـل اتـزان البـالغ لاخـتلاف السرعـة النسبية للنمو والسرعات الجزئية المصاحبة لها، وهكذا يشعر الفرد بالارتبـاك، وميـل سلوكه أحياناً إلى ما     يشبه الشذوذ ولذا تسمى هذه المرحلة السلبية وخاصـة مـن الناحية النفسية لأن الفرد يفقد اتزانـه الـذي كـان يتصـف بـه في الطفولـة المتـأخرة (السيد ،1975: 269-270).  

ويعتبر ظهور الخصائص الجنسية الثانوية عند الجنسن مؤشراً على بداية البلـوغ كا يعتبر الطمث عند الأنثى والإفراز المنوي عند الذكر مـؤشرا عـلى حـدوث النضـج التناسلي عند كليها وفي البلوغ تستفيق الغريزة التناسلية ويـزداد النشـاط الهرمـوي مع ما يترتب على ذلك من استجابات نفسـية تـتراوح بـن الشـعور الحـاد بـالتغراتالجسدية(خوف-فخر-ثقةزائدةبالنفس-ميل للاستعراضية) (الديدي ،1995: 19). 

 الصفحة200

العوامل المؤثرة في البلوغ:  

1. الجنس:  

 البلوغ عند الفتاة يبدأ قبل بدئه عند الفتى بحوالي سنتن فهـو يحـدث في سـن 

 (13-11سنة) عند الفتاة ومن سن( 13-15سنة) عند الفتى. 

1. الفصول الأربعة (البيئة الطبيعية):  

الفصول الأربعة لها تأثر على زيادة فعالية النمو (في الربيـع يكـون البلـوغ عـلى أشده) (الديدي ،1995: 19) ومن المعروف أن سكان المناطق المعتدلة يبلغـون أسرع من سكان المناطق الباردة ومن المعروف أيضاً أن سكان المناطق الحارة يبلغون أسرع من سكان المنـاطق البـاردة، وأن سـكان المـدن يبلغـون قبـل سـكان القـرى (السـيد ،270:1975). 

 ج- التغذية:   

 التغذية الجيدة لها دورهـا في تسريـع البلـوغ وسـوء التغذيـة لـه دور في تـأخر البلوغ.  

د- البيئة الاجتاعية:  

 تلعب البيئة الاجتاعيـة دورا في عمليـة البلـوغ حيـث يكـون البلـوغ مبكـراً في الأوساط التي تشجع على الإنجاب وعلى الزواج المبكر.  

هـ- الصحة العامة للفرد:   

تلعب الحالة الصحية الجسمية والنفسية للفـرد دوراً في عمليـة البلـوغ الجـنسي  للفــرد فكلــما كــان الفــرد صــحيحا ومعــافىً جســمياً ونفســياًاجتــاز مرحلــة البلــوغ بأمان.  

و- العوامل الوراثية:   

يؤثر نوع السلالة التي ينحدر منها الفرد على عملية البلوغ.  

الصفحة201  

البلوغ وذات المراهق:  

يحدث تغر في نظرة واهتام الفـرد بذاتـه أثنـاء البلـوغ حيـث ميـل الأنثـى إلى النحافة وتصبح التغرات الجسمية عندها مصدر قلق وسرعة إثـارة واكتئـاب، وعـدم رضا عن الذات وشعور بعدم فهم الآخرين لها، تنسحب البنـت لفـترة مـن المواقـف ،لكن هذه الأزمة عابرة، ولكن البنت بحاجة إلى من يساندها فيها ويبدد لها مخاوفها من التغرات الجسـمية التـي تحـدث فيهـا بشـكل سريـع مـن دون أن تـتمكن مـن استيعاب وتقبل كل ما يحدث، إن أزمة البلوغ تبـدأ بـالتغرات الجسـدية أولاً لكنهـا تتحول إلى تعديل في مط السـلوك والتفكـر فهـو بحاجـة إلى إعـادة نظـر في كـل مـا اكتسب من سلوكيات وتقيمها من جديد.  

والمراهق يعاي من صراعات عديدة مع الذات ومع المحيط مثل:  

• صراعات غذائية: رفض الطعام أو الشراهة الزائدة في تناوله.  
• صراعــات تتعلــق بصــورة الجســد مــن حيــث الرضــا عنــه وعــن نظافتــه     وهندامه. 
• صراعات جنسـية: فالأعضـاء التناسـلية تنمـو بقـوة وتصـبح مصـدر إثـارات ومصدر اهتام من قبل المراهق ومن قبل الأشخاص المحيطن. 

[7] الفرق بن المراهقة والبلوغ:  

بجـــب أن نفـــرق بـــن اصـــطلاح مراهقـــة (Adolecence) واصـــطلاح البلـــوغ (puberty) والمشتقة من الفعل اللاتيني (pubertas) وتعني الرجولة.  

1. البلوغ الجنسي يستغرق فترة قصرة نسبياً مـن التغـير الفسـيولوجي، حيـث تنضج فيه الأعضاء التناسلية، وهـذه الفـترة لا تكـاد تزيـد عـن سـتة شـهور   لدى الإناث ولكنها لـدى الـذكور قـد تسـتغرق سـنتن، أمـا المراهقـة فقـدتســتغرق مــاي ســنوات ولا تقــتصر عــلى التغــرات المتعلقــة بــالجنس إنمــا

الصفحة202

تنمو كذلك القدرات العقليـة والميـول والاتجاهـات والاسـتجابات التكيفيـة(النابلسي وأحمد ،2:1995)  

1. البلوغ يقتصر على ناحيـة واحـدة مـن نـواحي النمـو وهـو النمـو الجـنسي ونعني بالنمو الجنسي نضج الغدد الجنسية لدى الذكور والإنـاث واكتسـاب معام جديدة تنتقل بالطفل من فترة الطفولة (Childhood) إلى فترة الرشد النضــج (Adulthood) أمــا المراهقــة لا تقــتصر عــلى التغــرات الجنســية المتعلقة بالجنس إمـا تنمـو كـذلك القـدرات العقليـة والميـول والاتجاهـات والاستجابة التكيفية (عبدالرحيم ،227:1983).  
2. إن البلوغ يدل عليه عملية القذف عند الذكور والحيض عنـد الإنـاث بيـنا مفهوم المراهقة مفهوم نسبي، فالمراهقة من أن متـد إلى سـنوات متعـددة ومظاهرها كثرة، ومختلفة من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى.

الخلاصة:

من خلال ما سبق يتضح أن أبرز ما يدل على البلوغ الجنسي عند الـذكر هـو القـدرة على الإفراز المنوي، وظهور الخصائص الجنسية الثانوية، مثـل: ظهـور شـعر الشـارب، واللحية، وخشونة الصوت، أما أبرز ما يدل على البلوغ الجنسي عند الأنثـى، حـدوث الطمث، وظهور الخصائص الجنسية الثانوية، مثل: بروز النهدين، ونعومة الصوت.

ومكن ملاحظة أن هناك أزمة في ذات المراهق تحدث أثناء البلوغ، فهو يبحـث عـن احترام الآخرين له، ويرغب في أن يكون مقبولاً من الأشـخاص المحيطـن بـه، ويعمـل ً جاهدا للحصول على مكانة مناسبة بن أقرانه وزملائه، ومن هنـا يترتـب عـلى الأسرة وعلى الأهل، تفهم حاجاته ومتطلباته ومسـاعدته عـلى تخطـي هـذه الأزمـة بسـلام ودون معوقات، أو مشكلات، لأن المعوقات والمشكلات سوف ً تـؤثر سـلبا عـلى حيـاة الفرد الحالية والمستقبلية

الصفحة203

المراهقة في مراحلها المختلفة:  

متد سنوات المراهقة من بداية البلوغ إلى بداية الرشد، ومعلوماً أن الفتـاة تبلـغ قبل الفتى بسنة أو سنتن، وهناك فروق فردية تظهر عند تحديد سن بدايـة البلـوغ لأن هذا السن يختلف من شخص لآخر (بحسب الحالة الصحية والعوامـل الوراثيـة) لكل فرد ومن مجتمع لآخر (بحسب المسـتوى الثقـافي والاقتصـادي وظـروف المنـاخ) كا أن هناك فروق فردية تظهر عند تحديد سن المراهقة للسـببن السـابقن، ومتـد سن المراهقة من سن( 12-21 سـنة) عنـد الـذكور والإنـاث عـلى حـد سـواء، ومكـن تقسيم المراهقة إلى ثلاث فترات، وهي، المراهقة المبكرة، المراهقة المتوسطة، المراهقة المتأخرة.  

وسوف نستعرض المراحل المختلفة بالتفصيل فيا يلي:  

1- المراهقة المبكرة: (12 -14) سنة:  

تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة مـع بدايـة البلـوغ الجـنسي وتنتهـي بنهايتـه حيـث يكتمل البلوغ الجنسي عند الذكور والإناث تقريباً في سن ( 15سنة).  

ففي هذه المرحلة يتضاءل السلوك ذو السمة الطفولية، وتبدأ المظاهر الجسمية والفسيولوجية والعقلية والانفعاليـة والاجتاعيـة المميـزة للمراهقـة في الظهـور، ولا شك أن من أبرز مظاهر النمو في هـذه الفـترة النمـو الجـنسي (زهـران ،297:1985). وتتميــز الفــترة الأولى بتســارع في النمــو عنــد المراهــق وتختلــف مظــاهره وأبعــاده ،الجسمية، والعاطفية، والمعرفية، والروحية تبعا للفـروق الفرديـة، والصـفة المطلوبـة الغالبة في هذه المرحلة هي التكيف مع هذه التغرات، وفي هذه المرحلة لا بد للآبـاء من إعداد الأبناء بناءً على ما عندهم من طاقات وقدرات من خلال مارسة الأنشطة المتنوعة، التي تتلائم مرحلة موهم التي يبلغوها، ومن ثـم تحديـد الأوقـات اللازمـة للقيـــام بهـــذه الأنشـــطة، وقـــد يســـتجيب المراهقـــون في بدايـــة المرحلـــة إلى مـــا  يفرضــه آبــاؤهم علــيهم باعتبــار أن ذلــك يخــدم مصــلحتهم وأهــدافهم وإن كانــت

الصفحة204

الاستجابة تتفاوت من شخص لآخر في قوتها وفي مدى سرعتها، ففي هذه المرحلة منالعمر لا بد أن تتعزز لدينا الثقـة بهـم لدرجـة تـدفعنا عـلى أن مـنحهم المزيـد مـن الحرية في التصرف والسلوك (عدس ،58:2000).  

مظاهر النمو في مرحلة المراهقة المبكرة:  

1. النمو الفسيولوجي:  

من أبرز التغرات الفسيولوجية في هذه المرحلة التغرات الجنسية الأساسية، وما يصاحبها من تغرات متعددة.   

"ويعتبر البلوغ الجنسي نقطة تحول وعلامـة انتقـال مـن الطفولـة إلى المراهقـة ،وأهم مظاهرها هو نضج الغدة الجنسية وهذا يحـث غالبـاً بـن سـن (13 - 14سـنة) والبلوغ الجنسي يبدأ بنمو الغدد الجنسية والأعضاء التناسلية، ويختلف سـن البلـوغ الجنسي لدى البنن والبنات وبن أفراد الجنس الواحد تبعاً لاختلاف العوامـل المـؤثرة فيه، ومعـدل النمـو الجسـمي والفسـيولوجي يـؤثر في مـو شخصـية المراهـق وعـلى العموم فإن هناك عدة عوامـل تـؤثر في موعـد البلـوغ الجـنسي، منـه حالـة النشـاط الغــددي، والحالــة الصــحية العامــة، والاســتعداد الفــردي، وبعــض العوامــل البيئيــة كالتغذية (زهران،1985: 297، 301).

ففي هذه المرحلة تكون التغرات غـر باديـة بصـورة مبـاشرة، فـالمراهق يحـاول التستر على حقيقة بلوغه عن كل من حوله من الكبار والصغار، وفي محـاولات قليلـة نجده يثر التساؤلات حولها مـع نظرائـه وعمليـة البلـوغ تكـون مصـحوبة بالصـداع والآلام والضيق والتهيج (عريفج ،128:1993).  

1.  النمو الجسمي:  

يبــدأ التســارع في الطــول عنــد البنــات بعــد العــاشرة، وتصــل ذروتهــا في الثانيــة   عشرة يلي ذلك انحدار في سرعة مو الطول لدى الفتـاة، أمـا الـذكور فيبـدأ التسـارع   في الطــول لــديهم في حــوالي الثانيــة عشرة والنصــف، وتصــل سرعتهــا القصــوى بعــد  

الصفحة205

 الرابعة عشرة بقليل، بعد ذلك تتباطأ هذه السرعة بشكل حـاد حتـى سـن السادسـةعشرة، وتكون زيادة الطول عند الفتى في المتوسـط أبطـأ منهـا في الطفولـة المتـأخرة، ومظاهر زيادة الطول تكمن في السرعة في طول الجذع وعرض الردفن ومحيط الذراع ومحيط الساق ووزن الجسم. (جبر والنابلسي ،34:33:1995) وكثـراً مـا تـؤدي هـذه التحـولات إلى لفـت انتبــاه البـالغ إلى ذاتــه الجسـمية خصوصـا وأن الكبــار كثـراًً مــا يعلقون على البالغ بنوع من السخرية، كل هذه التغرات تشد انتباه البـالغ إلى ذاتـه الجسمية فيأخذ في تعديل فكرته عن ذاته، ويبدأ في بناء صورة جديدة عنها، ويحاول أن يدخل تعديلات عليها ،ومن هنا يأي الاهتام البالغ الزائد في متابعة ما يحصل له من تغرات ولدى غره من البالغن، وقد يأخذ اهتام البالغ بذاتـه الجسـمية صـورة العناية ملابسه أو بشـعره أو مهاراتـه الحركيـة وقـد يحـاول حجـب بعـض المظـاهر الجسمية عن غره (عريفج ،127:1993).  

1. النمو العقلي:  

يظهر المراهـق في هـذه المرحلـة نضـج في القـدرات العقليـة، وفي النمـو العقـلي عموماً.  

ومن ثم فإن تعليم المراهق يتوجـه إلى تنميـة قدراتـه العقليـة ومسـاعدته عـلى النمو المتكامل، في هذه المرحلة يكون الذكاء أكر وضوحاً وتتايـز القـدرات العقليـة الخاصة، أما القدرات العقلية مثل القدرة اللفظية فتصبح أكر دقة في التعبر، وتزداد في هذه المرحلة سرعة التحصيل وإمكاناته وتدور معظم قـراءات المـراهقن في هـذه الحالة حول موضوعات التسلية وقراءة الكتب التي تتناول الشباب ومشكلاتهم، كـا تنمو القدرة على التعلم والقدرة على اكتساب المهارات والمعلومات، وينمو الانتباه في مدتــه ومســتواه ويســتطيع المراهــق اســتيعاب مشــكلات معقــدة في ســهولة ويسر (يعقوب15:2002).  

وفي هذه المرحلة ينمو الإدراك من المستوى الحسي المباشر إلى المسـتوى المعنـوي وكــذلك ينمــو الانتبــاه في مدتــه ومســتواه، وينمــو التــذكر معتمــداً عــلى الفهــم 

الصفحة206

والاستنتاج، ويصاحبه مو القدرة على الاستدعاء، وتقوى الحافظة وتزداد القدرة عـلىالتخيل المجرد، وكذلك ينمو التفكـر المجـرد، وتـزداد القـدرة عـلى التعمـيم والفهـم ،وأيضاً تنمـو القـدرة عـلى التجريـد وفهـم الرمـوز وتنمـو المفـاهيم المعنويـة كـالخر والفضيلة (زهران ،313:1985). 

أما التذكر فينمو معتمداً على الفهم واستنتاج العلاقـات كـا تنمـو القـدرة عـلى الاستدعاء ويشر بياجيه إلى أن القدرة على التخيل المجرد المبني عـلى الألفـاظ ينمـو عند المراهق ويتجه من المحسوس إلى المجرد، ويتضح ذلك في ميل المراهق إلى الرسم ونظم الشعر كا تزداد القدرة على التعميم وتنمـو المفـاهيم المعنويـة، مثـل: الخـر والفضيلة والصداقة وميل المراهق في هـذه المرحلـة إلى رؤيـة الأشـياء عـلى مسـتوى مفاهيمي تجريدي (يعقوب ،16:2002) وهذا يتطلب تشجيع المراهق عـلى مارسـة هواياته المختلفة ما يسهم في زيادة خبراته ومعارفه، وينعكس ذلك بصورة ايجابيـة على قدراته العقلية.  

1. النمو الانفعالي:  

تتميز الحالة الانفعالية للمراهـق مظـاهر متعـددة والتـي مـن أبرزهـا التقلـب وعدم الاستقرار الانفعالي المتمثل في كرة القلق والضيق والتذمر والتقلـب الانفعـالي ،فالمراهق يتوتر لأتفه الأسباب ويهدأ دون أن تكـون مشـكلاته قـد حلـت وفي أغلـب الأحيان لا نستطيع أن نجد توازناً بن حدة انفعالاته وبن قوة مثراتها فلا تناسب بن المثر والاستجابة الانفعالية وذلك يرجع إلى طبيعة المرحلة، وما يرافقهـا مـن تغـرات جسمية على وجه الخصوص.  

ه- النمو الاجتاعي:  

في هذه المرحلة يتسـع نطـاق الاتصـال الشـخصي، وكـذلك يظهـر الاهـتام بــالمظهر الشــخصي، وينــزع المراهــق إلى الاســتقلال الاجتاعــي والانتقــال مــن الاعتاد على الغر إلى الاعتاد على النفس، ويلاحظ الميول إلى الزعامة، ويظهـر 

الصفحة720

التوحــد مــع شخصــيات خــارج نطــاق البيئــة المبــاشرة، وينمــو الــوعي الاجتاعــي ،والمسؤولية الاجتاعية، ويشاهد التذبذب بن الأنانية والإيثار، ويزداد الوعي بالمكانة الاجتاعية والطبقة الاجتاعية التي ينتمي إليها، ويلاحظ التـآلف واسـتمرار التكتـل في جاعات الأصدقاء، وكذلك المسايرة مع التنافس (زهـران ،316:1985). إن النضـج الجنسي لـدى المراهـق يـؤثر في سـلوكه إذ يشـعر الـذكور بالسـعادة والـرفض وعـدم استطاعتهم الحياة على مسـتوى النضـج الـذي يتوقعـه مـنهم الكبـار، كـا يشـعرون بالثقــة بــالنفس والكفايــة والميــل إلى الاســتقلال وميلــون إلى التوافــق الاجتاعــي والانفعالي، أمـا الإنـاث فـيملن في هـذه المرحلـة إلى الخجـل والانعـزال والحاجـة إلى إشراف خاص من الكبار بخصوص نشاطهن الجنسي، كا يشعرن بالتقدم من الناحيـة الاجتاعية على البنات الأخريات وقد يشعرن إذا تأخرن في مرحلة البلـوغ بـالانعزال عن النشاط الاجتاعي والشعور بالوحدة (يعقوب ،16:2002). لذلك لا بد من إتاحة الفرصة للمراهقن من مارسة الأنشطة الاجتاعية التي تزيد مـن مهـارتهم في هـذا الجانب، وتزيد من قـدرتهم عـلى الـتخلص مـن مخـاوفهم الناتجـة عـن الانتقـال إلى مرحلة البلوغ الجنسي.

تطبيقات تربوية:

  على الأسرة والمربن الاهتمام ما يلي:

• تزويد المراهق بالمعلومات ذات العلاقة مرحلة البلوغ وعدم المغالاة أو التطـرف أثناء التعامل معهم، ليتمكنوا من اجتياز المرحلة دون مشكلات وي لا يلجئوا إلى مصادر غر سوية للحصول على المعلومات المتعلقة بالبلوغ.

• تزويد المراهق بالمعلومات ذات العلاقة بالتغرات الجسـمية التـي سـتطرأ عليـه وطأنته بأنها تغرات لا بد منها للإنسان في هذه المرحلة، ولا بد له من التكيف مع هذه التغرات الجديدة

الصفحة820

• العمل على توفر فرص تعلم مناسبة تزيد من قدرات المراهق العقليـة، وتعمـل على تطويرها وتنميتها فـالنمو العقـلي في هـذه المرحلـة مـازال في حالـة مـو في جميع جوانب.

• الاهتام بالمراهق وعدم الاستهزاء به نتيجـة التغـرات الحاصـلة لديـه ً حفاظـا على انفعالاته، ً لتبقى في مستوى مناسب بعيدا عن الحدة وعـدم الاسـتقرار، لأن الحدة في الانفعالات تجعل المراهق يعيش حياة غر مستقرة ومضطربة

• العمــل عــلى إتاحــة الفرصــة للمراهــق لإقامــة العلاقــات الاجتاعيــة وتكــوين الصداقات والقيام بالأنشطة الجاعية التي تكسر حاجز العزلة الاجتاعية

2- المراهقة المتوسطة: (15 – 17 سنة):  

تتحدد مرحلة المراهقة المتوسطة من سن(  15– 17 سنة) وهي متميزة في بعض خصائصها عن المراهقة المبكرة والمتأخرة، حيث تعتبر الرابط الذي يربط بـن مرحلـة المراهقة المبكرة التي يسبقها البلوغ وبن مرحلة المراهقة المتأخرة التي يصل الفرد في نهايتها إلى النضج، ومتاز هذه المرحلة بأن المراهق يبدأ بالاهتام بذاته ويبحث عـن رضا الآخرين من حوله.  

"وفي هذه المرحلة ميـل الآبـاء إلى تقـدير جهـود الأبنـاء خاصـة إذا مـا أحسـنوا التصرف وقاموا بالواجبات المنوطة بهم، ويعاي المراهقن كثراً مـن أجـل أن يكسـبوا رضا والديهم أو معلميهم أو حتـى ليكونـوا مقبـولن مـن زملائهـم وأنـدادهم، ولـذا نراهم يعملون بجد ونشاط بدافع الإثارة، وقد يرتكبون الخطأ ويسيئون التصرف عن عمد بالرغم مـن أنهـم يعرفـون الصـواب وقـادرين عـلى الـتصرف الحسـن، ومـع أن ظاهرة الأنانية وحب الذات ميل إلى الاختفاء إلا أنها تظهـر وتطفـو عـلى السـطح في أية لحظة.  

الصفحة209

وتتميز هذه المرحلة محاولـة المراهـق تنميـة قدرتـه عـلى الاعـتاد عـلى ذاتـه وتطويرها والعمل على تنميتها (عدس ،60:59:2000). من هنا لا بد من العمل عـلى تشجيع المراهقن للقيام بكافة الأنشطة التي تدعم الجوانب النفسية وتعزز قدراتهم المتعددة في كافة الجوانب.  

مظاهر النمو في مرحلة المراهقة المتوسطة:  

1. المظاهر الجسمية والفسيولوجية:  

تتمثل مظاهر النمو الجسمي والفسيولوجي في أمور عدة نوجزها في الآي:  

• يأخذ النمو الجسمي في البطء وتقل سرعته تدريجياً.  

• يزداد الطول والوزن لدى المراهق، ويحدث تأخر في النمو العضلي في بعـض نواحيه عن النمو الطولي.  

• يتفــوق الــذكور في قــوة عضــلاتهم عــلى الإنــاث، وذلــك نظــراً لأن الأنشــطة والأعال التي يقوم بها الذكور تتطلب قوة عضلية. 

• يتســارع النمــو العظمــي الطــولي ويتباطــأ النمــو العضــلي مــا يــؤدي   إلى إحساس المراهق بالأم نتيجة توتر العضلات المتصلة بالعظام النامية.   

• تتحسن الحالة الصحية للمراهق وتصبح الحواس لديه أكـر نضـجاً مـن ذي قبل.  

• "تزداد الشهية والإقبال على الأكل ويرتفـع ضـغط الـدم تـدريجياً ويـنخفض معدل النبض قليلاً عن ذي قبل وتنخفض نسبة استهلاك الجسم للأكسجن" (زهران ،339:1985). 

الصفحة210

1. النمو العقلي:  

النمو العقلي من أبرز مظاهر مرحلة المراهقة المتوسطة، ويتمثـل في أمـور عـدة نوجزها كالتالي:  

• يستمر الذكاء في موه في هذه المرحلة بسرعـة أقـل مـن سرعتـه في المرحلـة السابقة ثم يتوقف موه ما بن سن (18- 20سنة). 
• المواهــب والقــدرات العقليــة الأخــرى كالقــدرة اللغويــة والقــدرة العدديــة والقدرة المكانية ،فإنها تستمر في موها وتباينها، وم تظهر البحوث فروقاً بن الذكور والإناث في الذكاء، ولكنها أظهرت فروقاً بيـنها في القـدرات العقليـة كالقدرة اللغوية والقدرة الكتابية لصـالح الإنـاث وتفـوق الـذكور علـيهن في القدرة على إدراك المسافات.  
• تتضــح في هــذه المرحلــة الميــول العقليــة للفــرد وتبــدو في اهتامــه بأوجــه النشاط المختلفة التي يقوم بها كالقراءة، والاستاع لـبرامج معينـة وغرهـا ،ويتأثر ميول الفرد مستوى الذكاء وبقدراته العقلية.  
• ينمو التفكر المجرد والتفكر الابتكاري لدى المراهق في هذه المرحلة.   
• تزداد قدرة المراهق على الفهم العميق والانتباه المركز وتزداد قدرة المراهـق على التذكر.  
• تتقلص ظاهرة التمركـز حـول الـذات ويصـبح تفكـر المراهـق أكـر مرونـة وواقعية وشعور بالآخرين. 

1. النمو الانفعالي:  

 يتميز النمو الانفعالي في هذه المرحلة ميزات عدة نوجزها فيا يلي:  

• الانفعالات القوية وتتميز بالشدة.  
• تتطور المشاعر نحو الآخرين حيث يتضح الميل نحو الجنس الآخر.

الصفحة211

• يشعر المراهق بالفرح والسرور عندما يشعر بـالقبول والتوافـق الاجتاعـي ،وعندما يشبع حاجاته إلى الحب والتقدير. 
• تبرز لدى المراهـق الحساسـية الانفعاليـة حيـث لا يسـتطيع المراهـق غالبـاً التحكم في المظاهر الخارجية لحالته الانفعالية، وتظـل المشـاعر أو التنـاقض الوجداي مسيطراً، ويتعرض بعض المراهقن لحـالات مـن الاكتئـاب واليـأس والقنوط والانطواء والحزن والآلام النفسية نتيجة لما يلاقونه من إحباط ومـا يعانونه من صراع بن الدوافع وبين تقاليد المجتمع ومعايره.  
• يزداد شعور المراهق بذاته وتلاحظ مشـاعر الغضـب والثـورة والتمـرد نحـو مصادر السلطة في الأسرة والمدرسة والمجتمع خاصة تلـك التـي تحـول بينـه وبن تطلعه إلى التحرر والاستقلال.  
• يلاحظ الخوف لدى المراهق في بعض المواقـف التـي يتعـرض فيهـا للخطـر ،حيث يستجيب للخوف ذات الطبيعة الاجتاعية، والتـي يـدرك أنهـا تهـدد مكانته الاجتاعية. 

1. النمو الاجتاعي:  

في هذه المرحلة يكون المراهق قد اكتسب المعاير الاجتاعية والتعاليم الإسلامية التي تعمل على ضبط السلوك، وبذلك يشعر بالمسـؤولية الاجتاعيـة تجـاه الآخـرين ويبدأ في إقامة العلاقات الاجتاعية المتعددة بناءً على تلك الضوابط الاجتاعية.  

وتتميز هذه المرحلة بعدة ميزات في الجانب الاجتاعي وهي كالتالي:  

• يظهر المراهق ميله إلى جذب انتباه الآخرين.
• ميل المراهق إلى العناية مظهره وملبسه وطريقة حديثه. 
• يصبح المراهق فخورا بنفسه ومعتداًبقدراته الذاتية. 
• يميل المراهق إلى الاستقلال والتحرر من قيود الأسرة وتبعيتها، ما يـؤدي إلى الصراع مع الوالدين وغرها من أصحاب السلطة. 

الصفحة212

• يظهر الولاء والطاعة لجاعة الرفاق ويسعى للتحرر من قيود الأسرة.  
• يتخلص المراهق من بعض جوانب الأثرة والأنانية التي كانت تطبـع سـلوكه في المرحلة السابقة فيحاول أن يأخذ ويعطي ويتعاون مع الآخرين. 
• يتبنى المراهق في هذه المرحلـة غالبـا تصـورات مبالغـاًً فيهـا حـول تحويـل مجتمعه أو تغيره إلى الأفضل.  
• ميل المراهق إلى تقييم التقاليد القامة في ضوء مشاعره وخبراته الشخصية. 
• يتبلور اعتزاز المراهق بشخصيته وميل إلى منافسة أقرانـه (عـريفج ،1993، 145(

تطبيقات تربوية

على الأسرة والمربن الاهتام ما يلي:

• الاهتام بالصحة العامة للمراهق وتوفر وجبات غذائية غنية بالكالسيوم الـذي يحتاجه الجسم لنمو العظام بشكل مناسب.
• إتاحة الفرصة للمراهق لمارسة هواياتـه وميولـه المختلفـة، وعـدم إجبـاره عـلى مارسة أنشطة لا يرغبها.
• توفر قدر مناسب من الكتب والقصص والزيارات العلمية والرحلات التي تعمل على تطوير القدرات العقلية لدى المراهق.
• مراعاة مشاعر المراهقن وتوجيهها الوجهة الصحيحة خاصة فـيا يتعلـق بإقامـة علاقات مع الجنس الآخر، وإخضاع هذا السلوك للمعـاير الاجتاعيـة والتعـاليم الإسلامية حفاظا عـ ً ً لى نفسـية ومشـاعر المـراهقن، وحفاظـا عـلى ماسـك البنـاء الاجتاعي.
• منح المراهق الاستقلالية واحترام ذاته وقدراته وميوله الشخصية ما يتوافـق مـع تعاليم الإسلام

الصفحة213

3-مرحلة المراهقة المتأخرة: (18 – 21 سنة).  

تعتــبر مرحلــة المراهقــة المتــأخرة مــن المراحــل الهامــة في حيــاة الفــرد وقــد تــم تحديدها بسن(18-12 سنة) ويطلق عليها مرحلة الرشـد المبكـر، وتتـزامن المراهقـة المتأخرة مع مرحلة التعليم العالي، وفي هذه المرحلة يتكون لدى المراهق تصور واضح عن الشخصية وقدراتها ويتمكن من تحديد نظام قيمي يسر وفق تعاليمـه، ويكـون لديه أهداف خاصة يتوجه نحو تحقيقها.  

مظاهر النمو في مرحلة المراهقة المتأخرة:  

أ- النمو الجسمي والفسيولوجي:  

• يتم النضج الهيكلي في نهاية هذه المرحلة.  
• يزداد الطول زيادة طفيفة عند كلا الجنسن.  
• يزداد الوزن وتتضح النسب الناضجة وتتعدل نسب الوجه وتستقر ملامحه. 
• يتضح التحسن في صحة المراهق ويتم النضج الجسمي لديه في نهاية مرحلة المراهقة المتأخرة (زهران ،364:1985).

• يصل المراهق إلى التوازن الغددي.  

• يكتمل نضج الخصائص الجنسية الثانوية.  

• يتم التكامل بن الوظائف الفسيولوجية والنفسية.  

• تهدأ سرعة مو الغـدة التناسـلية الذكريـة في هـذه المرحلـة حتـى تصـل إلى اكتال نضجها في الرشد.  

• يستطرد مو الغدة التناسلية الأنثوية حتى تصل إلى وزنها الكامـل (عـريفج ،152:1993). 

ب- النمو العقلي:  

يتميز النمو العقلي بعدة مميزات:  

الصفحة214

• يصل الذكاء إلى أعلى قمم نضجه.  

• يتمكن المراهـق مـن اكتسـاب المهـارات العقليـة وتـزداد المفـاهيم والقـيم الأخلاقية لديه.  

• يظهر التفكر المجرد والتفكر المنطقي والتفكر الابتكاري. 

• تزداد القدرة على الفهم والصياغة النظرية للمفاهيم.  

• يتبلور التخصص ويتضح الاستقرار في المهنة.  

• تزداد القدرة على التحصيل وتزداد السرعة في القراءة.  

• تزداد قدرة المراهق على اتخـاذ القـرارات والتفكـر لنفسـه بنفسـه، وتـزداد القدرة على الاتصال العقلي مع الآخرين واستخدام المناقشة وإقناع الآخرين وتتطور الميول والمطامح وتصبح أكر واقعية (زهران ،366:1985).  

• تتميز هذه المرحلة بالتسارع في مو القدرات العقلية.  

• يظهر الابتكار عند المراهقن الأكر استقلالاً وذكاء.  

• تزداد قدرة المراهق على التعبر عن نفسه.  

• يظهر المراهق في هذه المرحلة اهتامـاً مسـتقبله التربـوي والمهنـي ويـزداد تفكره في تقدمه الدراسي وفي المهن التي تناسبه أكر من غرها.  
• في نهاية المرحلـة تـزداد القـدرة عـلى الفهـم والصـياغة النظريـة ويسـتطيع المراهق فـي حل المشكلات المعقدة وتزداد قدرته على التحصـيل (يعقـوب (18:2002 ،

ج- النمو الانفعالي

تتطور المشاعر عند المراهق في هذه المرحلة، حيث يتضح عنده الميل نحو الزواجوالارتباط بالجنس الآخر.  

الصفحة215

  " ويلاحظ في هذه المرحلة الحساسية الانفعالية عند المراهق، حيـث لا يسـتطيع في الغالب التحكم في المظاهر الخارجية لحالته الانفعالية، ويتضح التناقض الوجـداي في هـذه المرحلــة لـدى المراهــق وقـد تصــل بـه الحــال إلى أن يشـعر بالتذبــذب بــن الإعجاب والكراهية وبن الانجذاب والنفور، ويرجع هذا التناقض الوجـداي إلى عـدم التناسق والتكامل بن دوافع المراهق النفسية" (يعقوب ،18:2002).  

وتتكون عند المراهق عواطف نحو كثر من المثل العليا المرغوب فيهـا وعواطـف نحو الجاليات ويتخلص المراهق في نهاية هـذه المرحلـة مـن بعـض المخـاوف التـي كانت تلازمه في المراحل السابقة كالخوف من الأمور الوهمية، وكذلك تتضح الصفات المزاجية للمراهق وتصبح أكر مايزا وتحديداً وتقترب انفعالات المراهق من النضج في نهاية هذه المرحلة، وتتسم تعبراته الانفعالية والمواقف التي تثرها بالرصانة والثبات ومن أبرز مظاهر النضج الانفعالي في هذه المرحلة القـدرة عـلى المشـاركة الوجدانيـة وزيــادة الميــل إلى الرأفــة والرحمــة وإعــادة النظــر في المطــامح والآمــال (عــريفج ،154:1993) 

نتيجة إدراك المراهـق للقـيم والتعـاليم الإسـلامية والمعـاير الاجتاعيـة، وكـذلك نتيجة للتغرات الاجتاعية التي حدثت للمراهـق ونتيجـة العلاقـات الجديـدة التـي أقامها خاصة إذا دخل الجامعـة أو احتـك بالعـدد الكبـر مـن الأشـخاص، فـإن ذلـك ســيؤدي بــالمراهق في هــذه المرحلــة إلى احــترام القــيم والتعــاليم الإســلامية والمعــاير الاجتاعيــة مــن أجــل الحصــول عــلى القبــول الاجتاعــي والحصــول عــلى المكانــة الاجتاعية التي يرغبها.  

وفي هذه المرحلة تتنوع الميـول الأدبيـة والفنيـة والعلميـة والثقافيـة، مـا يعـنالمراهق على أداء الأنشطة المختلفة ما يؤدي إلى التوافق الـنفسي والسـلوك السـوي لديه. 

الصفحة216

وللنمو الاجتاعي مظاهر متعددة سوف نعرضها بإيجاز كالتالي:  

مظاهر النمو الاجتاعي:  

• ينمو الذكاء الاجتاعي لدى المراهق ويصبح لديه القـدرة عـلى الـتصرف في المواقف الاجتاعية المختلفة.  

• يتمكن المراهق من توجيه ذاته ويعمـل عـلى الاسـتقلالية في اتخـاذ القـرار الخاص به. 

• يتمكن المراهـق مـن تحقيـق التوافـق الشـخصي، والاجتاعـي لـذلك تقـوم علاقاته بالآخرين على الاحترام المتبادل، ويشـعر بالسـعادة كلـا حـاز عـلى تقدير واحترام من يتعامل معهم. 
• اعتزاز المراهق بذاته وقدراته وآرائه وينمو بذلك لديه الزعامـة والشخصـية المتفردة. 

• تتضح للمراهق المفـاهيم الاجتاعيـة والقـيم ويتعامـل مـع الآخـرين بنـاء عليها. 

النمو الجنسي عند المراهق:  

عرف (انجلش) المراهقة بأنها المرحلة التي تبدأ من سن البلوغ الجنسي وحتـى النضج فهي مرحلة يتحول خلالها المراهق إلى رجل أو امرأة بالغة، يقـول (روجـرز) أن المراهقة من الناحية البيولوجية تـؤرخ مـن بدايـة فـترة النمـو السـابقة للنضـج الجنسي وتستمر حتى يكتمل النمو نسبيا فيا بن العاشرة وأوائل العشرينات مـن العمر.(يعقـوب ،2002: 12) ويعتـبر النمـًو الجـنسي مـن الملامـح النائيـة البـارزة والواضحة في مرحلـة المراهقـة ويعتـبر النمـو الجـنسي في مرحلـة المراهقـة نتيجـة منطقيـــة لمجموعـــة التغـــرات البيوكيميائيـــة في هـــذه المرحلـــة فقـــد أوضـــح "حتشادوريان" في كتابه "بيولوجية المراهقة" أن التغـرات البيولوجيـة والكيميائيـةهــي المســؤول الأول عــن التغــرات التــي تحــدث للمراهــق ومنهــا التغـيـرات 

الصفحة217

الجنسية، وإن الهيموجلوبن وخلايا الدم الحمراء تزداد في الذكور عن الإناث لمواجهة المجهودات العضلية التي مارسـها المراهـق وعنـدما تبـدأ مرحلـة المراهقـة ويحـدث البلوغ  (Puberty) نلاحظ أنه يطرأ على الأعضاء الجنسية تغـر في الحجـم والشـكل ومو الغدد والأعضـاء الجنسـية (عبـدالرحيم ،1983: 301) وفي البلـوغ ينمـو الجهـاز التناسلي الخارجي الذي كان توقف نسبياً عن النمو في مرحلـة الكمـون 12-6(سـنة) إضافة إلى مو الأعضاء التناسلية الداخليـة التـي أصـبحت قـادرة عـلى إنتـاج الخلايـا التناسلية هذا الجهاز مكن أن يقوم بعمله من خلال الإثارات المتعددة المصادر:   

• المصدر الخارجي رؤية الموضوع الجنسي.  

• المصدر الداخلي تراكم الإثارات الجنسية. 

• المصدر النفسي الخيالات والتصورات ذات الطابع الجنسي.   

هذه المصادر الثلاث تؤدي إلى خلق حالة من التوتر المصحوب باللذة، مـا يـؤدي إلى حــدوث تغــرات وضــعية في الجهــاز التناســلي (الديــدي ،1995: 58). والتغــرات الجنســــية تحــــدث عنــــدما تفــــرز الغــــدة النخاميــــة هرمــــون جونــــدارتوفن    (والذي يثر، أو يحث الغدد التناسلية (الخصـية أو المبـيض) لفـرز الهرمونات الجنسية، والهرمون الجنسي في الذكور هو تستوسـترون  (Testosterone) وفي الإنــاث الإســتروجن (Estrogen)، والبروجســترون     (Progesterone). (الطــواب ،1995: 333) وفي البلوغ أيضاً تظهر الصفات الجنسية الثانوية، وتنضج الأعضاء التناسلية وتنضج الرغبة الجنسية بأسرع ما تنضج الوظائف النفسـية، وإنّ الانفعـالات المصـاحبة للنزوات التناسلية تدفع المراهق إلى إخفاء رغبته، والخوف مـن مراقبـة الآخـر لـه، وإلى الميل للتحرر من القواعد المفروضة عليه منذ الطفولة في آن معاً، وقد يتعـرض للعـدوى من جانب رفاق السوء والمتطرفن وكل همـه أن يثبـت ذاتـه، أمـا عنـد الفتيـات يتخـذالانسلاخ عن الأهل شكلاً آخر، فبينا الاستقلالية عن الكبار عند الذكور تعزز العدوانية  

الصفحة218

لديهم فإن فتور الأنوثة يلطف من فـورة البلـوغ (الديـدي ،1995: 61-59).ورجوعـاً إلى الهرمونــات، حيــث يفــرز المبــيض هرمــون الأســتروجن، الــذي يــتحكم في الــرحم ،والمهبل، والغدد الثديية، وذلك خلال الأطوار المختلفـة للـدورة الطمثيـة، كـا يعتـبر البروجسترون عاملاً مهاً لمساعدة تطور الجدار الرحمي في إطار إعادة مـو البويضـة والمشيمة بعد حدوث الحمل، كا يعتقد أنه مهم في تطور الغدد الثديية خلال فـترة الحمل، كا يفرز الذكور التستوسترون الـذي يـتحكم في تطـور الخصـائص الجنسـية الثانوية والأعضاء التناسلية المساعدة، مثل: البروسـتاتا، والأوعيـة الدمويـة، والمنويـة ،وهو أحد العديد من الهرمونات الجنسـية الخاصـة بالـذكور (الطـواب ،1995: 333) والدافع الجنسي لدى المراهق مثلـه كمثـل أي دافـع يـدفع صـاحبه إلى إشـباعه بـأي طريقة كانت، لكن المجتمع يقف موقفا خاصاً إزاء الـدافع الجـنسي، إذ يقـف حـائلاً دون إشباعه بأي طريقة وذلك استجابة ويتمثل لسلطان المجتمـع والقـيم والتعـاليم الإسلامية والعرف والتقاليـد والقـانون ومـا إلى ذلـك مـن أمـور تحـول دون المراهـق وإشباع الدافع الجنسي لديه، فالمجتمع والدين يحرم إشـباع الـدافع الجـنسي إلا عـن طريق واحد وهو طريق الاتصال المشروع وهو الزواج لذلك لا بد من تقديم التربيـة الصحيحة المتعلقة بالنمو الجنسي مسبقاً وبشكل تدريجي في مراحل العمـر السـابقة وضمن حدود قدرات الإنسان العقلية ونموه.  

أبرز مميزات النمو الجنسي:   

تصل الأنثى إلى قمة الطاقة الجنسية في بداية هذه المرحلة، أما الذكر فيصـل إلى قمة الطاقة الجنسية في نهاية هذه المرحلة.  

• يتضح الدور الجنسي لدى كلٍ من الذكر والأنثى وتكون القدرة على التناسل متحققة لديهم. 

• يصبح المراهقن أكر واقعية خاصة في العلاقة مع الجنس الآخر.

• يتبلور تصور واضح عن الزواج والاستقرار وتكوين الأسرة.  

 الصفحة219

تطبيقات تربوية:

على الأسرة والمربن الاهتام ما يلي:

• لا بد من العلم أن هذه المرحلة تنتابها تغرات جسمية ونفسية متعددة تعمل على استهلاك نسبة عالية من الطاقة لذا يجب توفر قدر من الغذاء المفيد كا ونوعا ً ً.

• لا بد أن يتجنب المراهقن ما يسمى بالرجيم في هذه الفترة حفاظا ً على مـوهم بشكل سليم.

• يفضل أن مارس المراهقن الرياضة المناسبة حسب رغبتهم وقدراتهم.

• لا بد من مساعدة المراهق على أخذ فكرة مناسبة عـن ذاتـه وإمكاناتـه ليسـهل عليه المشاركة الاجتاعية والإقبال عـلى المجتمـع وعـدم العزلـة التـي تـؤدي إلى مشكلات متعددة للمراهق.
• لا بد من الاهتام بكافة جوانب النمو وعدم التركيز على جانب معن.

• لا بد من تجنيب المـراهقن المثـرات الجنسـية المتعـددة مثـل: النظـرة المحرمـة فالنظرة الأولى لك معنى النظرة المفاجئة الغر مقصودة.

• والثانية عليـك أي النظـرة المقصـودة لقولـه تعـالى ﴿ ُ ْ قـل للمـؤمنن يغضـوا مـن أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أز َكى لهم إن َ الـلـه َ ِ خبير بما يصـنعون  َ ُ وقـل ْ

للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن﴾ [النور:30-31]

• تجنب الاختلاط بن الجنسن في أماكن الدراسة والرحلات وغرها.

• تجنب مشاهدة البرامج التي تدعو إلى الفاحشة والرذيلة والإباحية.

• تجنب قراءة القصص المثرة للدافع الجنسي.

• تزويد المراهقن بالمعلومات الجنسية الطبيعية التي يحتاجونهـا حتـى لا يلجئـوا إلى مصادر أخرى.

• التأكيد على آداب الاستئذان حتى على أفراد الأسرة الواحدة

الصفحة220

• إشعارهم برقابة الـلـه تعالى، وأنـه تعـالى ﴿ يعلـم السر وأخفـى﴾ [طـه  :7]وأنـه تعالى ﴿ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور﴾ [غـافر [ :19وأن الملائكـة تسـجل كل قول أو فعل يصدر عن الإنسان، وأن الإنسان محاسب ما يقول ويفعل، هذه العقيدة لا بد أن تكون راسخة لدى المراهـق حتـى تنمـو لديـه الرقابـة الذاتيـة النابعة من الإمان بالـلـه ويصبح متمثلاً لقول الرسول صـلى الـلــه عليـه وسـلم"اعبد الـلـه كأنك تراه فإن م تكن تراه فإنه يراك". 

• التفريق بن الـذكور والإنـاث في أمـاكن النـوم منـذ بلـوغهم سـن عشر سـنن فيً الأسرة الواحدة انطلاقا من قول الرسول صلى الـلــه عليـه وسـلم "مـروا أولادكـمبالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع".

• البعد عـن التـبرج والسـفور لقولـه تعـالى: ﴿ ولا تـبرجن تـبرج الجاهليـة الأولى﴾[الأحزاب [ :33لما لذلك من أثر في إثارة وإغراء الجنس الآخر وزيادة التوتر وعدمالاستقرار 

• تعريف المراهق ً بقواعد الإسلام التي تتحدد بناء عليـها العلاقة بيـن الجنسن. 

• على رفع الـروح المعنويـة للمراهـق مـن خـلال تقـديره واحـترام قدراتـهومساعدته على تطويرها وزيادة ثقته بنفسه

• تشجيع المراهق كلا قام بعمل أو إنجاز وعدم نقده لمجرد النقد

بعض مشكلات المراهقة وطرق علاجها: 

جناح المراهقين:

الجنوح ظاهرة اجتاعية لا يكاد يخلو منها مجتمع مـن المجتمعـات، فهـو بحـد ذاته سلوك يأتيه بعض الأ ً ً ً فراد عمدا أو سهوا، لكن سلوكهم هـذا يكـون منافيـا لـروح الجاعة ولا تتوافق ومعاير المجتمع الذي يضمهم ويرى )بـرت( مـثلاً أن كـل طفـل

الصفحة221

يمكن اعتباره جانحا حينا تكون نزعاته مناهضة لنظم المجتمع فتبـدو خطـرة يلـزم الحد منها، ويتعرض من جرائها إلى طائلة الروادع الاجتاعية، ويذهب كل مـن  (كـاد وودويش) إلى أن الجن ً وح من ضروب السلوك الذي تحدد أركانه تشريعيا من جـانبن أساسين ها:

أ-  من ناحية تحديد عمر الجانح الذي يقترف ما من شـأنه أن يسـمح بوصـمه بالجنوح.

ب- طبيعة ما يرتكبه من سلوك مخل مستهجن (الجسماني: 267:1994)

تعريف الجنوح:

• الجنــوح بالتحديــد هــو الانحــراف الســلوي عنــد الأطفــال والمــراهقن دون الثامنة عشرة الذي يتمثل في سلوك لا أخلاقي وخارج عن القانون وعلى قيم المجتمع ومعايره.

• والنظام الفلسطيني يعتبر أن الحدث هو الفرد الـذي بلـغ مـن العمـر دون الخامسة عشرة سنة.

• وعرف (زيدان) الجناح بأنه درجة شديدة أو منحرفة من السلوك العـدواي، حيث يبدر عن المراهقن تصرفات تعتـبر ذات دلالـة عـلى سـوء الخلـق والفوضى والاستهتار، وقد يصل بها الحال إلى الجرمة، وهـي ظـاهرة تنـتشر عند بعض المراهقن في المدارس الإعدادية والثانوية (زيدان: 270:1996)

• ويقصد بالانحراف (الجناح) الإتيان بالسلوك الجانح ) (Deviantأو السـلوكالمضاد للمجتمع والخارج على معاير السلوك في هذا المجتمع (عبـدالرحيم: 1983 

.(315

المراهق والجنوح:

تعتبر مشكلة جناح المراهقن من المشـكلات النفسـية والاجتاعيـة التـي تواجـه الأسرة والمدرســـة والمجتمـــع وهـــي تحظـــى بـــاهتام علـــاء التربيـــة والاجـــتاع

الصفحة222

ورجـال القــانون والأمــن ولا بــد مــن الاهـتام باحتياجــات المــراهقن لوقــايتهم مــن الانحرافات حتى نتجنب الخسارة البشرية الناتجة عن هذه المشكلات.

وكشفت الدراسات أن حوالي (%38)من حالات جنـوح المراهـق تحصـل عنـدما يكون مقترفوها بين 14-16عاما من العمـر، وأن حـوالي (%34)مـن حـالات الجنـوح يأتيها الناشئون فيما ببن -16) 18عاماً) من العمر، فهـذه النسـبة العاليـة جـدا تظهـر بوضوح أن الجنوح والمر ً اهقة يسران جنبا إلى جنب، وذلك لأن هـذه الفـترة الواقعـة بيـن الرابعة عشرة والثامنة عشرة من العمر، والتي يصفها هادفيلد بأنها فترة "جنون المراهقة insanity)" (adolescentتتصـف بـالنمو السريـع في التكـوين البيولـوجي،

وفي الوظائف الفسيولوجية، على نحو لا يتاح فيه للجوانب العقلية والفكرية اللحـاق متطلبات الجوانب الجسمية، فتكون هناك فجوة حاصلة داخل كيان الفـرد الناشـئ، بدلاً من أن يحدث انسجام وتناسق بن سائر أركان وحدة الفرد البيولوجيـة، يحصـل تخلخل ناجم عن عدم التوازن (الجسمـاني، .298 ،288 : 1994)ويشـر (ولـيم هيلـز(

 (w. Healyz)وبرونـر (Bronner)" في دراسـتها الشـهرة عـن الجنـاح والجـانحن أن اتجاه الطفل نحو مرحلة المراهقة والبلوغ تزيد من رغبته في مزيد من الفـرص التـي يحقق فيها ذاته ويتخلص من قيود أسرته بحيث يؤدي أي تدخل غر سليم في إعاقـة تحقيق هذه الرغبات إلى انسحاب الطفل أو إحساسه بالحرمـان العـاطفي ومـن ثـم يحاول الطفل القيام محاولات لإشباع رغباته المكبوتة من بينها الجنوح (عبـدالرحيم، 316:1983(وتعتبر المراهقة بطبيعتها مرحلة مؤاتية للسلوك الجانح لما فيها من فورة الغرائز (من جنس وعـدوان) ولمـا تبديـه مـن رغبـة في التحريـر مـن سـلطة الكبـار، والتمرد عليها ولمـا فيهـا مـن عـدم اسـتقرار عـاطفي ومـن صـعوبة في التكيـف مـع التغرات الجسمية والنفسية ومع الآخرين (الديدي:1995:(126

الصفحة223

أشكال الجنوح:

تتعدد أشكال الجنوح تبعا للاستعدادات الخاصة ولأوضاع البيئة، نذكر منها: 

• من أشكال الجنوح التدخن والشـجار والكـذب المـرضي والسرقـة والتزييـف والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة.
• ومن أشكاله أيضا الهروب من المدرسة والفشل الدراسي والـتشرد والعـدوان والتمرد وعدم ضبط الانفعالات والسلوك الجـنسي المنحـرف كهتـك العـرض والجنسية المثلية وتعاطي المخدرات والإدمان.
• وقد يصل الجناح في صورة الاعتداء المادي على المعلم أو الأب أو قـد يظهـر في الانحراف الجنسي وإدمان المخدرات وإيذاء النفس ( زيدان، . 270:1996)
• وطرح العلـاء أشـكال مـن الجنـوح حيـث تـتراوح بـن الكـذب، ومتـد إلى الإجرام الخطر كالقتل مثلاً، وبن هذين الطرفن مكن أن تأي سـائر ضروب الجناح كالسرقة، والتهرب مـن المدرسـة، والتغيـب غـر المشروع عـن الأسرة والانضام إلى عصابات سيئة وتعاطي القار واحتساء المشروبات الكحوليـة وسواها ما ينهى عنه القانون ولا يرتضـيه العـرف الاجتاعـي (الجسمانـي،.(270 :1994

أسباب الجنوح: 

ترجع أسباب الجنوح إلى عدة عوامل، مكن اختصارها فيا يلي:

• التنشئة الاجتاعيـة الخاطئـة التـي مارسـها الأسرة، وغرهـا مـن مؤسسـات التنشئة، مثل: الإفراط في اللـن، والتسـاهل، والإفـراط في الرعايـة والحايـة، وقلة الضبط والرقابة، واللامبالاة، والقسوة، وعدم الاستقرار العائلي، وتفكـك الأسرة.

• ضعف القيم والمعاير الاجتاعية التي تضبط السلوك الإنساي.

الصفحة224

• سوء التربية الجنسية،و عدم اتباع التوجيهات القرانية و النبوية في ذلك.

• نقص وسائل الترفيه التي لها دور في التنفيس الانفعالي

• زيادة وقت الفراغ دون توظيفه فيا يفيد

• الفقر، وسوء الوضع الاقتصادي

• الجهل، وعدم المعرفة، وقلة الخبرة، ونقص المعلومة، والحرمان من التعليم. 

• عدم إشباع الحاجات النفسية الأساسية، والشعور بالحرمان والنقص

• " كما مكن أن تكون الوراثة لها دور مهم في مشكلات الجنـاح وتتمثـل فـيا ينتقل عن أفراد الأسرة ومـن سـلالاتها مـن صـفات سـواء المبـاشرة البعيـدة والقريبة وكذلك الضعف العقلي حيث يصل معدل الذكاء بن الجـانحن إلى حوالي %85وأيضا تخلف عقلي عام وأخرا عدم القـدرة عـلى ضـبط الـذات كل ذلك يؤدي بالمراهق إلى النحو منحى الجناح (الجسماني، 275:1994)

• الأسباب البيئية خارج المنـزل متمثـل في قرنـاء السـوء، ومشـكلات الدراسـة، والهروب من المدرسة، والفشل الدراسي، ومشـكلات العمـل، هـذه العوامـل تؤدي إلى الجنوح (زهران، . 462:1985)

• الحرب بدورها عامل مهم مـن عوامـل الجنـوح لمـا يـنجم عنهـا مـن تشرد، وتهجر، وتفكك أسري، وإحباط، وقلـق، ففـي الحـرب تصـبح الفـوضى هـي القاعدة، والعنف، والقلق هو السائد (الديدي، 126:1995)

كل الأسباب سابقة الذكر مجتمعـة كانـت، أو متفرقـة، تـؤدي بـالمراهق أو بـأي إنسان آخر إلى الانحراف، وإلى الج ً نوح، لذلك لا بد علينا من السر حثيثا نحو المـنهج الوقاي أولاً من الجنوح، ثم علاجه إذا كان واقعاً.

الصفحة225

دور التربية الأسرية في جنوح المراهقين:

تلعب "التربية الأسرية" دورا خطرا في تشكيل السلوك الجانح، فقد يكون لـنمط التربية الأسرية المتمثل في الحاية الزائدة أو الإهال أو النبذ أو الـرفض أو التجاهـل ً دورا في إحداث السلوك الانحرافي أو الجـانح، ولقـد أوضـحت نتـائج الدراسـات التـي أجراها (هيلي وبرونر) ( Bronner&Healey ) عن الجانحن أنهم يعانون نوعـا مـن الضيق، والهم والتعاسـة، وعـدم الإحسـاس بالسـعادة، وعـدم الرضـا، والقلـق نتيجـة مواقف، أو خبرات مثرة لهم أو مفزعة، هذا وقد استخلص الباحثـان أن الجنـاح قـد يكون:

• محاولة دفاعية (ميكانزم دفاعي(.

• محاولة لإثبات الذات وإثبات القدرة والكفاءة.

• محاولة داخلية من الطفل لعقاب الذات نتيجة لإحساسه بـالإثم والخطيئـة ،)الجسماني(178-177 :1994

من هنا نؤكد أن التدليل المفرط لا يأخذ بالطفل إلى بلوغ أهدافه في الحيـاة، ولا القسوة أو الإهال يؤديان إلى معرفة الخطأ من الصواب، لـذلك لا بـد مـن التوسـط والاعتدال في التربية في مراحلها المختلفة.

وقد أكد العلاء أن أسلوب التربية الخاطئـة (الإفـراط في اللـن والتسـاهل والإفـراط في الرعاية والحاية) يجعـل الفـرد ضـعيفا رخـوا أمـام الصـعوبات التـي لا يتحمـل مواجهتهـا بالشكل الإيجاي، فيعمد إلى الأسلوب السـهل أي الجنـوح لحـل مشـكلاته كـا أن المعاملـة القاسية في البيت من شأنها زيادة روح العدوان الـذي يرتـد عـلى الـذات في شـكل رغبـة لا واعية بالعقاب الذاي أو في شكل عنف ضد الآخـرين، فهـذه الأسـباب المـذكورة تـنجم عـن الأسرة المتسلطة النابذة للمراهق أو بالعكس عند الأسرة المفككة (انفصـال الأبـوين، طـلاق، هجر) حيث ينعدم الشعور بالأمان ويتحول جو البيت إلى جحيم لا يطاق (الديدي، :1995: .(126إن عدم الارتياح بخصوص الأسرة وسوء سلوك الوالدين في التنشئة الاجتاعية للطفل

الصفحة226

والمراهــق تــؤدي إلى ســلوك الجنــوح بكــل أشــكاله بهــدف تفريــغ الضــغط الــنفسي والحرمان العاطفي المتشكل من أساليب التربية الخاطئـة (زهـران، .(461:1985لقـد أوضحت البحوث والدراسـات النفسـية والتربويـة وكـذلك البحـوث في علـم الإجـرام ) (Criminologyأن الخارجن على القانون عادة ما يبـدؤون سـلوكهم الجـانح قبـل بلوغهم سن المراهقة، و ً كثرا مـا يخـرج أغلـب المنحـرفن مـن بيـوت وأسر متصـدعة ومتداعية العلاقـات تلفـظ أطفالهـا في الشـوارع، وإلى رفقـاء السـوء ولا يعنـي ذلـك بطبيعة الحال أن جميع المنحرفن يأتون من هـذه البيئـات التعيسـة القـاصرة، فقـد يكون الجناح مشكلة حتى م ً ً ً ن أكر العائلات احتراما وثراء ومركـزا اجتاعيـا ذلـك أن البيئة ليست إلا أحد العوامل التي يجب أن نضعها في الاعتبار عنـد محاولتنـا تفسـر السلوك وفهمه )عبدالرحيم، 319:1983)

ويلاحظ أيضا أن قلة من الجانحن يكونون أذكياء، إلا أن الأغلبية حـالات حديـة ً ومتأخرون عقليا، والصـحة العامـة للجـانحن أقـل مـن المتوسـط، وتشـاهد العيـوب الجسمية والتعرض ل ً لحوادث، ويشاهد أيضا العصابية، وزيادة النشاط الحري وعـدم الاستقرار، والاندفاع والقابليـة للإيحـاء ونقـص ضـبط الـنفس والاتجاهـات الدفاعيـة والعدائية، ونقص التعاون ومناوأة السلطة والمخاطرة والتمرد والتدخن، وغر ذلك في سن مبكرة (فيليب رايس Rice. 1998) 

علاج مشاكل الجنوح:

• إرشاد الأسرة وإشعارها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها كا قـال النبـي صـلى الـلـه عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

• تعريــف الأسرة بأســاليب التربيــة الســليمة مــع توضــيح مخــاطر اســتخدام الأساليب الخاطئة.

• تجنيب الأطفال التعرض للأزمات الانفعالية ومواقف الصراع والإحباط، لأنها تؤدي إلى العدوانية والجنوح.

الصفحة227

• تعلــيم الأطفــال والمــراهقن القــرآن الكــريم ومبــادئ الحــلال والحــرام منــذ صغرهم

• تعويدهم الأطفال منذ صغرهم على الصلاة] إن الصلا ةَ تنهى عن الف حشـاء والمنكر ][ العنكبوت: 45 [.

• لا بد للأسرة من الاعتراف بشخصـية الأولاد ومـنحهم الثقـة، وإتاحـة فرصـة التعبر عن حاجاتهم ومشاكلهم والاستاع الجيد لهم.

• المساواة في المعاملة بن الأبناء وعدم التفريق بينهم في العطايا والهبات، لأن ذلك يجعلهم يفقدون الثقة بالأسرة، ويبحثون عن بـدائل بالتأكيـد سـتؤدي إلى الجنوح.
• أن مثل الوالدين القدوة السلوكية الحسنة للأولاد في مجمل أمور الحياة.

• أن يعمل الآباء رفـع مسـتوى الأسرة الاقتصـادي، لتـتمكن الأسرة مـن تـوفر حاجات أولادها.

• يجــب عــلى الأسرة إبــداء العطــف والرعايــة والابتعــاد عــن معاملــة الأولاد بالعنف

• العمل على تغير الظروف التـي مـن شـأنها زيـادة التشـجيع عـلى الجنـوح خاصة في المدرسة أو الأسرة.

• يجــب أن تكــون علاقــات الآبــاء وطيــدة بأبنــائهم، ليتمكنــوا مــن مصــارحة والديهم بالمشاكل التي تعترض حياتهم.

• يجــب معاملــة كــل فــرد عــلى أنــه كــائن بشري فريــد في ذاتــه، لــه تكوينــه الطبيعي الخاص به وله مشكلاته التي يعاي منها.

• الفكر التربوي الحديث يؤكد على فردية الشخص وتعزيـز ذاتـه ومسـاعدته على إدراك الذات، ومعرفة إمكانياتها وقدراتها وتوجيهه نحو استغلالها فيما يفيد

الصفحة228

•   الإرشاد الاجتاعي والتربوي والمهنـي للحـدث الجـانح في جـو نـفسي ملائـم يتسم بالصبر والفهم والمساندة والتوجيه السليم نحو سـلوك فعـال مقبـول، ومســاعدة الحــدث الجــانح عــلى رســم فلســفة جديــدة لحياتــه "(زهــران،.(463:1985
• " ومن أسس العلاج مناقشة أسباب الجنوح مناقشـة صريحـة مـع الطبيـب النفسي، ً ما يساعد الجانح كثـرا في حـل مشـكلاته لشـعوره أن هنـاك مـن يحاول دراسة الموقف لمساعدته")زيدان، . 271:1996(

• العلاج البيئي وتعديل العوامل البيئية العامة داخل المنزل وخارجه وملء وقـــت الفـــراغ بالرياضـــة والفنـــون والناشـــطات الاجتاعيـــة) لديـــدي،.(130:1995 

• العــلاج الــنفسي الفــردي أو الجاعــي، ومحاولــة تصــحيح الســلوك الجــانح، وتعديل مفهوم الذات عن طريق العلاج النفسي الممركز حول المسترشد، مع الاهــتام بعــلاج الشخصــية والســات المرتبطــة بالجنــاح، وحــل الصراعــات ومقابلة عوامل الإحباط ودوافع العدوان ومحاولـة التغلـب عليهـا، وإشـباع الحاجات النفسية غر المشبعة خاصـة الحاجـة إلى الأمـن، وإبـدال السـلوك العدواي بسلوك بناء والعلاج بالعمل والاهتام بالتربيـة الجنسـية )زهـران،.(436:1985 

• تضــافر جهــود المدرســة، ووســائل الإعــلام، وكــل المؤسســات الاجتاعيــة والحكومية من أجل القضاء على أسباب الجنوح.

• إعداد المربن لمواجهة حالات الجنوح ومواجهة الانحراف بطريقة علمية، في إطار التعاون والتنسيق بن البيت والمدرسة.

• إنشاء المزيـد مـن العيـادات النفسـية المتخصصـة، لعـلاج جنـاح الأحـداث،ومؤسسات للتأهيل النفسي والتربـوي والمهنـي، وخطـط علاجيـة مدروسـة.

الصفحة229

العمل على أساس من الفهم والرعاية، بهـدف الإصـلاح والتقـويم وليس العقاب )زهران، 463:1985(

تطبيقات تربوية:

على الأسرة والمربين الاهتمام ما يلي: 

• لا بد من تعليم الأبناء القـرآن الكـريم، وحـثهم عـلى الصـلاة، وتعـريفهم مبـادئ الحلال والحرام، فإن ذلك يقوم سلوكهم.

• لا بد من معرفة أن المراهق إنسان انتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقـة التي توجب اهتماما خاصا من الأسرة والمربن، وعدم تجاهل التغـرات النفسـية والجسمية الجديدة في حياة المراهق.

• إشــباع حاجــات المراهــق الســيكولوجية والفســيولوجية بدايــة في الأسرة ثــم في المدرسة والجامعة وغرها من مؤسسات التنشئة الاجتاعية.

• متابعة السلوكيات الصادرة من الأبناء وتوجيههم نحـو السـلوك السـوي وتعـديل السلوكيات الخاطئة من خلال التفاهم والإقناع وعدم اللجوء للعنف والقسوة أو التدليل الزائد.

• غرس الثقة في نفس المراهق، ليكون اتجاهات سـليمة عـن الأسرة فيصـارحها مـا يحتاجه أو يعترض حياته.

• لا بد من الاستعانة بأهل الخـبرة والاختصـاص في مسـاعدة الأولاد عنـد تعرضـهم للمشكلات، وعند عدم قدرة الأسرة على تقديم المساعدة.

• التعاون المثمر بن مؤسسات التنشئة الاجتاعية، الأسرة، المدرسة، وسائل الإعـلام وغرها للوصول بالأبناء إلى حالة السواء الدائم.

الصفحة230

  تعتبر التربية الجنسية مهمة من مهات الأسرة أولاً ثم المدرسة والمسجد وغرهـا من المؤسسات ذات العلاقة بالفرد في مرحلة الطفولة أو المراهقة، حيث تقـوم هـذه التربية في نظر الإسلام على مبـادئ تربويـة ذات أهميـة كبـرة، وأهـم هـذه المبـادئ تكوين وعي أخلاقي راسخ على الأسس العقلية، وذلك ببيان حكمة المبادئ الأخلاقيـة وأسرارها ومدى ضرورتها للحياة الفردية والاجتاعية وتكوين إمان قوي بالـلـه ينهي المرء عن ارتكاب المعاصي التي ينال بها غضب الـلـه ونقمه.  

الآبــاء مســؤولون عــن تربيــة أبنــائهم وتعلــيمهم وتــزويجهم حصــانة لهــم أو مساعدتهم على ذلك، فإذا م يتـيسر للشـباب الـزواج تحصـن بالتعـالي عـلى الغريـزة والاستعفاف والتمسك بالفضائـل وتصريف الطاقات في عبـادة الـلـه، وفي ذلك يقـول تعــالى: ﴿وَلْيَسْــتَعْفِفِ َّ الــذِينَ لاَ يجِـِـدُونَ نِكِاحًـًـا  حَتــى يغُنِـِـيهَمُ الـلـــهُ مِـِـنْ فَضْــلِهِ﴾ [النور33:] وليس ذلك الطلب للرجال فقط، بل للنساء أيضاً، وقد خصهن الـلـه بعـد تلك الآية العامة بآية خاصة، إذ يقول - سبحانه وتعالى-: ﴿وَالقَوَاعِدُ مِنَ ِّ النسَاءِ َّ اللايِ  لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًـا فَلَـيْسَ عَلَـيْهِنَّ  جُنَـاحٌ أَنْ يَضَـعْنَ َّ ثِيَـابَهُن غَيـرْ ِّ مُتَبَرجَـاتٍ بِزِينَـةٍ وَأنْ يسْتعَفِفْنَ خَيرْ َّ لهُن﴾ [النور:60].  

والمسلم الذي يتمسك بحياة العفة والشرف أمام الإغراء ولا يلن جعلـه الرسـول صـلى الـلـه عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الـلـه في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله وذلك في قولـه صلى الـلـه عليه وسلم "وشاب دعته امرأة ذات منصب وجال فقال إي أخاف الـلــه رب العالمن". وفي القرآن الكريم مثال لذلك المسلم الشـاب في قصـة سـيدنا يوسـف صلى الله عليه و سلم مـع امرأة العزيز التي راودته عن نفسه، وهددته وتوعدتـه بالسـجن والإذلال ففضـل السـجن عــلى معصــية الـلـــه والــتخلي عــن العفــة واســتنجد بالـلـــه طالبــاً أن يقــف معــه

الصفحة235

 في   محنته، ويصرف عنه كيدها فاستجاب الـلــه لدعائـه لعلـم الـلــه بإخلاصـه وصـدق

دعواه وطهارة نفسه في قوله تعالى: ﴿كَذَلكِ لنِصْرِفَ عَنْهُ ُّ السـوءَ وَالفَحْشَـاءَ َّ إِنِـهُ مِـنْ عِبَادِناَ المخْلصِنَ﴾ [يوسف:24].  

ويجب أن نقرر هنا أن الجنس ليس مشـكلة ولكنـه مظهـر مـن مظـاهر الحيـاة السوية، حيث يتدرج الإنسان في مراحل النمو الجنسي المختلفة كا يتدرج في مراحل النمو الجسمي، والعقلي، والاجتاعي وقد يواجه النمـو الجسـمي بعـض اضـطرابات شأنه في ذلك شأن نـواحي النمـو الأخـرى وقـد تعتريـه فـترات مـن التـيقظ العـادي ،ويتعلم الفرد خلال حياته أن يتكيف مع هذه التغـرات، ولـيس مـة داع لأن نجعـل المراهق يشعر بأن المراهقة معركة يحارب فيها اضطراباته الجنسـية حربـاً لا هـوادة فيها. 

تعريف التربية الجنسية: 

للتربية الجنسية العديد من التعريفات نعرض بعضاً منها فيا يلي: 

"يقصد بالتربية الجنسية تزويد الفرد بالمعلومات والحقائق المتعلقة موضـوعات الجنس، وتنمية الاتجاهات الجنسية السليمة المتمثلة في تفهم دور الجنس ووظائفـه وطرق توجيهه وإشباعه، ليتمكن الأفراد من التصرف الإيجاي السليم تجـاه المواقـف الجنسية، وفق المعاير الاجتاعية والأخلاقية وما يضمن الصـحة النفسـية السـليمة" (عريفج ،1993: 199).  

إذن التربية الجنسية هي ذلك النوع من التربية التي تساعد الطفل على مواجهة مشاكله الجنسية مواجهـة واقعيـة، وأن يطلـع عـلى تطـورات الحيـاة الجنسـية عنـد الإنسان والحيوان بطريقة علمية عقلية على قدر ما يسمح به موه العقلي والجنسي.  

"التربية الجنسـية هـي نـوع مـن التربيـة التـي مـد الفـرد بالمعلومـات العلميـة والخبرات الصالحة، والاتجاهات السليمة إزاء القضايا الجنسـية بقـدر مـا يسـمح بـه مــوه الجســمي والفســيولوجي والعقــلي والانفعــالي والاجتاعــي وفي إطــار العــادات   

الصفحة623

والتقاليد السائدة، ما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاتهالجنســية في الحــاضر والمســتقبل مواجهــة واقعيــة تــؤدي إلى الصــحة النفســية" (الديدي:189 :1995).  

ويمكن أن نعرف التربية الجنسية كما يلي:  

التربية الجنسية هي تلك الجهود التي تبذلها مؤسسات التنشئة الاجتاعية بـدءا من الأسرة، ومروراً بالمدرسة والمسجد وانتهاءً بوسائل الإعلام المرئية منهـا والمسـموعة والمقروءة والمكتوبة، بقصد توصيل المفاهيم والمعلومـات المتعلقـة موضـوع الجـنس للطفل والمراهق في المراحل النائية المختلفـة مـا يتناسـب مـع حاجـاتهم وقـدراتهم العقلية ليتمكنوا من التوافق مع المواقف الجنسية المختلفة بالشكل المناسـب الـذي يتوافق مع المعاير الاجتاعية والتعاليم الدينية.  

المراهق والجنس:  

يرجــع اهــتام المــراهقن بالمســائل الجنســية والعاطفيــة إلى مــوهم الجســمي والفسيولوجي والجنسي واكتال الوظائف التناسلية في مطلع مرحلـة المراهقـة، ومـا يصاحب ذلك من تغرات جسمية تشمل الأعضاء الجنسية الأولية، والتغرات الثانوية التي تؤدي إلى تغر جسم المراهق تغراً يحوله من طفل إلى رجل، ومـن الطبيعـي أن يثر هذا التغر اهتام المراهقن أنفسهم كا يؤدي إلى تغر سلوك الآخرين نحـوهم ويصــاحب التغــرات الجنســية التغــرات الفســيولوجية كمزاولــة الغــدد الجنســية وظائفها، ما يجعل الميول الجنسية تتضح بعد فترة كمون طويلة في مرحلة الطفولة ،والتي تهز المراهق هزا عنيفاًً فاستيقاظ الدوافع والرغبات الجنسية الملحة تزيـد مـن مشاعر المراهقن بالـذنب، وذلـك لأن المراهـق يعلـم أنهـا رغبـات محظـورة يقابلهـا المجتمع بشتى الوسائل (زيدان ،1996: 285، 286).  

وقــد يتبــادر إلى الــبعض أن التوعيــة الجنســية تسيء الأخــلاق وكأنهــا تفــتح   أعن الناشئة عـلى أمـور ينبغـي أن تبقـى طـي الكـتان وضـمن إطـار المحظـورات 

الصفحة237

والمحرمــات فكــم مــن أب يشــعر بــالحرج والارتبــاك إزاء أســئلة يطرحهــا الطفــل أوالمراهق بخصوص الحياة التناسلية التي لا يجوز لأية تربية أن تتجاهلها، لأن من حق الطفل والمراهق التعرف على ما يعيشانه ويؤثر فيها (الديدي: 190 :1995).  

وبالتأكيد أن التغرات التي تحدث للمراهقن بأجسامهم وأعضائهم لهي سريعـة ومتعددة، ونحن مدعوون في هذه الحالـة إلى أن نـزودهم بالمعلومـات التـي تتعلـق مظاهر النمو الجديدة التي تحصل عندهم وبخصائصهم المميزة الجسمية والعقليـة والروحية والاجتاعية وبخاصة ما يتعلق منها مظاهر النمو التي ينفرد بها في هذه المرحلة كل من الجنسن الذكور منهم والإناث (عدس ،291 :2000).  

وقد ثبت أنه لا فائدة ترجى من إحاطة كل ما يتصل بالناحيـة الجنسـية بجـدار من التحريم من الجهات التي يثق بهـا الطفـل كالمدرسـة والمنـزل، لأنـه يبحـث عـن منافذ أخرى لإشباع حاجته إلى المعرفة وغالباً ما يتجه إلى الأفراد الذين يكبرون قلـيلاً في السن فيسيئون الإرشاد، أو إلى مواقع الانترنت التي تقـدم معلومـات خاطئـة عـن الجنس، وتكون النتيجة نوعاً من الانحراف الجنسي، لذلك وجب الحذر مـن المظـاهر الســلبية التــي يبــديها الكبــار إذا مــا أراد الطفــل أن يفــتح موضــوع مناقشــة تتصــل بأعضائه التناسلية أو مشكلة من المشاكل الجنسية، لأن مثل هذا السلوك الذي يـدل على السلبية من كل ما هو جنس قـد يسـبب بعـض المشـكلات الجنسـية في مرحلـة المراهقة.  

هذا وتلعب التربية الجنسية دورا ًمهاً في علاج الكثر من الانحرافـات الجنسـية بل يجب أن تبدأ التربية الجنسية من مرحلة الطفولة وفي هذه المرحلة يجب الإجابة على جميع أسئلة الأطفال المتعلقة بالجنس في صراحة وأمانة شـأنه في ذلـك شـأن أي أمر آخر من أمور حياته، ويجب أن تكون هذه الإجابة مطابقة مامـاً لمـا يسـأل عنـه وليس المهم هو تزويد الطفل بالحقائق فحسب، بل المهـم تزويـده بطريقـة مبـاشرة ليس فيها ارتباك أو التواء.  

الصفحة238

ولقد أثبت التحليل النفسي أهمية الجنس في التوازن النفسي للفرد، وبالتـالي فـلاتعارض بـن التوعيـة الجنسـية وبـن الأخـلاق فـالأخلاق تهـدف إلى تحقيـق التـوازن والاكتال النفسي والاجتاعي للإنسان والأخلاق في جوهرهـا ليسـت تلـك الرواسـب والتقاليد البالية الجاهلة، وإما هي فهم الطبيعة الإنسانية عـلى حقيقتهـا مـن أجـل توجيههــا إلى مــا يســعد الفــرد ولا يضر بــالمجتمع في آن معــاً (الديــدي ،190:1995). وببلوغ المراهق تستيقظ لديه اهتامات وميول الجنس الآخر وتتـأثر بعـدة عوامـل ،منها: الأبوين، وطرق تربيتهم، واستعداد المراهق، وعلاقاته الاجتاعية التـي يعقـدها مع الجنس الآخر.  

 والعلماء رغم اختلاف نظرهم للدوافع الجنسية إلا أن أحداً م يذكر قوتها وذلك رغم تفنن المجتمع في قمع هذه الغريزة وتحاشي التعرض بالإشارة أو بالكلام إلى كـل ما يتصل بها باعتبار أنها محرمة، ومن العيب التحـدث فيهـا وقـد يكـون السـبب في ذلك هو شعورهم بقوتها وإلحاحها، وحللّ "هولنجورت" أسباب تحـريم التحـدث في الموضوعات الجنسية بـأن الآبـاء ينظـرون إلى أبنـائهم عـلى أنهـم م ينضـجوا النضـج الاقتصادي التام الـذي مكـنهم مـن الـزواج، وتحمـل مسـؤوليات الأسرة فهـم بـذلك يطالبون بالصمت وعدم التحدث في المسائل الجنسية حتـى يـتم نضـجهم ويصـبحوا أهلاً للزواج (زيدان ،1996: 286، 287). وغرض التربيـة الجنسـية وهـدفها يتمثـل في تزويد الناشئة بالمعلومات الجنسية الصحيحة وذلك عن طريق المربين حتى لا تدفع الفضولية بالمراهق إلى أخذ المعلومات من غر مصادرها المناسبة، مثل: رفـاق السـوء ،أو المعلومات المبتذلة، أو الأفلام المتهتكة الشاذة. (الديدي ،1995: 190، 191).  

الأسباب الداعية إلى ضرورة التربية الجنسية:  

إن التربية الجنسية للمراهق أمر ضروري للأسباب التالية:  

الصفحة239

1. الرغبة الطبيعية عند كل فرد في استطلاع واستكشاف الحقـائق والمعلومـاتذات الصلة بالجنس.  
2. إن حصول الطفل على المعلومات بطـرق صـحيحة مـن مؤسسـات التنشـئة الاجتاعيــة يعنــي أننــا أغلقنــا أمامــه الطــرق الغــر ســليمة للحصــول عــلى المعرفة.  
3. إن توفر المعلومات الجنسية ومعرفتها يقلل مـن القلـق خاصـة إذا صـاحب المعلومة التوجيه السليم للفرد.  
4. التربية الجنسية السليمة تتيح للفرد التفكر السليم والنافع في أمـور الحيـاة الأخرى بدلاً من إشغال فكره في الموضـوعات الجنسـية والبحـث عنهـا هنـا وهناك. 
5. الجنس هو مكون من مكونات البناء الإنساي الذي لا مكـن الاسـتغناء عنـه لأي مخلوق.  

الأهداف التي تسعى التربية الجنسية لتحقيقها:  

1. تزويد الفرد مـا يحتاجـه مـن معلومـات جنسـية حسـب المرحلـة العمريـة والقــدرة العقليــة مــن مصــادر تربويــة ســليمة كالوالــدين، أو المدرســة، أو مؤسسات التنشئة الاجتاعية الأخرى.  
2. تقليل درجات القلق والتوتر الناتج عن الغموض الـذي يكتنـف موضـوعات الجنس.   
3. وقاية الأطفال والمراهقن من الإشباع الجنسي الخاطئ.  
4. أن يــتفهم المــراهقن مــن كــلا الجنســن دورهــا، ويعمــلا عــلى الاســتعداد المناسب لهذا الدور وفق القواعد والأسس الدينية والمجتمعية.  
5. تنمية اتجاهات جنسية سليمة نحو الجنس الآخر ونحو موضـوعات الـزواج والأسرة.  

الصفحة240

  أساليب التربية الجنسية:  

يمكن استخدام الأساليب التالية في التربية الجنسية:  

1. دروس نظرية منظمة خاصة بالتربية الجنسية.  
2. التركيز على موضوعات التربية الجنسية من خلال المواد الدراسية.  
3. ندوات جاعية إرشادية خاصة بالتربية الجنسية.  
4. اللقــاءات الإرشــادية الفرديــة مــع بعــض الطــلاب، وتــوجيههم كــل حســب مشكلته واحتياجاته (عريفج ،1993: 202، 203).  
5. توجيـه المــراهقن نحـو قــراءة كتـب تتصــف بالعلميـة في طرحهــا لموضــوع الجنس حتى يطالعوها ويستفيدوا من معلوماتها.   
6. توجيه المراهقن نحو قراءة القرآن الكريم الذي يهـذب الخلـق وينهـى عـن الفحشاء والمنكر.   
7. توجيه المراهقن نحو قراءة قصص الصحابة الكرام وتوجيهات - النبي صـلى الـلـه عليه وسلم - لهم في موضوعات الجنس، وذلك لأخذ العبرة والعظة. 

مسؤوليات الآباء نحو التربية الجنسية لأولادهم:  

تعتبر الأسرة المحضن الأول التي تعمل على تربية وتنشـئة الأطفـال منـذ نعومـة أظفارهم، فالأطفال يكتسبون المعارف والخبرات بالدرجة الأساسية مـن الأسرة لـذلك يقع على الأسرة واجب كبر في توعية الأطفال حول كل الأمور ذات العلاقـة بحيـاتهم وخاصة فيا يتعلق بالتربية الجنسية، لذلك لا بد للأسرة من إتبـاع الخطـوات التاليـة عند تعاملها مع أبنائها في هذا الموضوع.   

1. فهم خصائص مو الأبناء في كل مرحلة من مراحل العمر. 
2. إجابة أسئلة الأبناء المتعلقة بالمسائل الجنسية بسهولة وبدون حرج. 

الصفحة241

1. التقرب وإظهار العطف والحب نحو الأبناء حتى يجرؤوا عـلى السـؤال عـنالمسائل الجنسية دون حرج وإجابتهم ما يتناسب مـع مسـتوياتهم العقليـة والعمرية. 
2. تهيئة الفرص للمراهقن والمراهقات لي مارسوا ألواناً مختلفة مـن النشـاط والهوايات وتشجيعهم على تنفيذ شعائر الإسلام مـن صـوم وصـلاة، ودعـاء ،واستغفار... 
3. خلق الاتجاهات الجنسية السليمة لدى الأبناء وغرس القيم الحميـدة فـيهم في كل ما يتعلق موضع الجنس. 
4. أن يكــون الآبــاء قــدوة حســنة لأبنــائهم في الحيــاة الواقعيــة في مختلــف الأمور. 
5. تعويد الأبناء على الصلاة منذ الصغر. 
6. التفريق بينهم في المضاجع عند سن عشر سنن. 

9-تعويدهم على الاستئذان على الوالـدين في الأسرة وعنـد الـدخول إلى بيـوت الآخرين. 

دور المدرسة في التربية الجنسية:  

التربية الجنسـية تهـدف إلى تزويـد الناشـئة بكـل المعلومـات المتعلقـة بالناحيـة الجنسية في إطار من الروح العلمية والرصـانة، فـالجنس لا يجـوز أن يحـاط بـالأسرار والتخويف كا لا يجـوز أن يتعـرض للابتـذال والتهتـك غـر أن هـذه التربيـة عمليـة دقيقة، ولا يجوز أن تؤخذ على محمـل الخفـة كـا يجـب أن تعهـد بهـا إلى المـربين الأسوياء المتحررين من مشاكلهم ومن رواسب الطفولة والعقد النفسية، ففي مجـال التربية الجنسية تلعب شخصية المري من حيـث القـدوة الحسـنة والـتفهم الإيجـاي وعدم الشـعور بـالحرج والارتبـاك عنـد طـرح الأسـئلة الجنسـية عليـه دورا مهـاًً في توصيل المعلومة الصحيحة والسليمة. 

الصفحة242

      ويعتبر دور المدرسـة في هـذا الصـدد مكمـلاً لـدور الأسرة ففـي مرحلـة الروضـة تستطيع المدرسة أن تسـاعد الأطفـال عـلى التعـرف عـلى عمليـة التوالـد في القطـط والأرانب مثلاً، أو على عملية التفريخ في الدجاج والطيور ونحو ذلك، كا نستطيع أن ندرب الأطفال على الأدوار والعادات السلوكية التي تختص بالجنس الذي ينتمي إليه الطفل.  

أما خلال المرحلة الابتدائيـة فتسـتطيع المدرسـة أن تنمـي مـدارك التلاميـذ فـيا يتعلق معنى الذكور والإناث عن طريـق الطيـور والحيـوان والإنسـان، لـذلك ينبغـي إعداد المربين الذين سيقومون بهذه التربية إعدادهم ليس فقط عـن طريـق الفهـم والاســتيعاب لكــل مــا مــت إلى الحيــاة الجنســية بصــلة، وإمــا تزويــدهم بالوســائل والأساليب الكفيلـة بتوصـيل المعلومـات إلى الناشـئة، وتكـوين الاتجاهـات المطلوبـة عندهم إزاء الأمور الجنسية (الديدي: 194 :1995) 

أما دور المدرسة خلال المرحلة الإعدادية والثانوية والتي يكـون التلاميـذ فيهـا في مرحلة المراهقة فهو متعدد الجوانب ومكن تناوله كا يلي:  

1. الجانب البيولوجي: يتناول النضج الجـنسي، وهرمونـات الـذكورة، والأنوثـة ،والخصائص الجنسية الأولية، والثانوية، والتغـرات، وأن يقبلوهـا ومكـن أن تقوم مواد الإحياء بدور كبر في هذا الصدد.  
2. الجانب النفسي: يتنـاول الصراعـات النفسـية المتعلقـة بـالجنس وبالإشـباع ،وتكون اتجاهات إيجابية لـدى كـل مـن الجنسـن نحـو الآخـر، وغـر ذلـك ويقوم بذلك الإرشاد النفسي في تخفيف الصراعات ومواجهة المشكلات التـي يعانيها المراهق، وهذا دور المرشد في المدرسة.  
3. الجانب الثقافي: يتناول القيم الاجتاعية، وتعارضها مع الحاجـات الجنسـية ،وضرورة التكيــــف مــــع معــــاير المجتمــــع وتقاليــــده، ويتنــــاول دور   

الصفحة243

الأسرة وتكوينها ومسـؤوليتها وعوامـل نجـاح الـزواج واسـتمراره ومكـن أنتغطي المكتبة في المدرسة هذا الجانب. 

الوقاية من الانحرافات الجنسية:   

للوقاية من الانحرافات الجنسية لا بد من مراعاة ما يلي: 

1. إشباع حب الاستطلاع الجنسي عند الفرد بالطريقة المناسبة لقدرته العقليـة ،ومســتوى إدراكــه، وأن تكــون الإجابــة عــن استفســاراته صريحــة وواضــحة ومبسطة، ومكن تعريف الحقائق الجنسية عن طريق دراسـتها في الحيـوان ومقارنتها بالإنسان. 
2. إذا لجأ الطفل إلى نوع من العبث الجـنسي فـلا نأخـذه بالقسـوة، أو نبـدي أمامه التقزز والاشمئزاز، أو نقوم بتهديـده وإمـا نصرف انتباهـه إلى نشـاط آخر بلباقة وذكاء. 
3. أن تكون العلاقات بن الوالدين طيبة حتى لا يشب الفـرد مـثقلاً مـرارة مـا رآه من شقاق بينها ما قد يشوه نظرته للحياة الزوجية فيا بعد. 
4. يجــب أن يحــرر الأبــوان أولادهــا مــن ســيطرتها تــدريجياً وأن يحولــوهم دون أن يتعلقوا بهم تعلقا عاطفيا عنيفاً حتى يتاح لهم الاستقلال العاطفي فيا بعد. 
5. عدم التحيز للأبناء عـلى حسـاب البنـات داخـل الأسرة، وتـركهم يتحكمـون فيهن حيث إن هذا يغرس في نفوس البنات كراهية الجنس الآخر. 
6. غــرس مبــادئ الإمــان بالـلـــه والرقابــة الداخليــة الذاتيــة لــدى الطفــل     والمراهق. 
7. غرس القيم الخلقيـة مـن آداب الاسـتئذان وغرهـا في حيـاة الطفـل، ليصـل للمراهقة بسلام. 
8. أن يكون المربن قدوة حسنة أمام أبنائهم. 
9. تعويد الأبناء على أداء العبادات منذ الصغر كالصلاة والصوم. 

الصفحة244

10-تعويد الأبناء على ارتياد بيوت الـلـه 8 وغرس حبها فيهم.

تطبيقات تربوية : 

• الاهتام بالتربية الجنسـية حسـب أصـولها التربويـة، والنفسـية، والاجتاعيـة، والدينية بهدف مساعدة المراهق في توافقه الجنسي.

• إعطــاء مزيــد مــن المعلومــات عــن الوراثــة، ومعلومــات أوليــة عــن الأعضــاء التناسلية.

• إتاحة الفرصة للتعرف على الدور الجنسي لكل من الذكر والأنثى.

• تنمية الميول والاهتامات الأدبية، والعلمية، والرياضية، والفنية.

• شغل وقت الفراغ بأنواع من النشاط البناء الصارف عن الجنس.

• تشجيع المراهقن على ضبط النفس.

• تنمية الاتجاه السليم نحـو الجـنس الآخـر، فهـي تحتـاج إلى قـدر مـن النضـج والمسؤولية.

• تزويد المراهق بالمعلومات الضرورية الخاصة بإعلاء الدافع الجنسي، أو تحويـل الطاقة الجنسية الدافعة إلى مسالك أخرى.

• تزويد المراهـق بالمزيـد مـن المعـاير الاجتاعيـة، والقـيم الخلقيـة، والتعـاليم الدينيــة، والجوانــب النفســية المتعلقــة بالســلوك الجــنسي، والــزواج وخطــورة العلاقة غر الشرعية.
• توجيه المراهق إلى تهـذيب الـنفس مـن جميـع نواحيهـا مـا في ذلـك السـلوك الجنسي وتبصره إلى أن الاتصال الجنسي قبل الزواج يسبب الشـعور بالحرمـان أكر ما يعالج، ويجلب من المشكلات أكر ما يحل ويوقع الإنسان في غضـب الـلـه - سبحانه وتعالى .

الصفحة245

• مشكلة التبول اللاإرادي.
• مشكلة اضطرابات الكلام.
• مشكلة اضطرابات الغذاء.
• مشكلة مص الأصبع.
• أسئلة عن الفصل السابع.

أهداف الفصل السابع: . 

1. أن يعرف الطالب التبول اللاإرادي. 
2. أن يذكر الطالب الأسباب المؤدية للتبول اللاإرادي.

-3ان يحدد الطالب العلاج المناسب لمشكلة التبول اللاإرادي

4-أن يوضح الطالب المقصود بالتهتهة.. 

5-أن يبن الطالب الاسباب المؤدية لمشكلة اضطرابات الكلام. . 

6-أن يشرح الطالب طرق علاج عيوب النطق عند الأطفال. . 

7-أن يعدد الطالب المشاكل المرتبطة بالتغذية. 

8-أن يذكر الطالب الأسباب المؤدية لمشكلة التغذية. . 

9-أن يعطي الطالب الحلول المناسبة لمواجهة اضطرابات الطعام.

-10أن يقترح الطالب علاجا مناسبا لمشكلة مص الأصبع. 

الاستفادة المتوقعة من دراسة الفصل السابع:

. 1أن يستفيد الطالب من المعلومات المتعلقة بكل مشكلة من حيث مسبباتها وطرق الوقاية منها في الحياة العملية.

الصفحة247

مشكلات الأطفال وسبل التغلب عليه

يعــاني الأطفــال في المراحـــل المختلفـــة مــن العديـــد مــن المشــكلات النفســية والجسمية نتيجة لظروف الحياة المختلة وسـوف نتطـرق لـبعض هـذه المشـكلات في هذا الفصل بشيء من التفصيل.  

مشكلة التبول اللاإرادي:   

مفهوم التبول اللاإرادي: هو عدم قدرة الطفـل العـادي عـلى الـتحكم في عمليـة التبول في سن كان ينتظر منه فيه أن يكون قد تعود ضبط جهازه البولي، وسن ضـبط الجهاز البولي تقع بالتقريب في الثالثـة مـن العمـر (عـريفج ،1993: 169، 170) وإذا استمر الطفل يتبول لاإرادياً وهو نائم إلى ما بعد سن الرابعة فمعنى ذلك أنـه يعـاي من مشكلة بحاجـة إلى دراسـة وحـل وهنـاك حـالات مـن البـوال العـارض (أي غـر المتكرر) قد تحدث للأطفال في سن متقدمة إمـا بسـبب إصـابتهم بـالبرد العـادي، أو لكرة تناولهم للسوائل قبل النوم بوقت قصر، أو لسبب انفعالي كالخوف، إلا أن مثل هذه الحالات لا مثل مشكلة ولا يخشى منها حيث تزول هذه الأسباب.   

متى تصبح مشكلة التبول اللاإرادي عند الطفل بحاجة لعلاج:   

إن التبول اللاإرادي مشكلة عامـة مـن مشـكلات الطفولـة وخاصـة أثنـاء النمـو ،وتغدو مشكلة حقيقية بحاجة إلى بحث إذا استمر الطفل بعملية التبول لـيلاً إلى مـا بعد سن الثالثة، والطفل السوي يستطيع التحكم بعملية التبول أثنـاء النهـار والليـل على حد سواء، فإذا كان غيـر قـادر عـلى هـذا الـتحكم أثنـاء النهـار، فسـتكون لديـه مشكلة " التبول اللاإرادي النهاري" أما إذا كان غر قادر عـلى الـتحكم بـالتبول أثنـاء الليل، فستكون لديـه مشـكلة " التبـول الـلاإرادي اللـيلي. ومـن الملاحـظ أن الطفـل   

الصفحة249

الذي يتبول ليلاً يتكون عنـده شـعوره بـالنقص، والدونيـة، وفقـدان الشـعور بـالأمن ،والخجل، والميل إلى الانطواء، واضطراب الكلام، والعناد والتخريب أحياناً، وكرة النقد ،وثورات الغضب، وينجم هذا عن فقر الدم وسوء التغذية ووجـود الديـدان المعديـة ،وارتفاع درجة حموضة البول، ما يحد من قدرة الطفل على عملية التبول، وإذا كـان الطفل لا متنع عن تبليل الفراش كل ليلة، وإذا كان يبلل نفسـه طـوال النهـار لا بـد من مراجعة الاختصاصي من أجل المداواة. (مرتضي ،2002: 43، 44).  

ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال اهتام الأسرة بأبنائها ومتابعة الظواهر الغـر طبيعية في حياتهم، لتتمكن مـن الاكتشـاف المبكـر للمشـكلة، والـذي بـدوره يسـهل عملية الوصول إلى الحل المناسب في وقت قصير.  

الأسباب العضوية للتبول اللاإرادي:   

 أشارت الدراسات التـي اهتمـت بدراسـة هـذا الاضـطراب عنـد الأطفـال  إلى الأسباب العضوية لتبول الطفل لا إرادياً والتي مكن حصرها في العوامل التالية:  

• أن يكون الطفل مصاباً مرض عضوي كضعف في عضلات المثانة ،كا يحـدث في حالات الالتهابات في مجرى البول لدى الأطفال ذكورا وإناثـاً، كـا قـد يحـدث التبول اللاإرادي أيضاً في بعض حالات الإنهاك العصبي العام، وفقر الدم ونقص الفيتامينات ووجود بعض الأمراض المتواطئة إذ قد يؤدي الضعف العام النـاتج عن المرض العضوي إلى ضعف السيطرة على العضلات بصـفة عامـة وعضـلات المثانة بصفة خاصة (رجب ،1999، 87). ورما يكون السبب ضيق في المثانة، أو وجود التهابات فيها، أو ضعف العضلة الضابطة لخروج البول. 

الصفحة250

 أسباب انفعالية – نفسية:   

أهم عنصر من عناصر الأسباب النفسية هـو الخـوف سـواء كـان قامـاً بذاتـه أوداخلاً في تكوين انفعالات مركبة، وقد يكون الخوف قاماً بذاتـه كـا في الخـوف مـنالظلام، أو من التهديد، أو بعد ساع قصة مزعجة... وقـد يـدخل الخـوف في تركيـب انفعال آخر معن.. وقد يكـون بسـبب الخـوف مـن الخـروج لـيلاً إلى التبـول وذلـك لأسباب متعددة فقد يكون الطفل تعرض لموقف صادم أو أن الليل مثل مصدر رعب للطفل وهكذا.  

ففي معظم الحالات يعود التبول الـلاإرادي إلى عوامـل نفسـية – انفعاليـة فقـد تظهر هذه المشكلة عند الطفل نتيجة ولادة مولود جديد في الأسرة ما يشعر الطفل بالغرة نتيجة تركيز الأم عنايتها على الطفل الجديد، وإهالها للطفل السابق فيتكون القلق عند هذا الطفل ومكن أن يبلـل ثيابـه أو فراشـه، ويـرى " فرويـد" في تفسـره للتبول اللاإرادي على أنه عرض نكوصي يدل على ما يعانيه الطفل من صراع نـفسي م يحل نتيجة ما يدركه من تحول الوالدين عنه إلى العناية بأخيه الأصغر، ويعتقـد أنـه مهدد بفقدان حبها له، ما يؤدي إلى ظهور هذه المشـكلة لديـه لجـذب انتبـاهها إليه، فإذا ما تحقق ذلك استمر في تبلبل الفـراش ليحصـل عـلى مزيـد مـن الاهـتام ورعاية الوالدين (الزعبي ،2005: 98، 99) وقد يحدث هـذا مـثلاً عنـدما نجـد طفـلاً مريضا ثم يوليه الوالدين اهتاما خاصاً فيخاف الطفل من نقص هذا الاهـتام بعـد شفاءه من المـرض فيلجـأ إلى وسـيلة أخـرى مثـل التبـول الـلاإرادي (سـعفان ،2001:  .(213

علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال:  

لا بد للأسرة أن تولي أبناءها الاهتام الكـافي وتعمـل عـلى الفحـص الطبـي لهـم خاصة عند شعورها بوجود مشكلة سواء كانت نفسية أو عضوية، وذلـك مـن خـلال عرض الطفل إلى طبيب مختص بطبيعة المشـكلة الموجـودة لـدى الطفـل، فـإن أفـاد 

الصفحة251

من خلال التشخيص أن المشكلة عضوية لا بد من متابعة العلاج العضـوي، ومـن ثـمالعمل على إزالة الآثـار النفسـية المترتبـة عـلى المشـكلة العضـوية مـن خـلال إرشـادالشخص نفسه وإرشاد الأسرة والزملاء حول كيفية التعامل مع الطفل حتى يسـاعدوافي حل المشكلة، أما اذا أفاد الطبيب المختص بعدم وجود مشكلة عضوية فلا بد مـن متابعة المشكلة مـع الأخصـاي الـنفسي للتعـرف عـلى سـبب المشـكلة والمسـاعدة في الوصول إلى حلها والتغلب عليها.   

أولاً: العلاج الطبي:   

لا بد من علاج الطفل الذي يعاي من التبـول الـلاإرادي طبيـاً إذا كانـت أسـباب مشكلته تتعلق بالناحية العضوية، ومن المتوقع أن يكون تجاوب الطفـل مـع العـلاج الطبي سريعا إذا كان سبب التبول اللاإرادي عضوياًً، ويكون العلاج الطبي باسـتخدام الأدوية أو اللجوء إلى العمـل الجراحـي أحيانـاً ويـذكر كـودان وآخـرون أن اسـتخدام الأدوية المقوية للجهاز السمبثاوي والتي تخفض من النوم العميق، مثل: " البلادونـا" و"اللايثالن" وهذه الأدوية تزيد من قدرة المثانة على الاحتفـاظ بكميـات كبـرة مـن البول، كا مكن استخدام العقاقر المضادة للاكتئـاب مثـل " التوفرانيـل (Tofranil) والتريبتيزول" بكميات تتراوح بن 50-25( ملغم) يومياً وتكون هذه العقاقر مضـادة للأعصاب البارسمبثاوية وتقوي الأعصاب السـمبثاوية، وتقلـل مـن القلـق والاكتئـاب الذي يعاي منها الطفل، وتساعد الفعل المنعكس الشرطي وهو اليقظة عنـد امـتلاء المثانة بالبول (الزعبي ،2005: 101، 102).  

ثانياً: العلاج النفسي:   

وهــو مــن أنجــح الطــرق المعمــول بهــا في مثــل هــذه الاضــطرابات حيــث يــرى المعالجون النفسيون أن البول صرخة من أجل المساعدة لطفل يجد صعوبة في حياته الاجتاعيــة، فكســب الطفــل في العــلاج الــنفسي مــن خــلال العلاقــة الحميمــة بينــه   وبــن المعــالج ثــم ينتقــل المعــالج إلى معرفــة البنيــة العميقــة، فمجــرد التحــدث إلى  

الصفحة252

الطفل والاهتام به، وبناء جسر من الأمن والأمان بينه وبن المعـالج، يجعـل الطفـلقريبا جداً، ما يؤول إلى كشفه عن صراعاته الداخلية، التي قد تكون السبب في ذلكإذا ما تبن سلامته عضوياً، ومن الأفضل أن ينتقل المعالج إلى كـل الظـروف المحيطـةبالطفل، كا يتضمن العلاج السلوي تنمية قدرات الطفل عـلى المشـاركة الاجتاعيـة لفك عزلته، وكسر القيود النفسية التي فرضها على نفسه مـن خـلال حالـة الاكتئـاب والقلق التي يعيشها (الخطيب ،1999: 305).  

ومن الوسائل التي مكن للأم أن تتبعها في علاج طفلها أن تحرص عـلى أن يكـون طعام طفلها بسيطا وخفيفا وخالياً من التوابل والحواذق، وغر ذلك مـا يدفعـه إلى شرب كثر من الماء (كالحلوى والمربيات) على أننا يجب أن نؤمن إمانا راسخاًً أن أولى خطوات العلاج هي تشجيع الطفل على التخلص مـن هـذه العـادة، وتشـجيعه عـلى الإمان بأن مشكلته مكن حلها، وأن الحل في متناولـه وأنـه لـيس أمـراً مسـتحيلاً وأن هناك أطفالاً آخرين كانوا يعانون من هذه المشـكلة وتخلصـوا منهـا بفضـل إمـانهم وتعاونهم وقوة أداوتهم، ويجب العمل على إشـعار الطفـل بالثقـة بنفسـه وبقدرتـه على الانتصار على هذه العادة، وأن إرادته وعزمته لها أكبر من هذه العادة السيئة ،وينبغي ألا يلجأ الآباء والأمهات إلى عقـاب الطفـل أو إذلالـه، وفي كثـر مـن الأحيـان يلجأ الآباء إلى إنزال العقاب البدي بالطفل، بل كثراً ما يصل هذا العقاب إلى حـد ي الطفل بالنار أو تخويفه وتهديده وضربه ضربا مبرحاً، وهذه الأساليب ضارة وخطـرة ولا ينبغي أن مارسها الآباء (العيسوي ،2005: 90، 91).  

فيا يلي بعض طرق ثبتت جدواها في حل هذه المشكلات، وأثناء التطبيق لا بـد من الحصول على تعاون الطفل بدلاً من فرض الأمر عليه.   

1. لوحــة النجــوم: أطلــب مــن الطفــل أن يســجل الليــالي " الجافــة" والأخــرى "المبللة" ويعطي نجوماً ذهبية عـلى الليـالي الجافـة، وليكـافئ الطفـل كـأن   

الصفحة253

يمضي بعض الوقت على انفـراد وعـلى حـن يتجاهـل الأبـوان الليـالي المبللـةومدحان الطفل على الليالي الجافـة، وأن مكافـأة كهـذه تضـع أمـام الطفـلهدفاً يسـعى إلى تحقيقـه، وصـورة لتقدمـه إلى الأمـام، ولقـد أثبتـت هـذهاللوحات بجدواها.   

1. الإقلال من التوتر: إذا ظل الطفل يصحو من الفراش جافاً فترة ما ثم عاد إلى التبول، فلنفحص إذا كان هناك طارئ سبق العـودة إلى التبـول، مثـل: ولادة طفل جديـد في العائلـة، أو الانتقـال إلى بيـت جديـد، أو خصـام عـائلي، أو غياب طويل لأحد الوالدين، وعندها يعمـل الوالـدان عـلى تقليـل أثـر هـذا الطارئ بإعطاء الطفل مزيداً من الاهتام.  
2. 
   
3. في وقــت النــوم أجلــس مــع الطفــل مــدة (10-15 دقيقــة) وحدثــه حــديثاً يسعده ،لي ينام مسترخياً وهو يحس محبتك ودعمك له، كـا أنـه يحسـن أن يقضي معه وقتا أثناء النهار واضعاًرأسك برأسه (على انفراد) واستفد من هذا الوقت في دراسة الطفل وكشف نواحي صراعـه الـنفسي وقلقـه (شـيفر وولمان ،2006: 185). 
4. 
   
5. الاحتفاظ بالبول (Reliant urine) لقد دلت الدراسات عـلى أن عـدداً مـن المتبولن لا إرادياً غر قادرين على الاحتفـاظ بكميـة طبيعيـة مـن البـول في المثانة، لذلك فإن تدريب الطفـل عـلى احـتال كميـات أكـبر مـن البـول في المثانة مكن أن يؤدي إلى زيادة قدرة المثانة عـلى الاسـتيعاب، ويكـون ذلـك إما بتعليم الطفل التحكم بالمثانة وتسجيل الكمية التـي اسـتطاع الاحتفـاظ بها، أو أن يطلب من الطفل التوقف عن إنـزال البـول أثنـاء عمليـة التبـول ومن ثم يطلقه ((stop and start في أثناء النهار مرات عديدة، مـا يـؤدي إلى تقوية عضلة المثانة، ويساعد على الشفاء (العيسوي ،2005: 104)   

الصفحة254

1. إنذار التبول Enuresis Alarm)) تفيد دراستان أجريتـا عـلى الأطفـال مـنأعــار(5-51) ســنة أن( 70%) تحســنوا بسرعــة مقابــل(01-15%) كــانتحسنهم بطيئاً هذا الإنذار يثبت في السرير بحيـث يـرن حالمـا تنـزل بعـضقطرات من البول (الريماوي ،302 :2003)   

فيا يلي بعض النصائح الموجهة للآباء حتى يساعدوا طفلهـم عـلى الـتخلص مـن الحالة المرضية المتمثلة في التبول اللاإرادي:   

• أن يحذر الآباء من إهانة الطفل الذي يتبول لاإرادياً أو تأنيبه أو تعنيفـه أو تخويفه.   

• تعويد الطفل على تفريغ مثانته قبل الذهاب إلى نومه كل ليلة.

• تعويد الطفل إلى الاستيقاظ ليلاً لتفريغ ما في مثانته، وأن يوقظ لهذا الغرض إيقاظا تاماً.  

• منع تناول السوائل بكميات كبرة قبل النوم. 

• توفر ما يؤدي إلى إشباع الطفل حاجاته النفسية الأوليـة مـن أمـن وتقـدير وعطف وحرية. 

• تجنيب الطفل أكل الأطعمة المالحة، وأكل المكسرات خاصة في المساء. 

• عدم تعـريض الطفـل للاسـتهزاء مـن إخوتـه، أو مـن الـزملاء في المدرسـة أو المدرسن. 

مشكلة اضطرابات الكلام:  

مكن تعريف اضـطراب الكـلام بأنـه عيـب في النطـق يصـاحبه في الغالـب قلـق وارتباك، ورما الخجل والشعور بالنقص أو الانطواء وعدم القدرة على التوافق.   

إن أول صوت يصدر عن الطفل لحظة ولادته هو الصراخ والبكاء ثم يصـدر بعـد ذلك أصوات عفوية غر متصلة تترابط وتتصل بعد فترة بشكل عشواي لتظهر مناغاة الطفل، وقدرة الأطفال على النطق تختلف من طفل إلى آخر.   

الصفحة255

وتنمــو مــن ســنة إلى أخــرى وبعــض الأطفــال يتــأخرون في الكــلام، ومــة أطفــال يعجزون عن استدعاء الكلات التي يحتاجونهـا عنـد التعبـر عـن أفكـارهم وبعـض الأطفال يتلكؤون في إخراج الكلات أو ينطقون بها غر كاملة (ملحم ،2004: 302).

مشكلة (اضطراب) التهتهة والتأتأة:  

التهتهة إعاقـة في تـدفق الكـلام واسترسـال الحـديث وتتميـز بكـرة تكـرارات، أو استطالات الأصوات، والمقاطعة الصوتية حيث تبادل المقـاطع الصـوتية مـع لحظـات من الصـمت، ويشـتد اضـطراب التهتهـة في مواقـف التـوتر والضـغط الـنفسي الـذي يتطلب تواصلاً لفظياً، وقد تختص حالات التهتهة الشديدة خلال القراءة الشـفهية أو الغناء أو الكلام (الخطيب ،1999: 306)  

 مصاحبات التهتهة:   

إن الطفل الذي يتعـر في النطـق يكـون عنـده شـعور مكبـوت بـالنقص يسـبب التهتهة فنجده ميل أحياناً إلى الانكسار والانزواء، ويتصف بصفات تكاد تتشـابه مـع من مصون أصابعهم، ويحدث أحياناً محاولـة لتعـويض هـذا الشـعور، فيبـدو الولـد جريئا يحاول الإكثار من الحديث، ويعوض تهتهته بأن يحي قصصاً مثرة إذا أمكنه.  

 وقام أحد الباحثن بتقسيم حالات التهتهة إلى نمطين:   

النمط الأول: وهو الغالب ويتصف بأنه خجول، جبان، معتكف، منعزل، ميل إلى الوحدة، شديد الحساسية، شديد الانفعال ويكون هذا النوع هزيلاً نحيفاً.   

النمط الثاني: وهو قليل ونجـده جريئـا، متسرعـا، منـدفعاً في أفعالـه وفي كلامـه ،ويخرج كلامه مندفعا وسريعا، ويكون هـذا النـوع حسـن الصـحة سـميناً (الخطيـب والزيادي ،2001: 136).  

الصفحة256

   ومن الملاحظ أن الذي يتعر في النطق يتأثر بالمعاملة التـي يلقاهـا ممـن حولـه سواء في الأسرة، أو في المدرسة فإن المحيطن به يهزأون منه فإن هذا يزيد من شعوره بالنقص، ويزيد المشكلة تعقيداً ويعيق التوصل إلى حلول سريعـة للمشـكلة لـذلك لا بد من التعامل المتوازن مع الطفل ومراعاة ظروفه ما يخدم التوصل لحل المشكلة.   

أسباب المشكلة:  

1. الأسباب العضوية، كوجود خلـل في الجـزء المسـؤول عـن النطـق في الجهـاز العصبي، أو وجود عيوب في الجهاز الكلامي (الحنك، اللسان، الأسنان).   
2. توقعات الوالدين غر الواقعية التي تؤدي إلى قلق الطفل وتلعثمه.  
3. أســباب نفســية مثــل الضــغط والتــوتر والصراع والعصــابية وضــعف الثقــة بالنفس، والرعاية والحاية الزائدة والافتقار إلى العطف والأمن والصـدمات النفسية الشديدة كفقدان عزيز.  
4. استخدام الطفل عيوب النطق كوسـيلة لا شـعورية لجـذب انتبـاه الآخـرين (العناني، وآخرون ،2001: 218) 
5. ردة الفعــل عــلى الضــغط: إن مواقــف الضــغط المختلفــة، والمواصــلة مكــن   أن تــؤدي بالطفــل إلى التعلــثم في النطــق كالشــجارات العائليــة المتواصــلة   تكون هذه مجهـده للأطفـال، وقـد يتلعـثم الأطفـال ذوي النطـق السـليم   في حالــة كــونهم حزينــون أو مكتئبــون ويــؤدي التــوتر إلى فقــدان الــتحكم بالعضــلات المخرجــة للكلــات كــا أن التــوتر المتواصــل يــؤدي إلى مــا   يعرف بالضغط التوقعي فقد يخاف الأطفال ما سيحدث عندما يتحدثون ،وبـــذلك يصـــبحون متـــوتري الأعصـــاب ومتلعثمـــون وكـــذلك مكـــن أن   يحــدث نتيجــة للضــغط التــوقعي، والرغبــة في الكــلام بشــكل سريــع الأمــر  

الصفحة257

الــذي يــؤدي إلى التلعــثم والمصــادر الأخــرى للضــغط هــي الإجهــاد وعــدم الاستعداد والتغيـر المفـاجئ فالشـعور بالتعـب الجسـدي الشـديد أو عـدم التغذيــة الكافيــة، وعــدم الراحــة الجســدية أو النفســية يــؤدي إلى زيــادة التلعثم ،لذلك فعنـدما لا يكـون الأطفـال عـلى اسـتعداد لموقـف مـا يكـون التلعثم وسيلتهم للتعبر عن ذلك الخـوف، وأنـه لمـن المعـروف أن الأطفـال يبدأون بالتلعثم حن يحن موعد الذهاب إلى المدرسـة ونسـتطيع أن نقـول بعد ذلك أن التلعثم ناتج عن عوامل نفسية وسمعية (شيفر وولمان ،2006، 231).  

1. التعبر عن الصراع: يعتقد الكثر أن التلعثم ناتج عن الصراع في التعبـر عـن المشاعر الجنسية، أو العدوانية ويفترض الكثرون بأنه لدى الأشخاص الـذين يعانون من التلعثم مشاعر قوية لا يستطيعون التعبـر عنهـا بسـبب بعـض العوامل الاجتاعية أو ردة فعل المحيطن السـلبية تجـاههم، ورغـم وجـود الأبحاث العلمية القليلة، والتـي تـدعم هـذه الفرضـيات، إلا أن الكثـر مـن المختصن يرون أن هذه هـي الأسـباب الحقيقيـة وأن الـتخلص مـن الصراع يؤدي إلى التخلص من التلعثم، ويعتقـد الـبعض بـأن مشـاعر الغضـب غـر المعبر عنها هي السبب الأساسي للتلعثم، ونوع آخر مـن الصراع هـو الرغبـة في التعبر عن النفس، والنتيجة هي الـتردد بسـبب التضـارب الـنفسي فـيا يتعلق بالتعبر عن النفس.   

والصراع النفسي قد ينتج عن الخبرات السيئة للطفل، فالأطفال الذين يشـاهدون حالات الوفاة والمرض والشغب قد يشـعرون بصراع عنيـف فـيا يتعلـق بـأمنهم وفي مقدرتهم على التحمل ،وقد يشعرون بأنهم ممزقون عاطفياً ويريدون البقـاء بجانـب الآخرين خوفاً من أن يصابوا بالأذى، وقد يؤدي ذلك كله إلى التلعثم عنـدهم (شـيفر وولمان ،1999: 231، 232)   

 الصفحة258

علاج عيوب النطق:   

يفترض أن يكون علاج هذه المشكلة علاجا نفسيا وتقوميا وجسميا واجتاعياً في آن واحد، مع التركيز على العلاج النفسي لأن العوامل النفسية تأي في طليعة العوامـل المؤدية إلى ظهور هذه المشكلة.   

العلاج النفسي:   

تهدف وسائل العلاج النفسي أساساً إلى إزالـة أسـباب الـتردد، والخـوف، وإحـلال الثقة، والجرأة، والأمن، والشعور بالاستقرار مكانها في نفس الطفل.  

وسائل العلاج النفسي:   

1. طريقة اللعب:  

 وتهدف إلى كشف أسباب الاضطراب عند الأطفال وتفهم دوافعهم، كـا تهـدف إلى وضع الأطفال في جو حر يشـجعهم عـلى الانطـلاق والكشـف عـن رغبـاتهم دون خوف أو تصنع، كا أنها تتـيح للأطفـال فـرص التعـويض والتنفـيس عـن مشـاعرهم المكبوتة من مخاوف، أو غضب، أو شعور بالنقص في جـو مـن العطـف والفهـم مـن قبل المعالج النفسي.  

دور المنزل والمدرسة في مجال لعب الأطفال:  

لا بد للمنزل أو المدرسة أن يكون لهم الدور الفعّـال أثنـاء تعـاملهم مـع الطفـل خاصة عند اللعب ومكن أن نحدد دورهم فيا يلي:   

1. - إعطاء الحرية للطفل ليلعب كا يشاء ليجرب قدراته. 
2. - تشجيعه على استكشاف ما يحيط به واستخدام قدراته الجسمية، وتوجيهـه إلى المخاطر التي قد تواجهه ليتجنبها. 
3. -توفر أوقات منتظمة للعب، لأنه مطلب يومي بحيث لا تؤثر تلك الأوقـات على أوقات الواجبات الأخرى، مثل: الدراسة، والنشاطات الترفيهية. 

الصفحة259

1. - توفر ألعاب مناسبة تساعد الطفل على تنمية مظاهر النمو المختلفة لديه. 

هـ- إشراك الطفل في النشاطات الاجتاعية والرحلات المدرسية. 

1. الإكثــار مــن أنــواع النشــاط الريــاضي والاجتاعــي المــدرسي وإشراك الطفــل         بها. 
2. مساعدة الطفل على استنتاج المعلومات من ملاحظاتـه وتجاربـه واكتشـافه للبيئة المحيطة به.  
3. تشجيع الطفل على اقتناء مجموعة ألعاب لديه، وخاصـة تلـك التـي تسـهم في بناء موه العقلي والجسمي والانفعالي السليم. 
4. - الأخذ ملاحظات الطفل عن ألعابه، وتوجيهه إلى مصادر أخرى للعب تفيده في بناء جسم وعقل سليمن. 
5. - الاهتام باللعب الجاعي كأداة لتعلم الحيـاة، وتـوفر مجموعـات اللعـب وتشجيعه إلى المساهمة في تلك المجموعـات سـواء داخـل المدرسـة، أو مـن خلال اشتراكه بالنوادي القريبة منه.  

نتائج بعض الدراسات حول أهمية اللعب:  

• الأطفال المضطربون انفعالياً الذين كشفوا عن عدم مقدرتهم عـلى التفاعـل الاجتاعي كانت مهارات اللعب غائبة عنهم.  

• اللعب هو الإستراتيجية الأولى والأكر كفاءة لتعليم الطفل وتنميته.  

• مكن استشارة حواس الطفل عن طريق اللعب.  

• باللعب تنمو عضلات الطفل الدقيقة والكبرة، وينمو بدنه موا سلياً.  

• باللعب تنمو لغة الطفل وعقله وذكاؤه وتفكره.  

• اللعب قاهر للخجل.  

• اللعب يكشف عن صورة الطفل فهو يلعب ويتصرف بتلقائية. 

• يتيح اللعب الفرصة لاستخلاص جوانب شخصية الطفل.  

الصفحة260

1. تخفيف الضغط:  

 مكن أن يستعمل أسلوب تخفيف الضغط بشكل فـردي، وأن الفكـرة الأساسـيةأن الأطفال الذين نحاول التخفيف من التلعثم لديهم يساعدون عن طريق إشعارهم بــأنهم أقــل قلقــاً، ولــيس هنــاك بــديلاً عــن تحليــل النشــاطات الفرديــة واســتخدام إستراتيجية جيدة لإزالـة التـوتر وبنـاء عـلى ذلـك فإنـه مـن الضروري عـدم تشـجيع نشاطات الأطفال التي تسبب التوتر، وقد يشعر الأطفـال بتحسـن عنـدما يتخلصـون من النشاطات غر السارة وهذا بدوره يساعدهم على التخلص مـن التلعـثم فـيمكن عندها بدء النشاطات المهمة، كا يجـب التقليـل مـن توقعـات الوالـدين فتوقعـات الوالدين بأن يتحسن نطق طفلهم سريعاً تثر الضغط لدى الأطفـال (شـيفر وولمـان ،

  .(234 :2006

1. العلاج الكلامي:   

يتم العلاج الكلامي عن طريق الاسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية وتـدريب اللسان والشفاه والحلـق والحنـك مـع الاسـتعانة بـالمرآة، مثـل: مرينـات فـتح الفـك وغلقــه، ومرينــات البلــع والمضــغ، ومرينــات التــنفس، ومرينــات الحــروف الســاكنة والحروف المتحركة (العناي، وآخرون ،2001: 219).  

1. العلاج الاجتاعي:   

ويقوم به الأخصاي الاجتاعي ويهدف إلى معالجة المصاب من ناحيتن:   

1. - عــلاج الشــخص المــريض ويســمى بــالعلاج الشــخصي، ويهــدف إلى تغيــر اتجاهات المصاب الخاطئة التي لها علاقة بالمشكلة كاتجاهه نحو والديـه أو أصدقائه أو مدرسته.   
2. - علاج البيئة المحيطـة بالطفـل ويسـمى بـالعلاج البيئـي، ويهـدف إلى تغيـر البيئــة الفاســدة التــي تــؤثر عــلى مشــكلة المصــاب، ويــتم ذلــك مــن خــلال  

الصفحة261

   معاملته معاملة أفضل من ذي قبل، إذا كان يعاي من سوء المعاملــة سـواءمــن جانــب الوالــدين، أو المدرســن، أو الــزملاء، أو بتلبيــة مطالبــه الماديــة ،لتخليصه من الشعور بالحرمان المادي أو مطالبة الوالدين بتجنـب الشـجار أمامه حتى لا يتهدد شعوره بالأمن (عريفج ،2000: 178، 179). 

1. مكافأة النطق السليم السريع:   

الخطوة الأولى: أنه من الضروري عـدم مكافـأة التلعـثم فكثـراً مـا يعطـي الآبـاء أهمية خاصة للأطفال المتلعثمن، فأي شكل مـن هـذا الاهـتام عـادة مـا يـؤدي إلى تقوية وزيادة مشاكل النطق، فعند استعال نظام المكافأة فإنه يجب إهال التلعثم ويجب أن يكافئ الطفل على السلوك الإيجاي للنطق السليم.   

1. التقييم المختص:   

في حالة الأطفال الذين لا تخف عندهم حالة التلعثم أو تزداد سـوء فإنـه يجـب استشارة المختصن ،فالأطفال ذوي المشاكل يجـب أن يقيمـوا عـن طريـق المختصـن ،ومكن للمدرسة أن تساعدهم في ذلك بحيث تحيل المدرسة، أو طبيب العائلة الطفل إلى معـالج النطـق " speech the a bust" حيـث يقـوم الطبيـب بتقيـيم المشـكلة ،ويقدم توصياته ومعالجة الطفل إن كان ذلـك ضروريـاً (شـيفر وولمـان ،2006: 234،   .(235

مشكلة اضطرابات الغذاء:   

يؤدي نقص أو سوء التغذية إلى فشل الفرد في تحقيق إمكانات النمو، كا يـؤدي إلى الإصابة بكثر من الأمراض التي أهمها فقر الدم، ولـن العظـام، وعـدم القـدرة في مقاومة الأمراض، أما عدم التنوع في الغذاء فيؤدي إلى اضطراب النمـو بصـفة عامـة ،فالجسم يحتاج إلى البروتن، والدهون، والمواد الكربوهيدراتية، والأمـلاح، والفسـفور ،والكالسيوم، والفيتامينات (الطواب ،1995: 61).  

الصفحة262

   الفيتامينات والتغذية:   

نقص الفيتامينات في الغذاء يعتبر سوء تغذية فمثلاً فيتامن "أ" "A " يوجد بكرةعلى شكل مـادة الكـاروتن التـي تتحـول بالكبـد إلى فيتـامن "أ" الموجـود في الجـزر ،والفواكه، والـخضراوات كـا يوجـد بشـكل كامـل في اللـن، والزبـد، وصـفار البـيض، والكبد، ونقص هذا الفيتامن يؤدي إلى العشى الليلي حيث يصـعب التميـز في الضـوء الخافت كما يصبح الطفل عرضة لتقرحات القرنية ويكون قابلاً للعدوى.   

وكذلك نقص فيتامن "د" "D" الـذي يوجـد في زيـت كبـد الحـوت وبنسـبة غـر كافية في اللن فإن نقصـه يسـبب مـرض الكسـاح، أو لـن العظـام فتتقـوس العظـام ،ويتأخر ظهـور الأسـنان والمشي وتخنـف الأنـف، كـا يظـل اليـافوخ الأمـامي في رأس الطفل مفتوحاً بعد السن العادية وهي( 18 شهراً).   

وقد يصاب الطفل بنقص في نسبة الكالسيوم فيصاب بتشـنجات، أو تقلصـات في اليدين، أو الرجلن، أو اختناق فيحتاج إلى حقنة كالسيوم بالوريد فوراً (غيث ،2006: 400) 

تعتبر من أهم مشاكل فترة الرضاعة، إلا أنها مكن أن تسـتمر حتـى مرحلـة الطفولة، وأن متد إلى الرشد مـع اخـتلاف مظاهرهـا في كـل مرحلـة، فالرضـاعة الطبيعية للطفل لها أهمية كبرة وقد تبن أن معظـم الأطفـال الـذين يحولـون إلى العيــادات النفســية بــأمراض صــعوبات التغذيــة، أو الاضــطراب الــنفسي، أو الانحراف السلوي كانوا يعانون في السنوات الأولى من عمـرهم مـن اضـطرابات التغذية، ففي إحدى الإحصائيات تبن أن حوالي (69 طفلاً) حولوا إلى العيـادات النفسية لظهور بعض أعراض القلق النفسي في حوالي (20 -29%) كـانوا يعـانون مــن صعـــوبات التغذيــة في ســنواتهم الأولى، وحــوالي (13) مــنهم كانــت فــترة  

الصفحة263

رضاعتهم الطبيعية قصـرة ثـم بـدأت الصـعوبات تظهـر عنـد انتقـالهم إلى الرضـاعةالصناعية (الجبالي ،2005: 79).   

تعدد المشاكل المرتبطة بالتغذية:   

تــرتبط التغذيــة nutrition بكثــر مــن الأمــراض الجســمية والعقليــة والنفســية والنفسجســــمية أو النفسفســــيولوجية أو السيكوســــوماتية (psychosomatic disorders) ، وتحدث الاضطرابات في حالة نقص الغذاء، كا وكيفـاً وعـدم احتوائـه على العناصر المكونة للغذاء الصحي الجيد وحسب، ولكن أيضـاً عنـدما يزيـد تنـاول الطعــام عــن حاجــة الجســم مــن الســعرات الحراريــة، وتــتراكم الــدهون في الجســم والأوعية الدموية، والغذاء، مهم في تحقيق النمو الجسمي السليم وفي النمـو العقـلي والنفسي والاجتاعي وفي التمتع بالصحة المتكاملة وفي الوقاية من الإصابة بـالأمراض ،وله دوره في تزويـد الجسـم بالطاقـة تعويضـاً عـا يفقـده الجسـم منهـا، ولإمـداده بالإمكانات اللازمة لنمو الأنسجة والعظام (العيسوي ،2004: 133).   

مشكلات تتعلق بالعادات:   

عادات التغذية:   

يرجع كثراً من مشـكلات الأطفـال إلى اضـطراب تـدريب الطفـل عـلى العـادات الواجب إتباعها في الغذاء، وتختلف اضطرابات الغذاء في الطفولة بعـض الشيء عنهـا في المراهقة.   

الأعراض:   

قلــة الأكــل، والإفــراط في الأكــل (الــنهم أو الشــدة) أو الــبطء الشــديد في تنــاول الطعام، وفقد الشهية ،ونقص الرغبة في تناول الطعام، والإمساك عن الأكـل، وتقـاليعالأكل والتأفف، والتقيؤ والشعور بالغثيان (زهران ،1990: 482).  

الصفحة264

1. الأكل (النهم الشاذ):   

يعد المظهر الأساسي للأكل الشاذ الأكل المستمر لمواد لا تصلح للأكل وذلك لفـترةشهر على الأقل هذا وميل المواد الشاذة التي تؤكل للتغر عبر مراحل العمر، فالرضـع والأطفال الصغار يأكلون الدهون والمواد اللاصـقة، والخيـوط والشـعر والقـاش، أمـا الأكبر عمراً فيأكلون روث الحيوانات والرمل والحشرات وأوراق النباتات والحصى.   

1. الاضطراب الاجتراري:  

ويتمثــل المظهــر الأســاسي لهــذا الاضــطراب في الاســترجاع المتكــرر وإعــادة مضــغ الطعام لـدى الطفـل الرضـيع بعـد فـترة مـن الأداء السـوي، ويـتم اسـترجاع الطعـام المهضوم جزئياً إلى الفم دون غثيان، وتقيؤ أو اشـمئزاز واضـح، وعندئـذ قـد يـتم إمـا لفظ الطعام من الفم، أو مضغ ويعاد بلعه وهو الشكل الأكر تكـراراً (غيـث ،2006:  .(205

1. البطء في تناول الطعام:   

يشكو كثر من الآباء من بـطء أطفـالهم في تنـاولهم للطعـام ورغـم هـذا الـبطء الشديد الذي يستغرق وقتاً طويلاً، إلا أن كميات الأكل التي يتناولونها بسيطة للغاية لا تفيدهم.  

ولعل أهم سبب لذلك هو أن تناول الطعام ينظر إليه في بعض الأحيان كنـوع من اللعب والـلـهو يصرف الطفل فيه من الوقـت مـا شـاء كـيفا شـاء، كـا قـد يكون السبب هو ما يعانيه الطفل من صعوبات في المضـغ مـن جـراء الأسـنان أو الفكن أو غر ذلك، كذلك قد يرجـع السـبب إلى عـدم الرغبـة في تنـاول الأطعمـة المعروضة، أو إجباره بتناول الطعام رغم الشجع، أو التقزز مـن صـنف معـن مـنالطعــام، أو انشــغال الــذهن، أو الإغــراق في أحــلام اليقظــة، وكثــر مــن الأطفــال  

الصفحة265

يشغلون أثناء تناول الطعام مشكلاتهم الخاصـة أو ملاحظـة مـا يجـري حـولهم مـنالكبار أثناء تناول الطعام (عبدالصمد ،1998: 25).  

1. الشراهة وفقدان الشهية:   

تتمثل مشكلة الشراهة في أن يأكل الطفل أكر ما يحتمل، وأكر ما تحتاج إليه أجسامهم، إذ أن تناول الطعام لا يحدث عادة لسـد حاجـة جسـمية فحسـب، وإمـا يحدث لأن عادة معينة يريد أن مارسها الفرد في أوقـات معينـة أمـا فقـدان الشـهية فيظهر بصور مختلفة منها، انعدام الرغبة في تناول الطعام، ومنهـا الـبطء الشـديد في الأكل والتأنف (غيث ،2006: 205، 206).   

ههـ - القيء:   

من المشكلات التي تـرتبط عـادة بتنـاول الطعـام مشـكلة القـيء ولبحـث حالـة القيء يعرف أولاً إن كان متكرر الحدوث، أو عارض ويعرف إن كان مرتبطـا مناسـبة معينة أم عاما، وبعـد أن تحـدد المشـكلة تفحـص الحالـة الجسـمية أولاً، ثـمً تـدرس الحياة الانفعالًية وتدرس المناسبات التي يظهر فيها القيء، وكثرا ما يحدث أن يكون القيء ناشئا من إرغام الطفل على تناول طعام لا رغبة له فيه، وهًـذا الإرغـام يـؤدي إلى ثورة نفسًية مكبوتة غالباً، ويعقبها عادة قيء، وقد يحدث القيء كا يحـدث أي عرض جساي، على أساس " الهستريا" التحويلية، أي أن التقيـؤ يقـوم بجـذب انتبـاه الكبار، أو يكون تعبراً عن عقدة نفسية أساس انفعـالها التقـزز أو الخـوف ومـا إلى ذلك (القوصي، 1982: 248).  

أسباب مشكلة التغذية:   

رفض الأم إرضاع الطفل من الثدي، والفطام الخاطئ، وقلـق الأم بخصـوص غـذاء الطفل، والاتجاهات الخاطئة لدى الأم بخصوص الغـذاء الكامـل، والإرغـام عـلى أكـلأنواع معينة مع الإغراء والتهديد والوعد والوعيد.  

• إعداد الطعام بطريقة خاطئة، وتقديم الطعام غر المألوف.   

الصفحة266

• وجــود عنــاصر تشــتيت، مثــل: التليفزيــون، أو الفيــديو، أو الراديــو، أو الكمبيوتر.  

• عادات الأكل السيئة، مثل: تناول الأكل بن الوجبات (زهران ،2005: 490).  

• أسباب عضوية، مثل: خلل في إفراز الغدد، واضطرابات في المعدة والمريء، أو بسبب عيوب خلقية، أو العدوى من الجهاز المعدي المعوي، نقص الغذاء في بعض العناصر كالكالسيوم.  

• عوامل ومشكلات نفسية، مثل: ضعف الانتباه للطفـل، وإهالـه، ومواقـف الحياة الضاغطة، وعدم تشجيع الطفل وإحباطه، أو نفور المري مـن الطفـل بسبب خبرات التغذية غر الناجحة، أو الرائحة المنفرة للمواد غر المسـتحبة (غيث ،2006: 206).  

• اضطرابات مواقف التغذية، مثل: الشجار بن الكبار وبن الصغار عند الأكل حيث يرتبط الأكل بخبرات مؤلمة، مثـل: التأنيـب والمحـاضرات أثنـاء الأكـل ،والإلحاح والتحايل والعنف وغش الأكل والشرب بوضع الدواء فيه مثلاً. 

• الاضــطراب الانفعــالي العــام، وقلــة وقــت الفــراغ، وقلــة الرياضــة، والعمــل المستمر القليل التنوع. 

• أمراض الفم والأسنان والجهاز الهضمي.  

مواجهة اضطرابات الطعام:  

كما هو الحال في نشوء اضطرابات الطعام فإن التغلب عليها عملية طويلة الأمـد ومتنوعة الوجوه.   

فمــن يتوقــع النجــاح السريــع لا بــد وأن يصــاب بالخيبــة حيــث إن الخطــوة   الأصــعب هــي التــبصر بــالمرض عنــد المعنيــن أي الإقــرار بــالمرض وبشــكل خــاص 

الصفحة267

يحتاج الذين يعانون من فقدان الشهية، والذين يعانون من الميل للأكـل (الشرهـون) إلى وقت طويل حتى يقروا بأنهم بحاجة للمساعدة، ولا مكن لأي شخص مهـا كـان أن يجبرهم على هذا الإقرار.   

غير أنه مكن للوالدين والأقارب والأصدقاء أن يتحدثوا بحذر شديد حول الوضع ،وأن يلفتوا نظرهم نحـو المسـاعدة، وتكمـن أسـباب اضـطرابات الطعـام في العوامـل النفسية والاجتاعية، وبالتالي فلا مكن للعلاج الذي يعتمد على العواقـب الجسـمية للاضطراب أن يحقق النجاح أبداً (رضوان ،2002: 544).  

العلاج:   

يتنوع علاج اضطرابات الغذاء تبعاً لأسبابها وتتضمن:   

1. علاج الاضطرابات الانفعالية وتحقيق الأمن النفسي والهدوء.   
2. العلاج الطبي في حالة وجود أمراض.  
3. تثقيف الوالدين فيا يتصل بأماط النمو للأطفال الصغار، والتأكد من طـول الطفل ووزنه، وأن عليهم أن يظهروا انفعـالات أقـل عنـدما يوضـع الطعـام أمام الطفل وقت الأكل، كا ينبغي أن يرفض الطعـام بعـد مـا بـن (51-02 دقيقة) بدون تعليق عمن أكل أم م يأكل (الرماوي ،2003: 300، 301).   

معالجة حكيمة!!   

عالجت إحدى الأمهات عدم ميل ابنتها الصغرة للـخضروات بـأن شـجعتها عـلى مساعدتها في زراعة بعض الخضروات في حديقة المنزل، فقامت بوضع البـذور وريهـا ،وتعهدها، وملاحظتها يوماً بعد يوم وما أن نضجت هذه الخضروات حتى قطفتها ثم تناولتها بشيء من الشغف (غيث ،2006: 208). 

توجيه وإرشاد الوالدين (خاصـة الأم) بخصـوص مواقـف التغذيـة (العطـف مـع الحــزم - الأمــن - العــادات الســليمة) وأهميــة الســعادة الأسريــة، وعــدم اللجــوء إلى  

الصفحة268

العقاب، أو الإجبار على الأكل أو التعليق عـلى طريقـة الأكـل، وجعـل الطعـام شـهياً جذاباً وتقدمه في كميات قليلة، وبطرق مختلفة لاستشارة الشهية والاهتام، وتنظيم مواعيده، وعدم الأكل بن الوجبات، وإذا جاع الطفل بن الوجبات يعطـى كوبـاً مـن اللن أو فاكهة، وتشجيع الأكل الجاعي، وترك الطفل يختار ما يحبه من الطعام مـع تنويع الغذاء الكامل الصحي، وإذا ظهر عدم الميل لأي نوع من الغذاء يجـب تجنـب تقدمه لفترة من الوقت (زهران ،1977: 450).   

مشكلة مص الإصبع:  

تنتشر عادة مص الأصبع بن الأطفـال وذلـك لأسـباب متعـددة وهـذه العـادة لا يسمح بها إذا نظر إليهـا مـن الناحيـة الصـحيحة حيـث إنهـا تـؤدي إلى العديـد مـن المشكلات نتيجة مـص الإصـبع الـذي يتعـرض للتلـوث المسـتمر ولكـن مـن الناحيـة النفسية يسمح بها إذا كانت تبدو على الطفل أعراض الاضطراب النفسي، حيث تعتبر هذه العادة مصدر إشباع لـه وكـذلك كبـديل عـن ثـدي أمـه وإذا حـرم الطفـل مـن مارسة هذه العادة فسوف تحدث له اضطرابات أكر شدة لذلك لا بد من التعامـل مع هذه المشكلة بحكمة وتدرج.   

وتحدث هذه العادة عندما يولج الطفل إبهامه في فمـه وتنغلـق عليـه الشـفتان ويكون الإظفار عادة إلى الأسفل وفي الغالب يقوم الطفل بحركـات مصـاحبة للمـص ،مثل: أن تحك يد الطفل الأخرى جزءا من الجسـم كـالأذن، أو الشـعر، أو شـيئاًً آخـر ،وهذه من مظاهر التوتر النفسي عند الطفل، وبالرغم مـن انتشـار مـص الأصـبع بـن أبناء السنة والسنتن فإن هذه العادة من الممكن أن تختفي تدريجياً إذا تم التعامـل معها من قبل الأسرة بالحكمة والتدرج.   

ومشــكلة مــص الإبهــام مــن أكــر المشــكلات شــيوعاً بــن الأطفــال خاصــة أثنــاء   الطفولـة المبكـرة، وهــي ظـاهرة عاديــة يجـب ألا تثـر اهتامنــا كثـراً إذا لم يرفقهــا  

الصفحة269

أعراض قلق زائد عن الحد ويفسر مص الإبهام، أو أي إصبع آخر عند الطفل الرضـيع بأنه تقلصات الجوع عند المولود حديثاً (مرتضى، 2002: 50).  

الأسباب:  

1. عند الصغار ميـل قـوي للمـص، وهنـاك أدلـة عـلى أن بعـض الأجنـة مـص أصابعها وهي في الرحم.   
2. وهم مصون لأن في المـص متعـة لهـم، فـيحس الطفـل بالسـعادة والـدفء والرضا.  
3. المصّ مارسة متع الطفل بالراحـة والاسترخاء (شيفر وولمان ،2006، 170).  

مقترحات لمعالجة مشكلة مص الإصبع:   

قد تلجأ بعض الأسر إلى استخدام سلوك معن مع الطفل لاستئصال هـذه العـادة السيئة (بالضرب، السخرية) أو وضع مادة (الصبر المر على الإصبع) ولوحظ أن عملية المص تصبح عند الطفل فيا بعد نوعاً من التسلية، واسـتخدام السـلوكيات السـابقة مع الأطفال لن يحل المشكلة، والأمر ليس خطراً إلى درجة كبرة إما يخشى أن يـؤدي الإصرار من الأهل على تخلي الطفل عن هذا السلوك، ومسك الطفل بهذا السلوك إلى تصدع العلاقة بن الطفل وأسرته.   

ومن الضروري تخليص الطفل من هذه العادة السيئة ولكن بطرق أكر إيجابية مثل:  

• عندما ينمو الطفل ويصـبح قـادراً عـلى الحـوار والمناقشـة البسـيطة، فمـن الممكن إقناع الطفل بخطورة مص الإبهام.

• المكافأة والتعزيز من خلال السـاح لـه مـص الإبهـام مـرة واحـدة، ولفـترة معينة قبل النوم، ولكن إذا استطاع أن ينام دون فعـل ذلـك سـوف يحصـل على علامة، ولكل خمس علامات مثلاً مكافأة يحبها الطفل. 

الصفحة270

• استدعاء انتباه الطفل، وصرفه عن المص بأنشطة، وألعـاب بديلـة يسـتخدم فيها جميع أصابعه لفترات معينة يشغل فيها عن مص الأصبع.  
• منحة الغذاء المناسب، والحب، والعطف، والحنان. 

• التدرج في منع الطفل وبطرق محببة له مع عدم استخدام العقاب والقسوة مع الطفل.  

الصفحة271

أنظر الأسئلة من الصفحة 272الى 304 ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة

الصفحة304

أنظر الصفحة من 307 إلى 317 ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة

الصفحة317

أنظر الصفحة من 325 إلى 333 ضمن النسخة الورقية بدف أعلاه الصفحة

الصفحة333